دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 جمادى الأولى 1431هـ/30-04-2010م, 05:25 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الإيمان

الإيمان ما هو و بيان خصاله
حديث أبي هريرة: قال كان النبيّ صلى الله عليه وسلم بارزًا يومًا للناس فأتاه رجل
فقال: ما الإيمان ؟قال: " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه وبرسله وتؤمن بالبعث"
قال: ما الإسلام؟ قال:" الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدّي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان "
قال: ما الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
قال: متى الساعة ؟ قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها؛ إذا ولدت الأمة ربّها، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهنّ إلاّ الله ثم تلا النبيّ صلى الله عليه وسلم: {إنّ الله عنده علم الساعة} الآية" : ثم أدبر فقال: "ردّوه " فلم يروا شيئاً فقال:"هذا جبريل جاء يعلّم الناس دينهم."
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 37 باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام.

بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام
حديث طلحة بن عبيد الله: قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دويّ صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام؛
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خمس صلوات في اليوم والليلة " فقال: هل عليّ غيرها قال:" لا إلاّ أن تطوّع "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وصيام رمضان" قال: هل عليّ غيره، قال: "لا إلاّ أن تطوّع "
قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة قال :هل عليّ غيرها قال: " لا إلاّ أن تطوّع " قال فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفلح إن صدق".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 34 باب الزكاة من الإسلام.

بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة
حديث أبي أيوب الأنصاريّ رضي الله عنه: أنّ رجلاً قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، فقال القوم: ما له ماله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرب مّا له فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتقيم الصّلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرّحم" ذرها قال كأنّه كان على راحلته.
أخرجه البخاري في: 78 كتاب الأدب: 10 باب فضل صلة الرحم.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أنّ أعرابيًّا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: دلّني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال:"تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصّلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة وتصوم رمضان " قال: والّذي نفسي بيده لا أزيد على هذا فلمّا ولّى، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:" من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا".
أخرجه البخاري في 24 كتاب الزكاة: 1 باب وجوب الزكاة.

قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس
حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدًا رسول الله وإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة والحجّ وصوم رمضان."
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 2 باب دعاؤكم إيمانكم.

الأمر بالإيمان بالله ورسوله وشرائع الدين والدعاء إليه
حديث ابن عبّاس : قال: إنّ وفد عبد القيس لمّا أتوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من القوم أو من الوفد" قالوا: ربيعة قال: "مرحبًا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى" فقالوا: يا رسول الله إنّا لا نستطيع أن نأتيك إلاّ في الشّهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحيّ من كفّار مضر، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنّة وسألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع: "أمرهم بالإيمان بالله وحده، قال: أتدرون ما الإيمان بالله وحده" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:" شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدًا رسول الله، وإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس ونهاهم عن أربع: عن الحنتم والدّبّاء والنّقير والمزفّت وربّما قال المقيّر وقال: احفظوهنّ وأخبروا بهنّ من وراءكم."
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 40 باب أداء الخمس من الإيمان.

حديث ابن عبّاس: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا بعث معاذاً رضي الله عنه على اليمن قال:" إنّك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أوّل ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أنّ الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أنّ الله فرض عليهم زكاةً من أموالهم وتردّ على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوقّ كرائم أموال النّاس".
أخرجه البخاري في: 24 كتاب الزكاة: 41 باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة.

حديث ابن عبّاس: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى اليمن فقال:" اتّق دعوة المظلوم فإنّها ليس بينها وبين الله حجاب"
أخرجه البخاري في: 46 كتاب المظالم: 9 باب الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم.

الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله
حديث أبي بكر وعمر: قال أبو هريرة: لمّا توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر رضي الله عنه، وكفر من كفر من العرب، فقال عمر رضي الله عنه: كيف تقاتل النّاس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا لا إله إلاّ الله، فمن قالها فقد عصم منّي ماله ونفسه إلاّ بحقّه، وحسابه على الله" فقال أبو بكر: والله لأقاتلنّ من فرّق بين الصّلاة والزّكاة، فإنّ الزّكاة حقّ المال، والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدّونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. قال عمر رضي الله عنه: فوالله ما هو إلاّ أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنّه الحقّ.
أخرجه البخاري في: 24 كتاب الزكاة: 1 باب وجوب الزكاة.

حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا لا إله إلاّ الله، فمن قال لا إله إلاّ الله فقد عصم منّي نفسه وماله إلاّ بحقّه، وحسابه على الله".
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 102 باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة.

حديث ابن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله، ويقيموا الصّلاة ويؤتوا الزّكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّ الإسلام، وحسابهم على الله".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 17 باب فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم.

أول الإيمان قول لا إله إلا الله
حديث المسيّب بن حزن قال: لمّا حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أميّة بن المغيرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب :"يا عمّ قل لا إله إلاّ الله كلمة أشهد لك بها عند الله"، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أميّة يا أبا طالب أترغب عن ملّة عبد المطّلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة حتّى قال أبو طالب، آخر ما كلّمهم، هو على ملّة عبد المطّلب، وأبى أن يقول لا إله إلاّ الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمّا والله لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك" فأنزل الله تعالى فيه: {ما كان للنّبي} الآية.
أخرجه البخاري في: 23 كتاب الجنائز: 81 باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلاّ الله.

من لقي الله بالإيمان وهو غير شاك فيه دخل الجنة وحرم على النار
حديث عبادة رضي الله عنه: عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، وأنّ عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنّة حقّ، والنّار حقّ، أدخله الله الجنّة على ما كان من العمل".
وزاد أحد رجال السند من أبواب الجنّة الثمانية أيها شاء.
أخرجه البخاري في: 60 كتاب الأنبياء: 47 باب قوله: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق}.

حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بينا أنا رديف النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ليس بيني وبينه إلاّ أخرة الرّحل، فقال: "يا معاذ " قلت: لبّيك رسول الله وسعديك ثمّ سار ساعةً ثمّ قال:" يا معاذ" قلت: لبّيك رسول الله وسعديك ثمّ سار ساعةً ثمّ قال: "يا معاذ" قلت: لبّيك رسول الله وسعديك قال:" هل تدري ما حقّ الله على عباده"
قلت: الله ورسوله أعلم
قال: "حقّ الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً " ثمّ سار ساعةً ثمّ قال: " يا معاذ بن جبل"
قلت: لبّيك رسول الله وسعديك
فقال: " هل تدري ما حقّ العباد على الله إذا فعلوه "
قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "حقّ العباد على الله أن لا يعذّبهم".
أخرجه البخاري في: 77 كتاب اللباس: 101 باب إرداف الرجل خلف الرجل .

حديث معاذ رضي الله عنه قال: كنت ردف النّبيّ صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير، فقال: "يا معاذ هل تدري حقّ الله على عباده وما حقّ العباد على الله"
قلت: الله ورسوله أعلم
قال: "فإنّ حقّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحقّ العباد على الله أن لا يعذّب من لا يشرك به شيئًا "
فقلت: يا رسول الله: أفلا أبشّر به النّاس
قال: "لا تبشّرهم فيتّكلوا".
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 46 باب اسم الفرس والحمار.

حديث أنس بن مالك: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرّحل، قال:" يا معاذ بن جبل" قال: لبّيك يا رسول الله وسعديك، قال:" يا معاذ" قال: لبّيك يا رسول الله وسعديك ثلاثًا، قال: "ما من أحد يشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلاّ حرّمه الله على النّار " قال: يا رسول الله أفلا أخبر به النّاس فيستبشروا قال: "إذًا يتّكلوا وأخبر بها معاذ عند موته تأثّما".
أخرجه البخاري في: 3 كتاب العلم: 49 باب من خص بالعلم قومًا دون قوم كراهية أن لا يفهموا.

شعب الإيمان
حديث أبي هريرة رضي الله عنه: عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضع وستّون شعبةً والحياء شعبة من الإيمان".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 3 باب أمور الإيمان.

حديث ابن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" دعه فإنّ الحياء من الإيمان".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 16 باب الحياء من الإيمان.

حديث عمران بن حصين قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:" الحياء لا يأتي إلاّ بخير".
أخرجه البخاري في: 78 كتاب الأدب: 77 باب الحياء.

بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل
حديث عبد الله بن عمرو: أنّ رجلاً سأل النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أيّ الإسلام خير، قال: "تطعم الطّعام وتقرأ السّلام على من عرفت ومن لم تعرف".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 6 باب إطعام الطعام من الإسلام.

حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله أيّ الإسلام أفضل قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 5 باب أي الإسلام أفضل.

بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان
حديث أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:" ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما، وأن يحبّ المرء لا يحبّه إلاّ لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النّار".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 9 باب حلاوة الإيمان.

وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين
حديث أنس قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من والده وولده والنّاس أجمعين".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 8 باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان.

الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير
حديث أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 7 باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

الحث على إكرام الجار والضيف وقول الخير أو لزوم الصمت وكون ذلك كله من الإيمان
حديث أبي هريرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".
أخرجه البخاري في: 78 كتاب الأدب: 31 باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره.

حديث أبي شريح العدويّ قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلّم النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته"
قال: وما جائزته يا رسول الله.
قال: "يوم وليلة والضّيافة ثلاثة أيّام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".
أخرجه البخاري في: 78 كتاب الأدب: 31 باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره.

تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه
حديث عقبة بن عمرو أبي مسعود قال: أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال:"الإيمان يمان ههنا، ألا إنّ القسوة وغلظ القلوب في الفدّادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشّيطان في ربيعة ومضر".
أخرجه البخاري في: 59 كتاب بدء الخلق: 15 باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال .

حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:" أتاكم أهل اليمن، أضعف قلوبًا، وأرقّ أفئدةً، الفقه يمان والحكمة يمانية".
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 74 باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" رأس الكفر نحو المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدّادين أهل الوبر، والسّكينة في أهل الغنم".
أخرجه البخاري في: 59 كتاب بدء الخلق: 15 باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" الفخر والخيلاء في الفدّادين أهل الوبر، والسّكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية".
أخرجه البخاري في: 61 كتاب المناقب: 1 باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}.

بيان أن الدين النصيحة
حديث جرير بن عبد الله قال: بايعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"على السّمع والطّاعة، فلقّنني فيما استطعت، والنّصح لكلّ مسلم".
أخرجه البخاري في: 93 كتاب الأحكام: 43 باب كيف يبايع الإمام الناس.

بيان نقصان الإيمان بالمعاصي ونفيه عن المتلبس بالمعصية على إرادة نفي كماله
حديث أبي هريرة أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السّارق حين يسرق وهو مؤمن
وزاد في رواية ولا ينتهب نهبةً ذات شرف يرفع النّاس إليه أبصارهم فيها حين ينتهبها وهو مؤمن".
أخرجه البخاري في: 74 كتاب الأشربة: 1 باب قول الله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان}.

بيان خصال المنافق
حديث عبد الله بن عمرو أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:" أربع من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 24 باب علامة المنافق.

حديث أبي هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 24 باب علامة المنافق.

بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم يا كافر
حديث عبد الله بن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أيّما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما".
أخرجه البخاري في: 78 كتاب الأدب: 73 باب من كفر أخاه بغير تأويل.

بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم
حديث أبي ذرّ رضي الله عنه أنّه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول:" ليس من رجل ادّعى لغير أبيه وهو يعلمه إلاّ كفر، ومن ادّعى قومًا ليس له فيهم نسب فليتبوّأ مقعده من النّار".
أخرجه البخاري في: 61 كتاب المناقب: 5 باب حدثنا أبو معمر.

حديث أبي هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:" لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر".
أخرجه البخاري في: 85 كتاب الفرائض: 29 باب من ادعى إلى غير أبيه.

حديث سعد بن أبي وقّاص وأبي بكرة قال سعد سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "من ادّعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنّه غير أبيه فالجنّة عليه حرام " فذكر لأبي بكرة فقال: وأنا سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البخاري في: 85 كتاب الفرائض: 29 باب من ادعى إلى غير أبيه.

بيان قول النبيّ صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
حديث عبد الله بن مسعود أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
أخرجه البخاري في: كتاب الإيمان: 36 باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر.

لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض
حديث جرير أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال له في حجّة الوداع: استنصت النّاس، فقال: "لا ترجعوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعض".
أخرجه البخاري في: 3 كتاب العلم: 43 باب الإنصات للعلماء.

حديث ابن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"ويلكم أو ويحكم، لا ترجعوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعض".
أخرجه البخاري في: 78 كتاب الأدب: 95 باب ما جاء في قول الرجل ويلك.

بيان كفر من قال مطرنا بالنوء
حديث زيد بن خالد الجهنيّ قال: صلّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصّبح بالحديبية على إثر سماء كانت من اللّيلة، فلمّا انصرف أقبل على النّاس
فقال: "هل تدرون ماذا قال ربّكم"
قالوا الله ورسوله أعلم.
قال:" أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمّا من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب وأمّا من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب".
أخرجه البخاري في: 10 كتاب الأذان: 156 باب يستقبل الإمام الناس إذا سلّم.

الدليل على أن حب الأنصار من الإيمان
حديث أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "آية الإيمان حبّ الأنصار، وآية النّفاق بغض الأنصار".
أخرجه البخاري في: كتاب الإيمان: 10 باب علامة الإيمان حب الأنصار.

حديث البراء قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "الأنصار لا يحبّهم إلاّ مؤمن، ولا يبغضهم إلاّ منافق، فمن أحبّهم أحبّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله".
أخرجه البخاري في: 63 كتاب مناقب الأنصار: 4 باب حب الأنصار.

بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات
حديث أبي سعيد الخدريّ: قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحًى أو فطر إلى المصلّى فمرّ على النّساء فقال: "يا معشر النّساء تصدّقن فإنّي أريتكنّ أكثر أهل النّار"
فقلن: وبم يا رسول الله قال:" تكثرن اللّعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرّجل الحازم من إحداكنّ"
قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله
قال: "أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرّجل"
قلن: بلى، قال:" فذلك من نقصان عقلها"، "أليس إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم" قلن: بلى، قال: "فذلك من نقصان دينها".
أخرجه البخاري في: كتاب الحيض: 6 باب ترك الحائض الصوم.

بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال
حديث أبي هريرة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أيّ العمل أفضل فقال: "إيمان بالله ورسوله قيل: ثمّ ماذا قال: الجهاد في سبيل الله قيل: ثمّ ماذا قال: حجّ مبرور".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 18 باب من قال إن الإيمان هو العمل.

حديث أبي ذرّ رضي الله عنه: قال سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أيّ العمل أفضل قال: "إيمان بالله وجهاد في سبيله"
قلت: فأيّ الرّقاب أفضل
قال:" أغلاها ثمنًا وأنفسها عند أهلها"
قلت: فإن لم أفعل قال: "تعين صانعًا أو تصنع لأخرق"
قال: فإن لم أفعل قال:" تدع النّاس من الشّرّ فإنّها صدقة تصدّق بها على نفسك".
أخرجه البخاري في: 49 كتاب العتق: 2 باب أي الرقاب أفضل.

حديث عبد الله بن مسعود: قال: سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم أيّ العمل أحبّ إلى الله؟ قال: "الصّلاة على وقتها" قال: ثمّ أيّ قال:" ثمّ برّ الوالدين" قال: ثمّ أيّ قال: "الجهاد في سبيل الله"قال: حدّثني بهنّ، ولو استزدته لزادني.
أخرجه البخاري في: 9 كتاب مواقيت الصلاة: 5 باب فضل الصلاة لوقتها.

كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده
حديث عبد الله بن مسعود قال: سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أيّ الذّنب أعظم عند الله قال:" أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك"
قلت: إنّ ذلك لعظيم، قلت: ثمّ أيّ
قال:" وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك"
قلت: ثمّ أيّ قال: "أن تزاني حليلة جارك".
أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير، تفسير سورة البقرة: 3 باب قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادًا}.

بيان الكبائر وأكبرها
حديث أبي بكرة : قال: "قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم ألا أنبّئكم بأكبر الكبائر ثلاثًا"
قالوا: بلى يا رسول الله،
قال:" الإشراك بالله وعقوق الوالدين " وجلس، وكان متّكئًا،
فقال: ألا وقول الزّور قال فما زال يكرّرها حتّى قلنا ليته سكت.

حديث أنس رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النّفس، وشهادة الزّور".
أخرجه البخاري في: 52 كتاب الشهادات: 10 باب ما قيل في شهادة الزور.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه: عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"اجتنبوا السّبع الموبقات" قالوا: يا رسول الله وما هنّ.
قال:" الشّرك بالله، والسّحر، وقتل النّفس الّتي حرّم الله إلاّ بالحقّ، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".
أخرجه البخاري في: 55 كتاب الوصايا: 23 باب قول الله تعالى: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا}.

حديث عبد الله بن عمرو: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنّ من أكبر الكبائر أن يلعن الرّجل والديه"
قيل: يا رسول الله وكيف يلعن الرّجل والديه .
قال: "يسبّ الرّجل أبا الرّجل فيسبّ أباه ويسبّ أمّه".
أخرجه البخاري في: 78 كتاب الأدب: 4 باب لا يسب الرجل والديه.

من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من مات يشرك بالله شيئًا دخل النّار" وقلت أنا: من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنّة.
أخرجه البخاري في: 23 كتاب الجنائز: 1 باب في الجنائز ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله.

حديث أبي ذرّ رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أتاني آت من ربّي فأخبرني، أو قال بشّرني، أنّه من مات من أمّتي لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنّة" قلت: وإن زنى وإن سرق قال:" وإن زنى وإن سرق".
أخرجه البخاري في: 23 كتاب الجنائز: 1 باب في الجنائز ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله.

حديث أبي ذرّ رضي الله عنه: قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثمّ أتيته وقد استيقظ، فقال:" ما من عبد قال لا إله إلاّ الله ثمّ مات على ذلك إلاّ دخل الجنّة "
قلت: وإن زنى وإن سرق
قال: "وإن زنى وإن سرق"
قلت: وإن زنى وإن سرق
قال: "وإن زنى وإن سرق"
قلت: وإن زنى وإن سرق
قال: " وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذرّ"
وكان أبو ذرّ إذا حدّث بهذا قال وإن رغم أنف أبي ذرّ.
أخرجه البخاري في: 77 كتاب اللباس: 24 باب الثياب البيض.

تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله
حديث المقداد بن الأسود (هو المقداد بن عمرو الكنديّ): أنّه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن لقيت رجلاً من الكفّار، فاقتتلنا، فضرب إحدى يديّ بالسّيف ققطعها، ثمّ لاذ منّي بشجرة، فقال أسلمت لله، أأقتله يا رسول الله بعد أن قالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتله"، فقال يا رسول الله إنّه قطع إحدى يديّ ثمّ قال ذلك بعد ما قطعها؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تقتله، فإن قتلته فإنّه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنّك بمنزلته قبل أن يقول كلمته الّتي قال".
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 12 باب حدثني خليفة.

حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما: قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبّحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، فلمّا غشيناه قال لا إله إلاّ الله، فكفّ الأنصاريّ عنه، وطعنته برمحي حتّى قتلته؛ فلمّا قدمنا، بلغ النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: " يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلاّ الله" قلت كان متعوّذًا؛ فما زال يكرّرها حتّى تمنّيت أنّي لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 45 باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة.

قول النبي صلى الله عليه وسلم من حمل علينا السلاح فليس منا
حديث عبد الله بن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حمل علينا السّلاح فليس منّا".
أخرجه البخاري في: 92 كتاب الفتن: 7 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من حمل علينا السلاح فليس منا.

حديث أبي موسى: عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " من حمل علينا السّلاح فليس منّا".
أخرجه البخاري في: 92 كتاب الفتن: 7 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من حمل علينا السلاح فليس منا.

تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: " ليس منّا من ضرب الخدود، وشقّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهليّة".
أخرجه البخاري في: 23 كتاب الجنائز 39 باب ليس منا من ضرب الخدود.
حديث أبي موسى رضي الله عنه : وجع أبو موسى وجعًا شديدًا فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله، فلم يستطع أن يردّ عليها شيئًا؛ فلمّا أفاق قال أنا بريء ممّن برئ رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم "برئ من الصّالقة والحالقة والشّاقّة".
أخرجه البخاري في: 23 كتاب الجنائز: 38 باب ما ينهى من الحلق عند المصيبة.

بيان غلظ تحريم النميمة
حديث حذيفة : قال سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يدخل الجنّة قتّات".
أخرجه البخاري في: 78 كتاب الأدب: 50 باب ما يكره من النميمة.

بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن بالعطية وتنفيق السلعة بالحلف، وبيان الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم
حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم: رجل كان له فضل ماء بالطّريق فمنعه من ابن السّبيل؛ ورجل بايع إمامه لا يبايعه إلاّ لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط؛ ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال والله الّذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا، فصدّقه رجل ثمّ قرأ هذه الآية {إنّ الّذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلاً}".
أخرجه البخاري في: 42 كتاب المساقاة: 5 باب إثم من منع ابن السبيل من الماء.

بيان غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه وأن من قتل نفسه بشيء عذب به في النار، وأنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة
حديث أبي هريرة رضي الله عنه: عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من تردّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنّم يتردّى فيه خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا، ومن تحسّى سمًّا فقتل نفسه فسمّه في يده يتحسّاه في نار جهنّم خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنّم خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا".
أخرجه البخاري في: 76 كتاب الطب: 56 باب شرب السم والدواء به وبما يخاف منه.

حديث ثابت بن الضّحّاك: وكان من أصحاب الشّجرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف على ملّة غير الإسلام فهو كما قال، وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك، ومن قتل نفسه بشيء في الدّنيا عذّب به يوم القيامة، ومن لعن مؤمنًا فهو كقتله، ومن قذف مؤمنًا بكفر فهو كقتله".
أخرجه البخاري في: 78 كتاب الأدب: 44 باب ما ينهى من السباب واللعن.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فقال لرجل ممّن يدّعي الإسلام:" هذا من أهل النّار"، فلمّا حضر القتال قاتل الرّجل قتالاً شديدًا فأصابته جراحة، فقيل يا رسول الله الّذي قلت إنّه من أهل النّار فإنّه قد قاتل اليوم قتالاً شديدًا، وقد مات، فقال صلى الله عليه وسلم: إلى النّار قال فكاد بعض النّاس أن يرتاب؛ فبينما هم على ذلك إذ قيل إنّه لم يمت ولكنّ به جراحًا شديدًا، فلمّا كان من اللّيل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه: فأخبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: "الله أكبر أشهد أنّي عبد الله ورسوله" ، ثمّ أمر بلالاً فنادى في النّاس: إنّه لا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة، وإنّ الله ليؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر.
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 182 باب إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر.

حديث سهل بن سعد السّاعديّ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلمّا مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذّةً ولا فاذّةً إلاّ اتّبعها يضربها بسيفه، فقالوا ما أجزأ منّا اليوم أحد كما أجزأ فلان؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنّه من أهل النّار" فقال رجل من القوم: أنا صاحبه قال فخرج معه كلّما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه؛ قال فجرح الرّجل جرحًا شديدًا، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض، وذبابه بين ثدييه ثمّ تحامل على نفسه فقتل نفسه فخرج الرّجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنّك رسول الله قال: " وما ذاك" قال: الرّجل الّذي ذكرت آنفًا أنّه من أهل النّار فأعظم النّاس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه، ثمّ جرح جرحًا شديدًا فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه في الأرض، وذبابه بين ثدييه، ثمّ تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: " إنّ الرّجل ليعمل عمل أهل الجنّة فيما يبدو للنّاس وهو من أهل النّار، وإنّ الرّجل ليعمل عمل أهل النّار فيما يبدو للنّاس وهو من أهل الجنّة".
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 77 باب لا يقول فلان شهيد .

حديث جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع، فأخذ سكّينًا فحزّ بها يده فما رقأ الدّم حتّى مات، قال الله تعالى: "بادرني عبدي بنفسه حرّمت عليه الجنّة".
أخرجه البخاري في: 60 كتاب الأنبياء: 50 باب ما ذكر عن بني إسرائيل.

غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبًا ولا فضّةً، إنّما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط، ثمّ انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى ومعه عبد له يقال له مدعم، أهداه له أحد بني الضّباب؛ فبينما هو يحطّ رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سهم عائر حتّى أصاب ذلك العبد فقال النّاس: هنيئًا له الشّهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بلى والّذي نفسي بيده إنّ الشّملة الّتي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارًا"
فجاء رجل، حين سمع ذلك من النّبيّ صلى الله عليه وسلم، بشراك أو بشراكين، فقال: هذا شيء كنت أصبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شراك أو شراكان من نار".
أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازى: 38 باب غزوة خيبر.

هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية
حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهليّة قال: "من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهليّة، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأوّل والآخر".
أخرجه البخاري في: 88 كتاب استتابة المرتدين: 1 باب إثم من أشرك بالله.

كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج
حديث ابن عبّاس، أنّ ناسًا من أهل الشّرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمّدًا صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنّ الّذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أنّ لما عملنا كفّارةً؛ فنزل {والّذين لا يدعون مع الله إلهًا آخر ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم الله إلاّ بالحقّ ولا يزنون}، ونزل: {قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}.
أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 39 سورة الزمر.

حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده
حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أتحنّث بها في الجاهليّة من صدقة أو عتاقة وصلة رحم، فهل فيها من أجر فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:" أسلمت على ما سلف من خير"
أخرجه البخاري في: 24 كتاب الزكاة: 24 باب من تصدق في الشرك ثم أسلم .

صدق الإيمان وإخلاصه
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: لمّا نزلت {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} شقّ ذلك على المسلمين؛ فقالوا: يا رسول الله أيّنا لا يظلم نفسه قال:" ليس ذلك، إنّما هو الشّرك؛ ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه {يا بنيّ لا تشرك بالله إنّ الشّرك لظلم عظيم}"
أخرجه البخاري في: 60 كتاب الأنبياء: 1 باب قول الله تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة}.

تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الله تجاوز عن أمّتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلّم".
أخرجه البخاري في: 68 كتاب الطلاق: 11 باب الطلاق في الإغلاق.

إذا هم العبد بحسنة كتبت وإذا هم بسيئة لم تكتب
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أحسن أحدكم إسلامه فكلّ حسنة ىعملها تكتب له بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، وكلّ سيّئة يعملها تكتب له بمثلها".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 31 باب حسن إسلام المرء.

حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فيما يروي عن ربّه عزّ وجلّ، قال:" قال إنّ الله كتب الحسنات والسّيّئات، ثمّ بيّن ذلك، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً، فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ومن همّ بسيّئة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً، فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له سيّئةً واحدةً".
أخرجه البخاري في: 81 كتاب الرقاق: 31 باب من هم بحسنة أو بسيئة.

الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي الشّيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا من خلق كذا حتّى يقول: من خلق ربّك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته".
أخرجه البخاري في: 59 كتاب بدء الخلق: 11 باب صفة إبليس وجنوده.

حديث أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن يبرح النّاس يتساءلون حتّى يقولوا: هذا الله خالق كلّ شيء، فمن خلق الله".
أخرجه البخاري في: 96 كتاب الاعتصام: 3 باب ما يكره من كثرة السؤال.

وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حلف يمين صبر ليقتطع بها مال امرىء مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك {إنّ الّذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة} إلى آخر الآية؛ قال فدخل الأشعث بن قيس وقال: ما يحدّثكم أبو عبد الرّحمن قلنا: كذا وكذا، قال فيّ أنزلت: كانت لي بئر في أرض ابن عمّ لي، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "بيّنتك أو يمينه"؛ فقلت: إذًا يحلف يا رسول الله؛ فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:" من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرىء مسلم، وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان".
أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 3 سورة آل عمران 3 باب إن الذين يشترون بعهد الله.

الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم في حقه، وإن قتل كان في النار، وأن من قتل دون ماله فهو شهيد
حديث عبد الله بن عمرو، قال سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "من قتل دون ماله فهو شهيد".
أخرجه البخاري في: 46 كتاب المظالم: 33 باب من قاتل دون ماله.

استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار
حديث معقل بن يسار، أنّ عبيد الله بن زياد عاده في مرضه الّذي مات فيه، فقال له معقل إنّي محدّثك حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد استرعاه الله رعيّةً فلم يحطها بنصيحة إلاّ لم يجد رائحة الجنّة".
أخرجه البخاري في: 93 كتاب الأحكام: 8 باب من استرعى رعية فلم ينصح.

رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب وعرض الفتن على القلوب
حديث حذيفة قال: حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر حدّثنا أنّ الأمانة نزلت في جذر قلوب الرّجال، ثمّ علموا من القرآن ثمّ علموا من السّنّة وحدّثنا عن رفعها قال: ينام الرّجل النّومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظلّ أثرها مثل أثر الوكت، ثمّ ينام النّومة فتقبض، فيبقى أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك، فنفط فتراه منتبرًا وليس فيه شيء، فيصبح النّاس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدّي الأمانة، فيقال إنّ في بني فلان رجلاً أمينًا؛ ويقال للرّجل ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبّة خردل من إيمان ولقد أتى عليّ زمان وما أبالي أيّكم بايعت؛ لئن كان مسلمًا ردّه عليّ الإسلام، وإن كان نصرانيًّا ردّه عليّ ساعيه، فأمّا اليوم، فما كنت أبايع إلاّ فلانًا وفلانًا.
أخرجه البخاري في: 81 كتاب الرقاق: 35 باب رفع الأمانة.

بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا وأنه يأرز بين المسجدين
حديث حذيفة، قال: كنّا جلوسًا عند عمر رضي الله عنه فقال: أيّكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة قلت: أنا كما قاله، قال: إنّك عليه أو عليها لجريء؛ قلت فتنة الرّجل في أهله وماله وولده وجاره تكفّرها الصّلاة والصّوم والصّدقة والأمر والنّهي، قال: ليس هذا أريد ولكن الفتنة الّتي تموج كما يموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إنّ بينك وبينها بابًا مغلقًا، قال: أيكسر أم يفتح قال: يكسر، قال: إذًا لا يغلق أبدًا
قلنا: أكان عمر يعلم الباب قال نعم، كما أنّ دون الغد اللّيلة، إنّي حدّثته بحديث ليس بالأغاليط فهبنا أن نسأل حذيفة، فأمرنا مسروقًا فسأله؛ فقال: الباب عمر.
أخرجه البخاري في: 9 كتاب مواقيت الصلاة: 4 باب الصلاة كفارة.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحيّة إلى جحرها".
أخرجه البخاري في: 29 كتاب فضائل المدينة: 6 باب الإيمان يأرز إلى المدينة.

جواز الاستسرار للخائف
حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: " اكتبوا لي من تلفّظ بالإسلام من النّاس" فكتبنا له ألفًا وخمسمائة رجل فقلنا نخاف ونحن ألف وخمسمائة فلقد رأيتنا ابتلينا حتّى إنّ الرّجل ليصلّي وحده وهو خائف.
أخرجه البخاري في: 56 كتاب الجهاد 181 باب كتابة الإمام للناس.

تألف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه والنهي عن القطع بالإيمان من غير دليل قاطع
حديث سعد رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطًا وسعد جالس، فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً هو أعجبهم إليّ، فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إنّي لأراه مؤمنًا، فقال: أو مسلمًا فسكتّ قليلاً ثمّ غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي فقلت: ما لك عن فلان فوالله إنّي لأراه مؤمنًا فقال: أو مسلمًا فسكتّ قليلاً ثمّ غلبني ما أعلم منه، فعدت لمقالتي، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ قال: "يا سعد إنّي لأعطي الرّجل وغيره أحبّ إليّ منه خشية أن يكبّه الله في النّار".
أخرجه البخاري في: 2 كتاب الإيمان: 19 باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة.

زيادة طمأنينة بتظاهر الأدلة
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " نحن أحقّ بالشّكّ من إبراهيم إذ قال: {ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي} ويرحم الله لوطًا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد؛ ولو لبثت في السّجن طول ما لبث يوسف لأجبت الدّاعي".
أخرجه البخاري في: 60 كتاب الأنبياء: 11 باب قوله عز وجل {ونبئهم عن ضيف إبراهيم}.

وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته
حديث أبي هريرة قال قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: " ما من الأنبياء نبيّ إلاّ أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنّما كان الّذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة".
أخرجه البخاري في: 66 كتاب فضائل القرآن: 1 باب كيف نزول الوحي وأول ما نزل.

حديث أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لهم أجران، رجل من أهل الكتاب آمن بنبيّه وآمن بمحمّد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدّى حقّ الله وحقّ مواليه، ورجل كانت عنده أمة فأدّبها فأحسن تأديبها، وعلّمها فأحسن تعليمها ثمّ أعتقها فتزوّجها فله أجران".
أخرجه البخاري في: 3 كتاب العلم: 31 باب تعليم الرجل أمته وأهله.

نزول عيسى بن مريم حاكما بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والّذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطًا، فيكسر الصّليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية ويفيض المال حتّى لا يقبله أحد".
أخرجه البخاري في: 34 كتاب البيوع: 102 باب قتل الخنزير.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم".
أخرجه البخاري في: 60 كتاب الأنبياء: 49 باب نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام.

بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم السّاعة حتّى تطلع الشّمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها النّاس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها ثمّ قرأ الآية".
أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 6 سورة الأنعام: 9 باب هلمّ شهداءكم.

حديث أبي ذرّ رضي الله عنه قال: دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فلمّا غربت الشّمس قال: "يا أبا ذرّ هل تدري أين تذهب هذه"
قال: قلت الله ورسوله أعلم
قال: "فإنّها تذهب تستأذن في السّجود فيؤذن لها وكأنّها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها ثمّ قرأ {ذلك مستقرّ لها}".
أخرجه البخاري في:97 كتاب التوحيد: 22 باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم.

بدء الوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حديث عائشة أمّ المؤمنين قالت: أوّل ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصّالحة في النّوم، فكان لا يرى رؤيا إلاّ جاءت مثل فلق الصّبح، ثمّ حبّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنّث فيه، وهو التّعبّد، اللّيالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثمّ يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها، حتّى جاءه الحقّ وهو في غار حراء؛ فجاءه الملك فقال اقرأ، قال: ما أنا بقاريء، قال: فأخذني فغطّني حتّى بلغ منّي الجهد ثمّ أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما أنا بقاريء، فأخذني فغطّني الثّانية حتّى بلغ منّي الجهد ثمّ أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقاريء، فأخذني فغطّني الثّالثة ثمّ أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربّك الأكرم}
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال: "زمّلوني زمّلوني فزمّلوه حتّى ذهب عنه الرّوع" ، فقال لخديجة، وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: كلاّ والله، ما يخزيك الله أبدًا، إنّك لتصل الرّحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضّيف، وتعين على نوائب الحقّ
فانطلقت به خديجة حتّى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى ابن عمّ خديجة، وكان امرءًا تنصّر في الجاهليّة، وكان يكتب الكتاب العبرانيّ فيكتب من الإنجيل بالعبرانيّة ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عمّ اسمع من ابن أخيك
فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبر ما رأى فقال له ورقة: هذا النّاموس الّذي نزّل الله على موسى صلى الله عليه وسلم، يا ليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أو مخرجيّ هم "
قال نعم، لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلاّ عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزّرًا.
أخرجه البخاري في: 1 كتاب بدء الوحى: 3 باب حدثنا يحيى ابن بكير.

حديث جابر بن عبد الله الأنصاريّ قال وهو يحدّث عن فترة الوحي، فقال في حديثه:" بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السّماء فرفعت بصري فإذا الملك الّذي جاءني بحراء جالس على كرسيّ بين السّماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت، فقلت: زمّلوني، فأنزل الله تعالى: {يأيّها المدّثّر قم فأنذر} إلى قوله: {والرّجز فاهجر} فحمي الوحي وتتابع.
أخرجه البخاري في: 1 كتاب بدء الوحى: 3 باب حدثنا يحيى ابن بكير .

حديث جابر بن عبد الله الأنصاريّ عن يحي بن كثير، سألت أبا سلمة بن عبد الرّحمن عن أوّل ما نزل من القرآن قال يأيّها المدّثّر قلت يقولون اقرأ باسم ربّك الّذي خلق فقال أبو سلمة سألت جابر بن عبد الله عن ذلك، وقلت له مثل الّذي قلت، فقال جابر لا أحدّثك إلاّ ما حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جاورت بحراء فلمّا قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئًا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئًا، ونظرت أمامي فلم أر شيئًا، ونظرت خلفي فلم أر شيئًا؛ فرفعت رأسي فرأيت شيئًا، فأتيت خديجة فقلت: دثّروني وصبّوا عليّ ماءً باردًا، قال فدثّروني وصبّوا عليّ ماءً باردًا، قال فنزلت {يا أيّها المدّثّر قم فأنذر وربّك فكبّر}".
أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 74 سورة المدثر: باب حدثنا يحيى.

الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات وفرض الصلوات
حديث أبي ذرّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" فرج عن سقف بيتي وأنا بمكّة، فنزل جبريل ففرج عن صدري، ثمّ غسله بماء زمزم، ثمّ جاء بطست من ذهب ممتليء حكمةً وإيمانًا فأفرغه في صدري، ثمّ أطبقه، ثمّ أخذ بيدي فعرج بي إلى السّماء الدّنيا، فلمّا جئت إلى السّماء الدّنيا قال جبريل لخازن السّماء افتح، قال: من هذا قال: هذا جبريل، قال: هل معك أحد قال: نعم معي محمّد صلى الله عليه وسلم، فقال: أو أرسل إليه قال: نعم؛ فلمّا فتح علونا السّماء الدّنيا فإذا رجل قاعد، على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة، إذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل يساره بكى، فقال مرحبًا بالنّبيّ الصّالح والابن الصّالح، قلت لجبريل: من هذا قال: هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنّة، والأسودة الّتي عن شماله أهل النّار؛ فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى حتّى عرج بي إلى السّماء الثّانية فقال لخازنها افتح، فقال له خازنها مثل ما قال الأوّل؛ ففتح قال أنس فذكر أنّه وجد في السّموات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم، ولم يثبت كيف منازلهم؛ غير أنّه ذكر أنّه وجد آدم في السّماء الدّنيا وإبراهيم في السّماء السّادسة قال أنس، فلمّا مرّ جبريل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم بإدريس قال مرحبًا بالنّبيّ الصّالح والأخ الصّالح فقلت: من هذا قال: هذا إدريس ثمّ مررت بموسى فقال مرحبًا بالنّبيّ الصّالح والأخ الصّالح؛ قلت: من هذا قال: هذا موسى ثمّ مررت بعيسى فقال مرحبا بالأخ الصّالح والنّبيّ الصّالح؛ قلت: من هذا قال: هذا عيسى ثمّ مررت بإبراهيم فقال مرحبًا بالنّبيّ الصّالح والابن الصّالح؛ قلت: من هذا قال: هذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم
ثمّ عرج بي حتّى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام، ففرض الله على أمّتي خمسين صلاةً، فرجعت بذلك حتّى مررت على موسى، فقال: ما فرض الله لك على أمّتك قلت: فرض خمسين صلاةً، قال فارجع إلى ربّك فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك، فراجعني فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فقلت: وضع شطرها؛ فقال: راجع ربّك فإنّ أمّتك لا تطيق، فراجعت فوضع شطرها، فرجعت إليه، فقال: ارجع إلى ربّك فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك، فراجعته، فقال: هي خمس وهي خمسون لا يبدّل القول لديّ فرجعت إلى موسى فقال راجع ربّك، فقلت استحييت من ربّي ثمّ انطلق بي حتّى انتهى بي إلى سدرة المنتهى، وغشيها ألوان لا أدري ما هي ثمّ أدخلت الجنّة فإذا فيها حبايل اللّؤلؤ، وإذا ترابها المسك.
أخرجه البخاري في: 8 كتاب الصلاة: 1 باب كيف فرضت الصلاة: في الإسراء.

حديث مالك بن صعصعة رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: " بينا أنا عند البيت بين النّائم واليقظان، وذكر بين الرّجلين، فأتيت بطست من ذهب مليء حكمةً وإيمانًا، فشقّ من النّحر إلى مراقّ البطن، ثمّ غسل البطن بماء زمزم، ثمّ مليء حكمةً وإيمانًا، وأتيت بدابّة أبيض دون البغل وفوق الحمار، البراق، فانطلقت مع جبريل حتّى أتينا السّماء الدّنيا، قيل من هذا قال: جبريل؛ قيل: من معك قال: محمّد، قيل: وقد أرسل إليه قال: نعم؛ قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء؛ فأتيت على آدم فسلّمت عليه فقال: مرحبًا بك من ابن ونبيّ، فأتينا السّماء الثّانية قيل: من هذا قال: جبريل، قيل: من معك قال: محمّد صلى الله عليه وسلم، قيل: أرسل إليه قال: نعم، قيل مرحبًا به ولنعم المجيء جاء؛ فأتيت على عيسى ويحيى فقالا: مرحبًا بك من أخ ونبيّ فأتينا السّماء الثّالثة قيل: من هذا قيل: جبريل، قيل: من معك قيل: محمّد، قيل: وقد أرسل إليه قال نعم، قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت يوسف فسلّمت عليه، قال: مرحبًا بك من أخ ونبيّ فأتينا السّماء الرّابعة، قيل: من هذا قال: جبريل، قيل: من معك قيل: محمّد صلى الله عليه وسلم قيل: وقد أرسل إليه قيل: نعم، قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على إدريس فسلّمت عليه، فقال مرحبًا من أخ ونبيّ فأتينا السّماء الخامسة، قيل: من هذا قال: جبريل، قيل: ومن معك قيل: محمّد، قيل: وقد أرسل إليه قال: نعم، قيل مرحبًا به ولنعم المجيء جاء فأتينا على هرون، فسلّمت عليه، فقال: مرحبًا بك من أخ ونبيّ فأتينا على السّماء السّادسة، قيل: من هذا قيل: جبريل، قيل: من معك قال: محمّد صلى الله عليه وسلم، قيل: وقد أرسل إليه مرحبًا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على موسى فسلّمت عليه، فقال: مرحبًا بك من أخ ونبيّ، فلمّا جاوزت بكى، فقيل: ما أبكاك فقال: يا ربّ هذا الغلام الّذي بعث بعدي يدخل الجنّة من أمّته أفضل ممّا يدخل من أمّتي فأتينا السّماء السّابعة، قيل: من هذا قيل: جبريل، قيل: من معك قيل: محمّد، قيل: وقد أرسل إليه مرحبًا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على إبراهيم فسلّمت عليه، فقال: مرحبًا بك من ابن ونبيّ فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل، فقال: هذا البيت المعمور، يصلّي فيه كلّ يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم ورفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها كأنّه قلال هجر وورقها كأنّه آذان الفيول، في أصلها أربعة أنهار، نهران باطنان ونهران ظاهران، فسألت جبريل، فقال: أمّا الباطنان ففي الجنّة، وأمّا الظّاهران فالنّيل والفرات ثمّ فرضت عليّ خمسون صلاةً، فأقبلت حتّى جئت موسى، فقال: ما صنعت قلت: فرضت عليّ خمسون صلاةً، قال أنا أعلم بالنّاس منك، عالجت بني إسرائيل أشدّ المعالجة، وإنّ أمّتك لا تطيق، فارجع إلى ربّك فسله، فرجعت فسألته، فجعلها أربعين، ثمّ مثله، ثمّ ثلاثين، ثمّ مثله، فجعل عشرين، ثمّ مثله، فجعل عشرًا، فأتيت موسى فقال مثله، فجعلها خمسًا، فأتيت موسى، فقال: ما صنعت قلت: جعلها خمسًا، فقال مثله، قلت: سلّمت بخير، فنودي إنّي قد أمضيت فريضتي وخفّفت عن عبادي وأجزي الحسنة عشرًا.
أخرجه البخاري في: 59 كتاب بدء الخلق: 6 باب ذكر الملائكة.

حديث ابن عبّاس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت ليلة أسري بي؛ موسى، رجلاً آدم طوالاً جعدًا كأنّه من رجال شنوءة؛ ورأيت عيسى رجلاً مربوعًا، مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض، سبط الرّأس، ورأيت مالكًا خازن النّار، والدّجّال في آيات أراهنّ الله إيّاه، فلا تكن في مرية من لقائه".
أخرجه البخاري في: 59 كتاب بدء الخلق: 7 باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء.

حديث ابن عبّاس عن مجاهد قال كنّا عند ابن عبّاس، فذكروا الدّجّال أنّه قال مكتوب بين عينيه كافر، فقال ابن عبّاس: لم أسمعه ولكنّه قال أمّا موسى كأنّي أنظر إليه إذ انحدر في الوادي يلبّي.
أخرجه البخاري في: 25 كتاب الحج: 30 باب التلبية إذا انحدر في الوادي.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليلة أسري به رأيت موسى وإذا رجل ضرب رجل كأنّه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى فإذا هو رجل ربعة أحمر، كأنّما خرج من ديماس، وأنا أشبه ولد إبراهيم به، ثمّ أتيت بإناءين في أحدهما لبن، وفي الآخر خمر، فقال اشرب أيّهما شئت، فأخذت اللّبن فشربته، فقيل أخذت الفطرة، أما إنّك لو أخذت الخمر غوت أمّتك".
أخرجه البخاري في: 60 كتاب الأنبياء: 24 باب قول الله تعالى: {وهل أتاك حديث موسى} {وكلم الله موسى تكليما}.

في ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال
حديث عبد الله بن عمر قال: ذكر النّبيّ صلى الله عليه وسلم "يومًا بين ظهري النّاس المسيح الدّجّال، فقال: إنّ الله ليس بأعور، ألا إنّ المسيح الدّجّال أعور العين اليمنى كأنّ عينه عنبة طافية".
أخرجه البخاري في: 60 كتاب الأنبياء: 48 باب {واذكر في الكتاب مريم} .

حديث عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أراني اللّيلة عند الكعبة في المنام، فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من أدم الرّجال، تضرب لمّته بين منكبيه، رجل الشّعر، يقطر رأسه ماءً، واضعًا يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت"، فقلت: من هذا فقالوا: "هذا المسيح ابن مريم، ثمّ رأيت رجلاً وراءه جعدًا قططًا، أعور العين اليمنى، كأشبه من رأيت بابن قطن، واضعًا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت، فقلت: من هذا فقالوا المسيح الدّجّال".
أخرجه البخاري في: 60 كتاب الأنبياء: 48 باب {واذكر في الكتاب مريم}.

حديث جابر بن عبد الله أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لمّا كذّبتني قريش قمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه".
أخرجه البخاري في: 63 كتاب مناقب الأنصار: 41 باب حديث الإسراء وقول الله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا}.

في ذكر سدرة المنتهى
حديث ابن مسعود عن أبي إسحق الشّيبانيّ، قال: سألت زرّ بن حبيش عن قول الله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: حدّثنا ابن مسعود أنّه رأى جبريل له ستّمائة جناح.
أخرجه البخاري في: 59 كتاب بدء الخلق: 7 باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء.

معنى قول الله عز وجل: {ولقد رآه نزلة أخرى}، وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء
حديث عائشة عن مسروق قال: قلت لعائشة يا أمّتاه هل رأى محمّد صلى الله عليه وسلم ربّه فقالت لقد قفّ شعري ممّا قلت، أين أنت من ثلاث من حدّثكهنّ فقد كذب: من حدّثك أنّ محمّدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربّه فقد كذب، ثمّ قرأت {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللّطيف الخبير}، {وما كان لبشر أن يكلّمه الله إلاّ وحيًا أو من وراء حجاب}؛ ومن حدّثك أنّه يعلم ما في غد فقد كذب، ثمّ قرأت {وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا}؛ ومن حدّثك أنّه كتم فقد كذب، ثمّ قرأت {يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك} الآية؛ ولكنّه رأى جبريل عليه السّلام في صورته مرّتين.
أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 53 سورة النجم: 1 باب حدثنا يحيى حدثنا وكيع.

حديث عائشة قالت من زعم أنّ محمّدًا رأى ربّه فقد أعظم، ولكن قد رأى جبريل في صورته، وخلقه سادّ ما بين الأفق.
أخرجه البخاري في: 59 كتاب بدء الخلق: 7 باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء.

إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى
حديث أبي موسى أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جنّتان من فضّة آنيتهما وما فيهما، وجنّتان من ذهب، آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربّهم إلاّ رداء الكبر على وجهه في جنّة عدن".
أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 55 سورة الرحمن: 1 باب قوله: {ومن دونهما جنتان}.

معرفة طريق الرؤية
حديث أبي هريرة أنّ النّاس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربّنا يوم القيامة قال:" هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب"
قالوا: لا يا رسول الله
قال: "فهل تمارون في الشّمس ليس دونها سحاب"
قالوا: لا يا رسول الله
قال: "فإنّكم ترونه كذلك يحشر النّاس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئًا فليتبعه، فمنهم من يتّبع الشّمس، ومنهم من يتّبع القمر، ومنهم من يتّبع الطّواغيت وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقول أنا ربّكم، فيقولون هذا مكاننا حتّى يأتينا ربّنا، فإذا جاء ربّنا عرفناه، فيأتيهم الله فيقول أنا ربّكم، فيقولون أنت ربّنا، فيدعوهم، ويضرب الصّراط بين ظهراني جهنّم، فأكون أوّل من يجوز من الرّسل بأمّته، ولا يتكلّم يومئذ أحد إلاّ الرّسل، وكلام الرّسل يومئذ اللّهمّ سلّم سلّم، وفي جهنّم كلاليب مثل شوك السّعدان، هل رأيتم شوك السّعدان
قالوا: نعم
قال:" فإنّها مثل شوك السّعدان، غير أنّه لا يعلم قدر عظمها إلاّ الله، تخطف النّاس بأعمالهم، فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل ثمّ ينجو، حتّى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النّار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله، فيخرجونهم، ويعرفونهم بآثار السّجود، وحرّم الله على النّار أن تأكل أثر السّجود، فيخرجون من النّار، فكلّ ابن آدم تأكله النّار إلاّ أثر السّجود؛ فيخرجون من النّار قد امتحشوا، فيصبّ عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبّة في حميل السّيل؛ ثمّ يفرغ الله من القضاء بين العباد، ويبقى رجل بين الجنّة والنّار، وهو آخر أهل النّار دخولاً الجنّة، مقبلاً بوجهه قبل النّار، فيقول يا ربّ اصرف وجهي عن النّار، قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فيقول هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك فيقول لا وعزّتك، فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق؛ فيصرف الله وجهه عن النّار فإذا أقبل به على الجنّة رأى بهجتها، سكت ما شاء الله أن يسكت، ثمّ قال يا ربّ قدّمني عند باب الجنّة، فيقول الله له، أليس قد أعطيت العهود والمواثيق أن لا تسأل غير الّذي كنت سألت فيقول يا ربّ لا أكوننّ أشقى خلقك؛ فيقول فما عسيت إن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيره فيقول لا وعزّتك لا أسأل غير ذلك؛ فيعطي ربّه ما شاء من عهد وميثاق، فيقدّمه إلى باب الجنّة، فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها، وما فيها من النّضرة والسّرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت، فيقول يا ربّ أدخلني الجنّة، فيقول الله: ويحك يا ابن آدم ما أغدرك أليس قد أعطيت العهود والمواثيق أن لا تسأل غير الّذي أعطيت فيقول يا ربّ لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله عزّ وجلّ منه، ثمّ يأذن له في دخول الجنّة، فيقول تمنّ، فيتمنّى، حتّى إذا انقطعت أمنيّته، قال الله عزّ وجلّ: من كذا وكذا أقبل يذكّره ربّه؛ حتّى إذا انتهت به الأمانيّ قال الله تعالى: لك ذلك ومثله معه".
أخرجه البخاري في: 10 كتاب الأذان: 129 باب فضل السجود.

حديث أبي سعيد الخدريّ قال: قلنا يا رسول الله هل نرى ربّنا يوم القيامة
قال:" هل تضارون في رؤية الشّمس والقمر إذا كانت صحوًا"
قلنا: لا
قال:" فإنّكم لا تضارون في رؤية ربّكم يومئذ إلاّ كما تضارون في رؤيتهما" ثمّ قال: ينادي مناد:" ليذهب كلّ قوم إلى ما كانوا يعبدون، فيذهب أصحاب الصّليب مع صليبهم، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم، وأصحاب كلّ آلهة مع آلهتهم، حتّى يبقى من كان يعبد الله من برّ أو فاجر، وغبّرات من أهل الكتاب، ثمّ يؤتى بجهنّم تعرض كأنّها سراب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون قالوا كنّا نعبد عزير ابن الله، فقال كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون قالوا نريد أن تسقينا، فيقال اشربوا، فيتساقطون في جهنّم ثمّ يقال للنّصارى ما كنتم تعبدون فيقولون كنّا نعبد المسيح ابن الله، فيقال كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون فيقولون نريد أن تسقينا، فيقال اشربوا، فيتساقطون في جهنّم حتّى يبقى من كان يعبد الله من برّ أو فاجر، فيقال لهم ما يحبسكم وقد ذهب النّاس فيقولون فارقناهم ونحن أحوج منّا إليه اليوم، وإنّا سمعنا مناديًا ينادي: ليلحق كلّ قوم بما كانوا يعبدون وإنّما ننتظر ربّنا؛ قال فيأتيهم الجبّار، في صورة غير صورته الّتي رأوه فيها أوّل مرّة؛ فيقول أنا ربّكم، فيقولون أنت ربّنا فلا يكلّمه إلاّ الأنبياء، فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه فيقولون السّاق؛ فيكشف عن ساقه، فيسجد له كلّ مؤمن، ويبقى من كان يسجد لله رياءً وسمعةً؛ فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا، ثمّ يؤتى بالجسم فيجعل بين ظهري جهنّم
قلنا :يا رسول الله وما الجسر؟
قال: " مدحضة مزلّة عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السّعدان المؤمن عليها كالطّرف وكالبرق وكالرّيح، وكأجاويد الخيل والرّكاب، فناج مسلّم، وناج مخدوش، ومكدوس في نار جهنّم، حتّى يمرّ آخرهم يسحب سحبًا فما أنتم بأشدّ لي مناشدةً في الحقّ قد تبيّن لكم من المؤمن يومئذ للجبّار فإذا رأوا أنهم قد نجوا وبقي إخوانهم، يقولون ربّنا إخواننا كانوا يصلّون معنا ويصومون معنا ويعملون معنا؛ فيقول الله تعالى اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، ويحرّم الله صورهم على النّار، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النّار إلى قدمه وإلى أنصاف ساقيه، فيخرجون من عرفوا ثمّ يعودون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه؛ فيخرجون من عرفوا ثمّ يعودون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرّة من إيمان فأخرجوه؛ فيخرجون من عرفوا قال أبو سعيد: فإن لم تصدّقوني فاقرءوا {إنّ الله لا يظلم مثقال ذرّة وإن تك حسنةً يضاعفها} فيشفع النّبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبّار بقيت شفاعتي، فيقبض قبضةً من النّار فيخرج أقوامًا قد امتحشوا، فيلقون في نهر بأفواه الجنّة يقال له ماء الحياة، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبّة في حميل السّيل قد رأيتموها إلى جانب الصّخرة إلى جانب الشّجرة، فما كان إلى الشّمس منها كان أخضر، وما كان منهًا إلى الظّلّ كان أبيض فيخرجون كأنّهم اللّؤلؤ، فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنّة، فيقول أهل الجنّة هؤلاء عتقاء الرّحمن أدخلهم الجنّة بغير عمل عملوه، ولا خير قدّموه، فيقال لهم لكم ما رأيتم ومثله معه".
أخرجه البخاري في: 97 كتاب التوحيد: 24 باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}.

إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار
حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:" يدخل أهل الجنّة الجنّة، وأهل النّار النّار ثمّ يقول الله تعالى: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبّة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودّوا، فيلقون في نهر الحيا أو الحياة (شكّ من أحد رجال السّند) فينبتون كما تنبت الحبّة في جانب السّيل، ألم ترأنّها تخرج صفراء ملتويةً".
أخرجه البخاري في 2 كتاب الإيمان: 15 باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال.
آخر أهل النار خروجا
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:" إنّي لأعلم آخر أهل النّار خروجًا منها، وآخر أهل الجنّة دخولاً رجل يخرج من النّار كبوًا فيقول الله اذهب فادخل الجنّة، فيأتيها فيخيّل إليه أنّها ملأى، فيرجع فيقول يا ربّ وجدتها ملأى، فيقول اذهب فادخل الجنّة فيأتيها فيخيّل إليه أنّها ملأى، فيرجع فيقول يا ربّ وجدتها ملأى، فيقول اذهب فادخل الجنّة فإنّ لك مثل الدّنيا وعشرة أمثالها، أو إنّ لك مثل عشرة أمثال الدّنيا، فيقول تسخر منّي أو تضحك منّي وأنت الملك فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتّى بدت نواجذه وكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنّة منزلةً".
أخرجه البخاري في 81 كتاب الرقاق: 51 باب صفة الجنة والنار.

أدنى أهل الجنة منزلة فيها
حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجمع الله النّاس يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا على ربّنا حتّى يريحنا من مكاننا فيأتون آدم فيقولون: أنت الّذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا عند ربّنا؛ فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ويقول ائتوا نوحًا، أوّل رسول بعثه الله فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ائتوا إبراهيم الّذي اتّخذه الله خليلاً، فيأتونه فيقول لست هناكم، ويذكر خطيئته، ائتوا موسى الّذي كلّمه الله؛ فيأتونه فيقول لست هناكم، فيذكر خطيئته، ائتوا عيسى، فيأتونه فيقول لست هناكم، ائتوا محمّدًا صلى الله عليه وسلم فقد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر فيأتوني، فأستأذن على ربّي، فإذا رأيته وقعت ساجدًا، فيدعني ما شاء الله، ثمّ يقال ارفع رأسك، سل تعطه، وقل يسمع، واشفع تشفّع فأرفع رأسي فأحمد ربّي بتحميد يعلّمني؛ ثمّ أشفع فيحدّ لي حدًّا، ثمّ أخرجهم من النّار وأدخلهم الجنّة؛ ثمّ أعود فأقع ساجدًا مثله في الثّالثة أو الرّابعة حتّى ما يبقى في النّار إلاّ من حبسه القرآن".
أخرجه البخاري في: 81 كتاب الرقاق: 51 باب صفة الجنة والنار.

حديث أنس بن مالك قال حدّثنا محمّد صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم القيامة ماج النّاس بعضهم في بعض، فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربّك فيقول: لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنّه خليل الرّحمن؛ فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها ولكن عليكم بموسى فإنّه كليم الله؛ فيأتون موسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنّه روح الله وكلمته؛ فيأتون عيسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بمحمّد صلى الله عليه وسلم؛ فيأتوني فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربّي فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد وأخرّ له ساجدًا، فيقال: يا محمّد ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفّع؛ فأقول: يا ربّ أمّتي، أمّتي، فيقال: انطلق فأخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثمّ أعود فأحمده بتلك المحامد، ثمّ أخرّ له ساجدًا؛ فيقال: يا محمّد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع؛ فأقول: يا ربّ أمّتي، أمّتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرّة أو خردلة من إيمان؛ فأنطلق فأفعل؛ ثمّ أعود فأحمده بتلك المحامد ثمّ أخرّ له ساجدًا؛ فيقال يا محمّد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفّع؛ فأقول يا ربّ أمّتي، أمّتي فيقال انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبّة خردل من إيمان .أخرجه من النّار؛ فأنطلق فأفعل ثمّ أعود الرّابعة فأحمده بتلك المحامد، ثمّ أخرّ له ساجدًا؛ فيقال يا محمّد ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفّع؛ فأقول يا ربّ ائذن لي فيمن قال لا إله إلاّ الله، فيقول وعزّتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجنّ منها من قال لا إله إلاّ الله.
أخرجه البخاري في: 97 كتاب التوحيد: 36 باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم، فرفع إليه الذّراع، وكانت تعجبه، فنهس منها نهسةً ثمّ قال: " أنا سيّد النّاس يوم القيامة، وهل تدرون ممّ ذلك يجمع النّاس الأوّلين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الدّاعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشّمس فيبلغ النّاس من الغمّ والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون؛ فيقول النّاس ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربّكم فيقول بعض النّاس لبعض، عليكم بآدم، فيأتون آدم عليه السّلام؛ فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا فيقول آدم إنّ ربّي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنّه نهاني عن الشّجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي؛ اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح؛ فيأتون نوحًا فيقولون: يا نوح إنّك أنت أوّل الرّسل إلى أهل الأرض، وقد سمّاك الله عبدًا شكورًا، اشفع لنا إلى ربّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول: إنّ ربّي عزّ وجلّ قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله؛ وإنّه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي، نفسي نفسي نفسي
اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبيّ الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول لهم إنّ ربّي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله؛ وإنّي قد كنت كذبت ثلاث كذبات، نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى، فيقولون: يا موسى أنت رسول الله فضّلك الله برسالته وبكلامه على النّاس، اشفع لنا إلى ربّك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول إنّ ربّي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنّي قد قتلت نفسًا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى؛ فيأتون عيسى، فيقولون يا عيسى أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلّمت النّاس في المهد صبيًّا، اشفع لنا، ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول عيسى، إنّ ربّي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر ذنبًا، نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمّد صلى الله عليه وسلم؛ فيأتون محمّدًا صلى الله عليه وسلم، فيقولون: يا محمّد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر، اشفع لنا إلى ربّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدًا لربّي عزّ وجلّ ثمّ يفتح الله عليّ من محامده وحسن الثّناء عليه شيئًا لم يفتحه على أحد قبلي، ثمّ يقال: يا محمّد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفّع؛ فأرفع رأسي، فأقول: أمّتي يا ربّ أمّتي يا ربّ فيقال: يا محمّد أدخل من أمّتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنّة، وهم شركاء النّاس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثمّ قال: والّذي نفسي بيده إنّ ما بين المصراعين من مصاريع الجنّة كما بين مكّة وحمير، أو كما بين مكّة وبصرى.
أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 17 سورة الإسراء: 5 باب ذرية من حملنا مع نوح.

اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته
حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكلّ نبيّ دعوة، فأريد، إن شاء الله، أن أختبي دعوتي شفاعةً لأمّتي يوم القيامة".
أخرجه البخاري في: 97 كتاب التوحيد: 31 باب قوله تعالى: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي}.

حديث أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "كلّ نبيّ سأل سؤالاً أو قال لكلّ نبيّ دعوة قد دعا بها فاستجيبت، فجعلت دعوتي شفاعةً لأمّتي يوم القيامة".
أخرجه البخاري في: 80 كتاب الدعوات: 1 باب لكل نبي دعوة مستجابة.

في قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين}
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عزّ وجلّ {وأنذر عشيرتك الأقربين}، قال:" يا معشر قريش أو كلمةً نحوها اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئًا يا عبّاس بن عبد المطّلب لا أغني عنك من الله شيئًا ويا صفيّة عمّة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئًا ويا فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه وسلم، سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئًا".
أخرجه البخاري في: 55 كتاب الوصايا: 11 باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب.

حديث ابن عبّاس قال: لمّا نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} ورهطك منهم المخلصين، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى صعد الصّفا فهتف: "يا صباحاه"
فقالوا: من هذا؟ فاجتمعوا إليه
فقال:" أرأيتم إن أخبرتكم أنّ خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدّقيّ"
قالوا: ما جرّبنا عليك كذبًا
قال:" فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد"
قال أبو لهب: تبًّا لك ما جمعتنا إلاّ لهذا ثمّ قام فنزلت {تبّت يدا أبي لهب وتبّ}.
أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 111 سورة تبت يدا أبي لهب وتب: 1 باب حدثنا يوسف.

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه
حديث العبّاس بن عبد المطّلب رضي الله عنه قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمّك فإنّه كان يحوطك ويغضب لك قال: "هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدّرك الأسفل من النّار".
أخرجه البخاري في: 63 كتاب مناقب الأنصار: 40 باب قصة أبي طالب.

حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه أنّه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمّه، فقال:" لعلّه تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النّار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه".
أخرجه البخاري في: 63 كتاب مناقب الأنصار: 40 باب قصة أبي طالب .

أهون أهل النار عذابًا
حديث النّعمان بن بشير قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول:" إنّ أهون أهل النّار عذابًا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه".
أخرجه البخاري في: 81 كتاب الرقاق: 51 باب صفة الجنة والنار.

موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم والبراءة منهم
حديث عمرو بن العاص قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم جهارًا غير سرّ يقول: "إنّ آل أبي فلان ليسوا بأوليائي، إنّما وليّي الله وصالح المؤمنين، ولكن لهم رحم أبلّهًا ببلالها يعني أصلها بصلتها".
أخرجه البخاري في: 78 كتاب الأدب: 14 باب يبل الرحم ببلاها.

الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب
حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" يدخل من أمّتي زمرة هم سبعون ألفًا تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر"
قال أبو هريرة: فقام عكّاشة بن محصن الأسديّ يرفع نمرةً عليه، فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم
قال: "اللّهمّ اجعله منهم "
ثمّ قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم
فقال: "سبقك عكّاشة".
أخرجه البخاري في: 81 كتاب الرقاق: 50 باب يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب.

حديث سهل بن سعد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليدخلنّ الجنّة من أمّتي سبعون ألفًا، أو سبعمائة ألف (لا يدري الرّاوي أيّهما قال) متماسكون آخذ بعضهم بعضًا، لا يدخل أوّلهم حتّى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر".
أخرجه البخاري في: 81 كتاب الرقاق: 51 باب صفة الجنة والنار.

حديث ابن عبّاس قال: خرج علينا النّبيّ صلى الله عليه وسلم يومًا فقال:" عرضت عليّ الأمم فجعل يمرّ النّبيّ معه الرّجل، والنّبيّ معه الرّجلان، والنّبيّ معه الرّهط، والنّبيّ ليس معه أحد، ورأيت سوادًا كثيرًا سدّ الأفق، فرجوت أن تكون أمّتي، فقيل هذا موسى وقومه؛ ثمّ قيل لي انظر، فرأيت سوادًا كثيرًا سدّ الأفق، فقيل لي انظر هكذا وهكذا، فرأيت سوادًا كثيرًا سدّ الأفق، فقيل هؤلاء أمّتك، ومع هؤلاء سبعون ألفًا يدخلون الجنّة بغير حساب فتفرّق النّاس ولم يبيّن لهم؛ فتذاكر أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أمّا نحن فولدنا في الشّرك، ولكنّا آمنّا بالله ورسوله، ولكنّ هؤلاء هم أبناؤنا فبلغ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:" هم الّذين لا يتطيّرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربّهم يتوكّلون"
فقام عكّاشة بن محصن، فقال أمنهم أنا يا رسول الله قال:" نعم "
فقام آخر فقال: أمنهم أنا
فقال:" سبقك بها عكّاشة".
أخرجه البخاري في: 76 كتاب الطب: 42 باب من لم يرق.

حديث عبد الله بن مسعود قال: كنّا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قبّة فقال: "أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنّة"
قلنا: نعم
قال: "أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنّة"
قلنا: نعم،
قال: "أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنّة"
قلنا: نعم
قال: "والّذي نفس محمّد بيده إنّي لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنّة، وذلك أنّ الجنّة لا يدخلها إلاّ نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشّرك إلاّ كالشّعرة البيضاء في جلد الثّور الأسود، أو كالشّعرة السّوداء في جلد الثّور الأحمر".
أخرجه البخاري في: 81 كتاب الرقاق: 45 باب كيف الحشر.

قوله يقول الله لآدم: أخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين
حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يقول الله: يا آدم
فيقول: لبّيك وسعديك والخير في يديك
قال: يقول: أخرج بعث النّار،
قال: وما بعث النّار
قال: من كلّ ألف، تسعمائة وتسعةً وتسعين، فذاك حين يشيب الصّغير، وتضع كلّ ذات حمل حملها، وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب الله شديد فاشتدّ ذلك عليهم، فقالوا يا رسول الله أيّنا ذلك الرّجل قال: "أبشروا فإنّ من يأجوج ومأجوج ألفًا ومنكم رجل"، ثمّ قال: والّذي نفسي في يده إنّي لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنّة
قال: فحمدنا الله وكبّرنا، ثمّ قال: والّذي نفسي في يده إنّي لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنّة، إنّ مثلكم في الأمم كمثل الشّعرة البيضاء في جلد الثّور الأسود، أو الرّقمة في ذراع الحمار".
أخرجه البخاري في: 81 كتاب الرقاق: باب قوله عز وجل: {إن زلزلة الساعة شيء عظيم}.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir