دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > أسباب النزول > العجاب في بيان الأسباب لابن حجر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 شعبان 1432هـ/3-07-2011م, 06:40 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي سورة النساء

سورة النساء



272 - قوله تعالى وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب إلى قوله حوبا كبيرا 2
1 - نقل الواحدي عن الكلبي قال نزلت هذه الآية في رجل من غطفان كان عنده مال كثير لابن أخ له يتيم فلما بلغ اليتيم طلب المال فمنعه عمه فترافعا إلى رسول الله فنزلت الآية فقال العم أطعنا الله وأطعنا الرسول نعوذ بالله من الحوب الكبير فدفع إليه ماله
وذكر مقاتل نحوه وسمى العم المنذر بن رفاعة
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير فذكر نحوه ولم يقل من غطفان
2 - قول آخر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/824]
أخرج الطبري من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء والصبيان ويأخذ الأكبر وحده المال فنزلت
273 - قوله تعالى ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب 2
قال السدي كان أحدهم يأخذ الشاة المسمنة من غنم اليتيم ويجعل بدلها الشاة المهزولة ويقول شاة بشاة ويأخذ الدرهم الجيد ويطرح الدرهم الزيف ويقول بدرهم أخرجه ابن أبي حاتم من طريق أسباط بن نصر عن السدي 343 وذكر الطبري وغيره عن الزهري والنخعي والضحاك وغيرهم نحوه
274 - قوله تعالى وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة الآية 3
1 - أخرج عبد بن حميد عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد واللفظ له وعبد الرزاق عن معمر كلاهما عن أيوب عن سعيد بن جبير قال بعث الله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/825]
محمدا والناس على أمر جاهليتهم إلا أن يؤمروا بشيء أو ينهوا عن شيء وكانوا يسألون عن اليتامى فنزلت هذه الآية فقصرهم على أربع فكما تخافون أن لا تعدلوا في اليتامى فكذلك خافوا أن لا تعدلوا بين النساء
ولفظ معمر خاف الناس أن لا يقسطوا في اليتامى فنزلت فانكحوا ما طاب لكم من النساء يقول ما أحل لكم مثنى وثلاث ورباع وخافوا في النساء مثل الذي خفتم في اليتامى
ووصله عبد بن حميد بذكر ابن عباس مختصرا أخرجه من طريق عبد الكريم الجزري عن سعيد عن ابن عباس قال كما خفتم في اليتامى فخافوا في النساء إذا اجتمعن عندكم
وأخرج ابن المنذر من طريق سماك بن حرب عن عكرمة كان الرجل يتزوج الأربع والخمس والست والعشر فيقول الآخر ما يمنعني أن أتزوج كما تزوج فلان فيأخذ مال اليتيم فيتزوج به فنهوا أن يتزوج الرجل فوق الأربع
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن ابي طلحة عن ابن عباس كانوا يتحرجون عن أموال اليتامى ويترخصون في النساء فيتزوجون ما شاؤا فربما عدلوا وربما لم يعدلوا فلما سألوا عن اليتامى فنزلت وآتوا اليتامى أموالهم بدل وإن خفتم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/826]
أن لا تقسطوا في اليتامى 344 فكذلك فخافوا في النساء أن لا تعولوهن فلا تزوجوا أكثر مما يمكنكم القيام بحقهن لأن النساء كاليتامى في الصغر والعجز
وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة نحو الأول وزاد في أوله كان الرجل في الجاهلية يتزوج العشرة فما دون ذلك فأحل الله أربعا فقصرهم على أربعة
2 - قول آخر أخرج البخاري من طريق ابن جريج أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها وكان لها عذق فكان يمسكها عليه ولم يكن لها في نفسه شيء فنزلت فيه وإن خفتم أن لا تقسطوا أحسبه قال كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله هكذا أورده مختصرا من هذا الوجه وأورده هو ومسلم وغيرهما من طريق أبي أسامة عن هشام بلفظ أنزلت هذه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/827]
الآية في الرجل يكون له اليتيمة وهو وليها ولها مال وليس لها أحد يخاصم دونها ولا ينكحها إلا لمالها فيضربها ويسيىء عشرتها فقال الله تعالى وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم أي حل ودعوا هذه
وأورده أتم منه من طريق الزهري أخبرني عروة أنه سأل عائشة عن قوله تعالى وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى قالت يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط لها في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن فيبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن
قالت عائشة وقول الله في الآية الأخرى وترغبون 345 أن تنكحوهن رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال والجمال
قالت فنهوا أن ينكحوا من رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن إذ كن قليلات المال والجمال
275 - قوله ز تعالى وآتوا النساء صدقاتهن نحلة 4
[العجاب في بيان الأسباب: 2/828]
1 - أخرج عبد بن حميد والطبري وابن أبي حاتم من طريق هشيم عن سيار عن أبي صالح قال كان الرجل إذا زوج ابنته أخذ صداقها دونها فنهاهم الله عن ذلك ونزلت وآتوا النساء صدقاتهن نحلة الآية
2 - قول آخر نقل الثعلبي عن الكلبي وجماعة قالوا هذا خطاب للأولياء وذلك أن ولي المرأة كان إذا زوجها فإن كانت معهم في العشيرة لم يعطها من مهرها قليلا ولا كثيرا وإن كان زوجها غريبا حملوها إليه على بعير ولا يعطونها من مهرها غير ذلك وكذلك كانوا يقولون لمن ولدت له بنتا هنيئا لك النافحة أي يأخذ في مهرها إبلا يضمها إلى إبله فيكثرها بها فنهاهم الله عن ذلك وأمر بأن يعطى الحق لأهله
3 - قول آخر نقل الثعلبي عن الحضرمي كان أولياء النساء يعطي هذا أخته على أن يعطيه الآخر أخته فنهوا عن ذلك وأمروا بتسمية المهر عند العقد
4 - قول آخر قال الثعلبي قال آخرون الخطاب للأزواج أمروا بإيفاء نسائهم مهورهن التي هي أثمان فروجهن قال وهذا أوضح وأصح وهو أشبه بظاهر الآية وقول الأكثر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/829]
276 - قوله ز تعالى فكلوه هنيئا مريئا 4
قال الثعلبي قيل إن ناسا كانوا يتأثمون أن يرجع أحدهم في شيء مما ساق إلى امرأته فقال الله تعالى فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا
277 - قوله ز تعالى ولا تؤتوا السفهاء 346 أموالكم التي جعل الله لكم قياما الآية 5
1 - قال الثعلبي عن الحضرمي عمد رجل إلى أمرأته فدفع إليها ماله فوضعته في غير الحق فأنزل الله هذه الآية
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس هو الأولاد وقاله طوائف
[العجاب في بيان الأسباب: 2/830]
3 - قول آخر عن سعيد بن جبير هو مال اليتيم يكون عندك لا تعطه إياه وأنفق عليه حتى يبلغ
قال الطبري أضيفت الأموال إلى أولياء الأيتام لأنهم هم الذين يقومون عليها وهي بأيديهم
278 - قوله تعالى وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم 6
قال الثعلبي نزلت في ثابت بين رفاعة فذكر قوله متى أدفع إليه ماله فنزلت فإن آنستم منهم رشدا الآية وسيذكر في الذي يليه
279 - قوله تعالى ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف 6
1 - قال الثعلبي نزلت في ثابت بن رفاعة وعمه وذلك أن رفاعة مات وترك
[العجاب في بيان الأسباب: 2/831]
ابنه ثابتا وهو صغير فأتى عم ثابت النبي فقال إن ابن أخي يتيم في حجري فما يحل لي من ماله ومتى أدفع إليه ماله فأنزل الله تعالى وابتلوا اليتامى انتهى
وقال مقاتل بن سليمان نزلت في ثابت بن رفاعة فذكر نحوه وقال فيه فنزلت فيه الآية كلها إلى قوله وكفى بالله حسيبا
قلت أخرجه عبد بن حميد عن يونس بن محمد عن شيبان عن قتادة قال ذكر لنا أن عم ثابت بن وديعة لأبيه صار إلى النبي فقال إن ابن أخي يتيم في حجري فماذا يحل لي من ماله قال أن تأكل من ماله بالمعروف من غير أن تقي مالك بماله ولا تتخذ من ماله وفرا
ومن ثلاثة طرق 347 إلى الحسن العرني قال سأل رجل النبي فقال إن في حجري يتيما فآكل من ماله قال بالمعروف غير متأثل مالا ولا واق مالك بماله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/832]
وقال البخاري حدثنا إسحاق أنا ابن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف أنزلت في والي اليتيم
وأخرج أحمد وأصحاب السنن إلا الترمذي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلا سأل رسول الله فقال ليس لي مال ولي يتيم فقال كل من مال يتيمك غير مسرف ولا مبذر ولا متأثل مالا ومن غير أن تقي أو تفتدي مالك بماله ورجاله إلى عمرو رجال الصحيح
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق ابن وهب عن نافع بن أبي نعيم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/833]
قال سألت يحيى بن سعيد وربيعة عن قوله تعالى ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قالا ذلك في اليتيم إن كان فقيرا أنفق عليه يعني الولي بقدر فقره ولم يكن للولي منه شيء
280 - قوله تعالى للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون الآية 7
قال الثعلبي نزلت في أوس بن ثابت الأنصاري توفي وترك امرأة يقال لها أم كجة وثلاث بنات له منها فقام ابنا عمه وهما وصياه قال ابن الكلبي هما قتادة وعرفطة وقال غيره سويد وعرفجة فلم يعطيا امرأته ولا بناته شيئا وكانوا في الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصغيرة ولو كان ذكرا ويقولون لا يعطى إلا من يقاتل على ظهور الخيل ويحوز الغنيمة فجاءت أم كجة فقالت يا رسول الله إن أوس بن ثابت مات وترك علي ثلاث بنات وترك أبوهن مالا حسنا فأخذ أخواه المال ولم يعطياني شيئا وهن في حجري 348 ولا يطعماني ولا يسقياني ولا يرفعان لهن رأسا فدعاهما فقالا يا رسول الله ولدها لا تركب فرسا ولا تحمل كلا ولا تنكأ عدوا فقال انصرفوا حتى أنظر فأنزل الله للرجال نصيب الآية فأثبت لهن في الميراث حقا ولم يبين كم هو فأرسل إليهما فقال لا تفرقا من مال أوس شيئا حتى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/834]
أنظر فأنزل الله يوصيكم الله في أولادكم الآية فأرسل إليهما رسول الله ادفعا إلى أم كجة الثمن مما ترك وإلى بناته الثلثين ولكما باقي المال
قلت هذا السياق الذي أورده لم أره فيحتمل أن يكون لابن الكلبي وأما قوله وقال غيره سويد وعرفجة فوقع في تفسير مقاتل ترك ابني عمه عرفطة وسويد ابني الحارث وامرأته أم كجة وابنتين إحداهما صفية فذكر معنى القصة ونزول الآية الأولى
وأخرج سنيد والطبري من طريقه عن حجاج عن ابن جريج عن عكرمة في هذه الآية نزلت في أم كجة وبنت كجة وثعلبة وأوس بن ثابت وهما من الأنصار أحدهما زوجها والآخر عم ولدها فذكرها باختصار
وأخرجه ابن أبي حاتم وابن المنذر من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج قال: قال ابن عباس نزلت في أم كلثوم وبنت أم كجة وثعلبة بن أوس وسويد كان أحدهما زوجها والآخر عم ولدها فذكره باختصار زاد ابن المنذر وقال ابن جريج
[العجاب في بيان الأسباب: 2/835]
قال آخرون أم كجة
ومن طريق أسباط بن نصر عن السدي كان أهل الجاهلية لا يورثون الجواري ولا الصغار إنما يرث من الولد من أطاق القتال فمات عبد الرحمن بن ثابت أخو حسان وترك امرأة يقال لها أم كجة وترك خمس جواري فجاء الورثة فأخذوا ماله فشكت أمهم ذلك لرسول الله 349 فنزلت آية الميراث فإن كن نساء فوق اثنتين كما قال
ومن طريق عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير نحوه إلى قوله ولا الصغار فقال بعدها يجعلون الميراث لذوي الأسنان من الرجال فنزلت للرجال نصيب الآية ولم يسم أحدا منهم
وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة كانوا لا يورثون النساء فنزلت وللنساء نصيب
وكذا أخرجه عبد بن حميد عن عبد الرزاق مختصرا
وأخرج ابن مردويه من طريق إبراهيم بن هراسة عن الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر جاءت أم كجة إلى رسول الله فقالت يا رسول الله إن لي ابنتين قد مات أبوهما وليس لهما شيء فأنزل الله للرجال نصيب الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/836]
وإبراهيم ضعيف
وقد أخرج أحمد الحديث من رواية عبيد الله بن عمرو الرقي عن ابن عقيل عن جابر قال جاءت امرأة سعد بن الربيع فقالت يا رسول الله قتل سعد بن الربيع معك وترك اثنتين فأخذ عمهما المال الحديث فنزلت يوصيكم الله في أولادكم الآية
وسيأتي بيان ذلك قريبا وهذا أثبت من رواية ابن هراسة
281 - قوله تعالى وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولو لهم قولا معروفا 8
أخرج ابن أبي حاتم من طريق همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال كان الرجل ينفق على جاره وعلى قريبه فإذا مات فحضروا قال لهم وليه ما أملك منه شيئا فأمرهم الله أن يقولوا لهم قولا معروفا يرزقكم الله يغنيكم الله ويرضخ لهم من الثمار
وقال الفريابي نا قيس هو ابن الربيع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير كانت أموالهم الثمار فكان الوالي إذا اراد 350 القسمة أتى أولو القربى واليتامى والمساكين فيقول لهم مالي من هذا من وما أملك لهم أن يطعموا وأمرهم إذا حضروا أن يطعموا معروفا يقول لهم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/837]
الولي حين يطعمهم خذ بارك الله فيك قيس بن الربيع وهو سيىء الحفظ والمحفوظ عن سعيد بن جبير تفصيل أخرجه البخاري وابن المنذر من طريق أبي عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نسخت وإذا حضر القسمة الآية ولا والله ما نسخت ولكنها مما تهاون بها الناس وهما واليان فوال يرث فذلك الذي يرزق ويكسو ووال ليس بوارث فذاك الذي يقول قولا معروفا يقول إنه مال يتيم ومالي فيه شيء
وأخرج البخاري والنسائي عن عكرمة عن ابن عباس قال هي محكمة وليست بمنسوخة
وتابعه سعيد عن ابن عباس وهذه المتابعة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/838]
وأخرج عبد الرزاق من طريق القاسم بن محمد بن أبي بكر عن ابن عباس أن المراد بذلك أن يوصي الميت لذوي قرابته واليتامى والمساكين
وجاء عن ابن عباس أنها منسوخة نسختها آية المواريث فإنها من رواية الكلبي عن أبي صالح عنه وقد عرف السند
ومن طريق عطية العوفي عن ابن عباس وعطية يسمع من ابن عباس
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن ابن جريج وعثمان بن عطاء كلاهما عن عطاء وهو الخراساني 351 وإسماعيل وعطاء الخراساني ضعيفان مع الانقطاع بين عطاء هذا وابن عباس
282 - قوله ز تعالى وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم الآية 9
[العجاب في بيان الأسباب: 2/839]
قال الفريابي حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت قال أتيت أنا والحكم سعيد بن جبير فسألته عن هذه الآية فقال هذا القول يقوله من حضر عند الميت إذا أوصى فيذكره بذوي قرابته يقول أعطهم صلهم برهم قال فأتينا مقسما فذكرنا له ذلك فقال ليس هكذا ولكن يقول من حضره اتق الله أمسك عليك مالك فليس أحد أحق بمالك من ولدك ولو كان من أوصى لهم من أقاربهم لأحبوا أن يوصى لهم
وأخرج عبد بن حميد عن قبيصة عن سفيان نحوه انتهى
ويمكن الحمل على الصنفين معا ويجمعهما أن كلا من الفريقين يحب إيثار قرابته وحرمان الأجانب
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هذا في الرجل يحضره الموت فيسمعه رجل يوصي بوصية تضر بورثته فيرشده ويوفقه ويذكره للصواب وأن ينظر لورثته كما لو كان هو الذي يوصي ويخشى على ورثته الضيعة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/840]
قلت وهذا منزع آخر وهو يشبه ما ثبت في الصحيحن من قصة إشارة النبي على سعد بن أبي وقاص أن يبقي لورثته
وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس أنها نزلت تنبيها للأوصياء على حفظ أموال اليتامى وهو حسن لكن يحتاج إلى حمل القول في قوله وليقولوا قولا سديدا على جميع الأعمال البدنية واللفظية والقلبية
283 - قوله تعالى إن الذين يأكلون 352 أموال اليتامى ظلما 10
نقل الثعلبي عن مقاتل بن حيان أنها نزلت في رجل من غطفان يقال له مرثد بن زيد ولي مال ابن أخيه وهو يتيم صغير فأكله فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية
284 - قوله تعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الاثنيين الآية 11
[العجاب في بيان الأسباب: 2/841]
1 - قال البخاري في أول باب الفرائض باب قوله يوصيكم الله في أولادكم إلى قوله والله عليم حليم
حدثني إبراهيم بن موسى نا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم أخبرني محمد بن المنكدر عن جابر قال عادني النبي وأبو بكر ماشيين ووجدني لا أعقل شيئا فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش علي فأفقت فقلت ما تأمرني أن أصنع في مالي يا رسول الله فنزلت يوصيكم الله في أولادكم
وأخرجه مسلم من رواية حجاج عن بن محمد عن ابن جريج وقد اختلف الرواة عن ابن المنكدر فالأكثر أبهموا الآية وكشفها ابن جريج وابن عيينة فممن أبهمها سفيان الثوري ولفظه نزلت آية الميراث وكذا قال شعبة وقال مرة آية الفرائض فأما ابن عيينة فقال حتى نزلت يستفتونك الآية وكلها في الصحيح
ورواية أحمد بن حنبل عن ابن عيينة تشير إلى أن تعيين الآية من جهة ابن عيينة وأن آخر الحديث عنده كما عند الثوري وشعبة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/842]
قال أحمد عن ابن عيينة حتى نزلت آية الميراث يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وكان له أخوات ولم يكن له ولد
والذي يظهر أن من قوله يستفتونك إلى آخره من كلام ابن عيينة أدرج في الخبر لخلو رواية الباقين عن قوله وكان له أخوات إلى آخره فرأى البخاري أن تعيين ابن جريج 353 أولى بالقبول من تعيين ابن عيينة لقوله إلى قوله عليهم حليم وإن كان رجل يورث كلالة وقد فسرت الكلالة بمن لا ولد له ولا والد وهي منطبقة على حال جابر
وقد توبع ابن جريج على هذا التعيين قال عبد بن حميد نا عبد الرحمن بن سعد نا عمرو بن أبي قيس عن ابن المنكدر إلى آخره فنزلت يوصيكم الله الآية
وهذا من المواضع التي تواردوا بها على استغراب ما وقع عند البخاري ولم يقفوا على دقة نظره في ذلك
فإن قيل قد وقع في رواية بهز عن شعبة
قلت لابن المنكدر لما وقف عند قوله آية الميراث قلت له يستفتونك قل
[العجاب في بيان الأسباب: 2/843]
الله يفتيكم في الكلالة قال هكذا أنزلت فإن ظاهره يساعد ابن عيينة قلت نعم ولعل هذا هو الذي غر ابن عيينة حتى جزم بذلك وليس صريحا في المراد فإنه يحتمل أنه أراد بقوله هكذا أنزلت أي كما حدثتك بغير تعيين ويحتمل أنه أشار إلى الآية بعينها ولكن لا يمتنع نزولها في عدة أسباب فقد تقدم في قوله وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ذكر قصة بنتي سعد بن الربيع
2 - وقد جاء عن جابر من وجه آخر في نزول آية الفرائض سبب آخر قال أبو داود حدثنا مسدد نا بشر بن المفضل نا عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال خرجنا مع رسول الله حتى جئنا امرأة من الأنصار في الأسواق فجاءت المرأة بابنتين فقالت يا رسول الله هاتان بنتا ثابت بن قيس قتل معك يوم أحد وقد استفاء عمهما مالهما كله ولم يدع لهما مالا إلا أخذه فما ترى يا رسول الله 354 فوالله لا تنكحان أبدا إلا ولهما مال فقال رسول الله يقضي الله في ذلك قال ونزلت سورة النساء يوصيكم الله في أولادكم الآية
فقال رسول الله ادعوا لي المرأة وصاحبها فقال لعمهما أعطهما الثلثين وأعط أمهما الثمن وما بقي فلك
[العجاب في بيان الأسباب: 2/844]
قال أبو داود أخطأ فيه هما ابنتا سعد بن الربيع وثابن بن قيس قتل يوم اليمامة النبي ثم ساق الحديث من طريق ابن وهب عن داود ابن قيس وغير واحد من أهل العلم عن ابن عقيل وقال فيه جاءت امرأة سعد بن الربيع بابنتيهما من سعد إلى رسول الله
وكذا رواه شريك النخعي وعبيد الله بن عمرو الرقي كلاهما عن ابن عقيل
أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وقالوا امرأة سعد بن الربيع
ونقل الثعلبي القصة عن عطاء مرسلا وزاد فيها إنها لما شكت قال لها النبي ارجعي فلعل الله أن يقضي في ذلك فأقامت حينا ثم عادت وشكت وبكت فنزل يوصيكم الله الحديث
3 - سبب آخر لأول الآية المذكورة قال البخاري حدثنا محمد بن يوسف عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال كان المال للولد وكانت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/845]
الوصية للوالدين فنسخ الله من ذلك ما أحب فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس أو الثلث وجعل للزوجة الثمن أو الربع وللزوج الشطر أو الربع
4 - سبب آخر لبعضها فأخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس لما نزلت آية 355 الفرائض قال بعضهم يا رسول الله أنعطي الجارية نصف ما ترك أبوها وليست تركب الفرس ولا تقاتل القوم وكذلك الصبي وكانوا في الجاهلية لا يعطون الميراث إلا لمن قاتل ويعطونه الأكبر فالأكبر فنزلت فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما
285 - قوله تعالى يا ايها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة الآية 19
1 - أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية قال كان الرجل إذا مات وترك زوجة ألقى عليها حميمه ثوبه فمنعها فإن كانت جميلة تزوجها وإن كانت دميمة حبسها حتى تموت فيرثها
وأخرج البخاري من طريق أبي إسحاق الشيباني عن عكرمة عن ابن عباس
[العجاب في بيان الأسباب: 2/846]
قال كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاؤوا زوجوها وإن شاؤوا لم يزوجوها هم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية في ذلك
وأخرجه أبو داود من طريق يزيد النحوي لعن عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية قال وذلك أن الرجل كان يرث أمرأة ذي قرابته فيعضلها حتى تموت أو ترد إليه صداقها يعني الذي كان الميت أعطاها فأحكم الله ذلك
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الليث عن سعيد بن أبي هلال قال زيد ابن أسلم في هذه الآية كان أهل يثرب إذا مات الرجل منهم في الجاهلية ورث امرأته من يرث ماله فكان يعضلها حتى يرثها أو يزوجها ممن أراد وكان أهل تهامة يسيء الرجل صحبة المرأة حتى يطلقها ويشترط عليها أن لا تتزوج إلا من أراد حتى تفتدي منه ببعض
356 - ما أعطاها فنهى الله المؤمنين عن ذلك
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق إسرائيل عن السدي عن أبي مالك كانت المرأة في الجاهلية إذا مات زوجها جاء وليه فألقى عليها ثوبا فإن كان له ابن صغير أو أخ حبسها حتى تشيب أو تموت فيرثها وإن هي انفلتت فأتت أهلها من
[العجاب في بيان الأسباب: 2/847]
قبل أن يلقى عليها ثوبا نجت فنزلت
وأخرج الطبري وابن مردويه من طريق محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال لما توفي أبو قيس ابن الأسلت أراد ابنه أن يتزوج امرأته وكان لهم ذلك في الجاهلية فنزلت
وأخرج الطبري من طريق ابن جريج أخبرني عطاء أن أهل الجاهلية كانوا إذا هلك الرجل وترك امرأة حبسها أهلها على الصبي يكون فيهم فنزلت
وبه عن ابن جريج قال وقال مجاهد كان الرجل إذا توفي كان ابنه أحق بأمرأته ينكحها إن شاء لم يكن ابنها أو يزوجها من شاء أخاه أو أبن أخيه
وبه قال ابن جريج قال عكرمة نزلت في كبيشة بنت معن بن عاصم من الأوس توفي عنها أبو قيس بن الأسلت فجنح عليها ابنه فجاءت إلى رسول الله فقالت يا رسول الله لا أنا ورثت زوجي ولا أنا تركت فأتزوج فنزلت
وأخرج ابن المنذر من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج قال: قال عكرمة فذكره إلا أنه قال مات الأسلت فجنح عليها ابنه أبو قيس وهذا منكر والمحفوظ
[العجاب في بيان الأسباب: 2/848]
مات أبو قيس بن الأسلت فألقى عليها ابنه ثوبا
وقد جمع الثعلبي ما تقدم فنظمه في سياق واحد بزيادة ونقص فقال 357
قال المفسرون كان من أهل المدينة في الجاهلية في أول الإسلام إذا مات الرجل وله امرأة جاء ابنه من غيرها أو قريبه من عصبته فألقى ثوبه عليها أو على خبائها فصار أحق بها من نفسها ومن غيره فإن شاء أن يتزوجها تزوجها بغير صداق إلا الصداق الأول الذي أصدقها الميت وإن شاء زوجها غيره وأخذ صداقها فلم يعطها منه شيئا وإن شاء عضلها ومنعها من الأزواج وطول عليها وضارها لتفتدي منه بما ورثت من الميت أو تموت هي فيرثها فإن ذهبت المرأة إلى منزل أهلها قبل أن يلقي عليها ابن زوجها ثوبه فهي أحق بنفسها فكانوا كذلك حتى توفي أبو قيس بن الأسلت الأنصاري وترك زوجته كبيشة بن معن الأنصارية فقام ابن له من غيرها يقال له حصن فطرح ثوبه عليها فولي نكاحها ثم تركها فلم يقربها ولم ينفق عليها يضارها بذلك لتفتدي منه بمالها وكذلك كانوا يفعلون إذا كانت جميلة موسرة دخل بها وإلا طول عليها لتفتدي منه فأتت كبيشة رسول الله فقالت يا رسول الله إن أبا قيس توفي وولي ابنه نكاحي وقد أضربي وطول علي فلا هو ينفق علي ولا هو يدخل بي ولا هو يخلي سبيلي فقال لها اقعدي في بيتك حتى يأتي فيك
[العجاب في بيان الأسباب: 2/849]
أمر الله قال فانصرفت وسمع النساء بذلك فأتين رسول الله وهو في مسجد الفضيخ فقلن يا رسول الله ما نحن إلا كهيئة كبيشة غير أنه لم ينكحنا الأبناء وإنما نكحنا بنو العم فأنزل الله عز وجل هذه الآية
قلت وفي قوله إن المرأة كانت ترث زوجها مخالفة لما تقدم في قوله إنهم كانوا لا يورثون النساء 358
2 - سبب آخر أخرج ابن أبي حاتم من طريق قيس بن الربيع عن سالم هو الأفطس عن مجاهد في قوله إن ترثوا النساء كرها قال الرجل يكون في حجره اليتيمة هو يلي أمرها فيحبسها رجاء أن يتزوجها أو يزوجها ابنه إلى أن تموت فيرثها
286 - قوله تعالى ولا تعضلوهن 19
تقدم في الذي قبله
وأخرج الطبري من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كان العضل في قريش بمكة ينكح الرجل المرأة الشريفة فقد لا توافقه فيشارطها على أن يطلقها ولا تتزوج إلا بإذنه فإذا خطبها الخاطب فإن أعطته وأرضته أذن لها وإلا عضلها
وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن سماك بن الفضل عن ابن البيلماني
[العجاب في بيان الأسباب: 2/850]
نزلت هاتان الآيتان إحداهما في أمر الجاهلية والأخرى في أمر الإسلام
وأخرجه الطبري من طريق ابن المبارك عن معمر وزاد يعني في الأولى لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها في الجاهلية والثاني ولا تعضلوهن في الإسلام
287 - قوله تعالى ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف 22
أخرج ابن أبي حاتم من طريق أشعث بن سوار عن عدي بن ثابت عن رجل من الأنصار قال توفي أبو قيس بن الأسلت وكان من صالحي الأنصار فخطب ابنه قيس امرأة أبيه فقالت إني أعدك ولدا ولكن أتي رسول الله أستأمره فأتته فأخبرته فأنزلت هذه الآية
وأخرجه الفريابي والحسن بن سفيان والطبراني من طريق قيس بن الربيع
[العجاب في بيان الأسباب: 2/851]
عن أشعث بسنده قال توفي أبو قيس فذكره فقالت إن أبا قيس توفي فقال لها خيرا وإن ابنه قيسا خطبني وهو من صالحي 359 قومه وإنما كنت أعده ولدا فقال لها أرجعي إلى بيتك فنزلت ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء
وأخرج سنيد في تفسيره والطبري من طريقه عن حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عكرمة في هذه الآية قال نزلت في أبي قيس بن الأسلت خلف على أم عبيد الله بنت ضمرة وكانت تحت أبيه الأسلت وفي الأسود بن خلف خلف على امرأة أبيه بنت أبي طلحة بن عبد العزى وفي صفوان بن أمية خلف على فاختة بنت الأسود بن المطلب تحت أبيه فقتل عنها
[العجاب في بيان الأسباب: 2/852]
وقال مقاتل بن سليمان في قوله تعالى لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها
نزلت في محصن بن أبي قيس بن الأسلت وفي امرأته هند بنت صبيرة وفي الأسود بن خلف وفي امرأته حبيبة بنت أبي طلحة بن عبد العزى وفي منظور بن سيار الفزاري وفي امرأته كندة بنت خارجة بن شيبان المري تزوجوا نساء آبائكم بعد الموت
ثم قال في قوله تعالى ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الآية
نزلت في محصن بن أبي قيس بن الأسلت وفي امرأته كبيشة بنت معن بن سعيد بن عدي بن ناصر من الأوس انتهى وهذا هو الصواب في تسمية ابن أبي الأسلت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/853]
زاد الثعلبي وفي أبي مقبل العدوي تزوج امرأة أبيه 288 قوله تعالى وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم الآية 23
أخرج ابن أبي حاتم من طريق داود بن عبد الرحمن وابن المنذر من طريق عبد الرزاق كلاهما عن ابن جريج سألت عطاء عن قوله وحلائل أبنائكم قال كنا نتحدث والله أعلم أن النبي لما نكح امرأة زيد بن حارثة قال المشركون 360 في ذلك فأنزل الله تعالى وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم
وقال يحيى بن سلام في تفسيره إنما قال من أصلابكم لأن الرجل كان يتبنى الرجل في الجاهلية فأحل الله نكاح نساء الذين تبنوا وقد تزوج النبي امرأة زيد بن حارثة بعدما طلقها وكان النبي قبل ذلك قد تبنى زيدا
وأخرج ابن المنذر من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج لما نكح النبي امرأة زيد بن حارثة قالت قريش نكح امرأة ابنه فنزلت وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم
289 - قوله تعالى والمحصنات من النساء إلا ما ملكت إيمانكم الآية 24
ذكر سبب الاستثناء
[العجاب في بيان الأسباب: 2/854]
أخرج مسلم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي الخليل علي أبي علقمة الهاشمي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله يوم حنين بعث جيشا إلى أوطاس فلقي عدوا فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا فكان ناسا من أصحاب رسول الله تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله تعالى والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم أي فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن
وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أبي الخليل أبو غيره عن أبي سعيد قال نزلت في يوم أوطاس فذكر نحوه وزاد قال فاستحللناهن بملك اليمين
وعن الثوري عن عثمان ولم يذكر أبا علقمة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/855]
وقال الفريابي عن سعيد بن جبير ومجاهد قالا كان المسلمون يصيبون نساء المشركين فيذكروا أن لهن أزواجا فيقول المسلم
قد نهى الله في ذلك قبل نزول والمحصنات من النساء إلا ما ملكت 361 أيمانكم فذكر ذلك لرسول الله فنزلت
2 - وأخرج عبد بن حميد وابن أبي خيثمة وأبو مسلم الكجي بسنده من طريق العباس بن أنس عن عكرمة إن هذه الآية والمحصنات من النساء نزلت في امرأة يقال لها معاذة كانت تحت شيخ من بني سدوس يقال له شجاع بن الحارث وكان معها ضرة لها قد ولدت من شجاع أولادا رجالا فانطلق شجاع يمير أهله من هجر فمر بمعاذة ابن عم لها فقالت له احملني إلى أهلي ليس عند هذا الشيخ خير فحملها فوافق ذلك مجيء الشيخ فلم يجدها فانطلق إلى النبي فقال
[العجاب في بيان الأسباب: 2/856]
يا رسول الله أفضل العرب ... خرجت أبغيها الطعام في رجب
فقد تولت وألطت بالذنب ... وهن شر غالب لمن غلب
رأت غلاما واركا على القتب ... لها به وله بها أرب
فقال رسول الله عل عل فإن كان الرجل كشف لها ثوبا فارجموها وإلا ردوا على الشيخ امرأته
فانطلق مالك بن شجاع ابن ضرتها فطلبها فجاء بها فقالت له أمه يا ضار أمه ونزلت معاذة بيتها وولدت لشجاع وجعل شجاع يشبب بها في أبيات
[العجاب في بيان الأسباب: 2/857]
قلت وقصتها شبيهة بقصة معاذة زوج الأعشى المازني وهي عند أحمد في المسند وما أدري أهما واحدة أو اتفق الاسم والقصة
290 - قوله ز تعالى فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة الآية 24
1 - قال مقاتل نزلت في المتعة فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى ثم قال ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة أي إذا زدتم في الأجر وازددتم في الأجل 362 ثم نسخ ذلك
ويؤيده ما أخرجه الشيخان في الصحيحين عن ابن مسعود كنا نغزو وليس
[العجاب في بيان الأسباب: 2/858]
لنا نساء فرخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل الحديث
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج نا إسحاق بن سليمان عن موسى ابن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال كانت متعة النساء في أول الإسلام كان الرجل إذا قدم البلدة ليس معه من يصلح له ضيعته ولا يحفظ له متاعه فيتزوج المرأة إلى قدر ما يرى أنه يفرغ من حاجته لذلك وكان يقرأ فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى الآية
وأخرج أبو عبيد في كتاب النكاح وابن المنذر من طريقه عن حجاج بن محمد عن ابن جريج أخبرني عطاء سمعت ابن عباس يقول يرحم الله عمر ما كانت المتعة إلا رحمة من الله رحم بها أمة محمد ولولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنى إلا شقي قال وقال كأني أسمع قوله الآن إلا شقي عطاء القائل
قال وقال عطاء وهي التي في سورة النساء فما استمتعتم به منهن إلى كذا وكذا من الأجل على كذا وكذا قال وليس بينهما وراثة فإن بدا لهما أن يتراضيا بعد الأجل فنعم وإن تفرقا فنعم ليس بينهما نكاح قال وأخبرني أنه سمع ابن عباس يراها الآن حلالا وقال عبد الأعلى عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة سألت ابن عباس عن المتعة فقال أما تقرأ سورة النساء قلت بلى قال فما تقرأ فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى قلت لا قال فقال ابن عباس والله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/859]
لهكذا أنزلها الله عز وجل أخرجه
وقال حبيب بن أبي ثابت أعطاني ابن عباس مصحفا فقال هذا على قراءة 363 أبي بن كعب فرأيت منه فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى أخرجه الطبري
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي عمر عن ابن عيينة هي المتعة أمروا بها قبل أن ينهوا عنها
2 - سبب آخر في قوله تعالى ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة
أخرج الطبري من طريق سليمان التيمي عن حضرمي بن لاحق أن رجالا كانوا يفترضون المهر ثم عسى أن تدرك أحدهم العسرة فنزلت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/860]
291 - قوله تعالى ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما 27
أخرج ابن أبي حاتم من طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قال كانت اليهود تزعم أن نكاح الأخت من الأب حلال من الله فأنزل الله هذه الآية
ومن طريق السدي الذين يتبعون الشهوات هم اليهود والنصارى
292 - قوله تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب الآية 32
1 - قال الترمذي حدثنا ابن أبي عمر نا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم سلمة أنها قالت يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث
فأنزل الله ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض
قال مجاهد وأنزل فيها إن المسلمين والمسلمات
[العجاب في بيان الأسباب: 2/861]
وكذا أخرجه عبد الرزاق عن ابن عيينة
قال الترمذي هذا مرسل يعني قول مجاهد وقد رواه بعضهم عن الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أن أم سلمة قالت كذا وكذا
قلت أخرجه الفريابي عن الثوري كذلك قال: قالت أم سلمة فذكره وسيأتي في سورة الأحزاب
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة 364 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن امرأة أتت النبي فقالت يا نبي الله للذكر مثل حظ الأنثيين وشهادة امرأتين بشهادة رجل أفنحن في العمل كذا إن عملت امرأة حسنة كتب لها نصف حسنة فأنزل الله تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله الآية فإنه عدل مني وأنا صنعته
وقال مقاتل لما نزلت للذكر مثل حظ الأنثيين قالت النساء نحن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/862]
كنا أحق أن يكون لنا سهمان ولهم سهم لأنا ضعاف الكسب والرجال أقوى على التجارة والطلب منا فإذ لم يفعل الله ذلك بنا فإنا نرجو أن يكون الوزر على نحو ذلك عنا وعنهم فنزلت
وأخرج إسحاق بن راهويه في تفسيره من طريق خصيف عن عكرمة أن النساء سألت الجهاد فقلن وددنا أن الله جعل لنا الغزو فنصيب من الأجر ما يصيب الرجال فنزلت
وقال عبد الرزاق عن معمر عن شيخ من أهل مكة كان النساء يقلن ليتنا كنا رجالا فنجاهد كما يجاهد الرجال ونغزو في سبيل الله فقال الله تعالى ولا تتمنوا
وأخرج عبد بن حميد من رواية شيبان عن قتادة كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء إلا الصبيان يجعلون الميراث لذوي الأسنان وقال النساء لو جعل نصيبنا من الميراث كنصيب الرجال وقال الرجال إنا لنرجوا أن نفضل بحسناتنا كما
[العجاب في بيان الأسباب: 2/863]
فضلنا في مواريثنا فأنزل الله ولا تتمنوا الآية يقول أن المرأة تجزي بحسنتها كما يجزي الرجل
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي في هذه الآية قال إن الرجال قالوا نريد أن يكون لنا من الأجر الضعف علي أجر النساء كما لنا في السهام سهمان ونريد أن يكون لنا في الأجر أجران 365
وقالت النساء نريد أن يكون لنا أجر مثل أجرهم فإنا لا نستطيع القتال ولو كتب علينا القتال لقاتلنا فأبى الله ذلك وقال سلوا الله من فضله
2 - سبب آخر قال عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي لا تتمن زوجة أخيك ولا مال أخيك واسأل الله من فضله
293 - قوله تعالى ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عاقدت أيمانكم 33
[العجاب في بيان الأسباب: 2/864]
1 - قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة كان الرجل في الجاهلية يعاقد الرجل فيقول دمي دمك وهدمي هدمك وترثني وأرثك وتطلب بي وأطلب بك فلما جاء الإسلام بقي منهم ناس فأمروا أن يورثوهم نصيبهم من الميراث وهو السدس ثم نسخها وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض الآية
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق حصن عن أبي مالك في قوله والذين عاقدت أيمانكم قال هو حليف القوم يقول أشهدوه أمركم
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدى عن أبي مالك في هذه الآية والذين عاقدت أيمانكم قال كان الرجل في الجاهلية يأتي القوم فيعقدون له أنه رجل منهم إن كان ضر أو نفع أو دم فإنه فيه مثلهم ويأخذون له من أنفسهم مثل الذين يأخذون منه فكانوا إذا كان قتال قالوا يا فلان أنت منا فانصرنا وإن كانت مشقة قالوا أعطنا أنت منا وإن نزل به امر أعطوه وربما منعه بعضهم ولم ينصروه كنصرة بعضهم بعضا فتحرجوا من ذلك فسألوا النبي فأنزل الله تعالى والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم قال أعطوهم مثل الذي تأخذون منهم
وقال مقاتل كان الرجل يرغب في الرجل فيحالفه بأن يعاقده على أن يكون
[العجاب في بيان الأسباب: 2/865]
معه وله سهم 366 من ميراثه كبعض ولده فلما نزلت آية المواريث ولم يذكر أهل العقد أنزل الله بعدها والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم يعني من الميراث الذي عاقدتموهم عليه فلم تزل حتى نسختها وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض الآية
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق حجاج عن أبي جريج وعثمان بن عطاء كلاهما عن عطاء عن ابن عباس قال كان الرجل يعاقد الرجل فذكر نحوه وزاد كل حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة
2 - سبب آخر أخرج البخاري وأبو داود والنسائي وابن أبي حاتم من طريق طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى ولكل جعلنا موالي قال ورثة والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمة بالأخوة التي آخى النبي بينهم فنسختها هذه الآية ولكل جعلنا موالي ثم قال والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم من النصرة والنصيحة والرفادة ويوصي لهم وذهب الميراث
[العجاب في بيان الأسباب: 2/866]
وأخرج عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد نحوه
وكذا أخرجه عبد بن حميد عن قبيصة عن الثوري
3 - سبب آخر أخرج ابن أبي حاتم من طريق محمد بن إسحاق عن داود ابن الحصين قال كنت أقرأ على أم سعد بنت سعد بن الربيع أنا وابن ابنها موسى ابن سعد وكانت يتيمة في حجر أبي بكر الصديق فقرأت عليها والذين عاقدت أيمانكم فقالت لا ولكن والذين عقدت أيمانكم قالت إنها نزلت في أبي بكر الصديق وولده عبد الرحمن حين أبى أن يسلم فحلف أبو بكر أن لا يورثه فلما أسلم 367 حين حمل على الإسلام بالسيف أمره الله أن يؤتيه نصيبه
ونقل الثعلبي عن أبي روق نزلت في أبي بكر وابنه عبد الرحمن وكان أبو بكر حلف أن لا يتبعه ولا يورثه شيئا من ماله فلما أسلم عبد الرحمن أمر أن يؤتى نصيبه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/867]
في المال
294 - قوله تعالى الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض الآية 34
أخرج ابن أبي حاتم من طريق أشعث بن عبد الملك عن الحسن قال جاءت امرأة إلى النبي تستعدي على زوجها أنه لطمها فقال رسول الله القصاص فأنزل الله تعالى الرجال قوامون على النساء الآية فرجعت بغير قصاص
وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر من طريق حماد بن سلمة
وأخرجه الواحدي من طريق هشام كلاهما عن يونس
وأخرج ابن المنذر من طريق جرير بن حازم كلاهما عن الحسن أن رجلا لطم امرأته فخاصمته إلى النبي فجاء أهلها معها فذكر نحوه وفيه فجعل رسول الله يقول القصاص القصاص ولا يقضي قضاء فأنزل الله هذه الآية فقال النبي أرادوا أمرا وأراد الله غيره
ونقل الثعلبي عن الكلبي قال نزلت في سعد بن الربيع وامرأته عميرة بنت محمد بن مسلمة وذكر نحو القصة الآتية عن مقاتل
[العجاب في بيان الأسباب: 2/868]
ونقل عن أبي روق أنها نزلت في جميلة بنت عبد الله بن أبي وزوجها ثابت بن قيس بن شماس كانت نشزت عليه فلطمها فاستعدت عليه فنزلت
قلت وقد تقدم ذكر هذه الأخيرة في تفسير البقرة في قوله تعالى فيما افتدت به وكان ذلك 368 الخلع أول خلع في الإسلام
وقال مقاتل نزلت في سعد بن الربيع كان من النقباء وامرأته حبيبة بنت زيد بن أبي زهير وهما من الأنصار وذلك إنها نشزت عليه فلطمها فانطلق أبوها معها إلى رسول الله فقال أفرشته كريمتي فلطمها فقال لتقتص من زوجها فانصرفت مع أبيها لتقتص منه فقال النبي ارجعا هذا جبريل أتاني فأنزل الله تعالى الرجال قوامون على النساء الآية فقال النبي أردنا أمرا وأراد الله أمرا والذي أراد الله خير ورفع القصاص
وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة صك رجل امرأته فأتت النبي فأراد أن يقيدها منه فنزلت
وأخرجه عبد بن حميد من رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بلغنا فذكر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/869]
نحوه وزاد في آخره أردنا وله طريق آخرى ذكرت في أواخر سورة طه
295 - قوله تعالى الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما أتاهم الله من فضله 37
قال ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان كردم بن زيد حليف كعب بن الأشرف وأسامة بن حبيب ونافع بن أبي نافع وبحري بن عمرو وحيي بن أخطب ورفاعة بن زيد بن التابوت يأتون رجالا من الأنصار وكانوا يخالطونهم ينصحون لهم من أصحاب رسول الله فيقولون لهم لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم في ذهابها ولا تسارعوا في النفقة فإنكم لا تدرون ما يكون فأنزل الله فيهم الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل 369 ويكتمون ما أتاهم الله من فضله أي من النبوة التي فيها تصديق ما جاء به محمد أخرجه الطبري
وأخرج الطبري أيضا من طريق سليمان التيمي عن الحضرمي بن لاحق في قوله تعالى الذين يبخلون الآية قال هم اليهود بخلوا بما عندهم من العلم فكتموا ذلك
ومن طريق مجاهد نحوه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/870]
ومن طريق السدي ومن طريق قتادة مثله
وقال مقاتل في قوله ويكتمون ما آتاهم الله من فضله إن رؤوس اليهود كعب بن الأشرف وغيره كانوا يأمرون سفلة اليهود بكتمان أمر محمد أن يظهروه
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال كان علماء بني إسرائيل يبخلون بما عندهم من العلم وينهون العلماء أن يعلموا الناس شيئا فعيرهم الله بذلك فأنزل الله تعالى الذي يبخلون ويأمرون الناس بالبخل الآية
296 - قوله ز تعالى وإن تك حسنة يضاعفها الآية 40
أخرج الطبري من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن عبد الله بن عمر قال نزلت هذه الآية في الأعراب من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها فقال رجل فما للمهاجرين قال ما هو أعظم من ذلك وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما وإذا قال الله لشيء عظيم فهو عظيم
297 - قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/871]
سكارى الآية 43
1 - قال عبد بن حميد نا أبو نعيم نا طلحة هو ابن عمرو عن عطاء هو ابن أبي رباح قال أول ما نزل في الخمر يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير 370 ومنافع للناس فقال بعض المنافقين نشربها لمنافعها وقال آخرون لا خير في شيد فيه إثم ثم نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فقال بعض الناس نشربها ونجلس في بيوتنا وقال آخرون لا خير في شيء يحول بيننا وبين الصلاة مع المسلمين فنزلت يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه فنهاهم فانتهوا
وأخرج هو والفريابي والطبري وأحمد والبزار وأصحاب السنن والحاكم كلهم من طريق عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي ابن أبي طالب أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا فدعا نفرا من الصحابة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/872]
فأكلوا وشربوا حتى ثملوا فقدموا عليا فقرأ بهم في المغرب قل يا أيها الكافرون فخلط فأنزل الله تعالى يا أيها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون
وفي لفظ قال دعا رجل من الأنصار عليا وعبد الرحمن فأصابوا من الخمر فقدموا عليا في صلاة المغرب فقرأ قل يا أيها الكافرون فخلط فيها فنزلت
لفظ الفريابي عن الثوري
وأخرج ابن المنذر من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج كما سيأتي قال وقال عن عكرمة قرأ علي في آخر المغرب فقال في آخرها ليس لكم دين وليس لي دين
وأخرجه الطبري من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن علي أنه كان هو وعبد الرحمن بن عوف ورجل آخر شربوا الخمر فصلى بهم عبد الرحمن فقرأ قل يا أيها الكافرون فخلط فيها فنزلت لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولن وقال فيه 371 أن عبد الرحمن هو الذي صلى بهم وقال أصح طرقه لأن الثوري سمع من عطاء قبل اختلاطه وعبد الرحمن بن مهدي أثبت من الفريابي
[العجاب في بيان الأسباب: 2/873]
وفي رواية ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الرازي عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما ودعا أناسا من أصحاب رسول الله فطعموا وشربوا وحضرت صلاة المغرب فتقدم بعض القوم فصلى بهم المغرب فقرأ قل يا أيها الكافرون فلم يقمها فأنزل الله تعالى الآية
وأخرجه عبد من طريق حماد عن عطاء عن أبي عبد الرحمن أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا فدعا نفرا من أصحاب رسول الله فأكلوا وشربوا حتى ثملوا فقدموا عليا فصلى بهم المغرب فقرأ قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون وأنتم عابدون ما أعبد فنزلت
وفي رواية أبي داود عن علي أن رجلا دعاه وعبد الرحمن وفيه فقدموا عليا
وللترمذي والحاكم صنع لنا عبد الرحمن وفيه فقدموني
وللحاكم دعانا رجل من الأنصار وأبهمه الأكثر
وقال مقاتل بن سليمان صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص فأكلوا وسقاهم خمرا فحضرت الصلاة فأمهم علي فقرأ بقل يا أيها الكافرون فخلط فنزلت فتركوا شربها إلا من بعد صلاة الفجر إلى الضحى الأكبر ليصلوا الأولى وهم أصحياء ثم يشربونها من بعد صلاة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/874]
العشاء إلى ثلث الليل فيصبحون وهم أصحياء ثم أن رجلا من الأنصار يقال له عتبان ابن مالك دعا سعدا فأكلا وشربا ثم سكرا 372 فأخذ عتبان لحى البعير فكسر أنف سعد فأنزل الله عز وجل تحريم الخمر في المائدة بعد غزاة الأحزاب
وقال أبو داود الطيالسي نا شعبة أخبرني سماك بن حرب سمعت مصعب ابن سعد يحدث عن سعد هو ابن أبي وقاص قال نزلت في أربع آيات صنع رجل من الأنصار طعاما فدعا أناسا من المهاجرين وأناسا من الأنصار فأكلنا وشربنا حتى سكرنا ثم افتخرنا فرفع رجل لحى بعير ففزر به أنف سعد فنزلت
وأخرجه مسلم بطوله وأصحاب السنن وبقية طريقه تأتي في تفسير
[العجاب في بيان الأسباب: 2/875]
المائدة
2 - قول آخر أخرج الطبري وابن المنذر من طريق سلمة عن الضحاك لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال لم يعن بها الخمر إنما عنى بها سكر النوم
298 - قوله ز تعالى ولا جنبا إلا عابري سبيل 43
أخرج الطبري من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن رجالا من الأنصار كانت أبوابهم في المسجد فتصيبهم الجنابة ولا ماء عندهم فلا يجدون ممرا إلا في المسجد فنزلت
299 - قوله تعالى فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا 43
1 - قال مالك في الموطأ عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله في بعض أسفاره حتى إذا كان بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله على التماسه وأقام وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إلى أبي بكر فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله لناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله واضع رأسه 373 علي فخذي قد نام فقال
[العجاب في بيان الأسباب: 2/876]
حبست رسول الله والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فقال أبو بكر ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله على فخذي فنام رسول الله حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن حضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته
أخرجه البخاري ومسلم من طريق مالك وأخرجاه من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
وأخرجه الطبري من رواية عبيد الله بن عمر العمري عن عبد الرحمن بن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/877]
القاسم ووقع عنده فجاء أبو بكر فجعل يهمزني ويقرصني ولا أتحرك مخافة أن يستيقظ رسول الله وقد أوجعني ولا أدري كيف أصنع
ومن طريق أيوب عن ابن أبي مليكة مرسلا وفي آخره قال الناس ما رأينا امرأة قط أعظم بركة منها
حديث آخر أخرج أحمد وأبو داود والنسائي من رواية الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمار بن ياسر أن رسول الله عرس بأولات الجيش ومعه عائشة زوجته فانقطع عقد لها من جزع ظفار فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء فأنزل الله على رسول الله رخصة التطهر بالصعيد الطيب الحديث
وأخرجه النسائي وابن حبان وأبو داود من
[العجاب في بيان الأسباب: 2/878]
طرق عن الزهري 374 وقال أبو داود قال ابن عيينة يعني عن الزهري مرة عن ابن عباس ومرة عن أبيه يعني عبد الله بن عتبة
قلت وهي رواية ابن ماجه وأخرجه الطبري من رواية الزهري عن عبيد الله عن أبي اليقظان وهي كنية عمار بن ياسر فذكره مختصرا وهو منقطع بين عبيد الله وعائشة
وفيه بعد قوله فتغيظ أبو بكر على عائشة وزاد فيه فدخل أبو بكر على عائشة فقال لها إنك لمباركة
2 - سبب آخر أخرج الطبري وابن مردويه من طريق الهيثم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/879]
ابن رزيق المالكي من بني مالك بن كعب بن سعد وعاش مئة وسبع عشرة سنة عن أبيه عن الأسلع بن شريك قال كنت أرحل ناقة رسول الله فأصابتني جنابة في ليلة باردة وأراد رسول الله الرحلة فكرهت أن أرحل ناقته وأنا جنب وخشيت أن اغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض فأمرت رجلا من الأنصار فرحلها ثم رضفت أحجارا فأسخنت بها ماء فاغتسلت ثم لحقت برسول الله وأصحابه فقال لي يا أسلع مالي أرى رحلتك تغيرت فقلت يا رسول الله لم أرحلها إنما رحلها رجل من الأنصار قال ولم قلت أصابتني جنابة فذكرت له القصة فأنزل الله تعالى لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فساق الآية إلى قوله عفوا غفورا
3 - سبب آخر قال الفريابي أنا قيس بن الربيع عن ابن أبي ليلى عن المنهال ابن عمرو عن عباد بن عبد الله عن علي في قوله تعالى ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا 375 قال نزلت في المسافر تصيبه الجنابة فيتيمم ثم يصلي
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق قيس وفيه ضعف وانقطاع
وأخرجا أيضا من طريق قيس بن الربيع عن خصيف عن مجاهد قال نزلت في رجل من الأنصار كان مريضا فلم يستطع أن يقوم يتوضأ ولم يكن له خادم فيناوله فأتى رسول الله فذكر ذلك له فأنزل الله تعالى هذه الآية وفيه أيضا ضعف وانقطاع
4 - سبب آخر أخرج الطبري من طريق محمد بن جابر اليمامي عن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/880]
حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي أصاب أصحاب رسول الله جراحة ففشت فيهم ثم ابتلوا بالجنابة فشكوا ذلك إلى النبي وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط الآية
وقال مقاتل نزلت في عبد الرحمن بن عوف أصابته جنابة وهو جريح فشق عليه الغسل وخاف منه شرا فنزلت وإن كنتم مرضى يعني من به جرح ونزلت وإن كنتم على سفر وأنتم أصحاء نزلت في عائشة أم المؤمنين
300 - قوله ز تعالى ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا إلى قوله من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه 44 - 46
أخرج الطبري من تفسير سنيد عن حجاج عن ابن جريج قال: قال عكرمة نزلت في رفاعة بن زيد بن التابوت
301 - قوله ز تعالى ليا بألسنتهم وطعنا في الدين 46
ذكر الثعلبي عن ابن عباس قال نزلت في رفاعة بن زيد بن التابوت ومالك بن دحشم كانا إذا تكلم رسول الله لويا لسانهما وعاباه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/881]
وذكر عنه أيضا 376 كانت اليهود يأتون رسول الله ويسألونه فيخبرهم ويظن أنهم يأخذون بقوله فإذا انصرفوا من عنده حرفوا كلامه وقالوا سمعنا وعصينا إلى قوله إلا قليلا
وأخرج الطبري من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء اليهود فكان إذا كلم رسول الله لوى لسانه وقال راعنا يا محمد حتى نفهمك فنزلت
ومن طريق عبيد بن سليمان عن الضحاك قال في قوله راعنا ليا بألسنتهم قال كان الرجل من المشركين يقول أرعني سمعك
302 - قوله تعالى يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم الآية 47
أخرج الطبري من طريق السدي قال نزلت في مالك بن الصيف ورفاعة بن زيد ومن طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن عباس نزلت في أحبار اليهود عبد الله بن صوريا وكعب بن أسد في قصة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/882]
وأورده الثعلبي عن ابن عباس وزاد أن النبي كلمهم فقال معشر يهود اتقوا الله وأسلموا فوالله إنكم لتعلمون أن الذي جئت به الحق فقالوا ما نعرف ذلك وأصروا على الكفر فنزلت
وقال الثعلبي فقال لما نزلت أتى عبد الله بن سلام رسول الله من قبل أن يأتي أهله فأسلم وقال يا رسول الله قد كنت أرى أن لا أصل إليك حتى يتحول وجهي من قفاي
303 - قوله تعالى إن الله لا يغفر إن يشرك به 48
يأتي في أواخر السورة
304 - قوله تعالى ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم الآية 49
3771 7 - 1 أخرج الفريابي وعبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال نزلت في اليهود كان يقدمون صبيانهم في الصلاة فيؤمونهم يزعمون أنهم لا ذنوب لهم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/883]
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كانت اليهود يقدمون صبيانهم يصلون بهم ويقربون قربانهم ويزعمون أنه لا ذنوب لهم وكذبوا قال الله تعالى إني لا أطهر ذا ذنب بآخر لا ذنب له ثم أنزل عز وجل الم تر إلى الذين يزكون أنفسهم الآية
وقال مقاتل منهم بحري بن عمرو ومرحب بن زيد
وقال ابن الكلبي نزلت في رجال من اليهود أتوا رسول الله بأطفالهم فقالوا يا محمد هل على أولادنا هؤلاء من ذنب قال لا قالوا والذي يحلف به ما نحن إلا كهيئتهم ما من ذنب نعمله بالليل إلا كفر عنا بالنهار وما من ذنب نعمله بالنهار إلا كفر عنا بالليل
فهذا الذي زكوا به أنفسهم
2 - سبب آخر أخرج عبد الرزاق عن معمر عن الحسن البصري في هذه الآية قال هم اليهود والنصارى الذين قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى
وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة قال هم أعداء الله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/884]
اليهود زكوا أنفسهم بأمر لم يبلغوه فقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وقالوا لا ذنوب لنا إلا كذنوب أبنائنا الأطفال
305 - قوله تعالى ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت 51
قال مقاتل هم اليهود منهم أصبغ ورافع ابنا حريملة
306 - قوله تعالى ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى 378 من الذين آمنوا سبيلا 51
قال الطبري حدثنا محمد بن المثنى ثنا ابن أبي عدي عن داود عن عكرمة عن ابن عباس لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت له قريش أنت حبر أهل المدينة وسيدهم قال نعم قالوا ألا ترى إلى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السلطنة قال أنتم خير منه قال فأنزل الله إن شانئك هو الأبتر وأنزل ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/885]
وأخرجه ابن أبي حاتم من هذا الوجه نحوه يذكر ابن عباس فيه
وأخرجه الطبري من طريق عبد الوهاب الثقفي ومن طريق خالد الواسطي كلاهما عن داود عن عكرمة نحوه وقال فيه فقال أنتم والله خير منه لم يذكر ابن عباس في السند
ومن طريق معمر عن أيوب عن عكرمة كذلك وقال فيه إن كعب بن الأشرف استجاشهم وأمرهم أن يقاتلوا محمدا قال وإنا معكم فقالوا له إنكم أهل كتاب وهو صاحب كتاب فنخشى أن يكون هذا خترا منك فإن أردت أن نخرج فاسجد لهذين الصنمين ففعل ثم قالوا نحن أهدى أم محمد فذكر نحو ما تقدم
وأخرج والفاكهي في كتاب مكة وابن أبي حاتم من طريق ابن عيينة عن عمرو بن حصين عن عكرمة جاء حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف إلى أهل مكة فذكر القصة نحو الأول
[العجاب في بيان الأسباب: 2/886]
وأخرج الطبري من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال لما كان من أمر يهود بني النضير ما كان أتاهم 379 النبي يستعينهم في دم العامريين فهموا بقتله فاطلع الله ورسوله على ما هموا به هرب كعب بن الأشرف حتى أتى مكة فعاهدهم على المسلمين فقال له أبو سفيان يا أبا سعد إنكم قوم تقرؤون الكتاب فذكر نحو رواية أيوب عن عكرمة وفيه فقال كعب دينكم خير من دين محمد فأثبتوا عليه ألا ترون أن محمدا بعث بالتواضع وهو ينكح من النساء ما شاء وما نعلم ملكا أعظم من ملك النساء فذلك حين يقول الله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب الآية إلى قوله سبيلا
وأخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق إسرائيل بن يونس عن السدي عن أبي مالك أن أهل مكة قالوا لكعب بن الأشرف
وأخرج الطبري من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن عباس قال كان الذين حزبوا الأحزاب من قريش وغطفان ومن قريظة حيي بن أخطب وأبو رافع سلام بن أبي الحقيق والربيع بن الربيع بن أبي الحقيق وأبو عمار ووحوح بن عامر وهوذة بن قيس فقدموا على قريش قالوا هؤلاء أحبار يهود فسلوهم أدينكم خيرا أم دين محمد فذكر الخبر
ومن طريق سعيد عن قتادة ذكر لنا أنها نزلت في كعب بن الأشرف وحيي
[العجاب في بيان الأسباب: 2/887]
ابن أخطب ورجلين من اليهود فذكر القصة مختصرة
307 - قوله ز تعالى أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله الآية 54
أخرج ابن أبي حاتم من طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قال أعطى رسول الله بضع سبعين 380 شابا فحسدته اليهود فنزلت هذه الآية
ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: قال أهل الكتاب زعم محمد أنه أوتي ما أوتي في تواضع وله تسع نسوة وليس همه إلا النكاح فأي ملك أفضل من هذا فنزلت
وقد تقدم في الذي قبله قول كعب بن الأشرف في ذلك
وقال عبد بن حميد حدثنا عمرو بن عون عن هشيم عن خالد الحذاء عن عكرمة أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله قال الناس في هذا الموضع محمد خاصة
وأخرج عبد بن حميد من طريق إسرائيل عن السدي عن أبي مالك في قوله تعالى أم يحسدون الناس قال يحسدون محمدا إذ لم يكن منهم فكفروا به
وأخرج الطبري من طريق أسباط بن نصر عن السدي في قوله وآتيناهم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/888]
ملكا عظيما أي في النساء فكان لداود تسع وتسعون امرأة ولسليمان مئة فما بال محمد لا يحل له ما أحل لهم
وأخرج الثعلبي بسند ضعيف إلى أبي حمزة الثمالي قال يعني بالناس في هذه الآية نبي الله وحده قالت اليهود انظروا إلى هذا الذي ما شبع من الطعام لا والله ما له هم إلا النساء لو كان نبيا لشغله هم النبوة عن النساء حسدوه على كثرة نسائه وعابوه بذلك فأكذبهم الله تعالى فقال فقد آتينا آل إبراهيم إلى قوله ملكا عظيما فأخبرهم بما كان لداود وسليمان فأقرت اليهود لرسول الله إنه كان لسليمان ألف امرأة ثلثمائة مهرية وسبعمئة سرية وعند داود مئة امرأة فقال لهم ألف امرأة 381 عند رجل أكثر أم تسع نسوة وكان عنده يومئذ تسع لسوة فسكتوا قال الله عز وجل فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه يعني من آمن عبد الله بن سلام وأصحابه كذا قال وقال السدي الهاء راجعة إلى إبراهيم وذلك أنه زرع وزرع الناس فهلكت زروع الناس وزكا زرع إبراهيم فاحتاج الناس فكانوا يأتونه فقال من آمن أعطيته ومن لم يؤمن منعته منهم من آمن به ومنهم من أبى
308 - قوله تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها الآية 58
أخرج الطبري من تفسير سنيد وهو الحسين بن داود عن حجاج بن محمد عن ابن جريج في هذه الآية نزلت في عثمان بن طلحة بن أبي طلحة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/889]
العبدري قبض منه مفاتيح الكعبة ودخل به البيت يوم الفتح فخرج وهو يتلو هذه الآية فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح قال وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول الله من الكعبة وهو يتلو هذه الآية فداه أبي وأمي ما سمعته يتلوها قبل ذلك
وقال سنيد أيضا حدثنا الزنجي بن خالد عن الزهري دفعه إليه وقال أعينوه وقال محمد بن إسحاق في السيرة النبوية حدثني محمد بن جعفر بن الزبير بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن صفية بنت شيبة أن رسول الله لما نزل بمكة واطمأن الناس خرج حتى جاء البيت فطاف به سبعا على راحلته يستلم الركن بمحجن في يده فلما فرغ من طوافه دعا عثمان بن أبي طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له فدخلها فوجد فيها صمامة من عيدان 382 وكسرها بيده ثم طرحها ثم وقف على باب الكعبة وقد استكف الناس له في المسجد
ثم قال ثم جلس رسول الله في المسجد فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده فقال يا رسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية فقال رسول الله أين عثمان بن طلحة فدعي له فقال هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم وفاء وبر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/890]
قال الأزرقي في كتاب مكة حدثنا جدي عن سعيد بن سالم عن ابن جريج عن مجاهد في هذه الآية إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال نزلت في عثمان بن طلحة قبض النبي مفتاح الكعبة يوم فتح مكة فدخل الكعبة وهو يتلو هذه الآية فدعا عثمان فدفع المفتاح إليه وقال خذوها يا بني
[العجاب في بيان الأسباب: 2/891]
أبي طلحة بأمانة الله لا ينزعها منكم إلا ظالم
وذكر ابن أبي خيثمة عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: قال شيبة بن عثمان دفع النبي إلي وإلى عثمان بن طلحة وقال خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلا ظالم فبنو أبي طلحة هم سدنة الكعبة دون بقية بني عبد الدار
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية إن الله يأمركم قال لما فتح رسول الله مكة دعا عثمان بن طلحة فلما أتاه قال أرني المفتاح فأتاه به فلما بسط يده إليه قام العباس بن عبد المطلب فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي اجمعه لي مع السقاية فكف عثمان يده فقال رسول الله أرني المفتاح يا عثمان 383 فبسط يده يعطيه فقال العباس مثل كلمته الأولى فكف عثمان يده ثم قال رسول الله يا عثمان إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فأتني المفتاح فقال هاك بأمانة الله قال فقام رسول الله ففتح باب الكعبة فوجد في الكعبة تمثال إبراهيم معه قداح يستقسم بها فقال رسول الله ما للمشركين قاتلهم الله ما شأن إبراهيم وشأن القداح ثم دعا بجفنة فيها ماء فأخذ ماء فغمسه ثم غمس به تلك التماثيل وأخرج مقام إبراهيم وكان في الكعبة ثم خرج فطاف بالبيت شوطا أو شوطين فنزل عليه جبريل فيما ذكر لنا برد المفتاح فدعا رسول الله عثمان بن طلحة فأعطاه المفتاح ثم قال إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهله حتى فرغ من الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/892]
إلى أهلها حتى فرغ من الآية
وقال الثعلبي نزلت في عثمان بن طلحة الحجبي من بني عبد الدار وكان سادن الكعبة فلما دخل النبي مكة يوم الفتح أغلق عثمان باب البيت وصعد السطح فطلب رسول الله المفتاح فقيل له إنه مع عثمان فطلب منه فأبى وقال لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه المفتاح فلوى علي بن أبي طالب يده وأخذ منه المفتاح وفتح الباب فدخل رسول الله البيت وصلى فيه ركعتين فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح فيجمع له بين السقاية والسدانة فأنزل الله عز وجل هذه الآية فأمر رسول الله عليا 384 أن يرد المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه ففعل ذلك فقال له عثمان يا علي أكرهت وأذيت ثم جئت ترفق فقال علي لقد أنزل الله عز وجل في شأنك وقرأ عليه الآية فقال عثمان أشهد أن محمدا رسول الله وجاء فأسلم فجاء جبريل عليه السلام فقال ما دام هذا البيت أو لبنة من لبناته قائمة فإن السدانة في أولاد عثمان فهو اليوم في أيديهم
قلت كذا أورده الثعلبي بغير سند جازما به وتلقاه عنه غير واحد منهم الواحدي وفيه زيادات منكرة منها أن المحفوظ أن إسلام عثمان بن طلحة كان قبل الفتح بمدة قدم هو وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد فأسلموا جميعا بين الحديبية والفتح
ومنها أنه أغلق الباب وصعد السطح والمعروف في كتب السير أن المفتاح كان
[العجاب في بيان الأسباب: 2/893]
عند أمه وأن النبي لما طلب منه المفتاح امتنعت أمه من دفعه فدار بينهما في ذلك كلام كثير ثم كيف يلتئم قوله لوى علي يده مع كونه فوق السطح ثم قد أسند الطبري عن مكحول في قوله تعالى وأولي الأمر منكم قال هم أهل الآية التي قبلها إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها إلى آخر الآية
ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: قال أبي هم الولاة
ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أمر الولاة أن يعطوا النساء حقوقهن
قال الطبري والأولى أنه خطاب من الله لولاة الأمور أن تودي الأمانة إلى من ولوا أمره في حقوقهم وبالعدل بينهم والقسم بالسوية وأمر الرعية بطاعتهم فأوصى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/894]
الراعي بالرعية وأوصى الرعية بالطاعة
ثم 385 قال وأما من قال إنها نزلت في عثمان بن طلحة فجائز أن تنزل فيه وفي كل مؤتمن فدخل فيه ولاة الأمور وكل مؤتمن
309 - قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم 59
1 - أخرج البخاري ومسلم والثلاثة والطبري من طريق يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم قال نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه النبي في سرية ولم يسمه الطبري قال نزلت في رجل وقال الباقون عبد الله بن حذافة بغير زيادة في النسب
وأخرجه الطبري من تفسير سنيد قال نا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد بن جبير مثله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/895]
قلت وهذا من أغلاط سنيد
قلت وإنما هو يعلى بن مسلم أخرجه الجماعة من رواية حجاج بن محمد كذلك كما تقدم وهو الصواب
وأخرج الشيخان وأحمد والطبري وغيرهم من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال بعث رسول الله سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار فوجد عليهم في شيء فقال أليس أمركم الله أن تطيعوني قالوا بلى قال فاجمعوا لي حطبا ثم دعا بنار فأضرمها فيه ثم قال عزمت عليكم لتدخلنها فقال بعضهم إنما فررتم إلى رسول الله من النار فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله فرجعوا إلى رسول الله فأخبروه بذلك فقال لهم لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا إنما الطاعة في المعروف
2 - قول آخر أخرج 386 الطبري من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال بعث النبي خالد بن الوليد على سرية فيهم عمار بن ياسر فساروا قبل
[العجاب في بيان الأسباب: 2/896]
القوم الذي يريدون حتى دنوا من الماء فعرسوا قربيا فبلغ العدو أمرهم فهربوا وبقي منهم رجل فجمع متاعه ثم أقبل يمشي في ظلمة الليل حتى أتى عسكر خالد فسأل عن عمار فأتاه فقال يا أبا اليقظان إن القوم سمعوا بكم فهربوا ولم يبق غيري وقد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله فهل ذاك نافعي غدا وإلا هربت فقال عمار بل ينفعك فأقم فلما أصبح خالد أغار بجنده فلم يجد إلا الرجل وماله فأخذوه وأخذوا ماله فبلغ عمارا الخبر فأتى خالدا فقال عمار خل عن الرجل فقد أسلم وهو في أماني فقال خالد فيم أنت تجير علي وأنا أمير عليك فاستبا فلما رجعا إلى المدينة أجاز النبي أمان عمار ونهاه أن يجير الثانية على أمير فقال خالد يا رسول الله يسبني هذا العبد فقال النبي لا تسب عمارا فإنه من سب عمارا سبه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله ومن لعن عمارا لعنه الله فغض عمار وقام فقال النبي لخالد قم فاعتذر إليه فقام فأخذ بثوبه واعتذر إليه فرضي عنه فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
هكذا رواه أسباط عن السدي مرسلا ووصله ابن مردويه من طريق الحكم ابن ظهير عن السدي عن أبي صالح عن ابن عباس وهكذا ساقه مقاتل بن سليمان بطوله وأكثر ألفاظه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/897]
3 - قول آخر 387 أخرج الطبري من طرق عن مجاهد ومن طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس ومن طريق عطاء بن أبي رباح ومن طريق الحسن البصري ومن طريق أبي العالية قالوا كلهم معنى وأولي الأمر منكم أولي العلم والفقه زاد أبو العالية ألا ترى أنه يقول ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم
4 - قول آخر أخرج الطبري من طريق ليث بن أبي سليم قال سأل مسلمة يعني ابن عبد الملك ميمون بن مهران عن هذه الآية من أولو الأمر قال أصحاب السرايا على عهد رسول الله
ومن طريق الحكم بن أبان عن عكرمة قال هم أبو بكر وعمر
واختار الطبري اختصاصها بولاة الأمور
وسبقه الشافعي وقرره تقريرا حسنا فقال كان من حول مكة من العرب لم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/898]
يكن يعرف الإمارة وكانت تأنف أن تعطي بعضها بعضا طاعة الإمارة فلما دانت لرسول الله بالطاعة لم تكن ترى ذلك يصلح لغير النبي فأمروا أن يطيعوا أولى الأمر
310 - قوله تعالى ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت الآية 60

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 شعبان 1432هـ/3-07-2011م, 06:49 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي

1 - أخرج إسحاق بن راهويه في تفسيره والطبري من طريق داود بن أبي هند عن عامر هو الشعبي في هذه الآية ألم تر إلى الذين يزعمون قال كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة فكان المنافق يدعو اليهودي إلى اليهود لأنه يعلم أنهم يقبلون الرشوة وكان اليهودي يدعو إلى 388 المسلمين لأنه يعلم أنهم لا يقبلون الرشوة فاصطلحا أن يتحاكما إلى كاهن من جهينة فأنزل الله هذه الآية إلى قوله ويسلموا تسليما
وفي رواية فأنزل الله ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك يعني المنافقين وما أنزل من قبلك يعني اليهود يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت يعني الكاهن وقد أمروا أن يكفروا به أمر هذا في كتابه وهذا في كتابه أن يكفروا بالكاهن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/899]
وفي رواية كان بين رجل ممن يزعم أنه مسلم وقال فيها أحاكمك إلى أهل دينك لأنه علم أن النبي لا يأخذ الرشوة في الحكم فاختلفا ثم اتفقا على أن يأتيا كاهنا في جهينة وفيها يعني الذي من الأنصار والثاني مثل الثاني وزاد ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وتلا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك الآية
ومن طريق سليمان التيمي قال زعم حضرمي أن رجلا من اليهود كان قد أسلم كانت بينه وبين رجل من اليهود ودارأة في حق فقال اليهودي انطلق إلى نبي الله فعرف أنه سيقضي عليه فأبى فانطلقا إلى رجل من الكهان فتحاكما إليه فنزلت
وأخرج ابن أبي حاتم والحسن بن سفيان والطبراني من طريق صفوان بن عمرو وعن عكرمة عن ابن عباس قال كان أبو برزة الأسلمي يقضي بين اليهود فيما يتنافرون إليه فتنافر إليه ناس من أسلم
قلت كذا وقع في هذه الرواية أبو برزة براء ثم زاي منقوطة ووقع في غيرها
[العجاب في بيان الأسباب: 2/900]
أبو بردة بدال بدل الزاي وضم أوله وهو أولى فما أظن أبا برزة الأسلمي الصحابي المشهور إلا غير هذا الكاهن
وقد أخرج الطبري من طريق أسباط بن نصر عن 389 السدي قال كان ناس من اليهود قد أسلموا ونافق بعضهم وكانت قريظة والنضير في الجاهلية إذا قتل الرجل من بني النضير قتلته قريظة قتلوا به منهم فإذا قتل الرجل من بني قريظة قتلته بنو النضير أعطوا ديته ستين وسقا من تمر فلما أسلم ناس من بني قريظة والنضير قتل رجل من بني النضير رجلا من بني قريظة فتحاكموا إلى النبي فقال النضيري يا رسول الله إنما كان نعطيهم في الجاهلية الدية فنحن نعطيهم اليوم ذاك فقالت قريظة لا ولكن إخوانكم في النسب والدين ودماؤنا مثل دمائكم ولكنكم كنتم تغلبوننا في الجاهلية فقد جاء الله بالإسلام فأنزل الله يعيرهم بما فعلوا فقال وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس فعيرهم ثم ذكر قول النضيري فذكر القصة الآتية في سورة المائدة إلى أن قال فتفاخرت قريظة والنضير قالت كل
[العجاب في بيان الأسباب: 2/901]
فرقة نحن أكرم منكم ودخلوا المدينة إلى أبي بردة الكاهن الأسلمي فقال المنافق من قريظة والنضير وانطلقوا إلي أبي بردة ينفر بيننا وقال المسلمون لا بل ينفر بيننا النبي فأبى المنافقون وانطلقوا إلى أبي بردة فسألوه فقال أعظموا اللقمة يقول أعظموا الخطر فقالوا لك عشرة أوساق فقال لا بل مئة وسق ديتي فإني أخاف أن أنفر النضير فتقتلني قريظة أو أنفر قريظة فتقتلني النضير فأبوا أن يعطوه فوق العشرة أو ساق وأبى أن يحكم بينهم وأنزل الله يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وهو أبو بردة الأسلمي
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن عباس 390 قال كان الجلاس بن الصامت قبل توبته فيما بلغني ومتعب بن قشير ورافع بن زيد وبشر كانوا يدعون الإسلام فدعاهم رجال من قومهم من المسلمين في خصومة كانت بينهم إلى رسول الله فدعوهم إلى الكهان حكام الجاهلية فأنزل الله فيهم هذه الآية
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق عطية العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت الآية قال والطاغوت رجل من اليهود كان يقال له كعب بن الأشرف وكانوا إذا ما دعوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا بل نحاكمكم إلى كعب فنزلت
ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد ومن طريق الربيع بن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/902]
أنس وغيرهما نحو ذلك
وأخرج عبد بن حميد وغيره من طريق قتادة قال ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في رجل من الأنصار يقال له قيس وفي رجل من اليهود في مدارأة كانت بينهما في حق فساقوا إلى كاهن ليحكم بينهما وتركا النبي فعاب الله ذلك عليهما وكان اليهودي يدعو إلى نبي الله وقد علم أنه لا يجوز عليه وجعل الأنصاري يأبى وهو يزعم أنه مسلم ويدعو إلى الكاهن فنزلت
3 - قول آخر قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس نزلت في رجل من المنافقين يقال له بشر كان بينه وبين يهودي خصومة فقال اليهودي انطلق بنا إلى محمد وقال المنافق بل نأتي كعب بن الأشرف وهو الذي سماه الله تعالى الطاغوت فأبى اليهودي إلا أن يخاصمه إلى رسول الله فلما رأى المنافق ذلك أتى معه النبي واختصما إليه 391 فقضى رسول الله لليهودي فلما خرجا من عنده لزمه المنافق وقال ننطلق إلى عمر بن الخطاب فأقبلا إلى عمر فقال
[العجاب في بيان الأسباب: 2/903]
اليهودي اختصمت أنا وهذا إلى محمد فقضى لي عليه فلم يرض بقضائه وزعم أنه مخاصم إليك وتعلق بي فجئت معه فقال عمر للمنافق أكذلك فقال نعم فقال لهما رويدكما حتى أخرج إليكما فدخل عمر البيت وأخذ السيف فاشتمل عليه ثم خرج إليهما فضرب به المنافق حتى برد وقال هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء رسول الله وهرب اليهودي ونزلت هذه الآية وقال جبريل عليه السلام إن عمر فرق بين الحق والباطل فسمي الفاروق وسيأتي في السبب الآتي شبيه بهذه القصة
311 - قوله تعالى وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله الآية 64
تقدم في الذي قبله من طريق الكلبي أن تلك الآية وما قبلها وماا بعدها أيضا إلى قوله ويسلموا تسليما كلها في قصة اللذين تحاكما إلى الكاهن وبهذا جزم مجاهد أخرج الطبري وغيره من طريق ابن أبي نجيح وغيره عن مجاهد في قوله وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله وفي قوله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله الآية قال هذا الرجل اليهودي والرجل المسلم اللذان تحاكما إلى كعب بن الأشرف فنزلت في ذلك هذه الآية إلى قوله تعالى ويسلموا تسليما
وأخرج الطبري من طريق ابن علية عن داود بن أبي هند عن الشعبي نحوه إلا أنه قال إلى الكاهن
312 - قوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك إلى قوله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/904]
ويسلموا تسليما 65
1 - تقدم قبل هذا النقل عمن قال إنها نزلت في تحاكم 392 إلى الكاهن وهو ظاهر السياق فإن الآيات المذكورة متعاطفة بعضها على بعض وأولها قصة المتحاكمين علي الاختلاف في ذلك
2 - وجاء عن جماعة أن هذه الآية الأخيرة نزلت في قصة أخرى قال الإمام أحمد والبخاري جميعا حدثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن أبيه أنه كان يحدث أنه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا إلى النبي في شراج الحرة التي يسقون بها فقال النبي للزبير اسق ثم أرسل إلى جارك فغضب الأنصاري وقل يا رسول الله إن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله ثم قال للزبير اسق ثم احبس الماء حتي يرجع إلى الجدر فاستوعى للزبير حقه وكان قبل ذلك أشار على الزبير برأي فيه سعة للأنصاري وله فلما أحفظه الأنصاري استوعى للزبير حقه في صريح الحكم قال الزبير والله ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك الآية
وأخرجه البخاري ومسلم من طريق الليث عن الزهري عن عروة عن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/905]
عبد الله بن الزبير خاصم فذكر الحديث
وكذا أخرجه البزار وابن حبان
وأخرجه النسائي والطبري والإسماعيلي وغيرهم من طريق ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد والليث عن ابن شهاب عن عروة حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه عن الزبير بن العوام أنه خاصم رجلا من الأنصار
قيل إن ابن وهب كمل رواية يونس الليث على رواية يونس والليث لا يقول عن الزبير وإنما قال إن الزبير كما تقدم
وأخرجه الطبري وغيره من رواية 393 عبد الرحمن بن إسحاق وغيره عن الزهري عن عروة أرسلوه ولفظ عبد الرحمن خاصم الزبير رجل من الأنصار وفيه يا زبير اشرب ثم خل سبيل الماء فقال الأنصاري وهو من بني أمية بطن من الأنصار اعدل يا نبي الله وإن كان ابن عمتك وفيه احبس الماء إلى الكعبين وفيه فنزلت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/906]
فلا وربك إلى آخرها
وغفل الحاكم فقال بعد أن أخرجه من طريق ابن أخي الزهري عن عمه عن عروة عن عبد الله بن الزبير عن الزبير صحيح الإسناد ولم يخرجاه ولا أعلم أحدا أقام هذا الإسناد يذكر عبد الله بن الزبير غير ابن أخيه وهو عنه ضعيف طريق أخرى سمي فيها خصم الزبير
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي نا عمرو بن عثمان نا أبو حيوة عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن سعيد بن المسيب في هذه الآية فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك الآية قال اختصم الزبير بن العوام حاطب بن أبي بلتعة في ماء فقضى النبي أن يسقي الأعلى قبل الأسفل
وقال الثعلبي قال الصالحي اسمه ثعلبة بن حاطب ثم ساق القصة وزاد في آخرها ثم خرجا على المقداد فقال لمن كان القضاء يا ثعلبة قال قضى لابن عمته ولوى شدقه ففطن له يهودي فقال قاتل الله هؤلاء يشهدون أنه رسول الله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/907]
ثم يتهمونه في قضاء بينهم وايم الله لقد أتينا ذنبا مرة في حياة موسى فدعاه موسى إلى التوبة فقال اقتلوا أنفسكم القصة فنزلت
طريق أخرى قال ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سلمة رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة أن الزبير خاصم فقضى رسول الله للزبير فقال الرجل إنما قضى له 394 أنه ابن عمته فأنزل الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك الآية أخرجه الطبري والطبراني ورجاله ثقات إلا أن بعض أصحاب ابن عيينة أرسلوه
وأخرجه الفريابي عن ابن عيينة لم يقل عن أم سلمة وكذا أخرجه عبد بن حميد عن أبي نعيم عن ابن عيينة
3 - سبب آخر أخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود قال اختصم رجلان إلى النبي فقضى بينهما فقال الذي قضى عليه ردنا إلى عمر فقال النبي نعم انطلقا إليه فلما أتيا عمر قال الرجل يا ابن الخطاب قضى لي رسول الله على هذا فقال ردنا إلى عمر فردنا إليك قال أكذلك قال نعم فقال عمر مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما فخرج إليهما مشتملا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/908]
على سيفه فضرب الذي قال ردنا إلى عمر فقتله وأدبر الآخر فارا إلى رسول الله فقال يا رسول الله قتل عمر صاحبي ولوما أنني أعجزته لقتلني فقال رسول الله ما كنت أظن أن عمر يجترئ على قتل مسلم فأنزل الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم وأهدر دم ذلك الرجل ويرى عمر من قتله وستأتي بقية هذا الخبر في الذي بعده
وتقدم من طريق الكلبي في الذي قبله وفيه تقوية لقول من قال إن الآيات كلها أنزلت في حق المتخاصمين إلى الكاهن كما تقدم وبهذا جزم الطبري وقواه بأن الزبير لم يجزم بأن الآية نزلت في قصته بل أورده ظنا
قلت لكن تقدم في حديث أم سلمة الجزم بذلك ويحتمل 395 أن تكون قصة الزبير وقعت في أثناء ذلك فتناولها عموم الآية والله أعلم
وقد تقدم أن القصة المذكورة نزل فيها ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت
طريق أخرى فيها أن الذي ترافعا إليه عمر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/909]
قال الحافظ بن الحافظ إبراهيم بن دحيم في مسنده نا شعيب بن شعيب نا أبو المغيرة نا عتبة بن ضمرة حدثني أبي أن رجلين اختصما إلى النبي فقضى للمحق على المبطل فقال المقضي عليه لا أرضى حتى ترضى فقال صاحبه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/910]
فما تريد قال أن نذهب إلى ابي بكر الصديق فذكرا ذلك له فقال الذي قضى له النبي اختصمنا إلى النبي فقضى لي عليه فقال أبو بكر فأنتما على ما قضى به النبي فأبى صاحبه أن يرضى وفيه أنه رد به إلى عمر ثم ذكر قصة عمر في قتله
313 - قوله ز تعالى ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا لقتلنا أنفسكم إلى قوله مستقيما 66 - 68
أخرج الطبري من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من يهود فقال اليهودي والله لقد كتب علينا أن اقتلوا أنفسكم فقتلنا أنفسنا
فقال والله لو كتب علينا أن اقتلوا أنفسكم لقتلنا أنفسنا فأنزل الله في هذا ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا
ومن طريق أبي إسحاق السبيعي لما نزلت ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم الآية
قال رجل لو أمرنا لفعلنا والحمد لله الذي عافانا فبلغ ذلك النبي فقال
[العجاب في بيان الأسباب: 2/911]
إن من أمتي لرجالا الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي
وذكر مقاتل 396 بن سليمان إن الرجل المذكور هو عمر بن الخطاب ولفظه
لما نزلت قال عمر بن الخطاب لو فعل ربنا لفعلنا الحمد لله الذي لم يفعل بنا ذلك فقال النبي فذكره
وأخرج عبد بن حميد عن عمر بن سعد عن سفيان هو الثوري في قوله تعالى ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم الآية قال نزلت في ثابت بن قيس
وقال مقاتل أيضا لما نزلت إلا قليل منهم قال رسول الله لعمار ابن ياسر وعبد الله بن مسعود وثابت بن قيس بن شماس هم من أولئك القليل
314 - قوله تعالى ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين الآية 69
أخرج الطبري من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال جاء رجل من الأنصار إى النبي وهو محزون فقال له النبي يا فلان مالي أراك محزونا قال يا نبي الله شيء فكرت فيه نحن نغدو عليك ونروح ننظر في وجهك ونجالسك غدا ترفع مع النبيين فلا نصل إليك فلم يرد عليه شيئا فأتاه جبريل بهذه الآية ومن يطع الله والرسول الآية قال فبعث إليه النبي فبشره
[العجاب في بيان الأسباب: 2/912]
ومن طريق أبي الضحى عن مسروق قال: قال أصحاب محمد يا رسول الله ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا فإنك لو مت رفعت فوقنا فلم نرك فأنزل الله ومن يطع الله الآية
ومن طريق سعيد عن قتادة ذكر لنا أن رجالا قالوا هذا نبي الله نراه في الدنيا وأما في الآخرة فيرفع فلا نراه فنزلت إلى قوله رفيقا
ومن طريق السدي في هذه الآية قال ناس من الأنصار 397 يا رسول الله إذا أدخلك الله الجنة فكنت في أعلاها ونحن نشتاق إليك فكيف نصنع فنزلت
ومن طريق الربيع بن أنس قال إن أصحاب النبي قالوا قد علمنا أن النبي له فضل علي من آمن به في درجات الجنة ممن اتبعه وصدقه فكيف لهم إذا اجتمعوا في الجنة أن يرى بعضهم بعضا فأنزل الله في ذلك فقال إن الأعلين ينحدرون إلى من هو أسفل منهم فيجتمعون في رياضها فيذكرون ما أنعم الله عليهم ويثنون عليه وينزل لهم أهل الدرجات فيسعون عليهم بما يشتهون وما يدعون به فهم في روضة يحبرون ويتنعمون فيه
وروينا في المعجم الأوسط للطبراني في ترجمة أحمد بن عمرو الخلال عن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/913]
عبد الله بن عمران نا فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت جاء رجل إلى رسول الله فقال يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وأهلي وولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين فإني دخلت إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد عليه رسول الله شيئا حتى نزل جبريل هذه الآية ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين الآية
قلت رجاله موثقون
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم معا من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة قال أتى فتى النبي فقال يا نبي الله إن لنا منك نظرة في الدنيا وفي يوم القيامة لا نراك فإنك في الدرجات 398 العلا فأنزل الله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم
وذكر الثعلبي بغير إسناد قال نزلت في ثوبان مولى رسول الله وكان
[العجاب في بيان الأسباب: 2/914]
شديد الحب لرسول الله قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه فعرف الحزن في وجهه فقال له يا ثوبان ما غير لونك فقال يا رسول الله لا بي مرض ولا وجع غير إني إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك هناك لأني عرفت إنك ترفع مع النبيين وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك وإن لم أدخل فذاك حين لا أراك أبدا فأنزل الله تعالى هذه الآية ثم قال رسول الله عند ذلك والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأبويه وأهله والناس أجمعين
وقال مقاتل بن سليمان قال رجل من الأنصار يسمى عبد الله بن زيد ابن عبد ربه وهو الذي رأى الأذان مع عمر يا رسول الله إنا إذا خرجنا من عندك إلى أهلينا اشتقنا إليك فلم ينفعنا شيء حتى نرجع إليك فذكرت درجتك في الجنة فكيف لنا برؤيتك إن دخلنا الجنة
فنزلت هذه الآية قال فلما توفي النبي وهو في حديقة أتاه ابنه فأخبره فقال عند ذلك اللهم لا أرى شيئا بعد حبيبي أبدا فعمي مكانه وذلك من شدة حبه لرسول الله
315 - قوله ز تعالى وإن منكم لمن ليبطئن 72
أخرج ابن أبي حاتم من طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان في قوله وإن منكم لمن ليبطئن قال هو فيما بلغنا عبد الله بن أبي 399 رأس
[العجاب في بيان الأسباب: 2/915]
المنافقين وبذلك جزم مقاتل بن سليمان
وأخرج عبد بن حميد والطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال نزلت في المنافقين
316 - قوله ز تعالى فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة
قال الثعلبي معناه أنه يؤمر بالإيمان ثم بالقتال
قال وقال بعضهم معناه نزلت هذه الآية في المؤمنين المخلصين
317 - قوله ز تعالى وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله 75
أخرج عبد بن حميد من رواية سعيد عن قتادة كان بمكة رجال ونساء وولدان من المسلمين فأمر الله نبيه أن يقاتل حتى يستنقذهم
وأخرج من رواية أبي يونس القوي قلت لسعيد بن جبير في قوله والمستضعفين
قال كان بمكة ناس مظلومون مقهورون
[العجاب في بيان الأسباب: 2/916]
318 - قوله تعالى ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة الآية 77
1 - أخرج الطبري والفاكهي في كتاب مكة والحسن بن سفيان في مسنده وابن أبي حاتم من رواية الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس إن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي بمكة فشكوا إنا كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة فقال إني أمرت بالعفو فلا تقتلوا القوم فلما حوله الله تعالى إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله تعالى هذه الآية
وأخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال هم قوم أسلموا قبل أن يفرض عليهم القتال ولم يكن عليهم إلا الصلاة والزكاة فسألوا الله أن يفرض عليهم القتال فلما كتب عليهم إذا فريق منهم يكره ذلك فذكر الخبر
ومن طريق سنيد بسنده إلى عكرمة 400 نحوه
ومن طريق سعيد بن أبي عروبة وعبد ابن حميد من طريق شيبان كلاهما
[العجاب في بيان الأسباب: 2/917]
عن قتادة قال ذكر لنا أن أناسا من الصحابة وهم يومئذ بمكة قبل الهجرة فزعموا إلى القتال وسرعوا فيه حتى قالوا للنبي ذرنا نتخذ معنا معاول للمشركين فنهاهم عن ذلك وقال لم أؤمر بالقتال فلما كانت الهجرة أمروا بالقتال فكره ذلك بعض وقالوا فيه ما تسمعون فقال الله تعالى قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى
وقال مقاتل بن سليمان نزلت في عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وهما من بني زهرة وقدامة بن مظعون والمقداد بن الأسود وذلك أنهم استأذنوا في قتال كفار مكة لما يلقون منهم من الأذى فقال لم أؤمر بالقتال فلما هاجر إلى المدينة وأذن بالقتال كره بعضهم ذلك
وذكر مقاتل المذكور أن من هذا الفريق طلحة بن عبيد الله
كذا قال ولعله كان ممن قال ذلك أولا وأما الفريق الذين قالوا لم كتبت علينا القتال فاللائق أنهم ممن لم يرسخ الإيمان في قلبه وطلحة كان من الراسخين
ونقل الثعلبي عن الكلبي قال نزلت فذكر نحو مقاتل إلا تسمية طلحة
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد ألم تر إلى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/918]
الذين قيل لهم كفوا أيديكم الآية نزلت في يهود
ومن طريق عطية العوفي عن ابن عباس نحوه وزاد أن تصنعوا كصنيعهم
319 - قوله تعالى أين ما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة الآية 78
1 - قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس لما استشهد الله من المسلمين من استشهد يوم أحد قال المنافقون 401 الذين تخلفوا عن الجهاد لو كان إخواننا الذين قتلوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا فأنزل الله عز وجل هذه الآية
2 - قول آخر قال الطبري حدثنا علي بن سهل ثنا مؤمل بن إسماعيل نا أبو همام ثنا كثير أبو الفضل ح وقال ابن أبي حاتم نا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان نا عيسى نا حميد الرؤاسي واللفظ له قال ثنا كثير
[العجاب في بيان الأسباب: 2/919]
الكوفي ثنا مجاهد أبو الحجاج قال كان قبل أن يبعث النبي
وفي رواية مؤمل كان فيمن كان قبلكم امرأة وكان لها أجير فولدت فقالت لأجيرها انطلق فاقتبس لي نارا فانطلق الأجير فإذا هو برجلين قائمين على الباب فقال أحدهما لصاحبه ما ولدت فقال ولدت جارية فقال أحدهما لصاحبه لا تموت هذه الجارية حتى تزني بمئة ويتزوجها الأجير ويكون موتها بعنكبوت فقال الأجير أما والله لأكذبن حديثكما فرمى بما في يده وأخذ السكين فشحذها وقال ألا تراني أتزوجها بعد ما تزني بمئة قال مجاهد ففرى كبدها ورمى بالسكين وظن أنه قد قتلها
وقال مؤمل في روايته فخرج فوجد بالباب رجلا فقال له ما ولدت هذه المرأة قال جارية قال أما إن هذه الجارية فذكره لكن قال وأخذ شفرة فدخل فشق بطن الصبية فصاحت الصبية فقامت أمها فرأت بطنها قد شق فخاطته وداوته حتى برئت وفي رواية مؤمل وخرج على وجهه فركب البحر وخيط بطن الصبية وعولجت فبرئت فكانت تبغي فأتت ساحلا من سواحل فأقامت فيه تبغي ولبث الرجل ما شاء الله ثم قدم ذلك الساحل ومعه مال كثير
وفي رواية عيسى 402 وركب الأجير رأسه فلبث ما شاء الله أن يلبث وأصاب الأجير مالا فأراد أن يطلع أرضه فينظر من مات منهم ومن حي فأقبل حتى نزل على عجوز وقال للعجوز ابغي لي أحسن امرأة في البلد أصيب منها وأعطيها فانطلقت العجوز إلى تلك المرأة وهي أحسن جارية في البلد فدعتها إلى الرجل وقالت تصيبين منه معروفا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/920]
وفي رواية مؤمل فقال لامرأة من أهل الساحل ابغيني امرأة من أجمل امرأة في القرية أتزوجها فقال ها هنا امرأة من أجمل الناس لكنها تبغي قال ائتيني بها
إلى هنا انتهى ما وجد من أسباب النزول لشيخ الإسلام العالم العلامة الحافظ الشيخ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بخطه
انتهى ذلك وكتبه من أوله إلى أثناء قوله نساؤكم حرث أني شئتم من خط الشيخ الإمام العامل العالم العلامة كمال الدين ومن أثناء قوله نساؤكم حرث لكم إلى هنا من خط الشيخ الإمام الحافظ مؤلف هذا الكتاب شيخ الإسلام الشيخ شهاب الدين أمده الله بالرحمة والرضوان عبد الحق بن محمد السنباطي غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولمن دعا لهم بالغفرة ولجميع المسلمين وكان الفراغ من كتابة ذلك في الليلة المسفر صباحها عن الساد من شهر شوال المبارك سنة تسع وثمانين وثمانمئة بخير بمحمد وآله وصحبه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/921]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النساء, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir