دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > أسباب النزول > الصحيح المسند للوادعي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 رجب 1432هـ/17-06-2011م, 11:04 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي سورة النساء

سورة النساء
قوله تعالى:
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} الآية 3.
البخاري ج9 ص307 حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال: أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها وكان له عذق، وكان يمسكها عليه، ولم يكن لها من نفسه شيء فنزلت فيه {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} أحسبه قال كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله.
الحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره ج4 ص232 وأخرجه مسلم ج18 ص155.
وقوله تعالى:
{وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} الآية 6.
البخاري ج9 ص309 حدثني إسحاق أخبرني عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها في قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} أنها نزلت في مال اليتيم إذا كان فقيرا فإنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 71]
الحديث أخرجه مسلم ج18 ص165 و166.
قوله تعالى:
{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} الآيتان 11 و12.
البخاري ج9 ص311 حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن ابن جريج قال: أخبرني ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال: عادني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر في بني سلمة ماشيين فوجدني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا أعقل فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش على فيّ فأفقت فقلت: ما تأمرني أن أصنع في مالي يا رسول الله، فنزلت: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ}.
الحديث أخرجه البخاري ج1 ص313 وفيه نزلت آية الفرائض، وج12 ص218 وفيه نزلت آية المواريث، وج15 ص4 وفيه حتى نزلت آية المواريث وج17 وفيه حتى نزلت آية المواريث وأخرجه مسلم ج11 ص55 وفيه نزلت: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} وص56 وفيه نزلت آية الميراث والترمذي ج3 ص179 وقال هذا حديث حسن صحيح وفيه نزلت: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} وج4 ص86 وقال: هذا حديث حسن صحيح وفيه نزلت: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} وابن الجارود في المنتقى ص319 وابن جرير ج14 ص276.
قال الإمام الترمذي رحمه الله ج3 ص179: حدثنا عبد بن حميد نا زكريا بن عدي نا عبيد الله بن عمرو بن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال: جاءت امرأة سعد بن الربيع بابنتها من سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع قتل أبوهما معك يوم أحد شهيدا وإن عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالا ولا تنكحان إلا ولهما مال قال: ((يقضي الله في ذلك)) فنزلت آية الميراث فبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى عمهما فقال: ((أعط ابنتي سعد الثلثين وأعط أمهما الثمن وما بقي فهو لك)).
هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل وقد رواه شريك أيضا عن عبد الله بن محمد بن عقيل.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 72]
الحديث أخرجه أبو داود ج3 ص80 وابن ماجه رقم 2720 والإمام أحمد ج3 ص352 وابن سعد في الطبقات جزء 3 قسم 2 ص78 والحاكم وقال: صحيح الإسناد وسكت عليه الذهبي عن جابر رضي الله عنه قال: جاءت امرأة سعد بن الربيع فقالت: يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع قتل أبوهما معك يوم أحد شهيدا وإن عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالا فقال: ((يقضي الله في ذلك)) فنزلت آية المواريث فأرسل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى عمهما فقال: ((اعط ابنتي سعد الثلثين وأمهما الثمن وما بقي فهو لك)).
وقصة جابر أصح لأنها متفق عليها وأما قصة بنات سعد بن الربيع ففيها عبد الله بن محمد بن عقيل وهو صدوق ضعيف الحفظ على أنه لا تنافي بين القصتين فيحتمل أنها نزلت فيهما معا.
قال الحافظ في الفتح ويحتمل أن يكون نزول أولها في قصة البنتين وآخرها وهي قوله: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً} في قصة جابر ويكون مراد جابر فنزلت: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} أي ذكر الكلالة المتصل بهذه الآية والله أعلم ا.هـ. وأقول في كلام الحافظ رحمه الله نظر فإن قوله: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً} في ميراث الأخوة لأم فالأولى أن يقال: لا مانع من نزول الآية في الأمرين معا كما قرره هو قبل والله أعلم. ولكن قد تقدم لك أن سبب نزول الآية في بنات سعد بن الربيع وهو ضعيف.
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} الآية 19.
البخاري ج9 ص314 حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا أسباط بن محمد حدثنا الشيباني عن عكرمة عن ابن عباس: قال الشيباني وذكره أبو الحسن السوائي ولا أظنه ذكر إلا عن ابن عباس {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 73]
لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} الآية 19 النساء، قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاءوا زوجوها وإن شاءوا لم يزوجوها وهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية في ذلك.
الحديث أخرجه أيضا في كتاب الإكراه ج5 ص353 وأبو داود ج2 ص193 وابن جرير ج4 ص305.
قال الحافظ ابن كثير ج1 ص465: وروى وكيع عن سفيان عن علي بن بذيمة عن مقسم عن ابن عباس كانت المرأة في الجاهلية إذا توفي عنها زوجها فجاء رجل فألقى عليها ثوبًا كان أحق بها فنزلت ا.هـ. علي بن بذيمة روى له أصحاب السنن وهو ثقة وبقية رجاله رجال الصحيح وروى الطبراني ج4 ص305 عن أبي أمامة قال لما توفي أبو قيس بن الأسلت أراد ابنه أن يتزوج امرأته وكان ذلك لهم في الجاهلية فنزلت. قال الحافظ في الفتح ج9 ص305 والسيوطي في اللباب سنده حسن. قلت: أبو أمامة هو أسعد بن سهل بن حنيف مات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يميز وله شرف الصحبة وأما حديثه فمرسل والمرسل من قسم الضعيف.
قوله تعالى:
{وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ} الآية 22.
ابن جرير ج4 ص318 حدثني محمد بن عبد الله المخرمي قال حدثنا قراد قال حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يحرمون ما يحرم إلا امرأة الأب والجمع بين الأختين قال: فأنزل الله {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} إلى قوله: {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ}.
الحديث رجاله رجال الصحيح إلا محمد بن عبد الله المخرمي وهو ثقة حافظ.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 74]
تنبيه:
وقع في السند ثنا ابن عيينة وعمرو وهو غلط والصواب هو ما أثبتناه فإن سفيان لم يرو عن عكرمة وقد ذكر الحافظ في تهذيب التهذيب ج4 ص119 أن سفيان ولد سنة 107 ثم ذكر في ترجمة عكرمة أنه توفي سنة 107 وقيل 110 وقيل غير ذلك وعلى كل فسفيان مشهور بالرواية عن عمرو وهو ابن دينار وإنما نبهت عليه لئلا يظن أن ما ههنا غلط، ووقع في تفسير ابن كثير على الصواب كما نقله شيخنا حفظه الله.
قوله تعالى:
{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} الآية 24.
مسلم ج10 ص35 حدثنا عبيد الله بن ميسرة القواريري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن أبي علقمة الهاشمي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم حنين بعث جيشًا إلى أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا فكأن ناسًا من أصحاب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله عز وجل: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أي فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن ثم ذكر له طريقًا إلى قتادة والراوي عنه شعبة فأمنَّا من تدليسه فإن شعبة إذا روى عنه يستثبته. وقد قال شعبة: كفيتكم تدليس الأعمش وابن إسحاق وقتادة كما في فتح المغيث للسخاوي. الحديث أخرجه الترمذي ج4 ص86 وقال: حديث حسن صحيح وأبو داود ج2 ص213 والنسائي ج6 ص91 والإمام أحمد ج3 ص72 و84 وابن جرير ج5 ص2.
قوله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} إلى قوله: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} الآيتان 51و 52.
ابن جرير ج5 ص133 حدثنا محمد بن المثنى ثنا ابن أبي عدي عن
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 75]
داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت له قريش: أنت خير أهل المدينة وسيدهم، قال: نعم، قالوا: ألا ترى إلى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة، وأهل السقاية، قال: أنتم خير منه، قال: فأنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}.
وأنزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} إلى قوله: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}.
الحديث ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره ج1 ص513 فقال قال الإمام أحمد حدثني محمد بن أبي عدي به وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن ص428، ورجاله رجال الصحيح. إلا أن الراجح إرساله كما ذكر في تخريج تفسير ابن كثير.
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} الآية 59.
البخاري ج9 ص 322 حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} قال: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس إذ بعثه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سرية.
الحديث قال الحافظ ابن كثير في تفسيره أخرجه بقية الجماعة إلا ابن ماجه. وهو في المسند ج1 ص337 وأخرجه ابن الجارود ص346 وابن جرير ج5 ص147 و148.
بيان الحديث الأول:
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى ج9 ص121.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 76]
حدثنا مسدد: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الأعمش حدثني سعيد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سرية واستعمل عليها رجلًا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه. فغضب فقال: أليس أمركم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تطيعوني؟ قالوا: بلى. قال: فاجمعوا لي حطبًا. فجمعوا له. فقال: أوقدوا نارًا. فأوقدوها فقال: ادخلوها. فهموا، وجعل بعضهم يمسك بعضًا ويقولون: فررنا إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من النار فما زالوا حتى خمدت فسكن غضبه فبلغ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ((لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة. الطاعة في المعروف)).
قوله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} الآية 60.
تفسير ابن كثير ج1 ص519 قال الطبراني حدثنا أبو زيد أحمد بن يزيد الحوطي حدثنا أبو اليمان حدثنا صفوان بن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان أبو برزة الأسلمي كاهنا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون فيه فتنافر إليه ناس من المشركين فأنزل الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} إلى قوله: {إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا}.
الحديث ذكره الواحدي في أسباب النزول بهذا السند وقال: الهيثمي في مجمع الزوائد ج7 ص6 رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
قال أبو عبد الرحمن: شيخ الطبراني ما وجدت ترجمته لكنه قد تابعه إبراهيم بن سعيد الجوهري عند الواحدي.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 77]
قوله تعالى:
{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآية 65.
البخاري ج9 ص323 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة قال: خاصم الزبير رجلًا من الأنصار في شريج من الحرة فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((اسقِ يا زبير ثم أرسلِ الماءَ إلى جارك)) فقال الأنصاري: يا رسول الله إن كان ابن عمتك فتلون وجهه. ثم قال: ((اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ثم أرسل الماء إلى جارك)). واستوعى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه الأنصاري، وكان أشار عليهما بأمر لهما فيه سعة قال الزبير: فما أحسب هذه الآية إلا نزلت في ذلك {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}.
الحديث أخرجه الجماعة كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ج1 ص520 فذكره البخاري في مواضع منها ج5 ص431 إلى ص437، ومسلم ج15 ص107 وفيه عن عروة أن عبد الله بن الزبير حدثه أن رجلًا من الأنصار وكذا في البخاري ج5 ص431، فأمِنَّا مما ظاهره الإرسال في بعض الطرق، والترمذي ج2 ص289 وفيه عن عروة أن عبد الله حدثه وقال: هذا حديث حسن وأعاده في التفسير ج4 ص89 بذلك السند، وأبو داود ج3 ص352، وابن ماجه رقم15 ورقم2480، والإمام أحمد ج4 ص5، وابن جرير ج5 ص158 وفيه رواية عبد الله عن أبيه الزبير وابن الجارود ص339 كالطبري.
قوله تعالى:
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ} الآية 69.
الطبراني في الصغير ج1 ص26 حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي أبو عبد الله حدثنا عبد الله بن عمران العابدي حدثنا فضيل بن عياض
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 78]
عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من أهلي ومالي وأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت ألا أراك فلم يرد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} الآية، لم يروه عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة إلا فضيل. تفرد عبد الله بن عمران.
الحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج7 ص7 رجاله رجال الصحيح إلا عبد الله بن عمران وهو ثقة. وله شاهد من حديث ابن عباس كما في المجمع ج7 ص7 وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
وقد أخرجه أبو نعيم في الحلية ج4 ص240 وج8 ص125 والواحدي في أسباب النزول بهذا السند.
وقال الشوكاني إن المقدسي حسَّنَهُ. وله شواهد كما في تفسير ابن كثير ج1 ص523 تزيده قوة.
قوله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} الآية 77.
النسائي ج6 ص3 أخبرنا محمد بن علي بن الحسين بن شقيق قال: أنبأنا أبي قال أنبأنا الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمكة فقالوا: يا رسول الله إنا كنا في عزة ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة، فقال: ((إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا، فلما حولنا الله إلى المدينة أمرنا بالقتال فكفوا فأنزل الله عز وجل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} )).
الحديث أخرجه الحاكم ج2 ص66 و307 وقال في الموضعين
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 79]
صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، وسكت عليه الذهبي وفيما قالاه نظر فإن حسين بن واقد ليس من رجال البخاري فالأولى أن يقال: رجاله رجال الصحيح فإن حسينا من رجال مسلم وعكرمة من رجال البخاري ومن رجال مسلم مقرونا بآخر وأخرجه ابن جرير ج5 ص171.
قوله تعالى:
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} الآية 83.
قال الإمام مسلم رحمه الله ج10 ص82: حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال: لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه قال: دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون: طلق رسول الله نساءه، وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب. قال عمر: فقلت لأعلمن ذلك اليوم قال: فدخلت على عائشة فقلت: يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: مالي ومالك يا ابن الخطاب عليك بعيبتك قال: فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها: يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبكت أشد البكاء، فقلت لها: أين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قالت: هو في خزانته في المشربة، فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب، وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وينحدر، فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا، ثم قلت: يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا. ثم رفعت صوتي فقلت: يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ظن أني إنما جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها، ورفعت صوتي فأومأ إلي أن ارقه، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه،
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 80]
فبكت أشد البكاء، فقلت لها: أين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قالت: هو في خزانته في المشربة، فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب، وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وينحدر، فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا، ثم قلت: يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا. ثم رفعت صوتي فقلت: يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ظن أني إنما جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها، ورفعت صوتي فأومأ إلي أن ارقه، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا من ناحية الغرفة وإذا أفيق معلق، قال: فابتدرت عيناي. قال: ((ما يبكيك يا ابن الخطاب))؟ قلت: يا نبي الله وما لي لا أبكي، وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصفوته وهذه خزانتك. فقال: ((يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا)). قلت: بلى. قال ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب. فقلت: يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء، فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت الآية، آية التخيير {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مسلمات} وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهرات على سائر نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: يا رسول الله أطلقتهن، قال: ((لا)) قلت: يا رسول الله إني دخلت المسجد والناس ينكتون بالحصى يقولون: طلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه، فأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن، قال: ((نعم إن شئت)). فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونزلت أتشبث بالجزع ونزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت: يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين؟ قال: ((إن الشهر يكون تسعا وعشرين)) فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه، ونزلت الآية {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لعلمه الذين يستنبطونه منهم} فكنت أنا استنبطت ذلك وأنزل الله عز وجل آية التخيير.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 رجب 1432هـ/17-06-2011م, 11:04 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

قوله تعالى:
{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} الآية 88.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 81]
قال الإمام البخاري رحمه الله ج8 ص359 حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أحد رجع ناس ممن خرج معه وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرقتين: فرقة تقول نقاتلهم وفرقة تقول لا نقاتلهم فنزلت: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} وقال: إنها طيبة تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد.
الحديث أخرجه أيضا في التفسير ج9 ص325 ومسلم ج17 ص123 والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح ج4 ص89. وأحمد في المسند ج5 ص184 و187 و188 وابن جرير ج5 ص192 والطبراني في الكبير ج5 ص129.
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ} الآية 94.
البخاري ج9 ص327 حدثني علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} قال: قال ابن عباس: كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون فقال: السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك إلى قوله: {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} تلك الغنيمة.
الحديث أخرجه مسلم ج18 ص161 والترمذي ج4 ص90 وقال: هذا حديث حسن قال المباركفوري: وأخرجه أبو دواد في الحروف، والنسائي في السير، وفي التفسير ا.هـ.
وأخرجه الإمام أحمد ج1 ص299 وص324 وأخرجه الحاكم ج2 ص235 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي، ومقصوده لم يخرجاه بهذا السند إلى ابن عباس وابن جرير ج5 ص223 وعند
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 82]
الترمذي وأحمد والحاكم وابن جرير في روايته تعيين المقتول وأنه من بني سليم، وعند البزار وقال الهيثمي ج7 ص9: وسنده جيد وفيه تعيين القاتل وأنه المقداد وظاهر قصة المقداد المغايرة، لكن قال الحافظ في الفتح ج9 ص327: تحمل على الأول لأنه يمكن الجمع بينهما ا.هـ بالمعنى.
قال الإمام أحمد رحمه الله ج6 ص11 ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع عن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ومحلم بن جثمامة بن قيس فخرجنا حتى إذا كنا ببطن أضم مر بنا عامر الأشجعي على قعود له متيع ووطب من لبن فلما مر بنا سلم علينا فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثمامة فقتله بشيء كان بينه وبينه وأخذ بعيره ومتيعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}.
الحديث أخرجه ابن الجارود ص362.
والحديث حسن لغيره فيه القعقاع بن أبي حدرد قال البخاري: له صحبة ولم يأت ببرهان على ذلك، وقال ابن أبي حاتم: لا يصح له صحبة ج7 ص136 من الجرح والتعديل. ونفى صحبته ابن عساكر كما في تعجيل المنفعة وقد روى عنه اثنان ولم يوثقه معتبر فعلى هذا هو مستور الحال يصلح في الشواهد والمتابعات.
قال الحافظ في الفتح ج9 ص327: وهذه عندي قصة أخرى ولا
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 83]
مانع أن تكون الآية نزلت في الأمرين معا. اهـ.
قوله تعالى:
{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} الآية 95.
البخاري حدثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء -رضي الله عنه- يقول: لما نزلت {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} دعا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- زيدًا فجاءه بكتف فكتبها وشكى ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} ج9 ص329 أخرجه وقال الواحدي في أسباب النزول رواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة وأخرجه الترمذي ج4 ص91 وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي ج6 ص10 والإمام أحمد ج4 ص282 و284 و290 و299 و300 والطيالسي ج2 ص17، والدارمي ج2 ص209 وابن سعد ج4 ص154 وابن جرير ج5 ص228، والبيهقي ج9 ص23.
قال البخاري رحمه الله ج6 ص385: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعيد الزهري قال: حدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال: رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أملى عليه {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله} قال: فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي فقال: يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان رجلا أعمى فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفخذه على فخذي، فثقلت حتى خفت أن ترض فخذي ثم سري عنه فأنزل الله عز وجل: {غير أولي الضرر}.
الحديث أخرجه أيضا البخاري ج9 ص328 والترمذي ج4 ص92 وصححه أبو داود ج2 ص319 والنسائي ج6 ص9، وأحمد ج5 ص155
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 84]
من القسم الأول وابن جرير ج5 ص329، والبيهقي ج9 ص23 والطبراني في الكبير ج5 ص144.
قال الإمام ابن حبان كما في الموارد ص429: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم بن كليب حدثني أبي عن خالي الفلتان بن عاصم قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزل عليه، وكان إذا أنزل عليه رام بصره وفرغ سمعه وقلبه مفتوحة عيناه لما يأتيه من الله فكنا نعرف ذلك فقال للكاتب اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله} قال: فقام الأعمى فقال: يا رسول الله ما ذنبنا؟ فأنزل الله تعالى عليه فقلنا للأعمى: أنه ينزل على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبقي قائما ويقول: أعوذ بالله من غضب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للكاتب: ((اكتب: {غير أولي الضرر} )) قلت: في الأصح أعوذ بغضب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
هذا حديث حسن. والحديث أخرجه البزار كما في كشف الأستار ج3 ص45 وعقبه بقوله حديث الفلتان يروى بإسناد أحسن من هذا. اهـ.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة كما في المطالب العالية ج3 ص117 وأبو يعلى، وقال الهيثمي ج5 ص28: رجاله ثقات.
قال الترمذي رحمه الله ج4 ص91: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني نا الحجاج بن محمد عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الكريم سمع مقسما مولى عبد الله بن الحارث يحدث عن ابن عباس أنه قال: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر} عن بدر والخارجون إلى بدر لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم: إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة؟ فنزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة} فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما. درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 85]
هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس ومقسم يقال مولى عبد الله بن عباس ومقسم يكنى أبا القاسم ولم يكن عبد الله بن جحش أعمى وقد جزم الحافظ في الفتح بأن الصواب: أبو أحمد بن جحش كما في رواية الطبري عن الحجاج (9/92). وانظر تحقيقنا لتفسير ابن كثير (2/467).
وأخرج الطبراني قال الهيثمي ج7 ص9: رجاله ثقات من حديث زيد بن أرقم نحوه.
قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ} الآيتان 97، 98.
البخاري ج9 ص331 حدثنا عبد الله بن يزيد المقري حدثنا حيوة وغيره قالا حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود قال: قطع على أهل المدينة بعث فأكتبت فيه فلقيت عكرمة مولى ابن عباس أخبرته فنهاني عن ذلك أشد النهي ثم قال: أخبرني ابن عباس أن ناسًا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يأتي السهم يرمى به فيصيب أحدهم فيقلته أو يضرب فيقتل فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِم} الآية. رواه الليث عن أبي الأسود -إلا المستضعفين من الرجال والنساء ثم أعاده ج16 ص147.
الحديث أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج1 ص542 والطبراني ج5 ص234 و235 والطحاوي كما في شكل الآثار ج4 ص327 مختصرًا كالبخاري، ومبسوطًا كالبزار وقال الهيثمي ج7 ص10: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن شريك وهو ثقة. كل هؤلاء رووه وفيه نزول آيتين مع هذه الآية وسيأتي إن شاء الله في سورة النحل.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 86]
قوله تعالى:
{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} الآية 100.
ابن جرير ج5 ص240 حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا شريك عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} وكان بمكة رجل يقال له ضمرة من بني بكر وكان مريضا فقال لأهله: أخرجوني من مكة فإني أجد الحر، فقالوا: أين نخرجك؟ فأشار بيده نحو المدينة فنزلت هذه الآية: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} إلى آخر الآية.
الحديث رجاله ثقات، وشريك هو ابن عبد الله القاضي النخعي وفي حفظه ضعف وأخرجه ابن جرير (9/115) من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت عكرمة يقول: مرسلا، وأخرجه عبد الرزاق (1/171) من طريق ابن عيينة عن عمرو سمعت عكرمة مرسلا. وخالف محمد بن شريك المكي سفيان بن عيينة. فرواه محمد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس موصولا فإن كان لا بد من الترجيح فترجيح سفيان بن عيينة وذلك لما يلي:
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي: أصحاب عمرو بن دينار قال أحمد: أعلم الناس بعمرو بن دينار ابن عيينة، وقال أيضا في رواية ابنه عبد الله قال أبي سفيان: أثبت الناس في عمرو بن دينار وأحسنهم حديثا. وقال الدوري: سألت ابن معين عن حديث شعبة عن عمرو بن دينار والثوري عن عمرو بن دينار وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سفيان بن عيينة: أعلمهم بحديث عمرو بن دينار وهو أعلم بعمرو بن دينار من حماد بن زيد، وقال ابن المديني: ابن جريج وابن عيينة من أعلم الناس بعمرو بن دينار، وقال أيضا ابن عيينة أعلم بعمرو من حماد بن زيد. وقال أبو حاتم ابن عيينة أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة. وقال الدارقطني
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 87]
أرفع الرواة عن عمرو بن دينار ابن جريج وابن عيينة.
وجاء في بعض النسخ شريك عن عمرو بن دينار كما عند ابن جرير لكن تصحف عنده من محمد بن شريك إلى (شريك)، ذكر الحافظ في الإصابة (3/299) أن ابن منده قال ورواه أبو أحمد الزبيري عن محمد بن شريك وابن أبي حاتم كذلك وعلقه أيضا أبو نعيم في المعرفة فقال: ورواه أبو أحمد الزبيري عن محمد بن شريك فذكره. ومحمد بن شريك ثقة لكن سفيان بن عيينة أوثق منه فروايته أرجح والصواب في الحديث مرسل والله أعلم.
وكذلك شريك النخعي لم يذكروا من شيوخه عمرو بن دينار أبدا ولم يذكروا في تلاميذ عمرو بن دينار شريك النخعي إنما ذكروا محمد بن شريك وانظر ص142 من أسباب النزول فإنه قال: محمد بن شريك لكن الحديث له طريق أخرى تنتهي إلى عكرمة عن ابن عباس في المطالب العالية ص433 رواه أبو يعلى قال الهيثمي ج7 ص10 من المجمع ورجاله ثقات، وفيها فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج1 ص543. وذكر الحافظ في الإصابة له طرقا أُخَر فلتراجع هنالك ج1 ص253 ترجمة جندع بن ضمرة.
قوله تعالى:
{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ} الآية 102.
الإمام أحمد ج4 ص59 حدثنا عبد الرزاق ثنا الثوري عن منصور عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعسفان فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبين القبلة فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الظهر، فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم. ثم قالوا: تأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم قال فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآيات بين الظهر والعصر {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ} قال: فحضرت، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخذوا السلاح، قال: فصففنا خلفه صفين قال ثم ركع فركعنا جميعا ثم رفع فرفعنا جميعا – الحديث.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 88]
الحديث أخرجه عبد الرزاق في المصنف ج2 ص505 والطيالسي ج1 ص150 والحاكم في المستدرك ج1 ص337 وقال: صحيح على شرطهما وسكت عليه الذهبي وأخرجه أبو داود ج1 ص477 قال صاحب عون المعبود ورواه البيهقي في المعرفة بلفظ حدثنا أبو عياش وفي هذا تصريح بسماع مجاهد من أبي عياش وأخرجه النسائي ج3 ص145 والدارقطني ج2 ص59 وقال صحيح وابن جرير ج5 ص246 وص257.
الحديث أخرجه أحمد (4/60) النسائي (3/177) عبد الرزاق (2/505) الطبراني في الكبير (5/1213) وما بعده، الطيالسي (191)، البيهقي في الكبير (3/256) ابن أبي شيبة (2/463-465)، والبيهقي في المعرفة (5/28) قال البيهقي: عقبه هذا إسناد صحيح. إلا أن بعض أهل العلم بالحديث يشك في حديث مجاهد عن أبي عياش.
وقال الإمام الترمذي: مجاهد معلوم التدليس فعنعنته لا تفيد الوصل. انظر التهذيب (10/39) وبعد كلام البيهقي والترمذي فقد روى هذا الحديث عن مجاهد بالعنعنة جرير بن عبد الحميد وسفيان الثوري وعبد العزيز بن عبد الصمد وشعبة بن الحجاج وورقاء وزائدة وعلي بن صالح أبو الحسن وجعفر بن الحارث وإسرائيل.
ورواه بصيغة التحديث بين مجاهد وأبي عياش جرير بن عبد الحميد كما عند البيهقي في المعرفة، وداود بن عيسى كما عند الطبراني (5/215 رقم 5135) فقد وافق جرير بن عبد الحميد الأئمة في روايته بالعنعنة وذكر التحديث من طريقه يحمل على الوهم.
وقد ذكر ابن جرير رحمه الله فائدة في دخول الوهم في صيغ التحديث في شرحه للعلل (2/593) فقال: وكان أحمد يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد ويقول هو خطأ يعني ذكر السماع. قال في رواية هدبة عن حماد عن قتادة ثنا خلاد الجهني: هو خطأ خلاد قديم ما رأى قتادة خلادا وذكر أمثلة. فقال ابن رجب رحمه الله: وحينئذ ينبغي التفطن لهذه الأمور ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 89]
فقد ذكر ابن المديني أن شعبة وجدوا له غير شيء فيه الإخبار عن شيوخه ويكون منقطعا. العلل (2/594) وأما داود بن عيسى: مترجم في الجرح والتعديل (3/419) تاريخ البخاري (3/242) وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم وقال ابن حبان: كان متقنا عزيز الحديث، الثقات (6/287) وعلى هذا فإذا ثبت الوهم في التصريح بالتحديث، فيكون الحديث ضعيفا لقول الإمام الترمذي: مجاهد معلوم التدليس فعنعنته لا تفيد الوصل وكذلك قول البيهقي إلا أن بعض أهل العلم بالحديث يشك في حديث مجاهد عن أبي عياش. والله أعلم، قال الإمام الترمذي في العلل الكبير في ج1 ص301 قال: سألت محمدا فقلت له: أي الروايات في صلاة الخوف أصح؟ فقال: كل الروايات عندي صحيح وكل يستعمل وإنما هو على قدر الخوف. إلا حديث مجاهد عن أبي عياش الزرقي فإني أراه مرسلا.
وقال ابن الأثير في أسد الغابة (2/363) في ترجمه أبي عياش: قال أبو عمر: وزيد بن الصامت أصح ما قيل فيه وهو معدود في أهل الحجاز روى عن أنس بن مالك من الصحابة ومن التابعين أبو صالح ومجاهد ولا يصح سماعهما منه لأنه قديم الموت. وقال الحافظ في ترجمة أبي عياش من تهذيب التهذيب: روى عنه مجاهد وأبو صالح إن كان محفوظا.
ونقل العلائي عن الترمذي كما في جامع التحصيل ص337: لا يعرف سماع مجاهد عن أبي عياش الزرقي. وقال الحافظ ابن رجب في شرح للبخاري (6/11) حول حديث أبي عياش الزرقي. نقل قول البخاري في الحديث وقوله إني أراه مرسلا. قال ابن رجب وإنما مراده: أن هذا الحديث الصواب عن مجاهد إرساله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من غير ذكر أبي عياش. كذلك رواه أصحاب مجاهد عنه بخلاف رواية منصور عنه.
فرواه عكرمة بن خالد وعمر بن ذر وأيوب بن موسى ثلاثتهم عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرسلا من غير ذكر أبي عياش. وهذا أصح عند البخاري.
وكذلك صحح إرساله عبد العزيز النخشبي وغيره من الحفاظ.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 90]
وأخرج ابن جرير ج5 ص256 والحاكم ج3 ص3 وقال: على شرط البخاري وسكت الذهبي عن ابن عباس مثله.
قوله تعالى:
{لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ} الآية 102.
البخاري ج9 ص333 حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني يعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما {إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى} قال عبد الرحمن بن عوف وكان جريحا. قال الحافظ أي فنزلت الآية قلت: والتصريح بلفظ النزول أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وسكت عليه الذهبي ج2 ص308 وأخرجه ابن جرير ج5 ص259 ولفظه كالبخاري.
قوله تعالى:
{وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} الآية 119.
قال الإمام الطبري رحمه الله ج9 ص215 بتحقيق أحمد شاكر حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس أنه كره الإخصاء وقال فيه نزلت: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
قوله تعالى:
{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} الآية 127.
البخاري ج6 ص58 حدثنا الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة أنه سأل عائشة رضي الله عنها وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 91]
الزبير أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} فذكرت نحو ما تقدم في أول السورة قال: قالت ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد هذه الآية فأنزل الله {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} إلى قوله تعالى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}.
الحديث أعاده أيضا ص320 وج9 ص308 وج11 ص39 وص103.
وأخرجه مسلم ج18 ص154 و155 وأبو داود ج2 ص184 والنسائي ج6 ص95 والدارقطني ج3 ص265 وابن جرير ج5 ص301.
قوله تعالى:
{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} الآية 128.
البخاري ج9 ص334 حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} قالت الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها، فتقول: أجعلك من شأني في حل فنزلت هذه الآية في ذلك.
الحديث أخرجه مسلم ج8 ص157.
وقد أخرج أبو داود ج2 ص208 والترمذي ج4 ص95 والطيالسي ج2 ص17 والحاكم ج2 ص186 وصححه وسكت عليه الذهبي وابن جرير ص307 أنها نزلت في شأن سودة أخرجه الترمذي والطيالسي وابن جرير من حديث ابن عباس، وأخرجه أبو داود والحاكم وابن جرير أيضا من حديث عائشة ولفظ أبي داود قالت عائشة لعروة يابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا وكان قَلَّ يوم إلا وهو يطوف علينا جميعا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 92]
حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها، ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يا رسول الله يومي لعائشة فقبل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك منها قالت: تقول في ذلك أنزل الله عز وجل وفي أشباهها أراه قال: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا}.
وأخرج الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وسكت عليه الذهبي ج2 ص308 عن رافع بن خديج أنه كانت تحته امرأة قد خلا من سنها فتزوج عليها شابة فآثر البكر عليها فأبت امرأته الأولى أن تقر على ذلك فطلقها تطليقة حتى إذا بقي من أجلها يسير قال إن شئت راجعتك وصبرت على الأمر وإن شئت تركتك حتى يخلو أجلك قالت بل راجعني أصبر على الأثرة ثم آثر عليها فلم تصبر على الأثرة فطلقها الأخرى وآثر عليها الشابة قال فذلك الصلح الذي بلغنا أن الله قد أنزل فيه {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا}.
ولا تنافي بين هذه الأقوال فإن حديث عائشة الأول مبهم وحديثها الثاني مفسر للإبهام، وأما حديث رافع فإنما قال إنها شاملة لما فعل والآية تشمل الجميع والله أعلم.
قوله تعالى:
{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} الآية 176.
مسلم ج11 ص55 حدثنا عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر سمع جابر بن عبد الله قال: مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر يعوداني ماشيين فأغمي علي، فتوضأ ثم صب علي من وضوئه فأفقت قلت: يا رسول الله كيف أقضي في مالي؟ فلم يرد عليَّ شيئا حتى نزلت آية الميراث {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} الحديث أخرجه الترمذي ج3 ص180 وقال هذا حديث حسن صحيح،
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 93]
وأبو داود ج3 ص79، وابن ماجه رقم 2728، والإمام أحمد ج3 ص307 و372، والطيالسي ج2 ص17، وابن الجارود ص320، وأبو نعيم ج7 ص157.
تنبيه:
قد تقدم أنها نزلت في جابر {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} وهنا يقول إنها نزلت فيه {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وقد رجح الحافظ ابن كثير رحمه الله أن آية {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} نزلت في بنات سعد بن الربيع وأن آية {يَسْتَفْتُونَكَ} نزلت في جابر فإنه إنما كان له إذ ذاك أخوات ولم يكن له بنات ا.هـ. وقال الحافظ في الفتح ج9 ص337 وهذه قصة أخرى غير التي تقدمت فيما يظهر لي، وقد قدمت المستند واضحا في أوائل هذه السورة والله أعلم.
وأقول لا مانع أن تكون الآيتان نزلتا معا في قصة جابر في آن واحد إذ الحديث حديثٌ واحد يدور على محمد بن المنكدر، فبعضهم يرويه عنه ويقول آية الميراث وبعضهم يرويه عنه ويقول: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} وبعضهم يرويه عنه ويقول: {يَسْتَفْتُونَكَ} فإن قيل يشكل عليك أن آية {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} نزلت في شأن جابر وبنات سعد بن الربيع وقد استشهد بأحد وآية {وَيَسْتَفْتُونَكَ} من آخر القرآن نزولا. أقول: لا إشكال فعلى فرض صحة حديث جابر في بنات سعد بن الربيع لا يلزم أنها قسمت تركته بعد موته. على أنه لا ينبغي أن تعارض الأحاديث الصحيحة بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل فهو سيئ الحفظ كما هو معروف من ترجمته.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 94]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النساء, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir