دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 23 صفر 1436هـ/15-12-2014م, 01:31 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

إجابة أسئلة دورة تاريخ علم التفسير


السؤال الأول: أكمل ما يلي:

(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تفسير القرآن بالقرآن.
ومنه: صريح ظاهر الدلالة– وهو الذي يجزم به - مثل: {والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب}
وغير صريح وهو ما يدخل فيه اجتهاد بعض المفسرين، وهو اجتهاد غير معصوم، مثل في قوله تعالى: {وأنفقوا من ما رزقناكم} قال أهل العلم: من هنا تبعيضية، والتبعيض غير مقدر، وهو مبين في قوله تعالى: {ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو}
النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي.
النوع الثالث: ما ينزل من الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم فيفسر به القرآن ويتضح المراد، ولما كان لفظه مؤدا من قبل النبي صلى الله عليه وسلم جرى عمل العلماء على اعتباره من التفسير النبوي وهو في حقيقته من البيان الإلهي.

(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول: أحاديث تفسيرية تتضمن بيان معنى الآية إما بتفسير لفظة فيها أو بيان معنى فيها أو إزالة إشكال أو نحو ذلك
ومثاله: تفسير قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}، صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير المراد بالساق في حديث: (إذا جمع الله العباد في صعيد واحد، نادى مناد، ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ..) إلى أن قال: (.. فيكشف لهم عن ساقه فيقعون له سجودا، فذلك قول الله تعالى :{يوم يكشف عن ساق})الحديث.

النوع الثاني: أحاديث يستدل بها بعض العلماء على معنى من المعاني المتصلة بتفسير الآية وإن لم يكن فيها نص على تفسيرها وإنما ينتزعون الدلالة منها انتزاعا بنوع من الاجتهاد
ومثاله: استدلال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير اللمم في قوله تعالى: {والذين يجتنبون الكبائر والفواحش إلا اللمم} بحديث أبي هريرة (العين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، .. ) الحديث. قال ابن عباس : ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، وذكر الحديث السابق.

(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1- مجاهد
2- سعيد بن جبير
3- أربدة التميمي

(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب بن ماتع الحميري (كعب الأحبار)
2- نَوف بن فضالة البكالي (ابن امرأة كعب الأحبار)
3- محمد بن كعب القرظي
4- محمد بن إسحاق

(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: الإنصاف في الحكم بين الكشاف والانتصاف لعبد الكريم العراقي (ت: 704 هـ)
2: حاشية محمود بن مسعود الشيرازي على الكشاف (ت: 710 هـ)
3: مدارك التنزيل وحقائق التأويل لعبد الله النسفي (ت: 710 هـ)
4: لباب التأويل لعلي بن محمد الخازن (ت: 741 هـ)

السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
- أن لا يتضمن معنىً باطلا في نفسه.
- أن لا يخالف دليلا صحيحا من الكتاب أو السنة أو الإجماع.

2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
من القرآن ما يعلم بيانه بتلاوته - وهو أكثر بيانه صلى الله عليه وسلم -
منه ما يعلم بيانه بدعوته صلى الله عليه وسلم وسيرته
ومنه ما يعلم بيانه بالعمل به وتفصيل شأنه في السنة النبوية، كتفصيل الأوامر والنواهي، والحدود ونحو ذلك من إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصيام، والحج.
ومنه ما لا يعلم إلا بدلالة الوحي مثل تفاصيل المغيبات، مثل بدء الخلق وأخبار اليوم الآخر، والقبر ومنه آيات ربما تلا النبي بعضها ففسرها وبين المراد منها
ومنه ما كان النبي يسأل عنه فيجيب من يسأله ببيان معناه وما يزيل إشكاله، سواء كان السائل من المؤمنين أو الكافرين.

3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
حمل الخطيب البغدادي على أن مراد الإمام أحمد انتقاد ما شاع في عصره من الكتب المؤلفة في هذه العلوم الثلاثة - التفسير والمغازي والملاحم - كتفسير الكلبي، ومقاتل بن سليمان، وسيف بن عمر، وغيرهم؛ لسوء أحوال مصنفيها، وعدم عدالة ناقليها، ولزيادات القصاص فيها
وأنه أراد أن كثير من هذه الثلاثة تتضمن الأقوال المرسلة التي لا أصل لها – أي لا إسناد لها ولاحجة تبين صحتها - وفيها كثير من الأخبار الباطلة التي تروى بأسانيد واهية، وهذا لا يعني أنه لا يصح في التفسير والمغازي والملاحم آثار.

4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
- من باب استيعاب والإلمام بما قيل في تفسير الآية.
- أحيانا المفسر قد تغيب عنه بعض الأوجه في التفسير وقد يعرض له إشكال فيستدل بالأقوال المختلفة ويستعين بها على معرفة الصحيح.

السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.
تفسير الصحابة هو أحسن التفاسير بعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لأسباب عدة منها:
- صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة شؤونه العامة والخاصة، وشهودهم وقائع التنزيل.
- بيان النبي صلى الله عليه وسلم لهم عما أشكل عليهم من معاني القرآن.
- فصاحتهم وصحة لسانهم العربي، وسلامته من اللحن والعجمة، مما له أثر كبير في معرفة معاني ألفاظ القرآن، ومعرفة معاني أساليبه، فإن القرآن قد نزل بلسانهم.
- ما لهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح فإنهم أهل استجابة لدعوة الله عز وجل، ولدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا أهل خشية وإنابة، وقد وعد الله عز وجل أهل الخشية والإنابة أن يتذكروا وينتفعوا بالذكر وأن يفهمهم من القرآن ما لا يفهمه غيرهم من غير أهل الخشية والإنابة، قال تعالى: { .. فإن الذكرى تنفع المؤمنين}
- تأديب النبي صلى الله عليه وسلم لهم وتزكيتهم وتعليمهم حتى فقهوا من العلم شيئا كثيرا مباركا وفهموا من كتاب الله عز وجل ما ظهر أثره عليهم، قال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة}
- علمهم بالقراءات والأحرف السبعة وما نسخت تلاوته، وقد حوى ذلك علما غزيرا كثيرا، وقد يكون في بعضه تفسير لبعض القرآن.

2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
لهم طرق في تدارس معاني القرآن، من ذلك:
طريقة السؤال والجواب.
يطرح العالم على جلسائه سؤالا في التفسير، ثم يسمع جوابهم ويصحح لمن أخطأ.
ومن ذلك ما رواه ابن جرير رحمه الله بإسناده عن الأسود بن هلال المحاربي، قال: قال أبو بكر: ما تقولون في هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُو} قال: فقالوا: ربنا الله ثم استقاموا من ذنب، قال: فقال أبو بكر: لقد حملتم على غير المحمل، قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره.
وقد تقرأ الآية عنده فيفسرها كما يظهر من الرواية الأخرى للحديث السابق.

اجتماعهم وتفكرهم في بعض الآيات.
فقد روي عن أبي مدين الدارمي رضي الله عنه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا اجتمعوا يقرأ بعضهم على بعض سورة العصر يتفكرون فيها

تصحيح الخطأ.
قد يجد العالم بالتفسير خطأ في فهم آية ويلحظه، فينصح ويبين المعنى الصحيح.
ومن ذلك ما رواه قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه خطب فقال:" يا أيها الناسإنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونهاعلى غير ما وضعها الله {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الناس إذا رؤوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه) رواه الإمام أحمد

وقد يجتهد بعض الصحابة في التفسير فيخطؤون فإذا عرف ذلك بعض الصحابة أنكروا على المخطئ.
من ذلك: ما رواه النسائي في السنن الكبرى عن ثور بن يزيد الديري عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن قدامة بن مظعون ، شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ، ثم سئل فأقر أنه شربه ، فقال له عمر بن الخطاب : ما حملك على ذلك ، فقال : لأن اللّه يقول : {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالِحات جناح فيما طعموا إذا ما إتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} ، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين ، ومن أهل بدر ، وأهل أحد ، فقال : للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا، فقال : لابن عباس : أجبه ، فقال : إنما أنزلها عذراً لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} حجة على الباقين ..)الحديث

وكان من يشكل عليه شيء من الصحابة يسأل عنه فيجد من يجيبه

كان بعض الصحابة قد حصلوا علما غزيرا مما تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يعلمون الناس العلم، وكانت لهم مجالس في التفسير، كابن عباس وابن عمر وغيرهم .

3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
علقمة والأسود وعَبيدة السلماني ومسروق بن الأجدع والحارث بن قيس وعمرو بن شراحبيل.

السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
كان التفسير يتلقى في مجالس العلم ولم يكن يدون في كتب ولا صحائف، وإنما يفسر المفسر في مجلسه أو يجيب من يسأله فيحفظ أصحابه ما يحفظون، كابن عباس، وابن مسعود، وابن عمر وغيرهم.

أول ما دون كان على صحائف مختصرة صغيرة متفرقة، يعزى فيها التفسير إلى صاحبه بالرواية:
- كتب مجاهد (ت: 102هـ) التفسير عن ابن عباس وكذلك سعيد بن جبير وأربدة التميمي
- كتب الضحاك بن مزاحم (ت: 105هـ) عن ابن عباس مع أنه لم يدركه، ولم يكن ممحصا للروايات ولكن اشتهر تفسيره.
- عطاء بن أبي مسلم الخراساني (ت: 135 هـ) كان من أول من كتب في التفسير
- علي بن أبي طلحة الوالبي (ت: 143 هـ) له صحيفة في التفسير يرويها عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وعن بعض أصحاب ابن عباس عن ابن عباس
- كتب مقاتل بن سليمان (ت: 150 هـ) تفسيرا كبيرا من أكبر التفاسير في ذلك الوقت، من الفاتحة إلى الناس، فكان أول تفسير تام، وهو من أول من جمع المرويات في التفسير، وقال أنه استخلصه من تفاسير ثلاثين رجلا منهم اثنا عشر رجلا من التابعين.
- دون عبد الملك بن عبد العزيز بن جريرج (ت: 151 هـ) التفسير عن عطاءوكتب عن عطاء أيضا يونس بن يزيد الأيلي.
- وكتب محمد بن إسحاق بن يسار - صاحب السيرة - (ت: 151 هـ) صحيفة في التفسير، وقد أخذ عليه أنه يكتب عن كل أحد ولا يجود الرواية.
- أبو النضر سعيد بن أبي عروبة بن مهران العدوي البصري (ت: 156 هـ) له تفسير مفقود.
- سفيان بن سعيد الثوري (ت: 161 هـ) له تفسير ناقص إلى سورة الطور.
- وكتب نافع بن أبي نعيم (ت: 169 هـ) تفسيره عن شيوخه عن ابن عباس، وهو تفسير مختصر جدا.
- ثم الإمام مالك بن أنس الأصبحي (ت: 178 هـ) أفرد في الموطأ كتابا مختصرا فيه شيء من التفسير.
- أتى بعد الإمام مالك السدي الصغير محمد بن مروان له تفسير، لكنه ضعيف، قال ابن معين ليس بثقة.
- مسلم بن خالد الزنجي (ت: 179 هـ) كتب التفسير عن ابن أبي نجيح، وهو ضعيف في الحديث.
- يحيى بن اليمان (ت: 188 هـ) له تفسير مختصر، وكله مروي عن سعيد بن جبير.
- عبد الله بن وهب المصري (ت: 197 هـ) له كتاب مختصر: الجامع في تفسير القرآن، وهو مبني على المرويات.
- سفيان بن عيينة الهلالي المكي (ت: 198 هـ) له كتاب في التفسير يرويه أبو عبيد الله المخزومي، وكان تفسيره متداولا.

إلى نهايات القرن الثاني الهجري لم يظهر تفسير كامل للقرآن، وإنما هي صحف مروية، إلا ما كان من تفسير مقاتل بن سليمان، ولكنه تفسير منتقد.

- في نهايات القرن الثاني الهجري وفي بدايات القرن الثالث أثر محمد بن إدريس الشافعي في تعاطي العلماء مع مسائل التفسير - وإن لم يصنف فيه - فأحيى علم الاحتجاج للقرآن والسنة، وألف كتابه الرسالة، ويعتبر واضع علم أصول الفقه.
- أفرد عبد الرزاق الصنعاني (ت: 211هـ) كتابا في التفسير، وهو معتمد على الروايات.
- بعد ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام (ت: 224 هـ) له كتاب فضائل القرآن فيه شيء من التفسير.
- بعده أو قريب منه اشتهر سنيد المصيصي، واسمه حسين بن داوود، (ت: 226 هـ) صاحب التفسير الكبير، وقد أكثر ابن جرير من الرواية عنه، ولم يكن موثقا عند أهل الحديث.
- بعد ذلك أتى سعيد بن منصور الخراساني (ت: 227 هـ) له تفسير بالروايات.
- أبو بكر بن أبي شيبة (ت: 235 هـ) جعل في مصنفه كتابا للتفسير.
- الإمام أحمد بن حنبل (ت: 241 هـ) ذكر أن له تفسير والخلاف في وجوده قديم، ونقل عن الزجاح أنه نقل منه، وكان ابن حنبل يعتمد أقرب المرويات لديه.

إلى عصر الإمام أحمد لم تظهر كتب تفسير محررة تحريرا علميا جامعا للروايات وإنما هي صحف متفرقة وكانت كثيرة.

- عبد بن حميد بن نصر الكشي (ت: 249 هـ) كان في عصر الإمام أحمد، له تفسير ينقل عنه ابن كثير وينقل عنه السيوطي وجماعة.
- عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي التميمي صاحب المسند (ت: 255 هـ) له في سننه كتاب فضائل القرآن، وله كتاب تفسير مفقود.
- في عصره: محمد بن إسماعيل البخاري(ت: 256 هـ) له في الصحيح كتاب تفسير القرآن، وربما يفسر في غير كتاب التفسير بعض الآيات، يعتمد غالبا تفسير مجاهد.
- الإمام مسلم (ت: 261 هـ) في كتابه الصحيح أبواب في فضل القرآن وأحكام القرآن.
- ابن ماجة (ت: 261 هـ) له كتاب تفسير مفقود.
- ابن قتيبة (ت: 276 هـ) من اللغويين والمحدثين له كتاب غريب القرآن وهو نوع من أنواع تفسير القرآن، وله تأويل مشكل القران٫
- بقي بن مخلد الأندلسي (ت: 276 هـ) له تفسير كبير مفقود، أثنى ابن حزم عليه ثناء جليلا عطرا.
- محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي (أبو حاتم) (ت: 277 هـ) -والد ابن أبي حاتم - له تفسير مفقود.
- محمد بن عيسى الترمذي (ت: 279 هـ) له في سننه كتاب تفسير القرآن.
- في عصر الترمذي وقبل أن يؤلف ابن جرير ظهر الحسين بن فضل البجلي (ت: 282 هـ)، وله تفسير كبير مفقود، ولم يقتصر فيه على المرويات بل كان يذكر فيه من فهمه لمعاني الآيات، وقد كان موجودا في عصر الثعلبي وقد أكثر من النقل عنه.

ظهر في أواخر القرن الثالث الهجري لون جديد وهو تفسير أحكام القرآن والاقتصار عليها.
- فألف أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق الجهضمي المالكي (ت: 282 هـ) كتاب أحكام القرآن، وهو كتاب مختصر.
- سهل بن عبد الله التستري من المتصوفة - وهو من أهل السنة في أصله لكن عليه بعض الشطحات في الصوفية - له كتاب تفسير.

ما مضى من التفاسير كان على ثلاثة أنواع:
1: تفاسير المحدثين والأئمة وهي بالمرويات.
2: وتفاسير القصاص، وهم يدخلون بعض المرويات في الإسرائيليات في الأقوال الباطلة والأقوال المرسلة.
3: وظهر تفسير أحكام القرآن للجهضمي.

أما التفاسير المحررة التي تعتمد على جمع المرويات ونقدها وتمييزها فإلى نهاية القرن الثالث لم يصلنا شيء منها

تفاسير اللغويين هي نوع آخر من أنواع التفسير التي سبقت عصر ابن جرير:
- كان للأئمة اللغويين عناية بالقرآن وإن كانوا لم يعتمدوا كثيرا من المرويات في التفسير، فإنهم كانوا يفسرون القرآن بالعربية وبأشعار العرب، وبالقراءات يفسر بعضها بعضا، وكانوا يعرضون لمعاني القرآن عرضا.
- ممن اشتهر بالتفسير اللغوي أبو عمرو بن العلاء بن عمار التميمي (ت: 154 هـ)، وهو أحد القراء السبعة، ربما فسر القرآن لأصحابه، وربما سئل عن شيء فأجاب لما يقتضيه حاجة الطلاب للعربية.
- بعده الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 170 هـ)، وألف كتاب العين أصله معجم لغوي لكنه عرض فيه لكثير من المفردات الواردة في القرآن، فكان يفسرها ويبين معناها بما يعرف من لغة العرب، وربما استدل بذلك بأبيات من الشعر.
- ألف سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر(ت: 180 هـ) ألف الكتاب في النحو وفيه مسائل تتعلق بمعاني القرآن من جهة الصرف والإعراب والمعاني.
- بعده يونس بن حبيب الضبي (ت: 183 هـ) وهو تلميذ أبي عمرو بن العلاء، كان يتحاشى الكلام عن التفسير ولكن إذا سئل بين المعنى اللغوي بما يعرفه من لغة العرب، له مصنفات لكنها مفقودة.
- أتى بعده علي بن حمزة الكسائي النحوي المعروف وأحد القراء السبعة، له كتاب مفقود في معاني القرآن.

- أتى بعده يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة (ت: 200 هـ) له تفسير أكثره يعتني به باللغة، وهو من التفاسير الكاملة.

بعد ذلك أتى كتاب مهم في تفسير القرآن عند اللغويين وهو كتاب معاني القرآن ليحيى بن زياد الفراء(ت: 207 هـ)، وهو أهم مراجع العلماء في تفسير القران، ومن أهم المراجع التي رجع إليها ابن جرير في التفسير اللغوي.

- بعد ذلك أتى معمر بن المثنى اللغوي المعروف فألف كتاب مجاز القرآن.
- قبل الفراء - ولكنه توفي بعده بزمن - الأخفش الأوسط، سعيد بن مسعدة البلخي، وهو تلميذ سيبويه لكنه معتزلي، له كتاب معاني القرآن.
- أبوعبيد القاسم بن سلام لغوي محدث، له كتاب غريب المصنف، وفضائل القرآن، وربما عرض لتفسير الآيات في ذلك.
- عبد الله بن مسلم بن قتيبة لغوي محدث أيضا له كتابان مهمان في القرآن؛ غريب القرآن، وتأويل مشكل القرآن.
- أبو بكر جعفر بن محمد بن بن الحسن بن المستفاض الفريابي (ت: 301 هـ) له كتاب في فضائل القرآن وهو على المرويات.
- أبو عبد الرحمن النسائي - صاحب السنن - له كتاب في فضائل القران، وله كتاب السنن الكبرى، فيه كتاب تفسير القرآن.
- بعده إبراهيم بن إسحاق بن يوسف الأنماطي (ت: 303 هـ)، ذكر الذهبي أن له تفسيرا كبيرا، وهو تفسير مفقود.

ثم أتى تفسير ابن جرير الطبري (ت: 310 هـ)، وهو أهم الكتب المؤلفة في ذلك العصر. وقد رأى الحاجة إلى تأليف كتاب جامع للتفسير، يجمع بين المدارس المختلفة، ويحوي ما تفرق في صحف المتقدمين وكتبهم، وكان يشيع من ذلك شيء كثير لا يصح، وكان لديه معرفة بالحديث، والأصول والفقه والتاريخ والعربية والقراءات وغيرها.

- في عصر ابن جرير كان إبراهيم بن السري الزجاج، وهو تلميذ المبرد ألف كتاب معاني القرآن وتوسع فيه كثيرا، وهو أوسع من كتب في معاني القرآن من علماء اللغة في ذلك العصر.
- بعدهم وفي عصرهم أبو بكر بن المنذر صاحب كتاب الإجماع، اختلف في سنة وفاته قال الذهبي توفي سنة 318 هـ، له كتاب تفسير لم يطبع كاملا، طبع بعضه.
- بعدهم جاء أبو بكر عبد الله بن سليمان بن أبي داوود السجستاني صاحب كتاب المصاحف له تفسير مفقود.

السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.
اسم تفسيره جامع البيان عن تأويل آي القرآن بالقرآن اختصره لطلابه في ثلاثة آلاف ورقة وهو مطبوع في نحو 24 مجلد.
هو أهم الكتب المؤلفة في عصره فهو كتاب جامع في التفسير بعد أن كان في صحف متفرقة
لمؤلفه معرفة بالحديث ومعرفة بالأصول وبالفقه وبالتاريخ وبالعربية وبالقراءات وكان جامعا لأنواع من العلوم
يذكر ابن جرير الأحاديث والآثار بأسانيدها
يعرض الآيات ثم يذكر المسائل ثم يفسر الآية بخلاصة ما ذكر
كان له منهج حسن في الموازنة بن الأقوال وترجيح بعضها على بعض وتمييز الأقوال
إذا كان في المسألة خلاف ذكر أدلة أصحاب القول الأول، وذكر أدلة أصحاب القول الثاني.

مما أخذ على ابن جرير في تفسيره رده لبعض القراءات، ولكن سبب ذلك أن القراءات السبع لم تكن قد ظهرت؛ لأن أول من جمع القراءات السبع هو ابن مجاهد وهو من تلاميذه.

2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
انقطع له ابن عطية واعتنى به عناية كبيرة جدا.
مؤلفه بارع في أصول التفسير، وفي نقد الأقوال والترجيح بينها.
وفيه أشعرية ولكنه ليس كبعض الأشاعرة الذين يظهر منهم سلاطة اللسان على أهل السنة والجماعة، يظهر منه أنه يريد الحق.
ولكنه أخطأ في بعض المسائل ووافق الأشاعرة في بعض أقوالهم، وقد نقل عن بعض أئمة الأشاعرة كأبي الحسن الأشعري، وابن فورك وغيرهم.

(3) معاني القرآن للزجاج.
مؤلفه - إبراهيم بن السري الزجاج - من كبار اللغويين، وهو تلميذ المبرد أحد كبار اللغويين.
والزجاج من أهل السنة.
وهذا الكتاب من أوسع الكتب التي ألفها علماء اللغة في معاني القرآن في ذلك العصر، وهو أكبر من تفسير الفراء.
إلا أنه لم يكمل تفسيره وصل إلى سورة الفلق، ولكن أتمه محقق الكتاب محاولا محاكاة مؤلفه.

(4) تفسير الثعلبي.
هو من أجل الكتب وقيمته ليس في تحريره العلمي فهو منتقد في تحريره للمسائل لكن قيمته في كثرة مصادره فهو جامع لتفاسير كثيرة، وكثير منها مفقود.
لديه تلخيص حسن
يروي الأحاديث والآثار بإسناد وهو ليس بمتين في الرواية وإن كان هو موثق في نفسه.
هو من المراجع المهمة في التفسير لكثرة مصادره التي رجع إليها، ولذلك اعتنى به كثير من المفسرين.
هو أصل لعدد من التفاسير حيث أن البغوي هذب تفسير الثعلبي - وهو أحسن من هذبه- واعتمد عليه الواحدي في تفاسيره، وكذلك أبو مظفر السمعاني، مع توقيه لما أخطأ فيه، فقد كان من أئمة أهل السنة والجماعة

(5) أضواء البيان للشنقيطي
هو من أجل التفاسير ومن الكتب التي تعتمد تفسير القرآن بالقرآن أو بالمأثور.
وصل فيه إلى نهاية تفسير سورة المجادلة وقف عند قوله تعالى {أولئك هم حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}

السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.
مؤلفه معتزلي جلد معلن الاعتزال مفتخر به، وهو سليط اللسان على أهل السنة.
في تفسيره اعتزالات ظاهرة خفية حتى قيل أنها تستخرج بالمناقيش.

(2) التفسير الكبير للرازي.
مؤلفه من نظار الأشاعرة وكبار المتكلمين وقد ندم في آخر حياته على الاشتغال بعلم الكلام.
اعتمد في تفسيره على عدد من كتب المعتزلة، ومن أشهرها تفسير الزمخشري وتفسير أبي حاتم الأصم وغيرها، ووافقهم في بعض أقوالهم، ورد بعضها، ونقل بعض أقوال السلف.
يكثر من إيراد الشبه والاعتراضات ويجيب عليها.
يكثر من الاستطرادات جدا وقد توسع في هذه الطريقة وتكلف فيها ودخل في كلامه كثير من الغلط.
وينتقد عليه أمور منها:
- انتهاجه طريقة المتكلمين
- ضعف معرفته بالحديث
- ضعف معرفته بالقراءات

ثم إن مؤلفه لم يتمه فالكتاب ليس كله من تأليف الرازي فبعضه من تأليفه وبعضه من إكمال تلميذه أحمد بن خليل الخوبي.

(3) النكت والعيون للماوردي.
أخطأ الماوردي من وجهين:
الأول: أن الماوردي يذكر الأقوال بدون أسانيدها (يقول: قال ابن عباس، قال قتادة)، وهذا فيه جزم نسبة القول إلى قائله مع أن هذه الأقوال قد تكون أسانيدها ضعيفة، فشاعت أخطاء كثيرة في التفاسير التي نقلت من تفسير الماوردي كابن عطية وابن الجوزي والرازي في نسبة الأقوال إلى قائليها.
الوجه الآخر: أنه يزيد في التفسير أوجها من عنده من باب الاحتمال وكثير منها يكون فيه تكلف والأولى أن لا يذكر.
ويظهر في تناوله بعض المسائل تأثره بطريقة المعتزلة.

(4) تفسير الثعلبي.
الإكثار من الإسرائيليات وذكرها بلا تمييز ولا تنبيه.
الجمع بين حديث صحيح وحديث ضعيف فيسوقها مساقا واحدا بلفظ واحد يجمع بينهما
كما فعل في قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع بين حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهما وساقهما مساقا واحدا

(5) تنوير المقباس
اعتمد مؤلف هذا الكتاب - مجد الدين الفيروزآبادي -على نقل ما روي عن ابن عباس بأسانيد واهية، كما يروي الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وهي رواية كذب؛ لأن الكلبي قال في آخر حياته كل ما حدثتكم عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب، والكلبي متهم بالكذب، وروى هذه الرواية أيضا رجل ضعيف جدا متهم بالكذب وهو السدي الصغير، محمد بن مروان الكوفي.
وكان ربما يظهر للمؤلف وجه في التفسير فيسنده إلى ابن عباس.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir