دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الطحاوية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م, 04:36 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي قوله: (فهذا ديننا واعتقادنا ظاهراً وباطناً...)

فهذا دِينُنَا واعتقادُنَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا. وَنَحْنُ بَرَاءٌ إلى اللهِ مِن كُلِّ مَن خَالَفَ الذي ذَكَرْنَاهُ وَبَيَّنَّاهُ.


  #2  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 08:09 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات على الطحاوية لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز

[لا يوجد تعليق للشيخ]

  #3  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 08:43 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات المختصرة للشيخ: صالح بن فوزان الفوزان

(1) فهذا دِينُنَا واعتقادُنَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا. وَنَحْنُ بَرَاءٌ إلى اللهِ مِن كُلِّ مَن خَالَفَ الذي ذَكَرْنَاهُ وَبَيَّنَّاهُ.



(1) أي: ما ذَكَرْنَاهُ في هذهِ العقيدةِ من أَوَّلِهَا إلى آخِرِهَا، فهو دِينُنَا - مَعْشَرَ المسلمينَ- ونحنُ بَرَاءٌ مِن كُلِّ مَنْ خَالَفَهُ؛ لأَنَّهَا عقيدةُ حَقٍّ، وَمَا خَالَفَهَا فَهُوَ بَاطِلٌ.

  #4  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 11:12 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي


قوله: ( فهذا ديننا واعتقادنا ظاهراً وباطناً، ونحن براء إلى الله تعالى من كل من خالف الذي ذكرناه و بيناه).
. . .
ش: الإشارة بقوله: فهذا كل ما تقدم من أول الكتاب إلى هنا.

  #5  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 05:06 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لمعالي الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (مفرغ)


قال رحمه الله بعدها: "فهذا ديننا واعتقادنا ظاهراً وباطناً , ونحن برآء إلى الله من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه".
يريد بذلك أن جميع ما ذكره في هذه الرسالة وفي العقيدة المباركة , من أوله إلى آخره , أنه دينه واعتقاده ظاهرا وباطنا , يعني أنه لا ينافق في ذلك , ولا يظهر شيئا ولا يخفي شيئاً , كما كان عليه طائفة من أهل زمانه؛ من أنهم يقولون: لا تظهر عقيدتك عند أحد؛ لأنك بين مخالفين , فإما أن يثنوا عليك وإما يذموك , بل هذا ديننا وعقيدتنا واعتقادنا ظاهراً وباطناً؛ لأن الاعتقاد والدين الأصل في الإنسان أن يعلنه، وقد يجوز أن يستخفي به إذا كانت المصلحة في ذلك، لكن هذا في حال الفتنة وعدم استطاعة الثبات على البلاء , لكن الأصل أن الإنسان يعلن ما يعتقده ويدين به ظاهراً وباطناً.
قال: "متبرئاً من كل من خالف طريقة أهل الحديث والسنة والجماعة، ونحن برآء إلى الله من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه".
قد تقدم لك أنه غلط رحمه الله في عدد المسائل، فهذه توكل إلى اجتهاده وغلط في ذلك، وفي الجملة كلامه موافق لكلام أهل الحديث وكلام أهل السنة في إثبات الصفات وفي القدر وفي سائر المسائل، لكن في مسألة الإيمان تابع فيها قول أبي حنيفة، ومر معك البحث في ذلك، فنحن برآء إلى الله من كل من خالف أو من كل مخالفة للكتاب والسنة لكل ما أمر الله جل وعلا أو أخبر من خالفه، فنحن نتبرأ إلى الله جل وعلا منه سواءً علمنا أو لم نعلم، وهذا هو الأصل وهذا هو الاعتقاد أننا ندين إجمالاً بما أمرنا الله جل وعلا أن ندين به بالتصديق بالأخبار وباعتقاد وجوب الأوامر والانتهاء عن النواهي, ووجوب امتثال الأوامر , وجوب الانتهاء عن النواهي، إذا كان أمر إيجاب أو نهي تحريم، وهذا ديننا وهذا اعتقادنا.

أما تعليقه بقول فلان أو بما ورد هذا يحتاج إلى تأمل ونظر؛ لأن الناس يختلفون في ذلك اختلافاً بيناً، وما من عالم ممن كتب في العقائد إلا وله اجتهاد يكون في مسألة , في مسألتين , وهذا لا يعني أنه ليس من أهل السنة، أو أنه خالف، أو أن كتابه لا يصلح، فمثلاً تنظر إلى أعظم الكتب التي كتبها السلف تجد فيها مسائل لا يقرها الآخرون , لكنها مسائل نادرة في خضم غيرها، إما أن يثبت ما لا يثبت مثلاً في بعض الصفات، أو أنه يتأول واحدة بشيء ظهر له , أو أنه يصف شيئاً ليس من العقيدة يجعله في العقيدة، مثل ما فعل البربهاري مثلاً في بعض المسائل، أو أنه ينسب شيء لأهل السنة وهو ليس من عقيدة أهل السنة.

فلذلك ما قعدوه وأجمعوا عليه واتفقوا عليه , فهذا ما يجب اتباعه، ولا تجوز مخالفته؛ لأنه هو عقيدة أهل السنة والجماعة، وما اختلفوا فيه فلكل واحدٍ منهم عذره في ذلك، لكن لا يتبع على ما زل فيه، الحافظ ابن خزيمة كتب كتاباً عظيماً وهو قطعة من صحيحه سماه التوحيد، ومع ذلك غلط فيه في بعض المسائل، وهي مسألة الصورة كما هو معروف لم يوافق بقية أهل السنة في ذلك، مثلاً عندك البربهاري ذكر مسائل ليست من العقيدة أصلاً وأشياء لم تثبت من ألف مثلاً في العرش جاء بأشياء ليس فيها دليل واضح، وهكذا.
المقصود من ذلك أنه ليس من شرط أن يكون الكتاب على طريقة أهل السنة والجماعة , وأهل الحديث , أن يكون سالماً من كل اجتهاد، لكن إذا كانت أصوله التي انطلق منها هي الاستسلام للكتاب والسنة , ورد التأويل والتعطيل واتباع الدليل وعدم تسليط العقل على النصوص , فهذا من أهل الحديث ومن أهل السنة، فلا بد أن يحصل له من الغلط ما يحصل له.
لهذا عظم أهل العلم كتب شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لأنه قرر فيها ما اتفقوا عليه وأجمعوا عليه، وترك فيها ما لكل واحدٍ من أهل العلم ممن كتبوا في العقائد اجتهادات، فاعتنى المتأخرون من أئمة أهل السنة بكتب الشيخين، شيخ الإسلام وابن القيم لسلامتها من المذاهب الرديئة، وللاجتهادات التي [لا]* يوافق عليها.
نقف عند هذا، ونبقى عند الجملة الباقية هذه نبقى معها الدرس القادم إن شاء الله تعالى , نسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد وأن يختم لنا برضاه؛ إنه جواد كريم.

سؤال: قال U: ] وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً [.
جواب: معلوم أن موسى u جاء بحنيفية , مثل دين إبراهيم وجاء بالإسلام، وعيسى u جاء بالحنيفية عبادة الله وحده دونما سواه، لكن اليهودية المحرفة والنصرانية المحرفة هذه إبراهيم u بريء منها، ولهذا قال جل وعلا: ] مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [؛ لأن كل طائفة ادعته على ضلالها، فاليهود حرفوا دينهم وأرادوا أن ينسبوا التحريف إلى إبراهيم، وأنهم يدعون إلى الإبراهيمية، وكذلك النصارى وكذلك المشركون ينسبون أنفسهم إلى إبراهيم الخليل وهو بريء من هؤلاء وهؤلاء u.

سؤال: هل تنصحون بإهداء كتب موسى الموسوي إلى الرافضة؟
جواب: نعم، كتبه نافعة وتنفع القوم وتقيم الحجة عليهم، أو تهز ثقتهم بأصولهم.

سؤال: المرأة إذا لم تجد محرماً , أو لم يوافق محرمها على الذهاب معها وهي مستطيعة الحج , ثم ماتت , هل يلزم وليها أن يحج عنها؟
جواب: المحرم بالنسبة للمرأة من الاستطاعة، والله جل وعلا قال: ] وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً [ فالمرأة التي لا تجد محرماً لا تعتبر مستطيعة فلم يتوفر فيها شرط وجوب السعي إلى الحج، والنبي r أتاه رجل فقال له: إن امرأتي خرجت حاجة، وإن اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال: ((فانطلق فحج مع امرأتك)) فالمرأة لا يجوز لها أن تحج إلا مع ذي محرم؛ لأن الحج سفر، تنقل يحتاج إلى رعاية وقد يصيب المرأة ما يصيبها، وهي معرضة فيه لأشياء كثيرة تحتاج إلى من يعتني بها، وهو ذو محرم منها.
اختلف أهل العلم هل العلة في اشتراط المحرم هو وجود الأمن للمرأة؛ لأن السفر مظنة عدم الأمن؟ الأمن العام، أو الأمن عليها في عرضها، الأمن عليها في بدنها أو في عرضها؟ أو أن المقصود منه التعبد؟ هو أنها لا تحج إلا مع المحرم لحاجته إليها، لحاجتها إليه، ولأن الحج لا يكون إلا كذلك، على عدة أقوال , وكثير من أهل العلم يبني على هذا أنه يعني على الخلاف هل لها أن تحج مع نسوة مأمونات أو ليس لها أن تحج مع نسوة مأمونات؟ فصار هنا، رجعت المسألة إلى قولين:
الأول: أنه لا يجوز للمرأة أن تحج بدون محرم مطلقاً.
والقول الثاني: أن لها أن تحج بدون محرم إذا كان الطريق آمناً.
وهؤلاء اختلفوا في أمن الطريق , فمنهم من قال: أمن الطريق أن يكون معها نسوة مأمونات معها خمس، عشر حريم هي معهم، الكثرة هذه تمنع عدم الأمن، فيترجح أنه، أنها تأمن مع ذلك، وهذا مذهب عدد من الشافعية والمالكية واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
والثاني يعني من هذا القول أنه إذا تحقق الأمن جاز لها السفر , ولو سافرت وحدها. إذا كان ظاهر السفر الأمن , ويستدلون له بقوله عليه الصلاة والسلام: ((والله ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من صنعاء إلى مكة)) , أو قال: ((من الكوفة إلى مكة لا تخشى إلا الله)) قالوا: علقها بوجود الأمن , وتخرج الظعينة واحدة لا تخشى إلا الله.
والصحيح من ذلك هو الأول، وهو أن المرأة لا يجوز لها أن تحج إلا مع ذي محرمٍ منها، لقوله عليه الصلاة والسلام: ((لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم)) تلك المرأة حجت فقال النبي r للرجل: ((انطلق فحج مع امرأتك))، مع أنه اكتتب في غزوة كذا وكذا يعني في الوجوب.
لكن لو حجت صح حجها، لو حجت بدون محرم صح حجها؛ لأنه شرط للوجوب وليس شرطا للصحة.
طبعاً إذا ماتت وهي لم تحج، ما تمكنت من محرم , يحج عنها وليها؛ لأنها بقيت في ذمته. أقول: هي لا بد أن تحج، فيحج عنها حجة الإسلام من بلدها (مداخلة غير مسموعة) (إيه؟) لا ما يجب عليها ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ لأنه حق المكلف، أما فيه إلزام للغير لا يلزم.

سؤال: ما رأيك في مقولة أحد الشباب ممن ينتسب إلى الدعوة , يقول: إن زمن القرآن ولّى بسبب وجود القنوات الفضائية، ولا بد أن نواجه الشباب بغير القرآن، أن نكون عصريين. هذه رسالة في توجيه الشباب؟
جواب: ما أظن مسلم يقول هذا الكلام، ما أظن أحد الشباب يقول: زمن القرآن ولّى. (كده) بهذا النص، لا أظن أحداً يعني يصلي يقول هذا الكلام: زمن القرآن ولّى , ما يمكن أن يقول هذا، لكن يجب على الإنسان أن يتحرى في ألفاظه، وكما تعلمون الحديث: ((وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً، تهوي به في النار سبعين خريفاً)).
وقد يقول كلمة ما، يعني يقول: أنا مقصدي زين، وليست المسألة بالمقاصد، أيضاً لازم أن تتقي الله جل وعلا في ألفاظك، أن تخاف الله فيما تنطق به، حتى مع أهلك وحتى مع أولادك، وحتى في عملك، المسلم وقور يتحرى في لفظه، ويتحرى في تعامله؛ لأن اللسان ستحاسب على لسانك في كل ما تقول، حديث معاذ معلوم لديك وهو قوله عليه الصلاة والسلام: ((كف عليك هذا)) حديث معاذ الطويل قال: ((وكف عليك هذا))، قال: يا رسول الله أو إنا مؤاخذون بما نقول؟ قال: ((ثكلتك أمك يا معاذ؛ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم أو قال على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)).
ألحظ أنا من بعض طلبة العلم , أو بعض الشباب , أو بعض أهل الخير، إذا جاؤوا يمزحون ما يهمه (وش) يقول، أي كلام، وهذا سيئ , سيئ للغاية، أحياناً يطلقون كلاماً قبيحاً، مثلاً أنا أضرب لكم مثال، مثلاً يأتي ذكر القبر مثلاً وإنه نور , يجيء واحد يقول: الله ,كهرباء جيدة. مثل هذا الكلام حرام، وقد يعني يهوي به القائل، أو يقول: (إيش) كشاف ألف شمعة. وإلا مثل هذا الكلام، يعني هو قد يحصل أنهم يتناقلون مثل هذا الكلام ويقولنه بينهم، لكن مثل هذا لا يجوز، لا يجوز ألبتة، الأمور الشرعية وطن نفسك على الهيبة فيها؛ لأن هذا من تعظيم شعائر الله، ] ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب [، تطلق لفظ لا تلقي له بالاً وآخر لا تلقي له بالاً، وما تدري يعاقبك الله جل وعلا بسلب الإيمان منك وأنت لا تشعر، ولذلك يجب على الشباب وعلى طلاب العلم أن يمزحوا بما مزح به النبي r , ما يأتون للأمور الشرعية، ويتعرضون لها بأقوال ليست كالتوقير.

سؤال: ما الكتاب الذي تنصح به لمن يعاني حفظ (زاد المستقنع). وما رأيكم في الرجوع في مسائل (الزاد) إلى (الإنصاف)؟
جواب: زاد المستقنع كتاب حسن , جامع من مختصرات الحنابلة المتأخرة، واختصره من المقنع لابن قدامة، والمقنع لابن قدامة من الكتب المتوسطة جعل فيه المذهب , وربما ذكر في المسألة وجهين أو روايتين أو قولين، ربما يذكر في الباب مسألة مسألتين , فيها وجهان , فيها قولان , فيها روايتان يعني عن الإمام أحمد، ثم الزاد مختصر، زاد عليه مسائل وحذف منه مسائل , واختصره واعتنى العلماء به بشروحٍ وبحواشٍ كثيرة جداً عليه، من شروحه الحسنة "الروض المربع" للشيخ/ منصور رحمه الله تعالى البهوتي المصري، وأيضاً ثم حواشي على الروض، حاشية الشيخ العنقري , وحاشية الشيخ عبدالرحمن بن قاسم، وحاشية الشيخ أبا بطين، عدد من الحواشي الأخرى.
الزاد نفسه أيضاً عليه حواشي , لكن الزاد والروض يعتبر المنتهى , وشروح المنتهى شرح أو شروح للروض المربع المنتهى منتهى الإرادات هذا أكبر وأقعد في المذهب من كل، هو أقعد كتاب في مذهب الحنابلة، يعني أفضل كتاب في مذهب الحنابلة "المنتهى" كما هو معروف , وله شروح كثيرة، منها شرح المصنف , ومنها شرح الشيخ منصور , وثم حواشي أيضاً كثيرة طبع بعضها.
بعده الإقناع , مع شروح الإقناع وحواشيه، كل واحدة من هذه الأكبر شروح لما قبله، مع الحواشي والشروح مخدوم المذهب من كل جهاته , فالذي يريد أن تنمو عنده حاسة الفقه على طريقة الحنابلة عنده هذا التسلسل , وكل كتابٍ شرحه والحواشي (اللي) معه على إثره , أعان الله طلبة العلم على التفقه في الدين.
وكتاب الزاد من الكتب النافعة جداً , ولا يقول القائل يعني فيه مسائل مرجوحة، طلب العلم يكون للتفقه لا للفتوى، تتفقه تعرف المسألة الراجحة والمسألة المرجوحة وصورة هذه وصورة هذه، حتى تنمو عندك الحاسة الفقهية , وبعد ذلك يمكن أن تعلم وتعرف الراجح.

سؤال: قال أحمد رحمه الله (إيش) أو ما ينسب إليه: الملاحم والمغازي والتفسير ثلاث ليس لها أصول. وإذا صحت كيف تفهم على قصده، رحمه الله؟
جواب: هذه كلمة صحيحة عن الإمام أحمد قال: ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والمغازي والملاحم , ويعني بها تفسير بالاجتهاد وليس التفسير الأثر، والمغازي التي صنف بها مثل الواقدي كتابه فتوح الشام والمغازي... إلى آخره، هذه أسانيدها ليست كذلك، والملاحم التي تذكر أنها ستكون أو كانت مما كان يستعمله أهل القصص في ذلك الوقت وربما ركبوا له أسانيد، هذه ليس لها أصل ثابتة؛ لأنها لم تكن غاية السلف من الصحابة بنقل هذه الأشياء، إنما نقلوا التفسير المأثور , ونقلوا سيرة النبي r , أما المغازي التفصيلية والملاحم ما كان وما سيكون فهذه لم تكن من العلم النافع الذي كان يعتني به السلف رحمهم الله.

سؤال: رجل تيمم ثم صلى , وفي أثناء الصلاة وجد الماء فهل يتم صلاته؟ أم يقطعها ويتوضأ ثم يصلي؟ وما الدليل؟ ـ هذا سؤال اختبار!، سؤال اختبار هذا، ما هو (غير مسموع) الاستفتاء ـ وما الدليل؟ وما التعليل؟
جواب: المسألة هذه معروفة مشهورة , والأصل فيها قول الله جل وعلا: ] فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ [ هنا لم تجدوا ماءً هل في ابتداء الصلاة , يعني قبل الصلاة أو لم تجدوا ماءً مطلقاً؟ من نظر إلى عدم وجود الماء إلى أنه في الابتداء وفي الأثناء قال: إنه إذا وجد الماء في أثناء الصلاة , فإنه يعتبر واجدا للماء قبل تمام الصلاة، وفي الوقت فإنه يلزمه أن يقطع، يعني الصلاة تصبح طهارته مع وجود الماء، فإنه يلزمه أن يقطع، يعني الصلاة ويتوضأ ويصلي.
ومن قال: لم تجدوا ماءً , يعني قبل بداية الصلاة , فإنه إذا لم يجد الماء وتيمم صار التيمم بدلاً عن طهارة الماء بحكم شرعي، ودخل في الصلاة بحكم شرعي؛ لأن صلاته لأنه تم شروط الصلاة ودخل في الصلاة , فإذن إبطال صلاته يحتاج إلى دليل وهو خلاف الأصل.
وهذان القولان معروفان , والذي رجحه كثير من المحققين هو الثاني، وأنه لا يعيد الصلاة , يستمر فيها؛ لأنه دخل في الصلاة بطهارة صحيحة. والأحوط الحقيقة هو الأول؛ لأنه له شبه بمن وجد الماء، والوقت باقٍ , وهذا الماء عنده, فالأحوط أن يتوضأ وأن يعيد الصلاة، أو يصلي.

سؤال: أشكل عليّ قول بعض المؤلفين في كتب القرآن وغيرها: إن (أل) في قوله تعالى: ] الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[ للاستغراق، عند أهل السنة , خلافاً للمعتزلة بناءً على خلاهم في خلق أفعال العباد فلا يقولون بأنها للاستغراق؟
جواب: تحتاج إلى نظر، يعني معنى الاستغراق هل فعلاً المعتزلة ينكرون الاستغراق هنا، أنا ما أعلم، لكن الحمد الألف واللام هنا استغراق الجنس، يعني جنس أو أجناس الحمد جميعاً لله رب العالمين، يعني مستحقة لله جل وعلا أجناس الحمد خمسة: حمداً لله في ربوبيته , وحمد في الألوهية، وحمد في الأسماء والصفات، وحمد في الشرع، وحمد في الكون والقدر.
فأجناس الحمد كلها لله، مستحقة لله جل وعلا , (إيش) علاقة هذا بخلق أفعال العباد؟ ما أعلم , وأظن إن ما خانتني الحافظة أظن الزمخشري يقول: إنها للاستغراق , في فاتحة التفسير قال: وال للاستغراق أظنه يقول ذلك، فيحتاج إلى مراجعة.

سؤال: من أراد الإحرام من الميقات هل يلزمه الدخول إلى المغاسل والمسجد , أم يحرم من الطريق؟
جواب: لا، إذا مر بالميقات فإنه السنة في حقه أن يدرك وقت الصلاة، صلاة مفروضة في الميقات أو ينتظر حتى يأتي وقت الصلاة فيصلي الظهر مثلاً , أو يصلي العصر، ثم يهل بعدها، يهل بعدها بالحج أو بالعمرة أو بهما معاً، بحسب ما يختار، ثم بعد ذلك إذا ذهب.. طبعاً بعد الاغتسال والطهارة… إلى آخر السنن المعروفة , ثم بعد الصلاة الفرض يهل، وبعد ذلك يركب السيارة، فإذا ركب السيارة سبح وحمد وهلل وكبر، قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم يلبي مرة أخرى يقول: لبيك اللهم حجاً أو لبيك اللهم عمرة، ثم يكمل التلبية، أما من لم يختر الصلاة أن يصلي صلاة الفرض وهو مار , فإنه يلبي إذا حاذ الميقات , يلبي دون صلاة؛ لأن الإحرام ليس له صلاة تخصه، يعني صلاة ركعتي الإحرام؛ لأنه لا يحرم إلا بعد ركعتين , فإذا حاذ الميقات كفاه.

سؤال: هل يجوز أن نصف القدر بالظلم؟
جواب: لا يجوز؛ لأن القدر فعل الله جلا وعلا وتقديره، فلا يوصف بالظلم ] وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [.

سؤال: يقول: أعرف أناسا جل مجالسهم الكلام في أعراض علمائنا الكبار , من أنهم لا يفهمون واقع المسلمين وفتاواهم في حيضٍ وغيره، ما أفعل مع هؤلاء؟ وكيف التوجيه؟
جواب: أظن حصل من السنين الماضية ما فيه كفاية في وضوح هذه المسألة، وأن من استعجل فوقع في أعراض العلماء , أو استنقص رأيهم بان الأمر على خلافه، وأن مصالح الناس في الحال وفي المآل هي في قول أهل العلم الكبار , ورحم الله سماحة الإمام الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله؛ فقد كان لموقفه في الأزمة من الخير العظيم على الناس في ذلك الوقت، وإلى وقتنا الحاضر، ما لم يدركه إلا العالمون بالشرع وبأحوال ما يصلح الناس.
والواجب علينا جميعاً , ونحن طلاب علم , وكلكم حريص على الخير، أن نكون متقين لله جل وعلا الكلام، والغيبة محرمة، الكلام في الأعراض والغيبة محرمة، ومن العجب أن يأتي شاب صغير لم يدرك من العلم شيئاً , فضلاً عن أنه يدرك الواقع ويقع في حق كبارٍ من أهل العلم الذين عرفوا العلم وعرفوا الواقع، لكن هل الواقع هو الأخبار السياسية؟ هل الواقع هو التفصيلات؟ هل الواقع هو تفصيلات الكيد، أم الواقع هو واقع الأعداء وكيف تطبق حالهم على الشرع؟ أو تطبق حالهم على ما في القرآن والسنة.
يعني لا تنفك المسألة من وجود أعداء للإسلام والمسلمين، وهؤلاء الأعداء فصلهم الله جل وعلا في القرآن , قال سبحانه: ] وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً [ , بيّن لنا الله جل وعلا حال اليهود وتفاصيل عداوة اليهود لنا والنصارى ] وَلَنْ تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [ , لكن هل من شرط العالم أن يتتبع جميع الجرائد ويقرأها والأخبار والقنوات الفضائية والتحليلات السياسية حتى يكون فقهياً بواقع؟!
لا شك أن هذا ليس بمقصود، والأحكام الشرعية لا بد أن تكون عن فهم وفقه، لكن ليس كل ما علمه الناس يكون مؤثراً في الفتوى أو في الحكم أو في التصرفات، فهناك أشياء تعلم لا قيمة لها ولا أثر، وليس أيضاً كل ما يعرض لكم أو تسمعونه أو ينقل يكون صحيحاً؛ لأن الناس الآن يضلون بالأخبار، الأخبار والإعلام يضل وينوع الأقوال , ويجعل الناس يتصرفون تصرفات , ويبنون أحكاماً على ما نقل , وربما بعضكم ينظر في الأخبار التي تعرض , سواءٌ كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية , أن تفاصيل الخبر واحدة تنقل في جميع الوسائل في جرائد في أمريكا وأوربا وفي الشرق وفي المسموع في الأخبار، الصياغة متقاربة، بل الصورة الواحدة أحياناً المعروضة في أخبار في قنوات، تجد أن الصورة الواحدة تتردد في الأخبار في جميع القنوات.
من الذي صاغ الخبر الأساسي؟ ومن الذي صور؟ ومن الذي فعل؟ ومن الذي ينشر ها الأخبار في العالم؟ والناس يدورون حول هذه الأخبار، لكن أنها هناك تسلط إعلامي عالمي على المسلمين وعلى غيرهم؛ يعني لتكون المواقف السياسية وليكون رغبة الناس , ولتكون آراء الناس على نحوٍ ما.
لهذا فالذي ينبغي لطلاب العلم أولاً أن ينشغلوا بالعلم عن غيره؛ لأن الأمة بل الدين والجهاد الآن جهاد علم، الناس بحاجة إليكم، بحاجة إلى طلبة علم، إذا ضيعتم الوقت في قيل وقال دون فائدة، (غير مسموع) مرينا قبلكم بمراحل كان بعض الناس يتتبعون المجلات، يشترون مجلة الحوادث ومجلة الوطن العربي، أنا أذكر من ثلاثين سنة ومجلة كذا، وجريدة وجرائد متنوعة ويجمعون الأخبار، لا فقهوا في السياسة ولا فقهوا في العلم , فضاعوا بين هذا وهذا.
الناس بحاجة إليكم، بحاجة إليكم في العلم النافع , في توحيد الله جل وعلا وفي بيان السنة , وفي بيان الأحكام الشرعية، فتعلموا العلم النافع واتركوا المسائل الكبار لأهل العلم، فإن هذا أنفع لكم، طالب العلم ينظر إذا رأى تحليلاً جيداً في مجلة مأمونة أو فيه خبر يتعلم ويفهم، لكن أن ينقد على أهل العلم إذا لم يتتبعوا مثل تتبعه، هذا ليس بنصفة ولا بعدل، فضلاً عن أن يكون مأموراً به في الشرع.
فلنقي ألسنتنا من الغيبة، ولنحفظ قليل أعمالنا وإن أثابنا الله جل وعلا عليها من الضياع، والغيبة كما تعلمون وقوع في العرض , ولا بد أن يؤخذ ممن اغتاب، أن تؤخذ منه المظلمة يوم القيامة يوم القيامة، والله المستعان.
يعني الواحد (اللي) يعرف نفسه وحريص على الآخرة , وما يقرب إلى الله جل وعلا يضيع نفسه بهذا اللسان الذي يقع دون عمد، وكثير من الأعمال النافعة، أنتم انظروا الأعمال النافعة التي بقيت ونفعت الناس في دينهم وفي دنياهم هي أعمال أهل العلم الكبار في الواقع، هي التي هادية ونافعة , وما أحسن قول ابن الوردي في لاميته:
وعن البحر اجتزاءٌ بالوشل
البحر كثير , لكنه مالح لا تشرب منه , والوشل ماءٌ عذب قليل لكنه يطفئ الظمأ ويروي العلة.

سؤال: ما هو الفرق بين المصلى والمسجد؟
جواب: المصلى هو المكان.. يعني هذا تفريق عند بعض الفقهاء , لكن النصوص فيها المسجد كلفظ المسجد , لكن الفعل المصلى هو مكان تتخذه للصلاة لم تجعل أرضه وقفاً مسجداً، والمسجد هو ما أعد للصلاة وجعل مخصوصاً بذلك، وجعلت أرضه وقفاً على المسجد، وقفاً على الصلاة ويعني مثلاً مكان في مستشفى في الطريق يفرشون السجادات ويصلون هذا مصلى عندك في بيتك خصصت بقعة غرفة (ولا) بقعة مصلى، يعني تصلي فيه هذا صار مصلى.
أما المسجد فهو الذي خصص ويؤذن ويقام فيه وتصلى فيه الصلوات جميعاً، ما له علاقة، هل هو المسجد أنه يصلى فيه كل الفروض أو ما يصلى؟ لا يشترط ذلك، المسجد هو المكان الذي الذي صارت أرضه وقفاً، مسجداً يعني مثلاً قد يكون مكان يصلى فيه الفروض الخمسة، يصلي فيه الناس الفروض الخمسة، لكنه ليس مسجداً مثل طريق في مستشفى ولا بقعة، الناس يصلون كل من أتى صلى وقد يكون مسجداً إذا خصص، هذا مسجد معروف مميز بسوره وبأذانه وبإمامته... إلى آخر ما هنالك.
في هذا القدر كفاية، وبارك الله فيكم وعليكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

[ـ الاعتقاد في الأسماء هل هي مؤثر (غير مسموع) شرك أكبر، (غير مسموع) شرك أصغر، ألا يلزم من ذلك تكفير غلاة القدرية الذين يقولون عن العبد فعل نفسه؟
ـ والله هو يلزم، سؤال جيد، لكن ما التزموه؛ لأنه ليس سبباً عندهم، يعني خلق العبد لفعل نفسه ليس عندهم سبباً وهم ما اعتقدوه سبباً، وإنما هو ما التزمه لو (غير مسموع) إن هذا سبب و (إحنا) بنعتمد عليه أو يعني هو الذي يحصل المراد، خلق الأفعال، وهذه أسباب صحيحة ولكن هي (اللي) تخلق، صار شرك أكبر، لكن ما التزموه ولذلك ما حكموه. جزاك الله خيرا سؤال جيد.

ـ..............
ـ يعني في المسجد كله أو على الدكة؟
ـ على الدكة.
ـ الدكة ما خصصت للصلاة.
ـ..............
ـ فيه المسجد معروف لكن الدكة هذه أصلاً مخصوصة للجلوس، لجلوس (غير مسموع) يخدمون في الماضي، وبقيت كذلك فأنت ما تصلي فيها، تصلي في المسجد.
ـ (طيب) خلفها يا شيخ؟ خلف الدكة؟
ـ ما فيه شيء.
ـ والمواجهة؟
ـ مواجهة (لإيش)؟
ـ المواجهة للقبر؟
ـ (وين) بينك وبين القبر أربعة جدران، يعني كأنك بينك وبينه جدار وشارع وجدار وشارع، يعني إذا فصل ما بين المصلي والقبر أو المقبرة إذا فصل بينهما طريق جازت الصلاة بالاتفاق، واضح؟ والآن السور الحديدي هذا الآن (بتصلي) هنا السور الحديدي في داخل السور الطويل هذا المرتفع، في داخله الثاني، وفيه الثالث (كده) مثلث (وبعدين) في واحد اثنين ثلاثة..

ـ أحسن الله إليك يا شيخ، ضابط مسألة الولاء والبراء، (واللي) يعذر بالجهل، كيف ضابطه؟
ـ كيف؟
ـ (اللي) بيعذر بالجهل وقع في الشرك، مسألة الولاء والبراء.
ـ أعد أعد (إيش)؟
ـ مسألة الولاء والبراء ضابطها عند من يعذر بالجهل بالتوحيد، كيف ضابطها؟
ـ والله ما أدري، لكن العذر بالجهل حكم، والولاء والبراء اعتقاد، واضح؟ الولاء والبراء اعتقاد، يعتقد، يعني الولاء محبة للتوحيد وموالاة بالتوحيد، وعمل بالتوحيد، والبراء بغض للشرك وللمعبودات ولعبادة غير الله، ظاهر؟
ـ أحسن الله إليك.]*
سؤال: هل الميت يعلم عن الأحياء أخبارهم؟ فقد سمعت من بعض أهل العلم من يقول ذلك , وآخر ينفيه , وآخر من يقول: هذه المسألة لا أحد يسأل عنها؛ لأنها من علم الغيب!
جواب: هذه المسألة من المسائل المهمة جدًا , وكما ذكر السائل تنوعت أقوال أهل العلم فيها ما بين نافٍ مطلقًا , وما بين مثبت مطلقًا , وما بين مفصل في المسألة بحسب ما ورد في الدليل , والصواب في ذلك التفصيل , فمن نفى مطلقًا بأن الأموات لا يسمعون , ولا يعلمون , بل انقطع سبيلهم , استدلوا بقول الله –جل وعلا-:
] وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ [. واستدلوا أيضًا بأن الميت انقطع من هذه الدنيا , وارتحل إلى الآخرة , فهو مشغول عن هذه الدنيا بالآخرة , وهو في حياة برزخ , وحياة البرزخ مختلفة عن هذه الحياة , فصلته بهذه الحياة تحتاج إلى دليل , ولا دليل يدل على سماعه مطلقًا , فلذلك وجب نفيه لدلالة قوله:
] وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ [. ولم يدل أيضًا الدليل على أن الملائكة تبلغ الأموات الأخبار والأحوال , فبنوا على هذا النفي العام ,بأن الميت لا يسمع شيئًا.

والقول الثاني:
أن الأموات يسمعون مطلقاً , ويُبلّغون , يعني: يسمعون ما يحدث عندهم , ويُبلَّغون ما يحصل من أهليهم وأقاربهم من خير وشر , فيأنسون للخير , ويستاءون للشر , وهؤلاء بنوا كلامهم على أن في الأدلة ما يدل على جنس سماع الميت لكلام الحي , كقوله عليه الصلاة و السلام -إذا نسيت أول الحديث- المقصود (اللي) في آخره: ((وإنه ليسمع قرع نعالهم)) واستدلوا بهذا على أنه يسمع.
ويستدلون أيضًا ببعض الأحاديث الضعيفةكحديث التلقين , حديث أبي أمامة الضعيف في التلقين ونحوه , بأنه يسمع بعض السماع , ويستدلون أيضًا بما ورد من الأحاديث , بأن الملائكة تُبلّغ الميت بأخبار أهله من بعده , ويعرضون عليه ما فعلوا , فإن وجد خيرًا فرح واستبشر , وإن وجد وبُلّغ غير ذلك استاء من أهله.
ويستدلون أيضًا بما يحصل للأحياء من رؤية للأموات في المنام لأرواح الأموات في المنام , وأنهم ربما قالوا لهم: فعلت كذا وفعلت كذا , وأتانا خبرك بكذا ونحو ذلك , وهؤلاء أيضا في مسألة خاصة استدلوا بفعل النبي عليه الصلاة و السلام مع صناديد قريش لما دفنهم في القليب , ورماهم فأطل عليهم (r) , وقال لهم: ((هل وجدتم ما وعد ربكم حقا , فإني وجدت ما وعد ربي حقا)).
قالوا له: يا رسول الله, أتكلم أمواتًا؟! قال: ((ما أنتم بأسمع لي منهم)). واستدلوا بهذا اللفظ ((ما أنتم بأسمع لي منهم)).
على أنهم يسمعون ,وإذا كانوا يسمعون فإنهم لهم نوع تعلق بالدنيا , فلا يمنع أن يبلغوا , ويقوي ما جاء فيه في هذا الباب من أحاديث.

والثالث:
وهو الصواب التفصيل , وهو أن الميت يسمع بعض الأشياء التي ورد الدليل بأنه يسمعها , والأصل أن الميت لا يسمع لقوله: ] وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ [ وأنه أيضًا لا يسمع , فما خرج عن الأصل احتاج إلى دليل , وكذلك التبليغ , تبليغ الأخبار أيضًا خلاف الأصل , ولهذا كان من خصائص النبي (r) , أن الله جعل له ملائكة سياحين في الأرض , يبلغونه من أمته السلام.
وهذا هو الأقرب للدليل , وهو الأظهر من حيث أصول الشريعة , وهو أن الميت لا يسمع كل شيء , لا يسمع من ناداه, لا يسمع من أتاه يخبره بأشياء , وأنه لا دليل على أنه يُبلَّغ ما يحصل؛ لأن هذا من خصائص النبي (r) , وأن الأحاديث الواردة في ذلك في أنه يبلّغ ونحو ذلك , أنها أحاديث ضعيفة , لا تقوم بها الحجة.

فينحصر إذن سماعه فيما دل الدليل عليه , وهو أنه يسمع قرع النّعال , وأن أهل بدر سمعوا , يعني: أن المشركين من صناديد قريش سمعوا النبي (r.) لهذا في الرواية الثانية الصحيحة أيضًا أنه قال لما قالوا له: أتكلم أمواتًا؟! قال: ((ما أنتم بأسمع لي منهم الآن)).
وهذه الرواية ظاهره الدلالة , في أن إسماعهم وتكليمهم هو نوع تبكيت وتعذيب لهم , وزيادة (الآن) زيادة صحيحة ظاهرة , وبها يجتمع قول من نفى , وقول من أثبت , فيكون الإثبات بالسماع فيه تخصيص لهم بتلك الحال لازدياد تبكيتهم وتعذيبهم أحياء وميّتين.

والعلماء ألفوا في هذا أيضًا تآليف في الثلاث اتجاهات , يعني: في القول الأول , والثاني , والثالث. وابن القيم –رحمه الله- في كتاب الروح توسع في هذا على القول الثاني , توسع فيه على القول الثاني , لكنه ليس هذا القول أو غيره موافقًا لقول المشركين , الذين يجيزون مناداة الميت وسؤال الميت الحاجات , وطلب تفريج الكربات , وإغاثة اللهفات , ونذر النذور , ليخاطبوه , وليستغيثوا به, أو يستشفعوا به.

هذا غير داخل في المسألة , لكن هذه المسألة أساس يروّج به من دعا إلى الشرك؛ لأنهم يعتمدون على مثل هذه الأقوال،صنف ابن القيم كتاب ‘‘الروح‘‘ وبحث فيه هذه المسألة , وتوسع فيها جدًا , حتى إنه –رحمه الله تعالى- نقل منامات وحكايات في هذا المقام , هي من قبيل الشواهد على طريقته , لكن العبرة بما دل عليه الدليل من الكتاب والسنة , ولا متمسك في كلام ابن القيم لمن زعم أن الموتى يغيثون , وأنهم يسمعون ويجيبون من سألهم إلى آخره.

بل ابن القيم –رحمه الله تعالى- مع ما أورد , فإنه رد على المشركين , والخرافيين وأهل البدع والضلال , الذين يصفون الأموات بأوصاف الإله , جل الله عما ادعى المدّعون، وهناك من ذهب إلى المنع مطلقًا، وهم عدد من أهل العلم، ومذهب الحنفية بالخصوص , والتآليف طائفة من الحنفية في هذا الباب على هذا الأساس من أن الأموات لا يسمعون أصلاً , فكيف يُبلّغون , وكيف يُجيبون؟! والصواب (اللي) عليه الدليل هو التفصيل الذي مرّ ذكره.

(ردا على سؤال غير مسموع) السلام سلام النبي (r) , ذكر ابن تيمية في رده على البكري قاعدة مهمة , يعني: في فحوى كلامه , وهو أن الميت على القول بسماعه وسماع النبي (r) بخصوصه , فإنه لا يسمع بقوة هي أكبر من قوته في الدنيا , لا يسمع البعيد؛ لأن إعطاءه قوة أكبر من قوته في الدنيا على السماع هذا باطل , ولم يدل عليه أصل , ولم يقل به أحد. ولهذا أو جاء في بعض الآثار، جاء في بعض الأحاديث , وإن كان فيها مقال طبعًا , وفيها تعليل , والبحث معروف: ((من سلم عليّ عند قبري أجبته أو رددت عليه، ومن سلّم علي بعيدًا بُلغته)).
وهذا الصواب أنه من قول بعض السلف، يعني: استظهارًا بأن من سلم قريبًا أجيب , ومن سلّم بعيدًا بُلّغ , ولا يصح الحديث في ذلك.

المقصود من هذا: أن تبليغ سلام من سلم للنبي (r) يدل على أنه ليس عنده قوة تحضر في كل مكان، من سلم عليه - عليه الصلاة و السلام - عند قبره فله حكم من سلم عليه عند القبر , يرد عليه السلام , والآن القبر بعيد، قبر النبي (r) الآن بعيد، ليس قريبًا , وبينك وبينه أربع جدران، جدران كبيرة، فإذا تكلم المرء خافتا بأدب وسلّم: السلام عليك يا رسول الله بهدوء؛ فإنه لو كان عليه الصلاة والسلام حيًّا في مكانه يعني: في غرفته في حجرته التي دفن فيها لما سمع , ولهذا ليس ثم فيه إلا التبليغ , الآن يعني: أنه يبلغ , الملائكة تبلغه من سلم عليه؛ لأن الذي يُسلم بعيد، ولا يسمع , فذكر ابن تيمية أنه لم يدل دليل على أنه يعطى قوة غير القوة التي كانت معه في الدنيا.

فلو قيل: إن الميت يسمع , الميت عامة يسمع، فإنه لا يسمع من يكلمه من خلف المقبرة، أو بينه وبينه عشرين متر, ويتكلم بهدوءأو نحو ذلك , فإن هذا من وسائل الاعتقادات الباطلة , أو من وسائل الشرك والخرافة، أما النبي (r) فحياته حياة كاملة برزخية، ولا شك أكمل من حياة الشهداء على كل حال.

سؤال: هل يجوز أن يقال لليهودي والنصراني يا أخ فلان وما المراد بقوله سبحانه: ] إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ [؟
جواب: الأخوة تختلف , فيه أخوة نسب , وثم أخوة دين، وفيه أخوة في صناعة، والأخ يطلق على المصاحب أيضًا والقرين، فما يأتي في قصص القرآن من جعل النبي أخًا للمشركين الذين كذبوه هذا من قبيل أخوة النسب؛ لأنه منهم نسبًا , كما نص على ذلك أهل العلم، أما أخوة الدين أو أخوة الملة أو أخوة المحبة فهذه لا شك منفية وباطلة،فهذا من قال لليهود والنصارى: إخواننا, ويقصد بذلك التودد , فهذا يدخل في الموالاة المحرمة، وإذا كان له بالنصراني نسب أو صلة، أو كان مشترك معه في صناعة أو في تجارة ويقصد هذا الاشتراك , فهذا له باب آخر، وفيه نوع موالاة ومقاربة، الواجب تجنبها , أما أخوة النسب والقبيلة، فهذه أمرها واسع كما في القرآن.

سؤال: ما حكم الرقية على الكافر والحيوان؟
جواب: الرقية دواء وعلاج , فلا يختص بها مسلم أو آدمي , فإذا رقى كافرًا فلا بأسؤ، وإذا رقى أيضًا حيوانًا فلا بأس؛ لأن هذه دواء وعلاج , قصة أبي سعيد الخدري , حديث أبي سعيد الخدري المعروف , بأنهم مرّوا بقوم استطعموهم أو استضافوهم , فلم يضيفوهم , فلدغ سيد أولئك القوم، فأتوا لهؤلاء نفر من الصحابة ,فقالوا: أفيكم راق؟ قالوا: نعم , ولكن لا نرقي إلا بجُعل , فجاعلوهم على قطيع من الغنم , ثم جعل يرقي بفاتحة الكتاب , ويتفل , ويقرأ فاتحة الكتاب ويتفل حتى برئ , كأن لم يصبه شيء، فلما أتوا للنبي (r) قصوا عليه القصة: فقال: ((وما يدريكم أنها رقية , اضربوا لي معكم بسهم)).
فالرقية علاج، وقراءة القرآن على الكافر نوع إسماع له أيضًا- القرآن، وليست من جنس مس المصحف، والله –جل وعلا- قال:] وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ [ ففيها علاج , وفيها إقامة للحجة عليه، وإقامة لحجة من الحجج عليه ونحو ذلك.

سؤال: الأحكام التي وردت في آية الدين وهي الكتابة والإشهاد , هل هي على الوجوب لظاهر الآية أم لا؟
جواب: الصحيح أنها على الاستحباب، والظاهرية ذهبوا إلى الوجوب، والآية الأمر فيها للاستحباب، ويتأكد الاستحباب إذا صار الدين أو القرض مما يؤبه له , أو مما يخشى معه الاختلاف , نكتفي بهذا القدر.اقرأ


* غير واضحة في الشريط .

* حوار بين الشيخ والطلبة , يبدأ بسؤال من أحدهم .


  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1430هـ/1-03-2009م, 12:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية للشيخ: يوسف بن محمد الغفيص (مفرغ)


الكلام عن مصطلح الظاهر والباطن
قال المصنف رحمه الله: [فهذا ديننا واعتقادنا ظاهراً باطناً] . قوله: (ظاهراً وباطناً) الدين لا ينقسم إلى ظاهر وباطن، باعتبار أن الشريعة الظاهرة تخالف الحقيقة الباطنة، وأما أن الأعمال منها ما هو ظاهر، ومنها ما هو باطن، فلا شك أن هذا صحيح، وقد قال الله تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}[الأنعام:120] ، فالذنوب منها ما هو باطن ومنها ما هو ظاهر، والأعمال الصالحة كذلك، فمنها ما هو ظاهر ومنها ما هو باطن، وإنما المنكر جَعْلُ الدين شريعة ظاهرة، وحقيقة باطنة، ثم التفريق بينهما، كقول من يقول: إن العامة يكلفون بالظواهر، وأما الخاصة فيكلفون بالباطن، ونحو ذلك من الطرق التي أحدثها الباطنية من الصوفية أو المتشيعة. ......

يتبرأ أهل السنة والجماعة من جميع من خالف ما قطع بمجيء النبي صلى الله عليه وسلم به، وهو أصول الدين، كالجهمية والمعتزلة والمشبهة والقدرية، الذين نبذوا الكتاب، واتبعوا الأهواء، وفارقوا جماعة المسلمين، وأصروا على ما هم فيه من الزيغ والضلال.

براءة أهل السنة من المخالفين لهم في الأصول
قال المصنف رحمه الله: [ونحن براءٌ إلى الله من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، ويختم لنا به، ويعصمنا من الأهواء المختلفة، والآراء المتفرقة، والمذاهب الردية، مثل المشبهة، والمعتزلة، والجهمية، والجبرية، والقدرية، وغيرهم من الذين خالفوا السنة والجماعة، وحالفوا الضلالة، ونحن منهم براء، وهم عندنا ضلال وأردياء، وبالله العصمة والتوفيق]. قوله: (ونحن براءَ)، البراءة من المخالف لا تكون إلا فيما علم أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء به بالقطع فخالفه من خالفه، فهذا المخالف لما علم بالضرورة مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم به كأصول الدين؛ يتبرأ منه، وأما من خالف فيما هو دون ذلك، ولو كان مخالفاً لظاهر السنة أو لقول العامة من أهل السنة؛ ما دام أن قوله مأثور في كلام المتقدمين كالأقوال المرجوحة، فلا يطلق فيه لفظ البراءة، وإنما البراءة تكون في مسائل الأصول المعلومة من الدين بالضرورة عند أهل السنة. ......

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فهذا, قوله

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir