دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الطحاوية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م, 04:14 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي قوله: (ولا نفضل أحداً من الأولياء على أحد من الأنبياء...)

ولا نُفَضِّلُ أَحَدًا من الأولياءِ على أَحَدٍ من الأنبياءِ عَلَيْهِم السلامُ، ونقولُ: نَبِيٌّ وَاحِدٌ أَفْضَلُ من جميعِ الأولياءِ.

  #2  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 08:09 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات على الطحاوية لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز

[لا يوجد تعليق للشيخ]

  #3  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 08:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات المختصرة للشيخ: صالح بن فوزان الفوزان

(1) ولا نُفَضِّلُ أَحَدًا من الأولياءِ على أَحَدٍ من الأنبياءِ عَلَيْهِم السلامُ، ونقولُ: نَبِيٌّ وَاحِدٌ أَفْضَلُ من جميعِ الأولياءِ.



(1) انْتَقَلَ المُصَنِّفُ– رَحِمَهُ اللَّهُ– من العلماءِ إلى الأَوْلِيَاءِ. والأَوْلِيَاءُ: جَمْعُ وَلِيٍّ، والولايةُ هي القُرْبُ والمَحَبَّةُ، فهم أهلُ القربِ والمحبَّةِ من اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَسُمُّوا بالأَوْلِيَاءِ لِقُرْبِهِم من اللَّهِ، ولأَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُم، قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة: 222) وقَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (البقرة: 195).
وقد بَيَّنَهُم اللَّهُ في قَوْلِهِ: {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْوَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَآمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (يونس: 62، 63)، فَالْوَلِيُّ لاَ بُدَّ أَنْ يَجْتَمِعَ فيهِ صِفَتَانِ:
الأُولَى: الإِيمَانُ.
والثانيةُ: التَّقْوَى.
والناسُ في الولايةِ والبُغْضِ على أقسامٍ ثلاثةٍ:
القسمُ الأَوَّلُ: أولياءُ اللَّهِ الخُلَّصُ من المَلاَئِكَةِ والنَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ وصالحِ المُؤْمِنِينَ.
القسمُ الثاني: أعداءٌ للهِ عداوةً خالصَةً، كالمشركِ والكافرِ والمنافقِ النِّفَاقَ الأَكْبَرَ، فهؤلاءِ أعداءُ اللَّهِ ورسولِهِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} (المُمْتَحِنَة: 1)، وقَالَ تَعَالَى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} (المُجَادَلَة: 22)، وقَالَ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (المائدة: 51).
القسمُ الثالثُ: مَن فيهمْ ولايةٌ من وَجْهٍ، وعَدَاوَةٌ من وَجْهٍ، وهو المسلمُ العاصِي، فَفِيهِ ولايةٌ بِقَدْرِ مَا مَعَهُ من طاعةٍ، وفيه عداوةٌ بِقَدْرِ ما مَعَهُ من مَعْصِيَةٍ، فكُلُّ مُسْلِمٍ وَلِيٌّ للهِ ولَكِنْ على حَسَبِ ما مَعَهُ من إيمانٍ.
فَمَنِ ادَّعَى الولايةَ أو ادُّعِيَتْ لَهُ الولايةُ ولَيْسَ مَعَهُ إيمانٌ، ولَيْسَ فيهِ تَقْوًى، فإِنَّمَا هو دَجَّالٌ وَكَذَّابٌ.
وقد يَدَّعُونَ الولايةَ وهم سَحَرَةٌ وَكَهَنَةٌ وَمُشَعْوِذُونَ وَعَرَّافُونَ، وقد كَتَبَ شيخُ الإسلامِ كِتَابًا سَمَّاهُ (الفُرْقَانَ بَيْنَ أَوْلِيَاءِ الرَّحْمَنِ وَأَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ) وبَيَّنَ فيهِ مَن يَدَّعِي الولايةَ، ويُرَوِّجُ على الناسِ أَشْيَاءَ يُظَنُّ أَنَّهَا كَرَامَاتٌ، وهي خَوَارِقُ شيطانِيَّةٌ، وسَيَأْتِي بَيَانُهُ.
فَتَجِبُ مَحَبَّةُ أولياءِ اللَّهِ، والاقتداءُ بِهِم، وولايَتُهُم، والقُرْبُ مِنْهُم.
وقولُهُ: (ولا نُفَضِّلُ أَحَدًا من الأَوْلِيَاءِ على أَحَدٍ من الأَنْبِيَاءِ عليهِم السلامُ):
رَدٌّ على الصوفيةِ، فَعِنْدَهُم غُلُوٌّ في الأَوْلِيَاءِ. وأَنَّهُم عندَهُم أفضلُ من الأَنْبِيَاءِ، وأهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ لا يَغْلُونَ في الأَوْلِيَاءِ ويُنَزِّلُونَهُم منازِلَهُم، أَمَّا الصوفيةُ الضُّلاَّلُ فَيُفَضِّلُونَهُم عَلَى الأَنْبِيَاءِ، يَقُولُ قائِلُهُم:
مَقَامُ النُّبُوَّةِ فِي مَنْزِلٍ = فُوَيْقَ الرَّسُولِ وَدُونَ الْوَلِيِّ
وهذا كُفْرٌ؛ لأَنَّ الأفضلَ الرُّسُلُ, ثم الأَنْبِيَاءُ, ثم الأَوْلِيَاءُ، وَسَبَبُ تَقْدِيمِ الْوَلِيِّ على النبيِّ عندَ الصوفيَّةِ– على زَعْمِهِمْ– أنَّ الوَلِيَّ يَأْخُذُ عن اللَّهِ مباشرةً، والنبيَّ يَأْخُذُ بِوَاسِطَةٍ.
وقولُهُ: (وَنَقُولُ: نَبِيٌّ وَاحِدٌ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الأَوْلِيَاءِ):
وهذا لا شكَّ فيهِ، فجميعُ الأَوْلِيَاءِ من أَوَّلِ الخلقِ إلى آخرِهِم لا يُعَادِلُونَ نَبِيًّا واحِدًا، وهذهِ عقيدةُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ.


  #4  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 10:56 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي


قوله: ( ولا نفضل أحداً من الأولياء على أحد من الأنبياء عليهم السلام، ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء ).

ش: يشير الشيخ رحمه الله إلى الرد على الاتحادية وجهلة المتصوفة، وإلا فأهل الإستقامة يوصون بمتابعة العلم ومتابعة الشرع. فقد أوجب الله على الخلق كلهم متابعة الرسل، قال تعالى: وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك، إلى أن قال: ويسلموا تسليماً. وقال تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. قال أبو عثمان النيسابوري: من أمر السنة على نفسه قولاً وفعلاً، نطق بالحكمة، ومن أقر الهوى على نفسه، نطق بالبدعة. وقال بعضهم: ما ترك بعضهم شيئاً من السنة إلا لكبر في نفسه. والأمر كما قال، فإنه إذا لم يكن متبعاً للأمر الذي جاء به الرسول، كان يعمل بإرادة نفسه، فيكون متبعاً لهواه، بغير هدى من الله، وهذا غش النفس، وهو من الكبر، فإنه شبيه بقول الذين قالوا: لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته. وكثير من هؤلاء يظن أنه يصل برياسته واجتهاده في العبادة، وتصفية نفسه، إلى ما وصلت إليه الأنبياء من غير اتباع لطريقتهم ! ومنهم من يظن أنه قد صار أفضل من الأنبياء !! ومنهم من يقول إن الأنبياء والرسل إنما يأخذون العلم بالله من مشكاة خاتم الأولياء ! ! ويدعي لنفسه أنه خاتم الأولياء ! ! ويكون ذلك [ العلم هو ] حقيقة قول فرعون، وهو أن هذا الوجود المشهود واجب بنفسه، ليس له صانع مباين له، لكن هذا يقول: هو الله ! وفرعون أظهر الإنكار بالكلية، لكن كان فرعون في الباطن أعرف بالله منهم، فإنه كان مثبتاً للصانع، وهؤلاء ظنوا أن الوجود المخلوق هو الوجود الخالق، كابن عربي وأمثاله ! ! وهو لما رأى أن الشرع الظاهر لا سبيل إلى تغييره - قال: النبوة ختمت، لكن الولاية لم تختم ! وادعى من الولاية ما هو أعظم من النبوة وما يكون للأنبياء والمرسلين، وأن الأنبياء مستفيدون منها ! كما قال:
مقام النبوة في برزخ = فويق الرسول ودون الولي !
وهذا قلب للشريعة، فإن الولاية ثابتة للمؤمنين المتقين، كما قال تعالى: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون. والنبوة أخص من الولاية، والرسالة أخص من النبوة، كما تقدم التنبيه على ذلك. وقال ابن عربي أيضاً في فصوصه:
ولما مثل النبي صلى الله عليه وسلم النبوة بالحائط من اللبن فرآها قد كملت إلا موضع لبنة، فكان هو صلى الله عليه وسلم موضع اللبنة، [ غير أنه صلى الله عليه وسلم لا يراها، كما قال: لبنة واحدة ]، وأما خاتم الأولياء فلا بد له من هذه الرؤية، فيرى ما مثله النبي صلى الله عليه وسلم، ويرى نفسه في الحائط في موضع لبنتين ! ! ويرى نفسه تنطبع في موضع اللبنتين، فتكمل الحائط ! ! والسبب الموجب لكونه يراها لبنتين: أن الحائط لبنة من فضة ولبنة من ذهب، واللبنة الفضة هي ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام، كما هو أخذ عن الله في الشرع ما هو في الصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا، وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن ! فإنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى إليه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: فإن فهمت ما أشرنا إليه فقد حصل لك العلم النافع ! فمن أكفر ممن ضرب لنفسه المثل بلبنة ذهب، وللرسل المثل بلبنة فضة، فيجعل نفسه أعلى وأفضل من الرسل ؟! تلك أمانيهم: إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه. وكيف يخفى كفر من هذا كلامه ؟ وله من الكلام أمثال هذا، وفيه ما يخفى منه الكفر، ومنه ما يظهر، فلهذا يحتاج إلى نقد جيد، ليظهر زيفه، فإن من الزغل ما يظهر لكل ناقد، ومنه ما لا يظهر إلا للناقد الحاذق البصير. وكفر ابن عربي وأمثاله فوق كفر القائلين: لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله. ولكن ابن عربي وأمثاله منافقون زنادقة، اتحادية في الدرك الأسفل من النار، والمنافقون يعاملون معاملة المسلمين، لإظهارهم الإسلام، كما كان يظهره المنافقون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ويبطنون الكفر، وهو يعاملهم معاملة المسلمين لما يظهر منهم. فلو أنه ظهر من أحد منهم ما يبطنه من الكفر، لأجرى عليه حكم المرتد. ولكن في قبول توبته خلاف، والصحيح عدم قبولها، وهي رواية معلى عن أبي حنيفة رضي الله عنه. والله المستعان.

  #5  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 04:28 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لمعالي الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (مفرغ)


قال بعدها رحمه الله: "ولا نفضل أحدًا من الأولياء على أحد من الأنبياء عليهم السلام، ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء".
يريد العلامة الطحاوي في هذا أن يقرر عقيدة عظيمة؛ وهي أن أفضل الناس هم الأنبياء، وأن النبي أفضل من جميع الأولياء، وأن أهل السنة والأثر والجماعة هؤلاء لا يفضلون وليا على نبي، بل كل نبي أفضل من جميع الأولياء , وأدخلها في العقيدة مع أنها مسألة تفضيل لصلتها بالنبوة وبالولاية؛ ولأنه ظهر في عصره طائفة ممن زعموا أن الولي قد يبلغ مرتبة أعظم من مرتبة النبي، وهذه الطائفة أو هذه الطائفة تشمل فئتين كبيرتين:

الفئة الأولى: الباطنية في زمنه من إخوان الصفا والإسماعيلية ومن شايعهم، وكذلك ربما دخل فيها طائفة من أهل الرفض والتشيع؛ فإنهم يفضلون بعض الأولياء على بعض الأنبياء.

والفئة الثانية من الطائفة التي تفضل الأولياء على الأنبياء: هم غلاة المتصوفة في ذلك الزمن , الذين تزعمهم الحكيم الترمذي محمد بن علي بن حسن الترمذي في كتابٍ سماه (ختم الولاية)، كما سيأتي بيانه , فأراد أن يبين مباينة أهل العقيدة الصحيحة لهذه الطائفة ولهذه الفئات جميعًا، وأننا نعتقد أن الولي مهما بلغ من الصلاح والطاعة فإنه حسنة من حسنات النبي الذي تبعه، فإنما علا مقدارُه وظهر شأنه بمتابعته للنبي، لا باستقلاله على الأنبياء جميعًا صلوات الله وسلامه.

ونذكر هنا مسائل:

المسألة الأولى:
التفضيل , تفضيل الأولياء على الأنبياء، هذا نشأ مع عقيدة عند المتصوفة ومن شابههم يعني غلاة المتصوفة، وهي ما أسموه بختم الولاية، ويعنون بختم الولاية أنه كما أن للأنبياء نبيا خاتمًا لهم , فكذلك للأولياء ولي خاتم لهم، وكما أن خاتم الأنبياء أفضل من جميع الأنبياء، فكذلك خاتم الأولياء هو أفضل من جميع الأولياء.
وعقيدة ختم الولاية ذكرها الحكيم الترمذي في كتابٍ سماه (ختم الولاية)، قد طبعت منتخبات منه قديمًا، وأسس فيها القول بأن الأولياء يختمون، وأن الولي في باطنه قد يبلغ مقامًا يتلقَّى فيه من الله جل وعلا مباشرة، وأن الولي قد يكون أفضل من النبي. وهذه لم ينص عليها ولكنها تفهم من فحوى كلامه , ولا شك أنه غلط في ذلك غلطًا فاحشًا، وإن كان هو من أهل العناية بالحديث كرواية ومن أهل الخير والصلاح كما وصفه بذلك ابن تيمية، لكنه غلط في هذه البدعة الكبرى التي ابتدعها في الأمة.
والشرور التي حدثت من القول بوحدة الوجود وتفضيل الولي على النبي، والاستقاء من الله جل وعلا مباشرة إنما حدثت بعد هذا الكتاب , وهذه النظرية الباطلة التي تبطل شريعة محمد عليه الصلاة والسلام على الحقيقة , وهذا لم يختص به الحكيم الترمذي، بل تبعه عليه أناس منهم ابن عربي في كتابه (الفصوص)، وفي كتابة (الفتوحات المكية)، ومنهم محمد بن عثمان المرغني السوداني الذي له طريقة معروفة عند أهل السودان، الطريقة الختمية، ومنهم التيجاني , هؤلاء كانوا في القرن الثالث عشر، وهو صرح، المرغني صرح في كتابه (تاج التفاسير)، صرح بهذا، بهذه العقيدة , ومنهم التيجاني عند أهل المغرب فيما يعتقدون فيه ووصف به، هؤلاء يعتقدون أن الولاية تختم، لكن ادعى ابن عربي أنه هو الذي ختم الأولياء، وادعى المرغني أنه هو الذي ختم الأولياء , وادعى أيضًا التيجاني أنه هو الذي ختم الأولياء.

المسألة الثانية:
عقيدة ختم الولاية، أو ختم الأولياء مبنية على ثلاثة أشياء:
الأول: أن النبي إنما أتى بشريعة ظاهرة , والولي جاء خاتم الأولياء، جاء بشريعة باطنة، فخاتم الأولياء في الظاهر مع النبي وفي الباطن مستقل عن النبي، لهذا يقولون: إن الأنبياء راعوا الظاهر واهتموا بالعبادات الظاهرة، وخاتم الأولياء وصفوة الأولياء اهتموا بالأخذ عن الله جل وعلا , لهذا ذكر ابن عربي في كتابه (الفصوص) لما جاء إلى حديث النبي r الذي في الصحيح، أن بنيان الأنبياء تم، ولم يبق فيه إلا موضع لبنة، قال عليه الصلاة والسلام يعني قال: ((مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل من بنى بنيانًا فكمله وأحسنه، حتى لم يبق منه إلا موضع لبنة فجعل الناس يطوفون به فيقولون: لو كملت هذه اللبنة , قال: فكنت أنا اللبنة وأنا خاتم النبيين)).

قال ابن عربي قبحه الله في هذا الموطن، قال: وخاتم الأولياء يرى نفسه في قصر الولاية في موضع لبنتين، لبنة فضة في الظاهر، ولبنة ذهب في الباطن، فهو يفضل النبي في الحاجة إليه؛ لأن البنيان احتاج إلى لبنتين ذاك احتاج إلى لبنة واحدة، ولبنته الظاهرة من الفضة في متابعة النبي ظاهرًا , ولبنته الذهبية في الباطن بها يأخذ من المشكاة التي تنزل الوحي على خاتم الأنبياء. يعني: يأخذ عن الله مباشرة، أو كما جاء في كلامه.
وقد كرر هذا في مواضع في (الفصوص)، وخاصة في فص واحد، يعني كرر الكلام وعبر عنه , وهذا ليس خاصا بهذا الرجل، بل كذلك من بعده ممن شرحوا أو المرغني أو التيجاني أو من شابههم، كان كل منهم يعتقد في نفسه أنه خاتم الأولياء.

الثاني: الثاني الآن من الثلاث نقاط (اللي) بنوا عليها مذهبهم , أن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء؛ لأن خاتم الأنبياء يأخذ عن الله بواسطة , وخاتم الأولياء يأخذ مباشرة، ولأن خاتم الأنبياء يأخذ الناس بما يصلح ظاهرهم، وخاتم الأولياء يصلح باطنهم , ولهذا يقول مثلاً المرغني في بعض كلامه، يقول: من رآني ومن رأى من رآني إلى خمسة أجيال فإنهم محرمون عن النار؛ لما في خاتم الأولياء من النور الذي قذفه الله جل وعلا فيه، فينبعث هذا النور فيمن رآه ورأى من رآه… إلى آخره، أو كما قال. وهذه العقيدة بها جعلوا أن للولي ما يفضل به النبي والعياذ بالله.

الثالثة: في كلاهم أن الولي والنبي بينهما فرق من جهة أن النبي جاءه الوحي اختيارًا من الله جل وعلا، وأما الولي خاتم الأولياء ففاض عليه الوحي؛ لأنه استعد لذلك بتصفية باطنه، فعنده القبول والاستعداد لأن يفاض عليه، وبهذا صار خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء.
هذه ثلاث مجملات في تلخيص كلامه.

المسألة الثالثة عند كثيرين من الفئات التي تعتقد في الأولياء، أهل السنة يعتقدون في كرامات الأولياء كما سيأتي، لكن بالاعتقاد الصحيح , لكن في فئات كثيرة، مثل الباطنية والرافضة وغلاة الصوفية يعتقدون أن أفضل المقامات مقام الولي ويليه الدرجة الثانية مقام النبي، ويليه مقام الرسول، وفيها يقول قائلهم:

مقام النبوة في برزخٍ = فويق الرسول ودون الولي

(مقام النبوة في برزخ) يعني: هو في الوسط، (فويق الرسول) الرسول تحت النبي مع أن الرسول هو أفضل من النبي، النبي تحته بقليل، يقول: فويق , يعني بينهما شيء يسير، فويق الرسول، ثم ما قال، يعني قال: (ودون الولي) يعني: بينه وبين الولي مراتب , فالأعلى عندهم الولي، ثم بعده النبي، ثم الرسول.

وهذا القول في الترتيب قال به غلاة الصوفية، وكما ذكرت لك النقل عنهم، وقال به أيضًا أئمة مذهب الاثني عشرية، مثل ما ذكرت لك في أول الكلام عن قول الخميني، حيث قال: من ضروريات مذهبنا.
الضروريات معناها الشيء الذي لا يحتاج إلى استدلال، الذي يحس بأحد الحواس الخمس، يعني ما يحتاج إلى دليل ولا برهان , الشيء الضروري لا يحتاج إلى دليل وبرهان؛ لأنه محسوس، قال: من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.
يعني أن مقام أولياء الأئمة الاثني عشر، أنهم أعلى من مقام الأنبياء.

وهذا بلا شك طعن في القرآن , وطعن في السنة , وطعن في الصحابة، وهكذا يبلغ الأمر عند من قاله؛ لأن أفضل هذه الأمة وأحق الناس بأن يكون من الأولياء أبوبكر الصديق t وأرضاه، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم العشرة المبشرون بالجنة، وهكذا , فهؤلاء هم الأولياء، وهم سادة الأولياء والأصفياء وخير الصحابة رضوان الله عليهم، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام فضل قرنه، فقد فضل أبا بكر، وقد فضل عمر، فكيف يكون واحد من هذه الأمة يأتي ويزعم أنه أفضل من الصحابة؟ ثم يزعم أنه أفضل الأولياء وخاتم الأولياء، ثم يزعم أنه أفضل من الأنبياء.
لا شك أن هذا القول من صاحبه قد يحكم بكفر صاحبه، بل حكم كثير من العلماء بكفر من قال هذه المقالة؛ لأنها قدح في القرآن وقدح في السنة، ورفع لمقام الولي وتهجين مقام النبي والرسول، ورفع خاتم الأولياء على خاتم الأنبياء. لهذا مع اختصارٍ في المقام، لهذا ذكر الطحاوي رحمه الله هذه الجملة وركز عليها، يعني في هذه العقيدة؛ لأنها بدأت في زمانه , وهي سبب الشر في افتراق الناس مع الطرق الصوفية إلى هذا الزمان، وقال: "ولا نفضل أحدًا من الأولياء على أحدٍ من الأنبياء عليهم السلام" ما فيه ولي يمكن أن يكون أفضل من نبي، بل أفضل الناس هم الأنبياء، ثم يليهم الأولياء صحابة رسول الله r وصحابة كل نبي... إلى آخره.
قال: "ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء , {الله أعلم حيث يجعل رسالته}I.

  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1430هـ/1-03-2009م, 12:14 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية للشيخ: يوسف بن محمد الغفيص (مفرغ)


تفضيل الأنبياء على الأولياء
قال رحمه الله: [ولا نفضل أحداً من الأولياء على أحدٍ من الأنبياء عليهم السلام، ونقول: نبيٌ واحد أفضل من جميع الأولياء] . من فضل ولياً على نبي من الأنبياء فقد كفر؛ لأن هذا يخالف صريح القرآن وصريح السنة، ولم يقل ذلك أحدٌ من أهل الإسلام، إلا ما كان من شذاذ وغلاة بعض الصوفية، كبعض الاتحادية كـابن عربي مثلاً، فإنه في الفتوحات المكية -فضلاً عن كلامه في الفصوص- يذكر أن مقام الولاية أعظم من مقام النبوة، ولما ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجلٍ بنى بنياناً...) جعل النبي على لبنة فضة، وجعله هو على لبنة الذهب، وقال: (إن المراد بلبنة الفضة: من أخذ الأحكام الظاهرة، ومن أخذ العلم المكتوم وعلم السر، فهو لبنة الذهب)، وهلم جرا. فمثل ابن عربي وأتباعه كـابن سبعين و التلمساني وأمثال هؤلاء الاتحادية، يطلقون مثل هذا الكلام، وهؤلاء متفلسفة، وليسوا مجرد صوفية عباد انحرفوا في بعض أوجه العبادة، فزادوا أو نقصوا أو غلوا في بعض أوجه الذكر والعبادة أو الصوم وما إلى ذلك، كما يقع فيه كثيرٍ من الصوفية؛ بل هؤلاء متفلسفة، وهم أئمة الباطنية. ......

أصناف الباطنية
والباطنية صنفان: إما باطنية الشيعة، وإما باطنية الصوفية، وهذه الطريقة الباطنية الغالية هي طريقةٌ مخالفة لأصل العلم الذي بُعث به الرسول صلى الله عليه وسلم، وحقائقها مبنية على مفارقة دين الإسلام، وأرباب هذه الطرق الباطنية، انتحلوا في الظاهر أحد المذهبين، إما مذهب التشيع وإما مذهب التصوف، ومع ما في التشيع والتصوف من البدع والضلال إلا أن حالهم هذه هي الأخف، وأما حقيقة مذهبهم في نفس الأمر، فهو شر من ذلك كثيراً، فمن أئمة باطنية الصوفية من تقدم ذكرهم، كـابن عربي و ابن سبعين و العفيف التلمساني و ابن الفارض و السهروردي وأمثال هؤلاء، وأما باطنية الشيعة، فجمهورهم من الإسماعيلية، كـابن سينا وأمثاله. ولـابن عربي كلام حسن في الفتوحات المكية، في ذكر بعض مقامات العبادة، أو ذكر بعض مقامات الإيمان، أو نحو ذلك، وكذلك ابن سينا له كلام حسن في بعض المقامات، ولكنه لا يكتفي به ولا يقف عليه، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وكنت -يعني بذلك أنه كان في أول عمره- مع إخوة لنا نقرأ في كلام ابن عربي في الفتوحات المكية، ونقرأ في كلامه شيئاً حسناً مما ينفع السالك، حتى نظرنا حقيقة كلامه وما ذكره في الفصوص فتبين مذهبه، وأنه يقول بقول الاتحادية).

أسس نظرية وحدة الوجود
وأما حقيقة مذهب ابن عربي وأمثاله فهو القول بوحدة الوجود، وهذا مبناه ليس على نوع من العرفان المحض أو التعبد أو نحو ذلك، إنما هي نظريةٌ فلسفية بناها ابن عربي في كتبه على مقدمتين: الأولى: التفريق بين الوجود والثبوت. الثانية: مسألة العدم، وهل العدم شيء أو ليس بشيء؟ وهذه نظرية فلسفية معروفة قبل أرسطو ، بل إن الإمام ابن تيمية رحمه الله قال: (وقد وقع لي في كلام لـأرسطو ما هو من الرد على قوم من الفلاسفة قبله كانوا يقولون بوحدة الوجود).

الفرق بين قول ابن عربي وقول ابن سينا في وحدة الوجود
وكذلك ابن سينا لما قال بأن واجب الوجود، هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق، أي أنه مجرد عن الأمور الثبوتية، ولا يوصف إلا بالسلوب والإضافات، أو ما ركب من السلب والإضافة، هذه نظرية فلسفية كان أرسطو طاليس يقررها، وابن عربي وأمثاله يقولون: هو الوجود المطلق لا بشرط، أي: أنه ليس متعيناً، فيجعلون الوجود واحداً، ولا يمكن أن نقول: إن ابن عربي إنما كان يسمي الأعيان باسم الله؛ لأنهم يجعلونه هو الوجود المطلق لا بشرط، أي أنه لا يقبل التعيين، وإن كان متوحداً في سائر الوجود، وقد كان أرسطو طاليس وأمثاله مع إلحاده ينكر هذه النظرية ويردها.

المقالات المبتدعة والفلسفية هي نظريات منقولة
وينبغي أن يفهم أن كثيراً من البدع المغلظة التي قالها بعض غلاة المتكلمين، فضلاً عن المقالات التي قالها المتفلسفة، إما متفلسفة النظار، وإما المتفلسفة الباطنية، سواء كانوا ممن ينتسبون للتشيع أو ينتسبون للتصوف؛ كثيرٌ من هذه المقالات التي ذكروها في مقام الوجود، أو في القدر، أو في الصفات، أو في أفعال الرب أو في حدوث العالم، ومسألة الصدور أو الفيض التي يذكرها ابن سينا ، وأمثال هذه النظريات ينبغي أن يعلم أنها نظريات منقولة، وأنها ليست نتيجة اشتباه اشتبه عليهم في بعض النصوص، فأدى نظرهم في بعض النصوص إلى هذه المقالات. بل هناك موجبات أوجبت عندهم هذه الأقوال، إما من الفلسفة المنقولة، أو ما هو مركب منها ومولد منها، كما هو شأن الغالب من المتكلمين، وإن كان هؤلاء مع هذا يستعملون كلمات من كلمات الشريعة، وينتسبون إلى الإسلام، فنظرية الجبر بصورتها الجبرية الغالية التي كان يقولها الجهم بن صفوان ، ونظرية القدر بصورتها الغالية التي كان يقولها غلاة القدرية الذين ينكرون علم الرب بما سيكون؛ هذه نظريات منقولة، وكانت نظريات فلسفية سابقة، والرازي وأمثاله من النظار الذين كتبوا في النظريات المتقدمة كانوا يذكرون هذا عن أقوام من الفلاسفة. بل إن الرازي يقول: (إن فلاسفة فارس كانوا يذهبون إلى مذهب القدرية، حتى إنهم جعلوا الألعاب التي وضعوها -وذكر منها: لعبة الشطرنج- مبنية على مذهب القدر، قال: والفلاسفة من الهند كانوا مشتغلين بنظرية الجبر، قال: حتى أنهم لما وضعوا لعبة النرد وضعوها على طريقة الجبر) ذكر الرازي هذا في بعض كتبه ومنها (المطالب العالية). ويجب أن يُعلم أن كل متشيع وكل متصوف يستعمل مثل هذا، فلا بد أنه متفلسف من وجه، وإن كان ظاهره التشيع أو التصوف، إلا أن ابن عربي لا يعرفه كثير من العامة، بل كثير من الناظرين لا يعرفون إلا أنه مجرد صوفي، كما أنهم يقولون -مثلاً- عن بعض العباد كـالجنيد بن محمد ، أو الفضيل بن عياض : إنه صوفي، فيجعلون مسالك الصوفية بها اشتملت عليه من أنواع من التعبد والعرفان قادتهم إلى مثل هذه الكلمات.

أقسام الفلاسفة قبل الإسلام
ويمكن أن نلخص المسألة بطريقة أخرى فنقول: إن الفلاسفة قبل الإسلام كانوا على قسمين: الفلسفة النظرية، والفلسفة العرفانية، بمعنى أن الفلاسفة كانوا يتعاملون مع جهتين، إما جهة العقل، وهذه هي التي تمثلها الفلسفة النظرية العقلية، وإما جهة النفس، وهذه هي التي تمثلها الفلسفة العرفانية، القائمة على الغنوص والتجريد المقامات. فبعض الفلاسفة كـأفلاطون ، حاول أن يركب، بل بدأ هذا التركيب من زمن سقراط ، ولهذا إذا قسموا الفلسفة قالوا: الفلسفة قبل السقراطية، والفلسفة بعد السقراطية، وكانت هناك محاولة للجمع أو التركيب بين العقل والنفس، والمقصود أن الفلسفة ليست مقصورة على النظريات العقلية، بل حتى كثير من النظريات العرفانية المقولة في الأحوال والتعبدات، وكيفية سلوك السالك ونحو ذلك، كثير منها إما أن يكون منقولاً وإما أن يكون متأثراً، وليس معنى هذا أن سائر الصوفية كذلك، بل يعلم أن جماهير الصوفية مع ما عندهم من البدع ليسوا على هذا الوجه الفلسفي، وإن كان يقع عندهم بدع وانحراف وغلط؛ لكن الذين يضافون إلى هذه المقامات هم فلاسفة الصوفية كمن ذكرت أسمائهم. فالمقصود أن المصنف قال: (ولا نفضل أحداً من الأولياء) لهذا الموجب.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ولا, قوله

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir