دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الطحاوية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م, 03:02 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي قوله: (ونقول: إن الله اتخذ إبراهيم خليلاً، وكلم الله موسى تكليماً...)

وَنَقُولُ: إِنَّ اللهَ اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا إِيمَانًا وَتَصْدِيقًا وَتَسْلِيمًا.

  #2  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 05:11 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات على الطحاوية لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز

[لا يوجد تعليق للشيخ]

  #3  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 05:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات المختصرة للشيخ: صالح بن فوزان الفوزان

(1) وَنَقُولُ: إِنَّ اللهَ اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا إِيمَانًا وَتَصْدِيقًا وَتَسْلِيمًا.



(1) من عقيدةِ المسلمينَ أنَّ الرُّسُلَ أَفْضَلُ الخلقِ، وأنَّ الرُّسُلَ يَتَفَاضَلُونَ، فَهُم يَعْتَقِدُونَ أنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ إبراهيمَ خليلًا، كما قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (النِّسَاء: 125) والخِلَّةُ هي أَعْلَى درجاتِ المَحَبَّةِ، فاللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ يُحِبُّ عبادَهُ المؤمنِينَ والمُتَّقِينَ والمُحْسِنِينَ، ويُحِبُّ التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ، ولكنَّ الخُلَّةَ لم يَحْصُلْ عليها إِلاَّ اثنانِ من العالَمِ: إبراهيمُ ومحمدٌ عليهما الصلاةُ والسلامُ، وقدْ قَالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: (إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا).

{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (النِّسَاء: 164) فَفَضَّلَ بَعْضَ النَّبِيِّينَ على بعضٍ، وَإِنْ كَانُوا كُلُّهُمْ بِالْمَرْتَبَةِ العُلْيَا، لكنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلاَ فَضَّلَ بعضَهُم على بعضٍ {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} (البَقَرَة: 253) فكُلُّ نَبِيٍّ يُعْطِيهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَفْضِيلًا خاصًّا بهِ، فَضَّلَ إبراهيمَ ومحمدًا عليهما الصلاةُ والسلامُ بالخُلَّةِ، وَفَضَّلَ موسى بأَنَّهُ كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا بِدُونِ وَاسِطَةِ المَلَكِ، وسَمِعَ مُوسَى كَلاَمَهُ، نَادَاهُ سُبْحَانَهُ وَنَاجَاهُ, والمناداةُ: الصوتُ المرتفعُ، والمناجاةُ: الصوتُ الخَفِيُّ، كُلُّ هذا حَصَلَ لِمُوسَى عليهِ الصلاةُ والسلامُ، وهذه فضيلةٌ لم يَحْصُلْ عليها غيرُهُ، وقَالَ: {تَكْلِيمًا} للتأكيدِ، حتى لا يقولَ أَحَدٌ: إنَّ هذا مَجَازٌ، فلما أَكَّدَهُ بالمصدرِ، دَلَّ على أَنَّهُ تَكْلِيمٌ حقيقيٌّ من اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وهذا فيهِ إثباتُ الكلامِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، وفيهِ إثباتُ الفضيلةِ لموسى عليهِ الصلاةُ والسلامُ على غيرِهِ من النَّبِيِّينَ في هذهِ الخَصْلةِ، ولا يَلْزَمُ إذا كَانَ عندَ نَبِيٍّ من الأَنْبِيَاءِ مِيزَةٌ خاصَّةٌ أنْ يكونَ أَفْضَلَ من غيرِهِ على الإطلاقِ، بلْ هو أفضلُ من غيرِهِ من الأَنْبِيَاءِ في هذهِ الخَصْلةِ.

  #4  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 08:57 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي


قوله: ( ونقول: ان الله اتخذ إبراهيم خليلاً، وكلم الله موسى تكليماً، إيماناً وتصديقاً وتسليماً )

ش: قال [الله] تعالى: واتخذ الله إبراهيم خليلاً، وقال تعالى: وكلم الله موسى تكليماً. الخلة: كمال المحبة.
وأنكرت الجهمية حقيقة المحبة من الجانبين، زعماً منهم أن المحبة لا تكون إلا لمناسبة بين المحب والمحبوب، وأنه لا مناسبة بين القديم والمحدث توجب المحبة ! وكذلك أنكروا حقيقة التكليم، كما تقدم، وكان أول من ابتدع هذا في الإسلام هو الجعد بن درهم، في أوائل المائة الثانية فضحى به خالد بن عبد الله القسري أمير العراق والمشرق بواسط، خطب الناس يوم الأضحى فقال: أيها الناس ضحوا، تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً، ثم نزل فذبحه. وكان ذلك بفتوى أهل زمانه من علماء التابعين رضي الله عنهم، فجزاه الله عن الدين وأهله خيراً. وأخذ هذا المذهب [عن الجعد] - الجهم بن صفوان، فأظهره وناظر عليه، وإليه أضيف قول: الجهمية. فقتله مسلم بن أحوز أمير خراسان بها، ثم انتقل ذلك إلى المعتزلة أتباع عمرو بن عبيد، وظهر قولهم في أثناء خلافة المأمون، حتى امتحن أئمة الإسلام، ودعوهم إلى الموافقة لهم على ذلك. وأصل هذا مأخوذ عن المشركين والصابئة، وهم ينكرون أن يكون إبراهيم خليلاً وموسى كليماً، لأن الخلة هي كمال المحبة المستغرقة للمحب، كما قيل:
قد تخللت مسلك الروح مني = ولذا سمي الخليل خليلاً
ولكن محبته وخلته كما يليق به تعالى، كسائرصفاته. ويشهد لما دلت عليه الآية الكريمة ما ثبت في الصحيح عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الله، يعني نفسه. وفي رواية: إني أبرأ إلى كل خليل من خلته، ولو كنت [ متخذاً ] من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً. وفي رواية: إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً. فبين صلى الله عليه وسلم أنه لا يصلح له أن يتخذ من المخلوقين خليلاً، وأنه لو أمكن ذلك لكان أحق الناس به أبو بكر الصديق. مع أنه صلى الله عليه وسلم قد وصف نفسه بأنه يحب أشخاصاً، كقوله لمعاذ: والله إني لأحبك. وكذلك قوله للأنصار. وكان زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابنه أسامة حبه. وأمثال ذلك. وقال له عمرو بن العاص: أي الناس أحب إليك ؟ قال: عائشة، قال: فمن الرجال ؟ قال: أبوها. فعلم أن الخلة أخص من مطلق المحبة، والمحبوب بها لكمالها يكون محباً لذاته، لا لشيء آخر، إذ المحبوب لغيره هو مؤخر في الحب عن ذلك الغير، ومن كمالها لا تقبل الشركة [ولا] المزاحمة، لتخللها المحبة، ففيها كمال التوحيد وكمال الحب. ولذلك لما اتخذ الله إبراهيم خليلاً، وكان إبراهيم قد سأل ربه أن يهب له ولداً صالحاً، فوهب له اسماعيل، فأخذ هذا الولد شعبة من قلبه، فغار الخليل على قلب خليله أن يكون فيه مكان لغيره، فامتحنه به بذبحه، ليظهر سر الخلة في تقديمه محبة خليله على محبة ولده، فلما استسلم لأمر ربه، وعزم على فعله، فظهر سلطان الخلة في الإقدام على ذبح الولد إيثاراً لمحبة خليله على محبته، نسخ الله ذلك عنه، وفداه بالذبح العظيم، لأن المصلحة في الذبح كانت ناشئة من العزم وتوطين النفس على ما أمر، فلما حصلت هذه المصلحة عاد الذبح نفسه مفسدة، فنسخ في حقه، وصارت الذبائح والقرابين من الهدايا والضحايا سنة في أتباعه إلى يوم القيامة. وكما أن منزلة الخلة الثابتة لإبراهيم صلوات الله عليه قد شاركه فيها نبينا صلى الله عليه وسلم كما تقدم، كذلك منزلة التكليم الثابتة لموسى صلوات الله عليه قد شاركه فيها نبينا صلى الله عليه وسلم، كما ثبت ذلك في حديث الإسراء.
وهنا سؤال مشهور، وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من إبراهيم صلى الله عليه وسلم، فكيف طلب له من الصلاة مثل ما لإبراهيم، مع أن المشبه به أصله أن يكون فوق المشبه ؟ وكيف الجمع بين هذين الأمرين المتنافيين ؟ وقد أجاب عنه العلماء بأجوبة عديدة، يضيق هذا المكان عن بسطها. وأحسنها: أن آل إبراهيم فيهم الأنبياء الذين ليس في آل محمد مثلهم، فإذا طلب للنبي صلى الله عليه وسلم ولآله من الصلاة مثل ما لإبراهيم وآله وفيهم الأنبياء، حصل لآل محمد ما يليق بهم لأنهم لا يبلغون مراتب الأنبياء، وتبقى الزيادة التي للأنبياء وفيهم إبراهيم لمحمد صلى الله عليه وسلم، فيحصل له من المزية ما لم يحصل لغيره. وأحسن من هذا: أن النبي صلى الله عليه وسلم من آل ابراهيم، بل هو أفضل آل ابراهيم، فيكون قولنا: كما صليت على [آل] ابراهيم - متناولاً الصلاة عليه وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم وهو متناول لإبراهيم أيضاً. كما في قوله تعالى: إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. فإبراهيم وعمران دخلا في آل ابراهيم وآل عمران، وكما في قوله تعالى: إلا آل لوط نجيناهم بسحر. فإن لوطاً داخل في آل لوط، وكما في قوله تعالى: إذ نجيناكم من آل فرعون وقوله: أدخلوا آل فرعون أشد العذاب فإن فرعون داخل في آل فرعون. ولهذا والله أعلم، أكثر روايات حديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إنما فيها كما صليت على آل إبراهيم. وفي كثير منها: كما صليت على إبراهيم ولم يرد: كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إلا في قليل من الروايات ومما ذلك إلا لأن في قوله: كما صليت على إبراهيم، يدخل آله تبعاً. وفي قوله: كما صليت على آل إبراهيم، هو داخل آل إبراهيم. وكذلك لما جاء أبو أوفى رضي الله عنه بصدقة إلى النبي صلى الله عليه وسلم دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم صل على آل أبي أوفى. ولما كان بيت إبراهيم عليه السلام أشرف بيوت العالم على الإطلاق، خصهم الله بخصائص: منها: أنه جعل فيه النبوة والكتاب، فلم يأت بعد إبراهيم نبي إلا من أهل بيته. ومنها: أنه سبحانه جملهم أئمة يهدون بأمره إلى يوم القيامة، فكل من دخل الجنة من أولياء الله بعدهم فإنما دخل من طريقهم وبدعوتهم. ومنها: أنه سبحانه اتخذ منهم الخليلين، كما تقدم ذكره. ومنها: أنه جعل صاحب هذا البيت إماماً للناس. قال تعالى: إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين. ومنها: أنه أجرى على يديه بناء بيته الذي جعله قياماً للناس ومثابة للناس وأمناً، وجعله قبلة لهم وحجاً، فكان ظهور هذا البيت في الأكرمين. ومنها: أنه أمر عباده أن يصلوا على أهل البيت. إلى غير ذلك من الخصائص.

  #5  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 12:17 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لمعالي الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (مفرغ)


القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

قال العلامة الطحاوي رحمه الله تعالى:
ونقول: إن الله اتخذ إبراهيم خليلاً، وكلم الله موسى تكليماً، إيماناً وتصديقاً وتسليماً , ونؤمن بالملائكة .

الشيخ: (بس) , يكفي , يكفي , هذا [كلام ليس له فائدة علمية] نعم (طيب) .
. . .
قال بعدها رحمه الله: "ونقول: إن الله اتخذ إبراهيم خليلا , وكلم موسى تكليماً , إيماناً وتصديقاً وتسليما" .
يريد بذلك أن أهل السنة والجماعة المتبعين لسلف هذه الأمة وأئمة الحديث والعلم , أنهم يصدقون ويؤمنون بما أخبر الله جل وعلا به في كتابه، من صفاته ومن اصطفائه لبعض خلقه .

ومن ذكر الغيبيات بأنواعها كما قال سبحانه في وصف أهل الإيمان: ] الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [ فكل الغيب يؤمن به أهل السنة والجماعة دون تفريق ما بين مسألة ومسألة , ودون خوض في التأويل بما يصرفها عن ظاهرها، وقد ذكر الله جل وعلا لنا في القرآن أنه اتخذ إبراهيم خليلا قال سبحانه في سورة النساء: ] وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً [ وكذلك اتخذ نبينا صلى الله عليه وسلم خليلاً، وكلم الله جل وعلا موسى تكليماً , كلَّمه فسمع موسى كلام الرب جل وعلا، وكذلك ربنا جل وعلا كلم نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام تكليماً يوم المعراج , أو ليلة المعراج , فجمع الله جل وعلا لنبينا صلى الله عليه وسلم ما اختص به إبراهيم وما اختص به موسى من بين أهل زمانهم، فجعله عليه الصلاة والسلام كليماً خليلا .

هذه الجملة وهي "نقول: إن الله اتخذ إبراهيم خليلا" دونت في العقائد؛ لأجل مخالفة الجهمية والجعدية وأشباه هؤلاء في إثبات خُلَّة الله جل وعلا، وفي إثبات الكلام لله جل وعلا، ومن أعظم المقالات شناعة في الإسلام مقالة الجعد بن درهم الذي زعم أن الله جل وعلا لم يتخذ إبراهيم خليلا , ولم يكلم موسى تكليماً، فضحى به خالد بن عبد الله القسري أمير مكة يوم عيد الأضحى؛ تقربا إلى الله جل وعلا بإراقة دم ذلك الكافر الذي كذَّب الله جل وعلا، وكذَّب رسوله صلى الله عليه وسلم .
هذه المقالة ورثها الجهمية ثم ورثها من يؤول الصفات فينفون صفة الخلة، وينفون صفة الكلام لله جل وعلا .
قوله: "إيماناً وتصديقاً وتسليماً" هذه الكلمات الثلاث متغايرة؛ فالإيمان والتصديق والتسليم تتداخل , فمن آمن فقد سلم، ومن صدق فقد آمن , ومن آمن فهو مصدق، ولكن من جهة الحقيقة فإن المؤمن يعني من قال هذا الكلام إيماناً به قد يكون إيماناً , لكن ليس تصديقاً باتخاذ الخلة , كقول المفوضة؛ فإنهم يؤمنون باللفظ وبالآية دون التصديق بالمعنى الذي فيه , والتسليم تسليم بأن الله جل وعلا يتصف سبحانه وتعالى بالصفات , نسلم لربنا جل وعلا ما اتصف به من صفات الجلال والكمال والمحبة والخلة ... إلى آخر ذلك .

فإذن "إيماناً وتصديقاً وتسليماً" ظاهرها التقارب في المعنى , والذي يظهر أنه أراد بكل كلمة معنًى آخر .
هذه الجملة فيها مسائل تفصيلية:

المسألة الأولى: الله جل وعلا اتخذ إبراهيم خليلاً، بمعنى أنه سبحانه وتعالى اتصف بأنه أحب إبراهيم -u- وأحبه, حتى جعله خليلاً له , وهو الحب الخاص , والمحبة هي القدر المشترك بين معان كثيرة , وقد ذكر ابن القيم وجماعة , ذكروا أن المحبة لها عشر مراتب , وفصلوها , لكن هذا لا يعنينا في هذا المقام، وإنما الذي يعني أن الخلة أخص من المحبة , وصفة محبة الرب جل وعلا لعباده المؤمنين هذه ثابتة بالكتاب والسنة في أحاديث كثيرة، وفي آيات كثيرة , كقول الله جل وعلا: ] فسوف يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ [] يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ [ فهذا محبة الرب جلا وعلا لهؤلاء .

وكذلك في الصفات , في صفات من يحبهم الله جل وعلا , قال: ] والله يحب المطهرين[ [ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المطهرين ]* ونحو ذلك ] إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ [ فالمحبة صفة جاءت في أدلة كثيرة، كذلك في السنة سوف كما في حديث سهل بن سعد المعروف أن النبي r طلب عليًّا أو لما ذكر في فتح خيبر قال: ((لأعطين الراية غدًا رجلاً يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله , يفتح الله على يديه)) فكان علي بن أبي طالب -t- فصفة المحبة ثابتة .

أما الخلة فهي محبة خاصة، ولذلك كل من نفى المحبة فإنه ينفي الخلة؛ لأن الخلة أخص , وليس كل من نفى الخلة فإنه ينفي المحبة؛ لأنهم قالوا: إن الخلة تتخلل النفس , وفيها نوع من المعنى الذي لا يليق بالرب جل جلاله، ولهذا نقول: إنه في صفات الرب جل وعلا لما ثبتت صفة المحبة بالكتاب والسنة فإن صفة الخلة واتخاذ إبراهيم -u- خليلاً، واتخاذ محمد عليه الصلاة والسلام خليلا كما في الحديث: ((ولكن صاحبكم خليل الرحمن)) هذا في المعنى واحد؛ لأن أصل الصفة وهي المحبة ثابت باضطراد، فالخلة محبة خاصة نثبتها كما جاء في الكتاب والسنة .

المسألة الثانية: أن صفة المحبة والخلة ثبتت في النصوص وغيرها من معاني المحبة، إذا لم يجئ في الدليل فإنه لا يثبت لله جل وعلا، وكذلك ينبغي ألا يستعمله العبد في حبه لله جل وعلا تعبيراً عن ذلك، ويمثل العلماء على ذلك بلفظ العشق، ومعلوم أن العشق محبة عظيمة، واستعمله الصوفية في أن فلاناً يعشق الله، أو هذا عاشق الرحمن، أو مات من العشق، ونحو ذلك من الكلمات التي يتداولونها، والعشق لاشك أنه محبة خاصة وزائدة، لكن هل يطلق على أن العبد يعشق الله؟ أو أن الله جل وعلا يعشق عبده؟

هذا اللفظ لم يأت به الدليل , لا في الكتاب ولا في السنة ولا في أقوال الصحابة , ولا في أقوال كبار التابعين , إلى أن جاءت الصوفية، وسبب المنع من إطلاق هذا اللفظ في صفات الله جل وعلا , أو أن يقول العبد: هذا عاشق أو هذا شهيد العشق الإلهي، ونحو ذلك من الألفاظ الباطلة، أن العشق حتى في عرف أهل اللغة وعند العرب لا يخلو من تعد، فالذي تصل به المحبة إلى حد العشق فإنه إذا عشق فلابد أن يكون ثَم تعد معه، إما تعد على نفسه بالإيغال في هذه المحبة حتى العشق , وإما أن يوصله العشق إلى التعدي على غيره . ومحبة الله جل وعلا لعباده مبنية على كمال العدل وكمال الجمال، والرحمة بعباده المؤمنين , ومحبة العبد لربه جل وعلا مبنية على تعظيم الله جل وعلا وعلى توقيره سبحانه وتعالى .

فاللفظ؛ لفظ العشق لما كان غير وارد في الدليل في النص , واشتمل على هذا المعنى الباطل , وهو أنه يشعر بالتعدي , إما على النفس أو على الغير، فإنه يمتنع إطلاقه على الرب جل جلاله، أو من العبد على ربه سبحانه وتعالى .

المسألة الثالثة: كلمات المحبة التي يستعملها بعض المتصوفة , يستعملها بعض أهل السلوك والتربية , حتى من المعاصرين هذه تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: نقول: يجوز إطلاقه , يعني من العبد لربه جل وعلا؛ وذلك إذا كان في معنى المحبة ولم يترتب عليه مخالفة للغة، من جهة ما يليق بالله جل وعلا من الصفات، والكمال والجلال .

والقسم الثاني: يُمنع , وهو ما لم يرد به الدليل , وكان مشتملاً على معاني باطلة، من ذلك , من الألفاظ التي تمتنع العشق , والغرام والتتيم ونحو ذلك، ومن الألفاظ التي لا تمتنع لفظ المودة والشوق يعني وأشباه ذلك من المعاني يعني الضابط فيها أن تنظر , هل ..

المحبة ثابتة في أصلها , فهل يخبر عن الله جل وعلا أو العبد يخبر عن محبته لربه بلفظ لم يرد؟ نقول: هذه الألفاظ التي يخبر بها العبد، إما أن تشتمل على معنى صحيح، وليس فيها تعد , فتجوز، وإما أن تشتمل على معنى باطل فلا تجوز، وترجعون في ذلك في تفصيله إلى قاعدة في المحبة للشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله .

ذكر بعد ذلك صفة الكلام فقال: "وكلم موسى تكليما"، وصفة الكلام لربنا جل وعلا، اجعلوها المسألة (إيش؟) الرابعة , صفة الكلام لله جل وعلا نؤمن بها؛ لأن الله جل وعلا أثبتها لنفسه في النصوص، والكلام الذي هو صفة الله جل وعلا عند أهل السنة والجماعة كلام قديم وحادث , قديم النوع، حادث الآحاد، ويعنون بقديم النوع حادث الآحاد: أن الله جل وعلا لم يزل متكلماً، يتكلم متى شاء، فهو سبحانه لم يزل متكلماً , وكلامه سبحانه وتعالى من صفاته , وكلامه لم ينقطع؛ بل أفراده وآحاده يعني لا تزال متجددة، وهذه تنقسم إلى قسمين , يعني الآحاد , آحاد تنقسم إلى قسمين:
ـ الكلام الشرعي , وهو القرآن والتوراة ونحو ذلك من كتب الله جل وعلا .

ـ والثاني: الكلام الكوني , وهو الذي يأمر الله جل وعلا به في ملكوته , كما قال سبحانه: ] قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً [ , وكذلك قوله في لقمان: ] وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ [ يعنى بها الكلمات الكونية .

ولهذا سمى الله جل وعلا كلامه محدثاً , يعني حديثاً في قوله في أول سورة الأنبياء: ] مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ [ محدث: يعني: حديث جديد، كذلك آية الشعراء: ] مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَـنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ [ المحدث ليس بمعنى المخلوق , تعالى الله جل وعلا عن ذلك، ولكن بمعنى الحديث الجديد، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في وصف ابن مسعود: ((من سره أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل , فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)) .

صفة الكلام وما يتصل بها مر معنا أشياء تتعلق بذلك، لعله أن يأتي لها مزيد تفصيل، لكن المقصود هنا ليس إثبات الصفة من جملة صفات , ولكن المقصود المخالفة في إثبات الخلة والكلام لموسى -u- "إيماناً وتصديقاً وتسليما" .
وسبق لنا الكلام على الصفات، صفة الكلام عند قوله: "وإن القرآن كلام الله" يعني في تفصيل الكلام على صفة الكلام .
نكتفي بهذا القدر [ونلتقي بكم إن شاء الله في الأسبوع القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .]*

[ ... لأن الإخبار فيه توسع , يعني حتى الإخبار عن الله جل وعلا فيه سعة .. . كلمة الشوق تدل أنها من ... الشوق من العبد لربه هذا من الجائز , لكن الله جل وعلا هل يشتاق لعبده ... ورودها بالدليل وعدم إكمالها المعنى ... ورود الدليل في وصف الله جل وعلا بالشيء أنه ... احتمال المعنى الباطل هذا مشتق فيما توصف أنت ربك جل وعلا بما تعبر به عن محبتك لله , وفيما تذكر محبة الله ... واضح (ده)؟ لأن الصفات في نفسها صفات الله جل وعلا لا بد لها من دليل , لكن أنت (اللي) تنطق به عن نفسك لازم دليل , صفات الله لا بد فيها من دليل لكن أنت (اللي) تذكره عن نفسك هل لازم فيه دليل؟ لا , فإذن صفات الله جل وعلا لا بد من ورود الدليل فيها وهذه ما تحتمل معنى باطل ...؛ لأن باب الإخبار أوسع من باب الصفات؛ فالصفة لا بد فيها من دليل لكن هو يريد أن يخبر عن الله جل وعلا بشيء أثبته لنفسه نقول: لا بد أيضا ... نقول مثلا: أثبت الله جل وعلا ... الخلة أدنى منها درجة (إيش؟) التتيم هل نقول: إنه متيم ... (لإيش؟) هي أقل منها درجة إذا ثبتت الأعلى , الأقل لا من باب أولى لكن نقول: ما تثبت؛ لأن كلمة التتيم أيضا فيها , عليها شيء ـ واضح؟ ـ هذا من جهة الله جل وعلا , أما من جهة العبد فالعبد ما يحتاج في وصف .. في ذكر ما في نفسه أن يرد به الدليل , لكن لا بد ألا يحتمل معنى باطلا , لا بد أنه ما يصير فيه .. . اتضح لك؟ قرب لك يعني (شوي ولا) ما قرب؟
سائل: مسألة إخبار الله عز وجل إذا كان ما فيه تعد ولا مخالفة من حيث .. . معنى باطل .
الشيخ: ما في بأس , تحتمل معنى باطل .
ـ لا ما تحتمل عن باطل .

ـ ما في بأس ... هذا باب الإخبار كثير يعني مثل الآن القديم , القديم يستعملها العلماء ـ صحيح؟ ـ مثل الصانع , نقول: هذه القديم ما جاءت ... البرهان مثلا القديم ما جاءت , البرهان ما جاء , الدليل ما جاء , لكن أصلها جاء, أخل الصفات جاء فالقديم هو الأول فأن تخبر عن الله جل وعلا شيئا ثبت أصله وما هو أعظم منه لا بأس في ذلك هذه قاعدة... لكن ما نقول: من أسمائه قديم؛ لأن التسمية ... الوصف لا بد فيه من دليل أما الإخبار فهو أوسع إذا ثبت أصل الصفة .. . لذلك تجد مثلا أن عددا من العلماء ومنهم ابن تيمية وغيره (يجون) مثلا يعبرون عن صفات مثل النزول والعلو و.. (إيش؟) المجيء والإتيان بأسماء ... ما يجوز ... لكن هي هذه معناها ... تقول: صفات المحبة تدخل فيها أشياء فإذن وصف الله جل وعلا بالصفة لا بد فيه من دليل لكن أن تخبر عن الله جل وعلا بشيء من باب الخير لا من باب الوصف , لا.. يشترط فيه أن يكون أصله ثابت وألا يحتمل معنى باطل , مثلما قالوا في القديم والبرهان والدليل وغيره؛ لأن عندهم باب الأخبار أوسع من باب الصفات , وباب الصفات أوسع من باب الأسماء , وقد يكون اسم لله جل وعلا ليس له .. ليس ما تقول فيه .. أو فيه صفات ليس ثم اسم واضح مثل {الله يستهزئ بهم} ما في اسم , {يمكرون ويمكر الله} ما في اسم , الإخبار في إخبار ... جل وعلا بأشياء ما تثبتها صفة .
ـ الإرادة .
ـ لا , الإرادة الإرادة ما فيها محبة .. . أستغفرك وأتوب إليك .. . ]**

الشيخ:بسم الله الرحمن الرحيم، أحمد ربي، وأصلي وأسلم علي نبيه، ورسوله، وخليله محمد بن عبد الله , وعلى آله وصحبة، ومن اهتدى بهداه، أما بعد.., فنجيب على بعض الأسئلة:

سؤال: يقول: ما ضابط المحسن الذي يدخل في قوله تعالى:}ما على المحسنين من سبيل
جواب: الإحسان , أولاالمحسن أو قبل ذلك المحسنون وهو جمع المحسن، والمحسن هو فاعل الإحسان، يعني من قام به الإحسان فعلا له، أحسن يحسن إحساناً فهو محسن، والإحسان ضد الإساءة، وأصل الإحسان هو فعل المرء ما عليه من العمل على وجه الكمال، أو أن يتفضل بزيادة عما عليها، فلهذا يدخل من فعل الواجبات في اسم المحسن، باعتبار أنه أدى ما وجب عليه، ويدخل من أتى بالنوافل في اسم المحسن؛ لأنه زاد على ذلك، ولهذا سمى الله جل وعلا عبادته كأنه .. كأن العبد يرى ربه بالإحسان، وجعل الابتلاء بالإحسان {ليبلوكم أيكم أحسن عملا} وجعل معيته الخاصة لأهل الإحسان {وإن الله لمع المحسنين} {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} ونحو ذلك .

فإذن المحسن هو من فعل الإحسان، هو أنه فعل ما يجب عليه فعله، أو ما له فعله شرعا , ولم يسئ , ولم يتعد , وقد يزيد على ذلك بأن يفعل ما فيه المصلحة , لهذا أدخل العلماء في الآية {ما على المحسنين من سبيل} أدخلوا فيها المعذور, كما هو ظاهر الآية، المعذور عن الجهاد بمرض أو عرج أو نحو ذلك , فهذا محسن ما أساء ولا تعتدى, وكذلك أدخل فيه طائفة من علماء العصر وأهل الإفتاء والقضاء أدخلوا فيها مسألة مهمة، وهي مسائل قتل الخطأ , إذا صار الإنسان يقود سيارة وانقلبت مثلاً , أو حصل لمن معه جروح أو كسور أو نحو ذلك , فهنا هل يخاطب بأنه متسبب في القتل أم ليس بمتسبب؟ هنا ينظر هل فعل ما يجب عليه فعله من أخذ الحيطة , من عدم السرعة , ومن تفقد السيارة , ونحو ذلك؟ فإذا فعل ما يجب عليه فعله في أخذ الحيطة، وسلامة الأرواح، وعدم السرعة، فإنه محسن؛ لأنه فعل ما يجب عليه، وإذا تعدى ذلك وأساء , إما في زيادة سرعة أو في قيادة، وهو فيه النوم أو ما تفقد أدوات السيارة وأدوات السلامة من القفرات مثلاً، والفرامل ونحو ذلك، فهذا لا يدخلونه في اسم المحسن؛ لأنه قصر في أداء ما وجب عليه .

إذنكلمة المحسن في الشرع يضبطها هذا الضابط الذي ذكرت لك، ومن نقص فقد أساء , من نقص عما يجب عليه، أو فرط أو تعدى، فقد أساء , ومن أساء في هذا فقد ظلم، ولا يدخل في اسم المحسن , فإذن ظاهر الآية: {ما على المحسنين من سبيل}: إن الله جل وعلا بتمام رحمته ومغفرته، ولطفه، ورأفته بعباده , فإنه لا يؤآخذ المحسن , ولو كان تخلف عن بعض ما ذهب إليه مثل الجهاد، أو .. . سقط .. . المسجد أو النصرة، إذا كان ليس عنده قدرة، أو فعل ما يجب عليه واتقى الله ما استطاع فإنه محسن، وما على المحسنين من سبيل، هذا بعض ما يدخل في هذه الجملة من الآية، مع أن كلمة الإحسان والمحسن فيها تفصيل كثير من حيث مراتب الإحسان في الشرع، ومن هو المحسن وجزاء المحسنين مما يراجع في كتب التفسير .

سؤال: هل صحيح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنى مسجده فوق مقبرة؟ إن كان نعم , فكيف يجمع ما لعنه صلى الله عليه وسلم للذين اتخذوا القبور مسجداً؟
جواب: النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما بركت الناقة في موضع مسجده الآن كان فيها مواضع قبور للمشركين, فأمر النبي صلى الله عليه وسلم , يعني في جزء منه , أمر بالقبور فنبشت , واتخذ هذا المكان مسجداً , والمسجد المقبرة إذا كانت موجودة , وبني على القبر مسجداً فهذا هو الذي جاء فيه النهي، نبش القبور وللمصلحة الشرعية هذا جائز، ولهذا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ امتثل الأمر، فبنى في ذلك المكان مسجداً , وإن كان يعني بني مسجده فوق مقبرة , إن كان يعني إنه بني المسجد على قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن آخر السؤال يدل عليه وإن كان ذا .

فما حكم المدرس إيش القائل بذلك و .. إلى آخره؟
إذا كان المقصود النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بني مسجده على قبره، فهذا غلط كبير، النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بني مسجده في حياته، وهو لما توفي ـ عليه الصلاة والسلام ـ دفن في حجرة عائشة، وكانت ملاصقة للمسجد، وليست من المسجد، ولما احتاج المسلمون إلى توسعة المسجد لضيقه بالناس، وسع من الجهة الجنوبية، ومن الجهة الشمالية، ومن الجهة الغربية، وأما الجهة الشرقية التي فيها حجر أزواجه , حجرات أزواجه ـ عليه الصلاة والسلام ـ يعني وبيت عائشة يعني بيت عائشة بالخصوص، وبعض الحجر , فما كان يؤخذ منها إلا لما احتيج، وبقيت حجرة عائشة التي فيها القبور على ما هي عليه، فكانت حجرة عائشة ليست من المسجد، وإنما المسجد من جهاتها الثلاث , وليست حجرة عائشة في الوسط .

وبقي المسلمون على ذلك زمانا طويلاً , حتى أدخل في عصور متأخرة، أظنه في الدولة العثمانية أو قبلها، أدخل الممر الشرقي، وذلك بعد شيوع الطواف بالقبور، أدخل الممر الشرقي يعني وسع المسجد،أو جعل الحائط يدور على جهة الغرفة الشرقية، صار في هذا الممر الذي يمشي مع من يريد الطواف، وهذا الممر وإن كان السور سور المسجد تلك من الجهة خلفه , لكن ليس له حكم المسجد، ولا يقال القبر في المسجد إلى الآن، ولا يقال الحجرة الآن في المسجد، وإن كان ظاهرها من حيث العين أنها في المسجد لكنها حكماً شرعاً ليست في المسجد؛ لأن الجهة الشرقية هذه الممر لا يصح أن يكون مسجداً شرعاً , فلذلك إدخاله في المسجد باطل .

ولذلك الصلاة فيه , في الجزء ذاك لا تصح، ولهذا يعمل في كثير من الأحيان أنه تسد وقت الصلاة , تسد الجهات من ذاك الممر؛ حتى ما يصلي المصلون، حتى ما يصلي المصلون من جميع الجهات.

ولذلك لما جاءت التوسعة الأخيرة؛توسعة الملك فهد, لم يبتدأ بالتوسعة من أول المسجد الأصلي، وإنما ابتدى بعد نهاية القبر، وصار يعني من نهاية الحجرة بكثير وبعد الباب، وصار الامتداد هناك، فإذن الواقع الآن يعني من حيث التاريخ ليس المسجد مبنيا على القبر، هذا أولا .

الثاني: أن القبر لم يدخل في المسجد، وإنما اكتنفه المسجد من الجهات الثلاث هذا جميعاً .

الأمر الثالث الجهة الرابعة من الشرقية من الحجر , هذه أدخلت في عصور متأخرة , لما شاع الطواف بالقبور، ولما قامت الدعوة، ووصلت الدولة السعودية إلى ذاك المكان، واستفتي أئمة الدعوة في ذلك، فلم يروا تغيير السور وتقطيع المسجد؛حتى ما تثار أشياء، وإنما قالوا: الوقف أو الجزء هذا الصلاة فيه باطلة، فيمنع الناس من أن يصلوا فيه، (اللي) هو الممر الشرقي للقبر، فإذن من كل جهة لا ينطبق عليه أن القبر هذا في المسجد، ولا أن المسجد بني على القبر , وإنما هذا النبي صلى الله عليه وسلم دفن في حجرة عائشة , لا في المسجد , وحجرة عائشة رضي الله عنها منفصلة عن المسجد، وليست في داخل المسجد .

بقي أيضاً أنه لما وسع المسجد من الجهة الشمالية , واشتريت بعض حجرات أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم يعني (اللي هي) من جهة الآن دكة الأغوات , وما هو شمال منها كان الحجرة حجرة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ حجرة عائشة، جعل عليها جداران: الجدار الأول: (اللي هو) يفصل حجرة عائشة عن بقية الحجر هذا الجدار الأول , وهذا الجدار له صفته، ممكن تشوفونه هنا في الخرائط موجودة، وجعل جدار آخر أيضاً مثلث، جعل جدار آخر بعد هذا الجدار من الجهة الشمالية، (صاير) زاوية يعني اتجاه السهم، كأنه يتجه إلى الجهة الشمالية , فعلى ذلك من فعل من العلماء بفتاويهم في ذاك الزمان من التابعين وغيرهم حتى لا يظن أحد أنه يمكن أن يستقبل القبر، يعني ما يتصور أن القبر أمامه، وأنه الآن هو بستقبله (بيصير) فيه الآن جدران محرفة؛ليبعد النظر عن أنه يستقبل القبر، ثم بعد ذلك عمل جدار ثالث، والجدار الثالث هذا طويل، يعني طوله في السماء , يعني ارتفاعه نحو ستة أمتار ونحو ذلك، وهو غير مسقوف أيضاً .

فهذه الجدران الثلاثة فعلها المسلمون، مع كون الحجرة ليست في المسجد؛ حتى لا يظن الظان أنه إن صلى في الجهة الشمالية أنه يستقبل القبر؛ لأنه إن صح ذلك إن قال القائل: أنا أستقبل القبر مع وجود هذه الثلاثة جدران بينه وبين القبر، فمعناه أن كل إنسان بينه وبين المقبرة جدران، فإنه يستقبل القبور، وهذا لا قائل به من أهل العلم، فلهذا جعلوا هذه الجدران الثلاثة؛حتى لا يتخذ قبره مسجداً يصلى فيه، ولا يصلى إليه، وحتى لا تتعلق القلوب به، ولا يوصل إلى قبره، ولا يمكن لأحد أن يخلص إلى قبره، ليس هناك أبواب، وليس هناك طريق أبداً أن يخلص واحد إلى قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام , ثم بعد أزمان جعل هذا السياج الحديدي الموجود الآن،فهو الرابع الآن , هذا السياج الحديد الرابع بينه وبين الجدار الثالث الممر، والجدار الثالث هذا هو الذي ترون عليه السترة , السترة الخضراء أظنها أو شيء وبعده جدار ثان، وبعد الجدار الثاني الجدار الأول، وهذه الثلاثة جدران هي التي ذكرها ابن القيم في النونية بقوله:

فأجاب رب العالمين دعاءه وأحاطه بثلاثة الجدران

يعني في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد)) (غير مسموع) .
المقصود أن هذه المسألة من مهمات المسائل، أن تكون واضحة لطالب العلم تماماً؛ لأن الشبهة بها كبيرة، والذين يرددون مثل هذا الكلام كثير , فلهذا نقول: إن القبر ليس في المسجد، ولا أحد يمكن أن يستقبل القبر، وإنما قد يتخذ بعض الجهلة أو بعض المشركين في قلبه صورة القبر، ويستقبل شيئاً في قلبه، ويعبد شيئاً في قلبه، أما القبر فإنه ليس وثناً، ولا يمكن أن يتخذ وثناً، وأنه محاط بإحاطات تامة ... إلى آخر ذلك .

والقبة الموجودة فوق سطح مسجد النبي عليه الصلاة والسلام هذه ليست على القبر بالمسامتة، وإنما هي على جزء كبير، يعني تشمل الجدران الأربعة كلها، ولذلك أعمدتها يعني قطرها كبير جداً والقبر في الداخل، وهذه القبة كانت في زمن مضى من الخشب بلون الخشب، أول من صنعها أظن المماليك، ثم بعد ذلك جعلت باللون الأبيض، ثم جعلت باللون الأزرق، (وهي اللي) كانت في وقت الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونحوه .
كان لونها أزرق، ثم في آخر عهد الدولة العثمانية، جعل لونها أحمر، واستمر هذا اللون، فلما قيل للشيخ محمد بن عبد الوهاب: إنك تقول: لو أني أقدر على قبة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ القبة التي على قبر النبي صلى الله عليه وسلم لهدمتها . قال: سبحانك , هذا بهتان عظيم، فما قلت هذا، ولا أقوله؛ لأن ما يترتب من المفاسد على إزالة هذا المنكر أكثر من المصالح .
فالواجب التنبيه وتعليم الناس ودعوتهم إلى التوحيد، وعدم تمكين الشرك والنهي عن بناء القباب على المساجد، نهي عنه سدا للذريعة .

وللعلماء في ذلك كلام، يعني في مسألة بقاء القبة، فالمقصود أن هذا الذي صار عليه أئمة الدعوة رحمهم الله في هذا الشأن فرأوا أن إبقاء القبة أن هذا أمر لازم؛ وذلك لما أشاعه الأعداء من بغض أئمة الدعوة , وبغض أتباع دعوة الشيخ رحمه الله للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل عظموا النبي عليه الصلاة والسلام، وسدوا كل طريق يمكن أن يؤصل ما قالوه في هذا الباب، يعني ما قاله الأعداء .

ردا على سؤال غير مسموع: إذا كان القبر في مقبرة مستقلة عن المسجد فإن الصلاة في المسجد جائزة، يعني إذا كانت في القبلة يعني بمعنى (إيش) أنه يكون للقبر سور مستقل عن سور المسجد، فإذا قال القائل: لا , القبر في المسجد، أو هذا السور محيط، أو أن القبر واضح أنه في جهة من المسجد، فهذا يدل على أن المسجد بني على القبر، فلذلك لا تجوز الصلاة فيه، والصلاة فيه باطلة، وأما إذا كان من أن المسجد وجد أولاً ثم القبر أدخل فيه فهذا يفرق فيه ما بين إذا كان القبر في قبلة المسجد أو في مؤخرة المسجد، فإذا كان في مؤخرتها مؤخرة المسجد، فطائفة من العلماء والمشايخ يقولون: إن الصلاة فيه جائزة، وأما إذا كان في القبلة، فإنه لا تجوز الصلاة إليه؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن الصلاة إلىالقبور .

فإذاً هنا يفرق في هذه الحالة ما بين إذا كان المسجد جعل على القبر، يعني إذا كان المسجد متأخرا والقبر أولاً، فيكون هذا حكم المقبرة , يعني المسجد وضع على قبر، فهذا الصلاة فيه لا تجوز؛ لأن هذا منهي عنه , والنهي يقتضي الفساد، وأما .. ولعن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من فعل ذلك .

وأما إذا كان المسجد موجوداً , ثم جعل في طائفة منه القبر، فهنا نقول: إذا كان القبر في الأول في مقدمة المسجد، فإن الصلاة محرمة، ولا تجوز وباطلة؛لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصلوا إلى القبور)) الصلاة إلى القبر , وجعل القبر قبلة باطلة، وإذا كان القبر في مؤخرة المسجد , والمسجد مبني أولاً , فطائفة من العلماء يقولون بصحة الصلاة فيه، يعني من علمائنا .

سؤال: هذا سبق الإجابة عليه , يقول: قال بعض نفاة الصفات:إن قوله تعالى: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} إن هذا من باب المشاكلة . فما معنى قولهم هذا؟
جواب: هذا سبق الجواب عليه , أظن مفصلاً في أحد الأجوبة في هذا الدرس .

سؤال: هل من علامات ـ أرجو كتابة الأسئلة بخط واضح ـمن علامات خاتمة الموت في الأزمان الفاضلة كرمضان والجمعة وليلة الجمعة؟جزاكم الله خيرا.
الجواب: ما فهمت يعني السؤال , (مداخلة غير مسموعة) يقول: من علامات خاتمة الموت . كيف يعني حسن الخاتمة؟ أما الجمعة يوم الجمعة , وليلة الجمعة فقد جاء فيها الحديث الذي رواه النسائي وغيره أن النبي ـ صلى الله عليه وسلمـ ذكر ممن يأمن فتنة القبر أن من مات يوم الجمعة، يعني أو ليلة الجمعة، أو مات مرابطاً ... إلى آخره، أما رمضان فما أحفظ فيه شيئاأن له مزية على غيره , الحديث إسناده جيد، (مداخلة غير مسموعة) لا يأمن يعني يجيب الجواب الجيد لا تكون في حقه فتنة .

سؤال: الرقية الشرعية سبب من أسباب الشفاء بإذن الله، وقد كثر القراء في هذا الزمان، وعليهم مخالفات كثيرة، فبعضهم يستعمل الكهرباء لإخراج .. إلى آخره؟
الجواب: هؤلاء يجب منعهم، يجب منعهم وتعزيرهم، القرآن ما أنزل ليتخذ حرفة، من استطاع أن ينفع أخاه فينفعه بالقرآن تلاوة، يقرأ القرآن مباشرة أما اتخاذها حرفة فهذا من بدع هذا الزمان، وبعضهم الآن دخلوا في أمور منكرة كثيرة، إما في السلوك أو في وضع مشين مع النساء أو في استعمال القراءة على .. بطرق مختلفة، أو استعمال الكهرباء، وبعضهم يقول مثل ورقة كانت معي منسوبة إلى أحد القراء هؤلاء يقول: إنك تأخذ من الماء المنقرئ فيه ثلاث مرات بعد الأكل .. قبل الأكل , ونحو ذلك من الأمور المنكرة، وإذا أحسست أول يوم ستحس بكذا، وإذا أحسست بكذا خفف الجرعة، وأشياء من هذا القبيل الذي هو من المنكرات الكبيرة ومن العجائب .

في التاريخ أن ابن بشر رحمه الله ذكر في أول تاريخه تاريخ نجد لابن بشر , لابد تقرؤونه؛لأن فيه من الفوائد التاريخ , وفيه البلاد هذه وما قامت عليه، وكيف كان الوضع وأحوال أهلها، وتصانيف الناس , تصنيف الناس إلى آخره , مما لابد لطالب العلم أن يقرأه، ذكر في أوله أن أهل نجد لم يكن الشرك موجودا عندهم، ولا البدع , وإنما شاع عندهم البدع من قبل . متطببة البادية ـ هذا كلامه ـ من قبل متطببة البادية كانوا يجاورون أهل النخيل، إذا كان وقت الجداب، ويأتون ببعض والأدوية، فتعلق بهم أهل القرى , حتى أرشدوهم إلى أشياء أو أمروهم بأشياء من قبيل البدع , ثم أمروهم بالذبح لغير الله , ثم أمروهم بتعظيم الأموات ... إلى آخر ذلك، حتى وجد الشرك في هذه البلاد .
فيجب منع هؤلاء؛سداً للذريعة، وما يعطى أحد من هؤلاء فرصة إلا في حالات نادرة ممن إذا كان العالم يعرف هذا الشخص وإلى آخره مما .. ولكن الأصل العام ألا يفتح لمن يريد أن يتخذ القراءة حرفة، أن لا يفتح له المجال؛ لأن هذا ذريعة للشرك والبدع , نسأل الله السلامة والعافية . اقرأ نعم , (كلام غير مسموع) خير إن شاء الله .


* الآية الصحيحة: ] إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [ .

* ما بين المعقوفتين غير مسموع في الشريط .

** ما بين المعفوفتين غير واضح في الشريط . وهذا الرمز ( .. .) يعني غير مسموع .


  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1430هـ/1-03-2009م, 10:40 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية للشيخ: يوسف بن محمد الغفيص (مفرغ)


من صفات الله تعالى: صفة المحبة، وصفة الكلام، فقد ذكر الله تعالى في كتابه أنه اتخذ إبراهيم خليلاً، وكلم موسى تكليماً، وعلى هذا أجمع سلف الأمة، وقد أنكر أهل البدع من الجهمية ذلك فقالوا: إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً، وهذا فرع عن إنكارهم لصفة المحبة والكلام.

إثبات خلة الله لإبراهيم وكلامه لموسى
قال المصنف رحمه الله: [ونقول: إن الله اتخذ إبراهيم خليلاً، وكلَّم الله موسى تكليماً، إيماناً وتصديقاً وتسليماً] . هذا صريح في القرآن كما قال تعالى: {وَاتَّخَذَ الله إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}[النساء:125] .. وقال: {وَكَلَّمَ الله مُوسَى تَكْلِيماً}[النساء:164] وعلى هذا أجمع السلف، بل إن هذه المسألة هي من أول مسائل الجهمية مخالفةً للسلف، وكان الجعد بن درهم و الجهم بن صفوان يقولون: إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلِّم موسى تكليماً. وهذا فرع عن تعطيلهم لصفة الكلام وصفة المحبة. ......

معنى مقام الخلة لإبراهيم
ومعنى كون إبراهيم عليه الصلاة والسلام خليلاً: أي أن له من المحبة مقاماً مختصاً، وإلا فإنه سبحانه وتعالى يحب سائر عباده المؤمنين، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أنه قال: (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً) ، فإبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام كلاهما خليل لله سبحانه وتعالى. وأما قول من يقول بأن الخلة لا تكون إلا لواحد، فهذا من جهة القياس على المخلوقين، وهو قياس فاسد، وأما قوله: إن العرب لا تعرف الخلة إلا لواحد فلا يكون للشخص إلا خليلٌ واحد، فإذا تعدد لم تسم خلة؛ فهذا كلام لا معنى له، فإنه إذا استقام ذلك في كلام العرب فإنما هو مبنيٌ على أحوال بني آدم، وإلا فإن نصوص القرآن صريحة في أن الله اتخذ إبراهيم خليلاً، والسنة الثابتة المحكمة صريحة ذكرت أن الله اتخذ محمداً صلى الله عليه وآله وسلم خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً.

أفضلية نبينا وإبراهيم عليهما السلام على غيرهما من الرسل
ومحمد وإبراهيم هما أفضل أنبياء الله ورسله بإجماع سلف الأمة، وأفضلهما هو نبينا محمد ثم إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، ولم يذكر نبياً على سبيل التعظيم والاختصاص بعد محمد صلى الله عليه وسلم كما ذكر إبراهيم، فإنه سبحانه ذكر له من مقامات التوحيد والإخلاص والإيمان مقاماعظيماً، ولهذا لما عرج بالنبي عليه الصلاة والسلام رأى إبراهيم في السماء السابعة، وهذا دليل على عظم منزلته عليه الصلاة والسلام عند الله، وقد جاء في الصحيح من حديث أبي موسى قال عليه الصلاة والسلام: (ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم) ، فكان عليه الصلاة والسلام مقتدياً بإبراهيم معظِّماً له، فصلى الله وسلم عليه وعلى سائر أنبيائه ورسله.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ونقول, قوله

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir