دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الطحاوية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م, 03:00 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي قوله: (فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيماً...)

فَوَيْلٌ لِمَنْ صَارَ للهِ تَعَالَى فِي القَدَرِ خَصِيمًا.
وَأَحْضَرَ للنَّظَرِ فيهِ قَلْبًا سَقِيمًا.
لَقَد التَمَسَ بِوَهْمِهِ في فَحْصِ الغَيْبِ سِرًّا كَتِيمًا.
وَعَادَ بِمَا قالَ فيه أَفَّاكًا أَثِيمًا.

  #2  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 05:06 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات على الطحاوية لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز

[لا يوجد تعليق للشيخ]

  #3  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 05:07 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات المختصرة للشيخ: صالح بن فوزان الفوزان

(1) فَوَيْلٌ لِمَنْ صَارَ للهِ تَعَالَى فِي القَدَرِ خَصِيمًا.
(2) وَأَحْضَرَ للنَّظَرِ فيهِ قَلْبًا سَقِيمًا.
(3) لَقَد التَمَسَ بِوَهْمِهِ في فَحْصِ الغَيْبِ سِرًّا كَتِيمًا.
(4) وَعَادَ بِمَا قالَ فيه أَفَّاكًا أَثِيمًا.




(1) الذي يَدْخُلُ في أمورِ القضاءِ، وَيُشَكِّكُ فيهِ خصيمٌ للهِ، ولا يَصِحُّ الإيمانُ إِلاَّ بالإيمانِ بالقضاءِ والقدرِ بِمَرَاتِبِهِ الأربعِ، حَسَبَ ما جاءَ في الكتابِ والسُّنَّةِ، ولا تَتَدَخَّلْ في السؤالاتِ والإشكالاتِ والشكوكِ والأوهامِ؛ فإنَّ هذا معناهُ مخاصمةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فالذينَ تَدَخَّلُوا في القضاءِ والقدرِ لم يَتَوَصَّلُوا إلى شَيْءٍ، بلْ وَقَعُوا في حيرةٍ واضطرابٍ وإفسادٍ للعقيدةِ.


(2) فأمورُ القضاءِ والقدرِ وشؤونُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يُدْرِكُهَا النظرُ والتفكيرُ والعقلُ، فلا تُكَلِّفْ عَقْلَكَ شيئًا لا يَسْتَطِيعُهُ، فالعقلُ محدودٌ، لا يُمْكِنُهُ أنْ يُدْرِكَ كُلَّ شَيْءٍ، فلا تُدْخِلْهُ في متاهاتٍ وأمورٍ لا يُطِيقُهَا.


(3) لأَنَّ القضاءَ والقدرَ سِرُّ اللَّهِ جَلَّ وَعَلاَ في خَلْقِهِ، فلا تَبْحَثْ عنهُ، ولا تُكَلَّفُ بذلكَ، إِنَّمَا كُلِّفْتَ بالعملِ والطاعةِ والامتثالِ.


(4) أي: يكونُ كُلُّ كَلاَمِهِ وكُلُّ بَحْثِهِ إِفْكًا، يعني: كَذِبًا وإِثْمًا – والعياذُ باللَّهِ – لِأَنَّهُ فَعَلَ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بهِ، وتَدَخَّلَ فيما لَيْسَ مِن شَأْنِهِ.


  #4  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 08:55 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي


قوله: ( فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيماً، وأحضر للنظر فيه قلباً سقيماً، لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سراً كتيماً، وعاد بما قال فيه أفكاً أثيماً ).

ش: [اعلم أن] القلب له حياة وموت، ومرض وشفاء، وذلك أعظم مما للبدن. قال تعالى: أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها. أي كان ميتاً بالكفر فأحييناه بالإيمان. فالقلب الصحيح الحي إذا عرض عليه الباطل والقبائح نفر منها بطبعه وأبغضها ولم يلتفت إليها، بخلاف القلب الميت، فإنه لا يفرق بين الحسن والقبيح، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف والمنكر. وكذلك القلب المريض بالشهوة، فإنه لضعفه يميل إلى ما يعرض له من ذلك بحسب قوة المرض وضعفه.
ومرض القلب نوعان، كما تقدم: مرض شهوة، ومرض شبهة، وأردؤها مرض الشبهة، وأردأ الشبه ما كان من أمر القدر. وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يشعر به صاحبه، لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته، وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح، ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة. فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه، وتألم بأهله بالحق بحسب حياته. ما لجرح بميت إيلام وقد يشعر بمرضه، ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها، فيؤثر بقاء ألمه على مشقة الدواء فإن دواءه في مخالفة الهوى، وذلك أصعب شيء على النفس، وليس له أنفع منه، وتارة يوطن نفسه على الصبر، ثم ينفسخ عزمه ولا يستمر معه، لضعف علمه وبصيرته وصبره، كمن دخل في طريق مخوف مفض إلى غاية الأمن، وهو يعلم أنه إن صبر عليه انقضى في الخوف وأعقبه الأمن، فهو محتاج إلى قوة صبر وقوة يقين بما يصير إليه، ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق ولم يتحمل مشقتها، ولا سيما إن عدم الرفيق واستوحش من الوحدة وجعل يقول: أين ذهب الناس فلي أسوة بهم ! وهذه حال أكثر الخلق، وهي التي أهلكتهم. فالصابر الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق ولا من فقده، إذا استشعر قلبه مرافقة الرعيل الأول، الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
وما أحسن ما قال أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة - في كتاب الحوادث والبدع -: حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة، فالمراد لزوم الحق واتباعه، وإن كان المتمسك به قليلاً والمخالف له كثيراً، لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ولا ننظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم. وعن الحسن البصري رحمه الله أنه قال: السنة - والذي لا إله إلا هو- بين الغالي والجافي، فاصبروا عليها رحمكم الله، فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي، الذين [ لم ] يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعتهم، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم، فكذلك فكونوا.
وعلامة مرض القلب عدوله عن الأغذية النافعة الموافقة، إلى الأغذية الضارة، وعدوله عن دوائه النافع، إلى دوائه الضار. فههنا أربعة أشياء: غذاء نافع، ودواء شاف، وغذاء ضار، ودواء مهلك. فالقلب الصحيح يؤثر النافع الشافي، على الضار المؤذي، والقلب المريض بضد ذلك. وأنفع الأغذية غذاء الإيمان، وأنفع الأدوية دواء القرآن، وكل منهما فيه الغذاء والدواء، فمن طلب الشفاء في غير الكتاب والسنة فهو من أجهل الجاهلين وأضل الضالين، فإن الله تعالى يقول: قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء، والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى، أولئك ينادون من مكان بعيد. وقال تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً. و من في قوله: من القرآن لبيان الجنس، لا للتبعيض. وقال تعالى: يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل للاستشفاء به. وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه: لم يقاوم الداء أبداً. وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء، الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها ؟! فما من مرض [ من أمراض ] القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه، لمن رزقه الله فهما في كتابه.
وقوله: لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سراً كتيماً. أي طلب بوهمه في البحث عن الغيب سراً مكتوماً، إذا القدر سر الله في خلقه، فهو يروم ببحثه الإطلاع على الغيب، وقد قال تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول، إلى آخر السورة. وقوله: وعاد بما قال فيه، أي في القدر: أفاكاً كذاباً أثيماً، أي مأثوماً.

  #5  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 11:54 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لمعالي الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (مفرغ)


قال: فويل لمن صار لله في القدر خصيماً وأحضر للنظر فيه قلباً سقيماً، لقد التمس بوهمه"، الوَهَم بالتحريك وَهَم هو الفهم أو الإدراك , أو الذهن أو ما أشبه ذلك , والوهْم بالسكون هو الغفلة عن الشيء يقال: هذا وهْم يعني غلط وغفلة ونحو ذلك , أما الوَهَم فهو الإدراك والفهم إلى آخره , قال: "لقد التمس بوهَمه في فحص الغيب" يعني بذهنه وبفهمه وتفكيره، "في فحص الغيب سراً كتيماً، وعاد بما قال فيه أفَّاكاً أثيما".

فأسأل الله جل أن يكتب لي ولكم الإيمان التام بقدر الله جل وعلا , وأن يجعلنا ممن سلموا لله جل وعلا وآمنوا بربويته وألوهيته وأسمائه وصفاته حقاً وصدقاً , دون تردد ولا ريب، ودون معارضة لما أمر الله جل وعلا به وقضى.
نقف عند قوله ... سقط ... ونجيب على بعض الأسئلة .

سؤال: قال: إن من ضابط الكبيرة ما تُوعد فيه بنفي الإيمان , فهل كل نص نُفي فيه الإيمان دال على أن مرتكبه فاعل للكبيرة؟ نرجوا بيان الضابط في ذلك؛ حيث أشكل هذا على بعض الإخوة؟
جواب: هذه المسألة أصلها أن الله جل وعلا حرم أشياء , وقسم جل وعلا المحرمات إلى قسمين: إلى كبائر وإلى صغائر , فقال جل وعلا: ] الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ [ فجعل ثم كبائر وثم صغائر، وقال جل وعلا أيضاً: ] إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً [ وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((الكبائر سبع)) وفي الحديث المتفق على صحته: ((اجتنبوا السبع الموبقات؛ الشرك بالله , والسحر ...)) إلى آخره، فإذن انقسام المحرمات إلى كبائر وصغائر أمر مقرر في الشريعة في القرآن والسنة , وعليه جمهور أو أكثر أهل العلم أو غالب أهل العلم.

وقال آخرون: إن الذنوب كلها كبائر؛ لأن الصغيرة إذا نظر فيها إلى حق من عُصي بها فهي كبيرة، واستدلوا لذلك بقوله عليه الصلاة والسلام: ((إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير إنه كبير)) فجعله ليس بكبير , ثم أثبت أنه كبير فقالوا: إن الذنب لا يكون صغيراً، وهذا غلط ممن قال به؛ لأن النصوص دالة على التقسيم , ثم النبي عليه الصلاة والسلام قال في ذكر المكفرات: ((الصلاة إلى الصلاة، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهما ما اجتنبت الكبائر)) وصح أيضاً أنه عليه الصلاة والسلام جاءه رجل وقال: يا رسول الله , إني لقيت امرأة في بعض السكك فأصبت منها , غير أني لم أنكح , فقال عليه الصلاة والسلام: ((هل صليت معنا؟)) قال: نعم . فقال: ((تلك كفارتها)) ذلك أو .. وتلا قول الله جل وعلا: ] وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ الْلَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [ قال الرجل: يا رسول الله أهي لي أم للناس عامة؟ قال: ((بل هي عامة)).

فدل هذا على أن الصغائر تكفر , وعلى أن الكبائر لابد لها من التوبة .

اختلف العلماء في ضابط الكبيرة , ما هي الكبيرة؟ وبم تُحد؟ على أقوال كثيرة جداً , لكن الذي نرجحه في ذلك تبعاً للمحققين من أهل العلم أن الكبيرة ما توعد فيه , يعني ما جاء الدليل بأن صاحبه متوعد بالحد في الدنيا , أو بالعذاب في الآخرة , فما كان فيه الوعيد بحد في الدنيا كشرب الخمر والزنا والسرقة والقذف وأشباه ذلك، فإن هذا أو ما هو أكبر من ذلك , فإن هذا كبيرة؛ لأنه متوعد صاحبه بالعذاب بالنار في الآخرة , أو بالحد في الدنيا، وزاد شيخ الإسلام ابن تيمية اجتهاداً منه على هذا أنه ما جاء النص فيه بنفي الإيمان واللعن فإنه يدل على أنه كبيرة , ونظمها ابن عبد القوي في منظومته المشهورة التي طبعت مؤخراً فقال: في ذلك في حد الكبيرة:

(فما فيه حد في الدنا أو توعدٌ بأخرى فسم) يعني سمي (فسم كبرى على نص أحمد) أو فسم يعني أعلم لكن (فسم كبرى على نص أحمد) يعني هذا هو الذي نص عليه أحمد , الإمام أحمد وهو قول جمهور العلماء , قال:
(وزاد حفيد المجد) يعني الشيخ تقي الدين ابن تيمية
وزاد حفيد المجد أوجا وعيده = بنفي لإيمان وطرد لمبعد
يعني ما جاء فيه نص بنفي الإيمان لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه وطرد لمبعد ((لعن الله من غير منار الأرض)) هذا يدل على أنه كبيرة عند شيخ الإسلام .

إذا تبين ذلك فالسائل يسأل عن ضابط نفي الإيمان؛ لأنه فيه نصوص نفى فيها الإيمان وبالإجماع أنه ليس بكبيرة كقوله عليه الصلاة والسلام: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) , والضابط في نفي الإيمان أنه ما نفي الإيمان فيه عمن فعل محرماً , أما من لم يفعل محرماً فإن نفي الإيمان ليس من هذا الباب , لكن من فعل محرماً فإن دخول نفي الإيمان على الفعل المحرم ينقل هذا الفعل المحرم من كونه صغيرة إلى كونه كبيرة، ((لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه)) أما قوله: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) فهذا بالإجماع مستحب , قوله يعني أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك من الخير بالإجماع على أنه مستحب، وقال: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)) ونحو ذلك , فهذا لا يدخل في البحث، وإنما المقصود إذا كان الشيء محرماً فاقترن بالشيء المحرم نفي الإيمان عمن فعله والله أعلم.

اقتراح:
(طيب) هذا جيد (تخليه) نقرأه عليكم (عشان) يعرف الإخوة ما نعاني .
يقول: أرفع إليكم هذا الاقتراح , وهو عبارة عن وجهة نظر , قد تصيب وقد تخطأ ـ هذا صحيح جزاك الله خيراـ وهو يعبر عن رأي كثير من الطلاب الذين يحضرون هذا الدرس المبارك , وهذا الاقتراح هو أن: في الدرس يلاحظ الكثير من الاستطراد والتفصيل في كثير من المسائل , وهو وإن كان مهما ومفيدا في ذاته إلا أنه يشعر أنه غير مناسب في هذا المقام؛ وذلك لأمور منها:

واحد: أن الحضور فيما يظهر , ويغلب على الظن من المبتدئين , أو المتوسطين في الطلب فعرض بعض المسائل عليهم فيه تشتيت لأذهانهم , ربما لم يستوعبوا الكثير منها , وأعرف بعضا من هؤلاء الطلاب .

الثاني: أن المتقدمين في طلب العلم , والمتميزين من الممكن أن يخصوا بدرس بحيث يبين في بداية الدرس أنه للخاصة وليس لكل أحد .

الثالث: أن بعض المبتدئين والمتوسطين ربما فهموا بعض المسائل فهما خاطئا .

الرابع: ربما ترك الكثير حضور الدرس , والانتفاع به؛ لأنه يشعر أنه لا يفهم كثيرا منه .

الخامس: ربما لم يكن لذكر بعض المسائل حاجة ماسة لجميع الطلاب , ويمكن أن تخص ممن يحتاجها , أو سأل عنها.

وفي الختام اقتراح أن يوزع على الطلاب استبيان شامل لما يتعلق بالدرس؛ كي يستفاد من آراء واقتراحات الطلاب, وأرجو ألا أكون أشغلت عليك لكثرة الكلام , وأسأل الله جل وعلا أن يحفظك , ويبارك فيك , وينفع بك الإسلام . جزاكم الله خيرا .

هذا الاقتراح هو وجيه في نفسه , وفي الحقيقة كما تعلمون أنه لا بد من التدرج في طلب العلم؛ لكنا نقع في حرج في مثل هذه الدروس؛ لأن معنا من لهم الحق الأول وهم الإخوة من الطلاب , جزاهم الله خيرا , والذين مشوا معنا سنوات في الدروس السابقة , فحتى علموا شرح لمعة الاعتقاد , ثم علموا شرح الواسطية , ثم الآن شرح الطحاوية , فالتدرج في الطلب نمارسه معهم شيئا فشيئا , والعلم له دوره , ففي العقيدة مثل (اللي) بينتهي معنا إلى شرح الطحاوية وقد علم ما قبلها فقد أخذ دورة كاملة يمكن معه إذا فهم كل ما نقول أن يكون فهم ما ينبغي فهمه في مسائل الاعتقاد .

أما القول بأن هذا للخاصة فهذا في الحقيقة درس للمتوسطين أو ما هو أقل من المتوسط؛ لأن العلم واسع وكثير لكن هذا بلا شك أنه عند من لم يستمع ما قبله فإنه ربما يكون صعبا كثيرا , لكنه مثلا في هذا الشرح نجد مسائل فيها تقرير أكثر من التقرير الذي في الواسطية , والواسطية ذكرنا تقرير أشياء أكثر مما كان قبلها , وهكذا هذا هو الذي ينبغي على طالب العلم أن ترفى فيه فالذي يحضر وهو لم يؤهل لهذا المستوى مثلها , وصعب عليه بعض الأشياء , ولعدم تقدم منهجية له في الطلب قبل ذلك , فإما أن يصبر معنا ويراجع بفهم ما يفهم , والشكوى على الله فيما لم يفهم , وإما أن يجتهد هو في أن يفهم الجميع , ولا بد له أن يحصل , لكن إن أحس أنه لا يفهم , أو أنه لا يستفيد , فكونه يحضر عند من يستفيد منه , ويرقيه في العلم أولى ولا شك , الدروس دائما نواجه فيها بمثل هذا يأتي واحد ويقول: هذا صعب , والثاني يقول: اليوم ما (جبت) شيئا زيادة يعني عما (غير مسموع) والواحد يقع في حرج في مثل هذه المسائل , والعلم واسع , العلم كثير مثل ما يقولوه العوام: العلم إيش العلم بحر , هو صحيح العلم بحر .

ردا على مداخلة غير مسموعة: لا والله , هو يتكلم جزاه الله خيرا عبارته عبارة طالب علم أثابه الله تكلم عن جملة من الإخوة الموجودين أنه يشوف كثيرا منهم ممن قد لا يمشون معنا , خاصة في مسائل القدر , تأتي الآن مسائل العرش , والكرسي والملائكة , ومسائل كثيرة سهل تقريرها ما فيه زيادة , يعني في شيء صعب , والقدر (إحنا) ذكرنا لكم يعني (غير مسموع) أشياء محدودة يعني فيه .

سؤال: هذا السؤال يتعلق بشبهة في القدر , ومثل الشبهات المنهج فيها أن نتفاهم مع من عرضت له حتى يستوعب إن شاء الله تعالى ما تلقى على العامة؛ لأنه يمكن فيه من لا شبهة عنده , لا يخفى أن كتب الأصول فيها كثير من المسائل التي لها خلفية اعتقادية كاعتزال أو أشعرية ونحوها , فما نصيحتكم لطالب العلم الذي يقرأ في كتب الأصول؟
جواب: كتب الأصول، أنا لا أعلم كتاباً في الأصول سلم في العقيدة , يعني من الكتب التي تستحق أن ...
سؤال: . . . خلفية اعتقادية كاعتزال أو أشعرية أو نحوها , فما نصيحتكم لطالب العلم الذي يقرأ في كتب الأصول؟
جواب: كتب الأصول , أنا لا أعلم كتاباً في الأصول سلم في العقيدة , يعني من الكتب التي تستحق أن تكون كتب أصول . في كتب للمتأخرين يعني للمعاصرين هذه سهلة , ليس فيها إلا مسائل المبتدئين ونحو ذلك , لا تدخل ضمن الكلام , لكن كتب الأصول المعروفة لا تسلم من الغلط في العقيدة , لكن بعضها يكثر ككتب المعتزلة , كالمعتد وغيره , وبعض تلك الكتب يتوسط فيها الأغلاط , تسير على منهج الأشاعرة , على مذهب الأشاعرة , كالمحصول وأشابهه , والبعض يكون لا بأس به , يعني فيه جمل كثيرة أو قليل فيه الغلط , كروضة الناظر لابن قدامة , وككتاب ابن النجار (إيش؟) (الكوكب المنير شرح المختصر) , وكتاب الشوكاني الذي لخص فيه البحر المحيط (اللي) سماه (إرشاد الفحول) ونحو ذلك .

هذه فيها معلومات , والغلط فيها في العقيدة قليل , والحقيقة أن كتب الأصول كتبت للفن , يعني لتقرير فن الأصول , والذي أراه أن طلاب العلم اليوم مقصدهم من العلم هو أن يفهموا الكتاب والسنة والأصول آلة , فكنت أتمنى ولا أزال أن يوجد مؤلف يكتب في الأصول للانتقاع به في فهم نصوص الكتاب والسنة , يعني المسائل الأصولية تعرض بتقرير ما إذا فهمه الطالب كان له أثر في فهم نصوص الكتاب والسنة في العقيدة , والفقه , وهذا لو اعتنى به بعض الإخوة فإنهم سيفيدون غيرهم فيه , خاصة يعني من له عناية بالعقيدة , وبتحرير المسائل في الفقه؛ لأنه سيجد أن كثيراً من المسائل الأصولية ينتفع بها لا شك العالم وطالب العلم , لكن قد تكون تطبيقاتها قليلة جداً , والمسائل التي يكثر تطبيقها ويحتاج إليها تكون في غمرة تلك المسائل , فإذا أتى عالم أو طالب علم متمكن وكتب هذه المسائل , سواء في مقدمات الأصول الثلاثية , أو في أركان الأصول الأربعة , وبحثها , فإن سينفع لا شك الطلاب نفعاً عظيماً؛ لأن طالب العلم بحاجة ماسة جداً إلى الأصول , ولكن المحتاج إليه في العقيدة وفي الفقه من مسائل أصول الفقه المعروفة , فإنه ليس بالكثير , وإنما هو يعني متوسط, ليس بالكثير , يعني بالأكثر , وإنما هو متوسط , حبذا لو تحققت هذه الأمنية , أعان الله الجميع على ما فيه رضاه .

سؤال: هل من سلب التوفيق وكان له الخذلان يستطيع أن يهتدي بما أعطاه الله من الآلات؟
جواب: هذا مبني على عدم فهم التوفيق والخذلان , يراجع معنى التوفيق والخذلان . في شيء (تاني) [كلام ليس له فائدة علمية] بارك الله في الجميع , نعم .



مـجـلـس آخـر

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله حق الحمد وأوفاه , وأشهد ألا إله إلا الله , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ومصطفاه , صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا , اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى , ومن العمل ما ترضى , اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا , واجعلنا من عبادك .
نجيب على بعض الأسئلة بين يدي الدرس [كلام ليس له فائدة علمية]

سؤال: هل النبي عليه الصلاة والسلام يحب لذاته لأن ذاته حميدة , أم يُحب في الله جل وعلا لما اتصف بالنبوة والرسالة؟
جواب: هذا سؤال جيد , ونبينا عليه الصلاة والسلام جمع من الأوصاف والعلل والأسباب التي لأجلها يحب المحب من أحب , جمع كل الأسباب والأوصاف , فهو عليه الصلاة والسلام يحب من كل جهة , يجب لله جل وعلا؛ لأن الله جل وعلا أمر بحبه عليه الصلاة والسلام , ويحب لأن الله جل وعلا اصطفاه وفضله وجعله رسولاً ورحمة للعالمين , ويُحب عليه الصلاة والسلام؛ لأن الله خصه بالقرآن , وخصه بالآيات والبراهين , وخصه بما لم يخص به الأنبياء والرسل , ويحب عليه الصلاة والسلام لأجل جهاده في الله حق الجهاد , ونصحه لهذه الأمة , وتبليغه رسالة ربه جل جلاله , ويحب عليه الصلاة والسلام لعظم إحسانه لكل أحد؛ فما من أحد إلا وهو قد أحسن إليه عليه الصلاة والسلام أيما إحسان , وإذا كان الناس فيما بينهم يحبون من أحسن إليهم كما قال شاعرهم:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم = فطالما استعبد الإنسان إحسان

فنبينا عليه الصلاة والسلام أحسن أيما إحسان , وأفاض على هذه الأمة من إحسانه وفضله عليه الصلاة والسلام بما بلغ من رسالة ربه , واهتدى بهدي ربه جل وعلا , فيحب لذلك أعظم المحبة عليه الصلاة والسلام .

فلولا أن الله جل وعلا من علينا ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام , ثم باتباعه , لكنا مع الهالكين , فنبينا عليه الصلاة والسلام يحب لما في عنق كل أحد من هذه الأمة له عليه الصلاة والسلام من المنة , فمنته عليه الصلاة والسلام على كل أحد, ولهذا جعل الله جل وعلا من جميل ثوابه لنبيه أن له مثل أجور أمته , فكل من عمل عملاً صالحاً من الإيمان وشعبه فله عليه الصلاة والسلام مثل أجره , والناس يحبون أيضاً لأنواع الصفات , فيحب المحب فلاناً لكرمه , ويحب المحب فلاناً لخلقه ولشجاعته ولإمامته ولفتواه ولحكمه ولحسن تعامله , ولأشياء كثيرة من الخلال والأوصاف , ولتعامله مع أهله , ولكماله في صفاته وأخلاقه وسجاياه , والنبي عليه الصلاة والسلام إذا نظرنا إلى كل جهة من هذه الجهات , فإنه يحب عليها عليه الصلاة والسلام .

ولكن مع هذا كله فإن القاعدة عند أهل العلم من أهل السنة , أن النبي عليه الصلاة والسلام محبته ليست استقلالاً, ولكن تبع لمحبة الله جل وعلا , وهذا يعظم شأن نبينا عليه الصلاة والسلام , ففي الحقيقة من تأمل ذلك حق التأمل فإنه يحبه عليه الصلاة والسلام وبرهان المحبة قوله جل وعلا: ] قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [ , وقد قال الشاعر في معرض كلام له لما ذكر بعض الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها من يعظ الناس قال: إن المحب لمن يحب مطيع .

فالمحبة للنبي عليه الصلاة والسلام ليست تراتيل تنشد , ولا أشعار يتباهى بها , وليست هي قلادة يتزين بها من يتزين دون اتباع لسنته عليه الصلاة والسلام؛ فحقيقة المحبة لمن أحب أنه يتبع سنة هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام , فهو الرسول المصطفى , والخليل المجتبى الذي أرسله الله جل وعلا بالهدى , فطاعته عليه الصلاة والسلام أول ثمرات محبته عليه الصلاة والسلام , لهذا إذا عظمت المحبة فإن الطاعة تكون أعظم , لهذا قال من قال من السلف: لما كثر الأدعياء طولبوا بالبرهان , ] قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [ وقال آخر: ليس الشأن أن تحب ولكن الشأن أن تُحب . ليس الشأن أن تحب النبي عليه الصلاة والسلام , ولكن الشأن أن يحبك النبي عليه الصلاة والسلام , (ليش) الشأن أن تحب الله جل وعلا ولكن الشأن أن يحبك الله جل جلاله , والله جل وعلا لا يجب إلا أهل توحيده والإنابة إليه , وخلع الأنداد والشرك الذين يحبون نبيه عليه الصلاة والسلام ويحققون معنى الشهادة له بأنه رسول الله عليه الصلاة والسلام .

سؤال: يقول: إني أقول الشعر وأكثر ما أخوض فيه الفخر , فأفخر بنفسي ومكارم أخلاقي , إلا أني أبالغ في بعض الأحيان؛ وما ذاك إلا لأفعل هذا الأمر الذي ادعيته في شعري , فما الحكم في ذلك , والشعر بعامة؟
جواب: الشعر حكمه في الشرع أنه كسائر الكلام , حسنه حسن , وقبيحه قبيح , فلهذا تندرج على ما يورد الإنسان في الشعر الأحكام الشرعية؛ لأنه محاسب على كلامه , إن قال نثراً أو قال شعراً , ولهذا نبينا عليه الصلاة والسلام قال لحسان: ((اهجهم وروح القدس معك)) واستنشد لأمية بن أبي الصلت إلى مائة بيت , أبيات فيها توحيد الله توحيد الربوبية , وذكر بعض آثار الربوبية في خلق الله جل وعلا , فقال لما سمعها عليه الصلاة والسلام قال: ((إن كاد ليسلم في شعره)) , أو كما قال عليه الصلاة والسلام فيما هو مروي في الصحيح , وحسان شعره سائر , وعبد الله بن رواحة شعره سائر , وكثير من الصحابة من الشعراء , فالشعر محمود .

ولما قيل للنابغة وكان قد أسلم , وهو من الشعراء المشهورين , وأحد أصحاب المعلقات , لما قيل له: ألا تنشد الشعر؟ قال: ألهاني عن الشعر سورة البقرة وآل عمران . فالشعر ينبغي أن يتقي الله جل وعلا فيه المرء , فهذا الذي يقول الشعر يستخدم هذه الملكة التي آتاه الله جل وعلا إياها بنظم الشعر فيما فيه خير له , أما الفخر بالنفس ومكارم الأخلاق والمدح الذي يكون في الوجه , والذي لا يكون معه مصلحة شرعية فإن هذا مما يُرغب عنه , ولهذا حسن أن تكون شاعراً , ولكن لا تكن غافلاً عن أن الشعر يحاسب عليه المرء .
هذه أسئلة طويلة , حبذا لو تكون الأسئلة مختصرة؛ لأنه ينقلون كلام طويل ثم يريدون شرحه وتوضيحه , هذا يحتاج إلى مقام غير هذا المقام .



سؤال: في قول أبي عمرو الراني في أرجوزته للسنة؟
جواب: هذا سبق أن سأل عنه أحد الإخوة , وهذه الإرجوزة غير مطبوعة فيكون السائل يسأل لنفسه إن شاء الله .

سؤال: إذا توضأ الشخص وأراد أن يصلي سنة الظهر , وأراد أن ينوي معها سنة الوضوء هل تجزئ؟ مع التوضيح , جزاك الله خيرا .
جواب: هذا مبني على أصل مهم أن يعلمه طالب العلم , وهو أن النوافل بحسب ما جاء في الأدلة من تأكيدها , جعلها طائفة من العلماء على مراتب , فجعلوا آكد النوافل الوتر , ثم يليه ركعتا الفجر , ثم يلي ذلك الرواتب , ثم يلي ذلك في المرتبة الرابعة ما له سبب , مثل تحية المسجد وسنة الوضوء وأشباه ذلك , صلاة الاستخارة , ثم الخامس عامة النوافل والتطوعات , هذه إذا تداخل اثنتان منها فإنه يقدم . . أو تدخل التي في مرتبة أدنى في الأعلى , فإذا أتى مثلاً سنة الوضوء وصلى الراتبة فإنها تكفي عنها , وإذا دخل المسجد تحية المسجد مما له سبب وصلى الراتبة فإنها تكفي عنه , وهكذا في نظائره.

فإذن إذا اجتمعت الراتبة مع صلاة لها سبب , فإن الصلاة التي لها سبب تدخل فيها حتى الاستخارة , إذا أراد المرء أن يستخير فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال في حديث الاستخارة: ((إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك ...)) إلى آخر الحديث , فقوله: ((فليركع ركعتين)) هذا يشمل ركعتي الراتبة أو تحية المسجد , أو خاصة بالاستخارة , فإذا وجد , وجد الركعتين مما هو أعلى مثل ركعتي الفجر أو الرواتب عموماً فإنه تدخل هذه فتكون صلاة استخارة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((فليركع ركعتين من غير الفريضة)) فإذن هذا أصل عام يمكن أن تجيب به , وأن تفهم به كثيرا من النظائر في هذه المسألة .

سؤال: يقول: في قوله تعالى: ] وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً [ البعض يقول إن الله عز وجل لم يقل وما تدري نفس ماذا تعمل غداً؛ لأن الإنسان قد يعلم ماذا يعمل غداً فعلى هذا يقولون إن الكسب لا يعني العمل . فما هو القول الصحيح في تفسير هذه الآية؟
جواب: الآية هذه كنظائرها ] مَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً [ يعني ماذا تعمل في الغد فإن الكسب بمعنى العمل لكنه عمل يتحصل منه على شيء وهو أجره سمي العمل الصالح في النص كسباً؛ لأنه كأنه شيء يكتسبه مثل واحد يتاجر قالوا كسب كذا , كسب يعني عمل , وخرج له شيء من عمله , فلما كان العمل الصالح يؤجر عليه العبد سُمي النص كسباً , لا بمعنى الكسب عند المبتدعة؛ فإن ذاك كما أوضحت لك في الدروس له معنى آخر
نكتفي بهذا القدر ونبتدئ إن شاء الله في الدرس , نعم , اقرأ .

  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1430هـ/1-03-2009م, 10:35 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية للشيخ: يوسف بن محمد الغفيص (مفرغ) (مكرر)


قال المصنف رحمه الله: [وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه، فقدر ذلك تقديراً محكماً مبرماً، ليس فيه ناقض، ولا معقب، ولا مزيل، ولا مغير، ولا ناقص، ولا زائد من خلقه في سماواته وأرضه، وذلك من عقد الإيمان وأصول المعرفة، والاعتراف بتوحيد الله تعالى وربوبيته، كما قال تعالى في كتابه: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} [الفرقان:2] ، وقال تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً} [الأحزاب:38] ، فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيماً، وأحضر للنظر فيه قلباً سقيماً، لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سراً كتيماً، وعاد بما قال فيه أفاكاً أثيماً] . أي: أن الله عز وجل علم ما سيكون، وهذا عام في أفعال العباد وغير أفعال العباد، وتقدم أن إنكار هذه الجملة كفر وإلحاد مبين. ومما ينبه إليه أن الشارح رحمه الله في كلامه عن بعض مسائل التكفير أراد أن يبيِّن أن السلف قد يقولون عن قول: إنه كفر ولا يلتزمون تكفير القائل إلا إذا علموا أن الحجة قد قامت عليه بعينه، وهذا المعنى من حيث الجملة حسن وصحيح، لكنه ضرب أمثلة في مقالات السلف، قال: (كقولهم: إن القول بخلق القرآن كفر، وإن إنكار الرؤية كفر، وإن إنكار علم الله بما سيكون كفر)، ولا شك أن هذه الأمثلة الثلاثة ليست حسنة على هذا الحال من الاجتماع. فأما القول بخلق القرآن فهو كذلك، فهو وإن كان كفراً إلا أن قائله لا يُكفَّر ابتداءً، وكذلك من أنكر الرؤية فإنه لا يكفر ابتداءً، وأما من أنكر علم الله بما سيكون، وقال: إنه لا يعلم الأشياء سواء كانت أفعال العباد أو غير أفعال العباد إلا بعد كونها، فهذا لا يُنظر فيه، ولا شك أنه كافر، بل كفره أعظم من كفر أبي جهل . وقوله: (فقدر ذلك تقديراً محكماً مبرماً.. إلخ). فإن القدر كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وهذا مما صح عنه: (القدر نظام التوحيد) فالقدر من أخص أصول الإيمان بالله سبحانه وتعالى كما ذكر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في جوابه. وقدره سبحانه متعلق بخلقه ومتعلق بأمره، كما قال سبحانه {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف:54] . وأول من خاصم ربه في القدر هو إبليس فإنه قال: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الحجر:39] فجعل ما حصل من القدر في حقه مخاصمة له سبحانه وتعالى.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فويل, قوله

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir