دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الطحاوية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م, 02:59 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي قوله: (وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه...)

وعلى العبدِ أَنْ يَعْلَمَ أنَّ اللهَ قد سَبَقَ عِلْمُهُ في كُلِّ كَائِنٍ مِن خَلْقِهِ.
فَقَدَّرَ ذلكَ تَقْدِيرًا مُحْكَمًا مُبْرَمًا.
ليسَ فيهِ نَاقِضٌ، ولا مُعَقِّبٌ، ولا مُزِيلٌ، ولا مُغَيِّرٌ، ولا نَاقِصٌ ولا زَائِدٌ مِن خَلْقِهِ في سَمَاوَاتِهِ وَأَرْضِهِ.
وذلكَ مِن عُقَدِ الإيمانِ، وَأُصُولِ المَعْرِفَةِ، والاعتراف بِتَوْحِيدِ اللهِ تعالى وَرُبُوبِيَّتِهِ، كما قالَ تَعَالى في كِتَابِهِ: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}، وقالَ تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}.

  #2  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 05:02 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات على الطحاوية لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز

[لا يوجد تعليق للشيخ]

  #3  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 05:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات المختصرة للشيخ: صالح بن فوزان الفوزان

(1) وعلى العبدِ أَنْ يَعْلَمَ أنَّ اللهَ قد سَبَقَ عِلْمُهُ في كُلِّ كَائِنٍ مِن خَلْقِهِ.
(2) فَقَدَّرَ ذلكَ تَقْدِيرًا مُحْكَمًا مُبْرَمًا.
(3) ليسَ فيهِ نَاقِضٌ، ولا مُعَقِّبٌ، ولا مُزِيلٌ، ولا مُغَيِّرٌ، ولا نَاقِصٌ, ولا زَائِدٌ مِن خَلْقِهِ في سَمَاوَاتِهِ وَأَرْضِهِ.
(4) وذلكَ مِن عُقَدِ الإيمانِ، وَأُصُولِ المَعْرِفَةِ.
(5) والاعترافُ بِتَوْحِيدِ اللهِ تعالى وَرُبُوبِيَّتِهِ، كما قالَ تَعَالى في كِتَابِهِ: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}، وقالَ تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}.



(1) هذه هي المرتبةُ الأولى من مراتبِ الإيمانِ بالقضاءِ والقدرِ:
على العبدِ أنْ يُؤْمِنَ ويَعْتَقِدَ أنَّ اللَّهَ عَلِمَ ما كَانَ وَمَا لمْ يَكُنْ بِعِلْمِه الأَزَلِيِّ، الذي هو موصوفٌ بهِ أَبَدًا وَأَزَلًا، عَلِمَ الأشياءَ كُلَّهَا بِعِلْمِهِ المُحِيطِ قبلَ وُقُوعِهَا، فلاَ بُدَّ مِن اعتقادِ ذلكَ.
(2) عَلِمَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وقَدَّرَهُ {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} (الفُرْقَان: 2).
فالأمورُ ليستْ فَوْضَى أو ليستْ لها ضوابطُ، كُلُّهَا مُرَتَّبَةٌ وَمُنْضَبِطَةٌ بقضاءِ اللَّهِ وقَدَرِهِ وكتابتِهِ، واللَّهُ مُنَزَّهٌ عن الفوضَى والعَبَثِ.
(3) لا أَحَدَ يَتَصَرَّفُ، فَيُغَيِّرُ ما قَضَاهُ اللَّهُ وقَدَّرَهُ، لا رادَّ لقضائِهِ, ولا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} (الرَّعْد: 41). فلا أَحَدَ يَنْقُصُ شَيْئًا من قضاءِ اللَّهِ، ولا يَزِيدُ شيئًا أَبَدًا، هذا شَيْءٌ قُضِيَ منهُ وانْتُهِي منهُ.
إذا اعْتَقَدَ المسلمُ ذلكَ أَرَاحَهُ من كثيرٍ من الشكوكِ والأوهامِ، ولكنْ لَيْسَ معنى ذلكَ أَنَّهُ يَتَّكِلُ على القضاءِ والقدرِ والكتابِ، ويَتْرُكُ العملَ، هو مأمورٌ بالعملِ وطَلَبِ الرزقِ وفِعْلِ الأسبابِ، هذا مِن ناحيةِ العملِ، وأَمَّا مِن ناحيةِ النتائجِ فَهِيَ بِيَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
(4) هذه العقيدةُ، عقيدةُ القضاءِ والقدرِ، من عقيدةِ الإيمانِ باللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فالذي لا يكونُ مُؤْمِنًا بالقضاءِ والقدرِ لا يكونُ مُؤْمِنًا باللَّهِ جَلَّ وَعَلاَ، بلْ كَانَ مُتَنَقِّصًا للهِ عَزَّ وَجَلَّ، فالإيمانُ بهِ مِن العقيدةِ ولَيْسَ مِن الأشياءِ الثانويَّةِ أو الفرعيَّةِ، فالإيمانُ بالقضاءِ والقدرِ من صميمِ العقيدةِ، وهو رُكْنٌ من أركَانِ الإيمانِ، كما قَالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: (الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخَرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ).
(5) الإيمانُ بالقضاءِ والقدرِ يَدْخُلُ في توحيدِ الربوبِيَّةِ؛ لِأَنَّهُ مِن أفعالِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلاَ، فَمَنْ جَحَدَ القضاءَ والقدرَ لم يَكُنْ مُؤْمِنًا بتوحيدِ الربوبيَّةِ.
{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا } (الفُرْقَان: 2) {وكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} (الأَحْزَاب:38)، {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (القَمَر: 49)، هذه الآياتُ الثلاثُ مع غيرِهَا من الآياتِ تَدُلُّ على الإيمانِ بالقضاءِ والقدرِ {مَا أَصَابِ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} (التَّغَابُن:11)، {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ}
(الحديد: 22). يعني اللَّوْحَ المحفوظَ.

  #4  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 08:54 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي


قوله: ( وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه، فقدر ذلك تقديراً محكماً مبرماً، ليس فيه ناقض، ولا معقب ولا مزيل ولا مغير ولا ناقص ولا زائد من خلقه في سماواته وأرضه ).

ش: هذا بناء على ما تقدم من أن الله تعالى قد سبق علمه بالكائنات، وأنه قدر مقاديرها قبل خلقها، كما قال صلى الله عليه وسلم: قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء. فيعلم أن الله قد علم أن الأشياء تصير موجودة لأوقاتها، على ما اقتضته حكمته البالغة [ فكانت كما علم ]. فإن حصول المخلوقات على ما فيها من غرائب الحكم لا يتصور إلا من عالم قد سبق علمه على إيجادها. قال تعالى: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. وأنكر غلاة المعتزلة أن الله كان عالماً في الأزل، وقالوا: إن الله تعالى لا يعلم أفعال العباد [حتى يفعلوا] ! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: ناظروا القدرية بالعلم، فإن أقروا به خصموا، وإن أنكروا كفروا. فإن الله [تعالى] يعلم أن هذا مستطيع يفعل ما استطاعه فيثيبه، وهذا مستطيع لا يفعل ما استطاعه فيعذبه، فإنما يعذبه لأنه لا يفعل مع القدرة، وقد علم الله ذلك منه، ومن لا يستطيع لا يأمره ولا يعذبه على ما لم يستطعه.
وإذا قيل: فيلزم أن يكون العبد قادراً على تغيير عالم الله، لأن الله علم أنه لا يفعل، فإذا قدر على الفعل قدر على تغيير علم الله ؟ قيل: هذه مغالطة، وذلك أن مجرد مقدرته على الفعل لا تستلزم تغيير العلم، وإنما يظن من يظن تغيير العلم إذا وقع الفعل، ولو وقع الفعل لكان المعلوم وقوعه لا عدم وقوعه، فيمتنع أن يحصل وقوع الفعل مع علم الله بعدم وقوعه، بل إن وقع كان الله قد علم أنه يقع، وإن لم يقع كان الله قد علم أنه لا يقع. ونحن لا نعلم علم الله إلا بما يظهر، وعلم الله مطابق للواقع، فيمتنع أن يقع شيء يستلزم تغيير العلم، بل أي شيء وقع كان هو المعلوم، والعبد الذي لم يفعل لم يأت بما يغير العلم، [ بل هو قادر على فعل لم يقع، ولو وقع لكان الله قد علم أنه يقع، لا أنه لا يقع.
وإذا قيل: فمن عدم وقوعه يعلم الله أنه لا يقع، فلو قدر العبد على وقوعه قدر على تغيير العلم ] ؟ قيل: ليس الأمر كذلك، بل العبد يقدر على وقوعه وهو لم يوقعه، ولو أوقعه لم يكن المعلوم إلا وقوعه، [ فمقدور العبد إذا وقع لم يكن المعلوم إلا وقوعه. وهؤلاء فرضوا وقوعه مع العلم بعدم وقوعه ! وهو فرض محال. وذلك بمنزلة من يقول: افرض وقوعه مع عدم وقوعه] ! وهو جمع بين النقيضين.
فإن قيل: فإذا كان وقوعه مع علم الرب [عدم] وقوعه محالاً لم يكن مقدوراً ؟ قيل: لفظ المحال مجمل، وهذا ليس محالاً لعدم استطاعته له ولا لعجزه عنه ولا لامتناعه في نفسه، بل هو ممكن مقدور مستطاع، ولكن إذا وقع كان الله عالماً بأنه سيقع، وإذا لم يقع كان عالماً بأنه لا يقع، فإذا فرض وقوعه مع انتفاء لازم الوقوع صار محالاً من جهة إثبات الملزوم بدون لازمه. وكل الأشياء بهذا الاعتبار هي محال ! مما يلزم هؤلاء: أن لا يبقى أحد قادراً على شيء، لا الرب، ولا الخلق، فإن الرب إذا علم من نفسه أنه سيفعل كذا لا يلزم من علمه ذلك انتفاء قدرته على تركه، وكذلك إذا علم من نفسه أنه لا يفعله لا يلزم منه انتفاء قدرته على فعله، فكذلك ما قدره من أفعال عباده. والله تعالى أعلم.

قوله: ( وذلك من عقد الإيمان وأصول المعرفة والإعتراف بتوحيد الله تعالى وربوبيته، كما قال تعالى في كتابه: وخلق كل شيء فقدره تقديراً. وقال تعالى: وكان أمر الله قدراً مقدوراً )

ش: الإشارة إلى ما تقدم من الإيمان بالقدر وسبق علمه بالكائنات قبل خلقها. قال صلى الله عليه وسلم في جواب السائل عن الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. وقال صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث: يا عمر أتدري من السائل ؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبرائيل، أتاكم يعلمكم دينكم. رواه مسلم.
وقوله: والإقرار بتوحيد الله وربوبيته، أي لا يتم التوحيد والإقرار بالربوبية إلا بالإيمان بصفاته تعالى، فإن من زعم خالقاً غير الله فقد أشرك، فكيف بمن يزعم أن كل أحد يخلق فعله ؟ ! ولهذا كانت القدرية مجوس هذه الأمة، وأحاديثهم في السنن. وروى أبو داود عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: القدرية مجوس هذه الأمة، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم. وروى أبو داود أيضاً عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل أمة مجوس، ومجوس هذه الأمة الذين يقولون: لا قدر، من مات منهم فلا تشهدوا جنازته، ومن مرض منهم فلا تعودوهم، وهم شيعة الدجال، وحق على الله أن يلحقهم بالدجال. وروى أبو داود أيضاً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم. وروى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من بني آدم ليس لهم في الإسلام نصيب: المرجئة والقدرية. لكن كل أحاديث القدرية المروعة ضعيفة. وإنما يصح الموقوف منها: فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: القدر نظام التوحيد، فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده. وهذا لأن الإيمان بالقدر يتضمن الايمان بعلم الله القديم وما أظهر من علمه الذي لا يحاط به وكتابة مقادير الخلائق. وقد ضل في هذا الموضع خلائق من المشركين والصابئين والفلاسفة وغيرهم، ممن ينكر علمه بالجزئيات أو بغير ذلك، فإن ذلك كله مما يدخل في التكذيب بالقدر. وأما قدرة الله على كل شيء فهو الذي يكذب به القدرية جملة، حيث جعلوه لم يخلق أفعال العباد، فأخرجوها عن قدرته وخلقه.
والقدر، الذي لا ريب في دلالة الكتاب والسنة والإجماع عليه، وأن الذي جحدوه هم القدرية المحضة بلا نزاع: هو ما قدره الله من مقادير العباد. وعامة ما يوجد من كلام الصحابة والأئمة في ذم القدرية يعني به هؤلاء، كقول ابن عمر رضي الله عنهما، لما قيل له: يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف: أخبرهم أني منهم بريء وأنهم مني براء.
والقدر، الذي هو التقدير المطابق للعلم: يتضمن أصولاً عظيمة: أحدها: أنه عالم بالأمور المقدرة قبل كونها، فيثبت علمه القديم، وفي ذلك الرد على من ينكر علمه القديم. الثاني: أن التقدير يتضمن مقادير المخلوقات، ومقاديرها هي صفاتها المعينة المختصة بها، فإن الله قد جعل لكل شيء قدراً، قال تعالى: وخلق كل شيء فقدره تقديراً. فالخلق يتضمن التقدير، تقدير الشيء في نفسه، بأن يجعل له قدراً، وتقديره قبل وجوده. فإذا كان قد كتب لكل مخلوق قدره الذي يخصه في كميته وكيفيته، كان ذلك أبلغ في العلم بالأمور الجزئية المعينة، خلافاً لمن أنكر ذلك وقال: إنه يعلم الكليات دون الجزئيات ! فالقدر يتضمن العلم القديم والعلم بالجزئيات. الثالث: أنه يتضمن أنه أخبر بذلك وأظهره قبل وجود المخلوقات إخباراً مفصلاً، فيقضي أنه يمكن أن يعلم العباد الأمور قبل وجودها علماً مفصلاً، فيدل ذلك بطريق التنبيه على أن الخالق أولى بهذا العلم، فإنه كان يعلم عباده بذلك فكيف لا يعلمه هو ؟! الرابع: أنه يتضمن أنه مختار لما يفعله، محدث له بمشيئته وإرادته، ليس لازما لذاته. الخامس: أنه يدل على حدوث هذا المقدور، وأنه كان بعد أن لم يكن، فإنه يقدره ثم يخلقه.

  #5  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 11:49 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لمعالي الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (مفرغ)


الشيخ: . . . قال رحمه الله بعد ذلك: "وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه , فقدر ذلك تقديراً محكماً مبرماً ليس فيه ناقض ولا معقب ـ يعني: ليس له ناقض ولا معقب ـ ولا مزيل ولا مغير , ولا ناقص ولا زائد من خلقه في سماواته وأرضه وذلك" يعني هذا الذي أشار إليه من عقد الإيمان , يعني مما يجب أن يعقد عليه القلب إيمانا به , وقال: عقد الإيمان يعني مما يجب في الإيمان يكون عقيدة يؤمن بها . وأصول المعرفة يعني أصول العلم بالله جل وعلا والاعتراف بتوحيد الله تعالى وبربوبيته , ويريد بتوحيد الله تعالى في هذا الموطن توحيد الله جل وعلا في تصرفه في ملكه وفي عبادته؛ فإن العبد إذا اعترف بأن الله جل وعلا هو المتصرف في ملكه، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن , وأنه هو المدبر، وهو الرب جل جلاله فإنه يوحد الله في قدره , ويوحد الله جل وعلا في أفعاله , كما يوحد الله جل وعلا في ربوبيته بعامة , ففي الحقيقة من تأمل توحيد الربوبية وآمن حقاً بربوبية الله جل وعلا فإنه يؤمن بالقدر؛ لأن الإيمان بالقدر من ثمرات الإيمان التام بربوبية الله جل وعلا، فإن المؤمن بالربوبية , بأن الله جل وعلا هو الرب المتصرف في ملكه , والسيد المطاع , هو الذي لا معقب لحكمه , ولا راد لأمره , هو الذي ما شاء كان، هو الذي لا يغالب في ملكه , هو الذي يعطي ويمنع , ويخلق ويرزق , ويميت ويحيى , من آمن بالربوبية على تفاصيلها فإنه لن يجادل في القدر؛ لأنه يعلم أنه مربوب مستسلم لله جل وعلا .
ختم ذلك بقوله: "كما قال تعالى في كتابه: ] وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً [ وقال تعالى: ] وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً [

  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1430هـ/1-03-2009م, 10:34 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية للشيخ: يوسف بن محمد الغفيص (مفرغ)


قال المصنف رحمه الله: [وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه، فقدر ذلك تقديراً محكماً مبرماً، ليس فيه ناقض، ولا معقب، ولا مزيل، ولا مغير، ولا ناقص، ولا زائد من خلقه في سماواته وأرضه، وذلك من عقد الإيمان وأصول المعرفة، والاعتراف بتوحيد الله تعالى وربوبيته، كما قال تعالى في كتابه: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} [الفرقان:2] ، وقال تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً} [الأحزاب:38] ، فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيماً، وأحضر للنظر فيه قلباً سقيماً، لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سراً كتيماً، وعاد بما قال فيه أفاكاً أثيماً] . أي: أن الله عز وجل علم ما سيكون، وهذا عام في أفعال العباد وغير أفعال العباد، وتقدم أن إنكار هذه الجملة كفر وإلحاد مبين. ومما ينبه إليه أن الشارح رحمه الله في كلامه عن بعض مسائل التكفير أراد أن يبيِّن أن السلف قد يقولون عن قول: إنه كفر ولا يلتزمون تكفير القائل إلا إذا علموا أن الحجة قد قامت عليه بعينه، وهذا المعنى من حيث الجملة حسن وصحيح، لكنه ضرب أمثلة في مقالات السلف، قال: (كقولهم: إن القول بخلق القرآن كفر، وإن إنكار الرؤية كفر، وإن إنكار علم الله بما سيكون كفر)، ولا شك أن هذه الأمثلة الثلاثة ليست حسنة على هذا الحال من الاجتماع. فأما القول بخلق القرآن فهو كذلك، فهو وإن كان كفراً إلا أن قائله لا يُكفَّر ابتداءً، وكذلك من أنكر الرؤية فإنه لا يكفر ابتداءً، وأما من أنكر علم الله بما سيكون، وقال: إنه لا يعلم الأشياء سواء كانت أفعال العباد أو غير أفعال العباد إلا بعد كونها، فهذا لا يُنظر فيه، ولا شك أنه كافر، بل كفره أعظم من كفر أبي جهل . وقوله: (فقدر ذلك تقديراً محكماً مبرماً.. إلخ). فإن القدر كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وهذا مما صح عنه: (القدر نظام التوحيد) فالقدر من أخص أصول الإيمان بالله سبحانه وتعالى كما ذكر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في جوابه. وقدره سبحانه متعلق بخلقه ومتعلق بأمره، كما قال سبحانه {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف:54] . وأول من خاصم ربه في القدر هو إبليس فإنه قال: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الحجر:39] فجعل ما حصل من القدر في حقه مخاصمة له سبحانه وتعالى.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
وعلى, قوله

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir