دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > شرح أسماء الله الحسنى > شأن الدعاء للخطابي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 08:32 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي قوله - صلى الله عليه وسلم - في الركوع والسجود

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): ( [80] [و] قوله صلى الله عليه وسلم في الركوع والسجود: «سبوح قدوس رب الملائكة والروح». السبوح: المنزه عن كل عيب. جاء بلفظ: فعول من قولك: سبحت الله؛ أي: نزهته. وقد.
[81] روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سئل عن تفسير قوله: «سبحان الله» فقال: «إنكاف الله من كل سوء»؛ أي: تنزيهه.
والقدوس: قد فسرناه في الأسماء.
والروح: فيه قولان:
أحدهما: أنه جبريل صلوات الله عليه خص بالذكر تفضيلاً له على سائر الملائكة، ويقال: إن الروح خلق من الملائكة يشبهون في الصور بالإنس وليسوا بإنس.
[82] [و] قوله: «سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض. وملء ما شئت من شيء بعده». قد يحتمل أن يكون قوله: «سمع الله لمن حمده» دعاء من الإمام للمأمومين لأنهم يقولون: «ربنا لك الحمد» وهذا على مذهب من يقول: إن المأموم لا يقولك «سمع الله لمن حمده» وعلى مذهب أكثر العلماء يجمع الإمام والمأموم بين الكلمتين فتشيع الدعوة من كل من الطائفتين لنفسه، ولأصحابه. ومعنى سمع: استجاب. فأما قوله: «ملء السموات وملء الأرض» فإن هذا كلام تمثيل وتقريب، والكلام لا يقدر بالمكاييل ولا تحشى به الظروف، ولا تسعة الأوعية وإنما المراد به تكثير العدد. حتى لو يقدر أن تكون تلك الكلمات أجسامًا تملأ الأماكن لبلغت من كثرتها ما يملأ السموات والأرضين.
وقد يحتمل أيضًا أن يكون المراد به أجرها وثوابها. ويحتمل أن يراد به التعظيم لها والتفخيم لشأنها؛ كما يقول القائل: تكلم فلان اليوم بكلمة كأنها جبل، وحلف بيمين كالسموات والأرضين؛ وكما يقال: هذه كلمة تملأ طباق الأرض، أي: أنها تسير وتنتشر في الأرض، كما قالوا كلمة تملأ الفم وتملأ السمع، ونحوها من الكلام. والملء بكسر الميم الاسم. والملء: المصدر من قولك ملأت الإناء ملئًا.
[83] [و] قوله: «وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال» عوام الناس يولعون بكسر الميم من المسيح، وتثقيل السين ليكون ذلك عندهم فرقا بين عيسى [عليه السلام] وبين مسيح الضلالة. والاختيار في كل واحد [منهما: فتح الميم] وتخفيف السين. وإنما سمي الدجال مسيحا لأنه ممسوح إحدى العينين. وسمي عيسى [صلوات الله عليه] مسيحا لأنه [كان] إذا مسح ذا عاهة برأ. فهو في نعت عيسى عليه السلام فعيل بمعنى فاعل. وفي نعت الدجال فعليل بمعنى معفول.
[84] [و] قوله: «اللهم أنت السلام» إلى قوله: «ولا ينفع ذا الجد منك الجد».
قد فسرنا السلام [في الأسماء]، وذكرنا أن معناه: ذو السلام. وأشبعنا بيانه هناك فأغنى ذلك عن إعادته. وأما قوله: «ولا ينفع ذا الجد منك الجد»، فإن الجد يفسر على وجهين، أحدهما: الغني، ومنه.
[85] قوله صلى الله عليه وسلم في الفقراء: «أنهم يدخلون الجنة وإذا أصحاب الجد محبوسون» يريد أن أصحاب الأموال محبوسون للمحاسبة.
والجد أيضًا بمعنى البخت، يقال: لفلان جد في هذا الأمر، أي: حظ. يقول: إن المال والغنى والبخت لا ينفع أحدًا إنما النفع والضر من قبل الله سبحانه.
وأما قول الله جل وعز: {وأنه تعالى جد ربنا} [الجن: 3]، فمعناه: الجلال والعظمة. وقوله: «منك الجد» من هاهنا بمعنى البدل، كقوله عز وجل: {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون} [الزخرف: 60] أي: بدلكم.
[86] [و] قوله: «أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من نقمتك، وأعوذ بك منك».
قلت: الرضى: ضد السخط، والنقمة: ضد العفو. فلذلك قابل الضد بالضد [في موضع اللغة]، فلما انتهى إلى ذكر ما لا ضد له ولا ند سبحانه أظهر العجز. والانقطاع، وفزع منه إليه، واستعاذ به منه، واستجار بفضله من عدله. وفيه دليل على أن النفع والضر والخير والشر مصدرهما جميعا من قبل الله عز وجل.
[87] [و] قوله: «سبحان الله عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته» المداد: مصدر كالمدد، يقال: مددت الشيء أمده مددًا ومدادًا قال الشاعر:

رأوا بارقات بالأكف كأنها
مصابيح سرج أوقدت بمداد
أي: بزيت يمدها. وروى سلمة عن الفراء، قال: قال الحارثي: يجمعون المد: مدادًا. وأنشدني:
ما يرن في البحر بخير سعر
وخير مد من مداد البحر
فعلى هذا يكون معناه المكيال، والمعيار. وكلمات الله سبحانه لا ينتهي إلى أمد، ولا تحد، ولا تحصى بعدد، ولكنه ضرب بهما المثل ليدل على الكثرة والوفور، ونصب «العدد، والمداد» على المصدر. و«زنة العرش»: ثقله ورزانته. والعرش: خلق عظيم لله عز وجل لا يعلم قدر عظمه ورزانة ثقله أحد غير الله سبحانه وهو مخلوق، ومحدود؛ ألا تراه يقول: {وترى الملائكة حافين من حول العرش} [الزمر: 75] وهو محمول على كواهل الملائكة، والله سبحانه حامل حملته، لا حاجة به إلى العرش، وليس بمكان له، ولا هو متمكن فيه ولا معتمد عليه لأن هذا كله من صفات الحدث، لكنه بائن منه ومن جميع خلقه، وإنما جاء في التنزيل: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5] فنحن نؤمن بما أنزل، ونقول كما قال، ولا نكيفه، ولا نحده، ولا نتأوله. كما فعله نفاة الصفات، وهذا باب من العلم الذي يجب علينا الإيمان بظاهره، ولا يجوز لنا الكشف عن باطنه).[شأن الدعاء: 154-160]


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
صلى, قوله

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir