دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الطحاوية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م, 04:12 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي قوله: (ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فقد برئ من النفاق)

ومَن أَحْسَنَ القولَ في أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَأَزْوَاجِهِ الطاهراتِ مِن كُلِّ دَنَسٍ، وَذُرِّيَّاتِهِ المُقَدَّسِينَ مِن كُلِّ رِجْسٍ؛ فقد بَرِئَ مِن النِّفَاقِ.

  #2  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 08:09 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات على الطحاوية لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز

[لا يوجد تعليق للشيخ]

  #3  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 08:20 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات المختصرة للشيخ: صالح بن فوزان الفوزان

(1) ومَن أَحْسَنَ القولَ في أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَأَزْوَاجِهِ الطاهراتِ مِن كُلِّ دَنَسٍ، وَذُرِّيَّاتِهِ المُقَدَّسِينَ مِن كُلِّ رِجْسٍ, فقد بَرِئَ مِن النِّفَاقِ.




(1) بعدَ أنْ ذَكَرَ ما يَجِبُ للصحابةِ انْتَقَلَ إلى ذِكْرِ أهلِ بيتِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوَّلُ أهلِ البيتِ هم أزواجُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (الأحزاب: 33)، هذا خِطَابٌ لَهُنَّ.
فَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ في أهلِ البيتِ: زَوْجَاتُهُ، ثم قَرَابَتُهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، وهم آلُ العبَّاسِ, وآلُ أبي طَالِبٍ، وَآلُ الحَارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ.
فالرافضةُ يَقْدَحُونَ في عائشةَ ويَصِفُونَهَا بِمَا بَرَّأَهَا اللَّهُ منهُ، وهذا تَكْذِيبٌ للهِ عَزَّ وَجَلَّ وَوَصْفٌ للهِ بأَنَّهُ اخْتَارَ لرسولِهِ امرأةً لا تَصْلُحُ لَهُ، وهذا كُفْرٌ باللَّهِ، قَالَ تَعَالَى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} (النور: 26). فالنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَيِّبٌ فَلاَ يَخْتَارُ اللَّهُ لَهُ إِلاَّ الطَّيِّبَةَ.
وَذُرِّيَّاتُهُ المقصودُ بِهِمْ أَوْلاَدُهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، وَأَوْلاَدُ ابْنَتِهِ فاطمةَ، وهم الحسنُ والحسينُ وَأَوْلاَدُهُمَا، هؤلاءِ هم ذُرِّيَّتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


  #4  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 10:54 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي


قوله: ( ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذرياته المقدسين من كل رجس، فقد برىء من النفاق ).

ش: تقدم بعض ما ورد في الكتاب والسنة من فضائل الصحابة رضي الله عنهم. وفي صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً، بماء يدعى: خماً، بين مكة والمدينة، فقال: أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي، فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، ثلاثاً. وخرج البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: ارقبوا محمداً في أهل بيته.
وإنما قال الشيخ رحمه الله: فقد برىء من النفاق - لأن أصل الرفض إنما أحدثه منافق زنديق، قصده إبطال دين الإسلام، والقدح في الرسول صلى الله عليه وسلم، كما ذكر ذلك العلماء. فإن عبدالله بن سبأ لما أظهر الإسلام، أراد أن يفسد دين الإسلام بمكره وخبثه، كما فعل بولس بدين النصرانية، فأظهر التنسك، ثم أظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى سعى في فتنة عثمان وقتله، ثم لما قدم علي الكوفة أظهر الغلو في علي والنصر له، ليتمكن بذلك من أغراضه، وبلغ ذلك علياً، فطلب قتله، فهرب منه إلى قرقيس. وخبره معروف في التاريخ. وتقدم أن من فضله على أبي بكر و عمر جلده جلد المفتري. وبقيت في نفوس المبطلين خمائر بدعة الخوارج، من الحروريه والشيعة، ولهذا كان الرفض باب الزندقة، كما حكاه القاضي أبو بكر ابن الطيب عن الباطنية وكيفية إفسادهم لدين الإسلام، قال: فقالوا للداعي: يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلماً أن تجعل التشيع عنده دينك وشعارك، واجعل المدخل من جهة ظلم السلف لعلي وقتلهم الحسين، والتبري من تيم وعدي، وبني أمية وبني العباس، ( وقل بالرجعة ) وأن علياً يعلم الغيب ! يفوض إليه خلق العالم ! ! وما أشبه ذلك من أعاجيب الشيعة وجهلهم، فاذا أنست من بعض الشيعة عند الدعوة إجابة ورشداً، أوقفته على مثالب علي وولده، (رضي الله عنهم ). انتهى. ولا شك أنه يتطرق من سب الصحابة إلى سب أهل البيت، ثم إلى سب الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ أهل بيته وأصحابه مثل هؤلاء [ عند ] الفاعلين الضالين.

  #5  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 04:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لمعالي الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (مفرغ)


قال بعدها: "ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله (r) وأزواجه الطاهرات منكل دنس، وذرياته المقدسين من كل رجس؛ فقد برئ من النفاق ".
يريد بذلك أيضاً الرد على الروافض , والزيدية , والخوارج , ومن شابههم، في عدم توليهم لجميع الصحابة , ولجميع أزواج النبي (r) , وأن من علامات الإيمان محبة الصحابة , وزوجات النبي (r) جميعاً , ومن علامات النفاق بغض الصحابة، وبغض بعض زوجات النبي (r) أو الوقيعة في بعض زوجاته عليه الصلاة و السلام , تميز أهل السنة , وفارقوا طوائف من أهل الفرق الضالة، بأنهم يحسنون القول في الصحابة , وفي الزوجات الطاهرات، وفي ذرية النبي (r) أعني ذرية الحسن والحسين رضي الله , وبقية أولاد علي(y) وأرضاهم , ويندرج الكلام في مسائل:

الأولى:
قوله:" من أحسن القول في أصحاب رسول الله (r)يعني: بإحسان القول هنا، ما يشمل إحسان القول القلبي , بما يُحدِّث به المرء نفسه، وإحسان القول الكلامي , وهو ما يتكلم به المرء , فمن لم يكن في نفسه شيء على الصحابة والزوجات الطاهرات فقد برئ من النفاق، ويفهم من ذلك أن من كان في نفسه شيء على بعض الصحابة، أو لم يحسن الظن، أو لم يحسن القول فيهم ظاهراً أو باطناً؛ فإنه يُخشى عليه من النفاق بقدر ما فيه من الإساءة.

وهذا يدل على أن الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يكون اعتقادهم في صحابة رسول الله (r) أحسن الاعتقاد , وأن يثنوا عليهم بالجميل، وأن يكلوا أمرهم إلى الله فيما اختلفوا فيه، وأن يعلموا أنهم إنما اختلفوا في أمر لهم فيه اجتهاد وتأويل لأجل الدين.

المسألة الثانية:
أزواج النبي (r)الطاهرات تسع، ووصفهم هنا بأنهن طاهرات، ويعني بطاهرات: ما وعد الله -جل وعلا- به، أو ما وصفهم الله -جل وعلا- به في قوله: ] إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [. والتطهير هنا وإذهاب الرجس يعني: أنهن مع بقية أهل البيت، أنهن طاهرات مطهرات , فمن وصفهن بغير الطهر , وقذف بعض نساء النبي (r)؛ فإنه منافق , وربما يكفر بقذفه، أو بعدم تطهيره لهن.
والله –جل وعلا- يقول: ] يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ [ وهذا في التفسير معناه: أنهن –رضي الله عنهن- لسن مثل بقية نساء المؤمنين؛ لأنهن زوجات النبي (r) في الدنيا , وزوجاته في الآخرة، ولأنهن أيضاً أمهات المؤمنين كما قال: ]وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ [ فأزواج النبي (r) أمهات المؤمنين، وهذا يدل عل فضلهن على كل مؤمن، وعلى تطهيرهن كما في آية الأحزاب السابقة، وعلى أن الواجب نحوهن الموالاة التامة، وأنه لا يجوز أن يعتقد في واحدةٍ منهن بغير الكمال في أمر دينها بحسب ما وسعها.
ومعنى أزواج النبي (r) , ومعنى كون أزواج النبي (r) , أمهات للمؤمنين: أنهن بمنزلة الأمهات , كما جاء في القراءة الأخرى، أو في الحرف الآخر: ] وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وهو أبٌ لهم [ يعني:هو عليه الصلاة و السلام , فهن أمهات المؤمنين في المنزلة، وفي واجب المحبة التقدير، وفي واجب النصرة , وما يجب من الموالاة ونحو ذلك.
أما في المحرمية فلسن.. فليس أفراد المؤمنين محارم لزوجات النبي (r) , بل كان زوجات النبي (r) , يحتجبن عن بقية المؤمنين، فهن أمهات للمؤمنين في المكانة والمنزلة والفضل، وليسوا أمهات في المحرمية؛ لأن المحرمية أقسام ثلاثة، أو هذا القسم أحدها.

المسألة الثالثة:
قوله: وذرياته المقدسين من كل رجس، يعني بها: يعني بكلمة المقدسين المطهرين؛ لأن التقديس معناه التطهير، والأرض المقدسة يعني: الأرض المطهرة , وهنا نوَّع العبارة مع أنه لم يأت في الكتاب ولا في السنة وصف ذرية النبي (r) بالقدسية، أو أنهم مقدسون، وإنما استعمل ذلك بالمعنى لثبوت المعنى , وهو التطهير , في قوله: ] إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [ لهذا قال بعدها:" المقدسين من كل رجس ". إلماحاً للآية، وأنه يريد بالتقديس هنا: التطهير من كل رجس , الذي هو الإثم والعيب.
وذريات النبي (r) منهم من انقطع، انقطع النسل، وهم أولاده عليه الصلاة و السلام , وأولاد بناته الذين انقطع نسلهم، ومنهم من بقي نسله إلى اليوم، وهم الذين يسمون بآل البيت، وآل البيت في الغالب الآن الموجود من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب، ومنهم القليل من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب، ومن ينتسب إلى الحسين أو إلى الحسن , فإنه في الغالب عندهم صكوك نسبة , يسردون فيها النسب إلى الحسن أو الحسين، يعني: إلى علي بن أبي طالب إلى فاطمة الزهراء.
وهذه النسب سواء اطلع عليها المسلم أو لم يطلع عليها؛ فإن اعتقاده في جنس الذرية الذين طهرهم الله –جل وعلا- من الرجس، ولا ينسب لمعين من الذرية بأنه مطهر من كل رجس، يعني: أن المسلم يحسن القول في ذرية النبي (r) الذين شُهد لهم بالتطهير من الأرجاس , وهذه شهادة عامة , وهي خاصة بأهل ذاك الزمان , وما تسلسل الزمان ما بقوا على سنة النبي (r، وإلا فإن من المعلوم أن القرابة وحدها ليست بسببٍ كافٍ في نزع الآثام أو حدوث التولي.
فقد يرتد القريب , وقد يفسق , وقد يكون كذا وكذا، لكن من كان منهم صالحاً فله حق التقديم , وله حق التبجيل , وله حق الاحترام، لمكان –يعني: أعظم من غيره- لمكانه من رسول الله (r) ولا يبحث في مثل هذه المسائل في الأنساب؛ لأنه كما قال الإمام مالك –رحمه الله تعالى-: الناس مؤتمنون على أنسابهم , فلا يبحث عن النسب، وإنما من كان صالحاً فيصدق بظاهره، ومعيار صدقه المحافظة على سنة النبي (r) في أصل الأصول , وهو التوحيد والعقيدة، ثم في البراءة من البدع ونحو ذلك.

قد صح عنه عليه الصلاة و السلام أيضاً أنه قال: ((ثنتان في أمتي من أمر الجاهلية لا يدعونهن، الطعن في الأنساب , والنياحة على الميت)).
وهذا يحصل كثير الحقيقة من... في اختلاط بمن ينتسب إلى آل البيت؛ لأنه قد يأتي آتٍ , ويطعن في النسب، وهذا لا يجوز شرعاً , أن يخاض في مسألة النسب، إلا من شاع وانتشر وظهر أنه مقدوح في نسبه،فهذا أمر آخر، لكن يشكك في النسب , هذا أمر لا يعني، المقصود الاستقامة , والناس مؤتمنون على أنسابهم، ومن لم يكن مستقيماً منهم فيدعى له الحق أكثر من غيره،بأن يدعى له بالاستقامة والهداية ومغفرة الذنب ونحو ذلك؛ لأجل منزلته من رسول الله عليه الصلاة و السلام.

المسألة الرابعة:
قوله في آخر الجملة:"فقد برئ من النفاق ". يعني به: ما يشمل النفاق العملي , والنفاق الاعتقادي؛ لأن ضد إحسان القول في الصحابة والزوجات والذرية هو الإساءة في القول ظاهراً أو باطناً، وهذه الإساءة قد تكون من النفاق العملي , وقد تكون من النفاق الاعتقادي بحسبها , بحسب الحال.
فمن طعن مثلاً في عائشة –رضي الله عنها- بما برأها الله منه؛ فإن نفاقه حينئذٍ نفاق اعتقادي , كما قال –جل وعلا- في وصف المنافق:] وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ [. وقد يكون نفاقاً عملياً بحسب إساءة الظن؛ لأن آية الإيمان حب الصحابة، وآية النفاق بغض الصحابة، وإذا قال النبي (r) في الأنصار: ((آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار))؛ فإن المهاجرين أفضل من حيث الجنس من الأنصار،فلهم الحق الأعظم، كذلك زوجات النبي (r) وعامة الصحابة , لهم في ذلك المقام الأعظم.
لهذا نقول: إن النفاق العملي قد يدخل إلى القلب في الإساءة في القول، أو في الظن في صحابة رسول الله (r) أو زوجاته أوذرياته (كلام بخصوص تنظيم الرس). نجيب عن سؤالين أو ثلاثة.

سؤالٌ: يقولُ: بعض أهل العلم يذكر في تعريف الصحابي: من آمن بالرسول , ورآه , ومات على ذلك , وإن تخللته ردة , فذكروا وإن تخللت (غير مسموع) في صحبته ردة؟!
جواب: هذه المسألة معروفة في تعريف الصحابي، في مصطلح الحديث، ويعني هذا القيد ((وإن تخللته ردة)) لا داعي له؛ لأنه آمن بالرسول (r) ورآه ومات عل ذلك، قوله:((وإن تخللته ردة)) هذا لأجل خلاف من خالف في هذه المسألة، لكن قوله: ومات على ذلك يكفي ,((وإن تخللته ردة)) لا تصلح للتعاريف على ما هو معروف في موطنه.

سؤال: هل يصح أن يقال: إن حسان بن ثابت (t)جبان أو نحو ذلك , كما ذكر ذلك ابن حجر في الإصابة، علماً أن وصف الجبان وصفٌ ليس عام، وإنما هو لحادثة أو نحوه؟!
جواب: ليس كذلك، بل حسان بن ثابت (t) من الشجعان؛ لأنه كان يهجو المشركين، وقد قال عليه الصلاة و السلام لحسان: ((اهجهم حسان , وروح القدس معك)). وقال أيضاً له في وصف هجائه للمشركين: ((لهو أشد عليهم من وقع النبل)). والعرب كانت تثأر ممن يهجو , وتكيد بالسوء، فحسان (t) كان مقداماً، لكنه كان كبير السن، كان كبير السن جداً , فكان تقدم قبل النبوة قبل أن يسلم عليه ستون سنة، فأسلم وهو ابن ستين سنة، ولما جاءت المغازي كان كبيراً، فربما تأخر لضعفه , لا لأجل شيء في نفسه (t) فوصفه بهذا أولاً لا يجوز؛ لأنه تأخر في بعض الوقعات لا لأجل ما ذكره هنا , ولكن لأسباب أخر , وله في ذلك مقام الصدق , رضي الله عنه وأرضاه.

سؤال: ما أدري، المهم يقول:إنه في الرد على أهل الرفض ودحض ما يبثونه على جهاز الإنترنت من تشكيك في القرآن وإنه ناقص، وغير ذلك من الشبه؟!
جواب: أنا ما وقفت أنهم يعلنون نقص القرآن؛ لأنهم الآن يقولون: لا نقول نحن بنقص القرآن، ولا يصح , وإنما هذا قول شُذَّاذ منا , ولا يجوز أن يُنسب إلينا , ويتبرأون من هذه المقالة، فإذا كان أنهم نشروه على صفحات الإنترنت، فهذه تحتاج إلى تثبت، ولا بد من الرد عليهم؛ لأن هذا من أعظم الجهاد العلمي.

سؤال: لم تشيروا –حفظكم الله- إلى خلافة الحسن بن علي؟
جواب: أنا ما أشرت إليها! أشرت يعني: هو قال: أشرت يعني: صحيح ما فصلت، لكن هو يقول: لم تشيروا الإشارة أشرت، أنا سلمت , الحمد لله.

سؤال: ما رأيكم في ولاية عبدالله بن الزبير؟ وهل هي الولاية الشرعية؟ وفي عام ألفين… إلى آخره.
جواب:(كلام غير مسموع) القرن يبدأ من سنة الصفر ولا من سنة الواحد؟
الشيخ: القرن من وين؟! وهم الآن يجعلونها الصفر؟ أنا ما فهمت، ليش هو يبدأ من الواحد، بداية القرن من سنة واحد، ولا من سنة الصفر؟ كيف يعني صفر؟!
الشيخ: (هه)
أحد الجالسين: صفر
الشيخ: يعني: الآن لما قلنا عشرة هذه تتمة إيش؟ تتمة العشرة، ثم يبدأ من إحدى عشر تبدأ في السنين، ولاَّ لا؟ ولاَّ إذا بدأت السنة يعني تبدأ تتناقص شيئاً فشيئاً؟ على كل حال هذا هروب من السؤال. فيه شيء إن شاء الله بيصدر قريباً عن هذه الاحتفالات، أو تنبيه عام إن شاء الله يصدر قريباً.

سؤال: هل لمن يدعي أنه من الأشراف حقٌ علي، إذا كان من الفسقة هل يلزمني شيء تجاهه؟
جواب: لا، له حق المحبة؛ لأنه من الأشراف، أما من جهة الحقوق الأخرى فهي متبادلة كغيره من المسلمين، لكن له حق المحبة، له حق التقديم، له حق مزيد من النصيحة , والأشراف الشرف المقصود به: شرف النسبة، وشرف النسبة يعني: أنه منتسب إلى الآل، وفيه اصطلاح خاص، يعني:كل واحد منتسب إلى علي بن أبي طالب (t) يقال: من الأشراف , لكن فيه اصطلاح خاص آخر، وهو أن يفرق بين الأشراف والسادة، يقال: هذا من الأشراف , وهذا من السادة.

يُعْنَى بالسادة من لم يكن من بيت الأشراف , الذين ولوا الإمارة في وقتٍ من الأوقات , وُلُّو الحكم في مكة ونحوها في وقت، يقال لهؤلاء: السادة، وسلسلة النسب الأخرى يقال: هؤلاء الأشراف الذين ولوا الولاية والإمارة والملك، هذا اصطلاح خاص، يقال: هذا سيد، وهذا شريف، لكنهم المقصود أنه إذا كان لفظ الشرف, الأشراف المقصود به أنه من الآل , ولا يعنى به هذا المعنى الخاص، أنه من أهل بيت الحكم السابق، فهذا لا يخصون بشيء , إنما هم مثل كل من انتسب إلى النبي عليه الصلاة و السلام , يعني إلى علي (t) لهم الحق الذي لهم، ويقدمون إذا كان لهم فضل وعلم مزية وصلاح، أما إذا لم يكن لهم ذلك , فلهم حقوق أخرى تؤدى , ويدعى لهم , وينصحون، ولهم في ذلك أكثر من غيرهم.

سؤال: يقولون في الأذان: وأشهد أن علياً ولي الله، ما المقصود بهذه العبارة؟ وهل من سمع هذا الأذان يردد ما يقول المؤذن؟
جواب: هذه العبارة عند الشيعة والزيدية ونحوهم، هذه باطلة؛ لأن الأحاديث التي فيها تعليم النبي (r)الأذان لبلال في قصة الرؤيا , ولابن أم مكتوم ولغيرهما , ليس فيه هذه اللفظة.

ومضى المسلمون في عهد أبي بكر وهم مجمعون على أنه ليس في ألفاظ الأذان:‘‘وأشهد أن علياً ولي الله ‘‘ ثم في عهد أبي بكر، وعمر , وعثمان , وعلي، وفي عهد الصحابة، حتى حدثت بعد ذلك من الشيعة والزيدية مراغمةً في ظنهم لبعض النواصب وأهل البدع، وهذا باطل؛ لأن الأذان عبادة , ولا يجوز أن يضاف إليه ما لم يأت دليل عليه، وهذه العبارة حتى بعض الشيعة والزيدية أنكرها , والشوكاني له بحث فيها أيضاً طويل والصنعاني الاثنين , وهما كانا من الزيدية، وكذلك لبعض الشيعة والرافضة لهم أيضاً فيها بحوث , مثل: الموسوي وغيره في رد هذه الكلمة، وأنها زائدة , وأدخلت لغرض سياسي، ثم بقيت في ذلك.
فهذه العبارة بدعة , والذي يسمع هذه العبارة يجب عليه لا أن يرد ويتابع , بل يجب عليه أن يكره في قلبه، وأن ينكر البدع , وأن يرد على من قالها , وإذا استطاع أن يؤذن هو بالأذان الشرعي الذي في السنة فهذا هو الذي يجب عليه.

سؤال: ما رأيكم فيمن يقول: لو كانت خلافة أبي بكر منصوصاً عليها لَمَا اختلف الصحابة (y) في سقيفة بني ساعدة؟!
جواب: أولاً دائماً في الأسئلة لا تقل بمن يقول , لا رأيك فيمن...
قلرأيك في قول كذا، أحسن , يكون السؤال عن القول , لا عن القائل، هذا أمر.
الأمر الآخر: العلم يختلف الناس فيه،يختلف الناس في استحضاره , ويختلف الناس أيضاً في العلم به، وقد يكون عند فلان من الناس علماً، لكنه في الموضع الفلاني ما استحضره، ثم بعد ساعة قد يستحضر أكثر مما قال في الوقت ذلك، ثم قد يكون في وقت الخصومة ما فيه من ذهاب بعض ما يُستحضِر، لكن الأمر صار إليهم , وأجمعوا لما ذكرهم بقوله: ((الأئمة من قريش)).
وهذا من حسن سياسة أبي بكر (t) , ومن حسن معالجته للأمور؛ لأنه لم يذكر هو ولا[ من معه من المهاجرين، لم يذكرون التنصيص على أبكر][1] وإنما ذكروا التنصيص على قريش؛ ليقطعوا بذلك دابر تمسك الأنصار بالخلافة؛ وقال فهيم أبوبكر الكلمة الشهيرة: نحن الأمراء , وأنتم الوزراء , وساق فيه , ثم لم يختلفوا طويلاً , وإنما كانت بعض الأيام.

سؤال: يدعي بعض الشباب أن الجهاد في الشيشان فرض عين على كل مسلم قادر, فما القول الصحيح؟

(الوجه الثاني)

سؤال: يدعي بعض الشباب أن الجهاد في الشيشان فرض عين على كل مسلم قادر فما القول الصحيح؟
جواب: ما أحد قال من أهل العلم , حتى يكون هناك قول صحيح وقول ضعيف , ما في أحد يقول: إنه إن الجهاد في الشيشان فرض واجب على كل مسلم قادر، ما في أحد يقول: الجهاد يجب على من في البلد، ممن دهموا وجب عليهم الجهاد بحسب القدرة، فإذا لم يستطيعوا أو لم يكفوا؛ فإنه يجب على من يقربهم من البلدان، بلدان المسلمين يعني: الأقرب فالأقرب؛ لأن الله –جل وعلا- يقول: ] قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً [ فقال: ] قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُمْ [ لهذا أهل العلم متفقون على أنه إذا دهم عدو بلد؛ فإن الجهاد يجب على الجميع في رد هذا العدو , ممن هم في البلد , فإذا لم يستطيعوا الكفاية؛ فإنه يجب على من قرب منهم، وهكذا في تدرج , مثلما حصل من قبل في أمثلتها.

الشباب نوصيهم دائماً بألا يذهبوا إلى الجهاد في أي بلد من تلك البلاد، بل إن كان لهم رغبة فيمدونهم بالمال، يدعون لهم بظهر الغيب ونحو ذلك، وجهادهم في بلدهم بالعلم والعمل الصالح، والاستعداد للدعوة , ونشر العلم في المستقبل، هذا أولى , ويذهب أناس هناك ,ولا يعلمون حال تلك البلاد، ولا ما فيها من العقائد , ولا ما فيها من الأفكار , ولا الاتجاهات المختلفة , فيذهب من رغبته في الجهاد، ورغبته في الشهادة - جعلنا الله جل وعلا جميعاً ممن يطلبها بحق-، يرغب في ذلك، ثم هناك يصطاد , وهو عنده نية طيبة وحسنة، ثم يصطاد ممن يُغرونه بأفكار وآراء، وربما لم تكن موافقةً لطريقة أهل السنة ولا لمنهج السلف.
لهذا لا يوصى أحد، بل من استطاع أن يمنع أحداً أن يذهب فهو الأولى , إذا كان له رغبة في الجهاد، يجاهد بالمال , والجهاد العيني لا يجب، والجهاد الكفائي عليهم هم هناك، على من يقرب منهم، وأما الناس هنا فيرشدون إلى الجهاد بالمال، إذا رغبوا أن يتبرعوا إليهم، والجهاد بالعلم يلازمون العلم؛ لأن هذا فيه النفع العظيم المستقبلي. جعلنا الله وإياكم ممن يوفق للحق.
نكتفي بهذا القدر، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم ,الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , أما بعد: فأسأل الله -جلا وعلا- أن يجعلني وإياكم ممن صلحت أقوالهم , وصلحت أعمالهم , ومنّ عليهم ربهم بالفقه في الدين، وبالعلم بالتأويل، كما نسأله لنا ولإخواننا وأحبابنا الثبات على دينه , وقول كلمة الحق في الغضب والرضا , إنه سبحانه يمنّ على من يشاء , وهو الغفور الرحيم، نجيب عن بعض الأسئلة بين يدي هذا الدرس.

سؤال: يقول: لقد أشكل عليّ السؤال الذي طرح في الدرس السابق، وهو إذا اغتسل للجمعة هل يجزئ عن الوضوء؟ فأجبتم بعدم الجواز، فهل المنع إذا لم ينو الوضوء وهو تحت الدش،أم حتى ولو نوى الوضوء مع الاغتسال للجمعة؟ إلى آخر الكلام.
جواب: هو الكلام كان واضحاً، لكن يمكن أن يختصر في نقطتين:

النقطة الأولى:
أن الحدث الأصغر لا يرفعه الغسل إلا إذا كان الغسل عن حدثٍ أكبر، الحدث الأصغر لا يرفعه الغسل، يعني:ليس كل غسلٍ يرفع الحدث الأصغر، ومعنى قولنا: كل غسل يعني: غسل العبادة, مثل: الجمعة، أو غسل التبرد، واحد بيسبح أو يستحم للتبرد أو للتنظف، هذا ليس الغسل رافعاً للحدث الأكبر، وبالتالي فلا يرفع الحدث الأصغر، بل يلزم المغتسل غسل استحباب , أو غسل نظافة أو تبرد، أو غسل لا يرفع الحدث الأكبر , مثل: غسل الجمعة , يلزمه أن يتوضأ؛ لأن هذا الغسل لا يرفع الحدث، وإنما الذي يرفع الحدث بالنية إذا اغتسل لرفع الحدث الأكبر.

الرجل إذا كان عليه جنابة فاغتسل من الجنابة, وهو ينوي رفع الحدث الأكبر، والحدث الأصغر، أو ينوي رفع الحدث مطلقاً؛ فإنه يرتفع , ويكون هذا من الصور التي تدخل فيها الطهارة الصغرى في الكبرى , أو يدخل فيها الأصغر في الأكبر، أما إذا لم يكن يرفع الحدث الأكبر؛ فإنه لا يدخل في ذلك , بل يجب عليه الوضوء؛ لأن حدثه باق , والغسل لا يرفع الحدثالأصغر إلا إذا كان الغسل لرفع الحدث الأكبر.

النقطة الثانيةالتي توضح المقام:
أن قول بعض أهل العلم: إن غسل الجمعة واجب على ما جاء في بعض الأحاديث: ((غسل الجمعة واجب على كل محتلم)). ونحو ذلك، كون الغسل واجباً هذا وجوبه للتعبد , لا لرفع الحدث , ولهذا لا يدخل في الصورة الأولى , ولو كان الغسل واجباً عند من قال به، فتعليق رفع الحدث الأصغر إنما هو بالغسل الذي يرفع الحدث الأكبر , وليس بالغسل الواجب؛ لأن هناك صور فيها غسل واجب أيضاً، مثلاً عند من قال: إن غسل الإسلام واجب , هذا لا يرفع الحدث الأصغر، إلا إذا كان عن حدثٍ أكبر، وهكذا في غيره.
كذلك المرأة، إذا اغتسلت عن الحيض، يعني: اغتسلت بعد الحيض إذا رأت الطهر، واغتسلت بعد النفاس؛ فإن هذا الغسل بالنية يرفع الحدث الأصغر؛ لأنه غسل لرفع الحدث الأكبر، أما إذا كان غسلاً غير ذلك؛ فإنه لا يرفع الحدث , هذا إيضاح المقام حتى لا يكون ثم إشكال.

سؤال: يقول: كيف يُناظر ويجادل الروافض وهم لا يؤمنون بكتاب إلا بتحريف , ولا بسنة إلا بتصحيف، فعلى أي شيء نجادلهم؟ وبأي شيء نفحمهم؟
جواب: ينبغي للمجادل أن ينظر في الكتب، يعني: طالب العلم ينظر في الكتب التي صنفت في الرد على الشيعة والزيدية والروافض؛ لأن فيها من العلم ما يهيئ لطالب العلم تصور المسائل , التي يختلف فيها أهل السنة مع تلك الطوائف , وكيفية الرد.

وخلاصة الخلاف مع الشيعة ومع الرافضة بالخصوص يرجع إلى خلافٍ في توحيد العبادة؛ لأنهم يرون أن لأئمتهم مقاماً, يصلح معه أن يسألوا , وأن يدعوا , وأن يستغاث بهم، بل بناء القباب على القبور والحج إلى المشاهد التي يسمونها مشاهد، يعني: قبور الأولياء وما أشبه ذلك، هذا راجع إلى الشيعة والرافضة؛ فإنهم هم أول من أحدث فتنة البناء على القبور , وتعظيم ذلك وشد الرحال إليها، توحيد العبادة , ثم فرق بيننا وبينهم كبير، بل هم لا يقرون بتوحيد العبادة إلا على طريقتهم، فعندهم دعوة الأولياء , ودعوة الأئمة الاثني عشر , أو دعوة النبي (r) وتعظيم القبور والمقابر , وشد الرحل إليها , والتوسل بها , والاستغاثة بأصحابها في تفريج الكرب وفي طلب الخيرات , هذا كله عندهم مشروع ومطلوب، بل هو الحج أو من الحج عندهم وأئمتهم.

سيأتي بيان في هذا الدرس إن شاء الله , أئمتهم عندهم أنهم أبلغ وأرفع من الأنبياء، مثلما قال الخميني في كتابه "الدولة الإسلامية". يقول: ومن ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل , وأنهم كانوا قبل خلق هذا العالم أنواراً، فجعلهم الله بعرشه محدقين، وجعل لهم من المنزلة والقربى ما لم يجعله لأحدٍ من العالمين، وهذا يعني أن فيهم من صفة الملائكة ومن نور الله، أو ما أشبه ذلك , وأنهم أرفع من الأنبياء.
فإذن دعوة أولئك والاستغاثة بهم هذه مطلوبة، هذا في توحيد العبادة، كذلك في النبوة والولاية –في فرق- كذلك في مصدر التلقي , الكتاب والسنة , وما هو الكتاب وما هو السنة في ذلك، أيضاً هناك (كلام غير مسموع) كذلك في مسائل العقيدة بعامة، في الغيبيات والأسماء والصفات والقدر والإيمان، ثم فروق كثيرة بين أهل السنة وبينهم، وهذه تتطلبها من كتب أهل العلم التي صنفوها في بيان هذه المسائل، مثل كتاب ابن تيمية "منهاج السنة" ومثل "المنتقى" للذهبي، ومثل "جواب أهل السنة" للشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، وثم كتب كثيرة في هذا الباب.

سؤال: من الذين يمثلون النواصب؟ وهل هم فقط الخوارج؟
جواب: النواصب هم الذين يناصبون العداء للصحابة عقيدة، وهؤلاء هم ضد الشيعة، يعني: مَن مدحه الشيعةُ هم يناصبونه، تجد أنهم مدحوا علياً , هم يناصبون علياً العداء , ويتولون معاوية، ويتولون يزيد بن معاوية ضد الحسين، وهكذا..فهؤلاء ثم فرق ينتسبون إلى هذه المقالة , مثل: فرقة اليزيدية في العراق وفي سوريا، ونحو ذلك من الفرق.

سؤال: يدعوا بعض الأئمة هذه الأيام، يقول: يا غياث المستغيثين، فهل اسم غياث من أسماء الله تعالى؟
جواب: هذا الدعاء صححه الإمام أحمد –رحمه الله- وصوبه ابن تيمية في الفتاوى أيضاً؛ وذلك لأن الله –جلا وعلا- هو الذي يغيث:] إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ [ فمن استغاث بالله أغاثه، والاستغاثة نوع من الدعاء؛ لأنها طلب الغوث الذي هو دعاء خاص , ونداء خاص، والله –جلا وعلا- يجيب المضطر إذا دعاه، كما قال في سورة النمل: ] أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ [. فهذا الدعاء مما صح، ومسألة النداء فيه ‘‘يا غياث المستغيثين‘‘ لا يلزم منه أن يكون اسم غياث من الأسماء الحسنى؛ لأن معناه ثابت بطريقة أخرى، وهذه يمكن الرجوع فيها إلى كلام ابن تيمية.

سؤال: من المعلوم أن الاجتماع ونبذ الفرقة من أهم المقاصد الشرعية، فما صفة الذين يجب علينا مراعاة هذا المقصد معهم؟ وذلك أن كثيراً من المبتدعة كالأشاعرة والرافضة و غيرهم لو أنكر عليهم مذهبهم حصلت الفرقة، فهل يسكت عليهم مراعاة لذلك المقصد الكبير؟
جواب: هذه مسألة كبيرة يضيق عنها المقام، لكن المقصود أن الاجتماع... الاجتماع على الدين والدعوة تكون إلى الدين الذي أمرنا الله –جلا وعلا- بالاجتماع عليه , وهو ما نزل به القرآن , وصح عن النبي (r) وكان عليه السلف الصالح، هذا هو الدين , كما قال –جلا وعلا-:] شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ [ الآية، وكذلك قوله –جلا وعلا- في سورة آل عمران: ] وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ [ وهكذا:] وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ [.

والآيات في هذا المعنى كثيرة، وأوضحت لكم هذا مراراً، فالدين الذي يجب الاجتماع عليه هو الدين الذي كان عليه النبي (r،) وكان عليه صحابته , وكان عليه السلف الصالح، وأما ما أحدثته الأمة من البدع في الاعتقاد، أو البدع في العمليات والعبادات، فهذا لا شك أنه ليس الدين الأول , هو شيء جديد، ولذلك صار فرقة وافتراقاً عما كانت عليه الجماعة الأولى، لهذا يجب أن يحافظ على ما كانت عليه الجماعة الأولى قبل أن تفسد , وتحدث الفرقة والاختلاف.
وهذا مما يجب الدعوة إليه , وتثبيته بتثبيت العقيدة في النفوس , والدعوة إلى التوحيد , والالتزام بالعمل الصالح، ونبذ الخلاف في هذه المسائل بتأصيل الأصول الشرعية في ملازمة الدليل , وعدم الذهاب إلى العقليات.
من جهة ثانية الاجتماع والائتلاف يكون بالاجتماع على من ولاه الله -جلا وعلا- أمر المسلمين، فهذا الاجتماع مقصود في الشريعة، أمر به الله -جلا وعلا- , وأمر به النبي (r) وحض عليه , وأبدى فيه وأعاد، كم يقول إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في مسائل الجاهلية، حتى غدا كثيرين هذا الأصل كأنه لم يكن فيه شيء من حديث النبي (r) فالاجتماع نوعان:
اجتماع في الدين
واجتماع على ولي الأمر وعدم مخالفته فيما في غير وعدم مخالفته ولزوم طاعته في المعروف، فإذا أمر بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

سؤال: ما حكم أكل التمساح؟
جواب: التمساح من ذوات الناب فلا يؤكل، وإن كان بحرياً فهو أيضاً بري.

سؤال: هل المذهب الظاهري من المذاهب المعتبرة؟ ولماذا يندر ذكر أقوالهم في المسائل الفقهية؟
جواب: المذهب الظاهري مذهب موسوم بالقول بالظاهر،لكنه لم يتأصل في متون للكتب , وفي قول إمام منهم يمكن أن يصار إليه في أن هذا المذهب أهل الظاهر، ولهذا في كتب الخلاف العالي يختلف القول، هل هذا فعلاً مذهب الظاهرية، أو ليس بمذهب الظاهرية؟! والظاهرية نسبوا إلى قولهم بالظاهر , ونفي القياس، وعدم الدخول في التعليلات , ولهم قواعد وأصول , مثل أن يكون كل أمر للوجوب، ونفي التعليل , وعد الأخذ بخلاف ما دل عليه الظاهر، حتى ولو فارق المعنى الذي يراد من الدليل.
تارة ينسب إلى داود الظاهري في مسائل، وتارة ينسب إلى أبي محمد بن حزم الأندلسي في مسائل، وتارة ينسب إلى غيرهما،وأكثر ما يقال الآن: مذهب الظاهرية،ويعنى به: مذهب ابن حزم، وهو الذي قعد للقول بالظاهر، لهذا ابن حزم إنما ينسب القول إليه , ولا يعدى إلى قول فرقة؛لأن هذا قول الظاهرية بعامة، وقد يتجاوز.
ويقال: إن الظاهرية قالوا: كذا , لكن الظاهرية كمذهب لا يوجد له تأصيل من حيث المتون , ومن حيث المسائل التي قالوا بها، مثل مذهب الحنابلة الشافعية المالكية الحنفية، هذه يعرف المذهب ولم يخدم أيضاً , بعد ابن حزم ما خدم، وإن كان جاء بعض العلماء يصيرون إلى قول أهل الظاهر، مثل: ابن عربي الصوفي , ومثل ابن سيد الناس ونحوهما، ومثل أبي حيان صاحب البحر المحيط، وجماعة مما كانوا يميلون إلى هذا، لن... ليسوا مترسخين في الفقه, ولا ألفوا , لهذا لا تجد أن أقوالهم تذكر في باب الخلاف دائماً.

سؤال: يوجد على كثير من السيارات تعليقات وخرق في مقدمتها ومؤخرتها، وأكثر هذه السيارات تخص، إما هنود أو باكستانيين أو أفغان , وتوضع هذه الخرق لدفع العين، أو لدفع الحوادث , فما توجيهكم للعمل على إزالته؟ وبالأخص أنها في بلد التوحيد.
جواب: هذه الأشياء التي تعلق ربما تكون من التمائم، وربما لا تكون , ولهذا ينبغي أن يتثبت من ذلك , فإذا ثبت أنها تميمة علقت مثل: خيوط حمر , أو أرنب على الجزارة، أو على يعني خلف المقعد الخلفي، يوضع رأس حيوان , أو شيء من هذا القبيل، أو وضع مصحف في الخلف خلف الناس , قد أكلته الشمس من كتر ما أصابه منها، وأشباه ذلك، هذه ظاهر أنها من التمائم.
فإذا كانت من التمائم وجب مناصحة من هي معه، وإزالتها إن أمكن إزالتها بدون مفسدة , ووجب أيضاً أن يقوم أهل الحسبة –الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- بهذه المسائل؛ لأن الشرك هو أخبث ما يكون , هو التعلق بغير الله , واعتقاد النفع والضر في هذه الخرق والأشرطة والحيوانات وأنها تدفع العين، أو تجلب الخير أو نحو ذلك، هذه من الاعتقادات الفاسدة، والنبي (r) صح عنه أنه قال: ((إن الرقى والتمائم والتولة شرك)). وقال أيضاً: ((من تعلق تميمة فقد أشرك))، وتعلق تشمل شيئين: تشمل التعليق وتعلق القلب، تشمل التعليق في نفسه , وتعلق القلب.
فمن علق شيئاً وتعلق قلبه به فقد أشرك، والقرآن على الصحيح لا يجوز أن يستخدم تميمة، لا من جهة وضعه في السيارات للحفظ أو لدفع العين، ولا أيضاً من جهة لبسه كسلسال , مثلما يباع أحياناً لبعض النساء، ويلبس هذا كله من جهة التمائم، أو أن يجعل القرآن في خرقة وتربط أو يعلق، هذا كله من جهة التمائم , ويجب النهي عن ذلك، وألا يتخذ القرآن تميمة؛ لأنه داخل في العموم , وصيانة له من استعماله في غير ما شرع الله –جلا وعلا- نكتفي بهذا وسم الله.


[1] ما بين المعقوفتين غبر موجود بالشريط


  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1430هـ/1-03-2009م, 12:11 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية للشيخ: يوسف بن محمد الغفيص (مفرغ)


بغض الصحابة من النفاق
قال: [ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذرياته المقدسين من كل رجس؛ فقد برئ من النفاق] . أي: لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث البراء : (لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق) ، فحب الصحابة رضي الله عنهم أنصاراً كانوا أو مهاجرين إيمان، وبغضهم نفاق، والمهاجرون كما هو معلوم جنسهم أعظم وأفضل من جنس الأنصار؛ لأن الله قدمهم لما معهم من الهجرة والنصرة، وإن كان الأعيان لا يلزم أن يطرد فيهم هذا. أحياناًَ يستدل بعض الشيعة على نفاق بعض الصحابة بأنهم قاتلوا علياً ، ويذكرون في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لـعلي -وهو حديث صحيح مخرج في صحيح مسلم وغيره- عن علي رضي الله عنه: (إنه لعهد النبي الأمي إلي، أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق) ، قالوا: ومن قاتله فقد أبغضه، وأي بغضٍ أشد من رفع السيف في وجهه..إلى غير ذلك. فيقال: لا شك أن هذا ليس طريقاً للتحصيل، وإلا لو كان كذلك للزم أن من قاتل أنصارياً يكون متصفاً بذلك، وقد ذكر كثير من أهل الأخبار والسير أنه كان في جيش معاوية بعض الأنصار، فيلزم أن الحكم ينطبق على علي ومن معه، ولا شك أن هذه طريقة ليست من طرق الفقه المأثورة عن سلف الأمة، وكان الصحابة رضي الله تعالى عنهم مع اقتتالهم متوالين في قلوبهم، أي: بينهم قدرٌ من الموالاة والمحبة في قلوبهم، وإن اجتهدوا فيما اجتهدوا فيه فأخطئوا، وهذا بين في كلام علي رضي الله تعالى عنه. ......

الكلام على القتال بين علي ومعاوية
وقد تنازع أهل السنة والحديث في القتال بين علي وأهل الشام، أي: بين معاوية ومن معه، فمنهم من قال: إن الصواب كان مع علي ، ومنهم من قال: إن الصواب كان في ترك القتال، وكلا القولين مأثور عن السلف رحمهم الله. وأما من صوب قتال معاوية فإن هذا قولٌ غلط لم يقله أحدٌ من السلف، وكذلك من قال: إن هذا الزمن ليس فيه إمام أو خليفة شرعي، وإنما هو زمنٌ فتن، فهذا قول لطائفة من المتكلمين وبعض الفقهاء؛ وإنما القولان المأثوران عن السلف إما تصويب القتال من جهة علي ، وإما تصويب ترك القتال. وشيخ الإسلام ابن تيمية يقول: (إن جمهور أهل السنة والحديث يذهبون إلى أن الصواب هو ترك القتال؛ لأن معاوية ومن معه غاية الأمر أن يكونوا بغاةً، ولم يؤمر لا في الكتاب ولا في السنة بقتال الطائفة الباغية ابتداءً، وأما قوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي..} [الحجرات:9] ، فإن قتال الطائفة الباغية إنما شُرع بعد الصلح، قال: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)، فالمشروع هو الصلح وليس البدء بالقتال. ويستدل لذلك أيضاً بما ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الحسن : (إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) ، قال شيخ الإسلام : (ولو كان القتال مشروعاً لما كان من امتنان الله وفضله على المسلمين أن يرفع عنهم ما هو مشروع)، أي: لكانت النعمة في بقاء هذا المشروع واستمراره، فهذان الدليلان هما أخص ما استدل به شيخ الإسلام ، وقال: إن هذا هو القول الذي عليه جمهور أهل السنة والحديث، وذكر أنه الراجح في مذهب الإمام أحمد . والحقيقة أن المسألة فيها إشكال، ولا يلزم أن يجزم فيها عند طالب العلم بجزم؛ لأن الاستدلال بالآية مشكل من جهة، وهي أنه وإن كان القتال إنما يشرع بعد الصلح؛ لكن إذا كان الصلح متعذراً أو لم يكن ممكناً، فهل يبقى أن القتال لا يشرع بحال؟ وهل علي رضي الله تعالى عنه أمكنه الصلح وتركه؟ هذه مسألة لا يمكن الجزم بها، أو يجزم بأن علياً ما كان يمكنه الصلح، لكن على أقل تقدير نقول: لا يمكن لأحدٍ أن يقول: إن علياً كان يمكنه الصلح، ولكنه أعرض عنه. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (إن ابني هذا سيد)، يقال: إن هذا كان في حق الحسن ، ومعلوم أن الحسن ليس كأبيه، فلو كان القتال من أبيه مشروعاً لم يلزم أن تكون مواصلة القتال من قبل الحسن مشروعة، فإن مقام علي ليس هو مقام الحسن ، فالمسألة ليس فيها شيء بين، وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (تقتل عماراً الفئة البغية) ، فهذه مسألة اجتهاد. ومما يدل على أن المسألة مسألة اجتهاد: أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا مختلفين فيها، ومن ترك القتال لا يلزم أنه لم يكن مع علي ، فإن أسامة بن زيد ، كما ثبت عنه في الصحيح قال لـعلي : (يا أبا الحسن ! لو كنت في شق الأسد، لأحببت أن أكون معك فيه) أي أنه كان موالياً تماماً لـعلي ، قال: (ولكن هذا أمرٌ لا أراه) وحتى علي نفسه، فقد كان متبرماً من القتال، وكان يمتدح مقام سعد بن أبي وقاص ، وامتداحه له مشهور معروف، فالقصد أن هذه المسألة ليست بينة، بل هي من مسائل الاجتهاد، ومن اجتهد من الصحابة فله أجران ومن أخطأ فله أجر. ......
الأنبياء هم أفضل خلق الله سبحانه، اصطفاهم على خلقه وزكاهم، وأكرم كثيراً ممن اتبعهم بأنواع من الكرامات، فضلاً منه ومنة؛ فكان لزاماً اقتفاء آثارهم واتباع طريقتهم، وحفظ مقامهم والثناء عليهم.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
وأن, قوله

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir