دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الطحاوية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م, 03:18 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي قوله: (لا نفرق بين أحد من رسله، ونصدقهم كلهم على ما جاؤوا به)

لا نُفَرِّقُ بينَ أحدٍ من رُسُلِهِ، وَنُصَدِّقُهُم كُلَّهُم على ما جاءُوا بهِ.

  #2  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 06:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات على الطحاوية لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز

[لا يوجد تعليق للشيخ]

  #3  
قديم 1 ذو الحجة 1429هـ/29-11-2008م, 06:45 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التعليقات المختصرة للشيخ: صالح بن فوزان الفوزان

(1) لا نُفَرِّقُ بينَ أحدٍ من رُسُلِهِ، وَنُصَدِّقُهُم كُلَّهُم على ما جاؤُوا بهِ.




(1) هذا سَبَقَ، أَنَّهُ يَجِبُ الإيمانُ بجميعِ الرُّسُلِ من أَوَّلِهِم إلى آخرِهِم، مَن سَمَّى اللَّهُ مِنْهُم في القرآنِ ولم يُسَمِّ؛ فَنُؤْمِنُ بجميعِ الرُّسُلِ الذينَ أَرْسَلَهُم اللَّهُ إلى عِبَادِهِ، فَمَن آمَنَ ببعضِهِم وكَفَرَ ببعضٍ فهو كافرٌ بالجميعِ؛ لو جَحَدَ نَبِيًّا واحِدًا فإِنَّهُ يكونُ كافرًا بجميعِ الأَنْبِيَاءِ { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُوَلِئَكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} (النساء: 150، 151).
فاليهودُ كُفَّارٌ؛ لأَنَّهُم كَفَرُوا بِنَبِيَّيْنِ كَرِيمَيْنِ، كفَروا بِعِيسَى عليهِ الصلاةُ والسلامُ، وكَفَرُوا بمحمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والنَّصَارَى كُفَّارٌ؛ لأَنَّهُم جَحَدُوا رسالةَ النبيِّ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالذينَ يقولونَ اليومَ: اليهودُ والنصارَى مسلمونَ ومؤمنونَ، وأَنَّهُم أهلُ أديانٍ، ويَجِبُ التقاربُ بينَ الأديانِ والحوارُ بينَ الأديانِ، هذا خَلْطٌ وضلالٌ والعياذُ باللَّهِ، خَلْطٌ بينَ الحَقِّ والباطلِ، والإيمانِ والكفرِ؛ لِأَنَّهُ بَعْدَ بِعْثَةِ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ هناكَ دِينٌ صحيحٌ إِلاَّ الإسلامُ { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلاَمَ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عِمْرَان: 85).
فالإسلامُ نَسَخَ كُلَّ مَا قَبْلَهُ، وأَمَرَ الإنسَ والجنَّ واليهودَ والنصارَى والأُمِّيِّينَ, وجميعُ العربِ والعَجَمِ أُمِرُوا باتِّبَاعِ المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلا إيمانَ إِلاَّ باتِّبَاعِ هذا الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


  #4  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 10:11 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي


قوله: ( ... لا نفرق بين أحد من رسله، ونصدقهم كلهم على ما جاؤوا به ).
. . .
وقوله: لا نفرق بين أحد من رسله، إلى آخر كلامه - أي: لا نفرق بينهم بأن نؤمن ببعض ونكفر ببعض، بل نؤمن بهم ونصدقهم كلهم، فإن من آمن ببعض وكفر ببعض، كافر بالكل. قال تعالى: ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً * أولئك هم الكافرون حقاً. فإن المعنى الذي لأجله آمن بمن آمن به [ به] منهم - موجود في الذي لم يؤمن به، وذلك الرسول الذي آمن به قد جاء بتصديق [بقية] المرسلين، فإذا لم يؤمن ببعض المرسلين كان كافراً بمن في زعمه أنه مؤمن به، لأن ذلك الرسول قد جاء بتصديق المرسلين كلهم، فكان كافراً حقاً، وهو يظن أنه مؤمن، فكان من الأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

  #5  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 01:42 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية لمعالي الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (مفرغ)


"لا نفرق بين أحدٍ من رسله"؛ وذلك لأن الله -جلا وعلا- أثنى على عباده بعدم التفريق بين الرسل؛ لأن الرسل جميعاً جاءوا بشيء واحد. قال جلا وعلا: ] لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا [. وهذا قول أهل الإيمان والرسل، بثناء الله –جلا وعلا- عليهم, وكذلك قول الله جلا وعلا: ] إِنَّ الَّذِينَ [يَكْفُرُونَ][1] بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ [.وهذا فيه الذم الشديد لهؤلاء اليهود,"نصدقهم كلهم على ما جاءوا به". يعني: أن الرسول الذي بعث إلى قومه برسالة فكل ما قاله عن الله –جلا وعلا- حق, ما علمنا منه وما لم نعلم، فلم يقل رسول من لدن نوح -u- إلى محمد r قولاً ينسبه إلى الله [–جلا وعلا- ويجعله من شريعته من دينه، ويكون في ذلك، ولا يكون في ذلك محقاً بل كل ما قالته الرسل فيما بَلَّغوا عن الله - جلا وعلا- يجب التصديق به إجمالاً فيما لم نعلم، وتفصيلاً فيما علمنا وعُلِمنا, والرسل –صلوات الله وسلامه عليهم- دينهم واحد، كما سيأتي في المسألة التالية.

يريد الطحاوي بذلك أن نفس أهل السنة وأهل القبلة سليمة تجاه رسل الله جلا وعلا, فيؤمنون بالجميع, ويسلمون للجميع, خلافاً لأهل الملل الباطلة الزائغة، الذين يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض, ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً, على هذه الجملة بعض المسائل الأولى الرسل دينهم واحد والله -جلا وعلا- لم يبعث رسولاً إلا بدين الإسلام، ولكن الشرائع تختلف][2]، كما قال جلا وعلا: ] لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً [ وقال: ] إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ [ وقال: ] وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ [ يعني: سواء أكان من قبل محمد عليه الصلاة و السلام أم كان بعد محمد r,لا يقبل الله من أحد إلا الإسلام، فالرسل جميعاً دينهم واحد, كما صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: ((الأنبياء أخوة لعلات الدين واحد والشرائع شتى)). وهذا يبين لك أن أهل الإسلام وخاصة أهل السنة والجماعة لا يقولون ولا يعتقدون بأن الأديان التي جاءت من السماء متعددة، كما يقول الجاهل: الأديان السماوية, فالسماء التي فيها الرب -Y- وتقدس في علاه ليس منها.. ليس منها إلا دين واحد، وهو الإسلام, جاء به آدم -u- وجاء به نوح, وجاء به جميع المرسلين إلى نبينا محمد r ,فدين موسى -u- الإسلام، ودين عيسى -u- الإسلام، ودين إبراهيم -u- الإسلام، وهكذا فجميع المرسلين جاءوا بدين الإسلام الذي لا يقبل الله -جلا وعلا- من أحد سواه: ] إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ [. ومن الباطل قول القائل: الأديان السماوية ففي هذا القول تفريق بين الرسل؛ لأن الرسل دينهم واحد، نصدقهم كلهم على ما جاءوا به، لم يأتوا بعقائد مختلفة, ولا بأخبار مختلفة غيبية، فكل الرسل يصدق بعضهم بعضاً, فيما أخبروا به عن غيب الله –جلا وعلا- ما يتعلق بأسماء الله –جلا وعلا- بصفاته، بذاته العلية –جلا وعلا- بالجنة بالنار، الأخبار ليس فيها نسخ، الأخبار ليس فيها تغيير ما بين رسولٍ ورسولٍ، فالأمور الغيبية كل ما جاءت به الرسل فيها حق، لهذا نصدق إجمالاً بكل ما جاءت به الرسل، ونحبهم جميعاً, ونتولاهم جميعاً, وننصرهم جميعاً، ننصر دينهم دين الإسلام، الذي جاءت به الرسل جميعاً.

المسألة الثانية: شرائع الرسل تختلف, وهي التي تضاف إليها الملة، فيقال: اليهودية، يقال: النصرانية ونحو ذلك، هذا باعتبار الشرائع، باعتبار اختلاف الشرائع، والشريعة هي ما لا يختص بأمور الغيب، مما يتعلق بالأمور العملية الله –جلا وعلا- يشرع ما يشاء, بما يوافق حكمته البالغة, تقدس ربنا وجل في علاه, فإذن الفرق ما بين الدين العام والشريعة أن الشريعة.. الدين العام هو ما يتصل بالغيب، والشريعة هي ما يختلف به من جهة العمل, ولهذا تجد بين الرسالات ربما كان في الشرائع اختلاف في بعض وسائل، في بعض الوسائل, مثلاً: وسائل الشرك, ففي بعضها ما يباح، وفي بعضها منعت, مثلا:ً اتخاذ التماثيل كان مباحاً في شريعة موسى, سليمان: ] يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ [.
كذلك بعض أنواع التوسل، بعض أنواع الانحناء والتحية، هذه وسائل راجعة إلى جهة العمل، ليس على جهة الاعتقاد الغيبي وما يختص الله جلا وعلا به، هذه منعها منع وسائل، فهذه راجعة إلى الشرائع, وما يشرعه الله -جلا وعلا- لكل أمة, أما العقيدة المتصلة بالغيب فها هو الدين العام، دين الإسلام العام الذي بعث الله -جلا وعلا- به جميع المرسلين, محمد r له خصوص، وهو أن رسالته جمعت دين الإسلام وشريعة الإسلام، فالاسم اسم الإسلام الكاملالأحق به محمد عليه الصلاة و السلام؛ لأن شريعته سماها الله الإسلام، ولأن الدين الذي جاء به الإسلام, كما جاءت به جميع الرسل, فجمع الله له ما بين شريعة الإسلام ودين الإسلام, فصار مختصاً بهذا الاسم, دون غيره.

المسألة الثالثة: لا نفرق بين أحد من رسله، خلافاً لكل أهل الملل والديانات، ويجوز أن نقول: ديانات؛ لأن لكل أمة دين، لكن ما نضيفها إلى السماء, يعني: ما نقول: ديانات سماوية، ديانات اليهودية, والنصرانية… إلخ، باعتبار ما هي عليه هنا، هذه جميعاً فرقت بين الرسل, ولهذا في الحقيقة من فرق بين الرسل فليس له حظ في الإيمان بالرسل، حتى إن رسولهم الذي أرسل إليهم ما دام أنهم فرقوا ليس لهم حظ في الإيمان به, فإذن نقول: حقيقة النصارى لم يؤمنوا بعيسى، حقيقة اليهود –بعد تحريف الدين- لم يؤمنوا بموسى u, وإنما أحبوا وآمنوا بشيء وضعوه في أذهانهم, سموه عيسى, وسموه موسى, وسموه داود, وسموه سليمان، وإلا فالرسل متبرئون ممن عبدهم, أو ممن لم يؤمن بكل رسول, من الذي آمن؟! المسلمون آمنوا بكل رسول، لهذا الأحق بحماية ميراث الأنبياء جميعاً والرسل والدفاع عنهم وبأن يرث ما ورثوه هم أهل الإسلام، ولهذا جعل الله –جلا وعلا- القرآن مهيمناً على كل كتاب.


[1] هذه الكلمة خطأ والصواب{كفروا} [سورةالنساء :150]

[2] ربما يكون هذا الجزء مقطوع من الشريط


  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1430هـ/1-03-2009م, 11:15 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العقيدة الطحاوية للشيخ: يوسف بن محمد الغفيص (مفرغ)


من أركان الإيمان: الإيمان بالرسل، وقد ذكر الله تعالى في كتابه عدداً منهم، ولم يذكر أكثرهم، وإنما ذكرهم إجمالاً، وأخبر أنه يجب الإيمان بهم جميعاً، وإنما يعلم بكون النبي نبياً والرسول رسولاً بإخبار الله سبحانه وتعالى بذلك، وبالأخبار الصحيحة الثابتة عن الأنبياء عليهم السلام.

من أصول الإيمان: الإيمان بالرسل
قال: [ونحن مؤمنون بذلك كله، لا نفرق بين أحد من رسله، ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به] .
أي أن من أصول الإيمان: التصديق بالرسالات السماوية وقد تقدمت مسألة النبوة، وقوله: (لا نفرق بين أحد من رسله): هذا مذكور في القرآن ومعناه: أنه لا ينقص أحد من الأنبياء والرسل عن مقام النبوة والرسالة، بل يؤمن بهم على ما ذكره الله إما مجملاً وإما مفصلاً. ......

معرفة نبوة الأنبياء إنما تكون بالأخبار الصحيحة
وتحت هذا يشار إلى مسألة مهمة، وهي: أن العلم بكون النبي نبياً أو بكون الرسول رسولاً إنما يعلم بإخبار الله سبحانه وتعالى، والأخبار الثابتة الصحيحة عن الأنبياء، وقد وقع في كلام طائفة من المفسرين، وكذلك في كتب أهل الكتاب، سواء في التوراة المحرفة، أو الأسفار الموجودة عند اليهود أو الإصحاحات الموجودة عند النصارى، وقع فيها ذكر لأعيان من الأنبياء، وأقوال تضاف إليهم، مع أن هؤلاء لم تنضبط نبوتهم، حتى يمكن أن يقال: إن أقوالهم تصح أو لا تصح. بل قد يكون بعضهم من الأنبياء، وقد يكون بعضهم من الأحبار والرهبان الذين ذكرهم الله في كتابه، كمثل قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ الله} [التوبة:31] فإن التمسك بهذا المقام ومحاكاة النبوة كان شائعاً في أحبار اليهود ورهبان النصارى.

ضابط التحديث عن بني إسرائيل
الكتب الموجودة اليوم في اليهود والنصارى لا يصح اعتبارها في تقرير الحقائق الشرعية، أو الحقائق العلمية، فضلاً عن الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، وإذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين أنه قال: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم) وقوله: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) فإن المراد بذلك، ما كان موجوداً في كتبهم المأثورة. وأما الكتب التي انتحلوها من بعد وعلم انتحالها، فإن مثل هذه الكتب لا يصح اعتبارها ولا يُحدَّث بها، ولكن بما في التوراة أو في الإنجيل، فإن مثل هذا هو المراد في قوله صلى الله عليه وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) ، وأما ما كان متأخراً حادثاً، ويعلم أنه ليس عليه أثر الأنبياء، فإن هذا مما يلزم اطراحه ولا يجوز اعتباره بحال من الأحوال. وقوله صلى الله عليه وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) ليس المراد بذلك أن تبنى التفاسير لبعض كلام الله في القرآن، أو بعض الأخبار التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام، على أخبار بني إسرائيل التي عليها أثر التحريف، فضلاً عن الأخبار التي ليست من أخبار أنبيائهم وإنما كتبها فلاسفتهم، أو رهبانهم أو كفارهم، فهذا باب ينبغي تضييقه، وقد كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم من أبعد الناس عن الأخذ عن بني إسرائيل حتى حدث بعض التابعين، ثم صار من بعدهم يذكرون كثيراً من الروايات عنهم. وما يذكر عن عبد الله بن عمرو وغير من الصحابة أنهم أخذوا بعض الروايات عن بني إسرائيل فهي على الوجه المأذون فيه في الجملة، وإن كان ما ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن مجملاً كقصة آدم مثلاً مع زوجه، لا يجوز أن تفسر تفسيراً مفصلاً بآثار عن بني إسرائيل لا يعلم أهي صحيحة أو ليست صحيحة، ولا يصح إدخال ذلك في قوله: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) ، فإن النبي نهى عن تصديقهم، ونهى عن تكذيبهم في مثل هذه المقامات، لأنه إما أن يصدق باطل، وإما أن يكذب حق؛ هذا في الأمور المحتملة للتصديق والتكذيب. أما ما ابتدعوه في دينهم، وقالوه إفكاً وافتراءً فإنه يرد ولا كرامة له، بل يرد ولا يعتبر بحال.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, قوله

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir