دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 شوال 1436هـ/11-08-2015م, 11:45 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي بحث في معنى "الأوّاه"

بحث في معنى "الأوّاه"

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على الخليلين محمد وإبراهيم عليهما أفضل الصلاة والتسليم
قال الله تعالى :{ٱللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ ٱلنَّاسِ }الحجّ 75 فاصطفى من الملائكة جبريل وخصه بوحيه واصطفى من الناس رسلاً يبلغون شرعه واصطفى من رسله أولي العزم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وسلم واصطفى من أولي العزم الخليلين إبراهيم عليه الصلاة والسلام ومحمد عليه الصلاة والسلام قال تعالى :( واتخذ الله إبراهيم خليلا) النساء125 وقال صلى الله عليه وسلم ( فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا ، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ) ) رواه مسلم (532) .
قال ابن كثير رحمه الله :
وإنما سمي خليل الله : لشدة محبة ربه عَزَّ وجَلَّ له ؛ لما قام له من الطاعة التي يحبها ويرضاها .(1)
وقال ابن القيم:
"والخُلة هي : المحبة التي تخللت روح المحب ، وقلبه ، حتى لم يبق فيه موضع لغير المحبوب كما قيل :
قد تخللتِ مسلك الروح منِّي ... ولذا سمي الخليل خليلاً (2)
وقد استحق كلا النبيين عليهما الصلاة والسلام هذه المنزلة لما لهما من الصفات ، والأفعال العظيمة الجميلة .
وبخصوص النبي إبراهيم عليه الصلاة و السلام : فإن الله تعالى قد أثنى عليه في القرآن ثناء عظيماً ، وذكر له من الصفات والأفعال ما استحق بها أن يكون خليلاً لربه تعالى ، وأعظم تلك الصفات والأفعال : تحقيقه للتوحيد ، وبراءته من الشرك والمشركين ، حتى نسب الدين والملَّة إليه عليه السلام ، ولذا أمر الله نبيَّه محمَّداً صلى الله عليه وسلم أن يتبع هذه الملَّة في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل/ 123 ، وأمر سبحانه عبادَه جميعهم بذلك الاتباع لتلك الملَّة إتباعه في قوله: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران/ 95 .
ومن عظيم صفات وأفعال إبراهيم عليه السلام
1-قال الله تعالى : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ) النحل/ 120، 122 .
والأمّة هو الإمام الجامع لخصال الخير الذي يُقتدى به ،والقانت هو الخاشع المطيع لربه دائماً ،والحنيف هو المنحرف قصداً عن الشرك إلى التوحيد ، ولهذا قال : (وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) و (شَاكِراً لأَنْعُمِهِ) أي : قائماً بشكر نعمة ربه عليه ، فكان نتيجة هذه الخصال الفاضلة أن (اجْتَبَاهُ) ربه واختصه بخلته وجعله من صفوة خلقه ، وخيار عباده المقربين .
2- قيامه بجميع ما أمره الله به على أتم وجه ، قال الله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة/124
3– قال الله تعالى : (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) النجم/37 .
أي : قام بجميع ما أمره الله به .(3)
هذه بعض صفات إبراهيم عليه السلام وسوف نقف عند صفة واحدة نتفيأ ظلال معانيها لعله تهب علينا من نسائمها فنتخلق بها فقد كان لنا به عليه الصلاة والسلام إسوة حسنة إنها "الأواه "
ورد ذكرها في سورتين سورة التوبة وسورة هود
- قال الله تعالى : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ }التوبة/114
- و قال الله تعالى : (إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) هود/ 75 .
(حَلِيمٌ) "أي : ذو رحمةٍ ، وصفحٍ عما يصدر منهم إليه من الزلات ، لا يستفزه جهل الجاهلية ، ولا يقابل الجاني عليه بجرمه"
(مُّنِيبٌ) "أي : راجع إلى الله بمعرفته ومحبته والإقبال عليه والإعراض عما سواه فلذلك كان يجادل عن من حتّم الله بهلاكهم .(4)
*( أوّاه)
معناها لغوياً
ملخص ما جاء في لسان العرب:
الآهَةُ: الحَصْبَةُ. أَلف آهَةٍ واو لأَن العين واواً أَكثر منها ياء.
وآوَّهْ وأَوَّهُ وآووه، بالمدّ وواوينِ، وأَوْهِ، بكسر الهاء خفيفة، وأَوْهَ وآهِ، كلها: كلمة معناه التحزُّن.
وأَوْهِ من فلان إِذا اشتدَّ عليك فَقْدُه، وربما قلبوا الواو أَلفاً فقالوا: آهِ من كذا وربما شدّدوا الواو وكسروها وسكنوا الهاء، قالوا: أَوِّهْ من كذا، وربما حذفوا الهاء مع التشديد فقالوا:أَوِّ من كذا، بلا مدٍّ. وبعضهم يقول: آوَّهْ، بالمدّ والتشديد وفتح الواو ساكنة الهاء، لتطويل الصوت بالشكاية.
أَوَّهَ الرجلُ تأْويهاً وتَأَوَّه تأَوُّها إِذا قال أَوَّه، والاسم منه الآهَةُ، بالمد، وأَوَّه تأْويهاً.
آهِ هو حكاية المِتَأَهِّه في صوته، وقد يفعله الإِنسان شفقة وجزعاً؛
أَوَّهَ وأَهَّهَ إِذا توجع الحزين الكئيب فقال آهِ أَو هاهْ عند التوجع، وأَخرج نَفَسه بهذا الصوت ليتفرَّج عنه بعض ما به.(5)
وقال صاحب التحرير والتنوير :
لفظ ( أواه ) مثال مبالغة : الذي يكثر قول ( أوه ) بلغاته الثلاث عشرة التي عدها في القاموس ، وأشهرها ( أوه ) بفتح الهمزة وواو مفتوحة مشددة وهاء ساكنة . قال المرادي في شرح التسهيل : وهذه أشهر لغاتها . وهي اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع لإنشاء التوجع ، لكن الوصف بـ ( أواه ) كناية عن الرأفة ورقة القلب والتضرع حين يوصف به من ليس به وجع . (6)
والأواه أصله الذي يكثر التأوه ، وهو قول : أوه . وأوه : اسم فعل نائب مناب أتوجع ، وهو هنا كناية عن شدة اهتمامه بهموم الناس . (7)
-أقوال المفسرين في معنى (أوّاه )
أختلف المفسرون في معنى الأوّاه إلى عدة أقول منهم من أوصلها إلى خمسة عشر قولاً .
أحدها: أنه الدَّعَّاء، روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم «يروى أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم- عن الأواه. فقال: الدّعاء.ذكره الزجاج في معاني القرآن ،وابن منظور في لسان العرب .(8) تم البحث عنه ولكن ولم أقف على صحة هذا الحديث .
ورواه زِرٌّ عن عبد الله، وبه قال عبيد بن عمير.ذكر ذلك الطبري .(9)
وروي عَن زيد بن أسلم قَالَ: الأوّاه الدُّعَاء المستكين إِلَى الله كَهَيئَةِ الْمَرِيض المتأوّه من مَرضه .ذكره والألوسي.(10)
والثاني: : أنه الخاشع المتضرع، رواه عبد الله بن شداد الهاد مرسلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكر ذلك الطبري في تفسيره وابن أبي حاتم فقد روى شهر بن حوشب, عن عبد الله بن شداد بن الهاد مرسلاً أن رجلاً قال : يا رسول الله، ما " الأوَّاه "، قال: المتضرع، قال: " إن إبراهيم لأوّاه حليم ".ذكره الطبري .(11)
وفي رواية , عن عبد الله بن شداد, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأوّاه ": الخاشعُ المتضرِّع .(12) تكلّمت امرأة عند النبي صلى الله عليه وسلم بشيء كرهه فنهاها عمر رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعرض عنها فأنها أوّاهة» قيل: يا رسول الله وما الأوّاهة؟ قال: «الخاشعة».ذكره الثعلبي . (13)
قال الألوسي : وإذا صح تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم له لا ينبغي العدول عنه. نعم ما ذهب إليه الجماعة غير مناف له.(14)
الثالث : أنه المسبِّح، الذي يجهر صوته بالذكر والدعاء والقرآن ويكثر تلاوته .ذكر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فعن الحسن بن مسلم بن يناق: أن رجلا كان يكثر ذكر الله ويسبِّح, فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم, فقال: إنه أوَّاه.ذكره الطبري .(15)
وعن ابن عباس: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم دفن ميتًا, فقال: يرحمك الله، إن كنت لأواهًا! = يعني: تلاءً للقرآن.ذكره الطبري .(16)
عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل يقال له ذو البجادين " إنه أواه " وذلك أنه رجل كان يكثر ذكر الله بالقرآن والدعاء و يرفع صوته . ورواه الطبري.(17)
وروى علي بن رباح عن عقبة بن عامر فعن عقبة بن عامر قال: " الأواه "، الكثير الذكر لله. ذكره الطبري.(18)
قال الكلبي: الأواه: المسبح الذي يذكر الله في الأرض القفرة الموحشة.ذكره الثعلبي (19)
الرابع : من التأوِّه لذِكر عذاب الله، ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم فعن أبي يونس القشيري, عن قاصّ كان بمكة: أن رجلا كان في الطواف, فجعل يقول: أوّه! قال: فشكاه أبو ذر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: دعه إنه أوَّاه ! ذكره الطبري.(20)
وروي عن كعب فعن عبد الله بن رباح الأنصاري قال، سمعت كعبًا يقول: " إن إبراهيم لأواه "، قال: إذا ذكر النار قال: " أوّهْ من النار.ذكره الطبري(21) ). وهو موافق للمعنى اللغوي .
قال الفراء: هو الذي يتأوه من الذنوب ، ذكره الثعلبي (22)
والخامس: التواب . رواه عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. ذكره ابن أبي حاتم،(23)
وعن أبي أيوب قال : الأواه الذي إذا ذكر خطاياه استغفر منها . ذكره ابن أبي حاتم (24)،وهوبمعنى التواب
وعن مجاهد الأواه الحفيظ الوجل يذنب الذنب سرا ثم يتوب منه سرا. ذكر ذلك ابن أبي حاتم (25)،.وأيضا بمعنى التواب
وقال عطاء: هو الراجع عن كل ما يكره الله. ذكره الثعلبي .(26).وهو بمعنى التواب
السادس : أنه الموقن، رواه أبو ظبيان عن ابن عباس، وبه قال مجاهد ، وعطاء، وعكرمة، والضحاك.وقيل :الموقن بلسان الحبشة. ذكره الطبري .(27)
قال عكرمة: هو المستيقن، بلغة الحبشة، ألا ترى أنك إذا قلت للحبشي الشيء فعرفه قال: أوّه.ذكره الثعلبي .(28)
السابع: أنه المؤمن، رواه العوفي، ومجاهد، وابن أبي طلحة عن ابن عباس،وقال ابن جريج :المؤمن بالحبشية. ذكره الطبري .(29)
الثامن :الرحيم رواه أبو العبيد بن العامري عن ابن مسعود، وبه قال قتادة، وأبو ميسرة، ومجاهد والحسن.ذكر ذلك الطبري .(30)
التاسع : المشفق قاله عبد العزيز بن يحيى، وكان أبو بكر رضي الله عنه يُسمّى الأواه لشفقته ورحمته،ذكره الثعلبي (31)
وهذا المعنى يوافق المعنى اللغوي فهو يقول آه شفقتاً ،فالشفيق بمعنى الرحيم .
العاشر : الأواه المعلم للخير. قال به سعيد بن جبير ، ذكره الثعلبي (32). وهذا من باب المثال على رحمته وشفقته فهو يعلم الناس الخير فيرجع لمعنى الرحيم.
الحادي عشر : الذي يحافظ على سبحة الضحى فعن أبي الدّرداء قال: لا يحافظ على سبحة الضّحى إلّا أوّاهٌ . ذكره ابن أبي حاتم (33) . لم أجد لهذا القول تخريج سوى أنه (موقوف )ذُكر ذلك في تخريج أحاديث تفسير ابن أبي حاتم في موقع اسلام ويب ..روى أبو هريرة " لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب .اسناده صحيح أوحسن أو ما قاربهما . وروي عن عبد الرحمن بن عوف بحديث مرسل .ذكر ذلك في الدرر السنية .
التحقيق في هذه الأقوال :
أولا : من جهة النظر إلى أنه وصف لإبراهيم عليه الصلاة والسلام :
عند تتبع هذه الأقوال نجد أنها يجمعها معنى " الدًعاء " ومعناه كثير الدعاء وكل قول من هذه الأقوال وصف لهذا المعنى أو بيان سببه . فإبراهيم عليه الصلاة والسلام كثير الدعاء ويشهد على ذلك القرآن الكريم فوردت أدعيته عليه الصلاة والسلام في عدد من سور القرآن ، فمن قال معناه المؤمن ، والموقن فهذا يدل على أن سبب كثرة دعاؤه تصديقه لربه بكل ما أخبر به و بثوابه وعقابه تصديقاً جازماَ، وصل به إلى درجة اليقين ،فقد سأل ربه هذه الدرجة فقال تعالى :( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) البقرة/260 وقوله : (وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ )الأنعام / 75 وما أدل على يقينه من استجابته لربه بأن اسكن ذريته بواد غير ذي زرع يضعهم ويتولى عنهم وهو مكان قفر لا طعام ولا شراب ولا أنيس من البشر ومع كل هذا يذرهم هناك وما أن يمشى خطوات إلا ويتضرع إلى وليه ووليهم وهو موقن بإجابة دعواته قال تعالى :( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).إبراهيم /37
وهو دعَاء يدعو ويتضرع ، ويتأوه خائفا وجلاً من النار ومشفقاً ، وهو خليل الرحمن، وهو يستجيب لربه ويقيم قواعد بيته ،ومع هذا يصدع بدعوات كلها خشوع وتضرع أن يتقبل الله منه ،وأن يجعله مسلما له،أي يطلب الثبات والدوام على ذلك ، ومن ذريته، وأن يتوب عليه ، يعمل العمل الصالح ،ويعتريه الخجل والشعور بالتقصير فيسأل ربه أن يتوب عليه فهو تواب كثير التوبة لله رجاعا إلى ربه .فكان عليه الصلاة والسلام دعاءاً مشفقا إما على نفسه فهو دائما متضرعا لربه خاشعا تائبا .
وإما مشفقاً رحيما بالناس متأوها على حالهم متحسرا على مخالفتهم لذلك نجد أنه لا يخص نفسه بهذه الدعوات فقد كان يدعو ويضمهم معه في دعواته ومن أولى الناس بهذه الدعوات والديه وذريته فكان يكثر الدعاء لهم قال تعالى على لسان خليله :( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) إبراهيم /41 . وقال :( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ)إبراهيم / 35 خاف عليه الصلاة والسلام على نفسه وبنيه من الشرك فمن يأمن على نفسه من الشرك بعد إبراهيم .وقال :( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)إبراهيم / 40 دعا لذريته بأساسات الدين البعد عن الشرك الذي هو التوحيد والصلاة التي هي عماد الدين ويختم دعاؤه بسؤال ربه القبول .
وبعد أن رفع قواعد البيت دعا أن يبعث الله رسولا لأهل هذا البلاد يعلمهم دينهم ويزكيهم ،قال تعالى : (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )البقرة /129 فإذا رأى من الناس معصية فإنه يشغل نفسه بأمرهم ويتأوه ويتحسر على حالهم كما حكى الله أنه يجادل الملائكة في قوم لوط لأنه رقيق القلب رحيما يريد تأخير العذاب عنهم لعلهم يهتدون قال تعالى : (.فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ) هود/ 74 وكان عليه الصلاة والسلام في دعائه منزها لله مسبحا ، ذاكراً لربه كثيراً ،قال تعالى : ( رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ*، واجعل لي لسان صدق في الآخرين* واجعلني من ورثة جنة النعيم* واغفر لأبي أنه كان من الضالين * ولا تخزني يوم يبعثون ) الشعراء / 83، 84، 85 ،86،87 نلتمس من هذه الدعوات إشفاقه وخوفه من تقلب القلوب وتوجعه .فاتصف دعاؤه بأنه كان دعاء تضرع وخشوع لما أمتلأ قلبه من اليقين، والتصديق والخوف والفرق والخشية من ربه ،فكان يتأوه ويخرج نَفَسه بهذا الصوت ليتفرَّج عنه بعض ما به.ويسمع لصدره صوتاً،
قال الثعالبي :روي أن إبراهيم عليه السلام كان يُسْمَعُ وَجِيبُ قَلْبِهِ من الخشية، كما تُسْمَعُ أَجنحة النُّسُور. ( 34)
وكحال نبينا وخليل الرحمن محمد صلى الله عليه وسلم"فكان يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل كما أخبر بذلك عبد الله بن الشخير.الترغيب و الترهيب . 1/ 250
وبهذا انتظم عقد معنى الأواه فكل ما ذكر من الأقوال في معناه ، ما هي إلا وصوفات لدعائه، وبيان أسباب كثره دعاؤه ،وتضرعه، وهو سيد المتقين ، الموقنين .
ثانيا :من جهة النظر إلى سياق الآيات ومناسبة ذكر"الأواه " في الآية.
ورد " الأواه " في موضعين من القرآن الأول في سورة التوبة " 114" وهي قوله تعالى :(وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ إِبْرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍۢ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوٌّۭ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَٰهِيمَ لَأَوَّٰهٌ حَلِيمٌۭ )
والآخر في سورة هود آية "75" وهي قوله تعالى : (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ)
1- سياق الآية:
عند تأمل سياق الآية الأولى نجد أنها في استغفار إبراهيم لأبيه وأنه عن موعده وعدها إبراهيم أبيه بعد دعوة إبراهيم أبيه للتوحيد وعدم استجابته للدعوة قال تعالى : ( إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا * يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا *يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا * قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا *) مريم / 42، 43، 44 ، 45 ، 46 يتبين لنا من هذه الآيات رحمه إبراهيم وشفقته على أبيه وتلطفه معه وخطابه بالتودد والترفق وهذا فيه دلالة على رقة قلبه ورحمته بأبيه ونلحظ غلظة أبيه وشدة خطابه لإبراهيم وتوعده لإبراهيم إن لم يكف عن هذا أن يقذفه بالحجارة .، فرد عليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام ( قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا * وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا )مريم / 47، 48 فإبراهيم عليه السلام كان رحيما مشفقاً دعاءاً" و أدعوا ربي " وكان يتوجع ويتأوه حسرة على عدم هداية أبيه ،ويستغفر له بالرغم من شدة وغلظه أبيه عليه لكن لما مات وتبين له كفره تبرأ منه، إنقطعت أواصر المحبة ،والرحمة، والشفقة ،فكأن تذييل آية هود بقوله " إن إبراهيم لأواه " أي مع أن إبراهيم يتأوه ويتوجع و يكثر الدعاء لأبيه وهو شفيقاً رحيماً إلا أنه تبرأ من أبيه لما تبين له كفره فلا أحد يزاحم محبة الله والاستسلام له فالولاء لله والبراءة من أعداءه ،مهما قويت الصلة بهم ، فرجع عن الاستغفار لأبيه ورجع إلى ربه ، فلنا في إبراهيم الأسوة الحسنة ، وهذه الآيات كانت بعد أن نُهي النبي صلى الله عليه وسلم و المؤمنون عن الاستغفار للمشركين ، فلكم بإبراهيم الأسوة الحسنة ، فقد كان استغفاره لأبيه لأنه وعده بذلك فأتم وعده حتى تبين له كفره وأنه لن يؤمن وذلك بعد موته فتبرأ من أبيه .
*ونجد أنه في كلا السورتين قرن وصف الأواه بالحليم وفي سورة هود تقدم " الأواه على الحليم" لأن المقصود بالسياق أبيه وهو أقرب الناس فقدم الأواه فإبراهيم شديد التوجع والتأوه والتحسر على حال أبيه وعدم إيمانه فهو شفيق عليه أن يموت على الكفر عدواً لله فأبيه أحق الناس بالشفقة والتأوه والتوجع من أجله ثم ذكر أنه "حليم " فقد حلم على أبيه الذي قابل دعوته بالغلظة والقسوة عليه فلم يعامله بالمثل بل كان صابراً محتملاً لأذاه . فهو ذو رحمة بالخلق، وصفح عما يصدر منهم إليه، من الزلات، لا يستفزه جهل الجاهلين، ولا يقابل الجاني عليه بجرمه، فأبوه قال له‏:‏ ‏(‏لَأَرْجُمَنَّكَ)وهو يقول له‏:‏ ‏(‏سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي‏)‏.
وعند النظر في سياق سورة هود نجد أن إبراهيم عليه السلام جاءته رسل ربه لتبشره بغلام عليم وأنها ستهلك قوم لوط وتوقع عليهم العذاب .وقد وجل منهم قبل أن يعرفهم ،لأنه حسبهم أضياف ،فقدم لهم الطعام ،فلم يأكلوا منه، فخاف منهم ،ولكن طمئنوه وبشروه بالغلام ،وأخبروه أنهم مهلكوا قرية لوط، فبعد أن ذهب عنه الروع، أخذ يجادل الملائكة في قوم لوط وكيف ينزلوا بهم العذاب وفيهم لوط مسلم، و يريد أن يؤخر عنهم العذاب لعلهم يتوبون ويؤمنون وهذا من حلمه فقد كان حليما صبورا على الأذى لا يعاجل أحدا بالعقوبة فقد روي عن ابن عبّاسٍ في قوله: (إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ منيبٌ) قال: كان من حلمه أنّه كان إذا أذاه الرّجل من قومه قال له: هداك اللّه.
فهو عليه الصلاة والسلام لا يريد معاجلتهم بالعذاب لعلهم يهتدون ،وكذلك من شفقته عليهم ،لما يعلم ويؤمن ويوقن به من شدة عذاب ربه ، وأنه لا يعذب عذابه أحد فكان يتأوه ويتحسر على ما فات قوم لوط من الإيمان .فهنا تقدم الحليم على " أواه " لأن قوم لوط أبعد صلة من والده فالمجادلة منه سببها الرئيس حلمه وأنه يرجي هدايتهم بتأخر العذاب عنهم وهو كان مشفقاً عليهم متحسرا على عدم إيمانهم.
وأيضا في سورة هود وصف بوصف ثالث وهو " منيب " (إن إبراهيم لحليم أواه منيب ) هود 75 .وهذا مناسب لسياق الآيات فمعنى منيب : أي: يرجع إلى الحكم وإلى الحق في قضاياه فهو رَجَّاع إلى طاعة ربه. وهو قد جادل في قوم لوط ،وهو يعلم أن وجود مؤمنين مع الكافرين في قرية واحدة، يبيح له الجدال عن أهل القرية جميعاً.،وهولا يريد بهذه المجادلة السكوت على المنكر وإنما إمهالهم لعلهم يتوبون، ويرجعون ،ولا يريد مخالفة أمر ربه ،بنزول العذاب بهم فهو رجَّاعا منيباً لربه في كل أموره .فيأتيه الأمر بالإعراض عن الدفاع عنهم فلا يصح أن يجادل عن المجرمين ويناديه اللَّه نداء الخليل (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) هود 76 .إذا ما كان الأمر قد جاء من الله، فإبراهيم عليه السلام لأنه ( مُّنِيبٌ) يعلم أن أي أمر من الله تعالى لا بد أن يُنفَّذ، فلا بد أن يَتقبَّل أمرَ الحق سبحانه.وينيب ويرجع لحكم الله وأمره .
وأما في سورة التوبة لم يذكر " منيب " لأنه في سياق الآيات ما يدل على إنابته ورجوعه إلى ربه بترك الاستغفار لأبيه لما تبين له أنه عدو لله .
والجمع في الآيتين بين " الأواه والحليم " يدل على كمال رأفته ،و رقة قلبه وشفقته ومع وصف المنيب يدل على كمال استسلامه لربه وخضوعه لأمره وحكمه.
أما ( الأواه )فهذه فطرته، وهو أواه لأن التأوه لون من السلوى يجعلها الله في بعض عباده للتسرية عن عبادٍ له آخرين.
ولذلك يقول الشاعر:
ولابد من شكوى إلى ذي مروءةٍ ** يواسيك أو يسلّيك أو يتوجع
أي: أنه إذا إصابت الإنسان مصيبة فهو يشكو إلى صاحب المروءة، فإما أن يساعده في مواجهة المشكلة، وإما أن يواسيه ليحمل عنه المصيبة، بأن يتأوه له ويشاركه في تعبه لمصيبته، وهذا التأوه علامة رقة الرأفة وشفافية الرحمة في النفس البشرية.(35)
فهذه نساء الأنصار يشاركنا أمنا عائشة رضي الله عنها في محنتها في حادثة الإفك يوسينها بالدموع لأنهن لا يمكن سوى ذلك تقول رضي الله عنها وهي تقص تلك الحادثة الأليمة التي هزت المدينة وهزت بيت النبوة : " قَالَتْ: وَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي، وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ حَتَّى إِنِّي لَأَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، فَبَيْنَا أَبَوَايَ جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي،" البخاري رقم 4141
· وهذا الترجيح سبق إليه شيخ المفسرين ابن جرير الطبري حيث قال :
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصّواب القول الّذي قاله عبد اللّه بن مسعودٍ الّذي رواه عنه زرٌّ أنّه الدّعاء. وإنّما قلنا ذلك أولى بالصّواب، لأنّ اللّه ذكر ذلك ووصف به إبراهيم خليله صلوات اللّه عليه بعد وصفه إيّاه بالدّعاء والاستغفار لأبيه، فقال: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدةٍ وعدها إيّاه فلمّا تبيّن له أنّه عدوٌّ للّه تبرّأ منه} وترك الدّعاء والاستغفار له، ثمّ قال: إبراهيم لدعّاءٌ ربّه شاكٍ له حليمٌ عمّن سبّه وناله بالمكروهٍ؛ وذلك أنّه صلوات اللّه عليه وعد أباه بالاستغفار له، ودعاء اللّه له بالمغفرة عند وعيد أبيه إيّاه، وتهدّده له بالشّتم بعد ما ردّ عليه نصيحته في اللّه، وقوله: {أراغبٌ أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنّك واهجرني مليًّا} فقال له صلوات اللّه عليه: {سلامٌ عليك سأستغفر لك ربّي إنّه كان بي حفيًّا وأعتزلكم وما تدعون من دون اللّه وأدعو ربّي عسى ألاّ أكون بدعاء ربّي شقيًّا} فوفّى لأبيه بالاستغفار له حتّى تبيّن له أنّه عدوٌّ للّه، فوصفه اللّه بأنّه دعّاءٌ لربه حليمٌ عمّن سفه عليه.
وأصله من التّأوّه وهو التّضرّع والمسألة بالحزن والإشفاق.
ولأنّ معنى ذلك: توجّعٌ وتحزّنٌ وتضرّعٌ، اختلف أهل التّأويل فيه الاختلاف الّذي ذكرت، فقال من قال معناه الرّحمة: أنّ ذلك كان من إبراهيم على وجه الرّقة على أبيه والرّحمة له ولغيره من النّاس.
وقال آخرون: إنّما كان ذلك منه لصحّة يقينه وحسن معرفته بعظمة اللّه وتواضعه له.
وقال آخرون: كان لصحّة إيمانه بربه.
وقال آخرون: كان ذلك منه عند تلاوته تنزيل اللّه الّذي أنزل عليه.
وقال آخرون: كان ذلك منه عند ذكر ربّه.
وكلّ ذلك عائدٌ إلى ما قلت، وتقارب معنى بعض ذلك من بعضٍ؛ لأنّ الحزين المتضرّع إلى ربّه الخاشع له بقلبه، ينوبه ذلك عند مسألته ربّه ودعائه إيّاه في حاجاته، وتعتوره هذه الخلال الّتي وجّه المفسّرون إليها تأويل قول اللّه: {إنّ إبراهيم لأوّاهٌ حليمٌ}). الطبري (36)
نختم بهذه الوصية من الشيخ محمد الخضيري حفظه الله يقول :
الدعاء والتضرع هو السلاح الذي لا يحق للمؤمن أن يسير في ركاب الحياة بدونه، وقـد امـتـدح الله خليله بدعائه فقال : ((إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ)) وقد تقدم معنى (الأواه) ، ولــــذا قل أن نجد موطنا تذكر فيه دعوة إبراهيم إلا ويذكر معها جانب من تضرعه ودعائه ومن ذلك : ((رَبَّنَا وابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً ...)) ، ((رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ)) ، ((وتُبْ عَلَيْنَا إنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) ، ((واجْنُبْنِي وبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ)) ، ((رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ ومِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وتَقَبَّلْ دُعَاءِ)) ، ((رَبَّنَا اغْفِرْ لِي ولِوَالِدَيَّ ...)) ، ((رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ...))، ((رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ* رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةًۭ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا۟ وَٱغْفِرْ لَنَا رَبَّنَآ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ))إلى آخر ما هناك من الدعوات المباركات ، التي تضرّع بها إبراهيم ، وخلدها القرآن ، فكان قدوة في اللجوء إلى الدعاء. أهـ صيد الفوائد (37)
اللهم نسألك أن تجعلنا ممن أقتفى أثر رسلك وعبادك الصالحين ...ففاز بجنات النعيم ....
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك


الهـــــوامش :
(1) ابن كثير" (2/423) .
(2) "مدارج السالكين" (3/30 ، 31) .
(3) جواب للشيخ صالح المنجد في موقع سؤال وجواب " بتصرف "
http://islamqa.info/ar/122509
(4) تفسير السعدي (3 /443)
(5) لسان العرب لأبن منظور (13/584 ،585)
(6) تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور (6/ 46 )
(7) المصدرالسابق (6/،123 )
(8) لسان العرب لأبن منظور (13/584)
(9) تفسير الطبري (12/ 34)
(10) تفسير الألوسي (6/34 )
(11) تفسير الطبري( 12/44)
(12) تفسيرالطبري( 12 /43)
(13) تفسير الثعلبي (5/ 102 )
(14)تفسير الألوسي (6/34 )
(15) تفسير الطبري (12 / 41 )
(16) تفسير الطبري (12 / 41، 42 )
(17)تفسير الطبري (12/ 45)
(18) تفسير الطبري (12 / 41 )
(19)تفسير الثعلبي (5/ 102)
(20) تفسير الطبري (12/ 42 )
(21) المصدر السابق
(22)تفسير الثعلبي (5/ 103 )
(23) تفسير ابن أبي حاتم (6/ 1896)
(24)المصدر السابق
(25) المصدر السابق
(26)تفسير الثعلبي ( 5/ 103 )
(27) تفسير الطبري(12/ 39)
(28)تفسير الثعلبي (5/ 102)
(29)تفسير الطبري (12/ 40)
(30) تفسير الطبري (12/ 35 ، 36)
(31) تفسير الثعلبي (5/ 103)
(32) المصدر السابق
(33) تفسير ابن أبي حاتم ( 6/ 1897)
(34)تفسير الثعالبي (3/ 222)
(35) خواطر الشعراوي (9/ 5534)
(36) تفسير الطبري (12/ 46 )
(37) موقع صيد الفوائد
http://www.saaid.net/bahoth/11.htm
...........................................................................................
المراجــــــــــــــع:
1- جامع البيان في تأويل القرآن
المؤلف: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)
المحقق: أحمد محمد شاكر
الناشر: مؤسسة الرسالة
الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 2000 م

2- تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم
المؤلف: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى: 327هـ)
المحقق: أسعد محمد الطيب
الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعودية
الطبعة: الثالثة - 1419 هـ

3- الكشف والبيان عن تفسير القرآن
المؤلف: أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق (المتوفى: 427هـ)
تحقيق: الإمام أبي محمد بن عاشور
مراجعة وتدقيق: الأستاذ نظير الساعدي
الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان
الطبعة: الأولى 1422، هـ - 2002 م

4- : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز
المؤلف: أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي المحاربي (المتوفى: 542هـ)
المحقق: عبد السلام عبد الشافي محمد
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى - 1422 هـ

5- : تفسير القرآن العظيم
المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)
المحقق: سامي بن محمد سلامة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999 م

6- : الجواهر الحسان في تفسير القرآن
المؤلف: أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي (المتوفى: 875هـ)
المحقق: الشيخ محمد علي معوض والشيخ عادل أحمد عبد الموجود
الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت
الطبعة: الأولى - 1418 هـ

7- : روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني
المؤلف: شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ)
المحقق: علي عبد الباري عطية
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى، 1415 هـ

8- : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى: 1376هـ)
المحقق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق
الناشر: مؤسسة الرسالة
الطبعة: الأولى 1420هـ -2000 م

9- ـ[التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» ]ـ
المؤلف: محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى: 1393هـ)
الناشر: الدار التونسية للنشر - تونس
سنة النشر: 1984 هـ

10- [تفسير الشعراوي - الخواطر]ـ
المؤلف: محمد متولي الشعراوي (المتوفى: 1418هـ)
الناشر: مطابع أخبار اليوم

تمّ بحمد الله وتوفيقه




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 ذو القعدة 1436هـ/24-08-2015م, 08:39 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أحسنت أختي، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تجب, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir