دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الواسطية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 ذو الحجة 1429هـ/7-12-2008م, 07:37 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي التنبيهات السنية للشيخ: عبد العزيز بن ناصر الرشيد

وَقَوْلُهُ: ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ في ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامٍ وَالمَلاَئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وإلى اللهِ تُرجَعُ الأمورُ) ( 61)، وقولُه تعالى ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ المَلاَئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ )،وقوله: ( كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً. وجَاءَ رَبُّكَ والمَلَكُ صَفّاً صَفّاً).(62)
وقَوْلَهُ: ( ويَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالغَمَامَ ونُزِّلَ المَلاَئِكَةُ تَنْزِيلاً ).( 63)

(61) قَولُهُ: (هَلْ): حرفُ استفهامٍ.
قَولُهُ: (يَنْظُرُونَ): أي يَنتظرُ الكفَّارُ، يُقَالُ نَظَرْتُهُ وانْتَظَر به بمعنًى واحدٍ، إلاَّ إذا عُدِّيَ بإلى، أو ذُكِرَ الوجهُ، فمعناه النَّظَرُ، أو عُدِّيَ بفي فمعناه التَّفكُّرُ والاعتبارُ.
قَولُهُ: (إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ): أي لفصلِ القضاءِ بينهم يومَ القيامةِ، فيجْزِي كُلَّ عاملٍ بعملِه إنْ خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشرٌّ.
قَولُهُ: (في ظُلَلٍ): جمعُ ظُلَّةٍ، والظُّلَّةُ: ما أظلَّك وسترَكَ.
قَولُهُ: (مِنَ الغَمَامِ): أي السَّحابِ الأبيضِ الرَّقيقِ، سُمِّيَ غمامًا؛ لأنَّه يَغُمُّ، أي يسترُ.
قَولُهُ: (وَالمَلاَئِكَةُ): أي والملائكةُ يجيئونَ في ظُللٍ مِن الغَمامِ، ففيه إثباتُ مجيءِ الملائكةِ يومَ القيامةِ؛ لأنَّهم يُحيطونَ بالإنْسِ والجِنِّ، ثمَّ ينـزلُ اللهُ -سُبْحَانَهُ- لفصلِ القضاءِ بينَهُم.
(62) قَولُهُ: (وَقُضِيَ الأَمْرُ): أي تَمَّ أمرُ هلاكهِم.
قَولُهُ: (وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ): أي تصيرُ أمورُ العبادِ إلى اللهِ في الآخرةِ.
قال محمَّدُ بنُ جريرٍ: حيثُ ذكرَ إتيانَ الملائكةِ فهو محتمِلٌ لإتيانِهم لقبضِ الأرواحِ، ويُحتملُ أنْ يكونَ نزولُهم لعذابِ الكفَّارِ وإهلاكِهم، وأمَّا إتيانُ الرَّبِّ فهو يومَ القيامةِ لفصلِ الخطابِ.
وقالَ ابنُ القيِّمِ رحمَهُ اللهُ تعالى: نزولُه -سُبْحَانَهُ- إلى الأرضِ يومَ القيامةِ تواترتْ به الأحاديثُ والآثارُ، ودلَّ عليه القرآنُ صريحًا، كما في هذه الآياتِ. انتهى.

قَولُهُ: (إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ المَلاَئِكَةُ): أي لقبضِ أرواحِهم.
قَولُهُ: (أَوْ يَأْتِيَ ربُّكَ): أي يومَ القيامةِ لفصلِ القضاءِ بينَ العبادِ.
قَولُهُ: (أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ): وهو طلوعُ الشَّمسِ مِن مغربِها، وطلوعُها مِن مغربِها هو أحدُ أشراطِ السَّاعةِ الكبارِ، وإذا طلعتْ مِن مغربِها أُغْلِقَ بابُ التَّوبةِ، وإذا رآهَا النَّاسُ طلعتْ مِن مغربِها آمَنُوا أجمعونَ، ولكنْ لا يُقْبَلُ لأحدٍ توبةٌ ما لم يكنْ آمنَ مِن قبلِ ذلكَ، كما في الصَّحيحينِ، وغيرِهِما من حديثِ أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، قال: قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((لاَ تَقُوُمُ السَّاعَةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فإذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أجْمَعُونَ فَذاكَ حِيْنَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيْمَانُهَا لمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ)).

قَولُهُ:(كَلاَّ): هي حرفُ ردعٍ وزجرٍ.
قَولُهُ: (دُكَّتِ الأَرْضُ): أي زُلزلتْ حتَّى ينهدِمَ كلُّ بناءٍ عليها وينعدمَ.
قَولُهُ: (دَكًّا دَكًّا): أي دكًّا بعدَ دكٍّ، أي كرَّرَ الدَّكَّ عليها حتَّى عادتْ هباءً منبثًّا.
قَولُهُ: (وجَاءَ رَبُّكَ): أي لفصلِ القضاءِ بين عبادِه.
قَولُهُ: (والمَلَكُ): أي جنسُ الملائكةِ.
قَولُهُ: (صَفًّا صَفًّا): أي يُصَفُّونَ صفًّا بعد صفٍّ، قد أحْدَقوا بالجنِّ والإنسِ، كما رُوِيَ أنَّ الملائكةَ كلَّهم يكونونَ صفوفًا حولَ الأرضٍ.

(63) قَولُهُ: (ويَوْمَ تَشَقَّقُ): المرادُ باليومِ يومُ القيامةِ، وتشقُّقُ السَّماءِ أي: انفطارُها.
قَولُهُ: (بِالغَمَامِ): أي يخرجُ منها الغمامُ، وهو السَّحابُ الأبيضُ، وحينئذٍ تنـزلُ الملائكةُ إلى الأرضِ فيحيطونَ بالخلائقِ في مقامِ المحشرِ، ثمَّ يجيءُ الرَّبُّ لفصلِ القضاءِ بين عبادِه، فهذه الآياتُ أفادتْ إثباتَ المجيءِ والنُّزولِ والإتيانِ للهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- كما يليقُ بجلالِه وعظمتِه، وهذه من صفاتِه -سُبْحَانَهُ- الفعليَّةِ، فيجبُ إثباتُ جميعِ الصِّفاتِ الواردةِ في الكتابِ والسُّنَّةِ، كما أثبتَها اللهُ -سُبْحَانَهُ- لنفسِه، وأَثْبَتها له رسولُه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، مِن غيرِ تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ومِن غيرِ تكييفٍ ولا تمثيلٍ، ودلَّتْ هذه الآياتُ أيضًا على أنَّ نزولَهُ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- وإتيانَهُ ومجيئَهُ ونحوَ ذلك من أفعالِه أنَّه حقيقةٌ كما يليقُ بجلالِه وعظمتِه، إذِ الأصلُ الحقيقةُ ولا صارِفَ عن ذلك، خلافًا لأهلِ البدعِ، ودلَّتْ على أنَّه نزولٌ وإتيانٌ ومجيءٌ بذاتِه -سُبْحَانَهُ وتعالَى- كما يليقُ بجلالِه وعظمتِه، خلافًا لأهلِ البدعِ الَّذين ينفونَ ذلك، ويؤَوِّلونَ مجيئَه بمجيءِ أمرِه، ونزولَه بِنـزولِ رحمتِه، أو بعضِ ملائكتِه ونحوِ ذلك، ويقولونَ هذا مجازُ حذفٍ، والتَّقديرُ في: (وَجَاءَ رَبُّكَ): أي أمرُه، ويَنـزِلُ ربُّنَا أي: أمرُه أو بعضُ ملائكتِه أو رحمتِه ونحوُ ذَلك من التَّأويلاتِ الفاسدةِ، ولا شَكَّ في بُطلانِ هذه التَّأويلاتِ ومصادمتِها أدلَّةَ الكتابِ والسُّنَّةِ الصَّريحةِ وما عليه أهلُ السُّنةِ والجماعةِ.
قالَ ابنُ القيِّمِ رحمَهُ اللهُ تعالى في (الصَّواعقِ المُرسَلَةِ): وممَّا ادَّعَوا فيه المجازَ قَولُهُ: (وَجَاءَ رَبُّكَ)، (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ)، قالوا: هذا مجازُ الحذفِ، تقديرُه وجاء أمرُ ربِّكَ، وهذا باطلٌ من وجوهٍ:
أحدِها: إنَّه إضمارُ ما لا يدلُّ عليه اللَّفظُ بمطابقةٍ ولا تضمُّنٍ ولا لزومٍ، وادِّعاءُ حذفٍ بلا دليلٍ يرفعِ الوثوقِ مِن الخطابِ، وساقَ وجوهًا عديدةً في إبطالِ دَعْواهم المجازَ، وساقَ الأدلَّةَ الكثيرةَ الصَّريحةَ الدَّالَّةَ على أنَّه مجيءُ حقيقةٍ بذاتِه سُبْحَانَهُ. ا هـ.
والإتيانُ والمجيءُ المضافُ إليه -سُبْحَانَهُ- نوعانِ: مطلقٌ ومقيَّدٌ، فإذا كانَ مجيءُ رحمتِه أو عذابِه ونحوِ ذلكَ قُيِّدَ بذلك، كما في الحديثِ: ((حَتَّى جَاءَ اللهُ بالرَّحَمَةِ والخَيْرِ)) وقَولُهُ: (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ).
النَّوعُ الثَّاني: الإتيانُ والمجيءُ المطلقُ فهذا لا يكونُ إلاَّ مجيئَه -سُبْحَانَهُ- كقَولِهِ: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ)، وقَولُهُ: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا). انتهى. من الصَّواعقِ ملخَّصًا.
وأفادتْ هذه الآياتُ إثباتَ أفعالِه -سُبْحَانَهُ- الاختياريَّةِ، فالإتيانُ والنُّزولُ والمجيءُ والاستواءُ، والارتفاعُ والصُّعودُ كلُّها أنواعُ أفعالِه، وهو فَعَّالٌ لِما يريدُ، وأفعالُه كصفاتِه قائمةٌ به سُبْحَانَهُ، ولولا ذلكَ لم يكنْ فَعَّالاً ولا موصوفًا بصفاتِ كمالِه،
وأفعالُه سُبْحَانَهُ: نوْعَان: لازمةٌ، ومتعدِّيةٌ، كما دلَّتِ النُّصوصُ الَّتي هي أكثرُ مِن أنْ تُحصرَ على إثباتِ النَّوعين، وأنَّها حقيقةٌ ليست بمجازٍ، وليست كأفعالِ المخلوقِ، فصفاتُه -سُبْحَانَهُ- تليقُ به، أمَّا المبتدعةُ فإنَّهم نَفَوْا أفعالَه، فزعمُوا أنَّها مجازٌ، فوقَعوا في مَحذورينِ: محذورِ التَّشبيهِ، ومحذورِ التَّعطيلِ، انتهى مِن كلامِ شيخِ الإسلامِ.
وفي هذه الآياتِ دليلٌ على إثباتِ علُوِّ اللهِ على خلقِه، لأنَّه لا يمكنُ أَنْ يأتيَ إلا مِن جهةِ العُلوِّ، وذكَرهُ ابنُ القيِّمِ أحدَ الطُّرقِ في إثباتِ العلوِّ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان, بصفة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir