دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 محرم 1439هـ/21-09-2017م, 03:21 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (177 - 188)


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.

المجموعة الثانية:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
ب:
معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنتثى} منسوخ أم محكم؟
ب: حكم الصيام في السفر.
ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.

المجموعة الثالثة:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.

ب: المراد بالأيام المعدودات.
2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}.
ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية.
ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 محرم 1439هـ/22-09-2017م, 12:39 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
بسم الله الرحمن الرحيم, مجيب دعوة المضطرين, وقاضي حاجات المستضعفين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, وبعد:
فإن من أرجى الآيات في كتاب الله وأكثرها توددا من الرب لعبده هو قوله تعالى :(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان), فالآية كنز من الرحمات الربانية للعبد الضعيف, وكم من قصص ومواقف وأحداث تتجلى فيها هذه الآية تجليا عجيبا, لا يزيد المؤمن فيها إلا تعلقا بربه, ولعلنا ندلف إلى معرفة أسرار هذه الآية وتفكيك معانيها وتفسير مفرداتها, لننهل من معين رحمة المولى عبر فهمها, فبالله نستعين وعليه التكلان.
قوله تعالى :(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب):
سبب النزول:
-قال الحسن بن أبي الحسن: سببها أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزلت. ذكره ابن عطية وابن كثير, وذكر هذا الحديث عن ابن أبي حاتم أنه قال: عن معاوية بن حيدة القشيريّ، أن أعرابيًّا قال: يا رسول اللّه، أقريبٌ ربّنا فنناجيه أم بعيدٌ فنناديه؟ فسكت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان}.
-وقال عطاء: لما نزلت وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم [غافر: 60] قال قوم في أي ساعة ندعو؟ فنزلت وإذا سألك عبادي عنّي. ذكره ابن عطية.
-وقال مجاهد: بل قالوا إلى أين ندعو فنزلت هذه الآية. ذكره ابن عطية وابن كثير, وروى عن عطاءٍ: أنّه بلغه لمّا نزلت: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم} [غافرٍ: 60] قال النّاس: لو نعلم أيّ ساعةٍ ندعو؟ فنزلت: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان}.
-وقال قتادة بل قالوا: كيف ندعو؟ فنزلت وإذا سألك عبادي. ذكره ابن عطية.
-وعن الحسن، قال: سأل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم]: أين ربّنا؟ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان} الآية.ذكره ابن كثير.
المخاطب في قوله :(وإذا سألك):
محمد عليه الصلاة والسلام. على الإجماع, وذلك للآثار الواردة في سبب النزول التي تبين استفسار المستفسرين من النبي عليه الصلاة والسلام.
مرجع الضمير في قوله :(عبادي عني فإني):
إلى الرب سبحانه. على الإجماع, وذلك للآثار الواردة في سبب النزول التي تبين استفسار المستفسرين عن المولى عز وجل.
المراد بالقرب في الآية:
قريب بالإجابة والقدرة. ذكره ابن عطية.
وقال الزجاج: المعنى: أنه إذا قال قائل: اين اللّه؟، فالله عزّ وجلّ قريب، لا يخلو منه مكان.
قوله تعالى: (أجيب دعوة الداع إذا دعان):
سبب نزول الآية:
روي أن المشركين قالوا لما نزل فإنّي قريبٌ: كيف يكون قريبا وبيننا وبينه على قولك سبع سماوات في غلظ سمك كل واحدة خمسمائة عام وفيما بين كل سماء مثل ذلك؟ فنزلت: أجيب دعوة الدّاع إذا دعان, أي: فإني قريب بالإجابة والقدرة. ذكره ابن عطية.
معنى الآية:
-ذكر الزجاج في معنى الدعاء للّه عزّ وجلّ أنه على ثلاثة أضرب:-
فضرب منها: توحيده ، والثناء عليه كقولك : يا الله لا إله إلا أنت ،وقولك: ربّنا لك الحمد، فقد دعوته: بقولك ربنا، ثم أتيت بالثناء والتوحيد، ومثله: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين},أي : يستكبرون عن توحيدي ، والثناء عليّ، فهذا ضرب من الدعاء.
وضرب ثان: هو مسألة الله العفو والرحمة، وما يقرب منه ، كقولك : اللهم اغفر لنا.
وضرب ثالث : هو مسألته من الدنياو كقولك:اللهم ارزقني مالا وولدا وما أشبه ذلك.
-وقال قوم: المعنى أجيب إن شئت. ذكره الزجاج وابن عطية.
-وقال قوم: إن الله تعالى يجيب كل الدعاء: فإما أن تظهر الإجابة في الدنيا، وإما أن يكفر عنه، وإما أن يدخر له أجر في الآخرة، وهذا بحسب حديث الموطأ: «ما من داع يدعو إلا كان بين إحدى ثلاث». ذكره ابن عطية.
سبب تسميته بالدعاء:
لأن الإنسان يصدر في هذه الأشياء بقوله: يا اللّه، ويا رب، ويا حي، فكذلك سمي :دعاء.ذكره الزجاج
قوله تعالى :(فليستجيبوا لي):
المخاطب في قوله :(فليستجيبوا لي):
العباد. بإجماع المفسرين.
معنى الآية:
-قال أبو رجاء الخراساني: «معناه فليدعوا لي». ذكره ابن عطية.
-وقال ابن عطية: المعنى فليطلبوا أن أجيبهم، وهذا هو باب استفعل، أي طلب الشيء.
-وذكر الزجاج أن المعنى: فليجيبوا لي, وخصص مجاهد وغيره ذلك: فيما دعاهم الله إليه من الإيمان، أي بالطاعة والعمل, كما ذكره ابن عطية.
قوله تعالى :(وليؤمنوا بي):
المخاطب في قوله :(وليؤمنوا بي):
العباد. بإجماع المفسرين.
متعلق الإيمان في قوله :(وليؤمنوا بي):
-قال أبو رجاء: في أني أجيب دعاءهم. ذكره ابن عطية.
-وقال غيره: بل ذلك دعاء إلى الإيمان بجملته. ذكره ابن عطية.
قوله تعالى :(لعلهم يرشدون):
القراءات الواردة في الآية:
قرأ الجمهور يرشدون بفتح الياء وضم الشين. وقرأ قوم بضم الياء وفتح الشين. وروي عن ابن أبي عبلة وأبي حيوة فتح الياء وكسر الشين باختلاف عنهما قرآ هذه القراءة والتي قبلها. ذكره ابن عطية.
باب: في فضل الدعاء:
واعلم أن للدعاء فضائل لا تعد كما وكيفا, ونحن هنا لسنا بصدد مباحثتها وحصرها, ولكننا نذكر بعضها على عجل, فمن فضائله:
-لاحظ يا رعاك الله كيف أجاب الله سؤال عباده مباشرة دون إحالة الرد لنبيه, فقال :(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) ولم يقل: (فقل لهم إني قريب) وفي هذه لطائف للمستبصر, وتجليات لرحمة الرب لعبده المسكين الضعيف, وتودد له وإعلام بمدى قربه سبحانه قربا يلازمه النصر والتأييد والعون, وفي هذه الآية تبيان لمدى فضل الدعاء وخصوصيته.
-نيل معية الله, ففي الحديث الذي ذكره ابن كثير فيما رواه الإمام أحمد عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
-أن الدعاء لا يرد, فالكريم يستحيي أن يرد يدا عبده صفرا خائبتين, كما ورد ذلك فيما ذكره ابن كثير فيما رواه الإمام أحمد عن سلمان -يعني الفارسيّ -رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين", ولكن قد تختلف أشكال الاستجابة كما ورد ذلك فيما ذكره ابن كثير عما رواه أحمد عن أبي سعيد في الحديث النبوي :"إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها".
-أن الدعاء بحد ذاته عبادة, فانظر كيف أن طلب غير الله ذل , وطلب الله أجر ومثوبة مع حصول مطلوب, بل إن الله يحب من عبده أن يتوسل إليه, وكلما أكثر كان الله له أكثر, كما ورد ذلك فيما نقله ابن كثير عن الإمام أحمد أنه روى عن أبي سعيد أنه لما أخبرهم رسول الله عن استجابة الله للدعاء, قال له الناس: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ".
-أنه سبحانه لم يشترط لاستجابة الدعاء شروطا تعجيزية, بل إنه سبحانه يستجيب حتى للكافر إن كان مظلوما, وهذا من فضل الدعاء وأهميته, فقد ذكر ابن كثير فيما نقله عن الإمام أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين".
باب: في آداب الدعاء وشروطه:
للدعاء شروط وآداب ينبغي مراعاتها حتى يكون المرء أقرب للإجابة, وهي:
-عدم الاعتداء في الدعاء, فإن الاعتداء في الدعاء ممنوع، قال الله تعالى: ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين [الأعراف: 55] قال المفسرون: أي في الدعاء, كما ذكر ذلك ابن عطية.
والاعتداء يكون بأشكال منها: الدعاء بقطيعة رحم أو إثم ونحوه, ففيما نقله ابن كثير عن الإمام أحمد عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ..إلخ"
-عدم رفع الصوت بالدعاء, فقد ذكر ابن كثير فيما رواه الإمام أحمد عن أبي موسى الأشعريّ، أنه قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا، ولا نعلو شرفًا، ولا نهبط واديًا إلّا رفعنا أصواتنا بالتّكبير. قال: فدنا منّا فقال: "يا أيّها النّاس، أربعوا على أنفسكم؛ فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنّما تدعون سميعًا بصيرًا، إنّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته.
-الدعاء مع حسن الظن بالله وباستجابته, فقد ذكر ابن كثير فيما رواه الإمام أحمد عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
-الثقة بإجابة الدعوة, والوعي بأن استجابتها متحقق, ولكن شكل الاستجابة ليس بواحد , وقد تعجل في الدنيا أو تحفظ للداعي في الآخرة, ففيما نقله ابن كثير عن الإمام أحمد عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها".
-عدم استعجال الإجابة, فقد ذكر ابن كثير فيما رواه الإمام مالك عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي". أخرجاه في الصحيحين وهذا لفظ البخاري.
باب: أوقات وأحوال يرجى فيها الإجابة أكثر من غيرها:
-عند الصوم: ففي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدّعاء، متخلّلةً بين أحكام الصّيام، إرشادٌ إلى الاجتهاد في الدّعاء عند إكمال العدّة، بل وعند كلّ فطرٍ، كما ذكر ذلك ابن كثير, وعقبه بما رواه الإمام أبو داود الطّيالسيّ في مسنده: عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "للصّائم عند إفطاره دعوةٌ مستجابةٌ". فكان عبد اللّه بن عمرٍو إذ أفطر دعا أهله، وولده ودعا.
-دعوة المظلوم: فقد ذكر ابن كثير فيما نقله عن الإمام أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين".
-دعوة الإمام العادل: فقد ذكر ابن كثير فيما نقله عن الإمام أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم-وذكر منهم-: الإمام العادل.
ختاما: إن هذه الآية مما كثر الحديث عنها وفيها وفي تفسيرها, ومع ذلك لا زلنا إلى اليوم نستخرج منها لطائف وعبر, ومظان رحمة وعطف من المولى على عباده, وإن من الخسران أن يعي مسلم رحمة ربه ثم يصيبه القنوط أو اليأس, وما يقنط من رحمة ربه إلا الضالون!
فاللهم ارزقنا حسن الظن بك, وحلاوة التقرب إليك ومناجاتك, والتوفيق إلى حسن دعائك, فإن عمر كان يقول: أنا لا أحمل هم الإجابة لكني أحمل هم الدعاء. وهذا من فقهه رحمه الله ورضي عنه, فإن الإجابة متحققة لأن المتكفل بها الحق, ولكن المرء إنما يخشى سوء مناجاته لربه, وألا يوفق للتذلل بين يديه كما ينبغي, فاللهم نسألك حسن القول والعمل, والحمدلله رب العالمين.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
في المراد بالآية أقوال, ويعود اختلافها للاختلاف حول عودة الضمير:
الأول: أن من بدل أمر الوصية بعد سماعه إيّاها، فإنما إثمه على مبدله، ليس على الموصى إذا احتاط ، أو اجتهد فيمن يوصى إليه إثم، ولا على الموصى له إثم ، وإنما الإثم على الموصي إن بدل. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير ورجحوه.
الثاني: أن الضمير يعود الذي في سمعه على أمر الله تعالى في هذه الآية. ذكره ابن عطية ولم يرجحه.

ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
-قال الضحاك: «أنزل في فرضه وتعظيمه والحض عليه». ذكره ابن عطية.
-وحكى الرّازيّ عن سفيان بن عيينة وغيره أنّ المراد بقوله: {الّذي أنزل فيه القرآن} أي: في فضله أو وجوب صومه, وقال عن ذلك: أنه غريب جدا. ذكره ابن كثير.
-وقيل: بدىء بنزوله فيه على النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية.
-وقال فخر الدّين: ويحتمل أنّه كان ينزل في كلّ ليلة قدرٍ ما يحتاج النّاس إلى إنزاله إلى مثله من اللّوح إلى سماء الدّنيا، وتوقّف. ذكره ابن كثير.
-وقيل: إنّما نزل جملةً واحدةً إلى بيت العزّة من السّماء الدّنيا، وكان ذلك في شهر رمضان، في ليلة القدر منه، كما قال تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1]. وقال: {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ} [الدّخان: 3]، ثمّ نزل بعد مفرّقًا بحسب الوقائع على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. هكذا روي من غير وجهٍ، عن ابن عبّاسٍ, وذكره ابن كثير, وحكى القرطبي الإجماع على ذلك.
وروى واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان والتوراة لست مضين منه والإنجيل لثلاث عشرة والقرآن لأربع وعشرين».أخرجه أحمد وذكره ابن عطية وابن كثير.


2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
-قال الشعبي: «إن العرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية». أشار إلى مثل ذلك الزجاج وذكره ابن عطية.
-وحكي أن قوما من العرب تقاتلوا قتال عمية ثم قال بعضهم: نقتل بعبيدنا أحرارا، فنزلت الآية. ذكره ابن عطية وابن كثير.
-وقيل: نزلت بسبب قتال وقع بين قبيلتين من الأنصار. ذكره ابن عطية.
-وقيل: نزلت بسبب قتال وقع بين قبيلتين من غير الأنصار فقتل هؤلاء من هؤلاء رجالا وعبيدا ونساء، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات على استواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد. ذكره ابن عطية.
-وقيل: أن بني النّضير قد غزت قريظة في الجاهليّة وقهروهم، فكان إذا قتل النّضريّ القرظيّ لا يقتل به، بل يفادى بمائة وسقٍ من التّمر، وإذا قتل القرظيّ النّضريّ قتل به، وإن فادوه فدوه بمائتي وسقٍ من التّمر ضعف دية القرظيّ، فأمر اللّه بالعدل في القصاص. ذكره ابن كثير.


ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
اختلف المتأولون في المراد بقوله :(أياما معدودات ...إلخ الآية:
-فقال معاذ بن جبل وعلقمة والنخعي والحسن البصري وابن عمر والشعبي وسلمة بن الأكوع وابن شهاب وابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وطاوسٌ، ومقاتل بن حيّان، وغيرهم من السّلف: كان فرض الصيام هكذا على الناس من أراد صام ومن أراد أطعم مسكينا وأفطر, ثم نسخ. ذكره ابن عطية والزجاج وابن كثير.
وقد روى البخاريّ عن سلمة بن الأكوع أنّه قال: لمّا نزلت: {وعلى الّذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكينٍ} كان من أراد أن يفطر يفتدي، حتّى نزلت الآية التي بعدها فنسختها.
وروي أيضًا من حديث عبيد اللّه عن نافعٍ، عن ابن عمر، قال: هي منسوخةٌ.ذكره ابن كثير.
-وقالت فرقة: وعلى الّذين يطيقونه أي على الشيوخ والعجّز، الذين يطيقون، لكن بتكلف شديد فأباح الله لهم الفدية والفطر، وهي محكمة عند قائلي هذا القول. قاله ابن عباس وقال نحوه السدي وذكره ابن عطية وابن كثير.

ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.
هما فجران: أحدهما يبدو أسود معترضا ، وهو الخيط الأسود، والأبيض يطلع ساطعاً يملأ الأفق، والخيط استعارة وتشبيه لرقة البياض أولا ورقة السواد الحاف به، والمراد فيما قال جميع العلماء بياض النهار وسواد الليل. قال به الزجاج وابن عطية وابن كثير, وهو نص قول النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم في حديثه المشهور, والذي قال فيه: لمّا نزلت هذه الآية: {وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} عمدت إلى عقالين، أحدهما أسود والآخر أبيض، قال: فجعلتهما تحت وسادتي، قال: فجعلت أنظر إليهما فلا تبيّن لي الأسود من الأبيض، ولا الأبيض من الأسود، فلمّا أصبحت غدوت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبرته بالّذي صنعت. فقال: "إنّ وسادك إذًا لعريضٌ، إنّما ذلك بياض النّهار وسواد اللّيل". رواه أحمد وذكره ابن كثير.
وهكذا وقع في رواية البخاريّ مفسّرًا بهذا: عن عديّ قال: أخذ عدي عقالا أبيض وعقالا أسود، حتّى كان بعض اللّيل نظر فلم يتبيّنا. فلمّا أصبح قال: يا رسول اللّه، جعلت تحت وسادتي. قال: "إنّ وسادك إذًا لعريضٌ، إن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك". ذكره ابن كثير.
وقد رفع اللّبس بقوله: {من الفجر} كما جاء في الحديث الذي رواه البخاريّ: عن سهل بن سعدٍ، قال: أنزلت: {وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} ولم ينزل {من الفجر} وكان رجالٌ إذا أرادوا الصّوم، ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، فلا يزال يأكل حتّى يتبيّن له رؤيتهما، فأنزل اللّه بعد: {من الفجر} فعلموا أنّما يعني: اللّيل والنّهار.ذكره ابن عطية وابن كثير.
-وقال بعض المفسرين: الخيط اللون، وهذا لا يطرد لغة كما ذكر ذلك ابن عطية.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 محرم 1439هـ/22-09-2017م, 07:47 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.

الحمدُ لله العظيمِ الرحيم ، الذي وسع كل شيء علماً ، و امتنّ على سائليه إجابةً و قُرباً .. حقّ له التوحيدُ وحده ، و حقّ لمن استجاب له رُشداً .
وبعد :
فهذه رسالة مختصرة في فضل الدعاء وآدابه جمعتها من أقوال المفسرين ، راجيةً من الله السداد والقبول .
أهمية الدعاء وفضله :
إنّ للدعاء منزلة عظيمة ، وزلفى عند الله ، فقد أمر الله تعالى به ، ووفّق سبحانه من شاء للإكثار منه وسلوك أحسنه ، وهو واسع المنال وأبواب طَرقِه كثيرة ، فتوحيد الله والثناء عليه دعاء ، و مسألة الله العفو والرحمة، وما يُقرّب منه دعاء ، وسؤال العبد ماشاءه من أمور دنياه دعاء ، إذ في جميعها يصدُر بقوله : يا اللّه، ويا رب، ويا حي ، وهذا هو الدعاء .
كما أنّ في الدعاء توحيد لله تعالى ، وتعبّد له بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، وتعظيمٌ له سبحانه وتنزيهٌ له ، وإعترافٌ بألوهيته وربوبيته وملكه ، وفيه توسّلُ العبد ،و مسكنته ،و خضوعه لخالقه ومولاه ، وإظهارٌ للفقر والعجز والعبودية .
كما أنّ كل ما أمر الله تعالى به فهو محبوبٌ له ، قال تعالى : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) ، و فسّر بعضهم قوله تعالى ( فليستجيبوا لي ) بمعنى ( فليدعوا لي) ، أي ليطلبوا أن أجيبهم ، ذكره ابن عطية عن أبي رجاء الخراساني .
ومن فضل الدعاء إظهار كثير من صفاته سبحانه كقربه من خلقه ، و سعة علمه وقدرته ، فهو سبحانه وتعالى قريبٌ بعلمه وقدرته وإجابته ، طلب منهم سؤاله ووعدهم بالإجابة وهو أكرم الأكرمين يسألهم أن يسألوه وهم الفقراء إليه وهو الغني الحميد .
وإجابته سبحانه لهم تتضمن ثلاثة أمور هي من فضائل الدعاء ومزاياه :
فإما أن تظهر الإجابة في الدنيا، وإما أن يكفر عنه، وإما أن يدخر له أجر في الآخرة ، روى الإمام أحمد عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ".
ومن فضل الدعاء كذلك تحصيل معية الله تعالى ، فعن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني". رواه أحمد ، وفي رواية أنا مع عبدي ما ذكرني، وتحرّكت بي شفتاه".والدعاء من الذكر .
والمراد من هذا: أنّه تعالى لا يخيب دعاء داعٍ، ولا يشغله عنه شيءٌ، بل هو سميع الدّعاء. وفيه ترغيبٌ في الدّعاء، وأنّه لا يضيع لديه تعالى، كما روى الإمام أحمد: عن سلمان رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين".
آداب الدعاء :
- حضور القلب عند الدعاء : فعن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ" ، رواه الإمام أحمد .
- حسن الظن بالله تعالى واليقين بالإجابة ، للحديث السابق ، وذكر بعضهم في تفسير قوله تعالى : ( وليؤمنوا بي) معناه : في أني أجيب دعاءهم ، ذكره ابن عطية عن أبي رجاء .
- خفض الصوت وعدم رفعه ، و ترك الإعتداء في الدعاء قال الله تعالى: ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين [الأعراف: 55] قال المفسرون: أي في الدعاء.
و روى ابن أبي حاتم ، أن أعرابيًّا قال: يا رسول اللّه، أقريبٌ ربّنا فنناجيه أم بعيدٌ فنناديه؟ فسكت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان}.
- ومن الآداب استفتاح الدعاء بالحمد والثناء مع ختمه بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ، روى ابن مردويه عن جابر بن عبد اللّه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان} الآية. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّهمّ أمرت بالدّعاء، وتوكّلت بالإجابة، لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك، لبّيك إنّ الحمد والنّعمة لك، والملك لا شريك لك، أشهد أنّك فردٌ أحدٌ صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوًا أحدٌ، وأشهد أنّ وعدك حقٌّ، ولقاءك حقٌّ، والجنّة حقٌّ، والنّار حقٌّ، والسّاعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور".
- ومن آداب الدعاء أن لا يعجل : عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".أخرجه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري .
- ومن آدابه أن لايدعو بإثم ولا قطيعة رحم : فقد روى الإمام أحمد عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: ... ) وتقدم الحديث في فضل الدعاء .
كما أنّ الدعاء لا يختص بوقت معين دون وقت ، لكنه يشرع في كل الأوقات والأحوال ، قال ابن جريج عن عطاءٍ: أنّه بلغه لمّا نزلت: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم} [غافرٍ: 60] قال النّاس: لو نعلم أيّ ساعةٍ ندعو؟ فنزلت: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان} ، وعن أبي موسى الأشعريّ، قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا، ولا نعلو شرفًا، ولا نهبط واديًا إلّا رفعنا أصواتنا بالتّكبير ...) رواه الإمام أحمد ، وهذا لا يتنافى مع تأكده في بعض الأحوال والأزمان والأماكن .
هذا خلاصة ماذكره الزجاج وابن كثير وابن عطية ، والله تعالى أعلم .

المجموعة الثانية:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.

ذكر العلماء ثلاث احتمالات يمكن عود الضمير إليها :
1- أن يعود الضمير على الإيتاء أي في وقت حاجة من الناس وفاقة، فإيتاء المال حبيب إليهم ، ذكره ابن عطية .
2- ويحتمل أن يعود الضمير على اسم الله تعالى من قوله: (من آمن باللّه) أي من تصدق محبة في الله تعالى ، ذكره ابن عطية .
3- ويحتمل أن يعود على الضمير المستكن في آتى : أي على حبه المال، فالمصدر مضاف إلى الفاعل ، ذكره ابن عطية وابن كثير عن ابن مسعودٍ وسعيد بن جبيرٍ وغيرهما من السّلف والخلف، ويؤيده قوله تعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) وما جاء في الصّحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعًا: «أفضل الصّدقة أن تصدّق وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى، وتخشى الفقر».


ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
شهد بمعنى حضر ، والآية تدل على وجوب الصوم على من كان مقيما في بلده ، صحيحا في بدنه .
وهذه الآية نسخت التي قبلها في إباحة تخيير الصحيح المقيم بين أن يفطر ويفدي بإطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ ، وبين أن يصوم ، فأوجبت الصيام عليه بلا تخيير ، فمن كان شاهدا غير مسافر ، فليصم، ومن كان مسافراً، أو مريضاً ، فقد جُعل له أن يصوم عدة أيام المرض ، وأيام السفر من أيام أخر .
و ذهب طائفةٌ من السّلف إلى أنّ من كان مقيمًا في أوّل الشّهر ثمّ سافر في أثنائه، فليس له الإفطار بعذر السّفر لقوله: (فمن شهد منكم الشّهر فليصمه) وإنّما يباح الإفطار لمسافرٍ استهلّ الشّهر وهو مسافر ، ذكره ابن حزم ونقله ابن كثير عنه وذكره ابن عطية عن علي بن أبي طالب وابن عباس وعبيدة السلماني ، و أجاب ابن كثير على هذا القول بثبوت خلاف ذلك في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد ثبت أنّه خرج في شهر رمضان لغزوة الفتح، فسار حتّى بلغ الكديد، ثمّ أفطر، وأمر النّاس بالفطر. أخرجه البخاري ومسلم .
ومن المسائل المذكورة في تفسير الآية قول أبي حنيفة بعدم وجوب القضاء على من دخل عليه الشهر وهو مجنون وتمادى به طول الشهر ، لأنه لم يشهد الشهر بصفة يجب بها الصيام ، أما من جُنّ في أول الشهر أو آخره فإنه يقضي أيام جنونه .

2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنتثى} منسوخ أم محكم؟

القول الأول : أنها منسوخة بقوله تعالى : ( النفس بالنفس ) ، وروي عن ابن عباس أن الآية نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة أن النفس بالنفس.
القول الثاني : أنها محكمة ، في رواية عن ابن عباس ، وقول مالك ، وسبب نزولها أن العرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية، ذكره ابن عطية عن الشعبي ، وحكي أن قوما من العرب تقاتلوا قتال عمية ثم قال بعضهم: نقتل بعبيدنا أحرارا، فنزلت الآية ، فيكون قوله الحرّ بالحرّ يعم الرجال والنساء ، وأعيد ذكر الأنثى تأكيدا وتهمما بإذهاب أمر الجاهلية ، فيكون في الآية إجمال فسرته المائدة .
وذكر ابن عطية أنها محكمة وأن آية المائدة إنما هي إخبار عما كتب على بني إسرائيل، فلا يترتب النسخ إلا بما تلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن حكمنا في شرعنا مثل حكمهم .

ب: حكم الصيام في السفر.
القول الأول : أنه واجب على من شهد الشهر وهو مقيم فليس له أن يفطر إذا سافر ، واحتجوا لذلك بقوله تعالى : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) ، ورد ابن كثير على هذا القول أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في شهر رمضان لغزوة الفتح، فسار حتّى بلغ الكديد، ثمّ أفطر، وأمر النّاس بالفطر.
القول الثاني : أنه لا يجوز الصوم في السفر ، لقوله: {فعدّةٌ من أيّامٍ أخر} .
القول الثالث : الجواز ، وأنه على التخيير ، لحديث عائشة رضي الله عنها أن حمرة بن عمرٍو الأسلميّ قال: يا رسول اللّه، إنّي كثير الصّيام، أفأصوم في السّفر؟ فقال: "إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر".
و لأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يخرجون مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في شهر رمضان ، قال: "فمنا الصّائم ومنّا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصّائم " .
وفي هذا الدليل رد على القائلين بوجوب الفطر وعدم جواز الصوم ، إضافة لما ثبت في بعض الأحاديث من صومه عليه الصلاة والسلام في السفر ، فعن أبي الدّرداء قال خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في شهر رمضان في حرٍّ شديدٍ، حتّى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدّة الحرّ وما فينا صائمٌ إلّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبد اللّه بن رواحة.
القول الرابع : أن الصّيام في السّفر أفضل من الإفطار، لفعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، وهو قول الشافعي .
القول الخامس : أن الإفطار أفضل من الصيام ، أخذًا بالرّخصة، ولما ثبت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أنه سئل عن الصّوم في السّفر، فقال: "من أفطر فحسن، ومن صام فلا جناح عليه". وقال في حديث آخر: "عليكم برخصة اللّه التي رخّص لكم" .
القول السادس : إن شق عليه الصوم فالفطر له أفضل ، لحديث جابرٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى رجلًا قد ظلّل عليه، فقال: "ما هذا؟ " قالوا: صائمٌ، فقال: " ليس من البرّ الصّيام في السّفر" .

ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
قَتْل قاتل صاحبه بعد ( أخذ الدية ، أو قبولها ) .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 محرم 1439هـ/24-09-2017م, 11:18 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة الآيات (177 - 188)

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.


الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى،
أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة في بيان نوع عظيم من أنواع العبادة ألا وهو الدعاء،
وسيدور الكلام على أربعة عناصر رئيسة مستمدة من قوله تعالى في سورة البقرة: "{وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}":
أولها: سبب نزول هذه الآية.
وثانيها: تعريف الدعاء وأقسامه.
وثالثها: فضل الدعاء.
ورابعها: آداب الدعاء.

أولاً سبب نزول هذه الآية:
-قال الحسن بن أبي الحسن: سببها أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزلت،
-وقال عطاء: لما نزلت وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم [غافر: 60] قال قوم في أي ساعة ندعو؟ فنزلت وإذا سألك عبادي عنّي،
-وقال مجاهد: بل قالوا إلى أين ندعو فنزلت هذه الآية،
-وقال قتادة بل قالوا: كيف ندعو؟ فنزلت وإذا سألك عبادي،
-روي أن المشركين قالوا لما نزل فإنّي قريبٌ: كيف يكون قريبا وبيننا وبينه على قولك سبع سماوات في غلظ سمك كل واحدة خمسمائة عام وفيما بين كل سماء مثل ذلك؟ فنزلت
فهذه الآية نزلت في إجابة أسئلة تتعلق بكيفية دعاء الله وتتعلق أيضا بقرب الله من عباده فبين الله فيها أنه قريب من عبادة يسمع دعائهم ويجيبهم وهذا كقوله تعالى: : {ما يكون من نجوى ثلاثة إلّا هو رابعهم}، وكما قال: {وهو معكم أين ما كنتم}
وقال تعالى: " أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ"


وثانيها: تعريف الدعاء وأقسامه.
الدعاء قسمان:
== القسم الأول:
دعاء العبادة وهو كقول القائل " اللهم لك الحمد" ، ومنه قوله تعالى: ": {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}
وقال صلى الله عليه وسلم: "الدعاء مخ العبادة" وأصح منه قوله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة".
والعبادة في خطاب الشرع عند الإطلاق يراد بها التوحيد، كما صح عن ابن عباس حيث قال: "كل أمر في القرآن بالدعاء هو التوحيد"
والتوحيد فرد من أفراد العبادة وهو أهمها ولذلك فسرها ابن عباس به، ومن أجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، ومن أجله خلق الله الخلق كما قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا يعبدون" فالمعنى وما خلقت الجن والإنس إلا ليوحدون،
فإذا كانوا مخلوقين من أجل التوحيد فهم مأمورون به،
والطريق الموصل إلى تحقيق توحيد الله، هو العلم فبالعلم يتعرف العبد على ثلاثة أشياء لا تقوم العبادة إلا بها:
أولها: معرفة المعبود؛ وهو الله سبحانه وتعالى بمعرفة أسماءه وصفاته وماله من توحيد الربوبية والألوهية.
وثانيها: معرفة كيفية عبادته؛ بمعرفة الشرائع التي يتعبد بها الله.
وثالثها: معرفة المبلغ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم.
والدليل: قوله تعالى: "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك"
فأمره صلى الله عليه وسلم –وهو من هو في معرفة الله- بالعلم وليس أي علم بل هو العلم بتوحيد الله المتمثل في معرفة العروة الوثقى؛ كلمة التوحيد،
وهذا الأمر كان من الله للنبي صلى الله عليه وسلم، بعد هجرته إلى المدينة، وهذا وهو صلى الله عليه وسلم قد بقى في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد وفرضت الصلاة في بعد عشر سنوات من الدعوة للتوحيد،
فياله من أمر عظيم يوضح أهمية التوحيد وقدره في أنواع العبادة.
ثم تجئ بعد ذلك باقي أنواع العبادة من الأركان والواجبات والمستحبات.
== والقسم الثاني:
دعاء المسألة: فيسأل العبد ربه أمر محددا يريده، سواء كان من أمور الآخرة كأن يغفر له أو يدخله الجنة ، أو من أمر الدنيا؛ كأن يرزقه العلم أو المال أو الولد الصالح.

وثالثها: فضل الدعاء.
= من فضائله أنه عبادة لله كما تقدم في تعريفه، فالداعي عند دعاءه يكون في عبادة الله، سواء كان دعاء عبادة أو مسألة.
= أن الدعاء يلزم معه عبادات أخرى يقوم بها العبد كالتوكل على الله، والثقة بالله، والإيمان بقدرة الله.
= أنه ينال به رضى الله، ويتجنب سخطه كما جاء في الحديث.
= من فضائله أن الله يستجيب له فيتحقق له مراده سواء من أمر الآخرة أو من أمر الدنيا.
= وأنه إن لم يستجاب في الدنيا، فإن الله يدخره له في الآخرة، أو يرد به عنه بلاء.
= أنه به يزداد إيمان العبد بالله لتعلق قلبه به وتوجهه إليه.
= زيادة علم بأسماء الله ومعانيها، فإن من المستحبات في الدعاء أن يدعو العبد بالاسم الإلهي الذي يناسب طلبه؛ فإن كان يدعو بالمغفرة فليدعو باسم الغفور، وإن كان يطلب رزقاً فيدعو باسم الله الرازق، وهكذا.
=أن العبد كلما دعى الله فهو يذكره إما بدعاء عبادة أو بدعاء مسألة وإذا حصل كان الله معه؛ وروى الإمام أحمد من حديث أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".


ورابعها: آداب الدعاء.
نذكر هنا بعض آداب الدعاء التي يحسن بالداعي مراعاتها:
- صدق التوجه إلى الله حال الدعاء.
- عدم التعلق بغير الله أو الانشغال بغيره، فإن الله لا يستجيب من عبد يدعو وقلبه لاه. كما جاء عند أحمد من حديث عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
- عدم الاعتداء في الدعاء؛ لقوله تعالى: " ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين [الأعراف: 55]"
- عدم الدعاء بشيء محرم.
- أن لا يدعو بقطيعة رحم.
- أن يعزم المسألة في الدعاء كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله لا مكره له.
- يستحب أن يكون على طهارة.
- أن يرفع يديه في الدعاء لما رواه الإمام أحمد من حديث سلمان -يعني الفارسيّ -رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين".

- أن لا يعجل العبد إذا دعى فلم يستجب له، فيقول عندها: دعوت فلم يستجب لي، لما رواه مالك من حديث أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
أخرجاه في الصّحيحين من حديث مالكٍ، به. وهذا لفظ البخاريّ، رحمه اللّه، وأثابه الجنّة.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المجموعة الثالثة:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.

فيه أربع تأويلات:
الأول: أن "من" ترجع للقاتل والشيء المعفو عنه هنا هو الدم، فقبل منه ولي الدم الدية بدلاً من دمه وهذا قول ابن عباس وجماعة من العلماء.
والثاني: أن المراد ب"من": ولي الدم ومعنى عفي له: أي يسر له شيء من المال وهي الدية من أخيه المقتول أي بسبب قتله، أو من أخيه القاتل وهي أخوة الإسلام. وهذا قول مالك
والثالث: أنها في الذين نزلت فيهم الآية وأسقط كل منهم الديات عن الآخر، فمن تبقى له عند الآخر شيء، فمعنى عفي له على هذا التأويل أي فضل له.
والرابع: أنها في الفضل بين دية المرأة والرجل والحر والعبد، أي من كان له ذلك الفضل فاتباع بالمعروف، وعفي في هذا الموضع أيضا بمعنى أفضل. قاله به على رضي الله عنه والحسن بن أبي الحسن.
ذكر هذه الأقوال الأربعة ابن عطية في تفسيره ثم قال بعدها :
وكأن الآية من أولها بينت الحكم إذا لم تتداخل الأنواع ثم الحكم إذا تداخلت، وشيءٌ في هذه الآية مفعول لم يسم فاعله، وجاز ذلك وعفي لا يتعدى الماضي الذي بنيت منه من حيث يقدر شيءٌ تقدير المصدر، كأن الكلام: عفي له من أخيه عفو، وشيءٌ اسم عام لهذا وغيره، أو من حيث تقدر عفي بمعنى ترك فتعمل عملها، والأول أجود، وله نظائر في كتاب الله، منها قوله تعالى: {ولا تضرّونه شيئاً}[هود: 57]، قال الأخفش: «التقدير لا تضرونه ضرا»، أ.هـ.



ب: المراد بالأيام المعدودات.
=قيل أنها أيام رمضان فكانت مفروضة على النصارى فبدلوه بغيره كما جاء عن الشعبي أنه قال: المعنى كتب عليكم رمضان كما كتب على النصارى»، قال: «فإنه كتب عليهم رمضان فبدلوه لأنهم احتاطوا له بزيادة يوم في أوله ويوم في آخره قرنا بعد قرن حتى بلغوه خمسين يوما، فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الفصل الشمسي». وجاء مثله عن غيره
=وقيل إنها ثلاثة أيام من كل شهر كما جاء عن عطاء وذكره ابن عطية، وزاد أنه جاء في بعض الطرق زيادة يوم عاشوراء، ثم نسخ هذا في أمة محمد بصيام شهر رمضان.
=وقيل هو تشبيه لماهية الصيام فهو يكون في أيام معلومة يمتنع فيها الصائم عن الطعام والشراب والجماع في وقت محدد.


2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}.

المصلح يقوم بالإصلاح في أحد حالين:
الأول: أن يكون الموصي مازال حياً فهنا هو ينصحه ليعدل الوصية فإن فعل فلا يكون عليه إثم، لأنه رجع عن خطأه.
والثاني: أن يكون الموصي قد مات، وهنا فإن المصلح يقوم بتعديل الوصية لما يوافق الشرع ولا يكون المصلح هنا آثم لأنه إنما قصد اظهار الحق.

ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية.
كان في بداية الأمر الوصية فرض لأن بعض الناس كان يتجاوز فيها فيترك الوالدين ويعطي غيرهما ممن هو أبعد منهما رياء وسمعةً، فكان الحكم في هذه الآية بالوجوب علي الناس أن يوصوا للوالدين وللأقربين،
فيوصي الرجل لهم قبل موته فمعنى قوله تعالى: "إذا حضر أحدكم الموت" ليس إذا كان في وقت الاحتضار لأنه يكون مشغول بما هو اهم من الوصية، ولكنه مأخوذ من قول من يوصي فإنه يقول مثلاً: إذا أنا مت فوصيتي أن يعطى فلان كذا وكذا، والأولى في الوصية أن تكون حال الحياة كما جاء في السنة، ففي الصّحيحين، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما حقّ امرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يوصي فيه، يبيت ليلتين إلّا ووصيّته مكتوبةٌ عنده». قال ابن عمر: «ما مرّت عليّ ليلةً منذ سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول ذلك إلّا وعندي وصيّتي».

ثم إن هذا الحكم نسخ بآيات المواريث وهذا بالإجماع كما ذكر الزجاج،
وقد قيل إن الذي نسخ هو ما نسخته المواريث وتبقى الوصية واجبة بالثلث وهذا القول رده الزجاج محتجاً بالإجماع على أن الوصية ليست واجبة فللرجل أن يوصي وله أن لا يوصي.

ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.
قيل أن ناسا من الصحابة منهم عمر رضي الله عنه حيث جامع أحد زوجاته أو أحد جواريه، وكانت قد نامت، وظن أنها تعتل بذلك ثم تحقق بعد ذلك فوجدها قد نامت، وكان الجماع والطعام والشراب ممنوع بعد نوم أحد الزوجين، أو بعد أذان العشاء، فذهب للنبي صلى الله عليه وسلم، فاعتذر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجرى نحو هذا لكعب بن مالك الأنصاري، فنزل صدر الآية فيهم، فهي ناسخة للحكم المتقرر في منع الوطء بعد النوم
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 محرم 1439هـ/26-09-2017م, 07:39 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

1. عامّ لجميع الطلاب

اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي خاتم النبيين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الحمد لله السميع المجيب، الحمد لله علام الغيوب، الحمد لله القادر على كل شيء، الحمد لله الكريم المعطي المتفضل..
يبدأ يوم المسلم بارتفاع تكبيرات المؤذن، يصدح بالتوحيد، يدعو لصلاة الفجر، يرافق تكبيراته تمايز الخيط الأبيض عن الخيط الأسود في السماء، معلنا بدء يوم جديد، فيتنفس الصبح، وتغرد الطيور، ويسبح الكون بحمد ربه، فهل سبحت يا مسلم معه؟؟
تأمل في التوجيه النبوي لكل ساعة من ساعات يومك، ينتهي الأذان ليسن لك الصلاة على النبي وسؤال الله له الوسيلة، ثم ترغب بالدعاء موعودا بالإجابة، فهل طبقت السنة حاضر القلب، والذهن، مستوعبا ما تقول؟ وهل دعوت ودعوت ودعوت، موقنا بالإجابة شاكرا لربك أنه مكنك؟؟
ينقضي الأذان وتُدعى للصلاة، لتقف بين يدي ربك لتكبر الله وتحمده وتثني عليه وتمجده ثم تسأله الهداية فهل قلبك حاضر؟ وهل استشعرت هذه النعمة العظيمة التي أنت فيها؟ ملك الملوك يعلمك كيف تدعوه ويعدك بالإجابة، فهل أفرغت قلبك للحظات المناجاة؟؟
في السجود تكون أقرب ما تكون لرب العالمين ويرغب لك نبيك السؤال والدعاء، وقبل السلام موضع إجابة، وبعد السلام ذكر وتسبيح، فما حالك في هذه المواطن ؟؟
تأتي أذكار الصباح لتذكر ربك بأنواع الذكر، ويمر بك من بين الأذكار "اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا"، هل استشعرت وأنت تسأل الله العلم النافع كم مرة تعثرت في طلبك للعلم؟؟ وكم مرة فات عليك منه ما فات؟؟ وكم مرة تيسر لك بغير عناء؟؟ وكم أنت بحاجة مستمرة لعون ربك حتى تتعلم؟
هل تذكرت سعيك الحثيث في طلب الرزق؟؟ لم لا تكلله بدعوة من القلب " ورزقا طيبا"
هل تذكرت "عاملة ناصبة" وأنت تسأل ربك عملا متقبلا؟؟
تأمل في بقية يومك، كم مرة ترغبك السنة في الدعاء، وكم من وقت تزيد فيه فرص الإجابة، علاوة على أن باب الدعاء مفتوح لك في كل وقت فما أسعدك..
سأل إعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقريبٌ ربّنا فنناجيه أم بعيدٌ فنناديه؟ فسكت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186(}
املأ ب { إِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} زوايا قلبك، واجعلها تسقي عروقك العطشى، وتسري في جسدك المنهك، ربك قريب مجيب و يا لهناك إن وفقت للدعاء، فقط ارفع يديك واسأل..
لا تنس من حاجتك شيئا اسأل الكريم يعطيك..
لا تدع بلسانك بدون قلبك افهم ما تقول فأنت تخاطب ربك..
عبادتك كلها دعاء، أنت تتقلب بين دعاء المسألة ودعاء العبادة، وكلها تقربك منه سبحانه
ربك وإن كان قريبا من خلقه كلهم بعلمه، فقد خصك بقرب إجابته إن عبدته وسألته فلا تغفل
إذا سألت ربك بقلب حاضر، ودعاء مشروع، ولم تأت بموانع الإجابة كأكل الحرام فأبشر
ومع الإقبال والإكثار انتبه... وتأمل في ختام الآية { فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا} واعلم من أسباب إجابة الدعاء الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره، واجتناب نواهيه، والإيمان به
قد تدعو وتكثر وتتحرى ولا ترى إجابة، لا تحزن، جاء في الموطأ «ما من داع يدعو إلا كان بين إحدى ثلاث»، الحديث، فإما أن تظهر الإجابة في الدنيا، وإما أن يكفر عنه، وإما أن يدخر له أجر في الآخرة.
قل لي كيف يتلقى قلبك المثقل بالحاجات قوله صل الله عليه وسلم:
"إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين". رواه الإمام أحمد
لا تستعجل: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".رواه البخاري
وادع الله وأنت موقن بالإجابة فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".

جعلني الله وإياك من أهل القرب من طاعته وعبادته ورضوانه وإجابته
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد

المجموعة الثانية

1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.

ذكر ابن عطية لمرجع الهاء هنا عدة أقوال:
القول الأول: أنها ضمير عائد على الإيتاء في وقت حاجة الناس ، يعني يكون المال حبيب إليهم.
القول الثاني: أنه عائد على اسم الله تعالى المذكور في الآية { ولكن البر من آمن بالله }، يعني تصدق محبة لله
القول الثالث: أنها عائدة على المال، أي على حبه المال، أي أخرجه وهو محب له، راغبٌ فيه، للأدلة التالية:
- ثبت في الصّحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "أفضل الصّدقة أن تصدّق وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى، وتخشى الفقر"
- عن ابن مسعودٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:«{وآتى المال على حبّه}أن تعطيه وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى وتخشى الفقر». رواه الحاكم في مستدركه قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين، ولم يخرّجاه.
- وقال تعالى:{ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا * إنّما نطعمكم لوجه اللّه لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا}[الإنسان: 8، 9]
- وقال تعالى:{لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون} [آل عمران: 92]
ذكر هذا القول ابن عطية واستشهد له بالحديث، ولم يذكر ابن كثير غيره وقال عنه: "نصّ على ذلك ابن مسعودٍ وسعيد بن جبيرٍ وغيرهما من السّلف والخلف"

ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
المعنى: من كان مقيما في البلد وهو صحيح غير مريض حين دخل شهر رمضان، فيجب عليه الصيام وقد نسخت هذه الآية الإباحة التي ذكرت في الآية السابقة لمن كان صحيحا مقيما أن يفطر ويطعم، ذكر هذا القول ابن عطية وقال أنه قول الجمهور، وذكره ابن كثير واستدل له بما ثبتت في السّنّة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه خرج في شهر رمضان لغزوة الفتح، فسار حتّى بلغ الكديد، ثمّ أفطر، وأمر النّاس بالفطر، أخرجه صاحبا الصّحيح

2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنتثى} منسوخ أم محكم؟


ذكر ابن عطية في تفسيره أن هذه الآية محكمة غير منسوخة، لأنه لا يستقيم أن تكون آية المائدة ناسخة لها كما قال بعضهم لأنها إخبار عما كان على بني إسرائيل فلا يترتب النسخ إلا بما تلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن حكمنا في شرعنا مثل حكمهم وروي عن ابن عباس فيما ذكر أبو عبيد وعن غيره أن هذه الآية محكمة وفيها إجمال فسرته آية المائدة، وأن قوله هنا الحرّ بالحرّ يعم الرجال والنساء، وقاله مجاهد.

ب: حكم الصيام في السفر.
قال تعالى: {َمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}
أي ينوب عن صومه في وقت الصيام أياما أخر، فيجب عليه قضاء أيام بقدر الأيام التي أفطرها بعذر المرض أو السفر، تيسيرا عليه.
وفي أحكام الصيام في السفر عدة مسائل ذكرها أو بعضها ابن عطية وابن كثير:
1. هل الأفضل في السفر الصيام أم الفطر؟؟
اختلف العلماء في الأفضل على أقوال:
الأول: أن الأفضل الصوم لمن قوي عليه، لأن الذمة تبقى مشغولة والصواب المبادرة، ولما ورد من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ابن عطية وابن كثير أن هذا هو قول الشافعي، ورواية عن مالك
الثاني: أنه مخير بالفطر أو الصيام وهما سواء لحديث عائشة: أن حمرة بن عمرٍو الأسلميّ قال: يا رسول اللّه، إنّي كثير الصّيام، أفأصوم في السّفر؟ فقال: "إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر". وهو في الصّحيحين. ، ذكر ابن عطية أن هذا هو جل مذهب مالك، وذكره ابن كثير.
الثالث: أن الفطر أفضل، أخذا بالرخصة، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أفطر فحسن، ومن صام فلا جناح عليه". وقال في حديث آخر: "عليكم برخصة اللّه التي رخّص لكم"
نقله ابن عطية عن ابن عباس وابن عمر وغيرهما، وذكره ابن كثير.
الرابع: أن الأفضل هو الأيسر، وإن شقّ الصّيام فالإفطار أفضل لحديث جابرٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى رجلًا قد ظلّل عليه، فقال: "ما هذا؟ " قالوا: صائمٌ، فقال: " ليس من البرّ الصّيام في السّفر". أخرجاه، نقله ابن عطية عن مجاهد، وعمر بن عبدالعزيز وغيرهما، وذكره ابن كثير.
الخامس: أن الصيام في السفر مكروه نقله ابن عطية عن ابن حنبل
السادس: أن الصيام في السفر لا يجزئ، نقله ابن عطية عن عمر، وابن عمر، وربطه ابن كثير بالرغبة عن السنة واعتقاد أن الفطر مكروه، وذك أنه في هذه الحالة يجب عليه الفطر لما جاء في مسند الإمام أحمد وغيره، عن ابن عمر وجابرٍ، وغيرهما: من لم يقبل رخصة اللّه كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة

الترجيح
قال ابن كثير: الصّحيح قول الجمهور، أنّ الأمر على التّخيير، واستدل ب
- أنّهم كانوا يخرجون مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في شهر رمضان فمنهم صائم ومنهم مفطر، ولم ينكر عليهم.
- الذي ثبت من فعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه صام في السفر لما ثبت في الصّحيحين عن أبي الدّرداء: خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في شهر رمضان في حرٍّ شديدٍ، حتّى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدّة الحرّ وما فينا صائمٌ إلّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبد اللّه بن رواحة.

2. هل يباح الفطر في كل سفر ؟؟
سفر الطاعة متفق على مشروعية الفطر فيه
السفر المباح مختلف فيه، قال ابن عطية والقول بالجواز أرجح
سفر المعصية مختلف فيه، قال ابن عطية والقول بالمنع أرجح

3. ماهي مسافة السفر الذي يبيح الفطر؟
هي نفس مسافة قصر الصلاة وقد ذكر الفقهاء لها عدة تقديرات، وذكر بعضا منها ابن عطية في تفسيره

4. مسألة إذا شهد دخول الشهر ثم سافر
ذكر ابن عطية في هذه المسألة قولان:
- عن علي بن أبي طالب،، وابن عباس وعبيدة السلماني أن من شهد دخول الشهر وكان مقيما في أوله فليكمل صيامه سافر بعد ذلك أو أقام وإنما يفطر في السفر من دخل عليه رمضان وهو في سفر، قال ابن كثير عن هذا القول أنه غريب وفي ثبوته نظر، وفي صحيح السنة ما يثبت قول الجمهور.
- قول الجمهور: من شهد أول الشهر أو آخره فليصم ما دام مقيما،

ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.

المقصود الاعتداء بقتل القاتل بعد أخذ الدية، أو قبولها، قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وعطاءٍ، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان، وذكره الزجاج وابن عطية، وابن كثير.
- عن أبي شريحٍ الخزاعيّ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "من أصيب بقتلٍ أو خبل فإنّه يختار إحدى ثلاثٍ: إمّا أن يقتصّ، وإمّا أن يعفو، وإمّا أن يأخذ الدّية؛ فإن أراد الرّابعة فخذوا على يديه. ومن اعتدى بعد ذلك فله نار جهنّم خالدًا فيها" رواه أحمد.وذكره ابن كثير.
- وعن سمرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم:"لا أعافي رجلًا قتل بعد أخذ الدّية" يعني: لا أقبل منه الدّية، بل أقتله. ذكره ابن كثير.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 صفر 1439هـ/23-10-2017م, 03:02 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.

مراد الله من عباده هو العبودية له وأكثر ما يدل على عبودية العبد لربه هو دعاؤه والتذلل بين يديه , لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الدعاء هو العبادة ) فهو ركنها وأساسها ومحورها الذي بنيت عليه العبادة , و لأن الدعاء عظيم كان لا يأتي إلا بخير فهو يدور بين إحدى فضائل ثلاث
إما أن يعطيك الله ما تطلب
أو يدفع عنك من السوء مثلها
أو يدخر لك أجر الدعاء إلى يوم القيامة
ولكن لا تدع إلا وانت موقن بالإجابة من رب قدير رحيم كريم , وربنا لا يجرب إيام وهذا الظن بالكريم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ) , وعليك أيضاً أن تحذر من الدعاء فيما يدخل تحت الظلم أو قطيعة رحم , ولاتتعجل بالإجابة ( يستجاب لأحدكم مالم يعجل ) فالمطلوب منك أن تقدم ما هو ممطلوب منك وأن تترك للمدبر أمر تدبيره , لازم الدعاء والاستكانة والتذلل بين يدي الله فهذا هو المطلوب واترك أمر الإجابة للمجيب للسميع للقريب
ولا عليك أن تتوخى اللغة العربية و السجع بدعائك ولا تتكلف بكلامك بل يريدك ربك أن تنبسط بين يديه وكأنك تناجيه بدون تكلف أو تمحل , ولا فرق بين دعاؤك ربك بالسر أو بالعلن فهو سميع قريب يعلم ما تكنه الصدور .
وإن كنت قادراً على أمر وهو عليك سهل وميسر ادع ربك ولا تترك الدعاء ( ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع ) وما ذلك إلا لتشعر بالخضوع بين يدي الله ولأن الدعاء هو بذاته عبادة مطلوبة كما هي الصلاة والصيام

المجموعة الثانية:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.

- على المال ( المصدر مضافإلى المفعول .
- على الإيتاء أي وقت حاجة من الناس و فاقة , فإيتاء المال حبيب إليهم .
- على اسم الله تعالى أي تصدق محبة بالله وطاعته

ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
هذا إيجاب حتم على من شهد استهلال الشهر أي كان مقيما في البلد حين دخل شهر رمضان وهو صحيح في بدنه , فعليه أن يصوم لا محالة من ذلك
- من حضر دخول الشهر وكان مقيما في اوله فليكمل صيامه سافر بعد ذلك أو أقام
- من شهد أول الشهر أو آخره فليصم ما دام مقيماً

2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنتثى} منسوخ أم محكم؟

- الآية محكمة وفيها إجمال فسرته آية المائدة وهو أن القصاص يكون في النفس والأطراف وهو الراجح

ب: حكم الصيام في السفر.
- الصوم أفضل لمن قوي عليه
- الفطر أفضل
- أيسرهما افضلهما

ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
هو أن يأخذ الرجل دية وليه ثم يقتل القاتل بعد سقوط الدم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 صفر 1439هـ/26-10-2017م, 01:09 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي


التعليق على مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة


المجموعة الأولى :

* نورة الأمير: أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- الرسالة التفسيرية :
موضوع الرسالة يُفضل أن نختار له الأسلوب الوعظي أو الأسلوب المقاصدي؛ فلستِ بحاجة لتحرير المسائل علميًا وبيان الخلاف في الأقوال الواردة ، وقد أحسنتِ جدًا في بيان الفضائل والآداب في نهاية الرسالة ونسب الأحاديث والآثار لمن رواها من الأئمة.
- تحرير الأقوال : النقطة الأولى: في الآية أكثر من ضمير فلو بينتِ مرجع كل ضمير بداية قبل بيان مجمل معنى الآية.
بالنسبة للقول الثاني وجه ابن عطية القول الثاني بأنه يتضمن معنى العلم بمخالفة أمر الله تعالى.
- النقطة الثانية : لا داعي لتكرار نفس الأقوال المتفقة لفظا ومعنى بل نجمع بينها بنفس الطريقة التي تعلمناها مسبقًا في دورة تلخيص دروس التفسير، ولعلكِ بإذن الله تستفيدين أكثر من دروس دورة المهارات المتقدمة.
ونفس الملحوظة في سبب النزول لكن يُضاف إلى ذلك ، الأقوال التي يُستدل عليها بالأحاديث والآثار أو أسباب النزول خاصة ، ارجعي إلى تفسير ابن كثير غالبًا تجدين عنده رواية الأثر بالإسناد ونسبته لمن رواه فعلى الأقل نلتزم هنا بما توفر عندنا في التفاسير الثلاثة.


المجموعة الثانية :
* سارة المشري : أ+
- رسالتكِ رائعة زادكِ الله علمًا وفضلا وهدىً.
- الأقوال في مرجع الضمير في قوله تعالى :{ وآتى المال على حبه } أربعة ، وقد فاتكِ أظهرها ، وهو أن يعود على أقرب اسم ظاهر ( المال ) ، وتكون جملة { على حبه } جملة اعتراضية تبين إنفاقهم مما يحبون.
- س1: ب: القول بنسخ الآية التي قبلها هو أحد الأقوال في المسألة ولا يفوتكِ قول ابن عباس في هذه المسألة فأرجو مراجعته.
- س2: ب :
أحسنتِ التحرير، وللجمع بين الأدلة، فالأمر على التخيير إن شاء صام وإن شاء أفطر، فإن شق عليه الصوم تأكد في حقه الإفطار لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمن شق عليه الصوم في السفر :" ليس من البر الصيام في السفر ".


*ضحى الحقيل : ب+
- رسالتكِ بأسلوب وعظي جميل وسلس، وإن كان ينقصها في بعض المواضع دعمها بالأدلة من الكتاب والسنة، مع الجمع بين الفضائل والآداب دون التمييز بينهما لكن لأن مقصدها الحث على الدعاءمع استحضار القلب وتحقيق شروطه فقد يكون هذا الجمع مناسب لمثل هذا المقام، بارك الله فيكِ.
- س1: أ: الأقوال أربعة ، الرابع هو أن يعود على الضمير المستتر في قوله { وآتى } أي على الفاعل، وهذا القول قريب من الأقوال الأخرى خاصة القول بأن مرجع الضمير على { المال }.
- س1: ب: القول بنسخ الآية السابقة هو أحد الأقوال في المسألة فعلى الأقل نشير أنه - على أحد الأقوال فيها -
المطلوب تحرير المسألة بذكر جميع الأقوال فيها ودليل كل قول ثم الترجيح والرد على المرجوح وليس بتقرير القول الراجح فقط وبيان أدلته.
وما ذكرتيه من استدلال ابن كثير كان ردًا على من قال بأن من شهد الشهر وهو صحيح مقيم ثم سافر في أثنائه فليس له الإفطار، وهذا هو القول الثاني في الآية.
س2: ب : أحسنتِ التحرير ، وإضافة على الترجيح : وإذا شق عليه الصيام في السفر فيتأكد في حقه الفطر لقول النبي صلى الله عليه وسلم " ليس من البر الصيام في السفر " وقد ذكرتِ مناسبة الحديث.
- تم خصم نصف درجة للتأخير.


* ماهر القسي : ج
- أحسنت كتابة الرسالة، بارك الله فيك، لكن لا يظهر للقارئ الذي لا يعرف الأحاديث النبوية ، أن ما وضعته بين قوسين من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فالأفضل بيانه، فهذا يعطي قوة لكلامك وربط للناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وتذكير بالأصل وهو أن علينا دومًا اتباع الدليل ، بارك الله فيك.
- س1: أ: القول الرابع: على الضمير المستتر في { آتى } ويُرجى مراجعة التعليقات أعلاه.
- س2: ب: أحسنتَ استيعاب الأقوال ، لكن أين بيان الأدلة والترجيح ووجهه ؟!
عامة الإجابات وإن كانت مستوعبة في معظمها للأقوال التي قيلت في المسألة ، إلا أنه ينقصها الاستدلال وهو جزء لا يتجزأ من الإجابة ، فلا يُقبل مجرد سرد الأقوال دون بيان الراجح ودليله، بارك الله فيكم.


المجموعة الثالثة :
* علاء عبد الفتاح : ب+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
- س1: ب: القول الثالث مما ذكرت في الخلاف في معنى التشبيه في قوله تعالى :{ كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم }
- بالنسبة لحكم الوصية تحرير المسألة يحتاج لمزيد تنظيم حتى تتبين الأقوال ، ويتبين الراجح منها.
الأقوال في المسألة :
1: أن الوصية كانت واجبة ثم نُسخت بآية المواريث وبقيت مندوبة فيمن لا يرث ، وهو ما رجحه ابن كثير وابن عطية.
قال ابن عطية : " قال ابن عمر وابن عباس أيضا وابن زيد: «الآية كلها منسوخة وبقيت الوصية ندبا»، ونحو هذا قول مالك رحمه الله ".
قال ابن كثير : " فآية الميراث حكمٌ مستقلٌّ، ووجوبٌ من عند اللّه لأهل الفروض وللعصبات، رفع بها حكم هذه بالكلّيّة. بقي الأقارب الّذين لا ميراث لهم، يستحبّ له أن يوصى لهم من الثّلث، استئناسًا بآية الوصيّة وشمولها، ولما ثبت في الصّحيحين، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما حقّ امرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يوصي فيه، يبيت ليلتين إلّا ووصيّته مكتوبةٌ عنده». قال ابن عمر: «ما مرّت عليّ ليلةً منذ سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول ذلك إلّا وعندي وصيّتي». ".
والقول بنسخ هذه الآية بآية المواريث مروي عن ابن عباس فيما رواه الإمام أحمد والحاكم وابن أبي حاتم ، وذكر ابن أبي حاتم أنه مروي كذلك عن ابن عمر وأبي موسى وعدد من الصحابة والتابعين.

2: وقيل ظاهرها العموم ولكن معناها مخصوص بالوالدين والأقربين الذين لا يرثون،ذكره ابن عطية.
3: أن آية المواريث نسخت فقط من يرث ، وبقيت الوصية واجبة فيمن لا يرث، نقل هذا القول الرازي عن ابن عباس والحسن ومسروق وعدد من التابعين، ونسبه ابن كثير أيضًا لسعيد بن جبير وقتادة والربيع ابن أنس وغيرهم.
ورده ابن كثير.
[ وعلى القول الثاني والثالث فهي واجبة فيمن لا يرث ]
4: أن الآية محكمة بداية وأنها مفسرة بآية المواريث وهو قول أبي عبد الله محمد بن عمر الرازي حكاه عن أبي مسلم الأصفهاني وأقره ، ورد هذا القول ابن كثير.
[ نقلت نص قول ابن عطية وابن كثير في القول الأول لتتعرف موضعه من التفسير ، وأرجو الرجوع للتفاسير خاصة ابن كثير لمعرفة الرد على الأقوال الباقية ]
- س2: ج : فاتك بيان ما ورد في شأن قيس بن صرمة الأنصاري ، وتجد الأقوال برواياتها كاملة عند ابن كثير؛ فيرجى مراجعته.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir