صفحة الطالبة : إشراق المطيري لدراسة التفسير

[إشراق المطيري]

بسم الله الرحمن الرحيم

[إشراق المطيري]

تفسير قول الله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)}
القراءات:
● القراءات في قول الله تعالى: { مالك يوم الدّين }ك ط
التفسير:
●معنى [ملك] و [مالك] ك ج
● معنى [ الدين ] ط ج
● معنى قوله تعالى: {مالك يوم الدّين} ك
● وجه تخصيص الملك بيوم الدين ج ك
● بماذا احتج من قرأ {ملك} ط
● بماذا احتج من قرأ {مالك} ط
المسائل العقدية:
● اسم و تسمية [ الملك ] ك
المسائل اللغوية:
●لفظ الدين في كلام العرب. ط



تفسير قول الله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)}

القراءات:
● القراءات في قول الله تعالى: { مالك يوم الدّين } ك ط
- قرأ بعض القرّاء: (ملك يوم الدّين) وقرأ آخرون: (مالك). وكلاهما صحيحٌ متواترٌ فيالسّبع . ذكر ذلك ابن كثير
- فقرأ عاصم والكسائي «مالك يوم الدين». ذكر ذلك ابن عطية
- قال الفارسي: «وكذلك قرأها قتادة والأعمش». ذكر ذلك ابن عطية

- قال مكي: «وروى الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها كذلك بالألف، وكذلك قرأها أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وطلحة، والزبير، رضي الله عنهم». ذكر ذلك ابن عطية

- وقرأ بقية السبعة «ملك يوم الدين»، وأبو عمرو منهم يسكن اللام فيقرأ «ملك يوم الدين». هذه رواية عبد الوارث عنه. كما ذكرها ابن عطية

وقد رجّح كلًّا من القراءتين مرجّحون من حيث المعنى، وكلاهما صحيحةٌ حسنةٌ، ورجّحالزّمخشريّ ملك؛ لأنّها قراءة أهل الحرمين ولقوله: {لمن الملك اليوم}وقوله: {قوله الحقّ وله الملك . ذكر ذلك ابن كثير

- ويقال: مليكٌ أيضًا، وأشبع نافعٌ كسرة الكاف فقرأ: (ملكي يوم الدّين) وهي لغة للعرب ذكرها المهدوي كما ذكر ابن عطية وابن كثير

- وقرأ أبو حيوة «ملك» بفتح الكاف وكسر اللام. ذكر ذلك ابن عطية

- وقرأ ابن السميفع، وعمر بن عبد العزيز، والأعمش، وأبو صالح السمان، وأبو عبد الملك الشامي «مالك» بفتح الكاف. وهذان على النداء ليكون ذلك توطئة لقوله إيّاك.

- وحكي عن أبي حنيفة أنّه قرأ "ملك يوم الدّين" على أنّه فعلٌ وفاعلٌ ومفعولٌ، وهذاشاذٌّ غريبٌ جدًّا. ذكره ابن عطية

- وقرأ أبو هريرة «مليك» بالياء وكسر الكاف. ذكر ذلك ابن عطية

- قال أبو علي: ولم يمل أحد من القراء ألف «مالك»، وذلك جائز، إلا أنه لا يقرأ بما يجوز، إلا أن يأتي بذلك أثر مستفيض، و«الملك» و«الملك» بضم الميم وكسرها وما تصرف منهما راجع كله إلى ملك بمعنى شد وضبط، ثم يختص كل تصريف من اللفظة بنوع من المعنى . ذكر ذلك ابن عطية

التفسير:

●معنى [ملك] و [مالك] ك ج
-{مالك يوم الدّين} ومالك مأخوذٌ من الملك، كما قال: {إنّا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون} [مريم: 40] وقال: {قل أعوذ بربّ النّاس * ملك النّاس} [النّاس: 1، 2] وملكٌ: مأخوذٌ من الملك كما قال تعالى: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار} [غافر: 16] وقال: {قوله الحقّ وله الملك} [الأنعام: 73] وقال: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن وكان يومًا على الكافرين عسيرًا} [الفرقان: 26]. ذكره ابن كثير
- قال الزجاج: من قرأ: { مالك يوم الدّين}، فعلى قوله :{لمن الملك اليوم} وهو بمنزلة من المالك اليوم ، ومن قرأ: {ملك يوم الدّين}، فعلى معنى " ذو المملكة " في يوم الدين .

● معنى [ الدين ] ط ج

- الدين في اللغة: الجزاء، يقال: "كما تدين تدان"، المعنى : كما تعمل تعطى وتجازى ، والدّين أيضاً في اللغة: العادة، تقول العرب: "ما زال ذلك ديني"، أي: عادتي. ذكر ذلك الزجاج

- وفي الشرع: يوم الجزاء على الأعمال والحساب بها وهو يوم القيامة. ذكر ذلك ابن عطية

● معنى قوله تعالى: {مالك يوم الدّين} ك

- قال الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: «{مالك يوم الدّين} يقول: لا يملك أحدٌ في ذلك اليوم معه حكمًا، كملكهم في الدّنيا». قال: «ويوم الدّين يوم الحساب للخلائق، وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرًا فخيرٌ وإنّ شرًّا فشرٌّ، إلّا من عفا عنه». وكذلك قال غيره من الصّحابة والتّابعين والسّلف، وهو ظاهرٌ.
- وحكى ابن جريرٍ عن بعضهم أنّه ذهب إلى تفسير {مالك يوم الدّين} أنّه القادر على إقامته، ثمّ شرع يضعفه.
* قال ابن كثير: والظّاهر أنّه لا منافاة بين هذا القول وما تقدّم، وأنّ كلًّا من القائلين بهذا وبما قبله يعترف بصحّة القول الآخر، ولا ينكره، ولكنّ السّياق أدلّ على المعنى الأوّل من هذا، كما قال: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن} [الفرقان: 26] والقول الثّاني يشبه قوله: {ويوم يقول كن فيكون}، [الأنعام: 73] واللّه أعلم.

● وجه تخصيص الملك بيوم الدين ج ك

- قال الزجاج : وإنما خصّ يوم الدّين، واللّه عزّ وجلّ يملك كل شيء؛ لأنه اليوم الذي يضطر فيه المخلوقون إلى أن يعرفوا أن الأمر كلّه للّه، ألا تراه يقول: {لمن الملك اليوم} وقوله: {يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً}، فهو اليوم الذي لا يملك فيه أحد لنفسه لا لغيره نفعاً ولا ضراً.

- قال ابن كثير : وتخصيص الملك بيوم الدّين لا ينفيه عمّا عداه، لأنّه قد تقدّم الإخبار بأنّه ربّ العالمين، وذلك عامٌّ في الدّنيا والآخرة، وإنّما أضيف إلى يوم الدّين لأنّه لا يدّعي أحدٌ هنالك شيئًا، ولا يتكلّم أحدٌ إلّا بإذنه، كما قال: {يوم يقوم الرّوح والملائكة صفًّا لا يتكلّمون إلا من أذن له الرّحمن وقال صوابًا} .

● بماذا احتج من قرأ {ملك} ط

- واحتج من قرأ «ملك» بأن لفظة «ملك» أعم من لفظة «مالك»، إذ كل ملك مالك وليس كل مالك ملكا. والملك الذي يدبر المالك في ملكه حتى لا يتصرف إلا عن تدبير الملك.

- قال ابن عطية : وتتابع المفسرون على سرد هذه الحجة وهي عندي غير لازمة، لأنهم أخذوا اللفظتين مطلقتين لا بنسبة إلى ما هو المملوك وفيه الملك. فأما إذا كانت نسبة الملك هي نسبة المالك فالمالك أبلغ، مثال ذلك أن نقدر مدينة آهلة عظيمة ثم نقدر لها رجلا يملكها أجمع أو رجلا هو ملكها فقط إنما يملك التدبير والاحكام، فلا شك أن المالك أبلغ تصرفا وأعظم، إذ إليه إجراء قوانين الشرع فيها، كما لكل أحد في ملكه، ثم عنده زيادة التملك، وملك الله تعالى ليوم الدين هو على هذا الحد، فهو مالكه وملكه، والقراءتان حسنتان.

- قال أبو بكر: والاختيار عندي «ملك يوم الدين» لأن «الملك» و «الملك» يجمعهما معنى واحد وهو الشد والرّبط، كما قالوا: ملكت العجين، أي: شددته إلى غير ذلك من الأمثلة، والملك أفخم وأدخل في المدح، والآية إنما نزلت بالثناء والمدح لله سبحانه، فالمعنى أنه ملك الملوك في ذلك اليوم، لا ملك لغيره. ذكره ابن عطية

● بماذا احتج من قرأ {مالك} ط

- حكى أبو علي في حجة من قرأ «مالك يوم الدين» أن أول من قرأ «ملك يوم الدين» مروان بن الحكم وأنه قد يدخل في المالك ما لا يدخل في الملك فيقال مالك الدنانير، والدراهم، والطير، والبهائم، ولا يقال ملكها، ومالك في صفة الله تعالى يعم ملك أعيان الأشياء وملك الحكم فيها، وقد قال الله تعالى: {قل اللّهمّ مالك الملك} [آل عمران: 26].

قال أبو بكر: والوجه لمن قرأ «مالك» أن يقول: إن المعنى أن الله تعالى يملك ذلك اليوم أن يأتي به كما يملك سائر الأيام لكن خصّصه بالذكر لعظمه في جمعه وحوادثه.

المسائل العقدية:
● اسم و تسمية [ الملك ] ك
- الملك في الحقيقة هو اللّه عزّ وجلّ؛ قال اللّه تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو الملك القدّوس السّلام}، وفي الصّحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه مرفوعًا أخنع اسمٍ عند اللّه رجلٌ تسمّى بملك الأملاك ولا مالك إلّا اللّه، وفيهما عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «يقبض اللّه الأرض ويطوي السّماء بيمينه ثمّ يقول أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟»، وفي القرآن العظيم: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار} فأمّا تسمية غيره في الدّنيا بملكٍ فعلى سبيل المجاز كما قال تعالى: {إنّ اللّه قد بعث لكم طالوت ملكًا}، {وكان وراءهم ملكٌ}، {إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا} وفي الصّحيحين: «مثل الملوك على الأسرّة».

المسائل اللغوية:
●لفظ الدين في كلام العرب. ط
قال ابن عطية : والدين لفظ يجيء في كلام العرب على أنحاء، منها : [ الملة ، العادة ، سيرة الملك ومملكته ، الجزاء، الذل ] .