دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 شوال 1435هـ/10-08-2014م, 09:38 PM
مارية السكاكر مارية السكاكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 106
افتراضي صفحة الطالبة: مارية السكاكر "لدراسة التفسير"

بسم الله الرحمن الرحيم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 شوال 1435هـ/24-08-2014م, 11:01 PM
مارية السكاكر مارية السكاكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 106
افتراضي

مقدمة سورة الفاتحة :



- أسماء السورة ك ش
- سبب تسمية السورة بالفاتحة ك ش
- نزول السورة ك ش
- عدد الآيات والكلمات والحروف ك
- ترتيب نزولها ك
- فضل السورة ك
- هل يتعيّن للقراءة في الصّلاة فاتحة الكتاب، أم تجزئ هي أو غيرها؟ ك
- هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم؟ ك


أسماء السورة:
تسمى فاتحة الكتاب، وتسمى أمّ الكتاب، و السبع المثاني، وسورة الحمد. ذكر ذلك ابن كثير والأشقر في تفسير سورة الفاتحة .
وزاد ابن كثير أنها سميت بالصلاة, وقيل لها : الشفاء . وقيل : الرقية , وسماها ابن عباس بأساس القرآن وسُميت بالواقية والكافية والكنز.

ما ورد من أسباب تسميات السورة :
- فسمّيت الفاتحة: صلاةً؛ لأنّها شرطٌ فيها.
- ويقال لها: الشّفاء؛ لما رواه الدّارميّ عن أبي سعيدٍ مرفوعًا: «فاتحة الكتاب شفاءٌ من كلّ سمٍّ».
- ويقال لها: الرّقية؛ لحديث أبي سعيدٍ في الصّحيح حين رقى بها الرّجل السّليم، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «وما يدريك أنّها رقيةٌ؟».
- ويقال لها:الكافية؛ لأنّها تكفي عمّا عداها ولا يكفي ما سواها عنها، كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة
- قال البخاريّ في أوّل كتاب التفسير: وسميت أم الكتاب، أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصّلاة، وقيل: إنّما سمّيت بذلك لرجوع معاني القرآن كلّه إلى ما تضمّنته.
- الفاتحة؛ لأنّها تفتتح بها القراءة، وافتتحت الصّحابة بها كتابة المصحف الإمام، وصحّ تسميتها بالسّبع المثاني، قالوا: لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ
- سميت بالصلاة : لقوله عليه السّلام عن ربّه: «قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد للّه ربّ العالمين، قال اللّه: حمدني عبدي» الحديث ذكر ذلك ابن كثير
- وسُمِّيَتْ بفاتحة الكتاب لكونها افتتح بها، وإن لم تكن أول ما نزل من القرآن. ذكره الأشقر

نزول السورة:
قيل: هي مكية.
وقيل: مدنية). ذكره ابن كثير والأشقر
وزاد ابن كثير : يقال: نزلت مرّتين: مرّةً بمكّة، ومرّةً بالمدينة

عدد الآيات والكلمات والحروف:
وهي سبع آياتٍ بلا خلافٍ وإنّما اختلفوا في البسملة هل هي آية منها أم لا كما سيأتي بيان ذلك .
وكلماتها خمسٌ وعشرون كلمةً، وحروفها مائةٌ وثلاثة عشر حرفًا
ذكره ابن كثير.

ترتيب نزولها:
قيل أن الفاتحة أول ما نزل من القرآن وقيل المدثر وقيل العلق وهذا هو الصحيح .ذكره ابن كثير

- فضل السورة :
مما ورد في فضل سورة الفاتحة قال الإمام أحمد بن محمّد بن حنبلٍ، رحمه اللّه، في مسنده: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شعبة، حدّثني خبيب بن عبد الرّحمن، عن حفص بن عاصمٍ، عن أبي سعيد بن المعلّى، رضي اللّه عنه، قال: كنت أصلّي فدعاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فلم أجبه حتّى صلّيت وأتيته، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟». قال: قلت: يا رسول اللّه، إنّي كنت أصلّي. قال: «ألم يقل اللّه:{يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم}[الأنفال: 24]»، ثمّ قال: «لأعلّمنّك أعظم سورةٍ في القرآن قبل أن تخرج من المسجد». قال: فأخذ بيدي، فلمّا أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول اللّه إنّك قلت: «لأعلّمنّك أعظم سورةٍ في القرآن». قال: «نعم، الحمد للّه ربّ العالمين هي: السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته».
ذكره ابن كثير


مسألة (1) :هل يتعيّن للقراءة في الصّلاة فاتحة الكتاب، أم تجزئ هي أو غيرها؟
على قولين مشهورين أوردها ابن كثير في تفسيره:
فعند أبي حنيفة ومن وافقه من أصحابه وغيرهم أنّها لا تتعيّن، بل مهما قرأ به من القرآن أجزأه في الصّلاة، واحتجّوا بعموم قوله تعالى: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن} [المزّمّل: 20]، وبما ثبت في الصّحيحين، من حديث أبي هريرة في قصّة المسيء صلاته أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: «إذا قمت إلى الصّلاة فكبّر، ثمّ اقرأ ما تيسّر معك من القرآن»قالوا: فأمره بقراءة ما تيسّر، ولم يعيّن له الفاتحة ولا غيرها، فدلّ على ما قلناه.
والقول الثّاني: أنّه تتعيّن قراءة الفاتحة في الصّلاة، ولا تجزئ الصّلاة بدونها، وهو قول بقيّة الأئمّة وأصحابهم وجمهور العلماء؛ واحتجّوا على ذلك بما ثبت في الصّحيحين من حديث الزّهريّ، عن محمود بن الرّبيع، عن عبادة بن الصّامت، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».
وحديث «من صلّى صلاةً لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداج» والخداج هو: النّاقص كما فسّر به في الحديث: «غير تمامٍ».

مسألة (2) :هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم؟
فيه ثلاثة أقوالٍ للعلماء ذكرها ابن كثير _رحمه الله_:
أحدها: أنّه تجب عليه قراءتها، كما تجب على إمامه؛ لعموم الأحاديث المتقدّمة.
والثّاني: لا تجب على المأموم قراءةٌ بالكلّيّة لا الفاتحة ولا غيرها، لا في الصّلاة الجهريّة ولا السّرّيّة، لما رواه الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده، عن جابر بن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «من كان له إمامٌ فقراءة الإمام له قراءةٌ» ولكن في إسناده ضعفٌ. ورواه مالكٌ، عن وهب بن كيسان، عن جابرٍ من كلامه. وقد روي هذا الحديث من طرقٍ، ولا يصحّ شيءٌ منها عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واللّه أعلم.
والقول الثّالث: أنّه تجب القراءة على المأموم في السّرّيّة، لما تقدّم، ولا تجب في الجهريّة لما ثبت في صحيح مسلمٍ، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّما جعل الإمام ليؤتمّ به؛ فإذا كبّر فكبّروا، وإذا قرأ فأنصتوا» وذكر بقيّة الحديث

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 ذو القعدة 1435هـ/2-09-2014م, 05:52 PM
مارية السكاكر مارية السكاكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 106
افتراضي مقدمة وتفسير سورة النبأ (1 _ 5)

مقدمة تفسير سورة النبأ
أسماء السورة ك س ش
نزول السورة ك


أسماء السورة:
عند ابن كثير والسعدي أسم السورة ( سورة النبأ وسورة عمّ )
وعند الأشقر ( سورة النبأ )

نزول السورة:
ذكر ابن كثير في تفسيره أنها مكية .

........................................

تفسير سورة النبأ من آية 1 حتى آية 5
تفسير قوله تعالى:
(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)


تفسير قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)
أي: عن أيّ شيءٍ يتساءل منكري البعث والمشركين؟ ذكره ك ش س
ثم يجيبهم تعالى في الآية التي تليها فيقول تعالى : عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ

تفسير قوله تعالى: (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)
يعني: الخبر الهائل المفظع الباهر.ك س ش
النّبأ العظيم: قيل :البعث بعد الموت. وقيل : هو القرآن. والأظهر الأوّل ك
يوم القيامة س
هُوَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ؛ لأَنَّهُ يُنْبِئُ عَن التَّوْحِيدِ، وَتَصْدِيقِ الرَّسُولِ، وَوُقُوعِ الْبَعْثِ والنُّشورِ ش

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) )
يعني: النّاس فيه على قولين؛ مؤمنٌ به وكافرٌ ك
اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ؛ فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً، وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ش

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5))
زجر وتهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ مؤكد بالتكرار بقوله تعالى ( ثم كلا سيعلمون ) ك ش
متوعّداً لمنكري القيامة ك
أَيْ: لا يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي شأنِ الْقُرْآنِ ش
أي: سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ يوم القيامة ما كانوا بهِ يكذبونَ س

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 ذو القعدة 1435هـ/2-09-2014م, 08:22 PM
مارية السكاكر مارية السكاكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 106
افتراضي تفسير سورة النبأ من الآية (6) إلى الآية (16)

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) )

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) )

شرع الله تعالى يبين قدرته العظيمة على خلق كل شيء في الدنيا الدالة على قدرته على ما يشاء من أمر المعاد. ك
بين الله تعالى النعم الدالة على صدق ما أخبرت به الرسل س
معنى مهادا :
لغة : المِهَادُ:الوِطَاءُ وَالْفِرَاشُ، كالمَهْدِ للصَّبِيِّ، وَهُوَ مَا يُمَهَّدُ لَهُ فَيُنَوَّمُ عَلَيْهِ ش
المقصود :ممهدة ثابتة ومهيأة للعيش فيها وقضاء مصالحكم ك س


تفسير قوله تعالى: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) )
أوتادا تمسك الأرض , أرساها عليها ليثبتها بها لئلا تضطرب بمن فيها ك س ش


تفسير قوله تعالى: (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) )
أي : ذكورا وإناثا .ك س ش
جعل بينكم مودة ورحمة تكون سببا للاستمتاع و التناسل ك س

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9)
راحة لكم وقطعا لأشغالكم التي متى تمادت أضرت بأبدانكم ك س ش
وَالسُّبَاتُ: أَنْ يَنْقَطِعَ عَن الحَرَكةِ والرُّوحُ فِي بَدَنِهِ ش

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)
أي يغشاكم ظلامه وسواده كما يغشّيكم اللباس ك ش
وقيل: لباسا أي سكنا ذكره ابن كثير

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) )
مشرقًا مضيئا للسعي في أسباب المعاش ك ش

تفسير قوله تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) )

أي السماوات السبع في غاية القوة الصلابة والإتقان والإحكام ك س ش

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) )

أي الشمس ؛ سراجا بنورها تتوهج نورا وحرارة لينتفع الناس غاية الإنتفاع ك س ش
و الوَهَجُ يَجْمَعُ النُّورَ والحرارةَ ش

تفسير قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14(

المعصرات : السحاب س ش
ذكر ابن كثير عدة أقوال في معنى المعصرات :
قيل : الريح وقيل : الرياح , ومعنى هذا القول: أنّها تستدرّ المطر من السّحاب.

وقيل : السحاب , التي تتحلّب بالمطر ولم تمطر بعد، كما يقال: مرأةٌ معصرٌ إذا دنا حيضها ولم تحض
وقيل : السماوات وهو قول غريب
والأظهر أنّ المراد بالمعصرات السّحاب.

وقوله: {ماءً ثجّاجاً}.
ذكر السعدي أنه الماء الكثير جدا
وذكر الأشقر أنه المنصب بكثرة
وذكر ابن كثير عدة أقوال :
قيل منصبّا وقيل متتابعًا وقيل كثيرًا
وقال ابن جرير : ولا يعرف في كلام العرب في صفة الكثرة الثّجّ، وإنّما الثّجّ: الصّبّ المتتابع، ومنه قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (أفضل الحجّ العجّ والثّجّ). يعني: صبّ دماء البدن. هكذا قال.
فالثج هو الصب المتتابع الكثير .

تفسير قوله تعالى: (لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) )

يخرج بالماء الكثير الطيب حبًا كالحنطة والشعير والأرز ونباتًا أخضر يؤكل رطبًا من الحشيش وسائر النبات .

تفسير قوله تعالى: (وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) )

جنات ألفافا : أي بساتين وحدائق من ثمرات متنوعة مجتمعة في بقعة واحدة ذكره ابن كثير
وقال السعدي والأشقر بساتين ملتفة .

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 ذو القعدة 1435هـ/15-09-2014م, 12:07 AM
مارية السكاكر مارية السكاكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 106
افتراضي

تفسير سورة البروج من آية (12) وحتى آية (22).

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)}



تفسير قوله تعالى: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) )

أي :إن أخذه للجبابرة والظلمة وأصحاب الجرائم الكبيرة لشديد أليم فهو القوي العزيز ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر


تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) )

أي :يبدئ الخلق ثمّ يعيده كما بدأه
ولا ممانع أو مشارك سواه .ابن كثير والسعدي والأشقر .


تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) )

الغفور هو الذي يغفر السيئات ويتوب على من تاب .

الودود :قال ابن عبّاسٍ وغيره: هو الحبيب). ذكره ابن كثير .
وقال السعدي رحمه الله الودود هو الذي يحبهُ أحبابهُ محبةً لا يشبهُهَا شيءٌ،
والمودةُ: هيَ المحبةُ الصافيةُ، وفي هذا سرٌّ لطيفٌ، حيثُ قرنَ الودودُ بالغفورِ،ليدلَّ ذلكَ على أنَّ أهلَ الذنوبِ إذا تابُوا إلى اللهِ وأنابُوا، غفرَ لهمْ ذنوبهمْ وأحبَّهمْ، فلا يقالُ: بلْ تغفرُ ذنوبهمْ، ولا يرجعُ إليهمُ الودُّ، كما قالهُ بعضُ الغالطينَ.
بلِ اللهُ أفرحُ بتوبةِ عبدهِ حينَ يتوبُ، منْ رجلٍ لهُ راحلةٌ، عليهَا طعامُهُ وشرابهُ وما يصلحهُ، فأضلَّهَا في أرضِ فلاةٍ مهلكةٍ، فأيسَ منهَا، فاضطجع في ظلِّ شجرةٍ ينتظرُ الموتَ، فبينمَا هوَ على تلكَ الحالِ، إذا راحلتُه على رأسهِ، فأخذَ بخطامِهَا، فاللهُ أعظمُ فرحاً بتوبةِ العبدِ من هذا براحلتهِ، وهذا أعظمُ فرحٍ يقدَّرُ.
وقال الأشقر : الودود : بَالِغُ المَحَبَّةِ للمُطِيعِينَ منْ أَوْلِيَائِهِ.

تفسير قوله تعالى: (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) )

ذو العرش :أي: صاحب العرش المعظّم العالي على جميع الخلائق. ذكره ابن كثير ووافقه السعدي والأشقر.

والمجيد: فيه قراءتان: الرّفع على أنّه صفةٌ للرّبّ عزّ وجلّ، والجرّ على أنّه صفةٌ للعرش، وكلاهما معنًى صحيحٌ. ذكره ابن كثير والسعدي .

والمَجْدُ هُوَ النهايةُ فِي الْكَرَمِ والفَضْلِ ذكره الأشقر.

تفسير قوله تعالى: (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) )

قال ابن كثير أي: مهما أراد فعله لا معقّب لحكمه ولا يسأل عمّا يفعل لعظمته وقهره وحكمته وعدله. ووافقه السعدي رحمهم الله.

تفسير قوله تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) )

قال ابن كثير :أي: هل بلغك ما أحلّ اللّه بهم من البأس وأنزل عليهم من النّقمة التي لم يردّها عنهم أحدٌ؟ .
وهذا تقريرٌ لقوله: {إنّ بطش ربّك لشديدٌ}. أي: إذا أخذ الظّالم أخذه أخذاً أليماً شديداً أخذ عزيزٍ مقتدرٍ. ووافقه على معناه السعدي رحمهم الله .

وقال الأشقر _في زبدة التفسير_: أَيْ: هَلْ أَتَاكَ يَا مُحَمَّدُ خَبَرُ الْجُمُوعِ الكافرةِ المُكَذِّبَةِ لأَنْبِيَائِهِم، الَّتِي تَجْمَعُ لَهُم الأجنادَ لِقِتَالِهِمْ عَلَيْهَا؟

تفسير قوله تعالى: (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) )

قال الأشقر :الْمُرَادُ بِحَدِيثِهِمْ مَا وَقَعَ مِنْهُمْ من الْكُفْرِ وَالْعِنَادِ، وَمَا وَقَعَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعَذَابِ. ووافقه في معناه السعدي رحمه الله.


تفسير قوله تعالى: (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) )

قال ابن كثير :أي: هم في شكٍّ وريبٍ وكفرٍ وعنادٍ .ووافقه في معناه السعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) )

قال السعدي :أي: قدْ أحاطَ بهمْ علماً وقدرةً. ووافق معناه ابن كثير .

وقال الأشقر :أَيْ: يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُنْزِلَ بِهِمْ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ بِأُولَئِكَ.


تفسير قوله تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) )

قال ابن كثير :أي: عظيمٌ كريمٌ.
قالَ السعدي : أي: وسيعُ المعاني عظيمُهَا، كثيرُ الخيرِ والعلم .
قالَ الأَشْقَرُ :أَيْ: مُتَنَاهٍ فِي الشَّرَفِ وَالْكَرَمِ والبَرَكةِ، وَلَيْسَ هُوَ كَمَا يَقُولُونَ: إِنَّهُ شِعْرٌ وَكَهَانَةٌ وَسِحْرٌ


تفسير قوله تعالى: (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) )

قال السعدي والأشقر في معناه :({فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} مِنَ التغييرِ والزيادةِ والنقصِ، ومحفوظٌ مِنَ الشياطينِ، وهوَ اللوحُ المحفوظُ الذي قدْ أثبتَ اللهُ فيهِ كلَّ شيءٍ.

ووافقهم ابن كثير ثم ذكر أقوالًا في صفة هذا الكتاب ومكانه ( قيل : في جبهة إسرافيل.
وقيل : ما من شيءٍ قضى اللّه -القرآن فما قبله وما بعده- إلاّ وهو في اللّوح المحفوظ، واللّوح المحفوظ بين عيني إسرافيل، لا يؤذن له بالنّظر فيه.
وقال الحسن البصريّ: إنّ هذا القرآن المجيد عند اللّه في لوحٍ محفوظٍ، ينزل منه ما يشاء على من يشاء من خلقه.
وقيل : إنّ في صدر اللّوح: لا إله إلاّ اللّه وحده، دينه الإسلام، ومحمّدٌ عبده ورسوله، فمن آمن باللّه وصدّق بوعده واتّبع رسوله أدخله الجنّة.
قال: واللّوح لوحٌ من درّةٍ بيضاء، طوله ما بين السّماء والأرض، وعرضه ما بين المشرق والمغرب، وحافتاه الدّرّ والياقوت، ودفّتاه ياقوتةٌ حمراء، وقلمه نورٌ، وكلامه معقودٌ بالعرش، وأصله في حجر ملكٍ.
قال مقاتلٌ: اللّوح المحفوظ عن يمين العرش.
وقال الطّبرانيّ: عن ابن عبّاسٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((إنّ اللّه خلق لوحاً محفوظاً من درّةٍ بيضاء، صفحاتها من ياقوتةٍ حمراء، قلمه نورٌ، وكتابه نورٌ، للّه فيه في كلّ يومٍ ستّون وثلاثمائة لحظةٍ، يخلق ويرزق ويميت ويحيي ويعزّ ويذلّ ويفعل ما يشاء)) )


والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 ذو الحجة 1435هـ/25-09-2014م, 02:21 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مارية السكاكر مشاهدة المشاركة
مقدمة سورة الفاتحة :

- أسماء السورة ك ش
- سبب تسمية السورة بالفاتحة ك ش
- نزول السورة ك ش
- عدد الآيات والكلمات والحروف ك
- ترتيب نزولها ك
- فضل السورة ك
- هل يتعيّن للقراءة في الصّلاة فاتحة الكتاب، أم تجزئ هي أو غيرها؟ ك
- هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم؟ ك


أسماء السورة:
تسمى فاتحة الكتاب، وتسمى أمّ الكتاب، و السبع المثاني، وسورة الحمد. ذكر ذلك ابن كثير والأشقر في تفسير سورة الفاتحة .
وزاد ابن كثير أنها سميت بالصلاة, وقيل لها : الشفاء . وقيل : الرقية , وسماها ابن عباس بأساس القرآن وسُميت بالواقية والكافية والكنز.

ما ورد من أسباب تسميات السورة :
- فسمّيت الفاتحة: صلاةً؛ لأنّها شرطٌ فيها.
- ويقال لها: الشّفاء؛ لما رواه الدّارميّ عن أبي سعيدٍ مرفوعًا: «فاتحة الكتاب شفاءٌ من كلّ سمٍّ».
- ويقال لها: الرّقية؛ لحديث أبي سعيدٍ في الصّحيح حين رقى بها الرّجل السّليم، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «وما يدريك أنّها رقيةٌ؟».
- ويقال لها:الكافية؛ لأنّها تكفي عمّا عداها ولا يكفي ما سواها عنها، كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة
- قال البخاريّ في أوّل كتاب التفسير: وسميت أم الكتاب، أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصّلاة، وقيل: إنّما سمّيت بذلك لرجوع معاني القرآن كلّه إلى ما تضمّنته.
- الفاتحة؛ لأنّها تفتتح بها القراءة، وافتتحت الصّحابة بها كتابة المصحف الإمام، وصحّ تسميتها بالسّبع المثاني، قالوا: لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ
- سميت بالصلاة : لقوله عليه السّلام عن ربّه: «قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد للّه ربّ العالمين، قال اللّه: حمدني عبدي» الحديث ذكر ذلك ابن كثير
- وسُمِّيَتْ بفاتحة الكتاب لكونها افتتح بها، وإن لم تكن أول ما نزل من القرآن. ذكره الأشقر

نزول السورة:
قيل: هي مكية.
وقيل: مدنية). ذكره ابن كثير والأشقر
وزاد ابن كثير : يقال: نزلت مرّتين: مرّةً بمكّة، ومرّةً بالمدينة

عدد الآيات والكلمات والحروف:
وهي سبع آياتٍ بلا خلافٍ وإنّما اختلفوا في البسملة هل هي آية منها أم لا كما سيأتي بيان ذلك .
وكلماتها خمسٌ وعشرون كلمةً، وحروفها مائةٌ وثلاثة عشر حرفًا
ذكره ابن كثير.

ترتيب نزولها:
قيل أن الفاتحة أول ما نزل من القرآن وقيل المدثر وقيل العلق وهذا هو الصحيح .ذكره ابن كثير

- فضل السورة :
مما ورد في فضل سورة الفاتحة قال الإمام أحمد بن محمّد بن حنبلٍ، رحمه اللّه، في مسنده: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شعبة، حدّثني خبيب بن عبد الرّحمن، عن حفص بن عاصمٍ، عن أبي سعيد بن المعلّى، رضي اللّه عنه، قال: كنت أصلّي فدعاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فلم أجبه حتّى صلّيت وأتيته، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟». قال: قلت: يا رسول اللّه، إنّي كنت أصلّي. قال: «ألم يقل اللّه:{يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم}[الأنفال: 24]»، ثمّ قال: «لأعلّمنّك أعظم سورةٍ في القرآن قبل أن تخرج من المسجد». قال: فأخذ بيدي، فلمّا أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول اللّه إنّك قلت: «لأعلّمنّك أعظم سورةٍ في القرآن». قال: «نعم، الحمد للّه ربّ العالمين هي: السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته».
ذكره ابن كثير [يمكن حذف إسناد الحديث إن كان طويلًا، وإن لم يكن فيه إفادة إلا للمتخصصين]

مسألة (1) :هل يتعيّن للقراءة في الصّلاة فاتحة الكتاب، أم تجزئ هي أو غيرها؟
على قولين مشهورين أوردها ابن كثير في تفسيره:
فعند أبي حنيفة ومن وافقه من أصحابه وغيرهم أنّها لا تتعيّن، بل مهما قرأ به من القرآن أجزأه في الصّلاة، واحتجّوا بعموم قوله تعالى: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن} [المزّمّل: 20]، وبما ثبت في الصّحيحين، من حديث أبي هريرة في قصّة المسيء صلاته أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: «إذا قمت إلى الصّلاة فكبّر، ثمّ اقرأ ما تيسّر معك من القرآن» قالوا: فأمره بقراءة ما تيسّر، ولم يعيّن له الفاتحة ولا غيرها، فدلّ على ما قلناه.
والقول الثّاني: أنّه تتعيّن قراءة الفاتحة في الصّلاة، ولا تجزئ الصّلاة بدونها، وهو قول بقيّة الأئمّة وأصحابهم وجمهور العلماء؛ واحتجّوا على ذلك بما ثبت في الصّحيحين من حديث الزّهريّ، عن محمود بن الرّبيع، عن عبادة بن الصّامت، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».
وحديث «من صلّى صلاةً لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداج» والخداج هو: النّاقص كما فسّر به في الحديث: «غير تمامٍ».

مسألة (2) :هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم؟
فيه ثلاثة أقوالٍ للعلماء ذكرها ابن كثير _رحمه الله_:
أحدها: أنّه تجب عليه قراءتها، كما تجب على إمامه؛ لعموم الأحاديث المتقدّمة.
والثّاني: لا تجب على المأموم قراءةٌ بالكلّيّة لا الفاتحة ولا غيرها، لا في الصّلاة الجهريّة ولا السّرّيّة، لما رواه الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده، عن جابر بن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «من كان له إمامٌ فقراءة الإمام له قراءةٌ» ولكن في إسناده ضعفٌ. ورواه مالكٌ، عن وهب بن كيسان، عن جابرٍ من كلامه. وقد روي هذا الحديث من طرقٍ، ولا يصحّ شيءٌ منها عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واللّه أعلم.
والقول الثّالث: أنّه تجب القراءة على المأموم في السّرّيّة، لما تقدّم، ولا تجب في الجهريّة لما ثبت في صحيح مسلمٍ، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّما جعل الإمام ليؤتمّ به؛ فإذا كبّر فكبّروا، وإذا قرأ فأنصتوا» وذكر بقيّة الحديث
تقييم التلخيص:
الشمول 30

الترتيب 10

التحرير 20
حسن الصياغة 15
حسن العرض 12

مجموع الدرجات: 87 من 100
أحسنت التلخيص بارك الله فيك، ونفع بك

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 محرم 1436هـ/31-10-2014م, 12:42 PM
مارية السكاكر مارية السكاكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 106
افتراضي تفسير سورة الفجر من (21)-(30)

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) )

بيان أهوال يوم القيامة:
يخبر تعالى عمّا يقع يوم القيامة من الأهوال العظيمة،

معنى الآيات :
1/ {كلاّ} أي: حقًّا ،ذكره ابن كثير ،وقال الأشقر : أَيْ: مَا هكذا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَمَلُكُمْ، وقال السعدي :أي: ليسَ ما أحببتمْ منَ الأموالِ، وتنافستمْ فيهِ منَ اللذاتِ، بباقٍ لكمْ
2/ {إذا دكّت الأرض دكًّا دكًّا}
الدَّكُّ: الكَسْرُ وَالدَّقُّ؛ زُلْزِلَتْ وَحُرِّكَتْ تَحْرِيكاً بَعْدَ تَحْرِيكٍ، (ش)
أي: وطئت ومهّدت وسوّيت الأرض والجبال، وقام الخلائق من قبورهم لربّهم). ( ش. ك. س).



تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) )

{وَجَاءَ رَبُّكَ} سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ،( ش. س . ك )
وزاد ابن كثير ( وذلك بعدما يستشفعون إليه بسيّد ولد آدم على الإطلاق: محمّدٍ صلوات الله وسلامه عليه، بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحداً بعد واحدٍ، فكلّهم يقول: لست بصاحب ذاكم. حتى تنتهي النّوبة إلى محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم فيقول: ((أنا لها، أنا لها)). فيذهب فيشفع عند الله تعالى في أن يأتي لفصل القضاء، فيشفّعه الله تعالى في ذلك.
وهي أوّل الشفاعات، وهي المقام المحمود)


{وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}؛ أَيْ: جَاؤُوا مُصْطَفِّينَ صُفُوفاً ( ك. س .ش )
وزاد في زبدة التفسير ؛أي: صفّاً بعدَ صفٍّ، كلُّ سماءٍ يجيءُ ملائكتهَا صفّاً، يحيطونَ بمنْ دونهمْ منَ الخلقِ، وهذهِ الصفوفُ صفوفُ خضوعٍ وذلٍّ للملكِ الجبارِ.


تفسير قوله تعالى: (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) )
ذكر ابْنِ كَثِيرٍ في قوله تعالى :{وجيء يومئذٍ بجهنّم}
جاء في صحيح مسلم ؛ عن عبد الله - هو ابن مسعودٍ - قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((يؤتى بجهنّم يومئذٍ لها سبعون ألف زمامٍ، مع كلّ زمامٍ سبعون ألف ملكٍ يجرّونها)).وهكذا رواه التّرمذيّ.
وقال الأشقر : أي مَزْمُومَةً وَالْمَلائِكَةُ يَجُرُّونَهَا، وقال السعدي _رحمه الله_ تقودُهَا الملائكةُ بالسلاسلِ.
فإذا وقعتْ هذهِ الأمورُ فـ{يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ} مَا قدَّمَهُ مِنْ خيرٍ وشرٍّ.
{وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} فقدْ فاتَ أوانُهَا، وذهبَ زمانُهَا).وذكر في معناه ابن كثير والأشقر.



تفسير قوله تعالى: (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) )

قالَ ابْنِ كَثِيرٍ ({يقول يا ليتني قدّمت لحياتي} يعني: متحسرًا نادمًا على ما كان سلف منه من المعاصي - إن كان عاصياً - ويودّ لو كان ازداد من الطاعات إن كان طائعاً. ذكره ابن كثير والسعدي وزاد فيه : وفي الآيةِ دليلٌ على أنَّ الحياةَ التي ينبغي السعيُ في أصلهَا وكمالهَا، وفي تتميمِ لذّاتهَا، هيَ الحياةُ في دارِ القرارِ، فإنَّهَا دارُ الخلدِ والبقاءِ).


تفسير قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25
) )
أي: ليس أحدٌ أشدّ عذاباً من تعذيب الله من عصاه و أهملَ ذلكَ اليومَ ونسيَ العملَ لهُ). ذكر في هذا المعنى ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) )

قالَ ابْنِ كَثِيرٍ ؛أي: وليس أحدٌ أشدّ قبضاً ووثقاً من الزبانية لمن كفر بربّهم عزّ وجلّ. هذا في حقّ المجرمين من الخلائق
والظالمين، فأمّا النفس الزّكيّة المطمئنّة، وهي الساكنة الثابتة، الدائرة مع الحقّ). وقالَ السّعْدِيُّ رحمه الله : فإنَّهمْ يقرنونَ بسلاسلٍ منْ نارٍ، ويسحبونَ على وجوههمْ في الحميمِ، ثمَّ في النارِ يسجرونَ، فهذا جزاءُ المجرمينَ).
وقالَ الأَشْقَرُ : أَيْ: وَلا يُوثِقُ الْكَافِرَ بالسلاسلِ والأغلالِ كَوَثَاقِ اللَّهِ أَحَدٌ).



تفسير قوله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) )

وأمَّا مَنْ اطمأنَ إلى اللهِ وآمنَ بهِ وصدقَ رسلهُ، فيقالُ لهُ: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} إلى ذكرِ اللهِ، الساكنةُ حبِّهِ، التي قرَّتْ عينهَا باللهِ). السعدي
وفي تفسير الأشقر :{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}: أي المُوقِنَةُ بالإيمانِ وَتَوْحِيدِ اللَّهِ، لا يُخَالِطُهَا شَكٌّ وَلا يَعْتَرِيهَا رَيْبٌ، قَدْ رَضِيَتْ بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَعَلِمَتْ أَنَّ مَا أَخْطَأَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهَا، وَأَنَّ مَا أَصَابَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهَا، فَتَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُطْمَئِنَّةً؛لأَنَّهَا قَدْ بُشِّرَتْ بالجَنَّةِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَعِنْدَ الْبَعْثِ.

قالَ ابن كثير ؛يقال لها: {يا أيّتها النّفس المطمئنّة (27) ارجعي إلى ربّك} أي: إلى جواره وثوابه، وما أعدّ لعباده في جنّته.
{راضيةً} أي: في نفسها.
{مرضيّةً} أي: قد رضيت عن الله ورضي عنها وأرضاها.
و عن ابن عبّاسٍ: يقال للأرواح المطمئنّة يوم القيامة: {يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك} يعني: صاحبك، وهو بدنها الذي كانت تعمره في الدنيا {راضيةً مرضيّةً}.
والأول هو الأصح .
و قالَ السّعْدِيُّ رحمه الله {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} الذي ربّاكِ بنعمتهِ، وأسدى عليكِ منْ إحسانهِ ما صرتِ بهِ منْ أوليائهِ وأحبابهِ {رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} أي: راضيةً عنِ اللهِ، وعنْ مَا أكرمَهَا بهِ منَ الثوابِ، واللهُ قدْ رضيَ عنهَا).
وقالَ الأَشْقَرُ رحمه الله: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً} بالثَّوَابِ الَّذِي أَعْطَاكِ، {مَرْضِيَّةً} عِنْدَهُ).


تفسير قوله تعالى: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) )

قراءات :
وروي عن ابن عباس أنه كان يقرؤها: (فادخلي في عبدي وادخلي جنّتي) وكذا قال عكرمة والكلبيّ، واختاره ابن جريرٍ. وهو غريبٌ


سبب نزول هذه الآية و فيمن نزلت :
قالَ ابن كثير اختلف المفسّرون فيمن نزلت هذه الآية، عن ابن عبّاسٍ: أنها نزلت في عثمان بن عفّان.
وقيل نزلت في حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنه.

عن ابن عبّاسٍ في قوله: {يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضيةً مرضيّةً} قال: نزلت وأبو بكرٍ جالسٌ، فقال رسول الله: ((ما أحسن هذا!)) فقال: ((أما إنّه سيقال لك هذا)).


المعنى؛

(فَادْخُلِي فِي عِبَادِي )
أي: في جملتهم .ذكر ذلك ابن كثير والأشقر .
وقالَ السّعْدِيُّ : وهذا تخاطبُ بهِ الروحُ يومَ القيامةِ، وتخاطبُ بهِ في حالِ الموتِ.

{وادخلي جنّتي}
قال ابن كثير : وهذا يقال لها عند الاحتضار، وفي يوم القيامة أيضاً، كما أنّ الملائكة يبشّرون المؤمن عند احتضاره وعند قيامه من قبره فكذلك ههنا.
وقال الأشقر : أي مَعَهُمْ؛ أَيْ: فَتِلْكَ هِيَ الكرامةُ، لا كَرَامَةَ سِوَاهَا.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 محرم 1436هـ/1-11-2014م, 11:45 AM
مارية السكاكر مارية السكاكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 106
افتراضي تفسير سورة الشرح [ من الآية (1) إلى آخر السورة ]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) )

قالَ ابْنِ كَثِيرٍ : يعني: أما شرحنا لك صدرك؟ أي: نوّرناه وجعلناه فسيحاً رحيباً واسعاً، كقوله: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحاً واسعاً سمحاً سهلاً، لا حرج فيه ولا إصر ولا ضيق.
وقيل: المراد أن شرح صدره ليلة الإسراء، ولا منافاة؛ فإنّ من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الإسراء، وما نشأ عنه من الشرح المعنويّ أيضاً.
كان أبو هريرة حريًّا أن يسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول الله، ما أوّل ما رأيت من أمر النّبوّة؟ فاستوى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالساً.
وقال: ((لقد سألت يا أبا هريرة، إنّي لفي الصّحراء ابن عشر سنين وأشهرٍ، وإذا بكلامٍ فوق رأسي، وإذا رجلٌ يقول لرجلٍ: أهو هو؟ فاستقبلاني بوجوهٍ لم أرها لخلقٍ قطّ، وأرواحٍ لم أجدها من خلقٍ قطّ، وثيابٍ لم أرها على أحدٍ قطّ، فأقبلا إليّ يمشيان، حتّى أخذ كلّ واحدٍ منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسًّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأضجعاني بلا قصرٍ ولا هصرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دمٍ، ولا وجعٍ، فقال له: أخرج الغلّ والحسد. فأخرج شيئاً كهيئة العلقة، ثمّ نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرّأفة والرّحمة. فإذا مثل الّذي أخرج، شبه الفضّة، ثمّ هزّ إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم. فرجعت بها أغدو رقّةً على الصّغير ورحمةً للكبير)) ).
قالَ السّعْدِيُّ وللأشقر كلام في معناه :
يقولُ تعالى ممتناً على رسولهِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} أي: نوسعُهُ لشرائعِ الدينِ والدعوةِ إلى اللهِ، والاتصافِ بمكارمِ الأخلاقِ، والإقبالِ على الآخرةِ، وتسهيلِ الخيراتِ، فلمْ يكنْ ضيقاً حرجاً لا يكادُ ينقادُ لخيرٍ، ولا تكادُ تجدهُ منبسطاً).


تفسير قوله تعالى: (وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) )

قالَ ابْنِ كَثِيرٍ : وقوله: {ووضعنا عنك وزرك} بمعنى: {ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر}). وكذلك قال السعدي والأشقر .



تفسير قوله تعالى: (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) )

قالَ ابْنِ كَثِيرٍ : الإنقاض: الصوت.
وعند الأشقر ؛ مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لَوْ كَانَ حِمْلاً يُحْمَلُ لَسُمِعَ نَقِيضُ ظَهْرِهِ.

ذكر ابن كثير قول غير واحدٍ من السلف في قوله: {الّذي أنقض ظهرك} أي: أثقلك حمله).وهو عند السعدي بمعناه .
قالَ الأَشْقَرُ : قوله تعالى :{الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} قِيلَ: الوِزْرُ حَمْلُ أعباءِ النُّبُوَّةِ، سَهَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى تَيَسَّرَتْ لَهُ).


تفسير قوله تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) )


-قال مجاهدٌ: لا أذكر إلاّ ذكرت معي (أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله).
-وقال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيبٌ، ولا متشهّدٌ، ولا صاحب صلاةٍ إلاّ ينادي بها: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله.
قال ابن جريرٍ: عن أبي سعيدٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: ((أتاني جبريل فقال: إنّ ربّي وربّك يقول: كيف رفعت ذكرك؟ قال: الله أعلم. قال: إذا ذكرت ذكرت معي)).وكذا رواه ابن أبي حاتمٍ.

وقال ابن أبي حاتمٍ: عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((سألت ربّي مسألةً وددت أنّي لم أكن سألته: قلت: قد كان قبلي أنبياء، منهم من سخّرت له الرّيح، ومنهم من يحيي الموتى. قال: يا محمّد، ألم أجدك يتيماً فآويتك؟ قلت: بلى يا ربّ. قال: ألم أجدك ضالاًّ فهديتك؟ قلت: بلى يا ربّ. قال: ألم أجدك عائلاً فأغنيتك؟ قلت: بلى يا ربّ. قال: ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أرفع لك ذكرك؟ قلت: بلى يا ربّ)).
وقال أبو نعيمٍ في (دلائل النّبوّة): عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((لمّا فرغت ممّا أمرني الله به من أمر السّماوات والأرض قلت: يا ربّ، إنّه لم يكن نبيٌّ قبلي إلاّ وقد كرّمته؛ جعلت إبراهيم خليلاً، وموسى كليماً، وسخّرت لداود الجبال، ولسليمان الرّيح والشّياطين، وأحييت لعيسى الموتى، فما جعلت لي؟ قال: أو ليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كلّه؛ إنّي لا أذكر إلاّ ذكرت معي، وجعلت صدور أمّتك أناجيل يقرؤون القرآن ظاهراً ولم أعطها أمّةً، وأعطيتك كنزاً من كنوز عرشي: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم)).
وحكى البغويّ، عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ، أن المراد بذلك الأذان. يعني: ذكره فيه.

وقال آخرون: رفع الله ذكره في الأوّلين والآخرين، ونوّه به حين أخذ الميثاق على جميع النبيّين أن يؤمنوا به، وأن يأمروا أممهم بالإيمان به، ثمّ شهر ذكره في أمّته، فلا يذكر الله إلاّ ذكر معه.

وقالَ السّعْدِيُّ {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}أي: أعلينَا قدركَ، وجعلنَا لكَ الثناءَ الحسنَ العالي، الذي لمْ يصلْ إليهِ أحدٌ منَ الخلقِ، فلا يُذكرُ اللهُ إلا ذُكرَ معهُ رسولُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، كمَا في الدخولِ في الإسلامِ، وفي الأذانِ والإقامةِ والخطبِ، وغيرِ ذلكَ منَ الأمورِ التي أعلى اللهَ بهَا ذكرَ رسولهِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
ولهُ في قلوبِ أمتهِ مِنَ المحبةِ والإجلالِ والتعظيمِ مَا ليسَ لأحدٍ غيرهِ، بعدَ اللهِ تعالى، فجزاهُ اللهُ عنْ أمتهِ أفضلَ مَا جزى نبيّاً عنْ أمتهِ). وذكر الأَشْقَرُ فيما معناه .



تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) )

أخبر تعالى أنّ مع العسر يوجد اليسر، ثمّ أكّد هذا الخبر.
عن الحسن، قال: لا يغلب عسرٌ واحدٌ يسرين اثنين .
يعني: قوله: {فإنّ مع العسر يسراً إنّ مع العسر يسراً} فالعسر الأوّل هو الثاني لأنه معرّف ، واليسر تعدّد لأنه منكّر.ذكره ابن كثير والأشقر والسعدي .
وقال السعدي بعد ذكر معنى الآية ،
( العسر ) في تعريفهِ بالألفِ واللامِ، الدالةِ على الاستغراقِ والعمومِ، ما يدلُّ على أنَّ كلَّ عسرٍ - وإنْ بلغَ منَ الصعوبةِ مَا بلغَ - فإنهُ في آخرهِ التيسيرُ ملازمٌ لهُ.
قالَ تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً}


تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)

_ أي: إذا فرغت من أمور الدّنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب في العبادة، وقم إليها نشيطاً فارغ البال، وأخلص لربّك النيّة والرغبة.
ومن هذا القبيل قوله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث المتّفق على صحّته: ((لا صلاة بحضرة طعامٍ، ولا وهو يدافعه الأخبثان)). وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ((إذا أقيمت الصّلاة وحضر العشاء فابدؤوا بالعشاء)).
_وقال مجاهدٌ في هذه الآية: إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فانصب لربّك.
_وفي روايةٍ عنه: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك.
_وعن ابن مسعودٍ وابن عياض : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام اللّيل.
_وفي روايةٍ عن ابن مسعودٍ: {فانصب * وإلى ربّك فارغب} بعد فراغك من الصلاة وأنت جالسٌ.
_عن ابن عبّاسٍ: {فإذا فرغت فانصب} يعني: في الدعاء.
_وقال زيد بن أسلم: {فإذا فرغت} أي: من الجهاد {فانصب} أي: في العبادة.
{وإلى ربّك فارغب}. قال الثّوريّ: اجعل نيّتك ورغبتك إلى الله عزّ وجل .

وقال السعدي : (ثمَّ أمرَ اللهُ رسولهُ أصلاً، والمؤمنينَ تبعاً، بشكرهِ والقيامِ بواجبِ نعمهِ،فقالَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ} أي: إذا تفرغتَ منْ أشغالكَ، ولمْ يبقَ في قلبكَ ما يعوقهُ، فاجتهدْ في العبادةِ والدعاءِ ،{وَإِلَى رَبِّكَ}وحدهُ {فَارْغَبْ} أي: أعظم الرغبةَ في إجابةِ دعائكَ وقبولِ عباداتِكَ، ولا تكنْ ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربِّهمْ وعن ذكرهِ، فتكونَ من الخاسرينَ.
_(وقدْ قيلَ:إنَّ معنى قولهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ} منَ الصلاةِ وأكملتهَا {فَانْصَبْ} في الدعاءِ {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} في سؤالِ مطالبكَ.
واستدلَّ مَنْ قالَ بهذا القولِ، على مشروعيةِ الدعاءِ والذكرِ عقبَ الصلواتِ المكتوباتِ، واللهُ أعلمُ بذلكَ.
وقالَ الأَشْقَرُ :{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ أَيْ: إِذَا فَرَغْتَ منْ صَلاتِكَ، أَوْ مِنَ التبليغِ، أَوْ مِنَ الغَزْوِ؛ فَاجْتَهِدْ فِي الدُّعَاءِ، وَاطْلُبْ من اللَّهِ حَاجَتَكَ، أَوْ: فَانْصَبْ فِي العبادةِ.
{وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} أَي: اجْعَلْ رَغْبَتَكَ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ،تَضَرَّعْ إِلَيْهِ رَاهِباً مِنَ النَّارِ، رَاغِباً فِي الْجَنَّةِ.

والله تعالى أعلى وأعلم .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 محرم 1436هـ/1-11-2014م, 02:31 PM
مارية السكاكر مارية السكاكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 106
افتراضي إجابات الأسئلة على محاضرة فضل علم التفسير

س1: أذكر ثلاثًا من فضائل تعلم التفسير ؟

1) الإشتغال بالتفسير اشتغال بأحسن الكلام وأفضله وأعظمه بركة .
2) العلم بالقرآن هو أفضل العلوم وأجمعها كل العلوم مبنية في القرآن جامع للعلوم النافعة .
3) أن المفسر كثير الإشتغال بالقرآن ومعانيه وهداياته بل يكاد يكون أكثر وقته مع القرآن تلاوة وتدبرًا ودراسة ودعوة وهذا من أجل المصاحبة فأكثر وقته في مصاحبه القرآن وتلاوة وتدبرًا وتفقهًا فيه والتفكر فيه .


س2: بيّن بالدليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن ؟

فحاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به ماسة، وكم من فتنة ضل بها العبد ، وضلت بها طوائف من الأمة بسبب مخالفتها لهدى الله عز وجل وما بينه في كتابه، وقد قال الله تعالى: {وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}.
وقال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}، فحاجة الناس إلى معرفة ما بينه الله في القرآن من الهدى، والحذر مما حذرهم منه أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس؛ لأن انقطاع هذه الأمور أقصى ما يصيب الإنسان بسببها أن يموت، والموت أمر محتم على كل نفس.
وأما ضلاله عن هدى الله تعالى فيكون بسبب خسران آخرته التي هي حياته الحقيقية كما قال الله تعالى: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون} ، وقال تعالى: {يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي}.
_ فمن ذلك حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به في معاملة أعدائها على اختلاف أنواعهم ، وأن يحذروا مما حذرهم الله منه وتوعد عليه المخالفين بالعذاب الأليم والعقوبات الشديدة ، وقد قال الله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}
_ وحاجة الأمة إلى مجاهدة الكفار بالقرآن حاجة عظيمة لأنه يندفع بهذه المجاهدة عن الأمة شرور كثيرة جداً.
وقد قال الله تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً}.
_ وكذلك حاجة الأمة معرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم وكيف تكون معاملتهم حاجة ماسة، لأنهم يضلون من يستمع لهم ويعجبه كلامهم الذي يظهرونه ويبطنون مقاصد سيئة خبيثة، وقد حذر الله نبيه منهم فقال: {هم العدو فاحذرهم} ، وأنزل في شأنهم آيات كثيرة لعظم خطرهم
_ وكذلك قد يبتلى طالب العلم بأن يكون في مجتمع يكثر فيه أصحاب ملة من الملل أو نحلة من النحل، فيجد في كتاب الله تعالى ما يرشده إلى ما يعرف به ضلالهم، ويبصره بسبل دعوتهم إلى الحق ، ومعاملتهم على الهدى الرباني الذي لا وكس فيه ولا شطط.
_ وكذلك إذا كثرت الفتن فإن الحاجة تزداد إلى تدبر القرآن والاهتداء به، ويكون أسعد الناس بالحق أحسنهم اسنتباطاً لما يهتدي به في تلك الفتنة كما قال الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.
-وقد يكون طالب العلم في مجتمع تفشو فيه فتنة من الفتن أو منكر من المنكرات فيتعلم من كتاب الله ما يعرف به الهدى ويدعو به من حوله لعلهم يهتدون.
- وكذلك المرأة في المحيط النسائي قد تبصر ما لا يبصره كثير من الرجال أو لا يعرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء فتتعلم طالبة العلم كيف تدعو بالقرآن في محيطها النسائي، وكيف تكشف زيف الباطل، وتنصر الحق، وتعظ من في إيمانها ضعف وفي قلبها مرض.


س3: كيف يستفيد الداعية وطالب العلم من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى؟
فائدة تعود على نفسه فيدعو الله على بصيرة وهدى عالمًا عارفًا بمراد الله متجنبًا مسالك الجهال ممن يضل ويُضِل .

وفائدة تعود على غيره كتبيين معاني الآيات وهداياتها والحِكم والأحكام الشرعية والكونية وأسباب النزول والتأملات .. وغيرها من تبليغ العلم .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 محرم 1436هـ/9-11-2014م, 01:43 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مارية السكاكر مشاهدة المشاركة
مقدمة تفسير سورة النبأ
أسماء السورة ك س ش
نزول السورة ك


أسماء السورة:
عند ابن كثير والسعدي أسم السورة ( سورة النبأ وسورة عمّ )
وعند الأشقر ( سورة النبأ )

نزول السورة:
ذكر ابن كثير في تفسيره أنها مكية .

........................................

تفسير سورة النبأ من آية 1 حتى آية 5
تفسير قوله تعالى:
(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)


تفسير قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)
أي: عن أيّ شيءٍ يتساءل منكري البعث والمشركين؟ ذكره ك ش س
ثم يجيبهم تعالى في الآية التي تليها فيقول تعالى : عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ

تفسير قوله تعالى: (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)
يعني: الخبر الهائل المفظع الباهر.ك س ش
النّبأ العظيم: قيل :البعث بعد الموت. وقيل : هو القرآن. والأظهر الأوّل ك
يوم القيامة س
هُوَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ؛ لأَنَّهُ يُنْبِئُ عَن التَّوْحِيدِ، وَتَصْدِيقِ الرَّسُولِ، وَوُقُوعِ الْبَعْثِ والنُّشورِ ش
هناك قول ثالث: أنه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم. (راجعي كلام الأشقر على سبب النزول)

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) )
يعني: النّاس فيه على قولين؛ مؤمنٌ به وكافرٌ ك
اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ؛ فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً، وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ش

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5))
زجر وتهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ مؤكد بالتكرار بقوله تعالى ( ثم كلا سيعلمون ) ك ش
متوعّداً لمنكري القيامة ك
أَيْ: لا يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي شأنِ الْقُرْآنِ ش
أي: سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ يوم القيامة ما كانوا بهِ يكذبونَ س

والله أعلم
أحسنت أختي مارية بارك الله فيك ونفع بك
- فاتك سبب النزول، وقد ذكره الأشقر رحمه الله
- فاتتك بعض المسائل في أول آية، وهي مهمة جدا في فهم بقية الآيات وقد تناولها ابن كثير رحمه الله في أول سطر، وهذه المسائل هي:
اقتباس:
الغرض من الاستفهام في قوله تعالى: {عم}
مرجع الضمير في قوله: {يتساءلون}
الغرض من التساؤل
وهنا ملاحظة دقيقة ربما لا تظهر لك مباشرة من التفاسير لكن ننبه عليها للفائدة:-
في مسألة مرجع الضمير في قوله تعالى: {يتساءلون}بتأمل التفاسير نجد أنه ورد فيها قولان:
الأول: أنه عموم الناس، ذكره ابن كثير والأشقر
الثاني: أنه المشركون، ذكره أيضا ابن كثير والسعدي
وعليه تترتب معان جديدة في تفسير بقية الآيات، مثل:

* فهم معنى الخلاف في قوله تعالى: {الذي هم فيه مختلفون}
فمن أرجعه لعموم الناس فاختلافهم في البعث والقرآن وأمر النبي ما بين مؤمن وكافر
ومن أرجعه للمشركين، فاختلافهم في القرآن والرسالة اتهامهم بالسحر تارة، والشعر، والكهانة، واختلافهم في البعث ما بين مكذب وشاك

* أيضا فهم قوله تعالى {سيعلمون}
وعد للمؤمنين بأن يعلموا عاقبة تصديقهم بالرسالة والقرآن والبعث
ووعيد للمكذبين بأن يجدوا عاقبة تكذيبهم بالرسالة والقرآن والبعث

* أيضا الغرض من التساؤل
فتساؤل المشركين غير تساؤل المؤمنين

أردنا أن ننبه على هذه المسألة ليتبين لنا كيف أن مسألة مرجع الضمير يترتب عليها أبعاد جديدة في فهم الآيات
- وأخيرا هذه قائمة بأهم المسائل الواردة في الآيات نضعها لكل طالب لتفيده في التدرب على تسمية المسائل:-

اقتباس:
سبب النزول
المسائل التفسيرية
- غرض الاستفهام في قوله تعالى: {عم}
- مرجع الضمير في قوله يتساءلون}
- الغرض من التساؤل
- المقصود بالنبأ العظيم
- معنى الاختلاف في النبأ العظيم
- معنى {كلا}
- مفعول {سيعلمون}
- فائدة التكرار في قوله: {كلا سيعلمون}

المسائل العقدية
وجوب الإيمان بالبعث
وجوب الإيمان بالقرآن، وأنه كلام الله
وجوب الإيمان بالرسل

المسائل اللغوية
معنى {عم}
معنى {النبأ العظيم}
فائدة التكرار
تقييم الملخص:
الشمول : ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) 25 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 15
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15 / 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 10 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15
= 85%

درجة المشاركة :4 / 4

زادك الله من فضله


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 محرم 1436هـ/9-11-2014م, 02:11 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مارية السكاكر مشاهدة المشاركة
تفسير سورة البروج من آية (12) وحتى آية (22).

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)}



تفسير قوله تعالى: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) )
أي :إن أخذه للجبابرة والظلمة وأصحاب الجرائم الكبيرة لشديد أليم فهو القوي العزيز ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر


تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) )
أي :يبدئ الخلق ثمّ يعيده كما بدأه
ولا ممانع أو مشارك سواه .ابن كثير والسعدي والأشقر .


تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) )
معنى الغفور : هو الذي يغفر السيئات ويتوب على من تاب .
معنى الودود :قال ابن عبّاسٍ وغيره: هو الحبيب). ذكره ابن كثير .
وقال السعدي رحمه الله الودود هو الذي يحبهُ أحبابهُ محبةً لا يشبهُهَا شيءٌ،
والمودةُ: هيَ المحبةُ الصافيةُ،

وفي هذا سرٌّ لطيفٌ، حيثُ قرنَ الودودُ بالغفورِ، (اجعليه مسألة مستقلة: لطيفة في اقتران اسمي الله الغفور، والودود)
ليدلَّ ذلكَ على أنَّ أهلَ الذنوبِ إذا تابُوا إلى اللهِ وأنابُوا، غفرَ لهمْ ذنوبهمْ وأحبَّهمْ، فلا يقالُ: بلْ تغفرُ ذنوبهمْ، ولا يرجعُ إليهمُ الودُّ، كما قالهُ بعضُ الغالطينَ.

ما جاء في الحديث من فرح الله سبحانه بتوبة عبده
بلِ اللهُ أفرحُ بتوبةِ عبدهِ حينَ يتوبُ، منْ رجلٍ لهُ راحلةٌ، عليهَا طعامُهُ وشرابهُ وما يصلحهُ، فأضلَّهَا في أرضِ فلاةٍ مهلكةٍ، فأيسَ منهَا، فاضطجع في ظلِّ شجرةٍ ينتظرُ الموتَ، فبينمَا هوَ على تلكَ الحالِ، إذا راحلتُه على رأسهِ، فأخذَ بخطامِهَا، فاللهُ أعظمُ فرحاً بتوبةِ العبدِ من هذا براحلتهِ، وهذا أعظمُ فرحٍ يقدَّرُ.
وقال الأشقر : الودود : بَالِغُ المَحَبَّةِ للمُطِيعِينَ منْ أَوْلِيَائِهِ.

تفسير قوله تعالى: (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) )

ذو العرش :أي: صاحب العرش المعظّم العالي على جميع الخلائق. ذكره ابن كثير ووافقه السعدي والأشقر.

والمجيد: فيه قراءتان: الرّفع على أنّه صفةٌ للرّبّ عزّ وجلّ، والجرّ على أنّه صفةٌ للعرش، وكلاهما معنًى صحيحٌ. ذكره ابن كثير والسعدي .

والمَجْدُ هُوَ النهايةُ فِي الْكَرَمِ والفَضْلِ ذكره الأشقر.

هنا مسألة: السر في تخصيص العرش بالذكر

تفسير قوله تعالى: (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) )

قال ابن كثير أي: مهما أراد فعله لا معقّب لحكمه ولا يسأل عمّا يفعل لعظمته وقهره وحكمته وعدله. ووافقه السعدي رحمهم الله.

تفسير قوله تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) )

قال ابن كثير :أي: هل بلغك ما أحلّ اللّه بهم من البأس وأنزل عليهم من النّقمة التي لم يردّها عنهم أحدٌ؟ .
وهذا تقريرٌ لقوله: {إنّ بطش ربّك لشديدٌ}. أي: إذا أخذ الظّالم أخذه أخذاً أليماً شديداً أخذ عزيزٍ مقتدرٍ. ووافقه على معناه السعدي رحمهم الله .

وقال الأشقر _في زبدة التفسير_: أَيْ: هَلْ أَتَاكَ يَا مُحَمَّدُ خَبَرُ الْجُمُوعِ الكافرةِ المُكَذِّبَةِ لأَنْبِيَائِهِم، الَّتِي تَجْمَعُ لَهُم الأجنادَ لِقِتَالِهِمْ عَلَيْهَا؟

تفسير قوله تعالى: (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) )

المراد بالحديث
قال الأشقر :الْمُرَادُ بِحَدِيثِهِمْ مَا وَقَعَ مِنْهُمْ من الْكُفْرِ وَالْعِنَادِ، وَمَا وَقَعَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعَذَابِ. ووافقه في معناه السعدي رحمه الله.


تفسير قوله تعالى: (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) )

قال ابن كثير :أي: هم في شكٍّ وريبٍ وكفرٍ وعنادٍ .ووافقه في معناه السعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) )

قال السعدي :أي: قدْ أحاطَ بهمْ علماً وقدرةً. ووافق معناه ابن كثير .

وقال الأشقر :أَيْ: يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُنْزِلَ بِهِمْ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ بِأُولَئِكَ.


تفسير قوله تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) )

قال ابن كثير :أي: عظيمٌ كريمٌ.
قالَ السعدي : أي: وسيعُ المعاني عظيمُهَا، كثيرُ الخيرِ والعلم .
قالَ الأَشْقَرُ :أَيْ: مُتَنَاهٍ فِي الشَّرَفِ وَالْكَرَمِ والبَرَكةِ، وَلَيْسَ هُوَ كَمَا يَقُولُونَ: إِنَّهُ شِعْرٌ وَكَهَانَةٌ وَسِحْرٌ


تفسير قوله تعالى: (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) )

قال السعدي والأشقر في معناه :({فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} مِنَ التغييرِ والزيادةِ والنقصِ، ومحفوظٌ مِنَ الشياطينِ، وهوَ اللوحُ المحفوظُ الذي قدْ أثبتَ اللهُ فيهِ كلَّ شيءٍ.

ووافقهم ابن كثير ثم ذكر أقوالًا في صفة هذا الكتاب ومكانه ( قيل : في جبهة إسرافيل.
وقيل : ما من شيءٍ قضى اللّه -القرآن فما قبله وما بعده- إلاّ وهو في اللّوح المحفوظ، واللّوح المحفوظ بين عيني إسرافيل، لا يؤذن له بالنّظر فيه.
وقال الحسن البصريّ: إنّ هذا القرآن المجيد عند اللّه في لوحٍ محفوظٍ، ينزل منه ما يشاء على من يشاء من خلقه.
وقيل : إنّ في صدر اللّوح: لا إله إلاّ اللّه وحده، دينه الإسلام، ومحمّدٌ عبده ورسوله، فمن آمن باللّه وصدّق بوعده واتّبع رسوله أدخله الجنّة.
قال: واللّوح لوحٌ من درّةٍ بيضاء، طوله ما بين السّماء والأرض، وعرضه ما بين المشرق والمغرب، وحافتاه الدّرّ والياقوت، ودفّتاه ياقوتةٌ حمراء، وقلمه نورٌ، وكلامه معقودٌ بالعرش، وأصله في حجر ملكٍ.
قال مقاتلٌ: اللّوح المحفوظ عن يمين العرش.
وقال الطّبرانيّ: عن ابن عبّاسٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((إنّ اللّه خلق لوحاً محفوظاً من درّةٍ بيضاء، صفحاتها من ياقوتةٍ حمراء، قلمه نورٌ، وكتابه نورٌ، للّه فيه في كلّ يومٍ ستّون وثلاثمائة لحظةٍ، يخلق ويرزق ويميت ويحيي ويعزّ ويذلّ ويفعل ما يشاء)) )


والله تعالى أعلم .
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك
ولتمام حسن التلخيص، اجعلي رموز المفسرين الذين تناولوا المسألة بجوارها.
القراءات تفرد في أول الملخص، ويبين الفرق في المعنى المترتب على اختلاف القراءات عند التعرض لتفسير الآية.


تقييم الملخص:
الشمول : ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) 30 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 15
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 20/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 15 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15
= 100%
درجة الملخص:4/4
زادك الله من فضله

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 17 محرم 1436هـ/9-11-2014م, 02:26 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مارية السكاكر مشاهدة المشاركة
تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) )

بيان أهوال يوم القيامة:
يخبر تعالى عمّا يقع يوم القيامة من الأهوال العظيمة،

معنى الآيات :
1/ {كلاّ} أي: حقًّا ،ذكره ابن كثير ،وقال الأشقر : أَيْ: مَا هكذا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَمَلُكُمْ، وقال السعدي :أي: ليسَ ما أحببتمْ منَ الأموالِ، وتنافستمْ فيهِ منَ اللذاتِ، بباقٍ لكمْ
2/ {إذا دكّت الأرض دكًّا دكًّا}
الدَّكُّ: الكَسْرُ وَالدَّقُّ؛ زُلْزِلَتْ وَحُرِّكَتْ تَحْرِيكاً بَعْدَ تَحْرِيكٍ، (ش)
أي: وطئت ومهّدت وسوّيت الأرض والجبال، وقام الخلائق من قبورهم لربّهم). ( ش. ك. س).



تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) )

{وَجَاءَ رَبُّكَ} سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ،( ش. س . ك )
وزاد ابن كثير ( وذلك بعدما يستشفعون إليه بسيّد ولد آدم على الإطلاق: محمّدٍ صلوات الله وسلامه عليه، بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحداً بعد واحدٍ، فكلّهم يقول: لست بصاحب ذاكم. حتى تنتهي النّوبة إلى محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم فيقول: ((أنا لها، أنا لها)). فيذهب فيشفع عند الله تعالى في أن يأتي لفصل القضاء، فيشفّعه الله تعالى في ذلك.
وهي أوّل الشفاعات، وهي المقام المحمود)


{وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}؛ أَيْ: جَاؤُوا مُصْطَفِّينَ صُفُوفاً ( ك. س .ش )
وزاد في زبدة التفسير ؛أي: صفّاً بعدَ صفٍّ، كلُّ سماءٍ يجيءُ ملائكتهَا صفّاً، يحيطونَ بمنْ دونهمْ منَ الخلقِ، وهذهِ الصفوفُ صفوفُ خضوعٍ وذلٍّ للملكِ الجبارِ.


تفسير قوله تعالى: (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) )
ذكر ابْنِ كَثِيرٍ في قوله تعالى :{وجيء يومئذٍ بجهنّم}
جاء في صحيح مسلم ؛ عن عبد الله - هو ابن مسعودٍ - قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((يؤتى بجهنّم يومئذٍ لها سبعون ألف زمامٍ، مع كلّ زمامٍ سبعون ألف ملكٍ يجرّونها)).وهكذا رواه التّرمذيّ.
وقال الأشقر : أي مَزْمُومَةً وَالْمَلائِكَةُ يَجُرُّونَهَا، وقال السعدي _رحمه الله_ تقودُهَا الملائكةُ بالسلاسلِ.
فإذا وقعتْ هذهِ الأمورُ فـ{يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ} مَا قدَّمَهُ مِنْ خيرٍ وشرٍّ.
{وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} فقدْ فاتَ أوانُهَا، وذهبَ زمانُهَا).وذكر في معناه ابن كثير والأشقر.



تفسير قوله تعالى: (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) )

قالَ ابْنِ كَثِيرٍ ({يقول يا ليتني قدّمت لحياتي} يعني: متحسرًا نادمًا على ما كان سلف منه من المعاصي - إن كان عاصياً - ويودّ لو كان ازداد من الطاعات إن كان طائعاً. ذكره ابن كثير والسعدي وزاد فيه : وفي الآيةِ دليلٌ على أنَّ الحياةَ التي ينبغي السعيُ في أصلهَا وكمالهَا، وفي تتميمِ لذّاتهَا، هيَ الحياةُ في دارِ القرارِ، فإنَّهَا دارُ الخلدِ والبقاءِ).


تفسير قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25
) )
أي: ليس أحدٌ أشدّ عذاباً من تعذيب الله من عصاه و أهملَ ذلكَ اليومَ ونسيَ العملَ لهُ). ذكر في هذا المعنى ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) )

قالَ ابْنِ كَثِيرٍ ؛أي: وليس أحدٌ أشدّ قبضاً ووثقاً من الزبانية لمن كفر بربّهم عزّ وجلّ. هذا في حقّ المجرمين من الخلائق
والظالمين، فأمّا النفس الزّكيّة المطمئنّة، وهي الساكنة الثابتة، الدائرة مع الحقّ). وقالَ السّعْدِيُّ رحمه الله : فإنَّهمْ يقرنونَ بسلاسلٍ منْ نارٍ، ويسحبونَ على وجوههمْ في الحميمِ، ثمَّ في النارِ يسجرونَ، فهذا جزاءُ المجرمينَ).
وقالَ الأَشْقَرُ : أَيْ: وَلا يُوثِقُ الْكَافِرَ بالسلاسلِ والأغلالِ كَوَثَاقِ اللَّهِ أَحَدٌ).



تفسير قوله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) )

وأمَّا مَنْ اطمأنَ إلى اللهِ وآمنَ بهِ وصدقَ رسلهُ، فيقالُ لهُ: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} إلى ذكرِ اللهِ، الساكنةُ حبِّهِ، التي قرَّتْ عينهَا باللهِ). السعدي
وفي تفسير الأشقر :{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}: أي المُوقِنَةُ بالإيمانِ وَتَوْحِيدِ اللَّهِ، لا يُخَالِطُهَا شَكٌّ وَلا يَعْتَرِيهَا رَيْبٌ، قَدْ رَضِيَتْ بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَعَلِمَتْ أَنَّ مَا أَخْطَأَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهَا، وَأَنَّ مَا أَصَابَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهَا، فَتَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُطْمَئِنَّةً؛لأَنَّهَا قَدْ بُشِّرَتْ بالجَنَّةِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَعِنْدَ الْبَعْثِ.

قالَ ابن كثير ؛يقال لها: {يا أيّتها النّفس المطمئنّة (27) ارجعي إلى ربّك} أي: إلى جواره وثوابه، وما أعدّ لعباده في جنّته.
{راضيةً} أي: في نفسها.
{مرضيّةً} أي: قد رضيت عن الله ورضي عنها وأرضاها.
و عن ابن عبّاسٍ: يقال للأرواح المطمئنّة يوم القيامة: {يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك} يعني: صاحبك، وهو بدنها الذي كانت تعمره في الدنيا {راضيةً مرضيّةً}.
والأول هو الأصح .
و قالَ السّعْدِيُّ رحمه الله {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} الذي ربّاكِ بنعمتهِ، وأسدى عليكِ منْ إحسانهِ ما صرتِ بهِ منْ أوليائهِ وأحبابهِ {رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} أي: راضيةً عنِ اللهِ، وعنْ مَا أكرمَهَا بهِ منَ الثوابِ، واللهُ قدْ رضيَ عنهَا).
وقالَ الأَشْقَرُ رحمه الله: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً} بالثَّوَابِ الَّذِي أَعْطَاكِ، {مَرْضِيَّةً} عِنْدَهُ).


تفسير قوله تعالى: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) )

قراءات :
وروي عن ابن عباس أنه كان يقرؤها: (فادخلي في عبدي وادخلي جنّتي) وكذا قال عكرمة والكلبيّ، واختاره ابن جريرٍ. وهو غريبٌ


سبب نزول هذه الآية و فيمن نزلت :
قالَ ابن كثير اختلف المفسّرون فيمن نزلت هذه الآية، عن ابن عبّاسٍ: أنها نزلت في عثمان بن عفّان.
وقيل نزلت في حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنه.

عن ابن عبّاسٍ في قوله: {يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضيةً مرضيّةً} قال: نزلت وأبو بكرٍ جالسٌ، فقال رسول الله: ((ما أحسن هذا!)) فقال: ((أما إنّه سيقال لك هذا)).


المعنى؛

(فَادْخُلِي فِي عِبَادِي )
أي: في جملتهم .ذكر ذلك ابن كثير والأشقر .
وقالَ السّعْدِيُّ : وهذا تخاطبُ بهِ الروحُ يومَ القيامةِ، وتخاطبُ بهِ في حالِ الموتِ.

{وادخلي جنّتي}
قال ابن كثير : وهذا يقال لها عند الاحتضار، وفي يوم القيامة أيضاً، كما أنّ الملائكة يبشّرون المؤمن عند احتضاره وعند قيامه من قبره فكذلك ههنا.
وقال الأشقر : أي مَعَهُمْ؛ أَيْ: فَتِلْكَ هِيَ الكرامةُ، لا كَرَامَةَ سِوَاهَا.
أحسنت بارك الله فيك
من الآن فصاعدا إن شاء الله نجعل بناء الملخص على المسائل التفسرية
لا نتكلم على الآيات آية آية، إنما نتكلم على المسائل الواردة في الآيات مسألة مسألة.
أستخرج من كلام المفسرين على كل آية العناوين الرئيسية التي تناولوها، ثم أفرد كل عنوان بالذكر، وتحته خلاصة كلام المفسرين فيه، وهكذا تجتمع لدي المسائل في كل ملخص.
وسيتضح لك بالمثال إن شاء الله، وستجدين أن هذه الطريقة من أفضل الطرق في تثبيت الأقوال الواردة في كل آية.
أهم المسائل الواردة في الآيات:-

اقتباس:
القراءات
القراءات في قوله: {فادخلي في عبادي}

أسباب النزول
سبب نزول قوله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة}

المسائل التفسيرية
معنى {كلا}
معنى {إذا}
المقصود بدك الأرض
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لبدء الحساب
مجيء الرب سبحانه لفصل القضاء
مجيء الملائكة صفوفا بين يدي الله
الحكمة من اصطفاف الملائكة ذلك اليوم
ما ورد في الحديث عن الإتيان بجهنم
المقصود بالتذكر
المراد بالإنسان
معنى الاستفهام في قوله: {وأنى له الذكرى}
المقصود بالحياة
فائدة في قصر وصف الحياة على الحياة الآخرة
مرجع الضمير في قوله: {عذابه}
معنى الوثاق
مرجع الضمير في قوله: {وثاقه}
المقصد من قوله تعالى: {فيومئذ لا يعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد}
المقصود بالنفس المطمئنة
المقصود بالرب
معنى {راضية مرضية}
معنى قوله تعالى: {فادخلي في عبادي}

ما جاء في سبب نزول الآية
متى تخاطب النفس المطمئنة بهذا الخطاب؟

المسائل العقدية
الإيمان بالبعث والجزاء
إثبات الشفاعة الأولى للنبي صلى الله عليه وسلم لبدء الحساب
مجيء الرب جل وعلا في ظلل الغمام كما يشاء لفصل القضاء
الإيمان بالملائكة
الإيمان بالنار، وأنها خلقت للعصاة، والإيمان بالجنة وأنها خلقت للطائعين

المسائل اللغوية
معنى الدك
معنى الاستفهام في قوله: {وأنى له الذكرى}

* فضائل أبي بكر رضي الله عنه


تقييم الملخص:
الشمول : ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) 30 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 10 / 15
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 20/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 5 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15
= 85%

درجة الملخص:4/4
بارك الله فيك وزادك علما وفهما وسدادا


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17 محرم 1436هـ/9-11-2014م, 02:56 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مارية السكاكر مشاهدة المشاركة
تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) )
فيها مسائل:
المخاطب في الآيات
معنى الاستفهام
المراد بشرح الصدر

قالَ ابْنِ كَثِيرٍ : يعني: أما شرحنا لك صدرك؟ أي: نوّرناه وجعلناه فسيحاً رحيباً واسعاً، كقوله: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحاً واسعاً سمحاً سهلاً، لا حرج فيه ولا إصر ولا ضيق.
وقيل: المراد أن شرح صدره ليلة الإسراء، ولا منافاة؛ فإنّ من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الإسراء، وما نشأ عنه من الشرح المعنويّ أيضاً.
كان أبو هريرة حريًّا أن يسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول الله، ما أوّل ما رأيت من أمر النّبوّة؟ فاستوى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالساً.
وقال: ((لقد سألت يا أبا هريرة، إنّي لفي الصّحراء ابن عشر سنين وأشهرٍ، وإذا بكلامٍ فوق رأسي، وإذا رجلٌ يقول لرجلٍ: أهو هو؟ فاستقبلاني بوجوهٍ لم أرها لخلقٍ قطّ، وأرواحٍ لم أجدها من خلقٍ قطّ، وثيابٍ لم أرها على أحدٍ قطّ، فأقبلا إليّ يمشيان، حتّى أخذ كلّ واحدٍ منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسًّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأضجعاني بلا قصرٍ ولا هصرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دمٍ، ولا وجعٍ، فقال له: أخرج الغلّ والحسد. فأخرج شيئاً كهيئة العلقة، ثمّ نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرّأفة والرّحمة. فإذا مثل الّذي أخرج، شبه الفضّة، ثمّ هزّ إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم. فرجعت بها أغدو رقّةً على الصّغير ورحمةً للكبير)) ).
قالَ السّعْدِيُّ وللأشقر كلام في معناه :
يقولُ تعالى ممتناً على رسولهِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} أي: نوسعُهُ لشرائعِ الدينِ والدعوةِ إلى اللهِ، والاتصافِ بمكارمِ الأخلاقِ، والإقبالِ على الآخرةِ، وتسهيلِ الخيراتِ، فلمْ يكنْ ضيقاً حرجاً لا يكادُ ينقادُ لخيرٍ، ولا تكادُ تجدهُ منبسطاً).
بتأمل كلام المفسرين نجد أن هناك قولين في المراد بشرح صدره صلى الله عليه وسلم:
الأول: الشرح المعنوي، وفيه قولان: قول عام ذكره ابن كثير، وقول خاص ذكره السعدي والأشقر
الثاني: الشرح الحسي، وفيه حادثتان، شرح صدره في طفولته، وشرح صدره ليلة الإسراء والمعراج، صلوات الله وسلامه عليه.

تفسير قوله تعالى: (وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) )
معنى {وضعنا}
المقصود بالوزر
قالَ ابْنِ كَثِيرٍ : وقوله: {ووضعنا عنك وزرك} بمعنى: {ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر}). وكذلك قال السعدي والأشقر . الجواب على هذه المسألة مختصر، فهناك أقوال في المراد بالوزر (هنا تظهر لنا فائدة استخلاص المسائل)

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) )

قالَ ابْنِ كَثِيرٍ : الإنقاض: الصوت.
وعند الأشقر ؛ مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لَوْ كَانَ حِمْلاً يُحْمَلُ لَسُمِعَ نَقِيضُ ظَهْرِهِ.

ذكر ابن كثير قول غير واحدٍ من السلف في قوله: {الّذي أنقض ظهرك} أي: أثقلك حمله).وهو عند السعدي بمعناه .
قالَ الأَشْقَرُ : قوله تعالى :{الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} قِيلَ: الوِزْرُ حَمْلُ أعباءِ النُّبُوَّةِ، سَهَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى تَيَسَّرَتْ لَهُ). هذا القول يضم للمسألة السابقة


تفسير قوله تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) ) (اسم المسألة: معنى رفع ذكره صلى الله عليه وسلم)
-قال مجاهدٌ: لا أذكر إلاّ ذكرت معي (أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله).
-وقال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيبٌ، ولا متشهّدٌ، ولا صاحب صلاةٍ إلاّ ينادي بها: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله.
قال ابن جريرٍ: عن أبي سعيدٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: ((أتاني جبريل فقال: إنّ ربّي وربّك يقول: كيف رفعت ذكرك؟ قال: الله أعلم. قال: إذا ذكرت ذكرت معي)).وكذا رواه ابن أبي حاتمٍ.

وقال ابن أبي حاتمٍ: عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((سألت ربّي مسألةً وددت أنّي لم أكن سألته: قلت: قد كان قبلي أنبياء، منهم من سخّرت له الرّيح، ومنهم من يحيي الموتى. قال: يا محمّد، ألم أجدك يتيماً فآويتك؟ قلت: بلى يا ربّ. قال: ألم أجدك ضالاًّ فهديتك؟ قلت: بلى يا ربّ. قال: ألم أجدك عائلاً فأغنيتك؟ قلت: بلى يا ربّ. قال: ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أرفع لك ذكرك؟ قلت: بلى يا ربّ)).
وقال أبو نعيمٍ في (دلائل النّبوّة): عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((لمّا فرغت ممّا أمرني الله به من أمر السّماوات والأرض قلت: يا ربّ، إنّه لم يكن نبيٌّ قبلي إلاّ وقد كرّمته؛ جعلت إبراهيم خليلاً، وموسى كليماً، وسخّرت لداود الجبال، ولسليمان الرّيح والشّياطين، وأحييت لعيسى الموتى، فما جعلت لي؟ قال: أو ليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كلّه؛ إنّي لا أذكر إلاّ ذكرت معي، وجعلت صدور أمّتك أناجيل يقرؤون القرآن ظاهراً ولم أعطها أمّةً، وأعطيتك كنزاً من كنوز عرشي: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم)).
وحكى البغويّ، عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ، أن المراد بذلك الأذان. يعني: ذكره فيه.

وقال آخرون: رفع الله ذكره في الأوّلين والآخرين، ونوّه به حين أخذ الميثاق على جميع النبيّين أن يؤمنوا به، وأن يأمروا أممهم بالإيمان به، ثمّ شهر ذكره في أمّته، فلا يذكر الله إلاّ ذكر معه.

وقالَ السّعْدِيُّ {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}أي: أعلينَا قدركَ، وجعلنَا لكَ الثناءَ الحسنَ العالي، الذي لمْ يصلْ إليهِ أحدٌ منَ الخلقِ، فلا يُذكرُ اللهُ إلا ذُكرَ معهُ رسولُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، كمَا في الدخولِ في الإسلامِ، وفي الأذانِ والإقامةِ والخطبِ، وغيرِ ذلكَ منَ الأمورِ التي أعلى اللهَ بهَا ذكرَ رسولهِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
ولهُ في قلوبِ أمتهِ مِنَ المحبةِ والإجلالِ والتعظيمِ مَا ليسَ لأحدٍ غيرهِ، بعدَ اللهِ تعالى، فجزاهُ اللهُ عنْ أمتهِ أفضلَ مَا جزى نبيّاً عنْ أمتهِ). وذكر الأَشْقَرُ فيما معناه .



تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) )

أخبر تعالى أنّ مع العسر يوجد اليسر، ثمّ أكّد هذا الخبر.
عن الحسن، قال: لا يغلب عسرٌ واحدٌ يسرين اثنين .
يعني: قوله: {فإنّ مع العسر يسراً إنّ مع العسر يسراً} فالعسر الأوّل هو الثاني لأنه معرّف ، واليسر تعدّد لأنه منكّر.ذكره ابن كثير والأشقر والسعدي .(فائدة في تعريف كلمة (العسر) وتنكير كلمة (اليسر))
وقال السعدي بعد ذكر معنى الآية ،
( العسر ) في تعريفهِ بالألفِ واللامِ، الدالةِ على الاستغراقِ والعمومِ، ما يدلُّ على أنَّ كلَّ عسرٍ - وإنْ بلغَ منَ الصعوبةِ مَا بلغَ - فإنهُ في آخرهِ التيسيرُ ملازمٌ لهُ.
قالَ تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً}
وهناك حديث في تفسير الآية لا تغفليه


تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)

_ أي: إذا فرغت من أمور الدّنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب في العبادة، وقم إليها نشيطاً فارغ البال، وأخلص لربّك النيّة والرغبة.
ومن هذا القبيل قوله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث المتّفق على صحّته: ((لا صلاة بحضرة طعامٍ، ولا وهو يدافعه الأخبثان)). وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ((إذا أقيمت الصّلاة وحضر العشاء فابدؤوا بالعشاء)).
_وقال مجاهدٌ في هذه الآية: إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فانصب لربّك.
_وفي روايةٍ عنه: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك.
_وعن ابن مسعودٍ وابن عياض : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام اللّيل.
_وفي روايةٍ عن ابن مسعودٍ: {فانصب * وإلى ربّك فارغب} بعد فراغك من الصلاة وأنت جالسٌ.
_عن ابن عبّاسٍ: {فإذا فرغت فانصب} يعني: في الدعاء.
_وقال زيد بن أسلم: {فإذا فرغت} أي: من الجهاد {فانصب} أي: في العبادة.
{وإلى ربّك فارغب}. قال الثّوريّ: اجعل نيّتك ورغبتك إلى الله عزّ وجل .

وقال السعدي : (ثمَّ أمرَ اللهُ رسولهُ أصلاً، والمؤمنينَ تبعاً، بشكرهِ والقيامِ بواجبِ نعمهِ،فقالَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ} أي: إذا تفرغتَ منْ أشغالكَ، ولمْ يبقَ في قلبكَ ما يعوقهُ، فاجتهدْ في العبادةِ والدعاءِ ،{وَإِلَى رَبِّكَ}وحدهُ {فَارْغَبْ} أي: أعظم الرغبةَ في إجابةِ دعائكَ وقبولِ عباداتِكَ، ولا تكنْ ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربِّهمْ وعن ذكرهِ، فتكونَ من الخاسرينَ.
_(وقدْ قيلَ:إنَّ معنى قولهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ} منَ الصلاةِ وأكملتهَا {فَانْصَبْ} في الدعاءِ {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} في سؤالِ مطالبكَ.
واستدلَّ مَنْ قالَ بهذا القولِ، على مشروعيةِ الدعاءِ والذكرِ عقبَ الصلواتِ المكتوباتِ، واللهُ أعلمُ بذلكَ.
وقالَ الأَشْقَرُ :{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ أَيْ: إِذَا فَرَغْتَ منْ صَلاتِكَ، أَوْ مِنَ التبليغِ، أَوْ مِنَ الغَزْوِ؛ فَاجْتَهِدْ فِي الدُّعَاءِ، وَاطْلُبْ من اللَّهِ حَاجَتَكَ، أَوْ: فَانْصَبْ فِي العبادةِ.
{وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} أَي: اجْعَلْ رَغْبَتَكَ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ،تَضَرَّعْ إِلَيْهِ رَاهِباً مِنَ النَّارِ، رَاغِباً فِي الْجَنَّةِ.

والله تعالى أعلى وأعلم .
بارك الله فيك
أؤكد على العناية باستخلاص المسائل، وستكون تلخيصاتك بإذن الله من أحسن ما يكون

تقييم الملخص:
الشمول : ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) 30/ 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 15
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 10 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15
= 90%
درجة الملخص:4/4
بارك الله فيك، ونفع بك

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 17 محرم 1436هـ/9-11-2014م, 03:02 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

التقييم النهائي لواجبات التلخيص للمرحلة الأولى من برنامج دراسة التفسير

- الملخص الأول: 4/4
- الملخص الثاني: 4/4
- الملخص الثالث: 4/4
- الملخص الرابع: 4/4
- الملخص الخامس: 4/4
الدرجة الكلية:20/20
  • نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 24 محرم 1436هـ/16-11-2014م, 07:08 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


يرجى مطالعة هذا الموضوع، لتراعى خطواته في المرحلة القادمة إن شاء الله
شرح ميسّر ومفصّل لطريقة تلخيص دروس التفسير

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir