دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 شوال 1437هـ/27-07-2016م, 03:42 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة تفسير سور الحاقة والمعارج ونوح

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.


أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر.
ب: واهية.
ج: المهل.

السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-
أ:
{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.

السؤال الثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى:
(فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.
ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:
(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.
ج:
بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.

السؤال الرابع:
فسّر باختصار قوله تعالى:-

أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.


السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه
ب: حرمة نكاح المتعة.

السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.

تعليمات:
- قبل الشروع في إجابة الأسئلة نؤكد على أهمية الاطّلاع على الإرشادات العامّة لطريقة الإجابة على أسئلة مجالس المذاكرة الموضوعة هنا.
- يسمح بالرجوع للتفاسير في إجابة أسئة مجالس المذاكرة لأن الهدف من هذه المجالس تدريب الطلاب على طريقة الإجابة الصحيحة والوافية لكل سؤال بحسب المطلوب فيه.
- يوصى بأن لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع جوابه.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة ولصقها، ولا تقبل المشاركة.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 شوال 1437هـ/29-07-2016م, 11:39 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية
أ: صرصر.
باردة.
ب: واهية.
ضعيفة مسترخية.
ج: المهل.
ما أذيب من الرصاص والفضة والنحاس وقيل دردري الزيت.

السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:
قائمة المسائل:
(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ)
- مقصد الآية....................س
- المراد ب(سأل سائل)...................ك ,س ,ش
- المراد بالسائل.....................ك ,ش
- معنى حرف الباء..................ك
- المراد بالعذاب الواقع................ك ,س
- معنى واقع....................ك
- سبب استعجال الكافرين للعذاب..............ك ,س
(لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ)
- سبب اختصاص الكافرين بالعذاب في الآية.................س
- معنى ليس له دافع....................ك ,س ,ش
(مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ)
- مناسبة الآية لما قبلها.................ك ,س ,ش
- معنى المعارج.................ك , س ,ش
(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة)
- معنى تعرج...............ك ,س ,ش
- المراد بالروح............ك ,س ,ش
- مرجع الضمير في (إليه)...........ك , س ,ش
- المراد ب( يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)................ك , س ,ش
- الفرق بين عروج أرواح المؤمنين وأرواح الكافرون...............س
- رحمة الله بالمؤمنين وتخفيفه ذلك اليوم عليهم..............ك , س ,ش
- دلالة الآية على قدرة الله تعالى وعظمته وحلمه على الكافرين...............س
(فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا)
- المخاطب بالآية.................ك ,س ,ش
- متعلق الصبر..................ك , س ,ش
- المراد بالصبر الجميل...........س ,ش
(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا)
- مرجع الضمير في(إنهم)................ك ,س
- مرجع الضمير في(يرونه)................ك ,س ,ش
- المراد ب(بعيدا)..................ك ,س ,ش
(وَنَرَاهُ قَرِيبًا)
- المراد ب( نراه)...............ش
- فاعل (نراه)................ك ,س
- مرجع الضمير في ( نراه)..................س
- المراد ب(قريبا).....................ك ,س ,ش
خلاصة أقوال المفسرين في كل مسألة:
(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ)
- مقصد الآية:
بيان جهل المعاندين واستعجالهم لعذاب اللَّه استهزاء وتعنتا وتعجيزا.ذكره السعدي
- المراد ب(سأل سائل):
السؤال متضمن معنى الدعاء والمعنى: دعا داع على نفسه بعذاب واقع واستفتح مستفتح واستعجل بالعذاب.خلاصة ما ذكره ابن كثير عن مجاهد و ذكره السعدي والأشقر
- المراد بالسائل:
قيل هو النضر بن الحارث حين قال : (اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).ذكره ابن كثير عن ابن عباس و مجاهد وذكره الأشقر
- معنى حرف الباء:
دلت على معنى التضمين كأن تقدير الكلام: يستعجل سائل بعذاب واقع.ذكره ابن كثير
- المراد بالعذاب الواقع:
فيها قولان:
القول الأول:
عذاب الله في الآخرة.ذكره ابن كثير عن مجاهد وذكره السعدي
القول الثاني:
واد في جهنم يسيل يوم القيامة بالعذاب .ذكره ابن كثير عن ابن زيد وغيره
وضعف ابن كثير القول الثاني ورجح الأول لدلالة السياق عليه.
- معنى واقع
فيها قولان:
القول الأول: مرصد معد للكافرين.ذكره ابن كثير
القول الثاني: جاءٍ. ذكره ابن كثير عن ابن عباس
ولا تعارض بينهما فيمكن الجمع بينهما .
- سبب استعجال الكافرين للعذاب:
استهزاء وتعنتا وتعجيزا وامتحانا.ذكره ابن كثير والسعدي
(لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ)
- سبب اختصاص الكافرين بالعذاب في الآية:
لاستحقاقهم له بكفرهم وعنادهم. ذكره السعدي
- معنى ليس له دافع:
لا يدفع ذلك العذاب الواقع أحد قبل نزوله أو يرفعه بعد نزوله.خلاصة كلام ابن كثير عن ابن عباس وكلام السعدي والأشقر
(مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ)
- مناسبة الآية لما قبلها:
لما قال تعالى أن هذا العذاب الذي يستعجل به الكفار واقع لا دافع له إذا أراد اللّه كونه قال (من الله ذي المعارج).حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر
- معنى المعارج:
فيها أقوال:
القول الأول: ذو الدرجات.قول ابن عباس ذكره ابن كثير
القول الثاني: معارج السماء و المصاعد التي تصعد فيها الملائكة. حاصل ما ذكره ابن كثير عن مجاهد وذكره الأشقر
القول الثالث: الفواضل والنعم.ذكره بن كثير عن قتادة
القول الرابع:ذو العلو والجلال والعظمة والتدبير لسائر الخلق.خلاصة ما ذكره ابن كثير عن ابن عباس وما ذكره السعدي والأشقر
ويمكن الجمع بينها والله أعلم
(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة)
- معنى تعرج:
تصعد. ذكره ابن كثير عن قتادة وذكره السعدي والأشقر
- المراد بالروح:
فيها قولان :
القول الأول :هم خلق من خلق الله. يشبهون الناس، وليسوا أناسا.قول أبو صالح ذكره ابن كثير
القول الثاني: اسم جنسٍ لأرواح بني آدم، فإنّها إذا قبضت يصعد بها إلى السّماء.ذكره ابن كثير والسعدي
واستدل له ابن كثير بحديث في قبض الروح الطيبة وهو عن البراء مرفوعا : (لا يزال يصعد بها من سماءٍ إلى سماءٍ حتّى ينتهي بها إلى السّماء السّابعة)
وقال السعدي: ويحتمل أن هذا العروج والصعود في الدنيا؛ لأن السياق الأول يدل على هذا , ويحتمل أن هذا في يوم القيامة.
القول الثالث: المراد به جبريل. ذكره ابن كثير والأشقر
القول الرابع: ملك آخر عظيم غير جبريل.ذكره الأشقر
- مرجع الضمير في (إليه):
إلى الله عز وجل.خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
- المراد ب( يوم كان مقداره خمسين ألف سنة):
فيها أقوال:
القول الأول :مسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل السافلين، وهو قرار الأرض السابعة، وذلك مسيرة خمسين ألف سنة.ذكره ابن كثير عن مجاهد
القول الثاني: المسافةَ التي تَعْرُجُ إلى اللَّهِ فيها الملائكةُ والأرواحُ.ذكره السعدي
القول الثالث: مدّة بقاء الدّنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام السّاعة.ذكره ابن كثير عن عكرمة
القول الرابع: اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة.ذكره ابن كثير عن محمد ابن كعب
القول الخامس: يوم القيامة.ذكره ابن كثير عن ابن عباس وعكرمة والضحاك وابن زيد وذكره السعدي والأشقر
واستدل له ابن كثير بحديث عن أبي سعيد قال قيل للرسول صلى الله عليه وسلم : (في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ) ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والّذي نفسي بيده، إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ يصليها في الدنيا).رواه ابن جرير
وحديث عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من صاحبٍ كنزٍ لا يؤدّي حقّه إلّا جعل صفائح يحمى عليها في نار جهنّم، فتكوى بها بجهته وجنبه وظهره، حتّى يحكم اللّه بين عباده في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ ممّا تعدّون، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار) رواه الإمام أحمد
- الفرق بين عروج أرواح المؤمنين وأرواح الكافرون:
أما الأبرار: تَعْرُجُ أرواحُهم إلى اللَّهِ، فيُؤْذَنُ لها مِن سماءٍ إلى سماءٍ حتى تَنتهِيَ إلى السماءِ التي فيها اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ، فتُحَيِّي ربَّها وتُسَلِّمُ عليه، وتَحْظَى بقُربِه، وتَبْتَهِجُ بالدُّنُوِّ منه، ويَحْصُلُ لها منه الثناءُ والإكرامُ والبِرُّ والإعظامُ.
وأما أرواح الفجار: فتَعْرُجُ، فإذا وَصَلَتْ إلى السماءِ استَأْذَنَتْ فلم يُؤْذَنْ لها وأُعِيدَتْ إلى الأرضِ.
ذكره السعدي
- رحمة الله بالمؤمنين وتخفيفه ذلك اليوم عليهم:
ذلك اليومِ الذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سَنَةٍ يُخَفِّفُه الله على المؤمنِ و قيل يكون على المؤمنينَ مِقدارُ ما بينَ الظهْرِ والعصْرِ. حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر
- دلالة الآية على قدرة الله تعالى وعظمته وحلمه على الكافرين:
هذا الْمُلْكُ العظيمُ والعالَمُ الكبيرُ؛ عُلْوِيُّهُ وسُفْلِيُّهِ, جَميعُه قد تَوَلَّى خَلْقَه وتدبيرَه العَلِيُّ الأَعلى، فعَلِمَ أحوالَهم الظاهرةَ والباطنةَ.
وسبحانَ الحليمِ الذي أَمْهَلَهُم وما أَهْمَلَهم، وآذَوْهُ فصَبَرَ عليهم وعافاهم ورَزَقَهم.
ذكره السعدي
(فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا)
- المخاطب بالآية:
الرسول صلى الله عليه وسلم.حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر
- متعلق الصبر:
على دَعوتِكَ لقَوْمِكَ و على تكذيب قومك لك، واستعجالهم العذاب استبعادًا لوقوعه.حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر
- المراد بالصبر الجميل:
لا جَزَعَ فيه ولا شَكْوَى إلى غيرِ اللهِ ولا تَضَجُّرَ فيه ولا مَلَلَ.حاصل كلام السعدي والأشقر
(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا)
- مرجع الضمير في(إنهم):
الكفرة السائلين بالعذاب.حاصل كلام ابن كثير والسعدي.
- مرجع الضمير في(يرونه):
البعث يوم القيامة والعذاب. حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر
- المراد ب(بعيدا):
ينكرون وقوعه ويرونه مُسْتَبْعَداً مُحالاً . حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر
(وَنَرَاهُ قَرِيبًا)
- المراد ب( نراه):
نعلم أنه قريبا.ذكره الأشقر
- فاعل (نراه):
الله عز وجل. ذكره ابن كثير والسعدي
- مرجع الضمير في ( نراه):
البعث الذي يَقَعُ فيه عذابُ السائلِينَ بالعَذابِ.ذكره السعدي
- المراد ب(قريبا):
أن كلّ ما هو آتٍ فهو قريبٌ وواقعٌ لا محالة. حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر

السؤال الثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى:( فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ).
بمعنى النفي المتقرر.
ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى :( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ).
أضيف القول للرسول صلى الله عليه وسلم لأنه المبلغ والتالي له عن ربه فهو يبلغ ما استأمنه عليه من وحيه ولذلك قال تعالى( تنزيل من رب العالمين)
ج بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ)
فيها أقوال:
القول الأول: يحافظون على أوقاتها وواجباتها وشروطها لا يشغلهم عنها شاغل.حاصل ما ذكره ابن كثير عن ابن مسعود ومسروق وإبراهيم النخعي و ما ذكره السعدي والأشقر.
القول الثاني: السكون والخشوع ومنه الماء الدائم أي الساكن.ذكره ابن كثير عن عتبة ابن عامر
واستدل له ابن كثير بقول الله تعالى : (قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون).
القول الثالث: الذين إذا عملوا عملا داوموا عليه وأثبتوه. ذكره ابن كثير
واستدل له بحديث في الصحيح عن السيدة عائشة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أحبّ الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ) .
السؤال الرابع
فسّر باختصار قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21)
يقول نوح عليه السلام شاكيا لربه وهو أعلم به أن قومه عصوه بالرغم من دعوته لهم بالترغيب والترهيب وبطرق متنوعه واتبعوا رؤساءهم وأغنياءهم الذين لم يزدهم مالهم وأولادهم إلا خسرانا في الدنيا والآخرة.
وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا
ومكروا مكرا عظيما كبيرا في معاندتهم للحق وقيل أنهم حرضوا سفلتهم على قتل نوح.
وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا
قالوا لا تتركوا عبادة هذه الأوثان وقيل أنها أسماء رجال صالحين من بعد آدم عليه السلام سول الشيطان للناس من بعد موت هؤلاء الصالحين تصويرهم ثم عبادتهم.
وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا
أي أن رؤساءهم وكبراءهم أضلوا كثيرا من الخلق وقيل أن هذه الأصنام أضلت كثيرا من الناس بعبادتهم لها ,ولا تزد الظالمين إلا ضلالا قيل ضلالا في مكرهم.
مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا
بسبب خطاياهم وذنوبهم أغرقهم الله في الدنيا بالطوفان ثم لهم في الآخرة عذاب جهنم وقيل المراد في الآية عذاب القبر ,و لم يجدوا لهم ناصر ولا منقذ من عذاب الله.
وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا
ولما يئس نوح منهم دعا عليهم أن يهلكهم الله جميعا ولا يبقي منهم أحد يسكن الديار.
إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا
وقال فإنك إن تركت منهم أحد أضلوا عبادك ولم يلدوا إلا فاجرا في أعماله كافرا لنعم ربه وذلك من خبرته بهم.
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا
ثم دعا لنفسه ولوالديه لعظم حقهما عليه وقد كانا مؤمنين ولمن دخل بيته وقيل مسجده أو سفينته وهو مؤمن ثم عمم بدعائه المؤمنين والمؤمنات جميعا (ولا تزد الظالمين إلا تبارا) أي هلاكا وخسرانا.
السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ. وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ. تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
ب: حرمة نكاح المتعة.
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)

السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.
- الصبر على الدعوة وعدم استعجال النتائج فإن نوح عليه السلام دعا قومة ألف سنة إلا خمسين عاما.
- التنويع في أساليب الدعوة بين الترغيب بالجزاء في الدنيا والآخرة والترهيب من العقاب في الدنيا والآخرة.
- التنويع بين الدعوة العامة للناس والدعوة الخاصة لكل فرد على حده .
- الحرص في دعوة الناس على تذكيرهم بنعم الله الكثيرة ، فإن النفوس تحب من أحسن إليها.
- الصبر على الأذى واحتساب الأجر.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 شوال 1437هـ/30-07-2016م, 05:10 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.

أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر.
الباردة/ شديدة البرد و الهبوب و الصوت
ب: واهية.
ضَعيفةٌ مُستَرْخِيَةٌ
ج: المهل.
هو دُرْدِيُّ الزيتِ/ما أُذيبَ مِن النُّحَاسِ والرصاصِ والفِضَّةِ.

السؤال الثاني:استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-

أ:{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.

تفسير قوله تعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) )
المسائل التفسيرية
مقصد الآية
بيان جهل المعاندين الكافرين واستعجالهم العذاب..ذكره السعدي
معنى سأل
- السؤال فيه تضمينٌ دلّ عليه حرف "الباء"،
والمعنى
دعا داعٍ على نفْسِه بعذابٍ واقعٍ أو واستفتَحَ مُستَفْتِحٌ أو.استعجل مستعجل

. كقوله: {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده} حاصل كلام المفسرين الثلاثة
المراد بالسائل
* قيلَ: هو النضْرُ بنُ الحارثِ. بن كلدة وهو قول ابن عباس؛ ذكره ابن كثير والأشقر
* وقيل هم الكفار وهو قوله ابن عباس ذكره ابن كثير.
سبب سؤالهم و استعجالهم العذاب.
-استهزاءً وتَعَنُّتاً وتَعجيزاً واستبعادا له...حاصل كلام السعدي و ابن كثير
المراد بالعذاب
-عذاب الله في الآخرة. وهو قولهم }{اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيم} ذكره ابن كثير عن مجاهد وذكره السعدي و الأشقر .
- وقيل هو وادٍ في جهنّم، يسيل يوم القيامة بالعذاب. و هو قول ابن زيد ذكره ابن كثير ثم ضعفه واستبعده وصحح القول الأول. لدلالة السّياق عليه
معنى واقع
- مرصد معدّ للكافرين...... ذكره ابن كثر

{واقعٍ} ؛ جاءٍ ... قاله ابن عبّاسٍ؛ ذكره ابن كثر
زمن وقوع العذاب
يقع يوم القيامة.......قوله مجاهد ذكره ابن كثير
وقال السعدي العذابُ لا بُدَّ أنْ يَقَعَ ؛ فإمَّا أنْ يُعَجَّلَ لهم في الدنيا، وإمَّا أنْ يُؤَخَّرَ عنهم إلى الآخِرةِ.
فاعل الوقوع
واقع من الله..ذكره السعدي والأشقر
ما يدل عليه استعجالهم العذاب
سؤالهم العذاب واستعجاله له دليل على سوء أدبهم مع الله لأنهم ما قدرو ا الله حق قدره و م عرفه حق معرفته.قال الشيخ السعدي: ، فلو عَرَفُوا اللَّهَ تعالى، وعَرَفوا عَظمتَه وسَعَةَ سُلطانِه وكَمالَ أسمائِه وصِفاتِه ـ لَمَا استَعْجَلُوا ولاَسْتَسْلَمُوا وتَأَدَّبُوا. حاصل كلام السعدي

تفسير قوله تعالى: (لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) )
متعلق الجار و المجرور للكافرين
- متعلق بواقع . أي واقع للكافرين..ذكره ابن كثير
- متعلق بمحذوف .كائن. أي كائن للكافرين .ذكره الأشقر
مرجع الضمير في "له"
العذابِ الذي استُعْجَلَ به......... ذكره المفسرون الثلاثة ..
معنى ليس له دافع
لا أحَدٌ يَدْفَعُ العذابِ الذي استُعْجَلَ به قبلَ نُزولِه، أو يَرفَعُه بعدَ نُزولِه إذا أراد اللّه كونه حاصل كلام ابن كثير و السعدي
سبب اختصاص الكافرين للعذاب
لأنهم استحقوه لكفرهم و عنادهم.....ذكره السعدي
تفسير قوله تعالى: (مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) )
مناسبة الآية لما قبلها
لما ذكر الله تعالى قول الكفار وما فيه من سوء أدب مع الله؛بين ما له من عظمة و سلطان و سعة ملك ردا على قبح مقولتهم.....ذكره.السعدى
تعلق الجار والمجرور " من الله"
متعلق بواقع أي العذاب واقع من الله.....ذكره الأشقر
معنى " المعارج"
-الدّرجات.؛وهو قول ابن عباس.........ذكره ابن كثير
-{ذِي الْمَعَارِجِ} ذو العلوّ والفواضل.؛ وهو قول ابن عباس.........ذكره ابن كثير
-معارج السّماء.هو.قول مجاهد .........ذكره ابن كثير
-{ذِي الْمَعَارِجِ} ذي الفواضل والنّعم...قول قتادة.........ذكره ابن كثير
{ذِي الْمَعَارِجِ}...المعارِجُ العَظَمَةُ ذكره الأشقر
-{ذِي الْمَعَارِجِ}أيْ: ذي الْمَصَاعِدِ التي تَصْعَدُ فيها الملائكةُ..ذكره الأشقر
وهذه الأقوال كلها متقاربة لمعنى لهذا قال السعدي : { ذِي الْمَعَارِجِ}؛ أي: ذو العُلُوِّ والجلالِ والعَظمةِ والتدبيرِ لسائِرِ الخَلْقِ

تفسير قوله تعالى: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) )
معنى تعرج
تصعد..قول قتادة ...ذكره ابن كثير عنه و ذكره الأشقر
المراد بالملائكة
الملائكة التي تدبر أمر الله عزوجل
قال السعدي : الذي تَعْرُجُ إليهِ الملائكةُ بما دَبَّرَها على تَدبيرِه.
المراد بالروح
- هم خلقٌ من خلق اللّه. يشبهون النّاس، وليسوا أناسًا. فقاله أبو صالحٍ ذكره ابن كثير
- و قيل الروح جبريل، ويكون من باب عطف الخاصّ على العامّ. ذكره ابن كثير والأشقر
- وقيلَ: الرُّوحُ هنا مَلَكٌ آخَرُ عظيمٌ غيرُ جِبريلَ......... ذكره الأشقر
- وقيل الروح اسم جنسٍ لأرواح بني آدم، بَرَّها وفاجِرَها؛ وهذا عندَ الوفاةِ، فإذا قبضت يصعد بها إلى السّماء. ذكره ابن كثير والسعدي استدل له ابن كثير بحديث البراء .
مرجع الضمير في" إليه"
الله عزوجل...... ذكره المفسرون الثلاثة ..
المراد ب( يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)
فيه أقوال. ذكرها ابن كثير :
الأول :
- المراد بذلك مقدار ارتفاع العرش عن المركز الذي في وسط الأرض السابعة، أي المسافة ما بين ما بين العرش العظيم إلى أسفل السّافلين وهو قرار الأرض السّابعة، مسيرة خمسين ألف سنة،... وهو قول ابن عباس
- . وكذلك اتّساع العرش من قطرٍ إلى قطرٍ مسيرة خمسين ألف سنةٍ، وأنّه من ياقوتةٍ حمراء، كما ذكره ابن أبي شيبة في كتاب صفة العرش.
واستدل له ابن كثير
-عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنةٍ. رواه ابن أبي حاتم
-و عن ابن عبّاسٍ قال: غلظ كلّ أرضٍ خمسمائة عامٍ، وبين كلّ أرضٍ إلى أرضٍ خمسمائة عامٍ، فذلك سبعة آلاف عام. وغلظ كل سماء خمسمائة عامٍ، وبين السّماء إلى السّماء خمسمائة عامٍ، فذلك أربعة عشر ألف عامٍ، وبين السّماء السّابعة وبين العرش مسيرة ستّةٍ وثلاثين ألف عامٍ، فذلك قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} رواه ابن أبي حاتم
القول الثّاني:
{ خمسين ألف سنةٍ} . المراد بذلك مدة بقاء الدنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام السّاعة.فعمرها يوم ؛ وسمها الله يوم ؛ و لا يدري أحد كم مضى وكم بقي إلا اللَّه قول مجاهد وعكرمة

القول الثّالث: أنّه مقدار اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة. وهو قول محمد بن كعب في رواية ابن أبى حاتم عنه قال ابن كثير وهو قولٌ غريبٍ جدًّا.
القول الرّابع: أنّ المراد بذلك يوم القيامة.وهو قول ابن عباس وعكرمة و الضّحّاك، وابن زيدٍ.
والمراد بذلك .وذكره الأشقر
- مُدَّةُ مَوْقِفِ العبادِ للحسابِ هي هذا الْمِقدارُ مِن السنينَ، ثم يَستقِرُّ بعدَ ذلك أهْلُ الجنةِ في الجنَّةِ، وأهلُ النارِ في النارِ.
- وقِيلَ: إنَّ مِقدارَ يومِ القيامةِ على الكافرينَ
وقيل: إن يوم القيامة مقداره خَمسونَ ألْفَ سَنَةٍ مِن طُولِه وهوله وشِدَّتِه، لكنَّ اللَّهَ تعالى يُخَفِّفُه على المؤمنِ؛ فيكون على الكافرين خَمسين َ ألْفَ سَنَةٍ، وعلى المؤمنينَ مِقدارُ ما بينَ الظهْرِ والعصْرِ
عن ابن عبّاسٍ :فهذا يوم القيامة، جعله اللّه تعالى على الكافرين مقدار خمسين ألف سنةٍ.
واستدل له ابن كثير

عن أبي سعيدٍ قال: قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده، إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ يصليها في الدنيا". رواه أحمد .

و عن أبى هريرة ؟ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "من كانت له إبلٌ لا يعطي حقّها في نجدتها ورسلها -قلنا يا رسول اللّه: ما نجدتها ورسلها؟ قال: "في عسرها ويسرها-" فإنّها تأتي يوم القيامة كأغذّ ما كانت وأكثره وأسمنه وآشره، حتّى يبطح لها بقاعٍ قرقر، فتطؤه بأخفافها، فإذا جاوزته أخراها أعيدت عليه أولاها، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ، حتّى يقضى بين النّاس فيرى سبيله،. :"وذكر مثله فى البقر و الغنم .. رواه احمد .

. عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما من صاحبٍ كنزٍ لا يؤدّي حقّه إلّا جعل صفائح يحمى عليها في نار جهنّم، فتكوى بها بجهته وجنبه وظهره، حتّى يحكم اللّه بين عباده في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ ممّا تعدّون، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار". رواه احمد
الرابع
هو مقدار اليوم الذي تعرج فيه الملائكة ؛ مِن ابتداءِ العُروجِ إلى وُصولِها ما حُدَّ لها وما تَنْتَهِي إليه مِن المَلأِ الأعْلَى.
وذلك بما يَسَّرَ لها مِن الأسبابِ وأَعانَها عليه مِن اللَّطافةِ والْخِفَّةِ وسُرعةِ السَّيْرِ ؛ ولو صعِده غيرهم قطعه في خمسين ألف سنة على السير المعتاد
وعروجها يكون إما في الدنيا أو الآخرة.ذكره السعدي
وجه الجمع بين يوم كان مقداره خمسين ألف سنة و بين يوم كان مقداره ألف سنة
يوم كان مقداره خمسين ألف سنة هو مقدار نزول الأمر من فوق السموات إلى أسفل الأرضيين
{ويوما كان مقداره . كألف سنة مما تعدون} يعني نزول الأمر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد مقداره ألف سنة لأن ما بين السماء والأرض مقدار مسيرة خمسمائة عام . رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس . ذكره ابن كثير .
حال أرواح الأبرار و الفجار عند صعودها للسماء
قال الشيخ السعدي : فأَمَّا الأبرارُ فتَعْرُجُ أرواحُهم إلى اللَّهِ، فيُؤْذَنُ لها مِن سماءٍ إلى سماءٍ حتى تَنتهِيَ إلى السماءِ التي فيها اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ، فتُحَيِّي ربَّها وتُسَلِّمُ عليه، وتَحْظَى بقُربِه، وتَبْتَهِجُ بالدُّنُوِّ منه، ويَحْصُلُ لها منه الثناءُ والإكرامُ والبِرُّ والإعظامُ.
وأمَّا أرواحُ الفُجَّارِ فتَعْرُجُ، فإذا وَصَلَتْ إلى السماءِ استَأْذَنَتْ فلم يُؤْذَنْ لها وأُعِيدَتْ إلى الأرضِ
دلالة الآية على عظيم ملك الله وسلطانه
دل قوله تعالى : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة}
.على عظم ملك الله تعالى و على كبر العالم.
و على عظم الله سبحانه وتعالى؛ وعلو قدره و جلال سلطانه ؛ ذلك أن فهذا الْمُلْكُ العظيمُ والعالَمُ الكبيرُ؛ عُلْوِيُّهُ وسُفْلِيُّهِ, جَميعُه قد تَوَلَّى خَلْقَه وتدبيرَه العَلِيُّ الأَعلى، فعَلِمَ أحوالَهم الظاهرةَ والباطنةَ، وعَلِمَ مُستَقَرَّهُم ومُستودَعَهم، وأَوْصَلَهم مِن رَحمتِه وبِرِّه ورِزْقِه ما عَمَّهُم وشَمِلَهم، وأَجْرَى عليهم حُكْمَه القَدَرِيَّ وحُكمَه الشرعيَّ وحُكمَه الْجَزَائِيَّ.حاصل كلام السعدي
سبب عدم إلحاق العذاب بهم
رغم دعاء الداعي للعذاب و استعجاله له إلا إن الله عزوجل لم يوقعه عليه؛ لان سبحانه حليم أمهلهم ؛ بل صبر على ما آذوه به و عافهم ورزقهم ؛ لكنه سبحانه لم يهملهم .
حاصل كلام السعدي
تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)
لمن الخطاب
محمد صلى الله عليه وسلم .ذكره المفسرون الثلاثة
المراد بالصبر الجميل
لا جَزَعَ و لا تَضَجُّرَ فيه ولا مَلَلَ ولا شَكْوَى إلى غيرِ اللهِ ...حاصل كلام السعدي والأشقر
متعلق الصبر
اصبر على استعجالهم العذاب استبعادًا لوقوعه.. كقوله: {يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها والّذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ} [الشّورى: 18] ..ذكره ابن كثير
اصبر على دَعوتِكَ لقَوْمِكَ....... ذكره السعدي .
اصبر على تَكذيبِهم لك، وكُفْرِهم بما جِئتَ به.. ذكره الأشقر.
أثر الصبر الجميل
الصبر الجميل يورث الاستمرار على أمْرِ اللَّهِ، ودعوة عباد الله إلى توحيده ، والصبر الجميل يجعل الداعي غير ممتنع عن عباد الله لما يرى منهم عدم انقياد و عدم رغبة امتثال الحق... حاصل كلام السعدي

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) )
الضمير في إنهم
الكفرة.... ذكره ابن كثير
الضمير في يرونه
وقوع العذاب وقيام الساعة......المفسرون الثلاثة
معنى كونه بعيدا
مُسْتَبْعَداً مُحالاً..... ذكره ابن كثير والأشقر
أو
ينكرون وقوعه
قال الشيخ السعدي : أي؛ إنَّ حالَهم حالُ المُنْكِرِ له، أو الذي غَلَبَتْ عليه الشِّقْوَةُ والسَّكْرَةُ، حتى تَباعَدَ جميعُ ما أمامَه مِن البَعْثِ والنُّشُورِ، واللَّهُ يَراهُ قَريباً؛ لأنَّه رَفيقٌ حَليمٌ، لا يَعْجَلُ، ويَعلمُ أنَّه لا بُدَّ أنْ يَكُونَ، وكلُّ ما هو آتٍ فهو قَريبٌ

تفسير قوله تعالى: (وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) )
فاعل نراه
المؤمنون....ذكره ابن كثير.
الله . ذكره السعدي .
معنى نراه
يعتقدون... ذكر ه ابن كثير
نَعْلَمُه كائناً قَريباً........ ذكره الأشقر
معنى قريبا
آتٍ فهو قريبٌ وواقعٌ لا محالة ؛وكلُّ ما هو آتٍ فهو قَريبٌ. حاصل كلام المفسرون الثلاثة

السؤال الثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى:(فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.
استفهامٌ بمعنى النفْيِ الْمُتَقَرِّرِ والمعنى :لم يَبقَ منهم أَحَدٌ
ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.
أضافه إليه على معنى التّبليغ؛ لأنّ الرّسول من شأنه أن يبلّغ عن المرسل؛ أو أن القران لَتِلاوةُ رسولٍ الله محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ؛ فالرسول يتلو كلام ربه.

ج:بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى:(الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.
) ***قيل: معناه يحافظون على أوقاتهم وواجباتهم. قاله ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ.
**وقيل: المراد بالدّوام هاهنا السّكون والخشوع و دليله،
من القران كقوله: {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 1، 2]. قاله عتبة بن عامرٍ
ومن كلام العرب . ومنه الماء الدّائم، أي: السّاكن الرّاكد.
**وقيل: المراد بذلك الّذين إذا عملوا عملًا داوموا عليه وأثبتوه،
دليل هذا القول : ما جاء في الصّحيح عن عائشة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "أحبّ الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ". وفي لفظٍ: "ما داوم عليه صاحبه"، قالت: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا عمل عملًا داوم عليه. وفي لفظ: أثبته
ويمكن جمع تلك الأقوال فيكون معنى المداومة على الصلاة هو المحافظة على أوقاتها وأركانها وواجباتها ؛و أداؤها بخشوع و طمأنينة وسكون؛ و الثبات عليها فلا يتركها و يتخلى عليها.

السؤال الرابع:فسّر باختصار قوله تعالى:-
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.

{قالَ نُوحٌ } شَاكِياً لرَبِّه:{رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي } أي رب إنهم عصوني فيما أمرتهم به، وأنكروا ما دعوتهم إليه.
{وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً} أي واتّبعوا أبناء الدّنيا ممّن غفل عن أمر اللّه، ومتّع بمالٍ وأولادٍ، فكان ذلك زيادة في خسرانهم و هَلاكاً وتَفويتاً للأرباحِ،وضلالا في الدنيا وعقوبة في الآخرةوبعدا من رحمة الله.
(وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً) أي مكرا كبيرا،عظيما؛ وذلك بإتباعهم من يسول لهم أنهم على الحق و الهدى .
(وَقالُوا) أيقالَ الرؤساءُ للأتباعِ داعِينَ لهم إلى الشِّرْكِ مُزَيِّنِينَ له :{لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ} أيْ: لا تَتركوا عِبادةَ آلِهَتِكم، وما عليه آباؤكم الأقدمون .
. ثُمَّ عَيَّنُوا آلِهَتَهم فقالوا: {وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} أي لا تتركوا عبادة آلهتكم وتعبدوا رب نوح.
ولا سيما هذه الأصنام التي هي أكبر المعبودات وأعظمها.
وهى أسماء رجال صالحين لَمَّا ماتُوا استدرجهم الشيطان بخطواته حتى أوصلهم لعبادتهم وذلك أن زَيَّنَ لقَوْمِهم أنْ يُصَوِّرُوا صُوَرَهم لتنشطهم على طاعة الله إذا رَأَوْها، ثم طالَ الأَمَدُ وجاءَ غيرُ أولئكَ فقالَ لهم الشيطانُ: إنَّ أسلافَكم يَعْبُدُونَهم ويَتَوَسَّلُونَ بهم، وبهم يُسْقَوْنَ المطَرَ. فعَبَدُوهم.
وقد انتقلت هذه الأصنام إلى العرب فيما بعد.
(وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً) أي وقد ضل بعبادة هذه الأصنام التي استحدثت على صور هؤلاء النفر، كثير من الناس، فقد استمرت عبادتها قرونا كثيرة.ثم دعا على قومه لتمردهم وعنادهم فقال:
(وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا) أي ولا تزد الظالمين لكفرهم بآياتك
إلا خُسراناً.
بعد أن ذكر مقالة نوح وشكواه إليه- أردفه بما جازاهم به من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة . فقال تعالى :{ (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ }بسبب خطيئاتهم و هي كثرة ذنوبهم وعتوّهم وإصرارهم على كفرهم ومخالفتهم رسولهم{أُغْرِقوا} أغرقهم الله بالطوفان، {فَأُدْخِلُوا ناراً،} . وهي عذاب القبرو نارُ الآخِرَةِ. .
{ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً) ولا يجدون أحدا يمنعهم من عذاب الله و يدفعهم عنهم .
لَمَّا أَيِسَ نُوحٌ مِن إيمانِهم دعا عليهم بعدَ أنْ أُوحِيَ إليه:{أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ} دعا بقوله :{(وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً)رب لا تدع على وجه الأرض منهم أحدا.
ثم بيّن علة هذا الدعاء بشيئين:
- (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ) أي إنك إن أبقيت منهم أحدا أضلوا عبادك الذين آمنوا بك.عن طريق الحق
(-) (وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً) أي وإنهم لا يلدون إلا الكفرة في قلوبهم الفجرة.في أعملهم
وقد كان دعاؤه عليهم بعد خبرته لهم، وتمرّسه بأحوالهم، ومكثه بين ظهرانيهم ألف سنة إلا خمسين عاما.
فأجابَ اللهُ دعوتَه فأغرق جميع من على وجه الأرض من الكافرين حتّى ولد نوحٍ لصلبه الّذي اعتزل عن أبيه. ونَجَّى نُوحاً ومَن معَه مِن المؤمنينَ
وبعد أن دعا على الكفار، دعا لنفسه ولأبويه وللمؤمنين والمؤمنات بالمغفرة فقال. { رَبِّ اغْفِرْ لِي} رب استر على ذنوبى{ وَلِوالِدَيَّ} وقدم والديه لتَأَكُّدِ حقِّهم وتَقْدِيمِ بِرِّهِم، ثُمَّ عَمَّمَ الدعاءَ فقالَ:{وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا}أي مَنْزِلَه الذي هو ساكِنٌ فيه. وقيل مسجده وقِيلَ: سَفينتُه.{ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِوَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} .أيْ: واغفِرْ لكلِّ مُتَّصِفٍ بالإيمانِ مِن الذكورِ والإناثِ.
ثم أعاد الدعاء على الكافرين مرة أخرى لغيظه منهم فقال:
{وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً} أي ولا تزد الذين ظلموا أنفسهم بكفرهم بك إلاهَلاكاً وخُسراناً ودَماراً. شَمِلَ دُعاؤُه هذا كلَّ ظالِمٍ إلى يومِ القِيامةِ)
السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه
قوله تعالى :{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)}
وجه الدلالة:
في هذه الآيات تقرير أن محمدا- صلى الله عليه وسلم- صادق فيما أبلغهم.
ذلك أنه لو تقول بعض الأقاويل التي لم يوح بها إليه، لأخذه الله فقتله على هذا النحو الذي وصفته الآيات. ولما كان هذا لم يقع فهو لا بد صادق. فهذه شهادة من الله على صدق رسوله صلى الله عليه وسلم وأمانته فيما يبلغه عن ربه ذلك أنه لم يأخذه أخذا شديدا. وقد اقتضت حكمته أن لا يمهل الكاذب عليه؛بل يأخذه أخذ عزيز مقتدر؛ وقد جرت سنته بأن كل متكلف للقول لا يقبل قوله، ولا يصغى
السامعون إلى كلامه كما قال: «وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ»
بل وفق كل هذا الله أيده بالمعجزات، وبرهن على صدق ما جاء به بالآيات البينات، ونصره على أعدائه، ومكنه من نواصيهم، فهل من شهادة أكبر من شهادة رب العزة على صدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم
وقد جرت سنة الله بأن كل متكلف للقول لا يقبل قوله، ولا يصغى
السامعون إلى كلامه كما قال: «وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ» ولا يستطيع أحد بعدئذ أن يدافع عنه.

ب: حرمة نكاح المتعة.
الدليل قوله تعالى /{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) "}
وجه الدلالة منه:أن الله أوجب على عباده حفظ الفروج ؛ من الوطأ الحرام إلا ما أحله الله من الزوجات وملك اليمين ؛ فلما كان نكاح المتعة ليس زواجا و لا ملك يمين بقى على أصله و هو التحريم – لان الأصل في الفروج التحريم - وعليه كان الآية دليلا على حرمة نكاح المتعة لأنه
لكونها غير زوجة مقصودة، ولا ملك يمين.

السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.


- الدعوة تكون بالترغيب و الترهيب
- الدعوة تكون بالحث على التفكر في خلق الله وعظمته
- على الداعي أن يحث الناس على الكف على المعاصي و كثرة الاستغفار
- -تعدد وتنوع أساليب الدعوة
دعا نوح عليه الصلاة والسلام قومه تارة جهاراً وتارة أسر لهم إسراراً وفي هذا إشارة إلى أهمية تنويع أساليب الدعوة وتعددها وشمولها.
-المداومة و الاستمرار علي الدعوة
لم يكتف نوح عليه الصلاة والسلام بدعوة قومه مرة أو مرتين وإنما كانت الدعوة همه وشغله ليلاً ونهاراً في كل وقت وحين.

-وقت الداعية كله لله:
إذا كان نوح استمر في دعوته إلى الله ودعا قومه ليلا ونهارا فهذا دليل على ان وقت الداعية كله لله

-وليعلم الداعية أن الهداية بيد الله عزوجل
لم يستطع نوح عليه الصلاة والسلام هداية بعض قومه بل حتى زوجته وابنه .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 شوال 1437هـ/30-07-2016م, 05:40 PM
محمد حسين داود محمد حسين داود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 127
افتراضي

السؤال الأول: اذكرالمعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر.
باردةٍ.
ب: واهية.
ضَعيفةٌ مُستَرْخِيَةٌ
ج: المهل.
ما أُذيبَ مِن النُّحَاسِ والرصاصِ والفِضَّةِ. وقِيلَ: هو دُرْدِيُّ الزيتِ

السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرينفي كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-
أ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَلَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُالْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَسَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.
{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)
المراد بالسائل ك س ش
: النّضر بن الحارث بن كلدة أو الكفرة
دلالة حرف الباء و إفادته فى المعنى ك س ش
فيه تضمينٌ كأنّهمقدر فالسؤالُ مُضَمَّنٌ معنى الدعاءِ و استعجال العذاب
حقيقة السؤال الذى سألوه ك ش
وهو قولهم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ منعندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}
متعلق بعذابٍ واقعٍ ك
فى الآخرة
المعنى الاجمالى للآية ك س ش
استفتَحَ و دعا داعٍ على نفْسِه بعذابٍ جاءٍ
مسبب ذكر الله لسؤالهم س
لبيان جَهْلِ المعانِدِينَ واستعجالِهم لعذابِ اللَّهِ؛ استهزاءً وتَعَنُّتاً وتَعجيزاً
لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)
المقصود بالكافرين س
مُتَمَرِّدِي المُشرِكِينَ
متعلق للكافرين ك ش
مرصد معدّ كائن للكافرين
مناسبتها ( من لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ) بما بعدها ك
لا دافع له إذا أراد اللّه كونه؛ ولهذاقال (من اللّه ذي المعارج)
.
سبب نزول العذاب للكافرين س
لاستحقاقِهم له بكُفْرِهموعِنادِهم.
المعنى الاجمالى للآية ك س ش
لايَدفَعُ ذلك العذابَ الواقعَ أحَدٌ سواء أن يَدْفَعُه قبلَنُزولِه، أو يَرفَعُه بعدَ نُزولِهإذا أراد اللّه كونه

موعد نزول العذاب س
فإمَّا أنْ يُعَجَّلَلهم في الدنيا، وإمَّا أنْ يُؤَخَّرَ عنهم إلى الآخِرةِ
مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)
افادة حرف الجر من
أى واقعٌ مِن جِهتِهسُبحانَه
المراد بالمعارج ك س ش
ذو الدّرجات فى الفواضل و العُلُوِّ والجلالِ والعَظمةِ والتدبيرِ لسائِرِ الخَلْقِ أو معارج السّماء التي تَصْعَدُ فيها الملائكةُ

علاقتها بما قبلها س
فلو عَرَفُوا اللَّهَ تعالى، وعَرَفوا عَظمتَهوسَعَةَ سُلطانِه وكَمالَ أسمائِه وصِفاتِه ـ لَمَا استَعْجَلُوا ولاَسْتَسْلَمُواوتَأَدَّبُوا؛ ولهذا أَخْبَرَ تعالى مِن عَظمتِه مَا يُضَادُّ أقوالَهم القَبيحةَ
تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
معنى تَعْرُجُ ك س ش
تَصعَدُ
المقصود بالروح ك س ش
والرُّوحُ جِبريلُ.
الرُّوحُ هنا مَلَكٌ آخَرُ عظيمٌ غيرُ جِبريلَ.
الرُّوحُ اسمُ جِنْسٍ يَشْمَلُ الأرواحَ كلَّها؛ بَرَّها وفاجِرَها، وهذا عندَ الوفاةِ
الرُّوحُ هم خلقٌ من خلق اللّه. يشبهون النّاس، وليسوا أناسًا.
مرجع الضمير فى إِلَيْهِ ك س ش
أى إلى الله
المراد {باليومٍ }
أحدهما: أنّ المراد بذلك مسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل السّافلين، وهو قرارالأرض السّابعة، وذلك مسيرة خمسين ألف سنةٍ، هذا ارتفاع العرش عن المركز الّذي فيوسط الأرض السّابعة. وذلك اتّساع العرش من قطرٍ إلى قطرٍ مسيرة خمسين ألف سنةٍ،وأنّه من ياقوتةٍ حمراء
القول الثّاني: أنّ المراد بذلك مدّة بقاء الدّنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلىقيام السّاعة،
القول الثّالث: أنّه اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة، وهو قولٌ غريبٍ جدًّا
القول الرّابع: أنّ المراد بذلك يوم القيامة،
اختلاف أحوال الأبرار عن الفجار فى عروج أرواحهم إلى الله و مدة مَوْقِفِ العبادِ للحسابِ س ش
إنَّ مِقدارَ يومِ القيامةِ على الكافرينَ خَمسونَ ألْفَ سَنَةٍ، وعلى المؤمنينَمِقدارُ ما بينَ الظهْرِ والعصْرِ
فأَمَّاالأبرارُ فتَعْرُجُ أرواحُهم إلى اللَّهِ، فيُؤْذَنُ لها مِن سماءٍ إلى سماءٍ حتىتَنتهِيَ إلى السماءِ التي فيها اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ، فتُحَيِّي ربَّها وتُسَلِّمُعليه، وتَحْظَى بقُربِه، وتَبْتَهِجُ بالدُّنُوِّ منه، ويَحْصُلُ لها منه الثناءُوالإكرامُ والبِرُّ والإعظامُ.
وأمَّا أرواحُ الفُجَّارِ فتَعْرُجُ، فإذا وَصَلَتْ إلى السماءِاستَأْذَنَتْ فلم يُؤْذَنْ لها وأُعِيدَتْ إلى الأرضِ.

شهود ملك اللهالعظيمُ وأقداره س
فقد تَوَلَّى خَلْقَهوتدبيرَه العَلِيُّ الأَعلى، فعَلِمَ أحوالَهم الظاهرةَ والباطنةَ، وعَلِمَمُستَقَرَّهُم ومُستودَعَهم وأَجْرَى عليهم حُكْمَه القَدَرِيَّ وحُكمَه الشرعيَّ وحُكمَهالْجَزَائِيَّ.
فبُؤْساًلأقوامٍ جَهِلُوا عَظمتَه، ولم يُقَدِّرُوه حقَّ قَدْرِه، فاستَعْجَلُوا بالعذابِعلى وجهِ التعجيزِ والامتحانِ.

فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)
المخاطب ك س ش
محمد صلى الله عليه و سلم
متعلق الصبر ك س ش
على دَعوتِكَ لقَوْمِكَ و على تَكذيبِهم لك، وكُفْرِهم بما جِئتَ به و واستعجالهم العذاب استبعادًا لوقوعه
كيفية الصبر الجميل س ش
لا تَضَجُّرَ فيه ولا مَلَلَ و لاجَزَعَ فيه ولا شَكْوَى إلى غيرِ اللهِ
فوائد سلوكية
أهمية تحلى الداعى بالصبر س
حتى يعينه على أن يستَمِرَّ على أمْرِ اللَّهِ، و دعوةعِبادَه إلى تَوحيدِه حتى لو لم ينقادوا و يستجيبوا لدعوته لما فى ذلك الخير الكثير
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)
مرجع الضمير فى إِنَّهُمْ ك
الكفرة
مرجع الضمير فى يرونه ك س ش
قيام السّاعة يوم القيامة و البَعْثِ و ما بعده من وقوع العذاب
المراد من (بعيدا) ك ش
مُسْتَبْعَداً مُحالاً
متعلق بعيدا ك س
الوقوع أى بعيد الوقوع
سبب إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا س
الإنكار أوالذي غَلَبَتْ عليه الشِّقْوَةُ والسَّكْرَةُ، حتى تَباعَدَ جميعُ ما أمامَه مِنالبَعْثِ والنُّشُورِ
وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)
المراد بنراه ك س ش
يعتقدونه المؤمنون و يعلمه الله
مرجع الضمير (النون) فى َنَرَاه ك س ش
الله و المؤمنون

سبب كونه قريبا
لأن كلُّ ما هو آتٍ فهو قَريبٌ
فوائد سلوكية
شهود فضل الله و حكمته فى كونه قريبا س
لأنَّه رَفيقٌ حَليمٌ، لايَعْجَلُ

السؤالالثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.
بمعنى النفْيِ الْمُتَقَرِّرِ فلم يَبقَ منهم أَحَدٌ
ب: بيّن معنى كونالقرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.
َتِلاوةُ رسولٍ كريمٍ أو إنهلقولٌ يُبَلِّغُه رسولٌ كريمٌ والمرادُ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ.
أو: إنهلقولٌ يُبَلِّغُه رسولٌ كريمٌ. يُريدُ به جِبريلَ
و دل نفى الجنون {وما صاحبكم بمجنونٍ} فى سورة التكوير كما فى الحاقة {وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون (41) ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون}أن المرادُ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ. فأضافه تارةً إلى قولٍ الرّسول الملكيّ فى التكوير، وتارةً إلى الرّسول البشريّ فى الحاقة؛ لأنّ كلًّا منهما مبلّغٌ عن اللّه ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه
ج: بيّن معنى المداومةعلى الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.
مُدَاوِمونَ عليها في
· أَوقاتِها بشُروطِها ومُكَمِّلاَتِها، ولَيْسُوا كمَن لا يَفعلُها أو يَفعلُها وَقْتاً دونَ وقتٍ، أو يَفعلُها على وَجْهٍ ناقصٍ
· السّكون والخشوع،
· إذا عملوا عملًا داوموا عليه وأثبتوه
· لا يَشغَلُهم عنها شاغِلٌ، يُؤَدُّونَ الصلاةَ المكتوبةَ لوَقْتِها

السؤالالرابع: فسّر باختصار قولهتعالى:-
أ: {قَالَ نُوحٌرَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُإِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّآَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَوَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّاضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْيَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَاتَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْيُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْلِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَوَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.

تفسير قوله تعالى: (قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) )
قال نوحٍ، عليه السّلام شَاكِياً لرَبِّه أنّهم عصوه وكذّبوه وخالفوهفيما أمَرْتُهُمْ به ،ولم يُجِيبُوا دَعْوَتِي واتّبعوا أبناء الدّنيا من الْمَلأَ والأشرافَ ممّن غفل عن أمر اللّه، ومتّع بمالٍ وأولادٍ، وهي في نفس الأمر استدراجٌ وإنظارٌ لا إكرامٌالذين لم يَزِدْهم كثرةُ المالِ والولَدِ إلا ضَلالاً في الدنيا وعُقوبةً في الآخرةِ
تفسير قوله تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) )
ومكروا باتّباعهم في تسويلهم لهم بأنّهم على الحقّ والهدى،و في مُعانَدَةِ الحقِّ وهو تَحريشُهم سِفَلَتَهم على قَتْلِ نُوحٍ
تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) و قالوا لهم داعِينَ إلى الشِّرْكِ مُزَيِّنِينَ له و أَوْصَى رُؤساؤُهم للتابعِينَ وأنْ لا يَدَعُوا ما عليه آباؤُهم الأَقْدَمُون من أصنامهم و أنْ لا يَتركواا عِبادةَ هذه الآلِهَةِالّتي كانوا يعبدونها من دون اللّه في زمن نوحٍ لقومًا صالحين بين آدم ونوحٍ وهذه أسماءئهموَدًّا وَ سُوَاعاً وَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراًثم عَبَدَتْهَا العرَبُ مِن بعدِهم
تفسير قوله تعالى: (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) )
و قد أضَلَّ الكِبارُ والرؤساءُ و أيضا الأصنام بدَعْوَتِهم كثيراً مِن الخَلْقِ. ولكنْ لا يَزِيدُونَ إلاَّ خُسراناً و ضَلالاً في مَكْرِهم فلم يَبْقَ مَحَلٌّ لنجاحِهم ولا لصَلاحِهم فدعا نوح على قومه لتمرّدهم وكفرهم وعنادهم
تفسير قوله تعالى: (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) )
ولهذا ذَكَرَ اللَّهُ عذابَهم وعُقوبَتَهم الدنيويَّةَ فأُغْرِقوا بالطوفانِ فذَهَبَتْ أَجسادُهم في الغَرَقِ والأُخرويَّةَ فذَهَبَتْ أرواحُهم للنارِ والْحَرَقِ.وهذا كلُّه بسببِ خَطيئاتِهم من كثرة ذنوبهم وعتوّهم وإصرارهم على كفرهم ومخالفتهم رسولهم
فلم يَجِدُوا معينٌ ولا مغيث ولا مجير يَمنعُهم و لا ينقذهم مِن عذابِ اللهِ ويَدْفَعُه عنهم حِينَ نَزَلَ بهم الأمْرُ الأمَرُّ، ولا أحَدَ يَقْدِرُ يُعارِضُ القَضَاءَ والقَدَرَ
تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) )
لَمَّا أَيِسَ نُوحٌ مِن إيمانِهم دعا عليهم بعدَ أنْ أُوحِيَ إليه:{أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ} لا تترك على الأرض منهم أحدًا ممَن يَسكُنُ الدِّيارَ و يَدُورُ على وجهِ الأرضِ فأجابَ اللهُ دعوتَه وأَغْرَقَهم. ونجّى اللّه أصحاب السّفينة الّذين آمنوا مع نوحٍ، عليه السّلام، وهم الّذين أمره اللّه بحملهم معه
تفسير قوله تعالى: (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) )
إنّك إن أبقيت منهم أحدًا أضلّوا عبادكعن طريقِ الحقِّ و يكون الّذين تخلقهم بعدهم فاجرًا في الأعمال يَترُكُ طاعتَك كافر القلب لنِعْمَتِكَ فبَقاؤُهم مَفْسَدَةٌ مَحْضَةٌ لهم ولغيرِهم وذلك لخبرته بهم ومكثه بين أظهرهم ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا
تفسير قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) )
فدعا نوح بالمغفرة له ولوالديّه ولمن دخل منزله و مسجده و سفينته من المؤمنين و لجميع المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إلا خَسَاراً ودَماراً وهَلاكاً فشَمِلَ دُعاؤُه هذا كلَّ ظالِمٍ إلى يومِ القِيامةِ في الدّنيا والآخرة
السؤال الخامس: استدلّلما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغهعن ربه
فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)
ب: حرمة نكاحالمتعة.
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)

السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوةمن خلال دراستك لتفسير سورة نوح.
· أهمية كون بيان الداعى بياناً شافِياً،لتوضيحِ النذارة، وبأيِّ شيءٍ تَحْصُلُ النجاةُ(قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) )
· المقصد الرئيسى فى الدعوة هوإفرادِه تعالى بالتوحيدِ والعِبادةِ، والبُعْدِ عن الشِّرْكِ وطُرُقِه ووَسائلِه؛ و طاعته فيما أمر به(أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) )
· استخدام الداعى أسلوب الترغيب ببيان ما يعود على العبد فى الدنيا بأن يمد فى عمره و فى الآخرة بمغفرة الذنوب (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)
· أهمية تحلى الداعى بالصبر مهما طال الزمن فى دعوته و أن يكون حاملا لهموم الدعوة فى كل وقت فليس للدعوة وقت مخصص لها و لكنها تكون فى كل وقت (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) )
· فائدةَ الدعوةِ أنْ يَحْصُلَ جميعُ المقصودِ أو بعضُه(فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) )
· عدم يأس الداعى و التحلى بالصبر حتى لو نفر الناس من دعوته(وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) )
· التنويع بين أسلوب الترغيب و الترهيب بحسب ما يكون فى مصلحة الدعوة
· التنويع فى الدعوة جهرةً بين النّاس أو أن يَدعو الرجُلَ بعدَ الرجُلِ فيُكَلِّمُه سِرًّا فيما بينَه وبينَه أو أن يتحرك الداعى لمنازلهم مع تكرار الدعوة(ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) )(ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) )
· الترغيب بخَيرِ الدنيا العاجِلِ من الْمَطَرِ وحُصولِ أنواعِ الأَرْزَاقِ و المال و البنين بالتوبة إلى الله و الاستغفارفَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)
· الترهيببأن يعظموا اللّه حقّ عظمته و يخافون من بأسه ونقمته(وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) )
· التذكير بنعم الله على خلقه و قدرته فى دعوة الخلق
· التذكير بالبعث و النشور و قدرة الله على إعادة الخلق كما أنشأ الخلق أول مرة
(ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) )
· يلجأ الداعى إلى الله و يشتكى إليه إن خالفوا و عصوا الداعى(قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) )
· أن يحذر الداعى الناس من أثر أبناء الدّنيا ممّن غفل عن أمر اللّه، ومتّع بمالٍ وأولادٍ على دعوته(قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) )
· التعلق بالله و دعاءه فى دعوته للخلق و أن الهداية بيد الله وحده و دور الداعى أن يأخذ بالأسباب

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 شوال 1437هـ/31-07-2016م, 12:24 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.


أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر.
ج1: شديدة البرد.
ب: واهية.
ج2: منخرقة، فهي ضعيفة مسترخية.
ج: المهل.
ج3: ما أُذيب من الرصاص والنحاس والفضة، وقيل هو دردي الزيت

السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-
أ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.
ج: استخلاص مسائل السورة وتلخيصها.
علوم السورة:-
· اسم السورة............................ك _س _ش
· نزول السورة........................... ك_س
قال تعالى:(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ)
المسائل التفسيرية:
· معنى (سأل سائل) ...................................... س _ش
· الغرض من سؤالهم....................................س
· دلالة الباء في قوله (بعذاب)..........................ك
· أقوال المفسرين في المراد بالآية...............................ك_س_ش
· المعنى الإجمالي للآية.......................................س
قال تعالى:(لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ).
المسائل التفسيرية:
· مناسبة الآية لما قبلها.........................................ك _ ش
· ما تفيده اللام في (للكافرين).............................................س
· المعنى الإجمالي للآية............................................س
· محل ومكان العذاب..............................................س
· أثر العلم بالله ومعرفة عظمته وسلطانه في دفع العذاب..............س
قال تعالى:(مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ)
المسائل التفسيرية:
· إفادة من في قوله (من الله) ...........................................ش
· أقوال أهل التفسير في قوله (ذي المعارج) ...................ك_س_ش
قال تعالى:(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)
المسائل التفسيرية:
· معنى تعرج.................................................ك _ ش
· متعلق الملائكة.............................................س
· المراد ب(الروح)............................................ك _ س _ ش
· كيفية عروج أرواح بني آدم ..........................س
· حال الروح المؤمنة بعد عروجها............................س
· دلالة الأحاديث على عروج الروح ...............................ك
· الأقوال الواردة في (يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) ............ك
· المراد بأسفل سافلين........................ك
· بيان صفة العرش ..........................ك
· مسافة ما بين السماء إلى الأرض.........................ك
· المسافة التي تعرج فيها الروح والملائكة.............................س
· الدلائل الكونية على قدرة الله وعظمته.....................س
· حال الكفرة بعد بيان الدلائل الكونية على قدرة الله وعظمته....
· متى يكون عروج الروح والملائكة.......................س
· مقدار يوم القيامة على المؤمن.........................س_ش
قال تعالى:(فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا).
المسائل التفسيرية:
· المخاطب في الآية............................ك_ش.
· متعلق (فاصبر)............................ ك_س_ش.
· بيان لمفهوم الصبر الجميل.................... ك_ش
· بيان ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يحتاج الصبر فيه...........س
· عاقبة الصبر.......................................س
قال تعالى:(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا).
المسائل التفسيرية:
· مرجع الضمير في (إنهم)...................... س
· مرجع هاء الضمير في (يرونه)............................ك_س _ش
· معنى (بعيدا).................................. ك _ش
· حال الكفرة المستبعدين للبعث......................س
قال تعالى:(وَنَرَاهُ قَرِيبًا)
المسائل التفسيرية:
· مرجع الضمير في (نراه)........................ك_س_ش
· معنى (نراه قريبا) ......................................ك_ س _ش.
· سبب كونه قريبا...............ك_س_ش
تلخيص مسائل التفسير
علوم السورة:-
· اسم السورة.
سورة سأل سائل ذكره ابن كثير والسعدي.
سورة المعارج ذكره الأشقر.
· نزول السورة.
سورة مكية. ذكره ابن كثير والسعدي.
قال تعالى:(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ)
المسائل التفسيرية:
· معنى (سأل سائل).
السؤال مضمن معنى الدعاء، أي: دعا داع واستفتح مستفتح. ذكره والسعدي والأشقر.
· الغرض من سؤالهم.
استهزاء وتعنت وتعجيز. ذكره السعدي.
· دلالة الباء في قوله (بعذاب).
الباء في قوله (بعذاب) دلت على تضمين تقديره: يستعجل سائل بعذاب واقع. كقوله تعالى:(ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده) ذكره ابن كثير
· أقوال المفسرين في المراد بالآية.
1/ هو النضر بن الحارث بن كلدة القرشي. قاله ابن عباس. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. حين قال:(وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم).
2/ سؤال الكافرين عن عذاب الله وهو واقع. قاله ابن عباس. ذكره ابن كثير والسعدي.
3/ دعا داع بعذاب واقع يقع في الآخرة. قاله مجاهد. ذكره ابن كثير
4/ واد في جهنم يسيل يوم القيامة بالعذاب. قاله ابن زيد وغيره. وهو ضعيف. ذكره ابن كثير.
ورجح ابن كثير القول الأول لدلالة السياق عليه، وذكره السعدي والأشقر.
· المعنى الإجمالي للآية.
يخبر تعالى عن جهل المشركين واستعجالهم لعذاب الله. ذكره السعدي.

قال تعالى:(لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ).
المسائل التفسيرية:
· مناسبة الآية لما قبلها.
(واقع) مرصد ومعدل وكائن (للكافرين). ذكره ابن كثير والأشقر.
(واقعٍ) جاءٍ (ليس له دافع). ذكره ابن كثير
· ما تفيده اللام في (للكافرين).
أي: لاستحقاقهم العذاب لكفرهم وعنادهم. ذكره السعدي.
· المعنى الإجمالي للآية.
أي: ليس لهذا العذاب الذي استعجل به من استعجل من متمردي المشركين أحد يرفعه قبل نزوله أو يدفعه بعد نزوله. ذكره السعدي.
· محل ومكان العذاب.
أما أن يعجله الله فيكون في الدنيا، أو يؤخره فيكون يوم القيامة. ذكره السعدي.
· أثر العلم بالله ومعرفة عظمته وسلطانه في دفع العذاب.
فلو عرفوا الله وعرفوا عظمته وسلطانه وسعة سلطانه وكمال أسمائهم وصفاته. لما استعجلوا ولاستسلموا ولتأدبوا. ذكره السعدي
قال تعالى:(مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ)
المسائل التفسيرية:
· إفادة من في قوله (من الله).
أي من جهة الله سبحانه. ذكره الأشقر.
· أقوال أهل التفسير في قوله (ذي المعارج).
1/ذو الدرجات. قاله ابن عباس. ذكره ابن كثير.
2/ ذو العلو والجلال والعظمة. قاله ابن عباس. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
3/ معارج السماء. قاله مجاهد. ذكره ابن كثير.
4/ ذو الفواضل والنعم. قاله قتادة. ذكره ابن كثير.
5/ ذو المصاعد التي تصعد منها الملائكة. ذكره الأشقر.

قال تعالى:(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)
المسائل التفسيرية:
· معنى تعرج.
تصعد. ذكره ابن كثير والأشقر.
· المراد ب(الروح).
فيها أقوال:
1/ خلق من خلق الله يشبهون الناس وليسوا أناسا. قاله أبو صالح. ذكره ابن كثير.
2/ جبريل عليه السلام فيكون من باب عطف العام على الخاص. ذكره ابن كثير والأشقر.
3/ اسم جنس ويشمل جميع أرواح بني آدم، وهذا عند الوفاة. ذكره ابن كثير والسعدي.
4/ ملك عظيم آخر غير جبريل. ذكره الأشقر.
· كيفية عروج أرواح بني آدم.
*فأما الأبرار فتعرج أرواحهم إلى السماء، فيؤذن لها من إلى سماء حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله عز وجل.
*وأما أرواح الفجار فتعرج فإذا وصلت إلى السماء أستاذنا فلم يؤذن لها وأعيدت إلى الأرض. ذكره السعدي.
· حال الروح المؤمنة بعد عروجها.
تحيِّي ربها وتسلم عليه وتحظى بقربه وتبتهج بالدنو منه ويحصل لها منه الثناء والبر والإعظام.
· دلالة الأحاديث على عروج أرواح بني آدم.
جاء في الحديث الذي رواه الأمام أحمد وأبو داوود والنسائي وابن ماجدة، عن البراءة مرفوعا قال فيه:(فلا يزال يصعد بها من سماء إلى سماء حتى ينتهي به إلى السماء السابعة).0ذكره ابن كثير.
· الأقوال الواردة في (يوم كان مقداره خمسين ألف سنة).
1/ القول الأول: مسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل سافلين، وأن مقدار ذلك مسيرة خمسين ألف سنة. ذكره ابن كثير والسعدي.
2/ القول الثاني: هي الدنيا أي: مدة بقاء الدنيا منذ خلق الله العالم إلى قيام الساعة. ذكره ابن كثير.
3/ القول الثالث: هو اليوم الفاصل بين الدنيا والآخرة. وهو ضعيف. ذكره ابن كثير
4/ القول الرابع: هو يوم القيامة. ذكره ابن كثير والأشقر والسعدي.
· المراد بأسفل سافلين.
قرار الأرض السابعة. ذكره ابن كثير.
· بيان صفة العرش .
أنه من ياقوتة حمراء، وأن ارتفاع العرش من المركز في وسط الأرض السابعة مسيرة خمسون ألف سنة، وأن اتساعه من قطر إلى قطر كذلك. ذكره ابن أبي شبيبة في كتاب صفة العرش. وأن بين العرش وبين السماء السابعة مسيرة ستةٍ وثلاثين ألف عام. قاله ابن عباس. ذكره ابن كثير.
· مسافة ما بين السماء إلى الأرض.
مقدار ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة، فنزل أمره من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد مقداره ألف سنة. ذكره ابن كثير.
· المسافة التي تعرج فيها الروح والملائكة.
أنها تعرج في يوم من ابتداء العروج إلى وصولها ما حد لها وما تنتهي له من الملا الأعلى. وذلك بما قدر ويسر لها من الأسباب وأعانها عليه من اليسر واللطافة والخفة وسرعة السير. ذكره السعدي.
· الدلائل الكونية على قدرة الله وعظمته.
هذا العالم الكبير والملك العظيم عليه وسفليه تولى أمره وتدبيره، وعلم أحوالهم الظاهرة، ومستقرهم ومستودعهم، وشملهم برحمته وبره ورزقه، وأجرى عليهم حكمه القدري وحكمه الشرعي وحكمه الجزائي. ذكره السعدي.
· حال الكفرة بعد بيان الدلائل الكونية على قدرة الله وعظمته.
بؤسا لهم من قوم جعلوا عظمته ولم يقدروه حق قدره، واستعجلوه بالعذاب وآذوه فصبر عليهم، وهو سبحانه حليم يمهلهم ولا يهملهم. ذكره السعدي.
· متى يكون عروج الروح والملائكة.
فيه قولان:
1/ يحتمل أن يكون هذا العروج والصعود في الدنيا لأن السياق الأول يدل على هذا.
2/ ويحتمل أن يكون في الآخرة فيشاهدون عروج الملائكة والأرواح صاعدة منازلة بالتدابير الإلهية والشؤون في الخليقة فيكون في ذلك أكبر دليل على معرفته لما يظهر من كبريائه وعظمته.ذكره السعدي.
· مقدار يوم القيامة على المؤمن.
يخففه الله تعالى على المؤمن فيكون مقداره كما بين الظهر والعصر.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
قال صلى الله عليه وسلم:(والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة).
قال تعالى:(فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا).
المسائل التفسيرية:
· المخاطب في الآية.
محمد صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن كثير والأشقر.
· متعلق (فاصبر).
اصبر على دعوتك لقومك وتكذيبهم لك وكفرهم بما جئت به واستعجالهم العذاب استبعادا لوقوعه، كما قال تعالى:(يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها). ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
· بيان لمفهوم الصبر الجميل.
هو الصبر الذي لا جزع فيه ولا تضجر ولا ملل ولا شكوى لغير الله. ذكره ابن كثير والأشقر.
· بيان ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يحتاج الصبر فيه.
أن يستمر في أمر الله، ودعوة العباد إلى التوحيد، ولا يمنع عدم انقيادهم، وعدم رغبتهم في تبليغ رسالته. ذكره السعدي.
· عاقبة الصبر.
إن في الصبر خيرا كثيرا. ذكره السعدي.
قال تعالى:(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا).
المسائل التفسيرية:
· مرجع الضمير في (إنهم).
إلى الكفرة، أي يرون الكفار قيام الساعة ووقوع العذاب بعيدا. ذكره والسعدي.
· مرجع هاء الضمير في (يرونه).
إلى يوم القيامة الذي يكون فيه البعث ويقع فيه عذاب السائلين بالعذاب. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
· معنى (بعيدا).
أي مستبعدا مستحيل الوقوع. ذكره ابن كثير والأشقر.
· حال الكفرة المستبعدين للبعث.
حالهم حال المنكر له الذي غلبت عليه الشقوة والسكرة حتى تباعد جميع ما أمامه من البعث والجزاء. ذكره السعدي.
قال تعالى:(وَنَرَاهُ قَرِيبًا)
المسائل التفسيرية:
· مرجع الضمير في (نراه).
يرجع إلى المؤمنون. ذكره ابن كثير.
يرجع إلى الله. ذكره السعدي ومفهوم من كلام الأشقر.
· معنى (نراه قريبا).
إذا كان مرجع الضمير إلى المؤمنون، فالمعنى: المؤمنون يعتقدون كونه قريبا، وإن كان له أمد لا يعلمه إلا الله. ذكره ابن كثير.
إذا كان مرجع الضمير إلى الله، فالمعنى: نعلمه كائنا قريبا، وهو سبحانه رفيق حليم لا يعجل. ذكره السعدي والأشقر.
· سبب كونه قريبا.
لأن كل ما هو آت فهو قريب.

السؤال الثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.
ج : استفهام يفيد النفي المتقرر، بمعنى لم يبقي منهم أحد فقد هلكوا جميعا، واستأصلهم العذاب، وهكذا عذاب الله لمن كذب الرسل وأعرض عن آياته. وفيه وعيد لمن أعرض وكذّب برسوله بأن الله قادر على أن ينزل عذابه عليهم كما أنزله على من قبلهم.
ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.
ج: مرجع هاء الضمير في الآية إلى القرآن الكريم، و(رسول كريم) هو محمد صلى الله عليه وسلم لدلالة ما بعده من الآيات (وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون).
وإضافة القرآن إلى أنه قول رسول كريم وهو محمد عليه الصلاة والسلام، أن الإضافة هنا بمعنى تلاوته وتبليغه، وذلك لما استأمنهم الله عليه من نشر رسالته وتبليغ دعوته. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
وللأشقر قول ثان هو أن المراد برسول كريم هو جبريل عليه السلام، أي يبلغه رسول كريم.

ج: بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.
ج:فيها قولان:
الأول:أن المراد بالمداومة المحافظة على أوقاتها وواجباتها وشروطها وأركانها والاستمرار على ذلك. قاله ابن مسعود ومسروق وإبراهيم النخعي. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:(أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَل).
الثاني: أن المراد السكون والخشوع كقوله تعالى:(قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون). قاله عتبة بن عامر. ومنه الماء الدائم يُعنى به الساكن الراكد. ذكره ابن كثير.
ولم يرد ترجيح بأحد القولين. وإن كان القولان متلازمان فالخشوع من أركان الصلاة والمحافظة عليه والاستمرار على ذلك من أسباب الفوز والفلاح.

السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.
قال تعالى:(قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا) يخبر تعالى عن حال نبيه نوح عليه السلام مع قومه وذلك بعد أن بلغ رسالات ربه فمكث فيهم السنين يدعوهم ليلا ونهارا وسرا وإعلانا وإفرادا وجماعات فلم يستجيبوا له وأعرضوا عنه وعصوه وسخروا أموالهم وأولادهم في معارضته ومخالفته ورد دعوته، وليس ذلك فحسب بل (وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَاراً) فكادوا له الكيد العظيم الشديد يريدون إلحاق الأذى به وهو مع ذلك صابر في دعوته، يدعوهم ويرغبهم في عبادة الله وحده ونبذ ما هم عليه من الشرك والأصنام وعبادة غير الله، فما كان منهم إلا أن (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) أي لا تتركن ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا وهي أسماء لرجال صالحين كانوا يذكرونهم بطاعة الله وعبادته فلما ماتوا أوحى إليهم الشيطان أن اجعلوا منهم تمثالا لكل واحد منهم في مجالسكم يذكرونكم بعبادة الله، حتى إذا طال عليهم الزمان ودُرِس العلم عبدوهم من دون الله فكان ذلك ابتداءُ الشرك في الأرض (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالاً) وبعبادتهم لهذه والأصنام أضلوا كثيرا ممن جاء بعدهم من الناس فعمت الأصنام حتى دخلت كل بيت وانتشر الشرك في العرب والعجم، فزدهم يا ربي ضلالا وبعدا عن رحمتك وخص بذلك الظالمين من الرؤساء والكبراء فقد أفسدوا وعاثوا في الأرض شركا واستكبارا وقهرا للضعفاء (مِمَا خَطِيئَاتِهِم أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِّن دُونِ اللّهِ أَنْصَاراً) وبسبب كثرة خطاياهم وذنوبهم وتماديهم في ذلك عاجلهم الله بالعذاب والعقاب فأما في الدنيا: فأغرقهم بالطوفان، ونجى الله نوح ومن آمن معه قال تعالى:(وأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون).
وأما في الآخرة: فشر ما ينتظرهم عذاب جهنم ولن يجدوا من ينصرهم فيرد عنهم العذاب ويدفعه، فهو أمر الله وقضائه، فلا مرد لأمره إذا نزل ولا دافع لقضائه إذا حل. (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً) فلما أيس نوح من قومه وعلم من شأنهم من أنهم لن يؤمنوا كما قال تعالى:(وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن) دعا عليهم بأن لا يترك الله منهم أحد يدور ويسكن الديار بل يهلكهم جميعا ف (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُم يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَاراً) ففي بقاءهم مفسدة في الأرض فيضلوا عبادك الصالحين وتأتي ذرياتهم من بعدهم أشد كفرا وعصيانا. ثم دعا لنفسه وخص من لهم حق عليه (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) هو دعاء نبي الله نوح عليه السلام، فدعا بالمغفرة والستر من الذنوب والمعاصي لنفسه وخاص أهله وهم الوالدين لعظيم حقهما وكبير فضلهما على الأبناء، ودعا عليه السلام للمؤمنين ممن كانوا في حياته فشاركوه بيته ومسجده وسفينته، ولجميع المؤمنين الأحياء منهم والأموات، وأعظم ما دعا المؤمن به ربه هذا الدعاء اقتداء بنبي الله نوح عليه السلام ولما دلت عليه الآثار والأدعية المشهورة، وختم السورة بالدعاء على كل ظالم إلى يوم القيامة(وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلًّا تَبَاراً) دعاء بالخسارة والهلاك والدمار.

السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه
قوله تعالى:(إِنَّهُ لَقُولُ رَسُولٍ كَرِيم) فإضافة القول للنبي عليه الصلاة والسلام ثم وصفه بأنه كريم فيه دلالة على صدقه عليه الصلاة والسلام وحسن تبليغه، لما استأمنه عليه ربه من الوحي. وقد نزهه الله عن أن يكون شاعرا أو كاهنا.

ب: حرمة نكاح المتعة.
قوله تعالى:(فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ العَادُون). والعادون هم المتجاوزون ما أحل الله إلى ما حرم الله. ففيه دلالة على تحريم نكاح المتعة.

السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.
v أن الدعوة إلى الله هي مهمة الرسل ومن جاء من بعدهم من المصلحين ففيها شرف عظيم فليحرص الداعي على الاقتداء بهم والاهتداء بهديهم. دلالة ذلك قوله تعالى:(إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ).
v إن أول بما يبدأ به الداعي في دعوته توحيد الله وطاعته عز وجل. دلالة ذلك قوله تعالى:( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ).
v أن الدعوة إلى الله تعالى تقوم بجانبين اثنين لا غنى لأحدهما دون الآخر، وهما الترغيب والترهيب. دلالة ذلك قوله تعالى:(يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
v أن الدعوة إلى الله فيها الكثير من المشقة وإعراض من يدعوهم فعلى الداعي أن يوقن بذلك ويصبر في سبيل تبليغ الدعوة وهداية الناس. دلالة ذلك قوله تعالى:( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا).

v أن الداعي إلى الله في دعوته يراعي أحوال المدعوين بما يناسبهم من الجهر والإسرار ليلا ونهارا. دلالة ذلك قوله تعالى:( ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا).
v أن الدعوة إلى الله باللين والترغيب في الخير والفلاح في الدنيا والآخرة هو مما يجب أن يلتزم به الداعي في دعوته إلى الله عز وجل. دلالة ذلك قوله تعالى:( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).

v على الداعي إلى الله أن يحرص في تنوع وسائل دعوته من الأدلة العقلية والأدلة الشرعية الدينية مما يقوى به في الدعوة إلى الله.

دلالة ذلك قوله تعالى:(أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 شوال 1437هـ/31-07-2016م, 12:33 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.

السؤال الأول
: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر : باردة شديدة البرودة ، قوية شديدة الهبوب .
ب: واهية : ضعيفة مسترخية ...
ج: المهل : ما أذيب من النحاس والرصاص والفضة ، وقيل هو دردي الزيت .

السؤال الثاني:
استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-
أ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.

علوم السورة :
- اسم السورة ... ك ، س ، ش
- نزول السورة ... ك ، س

المسائل في الآيات :
سأل سائل بعذاب واقع :
- فيمن نزلت الآية ... ك، س، ش
- المعنى الإجمالي للآية .... ك ، س، ش
- المراد بـ( سأل سائل ) .... ك ، س، ش
- دلالة حرف الباء ( بعذاب ) ... ك
- معنى ( واقع للكافرين ) .... ك ، س ، ش

للكافرين ليس له دافع :
- لم كان العذاب واقعا للكافرين ... س
- معنى ( ليس له دافع ) ... ك ، س ، ش

من الله ذي المعارج :
- الجهة التي يقع منها العذاب على الكافرين ... ك ، س ، ش
- معنى ( ذي المعارج ) ... ك ، س ، ش

تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة :
- معنى ( تعرج الملائكة ) ... ك ، س ،ش
- المراد بـ( الروح ) ... ك ، س ، ش
- المراد ب( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) ... ك ، س ،ش

فاصبر صبرا جميلا
- المخاطب في الآية ... ك ، ش
- متعلق الصبر .. ك ، س، ش
- معنى الصبر الجميل ... س، ش

إنهم يرونه بعيدا ، ونراه قريبا :
إنهم يرونه بعيدا :

- مرجع الضمير في ( إنهم ) ... ك ، س
- مرجع الضمير في ( يرونه ) ... ك ، س، ش
- معنى بعيدا ... ك ، س ، ش

ونراه قريبا :
- مرجع الضمير ( نون المتكلمين ) ... ك ، س
- مرجع الضمير الهاء ( نراه ) ... ك ، س ، ش
- معنى ( نراه ) ... ك، ش
- لم كان يوم القيامة قريبا ... ك، س، ش

مسائل استطرادية :
- أثر معرفة الله على عباده ... س
- حلم الله على عباده ... س

خلاصة أقوال المفسرين :
علوم السورة :
🔹 اسم السورة ...
هي سورة المعارج ، وتسمى سورة سأل سائل ، من تسمية السورة بأوائلها ... خلاصة ما أورده المفسرون الثلاثة .

🔹 نزول السورة ...
هي سورة مكية .... ذكره ابن كثير والسعدي .

المسائل في الآيات :
سأل سائل بعذاب واقع :
🔹 فيمن نزلت الآية
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنها نزلت في النضر بن الحارث بن كلدة
وعن العوفي عن ابن عباس أن ذلك في كفار قريش حين قالوا (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) ... ذكر ذلك ابن كثير ، وقال مثله السعدي والأشقر .

المسائل التفسيرية :
🔹المعنى الإجمالي للآية ....
تبين الآية جهل الكافرين وعنادهم واستعجالهم لعذاب الله إذ كانوا يسألون استهزاء ويدعون على أنفسهم به مستبعدين وقوعه وهو واقع حال بهم لا محالة ... خلاصة ما بينه ابن كثير والسعدي والأشقر ... وقال ابن كثير : هو كقوله تعالى ( ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده ) ...

🔹المراد بـ( سأل سائل ) ...
فيه قولان :
1- السؤال بمعنى الدعاء : أي دعا داع على نفسه بالعذاب استهزاء به وإنكارا لوقوعه واستعجالا له تهكما ... وقد كان كفار مكة يستعجلون بالعذاب ويدعون على أنفسهم به تهكما ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) وقيل هو النضر بن الحارث تحديدا ... خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .

2 - بمعنى السيلان : واد في جهنم يسيل يوم القيامة بالعذاب ... قاله ابن زيد وغيره ، ... ذكره ابن كثير وقال هو قول ضعيف بعيد عن المراد والصحيح الأول لدلالة السياق عليه .

🔹دلالة حرف الباء ( بعذاب ) ...
حرف الباء يدل على معنى التضمين ... على معنى استعجال السائل بعذاب واقع لا محالة . ذكر ذلك ابن كثير

🔹معنى ( واقع للكافرين ) ...
أي مرصد معد للكافرين ... وهو عذاب كائن بهم قادم واقع لامحالة أو جاء ( بمعنى قادم ) كما قال ابن عباس ... خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر . وزاد السعدي أنه لا بد أن يقع عليهم إما معجلا في الدنيا أو يؤخر لهم إلى الآخرة ...

للكافرين ليس له دافع :
🔹لم كان العذاب واقعا للكافرين ...
العذاب واقع على الكافرين لا محالة لاستحقاقهم له بكفرهم وعنادهم وتعنتهم ... ذكره السعدي

🔹معنى ( ليس له دافع ) ...
أي ليس للعذاب الذي استعجل المشركون وقوعه أحد يدفعه قبل وقوعه ولا يرفعه إذا وقع وحل بهم ... خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

- وقال ابن عباس : ليس له دافع : لا دافع له إذا أراد الله كونه ... ولهذا قال : من الله ذي المعارج ... ذكر ذلك ابن كثير

من الله ذي المعارج :
🔹الجهة التي يقع منها العذاب على الكافرين ...
يقع العذاب على الكافرين من جهته سبحانه وتعالى ... ولذلك قال ( واقع للكافرين .... من الله ) ...خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .

🔹معنى ( ذي المعارج ) ..
- فيه أقوال ، تتلخص في قولين اثنين :
1- أن ذي المعارج صفة لله في علوه وفضله وعظمته وكبريائه وتدبيره لخلقه وإنعامه عليهم ... خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر ...
وقد أورد ابن كثير من أقوال السلف فذكر عن عباس : أنه ذو الدرجات ، كما رواه عنه ابن جبير ( وذلك كقوله تعالى { رفيع الدرجات } ) ... كما روى علي بن طلحة عن ابن عباس قوله : ذو العلو والفواضل ... . وقال قتادة : ذي الفواضل والنعم ...

2- أن المعارج هي معارج السماء ... قاله مجاهد ... ذكر ذلك ابن كثير ، وذكر الأشقر ما في معناه فذكر أن المعارج هي المصاعد التي تصعد فيها الملائكة إلى السماء ...

تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة :
🔹 معنى ( تعرج الملائكة ) ...
تعرج أي تصعد ... قاله قتادة ... ذكر ذلك ابن كثير وذكر مثله السعدي الأشقر فقال السعدي أنها تصعد بما أمرها بتدبيره وقال الأشقر أنها تصعد في المعارج التي جعلت لهم

🔹 المراد بـ( الروح ) ...
فيه أقوال :
1- أنهم خلق من خلق الله ويشبهون الناس وليسوا ناسا ... قاله أبو صالح .. ذكره ابن كثير
2- أنه جبريل عليه السلام ... وهو من باب عطف الخاص( جبريل ) على العام ( الملائكة ) ... ذكره ابن كثير وقال مثله الأشقر
3- أنه ملك آخر عظيم غير جبريل ... ذكره الأشقر .
4- أنه اسم جنس لأرواح بني آدم برها وفاجرها ... فإنها إذا قبضت يصعد بها إلى السماء ... ذكره ابن كثير وذكر مثله السعدي
وقد روى البراء حديثا مرفوعا في قبض الروح الطيبة فيه : ( فلا يزال يصعد بها من سماء إلى سماء حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة ) ... ذكر الحديث ابن كثير وقال أنه تكلم فيه وأن فيه ضعفا لكنه مشهور وله شاهد من حديث آخر .

وزاد السعدي فقال : تعرج الأرواح وذلك عند الوفاة إلى الله ، فأما الأبرار فتعرج أرواحهم إلى الله فيؤذن لها من سماء إلى سماء حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله عز وجل ... فتحيي ربها وتسلم عليه وتحظى بقربه وتبتهج بالدنو منه ويحصل لها الثناء والإكرام والبر ...
وأما أرواح الفجار فتعرج فإذا وصلت إلى السماء استأذنت فلم يؤذن لها وأعيدت إلى الأرض ... ذكر ذلك السعدي

🔹 المراد ب( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) ...
فيه أربعة أقوال :
1- أن المراد بذلك هو مسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل سافلين ... وهو قرار الأرض السابعة ، وذلك مسيرة خمسين ألف سنة ... ( هذا ارتفاع العرش عن مركز الأرض السابعة ) ، واتساع العرش من القطر إلى القطر مسيرة خمسين ألف سنة ... ذكر ذلك ابن أبي شيبة في كتاب صفة العرش ...و ذكره ابن كثير ،

وذكر مثله السعدي
، فقال أن ذلك ( الخمسين ألف سنة ) إنما هي المسافة التي تعرج إليها الملائكة بما يسر لها من الأسباب واللطافة والخفة وهي من ابتداء العروج إلى وصولها إلى ما حد لها وما تنتهي إليه من الملأ الأعلى ... فيكون هذا الصعود والعروج في الدنيا ...

• عن ابن عباس قال : ( ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) قال : منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنة ، ويوم كان مقداره خمسين ألف سنة يعني بذلك تنزل الأمر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد فذلك مقداره ألف سنة ، لأن ما بين السماء والأرض مقدار مسيرة خمسمئة سنة .) روى ذلك ابن أبي حاتم . وروي كذلك من قول مجاهد . ذكره ابن كثير

2- أن اليوم هو الدنيا كلها ، وان المراد بذلك مدة بقاء الدنيا منذ خلق الله هذا العالم إلى قيام الساعة ... ذكر ذلك ابن كثير
• روي عن مجاهد ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) : قال : الدنيا عمرها خمسون ألف سنة ، وذلك عمرها يوم سماها الله تعالى يوم ... ( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم )قال : اليوم الدنيا ... رواه ابن أبي حاتم ... ذكره ابن كثير

• وعن عكرمة أنه قال : الدنيا من أولها لآخرها مقدار خمسين ألف سنة ، لا يدري أحد كم مضى ولا كم بقي إلا الله عز وجل ... رواه عبد الرزاق . وذكره ابن كثير

3- أن المراد بذلك هو اليوم الفاصل بين الدنيا والآخرة ... ذكره ابن كثير وقال هو قول غريب جدا ...
روي عن محمد بن كعب قوله : هو يوم الفصل بين الدنيا والآخرة ... رواه ابن أبي حاتم

4- أن المراد بذلك يوم القيامة ... ذكره ابن كثير وذكره السعدي في أحد الأقوال في تفسير الآية ... وقاله الأشقر في تفسيره فقال أنها مدة الموقف قبل الحساب ثم يستقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار .

• في حديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( .... حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ) وهو حديث طويل في حق المال من غنم وإبل وكنز ... روي عن الإمام أحمد وعن النسائي ورواه مسلم منفردا به عن البخاري عن أبي هريرة ... ذكره ابن كثير

• عن ابن عباس قال : ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) قال : يوم القيامة ، رواه ابن أبي حاتم ... قال ابن كثير إسناده صحيح ... وروي عن عكرمة والضحاك وابن زيد مثل ذلك

** وقد ورد أن طول ذلك اليوم إنما يكون على الكافرين ، أما المؤمن فإنه يخفف عنه ...ذكر ذلك ابن كثير والسعدي وزاد الأشقر بقوله أن مقدار يوم القيامة على الكافر خمسين ألف سنة وعلى المؤمن مقدار ما بين الظهر والعصر ...

• فقد روي عن أبي سعيد الخدري قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) ما أطول هذا اليوم ؟ فقال رسول الله : والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا ) رواه الإمام أحمد وابن جرير وغيرهما وذكره ابن كثير .

• وقال ابن عباس : فهذا يوم القيامة جعله الله على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة ....رواه عنه علي بن طلحة ذكر ذلك ابن كثير

** وروي عن ابن عباس أنه امتنع عن إجابة من سأله عن هذا اليوم فقال له : هما يومان ذكرهما الله ، الله أعلم بهما ، وأكره أن أقول في كتاب الله ما لا أعلم ... رواه ابن جرير ... وذكره ابن كثير

فاصبر صبرا جميلا
🔹 المخاطب في الآية ...
المخاطب هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ... أي اصبر يا محمد ... ذكره ابن كثير والأشقر

🔹 متعلق الصبر ..
الصبر على تكذيب قومك لك واستعجالهم العذاب استبعادا لوقوعه واستمر في دعوتك لهم فإن في الصبر خيرا كثيرا ..خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر ، وقال ابن كثير وهو كقوله تعالى : ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ، والذين آمنوا مشفقون منها ويعملون أنها الحق ) ...

🔹 معنى الصبر الجميل ...
الصبر الجميل الذي أمر به صلى الله عليه وسلم هو صبر لا تضجر فيه ولا ملل ولا جزع ولا شكوى فيه لغير الله ... خلاصة ما ذكره السعدي والأشقر

إنهم يرونه بعيدا ، ونراه قريبا :
إنهم يرونه بعيدا :

🔹 مرجع الضمير في ( إنهم ) ...
المتحدث عنهم هم الكفرة الذين استعجلوا العذاب تهكما واستبعادا ... حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي

🔹 مرجع الضمير في ( يرونه ) ...
يرجع الضمير إما إلى :
1- العذاب الذي يستعجلون به
2- أو إلى يوم القيامة وقيام الساعة وما فيه من بعث ونشور وحساب ... حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

🔹 معنى بعيدا ...
أي بعيد الوقوع بمعنى مستحيلا مستبعدا ... خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

ونراه قريبا :
🔹 مرجع الضمير ( نون المتكلمين ) ...
1- نون المتكلمين تعود على المؤمنين الذين يعتقدون قرب يوم القيامة .... ذكره ابن كثير
2- نون المتكلمين ترجع إلى الله سبحانه وتعالى أي نعلمه كائنا قريبا... ذكره السعدي

🔹 مرجع الضمير الهاء ( نراه ) ...
- الهاء ترجع إلى ما يرجع إليه الضمير في ( يرونه ) ، إما العذاب الذي يستعجلون وقوعه أو يوم القيامة بما فيه من بعث وحساب ... خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .

🔹 معنى ( نراه ) ...
هي الرؤية القلبية : أي نعلمه ونعتقد كونه قريبا ... حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر

🔹 لم كان يوم القيامة قريبا ...
لأنه واقع لا محالة ، وكل ما هو آت قريب ...خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

المسائل الاستطرادية :
🔹 أثر معرفة الله حق المعرفة ...
من عرف الله حق معرفته وعرف عظمته وسطوته وسلطانه وكمال أسمائه وصفاته تأدب مع الله واستسلم له ولم يستعجل عذابه ، وقد أظهر الله لعباده آثار عظمته وقوته وتدبيره للخلق وعلمه. بأحوالهم ظاهرة وباطنة ، ومستقرهم ومستودعهم وبرهم وفاجرهم ، فمن عرف لله قدره آمن به واجتنب عذابه ، ومن جهل قدره فقد عرض نفسه لغضبه وعقابه ... ذكر ذلك السعدي

🔹 حلم الله على عباده ...
فالله حليم بعباده لم يعاجلهم بالعقوبة ولم يأخذهم بالذنب فور ارتكابه بل أمهلهم وما أهملهم ،.. ورزقهم رغم كفرهم ... ورغم طلبهم للعذاب لم يأتهم به فور طلبهم له ... بل أعطاهم الفرصة تلو الأخرى وأراهم من آثار عظمته واقتداره علهم يرجعون فيقدروه حق قدره .... ذكر ذلك السعدي

السؤال الثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.
الاستفهام هنا هو استفهام تقريري يفيد النفي ، أي نفي بقاء باقية لعاد بعد إهلاكهم بالريح وتعني : أي بلى ، لم يبق منهم أحد ولن ترى من خلفهم أحد فقد بادوا عن آخرهم ولم يبق منهم نفس . فهو تقرير للنفي ... وهو وإن كان المخاطب به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه يراد به تقرير الأمة وتقرير الكفار بما حل بقوم عاد علهم يعتبروا فلا يكذبوا كما كذبوا قبلهم ...

ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.
معنى أن القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو على معنى التبليغ ... أي أن هذا القرآن إنما هو بلاغ من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لكلام ربه وتلاوة لقوله تعالى .. فإن وظيفة الرسول تبليغ ما أرسل به من ربه وما أمر بتبليغه ...
وقد قال الله تعالى هنا عن نبيه صلى الله عليه وسلم في تبليغه للقرآن ( إنه لقول رسول كريم ، وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ، ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ) فهو ليس كما اتهمه كفار قريش أنه ساحر أو شاعر ... وإنما هو رسول مبلغ .

- وقد قال تعالى في سورة التكوير ( إنه لقول رسول كريم ، ذي قوة عند ذي العرش مكين ) فأضاف القرآن إلى جبريل عليه السلام على صفة التبليغ كذلك ...
فجبريل أمين الوحي بلغ لمحمد صلى الله عليه وسلم ما أمر بتبليغه ... ونبينا صلى الله عليه وسلم بلغ ما أمر به من ربه ....

ج: بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.
معنى المداومة على الصلاة :
لها عدة معان منها :
- المحافظة على أدائها في أوقاتها دون تأخير أو تفويت ...
- أدائها بشروطها ومكملاتها ... دون إنقاص ركن من أركانها أو واجب من واجباتها وأدائها على أكمل وجه وأتم حال ...
- الخشوع في الصلاة والسكون فيها والانصراف بها عما سواها من مشاغل الدنيا ...
- أن عملهم لها ديمة ... وخير الأعمال ما دووم عليه وإن قل ... فهم دائمون على أدائها لا يقطعونها .

فالدوام على الصلاة يشمل تلك المعاني كلها ... حفظ أدائها بوقتها بأدائها وأركانها وشروطها بتمام وانشغال بها عن غيرها والمحافظة على أدائها دائما بلا انقطاع ولا ترك ...

السؤال الرابع:
فسّر باختصار قوله تعالى:-
أ:
{قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.


🔹 قال نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا :
يعرض نوح عليه السلام حاله مع قومه ويشكو إلى الله تعنتهم وعنادهم – وهوتعالى أعلم بحالهم- ... فأخبر عليه السلام أن قومه مع كل دعوته لهم وترغيبهم وترهيبهم قد عصوه وكفروا بما جاء به ، واتبعوا كبراءهم وذوي المال والغنى فأضلوهم السبيل ... وهذه حال كل قوم كافرين يتبعون ذوي النفوذ والمال والغنى باستكبارهم وعنادهم فلا يكون ذلك إلا سبب خسارهم وهلاكهم ... ( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ) ، ( فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار ( يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين ) ... ولم يعلم أولئك الكبراء أن كثرة المال والولد إنما هو استدراج وإمهال من الله فضلوا به وأضلوا كثيرا ...

🔹 وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا :
أي أن هؤلاء الكبراء فيهم قد مكروا في قومهم مكرا كبيرا عظيما فأقنعوهم أنما هم فيه من نعمة إنما هو إكرام ، وأنهم على الحق وأن لهم الحسنى ... وكبارا من صيغ المبالغة ... للتأكيد على عظم مكرهم وكيدهم بقومهم ... بل كان من مكرهم وكيدهم أن حرضوا سفهاءهم على قتل نوح عليه السلام .. فنجاه الله من كيدهم ومكرهم ...

🔹وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا
وكان من إضلال الكبراء لقومهم أن يزينوا لهم الشرك ويبعدوهم عن الإيمان ... فدعوهم إلى التمسك بما كان عليه آباءهم من عبادة الأوثان ... واصنامهم التي كانوا يعبدونها هي ( ود ، سواع ، يغوث ، يعوق ، نسر ) وهي أسماء رجال صالحين كانوا في قوم نوح ... فلما ماتوا زين الشيطان للقوم أن يصوروا صالح رجالهم بتماثيل تكون رؤيتهم تنشيط للقوم على العبادة ... ثم إن أولئك القوم ماتوا وجاء أسلافهم فنسوا ما صنعت هذه التماثيل له ... وزين لهم الشيطان أنها إنما كانت تعبد من دون الله ويتوسل بها لتحصيل الخير فعبدوهم من دون الله ...

🔹وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا
أي أن هذه الأوثان التي عبدوها من دون الله قدأضلت أقواما كثيرا .. فلم تأت عبادتهم إلا بضلال وسوء لقوم نوح عليه السلام و لمن بعدهم ، ولذلك كان من دعاء إبراهيم عليه السلام لنفسه ولذريته ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ، رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ) ... وكذلك كانت العرب زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ زين لهم الشيطان أن هذه الأوثان إنما تقربهم إلى الله زلفى ... فعبدوها من دون الله فضلوا بها ضلالا كبيرا ... وأشركوا بخالقهم وصرفوا العبادة والقربى لمن لا يملك لهم ضرا ولا نفعا ،.. ولا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنهم شيئا .
وزاد أولئك الكبراء أقوامهم ضلالا بدعوتهم لهم عبادة الأوثان وعدم تركها ... وكذلك حال الكبراء المعاندين في كل قوم يغرون قومهم فلا يزيدونهم إلا ضلالا ... لذلك لما يئس منهم نوح عليه السلام ورأى كم أضلوا من قومهم دعا عليهم أن لا يزيدهم الله إلا ضلالا وغيا ... لظلمهم أنفسهم بالكفر والشرك وظلمهم قومهم بدعوتهم إلى ما هم فيه من الضلال ...

🔹مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا
ثم بين تعالى أن هؤلاء القوم بكبرائهم ومن اتبعهم وكفر بدعوة نوح عليه السلام فلم يؤمن به قد نالوا ما وعدوا به من عقوبة الدنيا والآخرة ،... فأما في الدنيا فأهلكوا بالطوفان وأغرقوا فلم يبق منهم أحد .. بل لم يبق على وجه الأرض إلا من آمن بنوح عليه السلام ونجاه الله معه في السفينة ... وفي الآخرة نار حارقة تنسيهم بعذابها كل نعيم تنعموه في دنياهم ... وإنما كان ذلك جزاءهم لتكذيبهم وتعنتهم وكفرهم وعنادهم فقد حذرهم نبيهم من مغبة ذلك وأن أعظم الخطايا الشرك بالله والكفر به فازدادوا كفرا وتكذيبا فاستحقوا ما نالوا ، ... فلما وقع بهم ما وعدوا به أيقنوا الهلاك وأن لا منجى من الله ولا ناصر لهم ... فهذا ابن نوح عليه السلام لما طلب منه نوح أن يصعد السفينة ويؤمن معه قال ( قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ، قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ، وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ) ... فلا عاصم لهم ولا نصير ولا منج بعد أن وقع عليهم عذاب الله بكفرهم وذنوبهم ... فكان طوفان الدنيا ممرا لهم إلى نار الآخرة ... والعياذ بالله

🔹وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا
وقد دعا نوح على قومه لما أيس منهم ، ولما أخبره الله تعالى أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن ... وأنه لا سبيل إلى إيمان أحد بعد ... دعا الله تعالى أن يهلك عن الأرض كل كافر به ... وأن لا يذر ساكنا للديار كافرا ... ثم بين أن ذلك حتى يكون للعباد بعد هؤلاء الكفار متسع للإيمان ... فإن هؤلاء الكفار بعد هذا الزمن من الدعوة لا خير فيهم ولن يأتوا إلا بشر ... فببقائهم سيضلون من بعدهم كما ضلوا ... ولن يتناسل من ذرياتهم إلا كافر ضال فاجر ... لذلك دعا عليهم دعوة شاملة بالهلاك والثبور والأخذ بعذاب الله ... فكان الطوفان استجابة لدعوة نوح عليه السلام ... فلم ينج من أهل الأرض كلها إلا من آمن مع نوح عليه السلام وحمله معه على ظهر السفينة ... وأغرق كل من سواهم ( فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ، ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ، وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر ، وحملناه على ذات ألواح ودسر ) ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون )
وكذلك دعوة الأنبياء على أقوامهم بعد كفرهم ليس بينها وبين الله حجاب ... فهذا موسى عليه السلام قد دعا على قوم فرعون ( ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) فقال تعالى ( قال قد أجيبت دعوتكما ) ...
ولذلك خشي محمد صلى الله عليه وسلم أن يدعو على قريش طمعا في إسلامهم وأن يأتي من أصلابهم من يؤمن به ...

🔹رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا
ثم يختم سبحانه دعاء نوح عليه السلام ليكون دعاء لمن بعده من المؤمنين ... دعاء لنفسه وللوالدين والأقربين ... ولكل مؤمن ومؤمنة بالمغفرة من الذنوب ... فقد دعا الله أن يغفر له ( فبدأ بنفسه وكذلك الدعاء يبدأ الإنسان بالدعاء لنفسه ) ثم لوالديه ( ولوالدي ) وهما الأقرب والمأمور ببرهما والدعاء لهما ، ثم وسع الدائرة لكل من دخل بيته ومسكنه مؤمنا بالله ( ولمن دخل بيتي مؤمنا ) ، ثم وسعها لتشمل كل نفس مؤمنة ذكرا كانت أم أنثى ( وللمؤمنين والمؤمنات ) ... فهي من أجمع الدعوات وأشملها لأنها لا تدع أحدا مؤمنا إلا شملته بالدعاء بالمغفرة ...
ولم ينس الظالمين الذين ظلموا أنفسهم بالكفر وغيرهم بالدعوة إليه ، كما ظلموا المؤمنين بفتنتهم وتعذيبهم والتهكم والاستهزاء بهم ، فاستحقوا الدعوة بالثبور والهلاك والخسار والتبار ...

السؤال الخامس
: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه
{{ فلا أقسم بما تبصرون ، وما لا تبصرون ، إنه لقول رسول كريم ، وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ، ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ، تنزيل من رب العالمين ، ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ، ثم لقطعنا منه الوتين }}
فقد أقسم الله بكل ما نبصره وما لا نبصره أن القرآن كلام الله بلغه نبيه صلى الله عليه وسلم ... . ونفى عنه كل ما ادعاه كفار قريش من أنه شاعر أو ساحر أو كاهن ... وأكد أنه تنزيل رب العالمين وذلك دلالة على صدقه فيما بلغه ..

ب: حرمة نكاح المتعة
{{ والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون }}
فبين تعالى أن ما كان غير الزوجة أو ملك اليمين فإنه تعد وتجاوز ما حلل الله إلى ما حرم ، وذلك دليل على تحريم المتعة
لكونها ليست زوجة مقصودة ولا ملك يمين ...


السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.
1- يصبر الداعي على طول مدة الدعوة ولا ييأس مهما طالت دعوته فقد دعا نوحا قومه ليلا ونهارا مدة مئة إلا خمسين عاما ... قال تعالى ( قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا ) ، كما يصبر الداعي على صدود مدعويه وإعراضهم عن دعوته وأذاهم له ... فهذا سيدنا نوح عليه السلام قد صد عنه قومه وتعمدوا عدم سماعه ( فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ، وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ) فصبر على دعوته وعلى أذاهم ... فالصبر أساس الدعوة ومعونته ( واستعينوا بالصبر والصلاة )

2- يستنفد الداعي كل وسائل الدعوة الممكنة والمتاحة له و ينوع في أساليب دعوته فتارة يرغب وتارة يرهب وتارة يذكر وتارة يخوف وتارة يبشر وتارة ينذر وتارة يذكر بالنعم وأخرى يخوف بالنقم ... ( ثم إني دعوتهم جهارا ، ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا ، فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ، مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ) ، كما ويقرب الصور بالتمثيل والتقريب كتقريب صورة البعث بعد الموت بإخراج النبات من الأرض ( والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا ) ، وتقريب صورة تذليل الأرض بجعلها كالبساط ( والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا )

3- مهما بلغ صدود المدعو وتعنته وبعده عن الدعوة يبقى في الإنسان بذرة خير لا بد من استثمارها وتحريكها وتحفيزها فلعلها تتحرك ... فها هو سيدنا نوح عليه السلام رغم تعنت قومه واستكبارهم عن دعوته لم يتوان عن دعوتهم إلى الاستغفارعل الله يغفر لهم ( يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ) ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ) كما لم يترك تذكيرهم بنعم الله ودعوتهم للتأمل كيف خلقهم الله أطوارا ولفتهم إلى خلق السماء والأرض ... عل هذا التفكر يهيج بذرة الخير فيهم فيردهم إلى الإيمان ... ( ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ، ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا ، وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ) ( والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا )

4- يبدأ الداعي بالأساس دائما ... فيبني عقيدة سليمة صحيحة ثم ينتقل إلى غيرها من أمور العبادات ... فها هو نوح عليه السلام والأنبياء كلهم بدأوا دعوتهم بعبادة الله وحده ونبذ عبادة الأوثان وغرس عقيدة الإيمان بالبعث فمن صحت منه هذه العقيدة قادته إلى صحة العبادة والالتزام بغيرها من أمور الشرع ... ( قال يا قوم إني لكم نذير مبين ، أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون ) ( والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا )

5- يلجأ الداعية إلى ربه وحده ويعرض حال مدعويه له ... فإلى الله وحده المشتكى وإليه يلوذ الداعي ومنه يستمد قوته على دعوته ، وإنما تكون شكواه بعد استفراغ وسعه وطاقته ... ( قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا ، فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ، ... )

6- يتعلم الداعي فن الإلحاح في الدعاء وعرض حاله وبسطه رغم علمه بمعرفة الله بحاله ... وحال من يدعوه . لكن الله يحب العبد اللحوح ... فنراه تعالى يذكر نوحا عليه السلام في عرضه حال قومه مرات ومرات ( قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا ) ( قال نوح رب انهم عصوني ) ( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) والداعية أحوج ما يكون إلى دوام الالتجاء إلى الله والإلحاح في دعائه ...

7- يدعو الداعي لنفسه ثم الأقربين ثم يشمل جميع المؤمنين في دعائه ولا يستهين بالدعاء لمن يدعوهم ... فكم من دعوة كانت سبب هداية ضال أو عوة شارد ( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ) ... ويحرص على أن لا يعجل بالدعاء على أحد فإن دعا فعلى كافر أو ظالم وبما يحقق مصلحة لدين الله واستمرار دعوته ( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) ( ولا تزد الظالمين إلا تبارا ) ( ولا تزد الظالمين إلا ضلالا ) ...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 شوال 1437هـ/31-07-2016م, 01:25 AM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

🔶مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح 🔶

أجب على الأسئلة التالية:
📚السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر : القويّة شديدة الهبوب ، شديدة البرد .
ب: واهية : ضعيفة مسترخية .
ج: المهل : دردريّ الزّيت ، أو ما أذيب من النحاس و الرصاص و الفضة .

📚 السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-
أ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.
المسائل التفسيرية :
💡{ سأل سائلٌ بعذابٍ واقع }
* سبب نزول الآية ........ ك س ش
* مقصد الآية ......س
* المراد بالسائل ...... ك س ش
* المراد بواقع ..... ك
💡{ للكافرين ليس له دافع } { من الله ذي المعارج}
* سبب استحقاق الكافرين للعذاب ..... س
* مرجع الضمير في (له ) ........س ش
* معنى قوله : ( ليس له دافع ) ...... ك س ش
* وقت نزول العذاب ....... س
* ذكر المعرفة التي تجعل العبد لا يستعجل العذاب و يتأدب مع ربّه عزّ و جلّ .......س
* المراد بقوله : ( ذي المعارج ) ....... ك س ش
💡{ تعرج الملائكة و الروح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة }
* معنى تعرج ..... ك ش
* المراد بالروح .... ك س ش
* المراد بمقدار اليوم في قوله : ( في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة } ..... ك س ش
*
💡{ فاصبر صبراً جميلا }
* المخاطب في الآية .... ك ش
* متعلق الصبر ..... ك س ش
* المراد بالصبر الجميل ..... س ش
💡{ إنهم يرونه بعيداً }
* مرجع الضمير في ( إنهم) .... ك
* مرجع الضمير في ( يرونه) ....ك س ش
* المراد بالبعيد .....ك ش
* معنى الآية .... س
💡{ و نراهُ قريباً }
* مرجع الضمير في ( نراه ) ...... ك س ش
* ذكر سبب رؤية البعث قريب ..... ك س ش

🔶 ملخص المسائل التفسيرية :
🌟 { سأل سائلٌ بعذابٍ واقع }
* سبب نزول الآية
💡روى النسائي بسنده عن ابن عباس في قوله :
{ سئل سائلٌ بعذابٍ واقع } قال : النضر بن الحارث .
دعا على نفسه بعذاب حين قال :

﴿.....اللَّهُمَّ إِن كانَ هذا هُوَ الحَقَّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَليمٍ }
[الأنفال: 32]
◀ مجموع ما ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر
* مقصد الآية
💡تبيين جهل المعاندين و استعجالهم لعذاب الله ، استهزاءً و تعنتاً و تعجيزاً .
◀ ذكره السعدي
* المراد بالسائل
💡1/ دعا داعٍ بعذابٍ واقع يقع في الآخرة ، و هو قولهم : { اللّهُمّ إن كانَ هَذا هُوَ الحقّ مِن عندك } الآية
قاله مجاهد .
و ذكر ابن كثير : الآية فيها تضمين دلّ عليه حرف الباء كأنّه مقدر : يستعجل سائل بعذاب واقع كقوله :
{ و يستعجلونك بالعذاب و لن يخلف الله و عده}
و ذكر الأشقر معنى التضمين : هو معنى الدعاء
و زاد السعدي على دعا داعٍ : استفتح مستفتحٌ.
2/ سؤال الكفار عن عذاب الله و هو واقع ، ذكره ابن عباس
3/ وادٍ في جهنّم ، يسيل يوم القيامة بالعذاب
قاله ابن زيد و غيره
و قال ابن كثير : هذا القول ضعيف بعيد المراد .
و رجحّ القول الأول بقوله : و الصحيح الأول لدلالة السياق عليه .
◀ذكره ابن كثير و يتضمن قول السعدي و الأشقر
* المراد بواقع
💡مرصد ، معد ، و قال ابن عباس : جاءٍ
◀ ذكره ابن كثير
🌟 { للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج}
* سبب استحقاق الكافرين للعذاب
💡كفرهم و عنادهم
◀ ذكره السعدي
* مرجع الضمير في ( له )
💡على العذاب الواقع
◀ذكره السعدي و الإشقر
* معنى قوله تعالى : ( ليس له دافع * من الله }
💡أي ليس لهذا العذاب الذي استعجل به من استعجل من متمردي المشركين أحدٌ يدفعه قبل نزوله ، أو يرفعه بعد نزوله، فلا دافع له إذا أراد الله كونه
◀ ذكره السعدي و السعدي و الأشقر
* وقت نزول العذاب
💡 إمّا أن يعجّل لهم في الدنيا ، و إمّا أن يؤخّر عنهم إلى الآخرة .
◀ ذكره السعدي
* المعرفة التي تجعل العبد يتأدب مع ربّه و لا يستعجل عذابه
💡معرفة الله تعالى ، و معرفة عظمته و سعة سلطانه
و كمال أسمائه و صفاته ؛ فلو عرفوها ما استعجلوا
و استسلموا و تأدبوا .
◀ ذكره السعدي
* المراد بذي المعارج
1- ذو العلو و الفواضل و الدّرجات ؛ ذكره ابن عباس
و قال قتادة: ذي العلو و النعم ، ذكر هذه الأقوال ابن كثير .
و السعدي : ذو العلو و الجلال و العظمة و التدبير لسائر الخلق
2- معارج السماء ؛ ذكره مجاهد
و قال الأشقر : المصاعد التي تصعد فيها الملائكة
و قيل : المعارج العظيمة .
◀هذا ما ذكر ابن كثير و السعدي و الأشقر
🌟{ تعرج الملائكة و الروح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة }
* معنى تعرج
💡أي تصعد ، قاله قتادة
◀ ذكره ابن كثير ، و قاله الأشقر
* المراد بالروح
💡1/ خلقٌ من خلق الله ، يشبهون الناس ، و ليسوا أناساً ... قاله أبو صالح ، و ذكره ابن كثير
2/ جبريل عليه السلام ؛ فيكون من باب عطف الخاص على العام .... قاله ابن كثير ، وذكره الأشقر
3/ اسم جنس لأرواح بني آدم ، فإنها إذا قبضت يُصعد بها إلى السّماء كما دلّ عليه حديث البراء مرفوعاً بطوله في قبض الروح الطيبة - قال فيه :
(( فلا يزال يصعد بها من سماء إلى سماء حتى ينتهي بها إلى السّماء السّابعة )
رواه الإمام أحمد ، و أبو داود ، و النسائي ، و ابن ماجة ، و الحديث مشهور ، و له شاهد من حديث أبي هريرة . ذكره ابن كثير و يتضمن قول السعدي
3/ مَلك آخرغير جبريل ... ذكره الأشقر
و الله أعلم أن ابن كثير قال يحتمل أنه جبريل مال إليه و لم يرجح .
◀ ما ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر .
* المراد باليوم
💡1/ اليوم الفاصل بين الدنيا و الآخرة قاله ابن أبي حاتم بسنده عن محمد بن كعب ؛ { في يومٍ ...}
قال : هو يوم الفصل بين الدنيا و الآخرة
قال ابن كثير : و هذا قولٌ غريبٌ جداً
2/العروج و الصعود في الدنيا ، فيكون :
اليوم الذي تعرج إلى الله فيها الملائكة و الأرواح ، و أنِها تعرج في يوم بما يسّر لها من الأسباب و أعانها عليه من اللّطافة و الخفة و سرعة السير
ذكره السعدي و قال: هذا أحد الاحتمالات في تفسير الآية ، لأنّ السياق الأوّل يدل عليه .
3/ يوم القيامة ... قاله ابن عباس ، و روي عن عكرمة و الضحاك و ابن زيد ... ذكر هذه الأقوال ابن كثير
قال السعدي : يحتمل أن يكون يوم القيامة ، و أنّ الله تعالى يظهرُ لعباده فيه من عظمته و جلاله و كبريائه ما هو أكبر دليل على معرفته مما يشاهدونه من عُروج الأملاك و الأرواح صاعدة ونازلة بالتدابير الإلهية و الشؤون في الخليقة ، في ذلك اليوم
و يتضمن قول الأشقر

◀ هذا ما ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر
* المراد بالمقدار في قوله : { مقداره خمسين ألف سنة}
💡1/ المراد مسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل السّافلين ، و هو قرار الأرض السّابعة، وذلك مسيرة خمسين ألف سنة .
وذلك اتّساع العرش من قطرٍ إلى قطرٍ مسيرة خمسين ألف سنة ، و أنّه من ياقوتةٍ حمراء ... كما ذكره الن أبي شيبة في كتاب صفة العرش
و قال ابن أبي حاتم عند هذه الآية : روى عن ابن عباس قوله : { في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة } قال : منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السّماوات مقدار خمسين ألف سنة .
ذكر هذه الأقوال ابن كثير
2/ المسافة التي تعرج إلى الله فيها الملائكة و الأرواح ،
تلك المسافة على السير المعتاد مقدار خمسين ألف سنة ، من ابتداء العروج إلى وصولها ما حُدّ لها و ما تنتهي إليه من الملأ الأعلى .
ذكره السعدي وقال أنّ السياق يدلّ عليه
3/ مدةبقاء الدنيا منذ خلق الله هذا العالم إلى قيام السِاعة ، قال ابن أبي حاتم : راوياً بسنده عن مجاهد:
{ في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة}
قال : الدّنيا عمرها خمسون ألف سنة . وذلك عمرها يوم سمّاها الله تعالى يوم { تعرج الملائكة و الروح إليه في يوم } قال : اليوم الدّنيا
و قال عبد الرزاق بسنده عن عكرمة قال: الدّنيا من أوّلها إلى آخرها مقدار خمسين ألف سنة ، لا يدري أحدٌ كم مضى ، و لا كم بقي إلا الله عزّ و جل
ذكره ابن كثير
3/ أن يوم القيامة يكون على الكافرين مدّة خمسين ألف سنة ، ذكره ابن عباس ، و جاء أحاديث في هذا المعنى منها : ما رواه الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( ما من صاحب كنزٍ لا يؤدي حقّه إلا جعل صفائح يحمى عليها في نار جهنّم ، فتكوى بها بجبهته و جنبه و ظهره ، حتّى يحكم الله بين عباده في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدّون ، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة و إماّ إلى النار )) و ذكر بقية الحديث
و رواه مسلم في صحيحه .
◀ هذا ما ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر
و الله أعلم الراجح ما ذكر السعدي لدلالة السياق
أنّها المسافة التي تعرج إلى الله فيها الملائكة و الأرواح .
* مقصد الآيات السابقة
💡أن هذا الملك العظيم و العالم الكبير ، علويّه و سفليّه ، جميعه قد تولى خلقه و تدبيره العليّ الأعلى ، فعَلِمَ أحوالهم الظاهرة و الباطنة ، و علم مستقرّهم
و مستودعهم ، و أوصلهم من رحمته و برّه و رزقه ما عمّهم و شملهم ، و أجرى عليهم حكمه القدريّ و حكمه الشرعي و حكمه الجزائي
فبؤساً لأقوام جهلوا عظمته ، و لم يقدّروه حقّ قدره ، فاستعجلوا بالعذاب على وجه التعجيز و المتحان
و سبحان الحليم الذي أمهلهم و ما أهملهم ، و آذوه فصبر عليهم و عافاهم و وزقهم .
◀ ذكره السعدي- رحمه الله - ما أعظم ما فتح الله عليه بهذا الكلام فهل من مدكّر
🌟 { فاصبر صبراً جميلا }
* المخاطب في الآية
💡المبي محمد صلى الله عليه و سلم
◀ ذكره ابنوكثير و الأشقر
* متعلق الصبر
💡1/ الصبر على تكذيب قومه له ، و استعجالهم العذاب استبعادً لوقوعه ، كقوله تعالى :
﴿يَستَعجِلُ بِهَا الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِها وَالَّذينَ آمَنوا مُشفِقونَ مِنها وَيَعلَمونَ أَنَّهَا الحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذينَ يُمارونَ فِي السّاعَةِ لَفي ضَلالٍ بَعيدٍ﴾ [الشورى: 18]
ذكره ابن كثير و يتضمن قول الأشقر
2/ الصبر على الدعوة لقومه
ذكره السعدي .
و كلا الأمرين يحتاج الصبر ؛ الصبر على التكذيب و الصبر على الدعوة
◀ هذا ما ذكر ابن كثير و السعدي و الأشقر .
* المراد بالصبر الجميل
💡الصبر الّذي لا جزع فيه و لا شكوى إلى غير الله
و لا فيه تضجّر و لا ملل ، بل الاستمرار على أمر الله ، و دعوة عباده إلى توحيده ، و لا يمنع منه عدم انقيادهم و عدم رغبتهم ، فإن الصبر على ذلك خير كثير
◀ مجموع ما ذكره السعدي و الأشقر
🌟 { إنّهم يرونه بعيداً }
* عود الضمير في ( يرونه)
💡1/ و قوع العذاب ... ذكره ابن كثير
2/ قيام الساعة الذي يراه الكفرة بعيد الوقوع و الذي فيه عذاب السائلين بالعذاب ، الذي مقداره خمسين ألف سنة
◀مجموع ما ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر
* المراد بالبعيد
💡أي مستحيل الوقوع ، مستبعداً محالاً
◀ ما ذكره ابن كثير و الأشقر
💡* معنى الآية : ( إنّهم يرونه بعيداً )
أي إن حالهم حالُ المنكر له ، أو الذي غلبت عليه الشّقوة و السّكرة ، حتى تباعد جميعُ ما أمامه من البعث و النشور
◀ ذكره السعدي
🌟{ و نراه قريباً }
* مرجع الضمير النون
💡1/ على الله عزّ و جل ... ذكره السعدي و الأشقر
2/ على المؤمنين .... ذكره ابن كثير
* مرجع الضمير الهاء
يرجع إلى يوم البعث
◀ ابن كثير و السعدي و الأشقر
* سبب رؤية البعث قريب
- الله عزّ وجل يراه قريب ؛ لأنّه رفيقٌ حليمٌ ، لا يعجل ، و يعلم أنّه لا بدّ أن يكون
- و المؤمنون كذلك يعتقدون كونه قريب ، و إن كان له أمدٌ لا يعلمه إلا الله عزّ و جلّ ، لكن ◀ كل ما هو آتٍ فهو قريبٌ و واقع
◀ ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر .
🌷 هذا والله أعلم و الحمد لله على ما يسّر

📚السؤال الثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.
🔶 استفهام بمعنى النفي المتقرّر
أي : بادوا عن آخرهم و لم يجعل الله لهم خلفاً
ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر

ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.
🔶 أي أنّ الرسول الكريم بلّغه عن الله تعالى ، فأضافه إليه على معنى التبليغ ، لأنّ الرسول من شأنه أن يبلغ عن المرسل .

ج: بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.
🔶 المحافظة على أوقاتهم و واجباتهم
ذكره ابن مسعود ، و مسروق، و إبراهيم النخعي
و قال السعدي : مداومون على أوقاتها بشروطها و مكملاتها و ليسوا كمن لا يفعلها أو يفعلها و قتاً دون وقت ، أو يفعلها على وجه ناقص .
فلا يشغلهم عنها شاغل ذكره الأشقر

السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.
🌟بسم الله الرحمن الرحيم 🌟
{ قالَ نوحٌ رّبّ إنّهم عصوني ..}
يخبر الله تعالى عن نبيّه نوح عليه السلام أنّهُ شكا إليه عصيان قومه و تكذيبهم و مخالفتهم له ، بعد دعوته المتنوعة لهم المشتملة على الترغيب تارةً و الترهيب تارةً أخرى و تذكيرهم بنعم الله تعالى
فلم يتّبعون و { اتّبعوا من لم يزده مالُهُ وولدُهُ إلّا خساراً } أي اتّبعوا الملأ و الأشراف من أبناء الدنيا ممن غفل عن أمر الله ، و متّع بمال و أولاد لم يزيدوهم إلا( خساراً ) أي هلاكاً و تفويتاً للأرباح ، و هي استدراج و إنظار لا إكرام ، فكيف بمن انقاد لهم و أطاعهم ؟ و لم يكتفوا بذلك بل منعوا الحقّ أن يصل إلى الآخرين و بذلوا كل ما يستطيعون ، و دبروا و خططوا بدهاء ، { و مكَروا مكْراً كبّاراً } أي مكراً عظيماً كبيراً بليغاً في معاندة الحق ، و كان من مكرهم : أن زينوا لأتباعهم و سولوا لهم بأنهم على الحقّ و الهدى ، داعين لهم إلى الشرك ، كما يقولون لهم يوم القيامة : ﴿... بَل مَكرُ اللَّيلِ وَالنَّهارِ إِذ تَأمُرونَنا أَن نَكفُرَ بِاللَّهِ وَنَجعَلَ لَهُ أَندادًا ..﴾ [سبأ: 33]
و لهذا قال هاهنا : { و مكروا مكراً كبّاراً* و قالوا لا تذرنّ آلهتكم و لا تذرنّ ودًّا و لا سواعاً و لا يغوث و يعوق و نسراً } أي قال الرؤساء للأتباع لمخالفة نوح عليه السلام و عصيان أوامره و أقواله : لا تتركوا عبادة آلهتكم ، فدعوهم إلى التعصب على ما هم عليه من الشرك ، و أن لا يدعوا ما عليه آباؤهم الأقدمون ، و عينوا آلهتم بأنّها { و لا تذرنّ ودًّا و لا سواعًا و لا يغوث و يعوق و نسرا } و هذه أسماء رجال صالحين ، لما ماتوا ، زيّن الشيطان لقومهم أن يصوروا صورهم ، لينشطوا - بزعمهم- على الطاعة إذا رأوها ، ثم طال الأمد ، و جاء غير أولئك فقال لهم الشيطان : إن أسلافكم يعبدونهم ، و يتوسلون بهم ، و بهم يسقون المطر ، فعبدوهم ، و لهذا أوصى رؤسائهم للتابعين لهم ، أن لا يتركوا عبادة هذه الآلهة .
فابتداء عبادة الأوثان كان من ذلك الوقت .
{ و قد أضلّوا كثيرًا..} أي و قد أضلّ كبراؤهم و رؤساؤهم كثيراً من الناس ، و قيل : أضلت الأصنام كثيراً من الناس ، فناسب أن يدعو عليهم نوح عليه السلام لإضلالهم و كفرهم و عنادهم فقال :{ ولا تزد الظالمين إّلا ضلالاً } أي لا تزد الكافرين إلا خسراناً ، فهم لا يزيدون بدعوة الرؤساء إلا ضلالاً ، فلم يبق محل لنجاحهم و لا لصلاحهم ، و كان دعائه هذا بعد قول الله تعالى :{ و أوحي إلى نوحٍ أنّه لن يؤمن من قومك إلّا من قد آمن } [هود:36] ، و خاصة أن دعاءه كان على الظالمين ....
ثمّ بيّن تعالى سبب العقوبة التي حلت بهم لكثرة ذنوبهم و عتوهم و إصرارهم على كفرهم و مخالفة رسولهم ، لهذا ذكر تعالى عذابهم و عقوبتهم الدنيوية و الأخروية ، فقال : { ممّا خطيٓئٰتهم أغرقوا }
في اليم الذي أحاط بهم { فأدخلوا نارًا } فذهبت أجسادهم في الغرق، و أرواحهم للنار و الحرق في الآخرة، و قيل عذاب القبر ، { فلم يجدوا لهم مّن دون الله أنصاراً} أي ام يكن لهم معين و لا مغيث و لا مُجير ينقذهم و ينصرهم حين نزل بهم الأمر الأمرُّ ، فلا أحد يعارض القضاء و القدر ، كقوله : { قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلّا من رّحم } [هود:43]
فأين رؤسائهم ؟ و أين أصنامهم لتنصرهم ؟
ففيه تنبيه لمشركي العرب أنّه كما لم ينتفع قوم نوح بأصنامهم فلم تشفع لهم ، و تدفع عنهم العذاب الشديد ، و تجلب لهم النفع ، كذلك لن تنصركم أصنامكم فهي عاجزة عن ذلك .
واستمر نوح في دعائه : { و قال نوحٌ رّبّ لا تذر على الأرض من الكٰفرين ديّاراً } فدعا ربّه أن يطهر الأرض من الكافرين فلا يبقى على وجه الأرض منهم أحدًا
و ذكر السبب في ذلك ، فقال :
{ إنّك إن تذرهم يُضلّوا عبادك و لا يلدُوٓا إلّا فاجرًا كفّارا} أي : إن أبقيت منهم أحداً أضلوا عبادك، ففي بقائهم مفسدة محضة ، لهم و لغيرهم ، و قال نوح ذلك لأنه مع كثرة مخالطته إيّاهم ، و مزاولته لأخلاقهم ، علم بذلك نتيجة أعمالهم فإنّهم { لا يلدوا إلّا فاجرًا كفّارًا} أي : فاجرًا في الأعمال كافر القلب ، فاستجاب الله له، فأهلك جميع من على وجه الأرض من الكافرين ، و نجّى نوحاً و من معه من المؤمنين
ثم ختمت السورة بهذا الدعاء الذي دعاه نوح عليه السلام : { رّبّ اغفر لي و لوٰلديّ و لمن دخل بَينيَ
مُؤمنًا} فخصّ بالدعاء المذكورين لتأكد حقّهم و تقديم برّهم ، ثم عمم الدّعاء ، فقال : { و للمؤمنين و المُؤمنات } دعاء لجميع المؤمنين و المؤمنات ، و دلك يعم الأحياء منهم و الأموات ؛ و لهذا يستحب هذا الدعاء اقتداءً بنوج عليه السلام ، و بما جاء في الآثار و الأدعية المشروعة المشهورة
وخلال هذه الدعوات المليئة بالرحمة للمؤمنين جميعاً لم ينس أن يدعو على الظالمين بشركهم ، و الظالمين لرسولهم فقال { و لا تزد الظّالمين إلا تبارًا} أي خسارًا و دمارًا و هلاكًا في الدّنيا و الآخرة .
🌟 أختم بفائدة رائعة استوقفتني و هي قول الرازي بعد شرحه قوله تعالى : { فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارًا } : (( و اعلم أن هذه الآية حجّة على كل من عوّل على شيء غير الله تعالى )) فتأملها 🌟

📚السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه
🔶 ﴿فَلا أُقسِمُ بِما تُبصِرونَ ۝ وَما لا تُبصِرونَ ۝ إِنَّهُ لَقَولُ رَسولٍ كَريمٍ ۝ وَما هُوَ بِقَولِ شاعِرٍ قَليلًا ما تُؤمِنونَ﴾ [الحاقة: 38-41]
🔶 ﴿فَمَنِ ابتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادونَ﴾ [المعارج: 31]
ب: حرمة نكاح المتعة
📚السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.

1- أن أول أمر و أعظمه يبدء به الداعي إلى الله دعوته
هو توحيد الله تعالى و النهي عن الشرك
2- الاستعانة بالله و التوكل عليه و الإخلاص له و الصبر هي أعظم زاد للداعي إلى الله تعالى
3- تنويع أساليب الدعوة ، فنوح عليه السلام دعى قومه ليلاً و نهارا ، سرّاً و علانية .
4- استخدام أسلوب الترغيب و الترهيب في الدعوة إلى الله .
5- أن يلفت الداعي إلى الله الناس إلى تأمل ربوبية الله تعالى في هذا الكون من خلق السماوات و ما فيها و الأرض و ما فيها و كل شيء ، مستدلاً بها على ألوهيته تعالى و إفراد العبودية له .
6- عدم استجابة الناس لا يعني تقصير الداعية في دعوته .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 شوال 1437هـ/31-07-2016م, 02:30 AM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

تعديل على سؤال تحرير المسائل في الآية : { و نراه قريباً }
المسألة الأولى : مرجع ضمير المتكلمين
و ليس مرجع الضمير النون
جزاكم الله خيراً

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 شوال 1437هـ/31-07-2016م, 06:01 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.


أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر:أي: باردةٍ والريحُ الصَّرْصَرُ هي الشديدةُ البَرْدِ
ب: واهية:ضَعيفةٌ مُستَرْخِيَةٌ
ج: المهل:الْمُهْلُ ما أُذيبَ مِن النُّحَاسِ والرصاصِ والفِضَّةِ. وقِيلَ: هو دُرْدِيُّ الزيتِ
السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-
أ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.
قائمة المسائل التفسيرية :
(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ)
المعنى الإجمالي للآية :
يقولُ تعالى مُبَيِّناً لجَهْلِ المعانِدِينَ واستعجالِهم لعذابِ اللَّهِ؛ استهزاءً وتَعَنُّتاً وتَعجيزاً: {سَأَلَ سَائِلٌ}؛ أي: دَعَا داعٍ واستفتَحَ مُستَفْتِحٌ{بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} ذكره السعدي
المراد بواقع :
1- واقع لامحالة
2- مرصد معدّ للكافرين.
3- قال ابن عبّاسٍ: {واقعٍ} جاءٍ
ذكر هذه الأقوال ابن كثير ولاتعارض بينها.
أقوال العلماء في المراد بقوله (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ):
القول الأول:
ذلك سؤال الكفّار عن عذاب اللّه وهو واقعٌ وهذا قول ابن عباس وذكره ابن كثير
القول الثاني:
دعا داعٍ بعذابٍ واقعٍ يقع في الآخرة، قال: وهو قولهم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} وهذا قول مجاهد وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
القول الثالث:
وادٍ في جهنّم، يسيل يوم القيامة بالعذاب وهذا قول ابن زيد وغيره ذكره ابن كثير وعقب عليه بقوله : وهذا القول ضعيفٌ، بعيدٌ عن المراد.
الترجيح:
رجح ابن كثير القول الأول بقوله :والصّحيح الأوّل لدلالة السّياق عليه.
والقول الثاني قول وجيه ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر وأستدل عليه بقوله {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}
تعيين السائل في الآية:
النّضر بن الحارث بن كلدة حينَ قالَ: {اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} وهذا قول ابن عباس ذكره ابن كثير والسعدي
الإشارة إلى التضمين وذكر تقديره :
*في الآية تضمينٌ دلّ عليه حرف "الباء"، كأنّه مقدر: يستعجل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ، كقوله: {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده} ذكره ابن كثير
*السؤالُ مُضَمَّنٌ معنى الدعاءِ، والمعنى: دعا داعٍ على نفْسِه بعذابٍ واقعٍ ذكره الأشقر

(لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)
سبب نزول الآيات :
هذا حينَ دعا النَّضْرُ بنُ الحارِثِ القُرَشِيُّ أو غيرُه مِن المُشرِكِينَ فقالَ: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ...} ذكره السعدي
المراد بقوله للكافرين :
أي كائن للكافرين ذكره الأشقر
المراد بقوله (لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ):
لا دافع له إذا أراد اللّه كونه ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر وزاد السعدي لا أحد يَدْفَعُه قبلَ نُزولِه، أو يَرفَعُه بعدَ نُزولِه
معنى اللام في قوله (للكافرين):
اللام لام الاستحقاق أي مستحقون للعذاب بكفرهم وعنادهم ذكره السعدي.
سبب تعنت الكافرين واستعجالهم العذاب:
1- الكفر والعناد ذكره السعدي
2- عدم معرفتهم بالله ولوعَرَفُوا اللَّهَ تعالى، وعَرَفوا عَظمتَه وسَعَةَ سُلطانِه وكَمالَ أسمائِه وصِفاتِه ـ لَمَا استَعْجَلُوا ولاَسْتَسْلَمُوا وتَأَدَّبُواذكره السعدي
تحقق وقوع العذاب:
العذابُ لا بُدَّ أنْ يَقَعَ عليهم مِن اللَّهِ؛ فإمَّا أنْ يُعَجَّلَ لهم في الدنيا، وإمَّا أنْ يُؤَخَّرَ عنهم إلى الآخِرةِ ذكره السعدي
(مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)
علاقة الآية بما قبلها:
سبب استعجالهم العذاب انهم لم يعرفوا الله ولو عَرَفُوا اللَّهَ تعالى، وعَرَفوا عَظمتَه وسَعَةَ سُلطانِه وكَمالَ أسمائِه وصِفاتِه ـ لَمَا استَعْجَلُوا ولاَسْتَسْلَمُوا وتَأَدَّبُوا؛ ولهذا أَخْبَرَ تعالى مِن عَظمتِه مَا يُضَادُّ أقوالَهم القَبيحةَ، فقالَ: {ذِي الْمَعَارِجِ}ذكره السعدي
المراد بقوله من الله :
{مِنَ اللهِ} أيْ: واقعٌ مِن جِهتِه سُبحانَه ذكره الاشقر
المراد بذي المعارج:
القول الأول:
ذو الدّرجات وهو قول ابن عباس وذكره ابن كثير
القول الثاني:
العلوّ والفواضلوهو قول ابن عباس وذكره ابن كثيرو السعدي وزاد بذكرالجلالِ والعَظمةِ والتدبيرِ لسائِرِ الخَلْقِ السعدي
القول الثالث:
معارج السّماء وهو قول مجاهد وذكره ابن كثير وذكره الأشقر بقوله :ذي الْمَصَاعِدِ التي تَصْعَدُ فيها الملائكةُ
القول الرابع:
ذي الفواضل والنّعم وهو قول قتادة وذكره ابن كثير
القول الخامس:
العظمة ذكره السعدي والأشقر
القول الراجح:
الذي يظهر أن الأقوال غير متعارضة والله أعلم

(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
معنى تعرج :
عن قتادة: {تعرج} تصعد ذكره ابن كثير والاشقر
المراد بالروح :
القول الأول:
قال أبو صالحٍ: هم خلقٌ من خلق اللّه. يشبهون النّاس، وليسوا أناسًا.
القول الثاني: ويحتمل أن يكون المراد به جبريل، ويكون من باب عطف الخاصّ على العامّ ذكره ابن كثير والأشقر
القول الثالث:
ويحتمل أن يكون اسم جنسٍ لأرواح بني آدم، فإنّها إذا قبضت يصعد بها إلى السّماء ذكر هذا القول ابن كثير والسعدي
الدليل: دلّ عليه حديث البراء، وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجه، من حديث المنهال، عن زاذان، عن البراء مرفوعًا -الحديث بطوله في قبض الرّوح الطّيّبة-قال فيه: "فلا يزال يصعد بها من سماءٍ إلى سماءٍ حتّى ينتهي بها إلى السّماء السّابعة".
القول الرابع:
مَلَكٌ آخَرُ عظيمٌ غيرُ جِبريلَ ذكره الأشقر .
أقوال العلماء في المراد بقوله (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ):
القول الأول:
أنّ المراد بذلك مسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل السّافلين، وهو قرار الأرض السّابعة، وذلك مسيرة خمسين ألف سنةٍ، هذا ارتفاع العرش عن المركز الّذي في وسط الأرض السّابعة هذا قول ابن عباس وذكره ابن كثير
القول الثاني:
أنّ المراد بذلك مدّة بقاء الدّنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام السّاعة، هذا قول مجاهد وعكرمة وذكره ابن كثير
القول الثّالث: أنّه اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة، هذا قول محمّد بن كعبٍ ذكره ابن كثيروعلق عليه ابن كثير بقوله :وهو قولٌ غريبٍ جدًّا.
القول الرّابع:
أنّ المراد بذلك يوم القيامة وهو قول ابن عبّاسٍ بإسناده صحيحٌ و عكرمة والضّحّاك، وابن زيدٍ ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر وفرق الأشقر بين المؤمنين والكافرين فقال :إنَّ مِقدارَ يومِ القيامةِ على الكافرينَ خَمسونَ ألْفَ سَنَةٍ، وعلى المؤمنينَ مِقدارُ ما بينَ الظهْرِ والعصْرِ
دليل القول :
*عن أبي سعيدٍ قال: قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده، إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ يصليها في الدنيا"رواه أحمد ورواه ابن جريرٍ
*أن رجلا ً من بني عامر بن صعصعة مر على أبو هريرة فقيل له: هذا أكثر عامريٍّ مالًا ، فأوصاه وأمره أن يؤدي حق الله فيها والشاهد من الحديث(في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ) روام الإمام أحمد ورواه مسلمٌ في صحيحه بتمامه منفردًا به دون البخاريّ.
القول الخامس:
المسافةَ التي تَعْرُجُ إلى اللَّهِ فيها الملائكةُ والأرواحُ، ، مِن ابتداءِ العُروجِ إلى وُصولِها ما حُدَّ لها وما تَنْتَهِي إليه مِن المَلأِ الأعْلَى ،ويكون العروج والصعود إليه لدلالة السياق عليه ذكره السعدي .
القول الراجح :
الذي يترجح القول الرابع أنه يوم القيامة لدلالة الأدلة عليه ولصحة الإسناد عن ابن عباس ،وقد ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

تخفيف يوم القيامة على المؤمنين :
يخفف الله يوم القيامة على المؤمنين ذكره السعدي وزاد الأشقر بكونه على المؤمنينَ مِقدارُ ما بينَ الظهْرِ والعصْرِ
ذكر وظيفة الملائكة :
تدبير ما أمرها الله بتدبيره ذكره السعدي
دلالة الآية على أسماء الله وأوصافه:
دلت على عظمة ملك الله وتدبيره وسعة علمه وحكمه وحلمه ذكره السعدي

(فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)
المخاطب في الآية :
محمد صلى الله عليه وسلم ذكره ابن كثير والاشقر
المراد بالصبر الجميل :
لا تَضَجُّرَ فيه ولا مَلَلَ لا جَزَعَ فيه ولا شَكْوَى إلى غيرِ اللهِو مع الاستمرار في الدعوة ذكره السعدي والأشقر
متعلق الصبر :
الصبر على تكذيب قومه له ذكره ابن كثير والاشقر
الصبر على الدعوة ذكره السعدي
سبب استعجالهم العذاب :
استبعادًا لوقوعه، كقوله: {يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها والّذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ}ذكره ابن كثير

( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)
عود الضمير في يرونه:
العذاب وقيام الساعة والبعث ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
المراد بقوله (بعيدا):
بمعنى مستحيل الوقوع محالاً ذكره ابن كثير والسعدي والاشقر
سبب استبعادهم وقوع العذاب :
انكارهم له ذكره السعدي
(وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)
المراد بالضمير في (ونراه قريبا):
القول الأول:
المؤمنون يعتقدون كونه قريبًا، وإن كان له أمدٌ لا يعلمه إلّا اللّه، عزّ وجلّ ذكره ابن كثير
القول الثاني :
اللَّهُ يَراهُ قَريباً؛ لأنَّه رَفيقٌ حَليمٌ، لا يَعْجَلُ ذكره ابن كثير
سبب قرب يوم القيامة :
لأن كل ماهو آت فهو قريب ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

السؤال الثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.
معنى الاستفهام النفْيِ الْمُتَقَرِّرِ .

ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.
معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ):
*يراد به التبليغ لأن الرسول محمد الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغ عن الله
فيكون قوله من جهة أنه يبلغه ؛ ولهذا أضافه في سورة التّكوير إلى الرّسول الملكيّ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمينٍ} وهذا جبريل، ، فأضافه تارةً إلى قولٍ الرّسول الملكيّ، وتارةً إلى الرّسول البشريّ؛ لأنّ كلًّا منهما مبلّغٌ عن اللّه ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه
*وقد يراد به التلاوة أيْ: إنَّ القرآنَ لَتِلاوةُ رسولٍ كريمٍ، والمرادُ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ. أو: إنه لقولٌ يُبَلِّغُه رسولٌ كريمٌ. يُريدُ به جِبريلَ
ج: بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) )
أقوال العلماء في المراد بقوله (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ):
1- يحافظون على أوقات الصلاة وواجباتها قاله ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ ذكره ابن كثير، وذكر مثله السعدي وزاد شروطها ومُكَمِّلاَتِها وذكره الأشقر وأضاف أنه لايشغلهم عنها شاغل.
2- المراد بالدّوام هاهنا السّكون والخشوع، كقوله: {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون} قاله عتبة بن عامرٍ. ومنه الماء الدّائم، أي: السّاكن الرّاكد ذكره ابن كثير
3- المراد بذلك الّذين إذا عملوا عملًا داوموا عليه وأثبتوه، كما جاء في الصّحيح عن عائشة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (أحبّ الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ)ذكره ابن كثير
4- قال قتادة :ذكر لنا أنّ دانيال، عليه السّلام، نعت أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يصلّون صلاةً لو صلّاها قوم نوحٍ ما غرقوا، أو قوم عادٍ ما أرسلت عليهم الرّيح العقيم، أو ثمود ما أخذتهم الصّيحة. فعليكم بالصّلاة فإنّها خلق للمؤمنين حسنٌذكره ابن كثير
القول الراجح :
الذي يترجح القول الأول وقد أجمع على ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر وهو ظاهر اللفظ والله أعلم .


السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21)
قال نوح وهو يشتكي قومه لربه بعد أن دعاهم إلى الله ووعظهم ورغبهم ورهبهم فقابلوا ذلك بالعصيان وإتباع الملأ والأشراف وأصحاب الثروة والمال والجاه والأولاد الذين لم تزدهم نعم الله الا خسارا وهلاكاً وضلالاً وتفويتاً للخير، وهذا من السفه وقلة العقل فتركوا إتباع الرسول وأتبعوا أصحاب الهوى والضلال.
( وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)
و مَكْراً كَبيراً بلِيغاً عظيماً في رد دعوة نوح عليه السلام وفي التحريش على قتله .
( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)
قال رؤساء الكفار لأتباعهم يأمرونهم بمعصية نوح لاتتركوا عبادة أصنامكم ثم ذكروا أسمائها(وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا)
وهذه الأسماء في الأصل لرجال صالحين كانوا بين آدم ونوح ،لما ماتوا حزن قومهم لفراقهم فزين الشيطان لهم أن يصوروا صورهم حتى يتذكروهم ويكون ذلك سبباً لاجتهادهم في طاعة الله ثم طال الأمد وتطاول الزمان ونشأ من بعدهم قو آخرين فوسوس لهم الشيطان بأن أسلافهم كانوا يعبدونها ويسقون بها المطر فكان هذا الأمر سببا ً لعبادتهم للأصنام .
( وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)
وقد أضل الكبار والرؤساء منهم خلقاً كثيراً، وقيل: المراد الأصنام التي اتخذوها أضلوا بها خلقاً كثيراً،ثم دعا نوح عليه السلام على قومه بقوله
(وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا) أي خسراناً وقيل :ضلالاً في مكرهم وسبب دعائه عليهم ماوقع منهم من التمرد والكفر و العصيان .
(مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)
{ممّا خطاياهم} وقرئ: {خطيئاتهم} {أغرقوا} أي: بسبب كثرة ذنوبهم وكفرهم ومخالفتهم نوح عليه السلام عاقبهم الله بالغرق في البحر وهذه عقوبة دنيوية لأجسادهم وأرواحهم ثم عاقب الله أرواحهم بالنار في الآخرة وقيل : عذاب القبر ،{فلم يجدوا لهم من دون اللّه أنصارًا} أي: لم يكن لهم من دون الله معينٌ ولا مدافع ولا مغيث ينقذهم من العذاب .
( وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)
لما أصاب نوح اليأس من قومه ولقى منهم الإعراض والعناد دعا عليهم بقوله (رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا) و الدَّيَّارُ: مَن يَسكُنُ الدِّيارَ وقيل :واحداً والمعنى أن لايترك الله على وجه الأرض أحداً من الكفار فاستجاب الله دعوته فأغرق الكفار جميعاً ومنهم ابنه .
(إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)
بعد أن دعا نوح ربه أن يهلك جميع من كفر ذكر سبب دعائه عليهم بأنهم سبب في إضلال من يأتي بعدهم ولايلدوا الافاجراً في الأعمال يترك الطاعات، كفاراً: كافر القلب كافراً بنعمة الله عليه وذلك لخبرته بهم ومكثه بينهم ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا.
(رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)
في ختام اسورة دعا نوح عليه السلام بدعاء جامع فقال (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا) فطلب من الله أن يغفر له ولوالديه المؤمنين ولمن دخل بيته من المؤمنين وخرج بتقيديه بالإيمان طلب المغفرة لمن دخل بيته من الكفار ومنهم زوجته وابنه، وقدم من ذكر لتأكد حقهما ثم عمم الدعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ثم سأل الله أن يزيد الظالمين هَلاكاً ودَماراً ودخل في دعائه كل ظالم إلى يوم القيامة .

السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه
الدليل : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)
وجه الدلالة :
ذكر الله في الآيات أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان كاذباً لأصابه من الله أشد العقوبات
فلما لم يعاقبه الله بل كتب له النصر على أعدائه ولرسالته العلو والنصر والتمكين تبين بذلك صدقه صلى الله عليه وسلم ، وقد أشار إلى هذا المعنى ابن كثير بقوله :{فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} أي: فما يقدر أحدٌ منكم على أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئًا من ذلك. والمعنى في هذا بل هو صادقٌ بارٌّ راشدٌ؛ لأنّ اللّه، عزّ وجلّ، مقرّرٌ له ما يبلّغه عنه، ومؤيّدٌ له بالمعجزات الباهرات والدّلالات القاطعات.
ب: حرمة نكاح المتعة.
(فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)سورة المعارج
وجه الدلالة : قال السعدي : ({فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ}؛ أي: غيرَ الزوجةِ ومِلْكِ اليَمينِ، {فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}؛ أي: الْمُتَجَاوِزونَ ما أَحَلَّ اللَّهُ إلى ما حرَّمَ اللَّهُ.
ودَلَّتْ هذه الآيةُ على تَحريمِ نِكَاحِ المُتْعَةِ؛ لكونِها غيرَ زوجةٍ مَقصودةٍ، ولا مِلْكِ يَمينٍ.
السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.
*أن يبدأ الداعية إلى الله بدعوة قومه إلى توحيد الله فيبدأ بالأهم ثم المهم يؤخذ هذا من قوله تعالى (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ(3) فيقدم التوحيد على غيره لأنه الأساس الذي تبنى عليه بقية الأعمال.
*أن يجمع الداعية إلى الله بين الترغيب والترهيب في دعوته إلى الله يؤخذ هذا من قوله تعالى (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ ۖ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)
فرغبهم بذكر مغفرة الله لهم والتأخير إلى أجل مسمى بحيث يتمتعون في الدنيا مدة بقائهم فيها وخوفهم بأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر.
*أن ينوع الداعية إلى الله في أساليب الدعوة فيدعو إلى الله سراً وجهاراًمع اختيار الأسلوب المناسب والأقرب للاستجابة يؤخذ هذا من قوله تعالى (ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9)
*استغلال عموم الأوقات المناسبة للدعوة إلى الله والتنويع في الأوقاتيؤخذ هذا من قوله تعالى ( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5)
*أن يتحلى الداعي إلى الله بخلق الصبر فيصبر على المدعوين وإن قابلوا دعوته بالإعراض، أن لايكتفى بدعوتهم مرة واحدة بل يكرر دعوتهم إلى الله لعلهم يستجيبوا له يؤخذ هذا من قوله تعالى ( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)
*الترغيب فيما ينفع الإنسان ويعود عليه بالمصلحة أسلوب من الأساليب المؤثرة في استجابة المدعو، إذ يعرف المدعو الجزاء المترتب على استجابته، ومن ثم يسعى إلى تحقيق ما ينفعه في الدنيا والآخرة،وقد رغب نوح – عليه السلام – قومه، وأطمعهم في خيري الدنيا والآخرة
*الترغيب والتذكير بالمكاسب الدنيوية و الأخرويةيؤخذ هذا من قوله تعالى ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا(12) فرغبهم بذكر مغفرة الله والأمطار والأموال والأولاد والجنات
* الدعوة إلى الله وتعظيمه عن طريق لفت الأنظار للكون والنفس وما خلق الله يؤخذ هذا من قوله تعالى ( ما لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا(16)
*تذكير الناس بالنشأة الأولى والمرجع والمعاد يؤخذ هذا من قوله تعالى (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18)
* الدعوة إلى الله ببيان نعمه يؤخذ هذا من قوله تعالى(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)
*الاستدلال على الربوبية والألوهيةيؤخذ هذا من قوله تعالى (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا(16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18)وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)
*الدعاء على الكافرين إذا أصروا على الكفر والعناد ، وبغوا وطغوا وأضلوا الناس يؤخذ هذا من قوله تعالى (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26 شوال 1437هـ/31-07-2016م, 06:43 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

أجبعلى الأسئلةالتالية:
السؤال الأول: اذكرالمعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر.باردة شديدة الهبوب .
ب: واهية.ضعيفة مسترخية منخرقة .
ج: المهل. المذاب من الرصاص والنحاس والفضة , وقيل : دردّي الزيت

السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرينفي كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-
قائمة المسائل :
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَلَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)
معنى سأل ك س ش
نوع السؤال س
فيمن نزلت الآيات ك
المراد بالعذاب ك
معنى واقع ك
نوع اللام ك س ش
معنى ليس له دافع ك س ش


مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)
معنى من الله ش
معنى ذي المعارج ك س ش
تَعْرُجُالْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَسَنَةٍ (4)
معنى تعرج ش
معنى الروح ك ش
المراد باليوم س ش
المراد بمقداره خمسين ألف سنة . ك س ش
دلالة الآيات على عظمة الله س
المسائل العقدية :
ما يحدث للروح بعد وفاتها س
فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)
المخاطب في الآية . ك
متعلق الصبر ك
معنى الصبر الجميل س ش
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)
مرجع الضمير الهاء في ( يرونه ) ك
فاعل الرؤية ك
معنى بعيدا ك
وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)
فاعل الرؤية ك س
مرجع الضمير الهاء في ( نراه ) ك س
وجه كون يوم البعث قريب ك س ش

خلاصة أقوال المفسرين
أ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَلَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)
معنى سأل ك س ش
فيه تضمين دل عليه حرف الباء والمعنى : دعا واستعجل . حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
نوع السؤال س
سؤال استهزاء وتعنت وتعجيز . ذكره السعدي
فيمن نزلت الآيات ك
قيل : هو النضر بن الحارث بمن كلدة , وقيل هو سؤال الكفار عموما . رويا عن ابن عباس ذكرهما ابن كثير
عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} قال: النّضر بنالحارث بن كلدة.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} قال: ذلك سؤال الكفّار عن عذاب اللّه وهو واقعٌ.
المراد بالعذاب ك
ق1: هو سؤال الكفار أن ينزل عليهم حجارة من السماء أو يأتيهم بعذاب أليم . روي عن مجاهد ذكره ابن كثير .
عن مجاهدٍ في قوله: تعالى {سأل سائلٌ} دعا داعٍ بعذابٍ واقعٍ يقع في الآخرة، قال: وهو قولهم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أوائتنا بعذابٍ أليمٍ} [الأنفال: 32].
ق2: واد في جهنم . روي عن ابن زيد وغيره نقله ابن كثير وضعفه .
قال ابن زيدٍ وغيره: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} أي: وادٍ في جهنّم، يسيل يومالقيامة بالعذاب. قال ابن كثير :وهذا القول ضعيفٌ، بعيدٌ عن المراد.
الترجيح : قال ابن كثير . والصّحيح الأوّل لدلالةالسّياق عليه).
معنى واقع ك
ق1: أي مرصد معد للكافرين . ذكره ابن كثير .
ق2: أي جاء ومتحقق إذا أراد الله مجيئه . ذكره السعدي .
وكلا المعنيين محتمل وصواب ويمكن الجمع بينهما أن هذا العذاب معد للكافرين وأنه إن أراد الله نزوله ومجيئه سيقع ويتحقق لا محالة – والله تعالى أعلم - .
نوع اللام ك س ش
لام الاستحقاق أي مستحق للكافرين بسبب كفرهم وعنادهم . أشار إليه ابن كثير والسعدي والأشقر .
معنى ليس له دافع ك س ش
أي ليس لأحد أن يمنع وقوعه أو يرفعه إن وقع .ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)
معنى من الله ش
أي واقع من جهته سبحانه. ذكره الأشقر
معنى ذي المعارج ك س ش
ق1: ذو الدرجات .ذكره ابن كثير
ق2: ذو العلو والفواضل .ذكره ابن كثير
ق3: معارج السماء .ذكره ابن كثير
ق4: ذو الفواضل والنعم .ذكره ابن كثير
ف5: ذو العلو والجلال والعظمة والتدبير لسائر الخلق . ذكره السعدي
ق6: ذو المصاعد التي تصعد فيها الملائكة . ذكره الأشقر

تَعْرُجُالْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَسَنَةٍ (4)
معنى تعرج ش
تصعد. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
معنى الروح ش
ق1: جبريل ويكون العطف من باب عطف الخاص على العام . ذكره ابن كثير والأشقر
ق2 : ملك عظيم غير جبريل . ذكره الأشقر .
ق3 : اسم جنس يشمل الأرواح كلها. ذكره ابن كثير والسعدي .
عن البراء مرفوعًا -الحديث بطوله في قبض الرّوح الطّيّبة-قال فيه: "فلا يزال يصعدبها من سماءٍ إلى سماءٍ حتّى ينتهي بها إلى السّماءالسّابعة". واللّه أعلم بصحّته،فقد تكلم في بعض رواته، ولكنّه مشهورٌ، وله شاهدٌ في حديث أبي هريرة.
ق4: هم خلقٌ من خلق اللّه. يشبهون النّاس، وليسوا أناسًا. ذكره ابن كثير
المراد باليوم س ش
ق1: في الدنيا عند وفاة العبد . ذكره السعدي
ق2: يوم القيامة . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
المراد بمقداره خمسين ألف سنة . ك س ش
ق1: أي مقدار عروج الملائكة من الارض إلى ما تنتهي إليه من الملأ الأعلى يوم بما يسر الله لهم من السرعة وهذه المسافة مقدار اجتيازها على السير المعتاد خمسون ألف سنة . ذكره السعدي
ق2: أي مقدار يوم القيامة خمسون ألف سنة من طوله وشدته لكن الله يخففه على المؤمن . روي عن ابن عباس وعكرمة والضحاك وابن زيد . ذكره السعدي والأشقر
عن ابن عبّاسٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: يوم القيامة. هذا وإسنادهصحيحٌ. ورواه الثّوريّ عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة {في يومٍ كان مقداره خمسين ألفسنةٍ} يوم القيامة. وكذا قال الضّحّاك، وابن زيدٍ.
ق3: مدة الموقف خمسون ألف سنة . ذكره الأشقر
ق4: مقدار مابين أسفل سافلين إلى العرش خمسون ألف سنة . ذكره ابن كثير .
عن ابن عبّاسٍ قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: منتهى أمره من أسفلالأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنةٍ ويومٌ كان مقداره ألفسنةٍ. يعني بذلك: تنزل الأمر من السّماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السّماء في يومٍواحدٍ فذلك مقداره ألف سنةٍ؛ لأنّ ما بين السّماء والأرض مقدار مسيرة خمسمائةسنةٍ.
وقد رواه ابن جريرٍ عن ابن حميدٍ، عن حكّام بن سلمٍ، عن عمر بن معروفٍ، عنليثٍ، عن مجاهدٍ قوله، لم يذكر ابن عبّاسٍ.
عن ابن عبّاسٍ قال: غلظ كلّ أرضٍ خمسمائة عامٍ، وبين كلّ أرضٍ إلى أرضٍ خمسمائةعامٍ، فذلك سبعة آلاف عام. وغلظ كل سماء خمسمائة عامٍ، وبين السّماء إلى السّماءخمسمائة عامٍ، فذلك أربعة عشر ألف عامٍ، وبين السّماء السّابعة وبين العرش مسيرةستّةٍ وثلاثين ألف عامٍ، فذلك قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}
ق5: مدّة بقاء الدّنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام السّاعة . ذكره ابن كثير
عن مجاهدٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا عمرها خمسون ألفسنةٍ. وذلك عمرها يوم سمّاها اللّه تعالى يوم، {تعرج الملائكة والرّوح إليه فييومٍ} قال: اليوم: الدّنيا. رواه ابن أبي حاتم
عن عكرمة: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا من أوّلها إلى آخرهامقدار خمسين ألف سنةٍ، لا يدري أحدٌ كم مضى، ولا كمبقي إلّا اللّه، عزّ وجلّ. رواه عبد الرزاق
ق6: أنّه اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة، أورده ابن كثير وقال :وهو قولٌ غريبٍ جدًّا.
عن موسى بن عبيدة، أخبرني محمّد بن كعبٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: هو يوم الفصل بين الدّنيا والآخرة. رواه ابن أبي حاتم .
ما يحدث للروح بعد وفاتها س
فأَمَّا الأبرارُ فتَعْرُجُ أرواحُهم إلى اللَّهِ، فيُؤْذَنُ لها مِن سماءٍ إلىسماءٍ حتى تَنتهِيَ إلى السماءِ التي فيها اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ، فتُحَيِّي ربَّهاوتُسَلِّمُ عليه، وتَحْظَى بقُربِه، وتَبْتَهِجُ بالدُّنُوِّ منه، ويَحْصُلُ لهامنه الثناءُ والإكرامُ والبِرُّ والإعظامُ.
وأمَّا أرواحُ الفُجَّارِ فتَعْرُجُ،فإذا وَصَلَتْ إلى السماءِ استَأْذَنَتْ فلم يُؤْذَنْ لها وأُعِيدَتْ إلى الأرضِ. ذكره السعدي
دلالة الآيات على عظمة الله س
فهذا الْمُلْكُ العظيمُ والعالَمُ الكبيرُ؛ عُلْوِيُّهُوسُفْلِيُّهِ, جَميعُه قد تَوَلَّى خَلْقَه وتدبيرَه العَلِيُّ الأَعلى، فعَلِمَأحوالَهم الظاهرةَ والباطنةَ، وعَلِمَ مُستَقَرَّهُم ومُستودَعَهم، وأَوْصَلَهم مِنرَحمتِه وبِرِّه ورِزْقِه ما عَمَّهُم وشَمِلَهم، وأَجْرَى عليهم حُكْمَهالقَدَرِيَّ وحُكمَه الشرعيَّ وحُكمَه الْجَزَائِيَّ.
فبُؤْساً لأقوامٍ جَهِلُوا عَظمتَه، ولميُقَدِّرُوه حقَّ قَدْرِه، فاستَعْجَلُوا بالعذابِ على وجهِ التعجيزِوالامتحانِ. ذكره السعدي .
فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)
المخاطب في الآية . ك
أي يامحمد . ذكره ابن كثير .
متعلق الصبر . ك
على تكذيب قومك لك واستعجالهم العذاب استبعادا لوقوعه, وتصبر على دعوتك . ذكره ابن كثير
معنى الصبر الجميل س ش
لا جزع فيه ولا شكوى لغير الله . ذكره السعدي والأشقر
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6
مرجع الضمير الهاء في ( يرونه ) ك
أي يوم القيامة والعذاب . ذكره ابن كثير .
فاعل الرؤية . ك
هم الكفرة . ذكره ابن كثير .
معنى بعيدا . ك
أي مستحيل الوقوع . ذكره ابن كثير
سبب استبعادهم ليوم البعث س
لغلبة الشقوة والغفلة عليهم . ذكره السعدي
) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7
فاعل الرؤية ك س
قيل المؤمنون . ذكره ابن كثير .
وقيل الله . ذكره السعدي .
مرجع الضمير الهاء في ( نراه ) ك س
أي يوم البعث والقيامة . ذكره ابن كثير والسعدي .
وجه كون يوم البعث قريب ك س ش
لأن كل ما هو آت فهو قريب وواقع لا محالة . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر


السؤالالثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.
بمعنى النفي المتقرر أي لم يبق منهم أحد .
ب: بيّن معنى كونالقرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.
أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم مبلّغ عن الله ما استأمنه عليه من وحيه , فأضاف القرآن تارة إلى محمد صلى الله عليه وسلم , وتارة إلى جبريل عليه السلام لأن كلاهما مبلغ عن الله وحيه .
ج: بيّن معنى المداومةعلى الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.
ورد في ذلك أقوال عدة منها:
ق2: المداومة على السكون والخشوع . ذكر ذلك ابن كثير.
كقوله: {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون}قاله عتبة بن عامرٍ. قال ابن كثير , ومنه الماء الدّائم، أي: السّاكن الرّاكد.
ق2: يحافظون على أوقاتها وواجباتها وشروطها . قاله ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ . نقله عنهم ابن كثير , وقال به السعدي والأشقر .
ق3: الّذين إذا عملوا عملًا داوموا عليه وأثبتوه، ذكره ابن كثير .
كما جاء في الصّحيح عن عائشة، عن رسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "أحبّالأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ". وفي لفظٍ: "ما داوم عليه صاحبه"، قالت: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذاعمل عملًا داوم عليه. وفي لفظ: أثبته.
الترجيح : هذه الأقوال متقاربة, فالأول خص المداومة بالخشوع والسكون , والثاني أعم من الأول إذ الخشوع والسكون والطمأنينة من شروط الصلاة , وهذان القولان يدخلان في القول الثالث لأنه أعم منهما وهو المداومة على العمل والمقصود به هنا المداومة على إقامة الصلاة على الوجه المشروع والإتيان بالشروط والواجبات وهو الراجح – والله تعالى أعلم -.
السؤالالرابع: فسّر باختصار قولهتعالى:-
أ: {قَالَ نُوحٌرَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُإِلَّا خَسَارًا (21)
شكا نوح عليه السلام إلى ربه حال قومه , فقال مخاطباً ربه رب إن قومي عصوني ولم يتبعوني فيؤمنوا بك وحدك ولا يشركوا بك شيئا , وانصرفوا إلى اتباع كبرائهم ممن أوتي المال والولد وليس بنافعهم هذا المال والولد, ولن يزيدهم إلا ضلالا في الدنيا وعقوبة وهلاكا في الآخرة وإنما متعهم الله به استدراجا لهم .
وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)
قال نوح لربه أيضا أنهم لم يكتفوا بعدم التصديق بي واتباعي , بل مكروا مكرا كبيرا وعظيما ؛ وذلك أنهم زينوا الباطل لأهله وللناس حتى يظنون أنهم على حق , وردوا الحق الذي جاء به نوح عليه السلام وحرضوا على قتله ومحاربته .
وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّآَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَوَنَسْرًا (23)
ودعوا إلى التمسك بعبادة الأصنام والشرك , وقالوا لاتتركوا عبادة ماكان يعبد أباءكم من أصنام ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا , وهذه أسماء رجال صالحين لما ماتوا نصبوا لهم أصناما ليذكرونهم بالعبادة ويتقوون عليها , فلما مات هؤلاء ومضى الزمن عبدت من دون الله .
وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّاضَلَالًا (24)
قيل أن المراد أن الأصنام أضلت كثيرا من الناس عن الحق , وقيل أن الرؤساء وكبرائ القوم أضلوا كثيرا من الناس ولبسوا عليهم الحق .
مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْيَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)
أي بسبب خطاياهم ومعاصيهم عاقبهم الله في الدنيا بالغرق بالطوفان , ولهم في الآخرة عذاب النار, وليس ينصرهم وينجيهم من عذاب الله أحد , وقرئت مما خطيئاتهم , ومما خطاياهم .
وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَاتَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)
ثم لما رأى نوح عليه السلام ضلالهم وإضلالهم دعا الله عليهم أن يهلكهم جميعا فلا يبقي منهم أحد ممن يسكن الديار أو يدور في الأرض فاستجاب له ربه جل وعلا .
إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْيُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)
يقول نوح عليه السلام رب إنك إن تركتهم أحياء سيضلون عبادك , ولا يخرج من إصلابهم إلا فاجرا في الأعمال تاركا للطاعة , كثير الكفران لنعمتك فلا يؤدي حقها .
وإنما قال ذلك لعلمه بحالهم ومعاشرته لهم دهرا طويلا .
رَبِّ اغْفِرْلِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَوَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.
دعا نوح عليه السلام بالمغفرة له ولوالديه ,ثم دعا لمن دخل بيته مؤمنا وقيل يحمل المعنى على ظاهره وقيل المراد مسجده وقيل سفينته , وقدمهم لتأكد حقهم , ثم دعا للمؤمنين والمؤمنات , ودعا على الظالمين أن يزيدهم الله خسارة في الدنيا والآخرة وهلاكا .
السؤال الخامس: استدلّلما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغهعن ربه
قوله تعالى : وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُبِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْأَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)
فلمَا أيد الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالمعجزات المثبتة لصدقه , وأيده بنصره , ومكنه في الأرض علم من ذلك أنه صدق فيما بلغه عن ربه لأن في هذا دلالة على رضا الله عنه وتصديق لما بلغ إذ لو لم يبلغ رسالة ربه على وجهها وحاشاه صلى الله عليه وسلم لكان الله عاجله بهذه العقوبة التي توعد بها سبحانه.
ب: حرمة نكاحالمتعة.
إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُمَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)
دلّت هذه الآيات على تحريم نكاح المتعة ؛ إذ لم يحل الله إلا الزوجة وملك اليمين , وهذه ليست منهما ؛ لكونها زوجة غير مقصودة.
السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوةمن خلال دراستك لتفسير سورة نوح.
- مراعاة الداعي للمصلحة وما يحصل به النفع , ومن ذلك إن كان الخير في إسرار الدعوة أسرّ , وإن كان الخير في الجهر جهر.
دل على ذلك قوله تعالى : ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) )
- الصبر على الدعوة , والصبر على ما يجد من أذى المدعويين .
فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْلِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْاثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)}
- حرص الداعي على بذل أقصى ما يملك من جهد في سبيل انتفاع العباد ورجوعهم إلى ربهم .
دل عليه قوله تعالى : (رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5)
- أن يعلق العباد بربهم لا به , فإن أرادوا حاجة لجؤوا لربهم ولم يغلو في الداعي.
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِالسَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11)
- أن يدعو تارة بالترغيب وتارة بالترهيب لتحصل الموازنة ويراعي في ذلك المصلحة . .
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِالسَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَوَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَاتَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 26 شوال 1437هـ/31-07-2016م, 01:13 PM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.

أجب على الأسئلة التالية:

📌السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-

أ: صرصر.

باردة.******* قاله قتادة والربيع والسدي والثوري والضحاك* وذكره ابن كثير، والأشقر
قوية شديدة الهبوب لها صوت أبلغ من صوت الرعد القاصف.**** ذكره السعدي

ب: واهية.

ضعيفة مسترخية.*** ذكره الأَشْقَرُ

ج: المهل.

دردي الزيت.****** قاله ابن عباس، ومجاهدٌ، وعطاءٌ، وسعيد بن جبيرٍ، وعكرمة، والسّدّيّ وذكره ابن كثير، والأشقر
ما أذيب من النحاس والرصاص والفضة.*********** ذكره السعدي، والأشقر



📌السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-
أ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.

🔸المسائل المتعلقة بالسورة

- أسماء السورة
سأل سائل.******* ذكره ابن كثير والسعدي
المعارج.********** ذكره الأَشْقَرُ

- نزول السورة
مكية.************* ذكره ابن كثير والسعدي

🔸المسائل التفسيرية

سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)

*سبب النزول
حين دعا النضر بن الحارث وقال:(اللهمَّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ ).********* ذكره ابن كثير والأشقر

-معنى (سأل)
دعا.******* روي عن مجاهد وذكره ابن كثير والسعدي*********
استفتح.**** ذكره السعدي

-المعنى الذي تضمنه السؤال:
الاستعجال.*** روي عن ابن عباس وذكره ابن كثير
الدعاء.********** روي عن مجاهدٍ وذكره ابن كثير والأشقر
الاستهزاء.******* ذكره السعدي

-السائل الذي سأل
النضر بن الحارث بن كلدة.**** قاله ابن عباس وذكره ابن كثير والأشقر
الكفار والمعاندين.***** قاله ابن عباس وذكره ابن كثير والسعدي
داع.********** وي عن مجاهد وذكره ابن كثير
مستفتح.** ذكره السعدي

- السؤال الذي سأل به
(اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ )******* روي عن مجاهد وذكره ابن كثير

-المراد بالعذابِ الواقع
عذاب يقع في الآخرة.********* روي عن مجاهد وذكره ابن كثير، ورجحه
واد في جهنم يسيل يوم بالعذاب.*** ذكره ابن كثير.وقال: وهذا القول ضعيفٌ بعيد عن المراد والصحيح الأول لدلالة السياق عليه.*

- معنى (واقع)
مرصد معد.******* ذكره ابن كثير
جاء.**************** قاله ابن عباس وذكره ابن كثير

- معنى الآية
يستعجل سائل بعذاب واقع لا محالة.**** ذكره ابن كثير
دعا داعٍعلى نفْسِه بعذابٍ واقعٍ.***** روي عن مجاهد وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر


لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)

* علاقة الآية بما قبلها
أن العذاب مرصد ومعد للكافرين.**** ذكره ابن كثير

- معنى (للكافرين)
أي كائن للكافرين.********** ذكره السعدي
- مرجع الضمير في* (له)
على العذاب.**** ذكره السعدي
- معنى (ليس له دافع)
لا دافع له إذا أراد اللّه كونه.** ذكره ابن كثير
لا أحد يدفعه قبل نزوله أو بعد نزوله.******* ذكره السعدي والأشقر
- وقت وقوع العذاب
إما يعجل لهم في الدنيا وإما يؤخر عنهم إلى الآخرة.*** ذكره السعدي
- سبب إيقاع العذاب بهم.*
كفرهم وعنادهم.******** ذكره السعدي
- سبب كفرهم واستعجالهم العذاب
الجهل بالله، وعظمته، وكمال أسمائِه وصِفاتِه.******** ذكره السعدي

مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)

- علاقة الآية بما قبلها
لما كان سبب استعجال الكفار بالعذابِ هو جهلهم بالله؛ أخبر تعالى من عظمته ما يضاد أقوالهم القبيحة.******* ذكره السعدي

- معنى (من الله)
أي واقع من جهته سبحانه.***** ذكره الأَشْقَرُ

-المراد ب (المعارج)
وردت عدة أقوال، حاصلها:
الدرجات.********* روي عن ابن عباس وذكرهابن كثير
معارج ومصاعد في السماء تصعد فيها الملائكة.***** روي عن مجاهد وذكره ابن كثير والأشقر
العلو والفواضل* والنعم.*********** روي عن ابن عباس وقاله قتادة وذكره ابن كثير والسعدي
التدبير لسائر الخلق.***** ذكره السعدي
العظمة.******** ذكره السعدي والأشقر



تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
-علاقة الآية بما قبلها
الملائكة والروح تصعد إلى الله في تلك المعارِج الني جعلها الله لهم. ذكره الأَشْقَرُ
- معنى (تعرج)
تصعد. ذكره ابن كثير والأشقر
- وقت عروجها
إذا قبضت في الدنيا ذكره ابن كثير والسعدي
يوم القيامة. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
-متعلق العروج
التدابير الإلهية وشؤون الخليقة. ذكره السعدي
- المراد بالروح
اسم جنس يشمل الأرواح كلها برها وفاجرها. ذكره السعدي
جبريل عليه السلام. ذكره الأَشْقَرُ
وقيل: ملك آخر عظيم غير جبريل. ذكره الأَشْقَرُ
- مرجع الضمير في (إليه)
يعود إلى الله عز وجل. ذكره الأَشْقَرُ
- المراد ب (يوم كان مقداره خمسين ألف سنةٍ )
أورد ابن كثير فيه أربعة أقوالٍ:
1. المراد بذلك مسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل سافلين، وهو قرار الأرض السّابعة. وذكر نحوه السعدي.
2. مدة بقاء الدّنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام الساعة.
3. أنه اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة، وهو قولٌ غريبٍ جدًّا.
4. أن المراد بذلك يوم القيامة. وذكره السّعْدِيُّ والأشقر
- الأرواح التي يؤذن لها بالعروح
أرواح الأبرارُ تعرج إلى الله، فيؤذن لها من سماء إلى سماء حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله عزوجل، فتحيي ربها وتسلم عليه. ذكره السعدي
- الأرواح التي تمنع من العروج.
أرواح الفجار تعرج، فإذا وصلت إلى السماء استأنفت فلم يؤذن لها وأعيدت إلى الأرض. ذكره السعدي
- دلالة الآية على عظمة الله وسعة علمه وإحاطته وقدرته
حيث أنه سبحانه تولى خلق هذا الملك العظيم، والعالم الكبير؛ وتدبير شؤونه، فعلم أحوال خلقه الظاهرة والباطنة، وعلم مستقرهم ومستودعهم، ووصلهم من رحمته وبره ورزقه ما عمهم وشملهم، وأجرى عليهم حكمه القدري والشرعي والجزائي. ذكره السعدي


فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)
- المخاطب في قوله (فاصبر)
محمد صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن كثير والأشقر
- المأمور بالصبر عليه
تكذيب قومه واستعجالهم العذاب. ذكره ابن كثير والسعدي
دعوة قومه. ذكره السعدي
-نوع الصبر المأمور به
الصبر الجميل. ذكره السعدي والأشقر
- المراد بالصبر الجميل
هو الذي لا ضجر فيه ولا جزع ولا ملل ولا شكوى إلى غير الله. ذكره السعدي والأشقر



إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)
- مرجع الضمير في (إنهم)
يعود إلى سائلي العذاب من الكفار. ذكره ابن كثير والسعدي
- مرجع الضمير في قوله (يرونه)
وقوع العذاب وقيام الساعة. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
- معنى (بعيدا)
مستبعدا محالا. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
- دلالة الآية
تدل على إنكارهم العذاب والبعث. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
أو على سوء أحوالهم وغلبة الشقوة والسكرة عليها حتى تباعد ما أمامهم من البعث والنشور. ذكره السعدي


وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)
- مرجع ضمير المتكلم
المؤمنون. ذكره ابن كثير
الله عزوجل. ذكره السعدي
- مرجع الضمير في (نراه)
البعث. ذكره السعدي
-معنى (نراه)
نعلمه ونعتقد كونه. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
- المراد ب (قريبا)
واقع لا محالة وإن كان له أمد، لأن كل ماهو آت فهو قريب. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر







📌السؤال الثالث:

أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرعنَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.

الاستفهام بمعنى النفي المتقرر.
أي لم يبق منهم أحد

وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر



ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.

أضافه إليه لكونه المبلغ له والدليل على ذلك قوله: (إنه لقول رسول) ولم يقل لقول نبي؛ لأن لفظ الرسول يبين أنه مبلغ عن غيره لا منشئ له من عنده {‏ ‏‏وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ‏‏‏}‏‏‏‏، فكان قوله‏:{‏ ‏ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ‏‏}‏‏‏‏ بمنزلة قوله‏:‏ لتبليغ رسول، أو مبلغ من رسول كريم، أو جاء به رسول كريم، أو مسموع عن رسول كريم؛ وليس معناه‏:‏ أنه أنشأه، أو أحدثه، أو أنشأ شيئاً منه، أو أحدثه رسول كريم؛ إذ لو كان منشئاً لم يكن رسولا فيما أنشأه وابتدأه، وإنما يكون رسولا فيما بلغه وأداه، ومعلوم أن الضمير عائد إلى القرآن مطلقاً‏.

وأيضا هذه الإضافة وردت في سورة التكوير في قوله تعالى: {‏ ‏‏إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ‏‏‏} والرسول هنا جبريل عليه السلام، من البشر تارة، وإلى الرسول من الملائكة تارة، باسم الرسول فلو كان أحد الرسولين أنشأ حروفه ونظمه، امتنع أن يكون الرسول الآخر هو المنشئ المؤلف لها، فبطل أن تكون إضافته إلى الرسول لأجل إحداث لفظه ونظمه، ولو جاز أن تكون الإضافة هنا لأجل إحداث الرسول له أو لشيء منه، لجاز أن نقول‏:‏ إنه قول البشر فالبشر يتلونه كما يتلوه الرسول صلى الله عليه وسلم.



ج: بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.

المداومة على الصلاة المراد بها/
- الحفاظ على الصلاة في أوقاتها بواجباتها وأركانها ومكملاتها. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
- أو السكون والخشوع، وهو من أركان الصلاة. ذكره ابن كثير والسعدي
- أو أن المراد به: المداومة على العمل. ذكره ابن كثير



📌السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-

أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.

يقولُ عالى مخبرًا عن شكاية نوح عليه السلام إليه قومه بعد العمر الذي لبثه معهم،وتنويعه في دعوتهم قال:(رب إنهم عصوني)فيما أمرتهم به، ولم يجيبوا دعوتي، فعصوا الرسول الناصح الدال على الخير (واتبعوا) أي الأصاغر اتبعوا (من لم يزده ماله وولده إلا خسارا) من رؤساءهم وأهل الثروة منهم. والخسار هو الضلال في الدنيا، وعقوبة الآخرة.
(ومكروا) هؤلاء الرؤساء في تحريش سفلتهم على قتل نوح، أ و مكر هؤلاء التابعين باتباع رؤسائهم في تسويلهم لهم بأنهم على الحق والهدى (مكرا كبارا) أي: كبيرا عظيما بليغا. والعرب تقول: أمر عجيب وعجاب وعجاب.
(وقالوا) الرؤساء للأتباع؛ يغرونهم بمعصية نوح عليه السلام، ويدعونهم إلى الشرك والتعصب على ما عليه آباؤهم (لا تذرن آلهتكم) وهي الأصنام، وخصصوا: ودا، وسواعا، ويغوث (ويعوق ونسرا) وهذه أسماء أصنامهم التي كانوا يعبدونها من دون الله. قال البخاري عن ابن عباس: صارت الأوثان الّتي كانت في قوم نوحٍ في العرب بعد: أمّا ود: فكانت لكلب بدومة الجندل؛ وأما سواعٌ: فكانت لهذيلٍ، وأمّا يغوث فكانت لمراد، ثمّ لبني غطيف بالجرف عند سبأٍ، أمّا يعوق: فكانت لهمدان، وأمّا نسرٌ: فكانت لحمير لآل ذي كلاع، وهي أسماء رجالٍ صالحين من قوم نوحٍ، عليه السّلام، فلمّا هلكوا أوحى الشّيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم الّتي كانوا يجلسون فيها أنصابًا وسمّوها بأسمائهم. ففعلوا، فلم تعبد حتّى إذا هلك أولئك وتنسّخ العلم عبدت.
(وقد أضلوا) أضل كبراؤهم ورؤساؤهم بهذه الأصنام التي اتخذوها؛ خلقا (كثيرا) من الناس، أو أن الأصنام، أضلت كثيرا من الناس، والمعنى واحد فالضلال حاصل بسبب الأصنام. فلما رأى منهم نوح عليه السلام ذلك دعا على عليهم فقال (ولا تزد الظالمين) فأعذر في سبب دعوته عليهم، وأنه بسبب ظلمهم، وعدم اتباعهم الحق (ولا تزد الظالمين إلا ضلالا) في مكرهم.
فبسبب كثرة (خطيئاتهم) (أغرقوا) في الطوفان في الدنيا (فأدخلوا نارا) في الآخرة. وقيل: عذاب القبر. والقبر أول منازل الآخرة. (فلم يجدوا لهم) أحدا (من دون الله) بنصرهم، ولمشركي زماننا أن بتساءلوا: أين ذهبت آلهتهم حينها، وما الفائدة منها إن لم تنفعهم في مثل هذا، وهي إن تركتهم هنا فهي في الآخرة لهم أترك وأبرأ.
(وقال نوح رب لا تذر) أي: لا تترك (على) وجه (الأرض) (من الكافرين ديارا) أحدا يدور
ثم ذكر السبب في دعائه عليهم فقال: (إنك إن تذرهم يضلوا عبادك) الموجودين، وليس الظن في أن يخرج من أصلاب هؤلاء إلا (فاجرا كفارا) فلم يكن في بقائهم إلا المفسدة المحضة لهم ولغيرهم. وفي مثل ذلك يتبين هم الأنبياء حتى في مثل تلك الظروف، فلم يدع عليهم لما لاقاه منهم،ولا لعمره الطويل الذي مضى معهم، وإنما دعا عليهم لتحقق المفسدة ببقائهم. ولما دعا على من أشرك وعصا، دعا لمن وحد وآمن فقال: (رب اغفر لي)فبدأ بالدعاء لنفسه (ولوالدي) وكانا مؤمنين (ولمن دخل بيتي) يعني: مسجدي، وقيل: سفينته ولا مانع من حماية على ، وهو أنه دعا لكل من دخل منزله (مؤمنا) فيخرج من دخله غير متصفح بهذه الصفة، كامرأته، وولده (وللمؤمنين والمؤمنات) أي: واغفر لكل متصف بالإيمان (ولا تزد الظالمين إلا تبارا) هلاكا وخسرانا ودمارا. شمل دعاؤه هذا كل ظالم إلى يوم القيامة.





📌السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.

أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه
قوله تعالى: ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (42) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ)
فأقسم تعالى على صدق الرسول بما جاء به، وأنه بلغه عن الله تعالى.


ب: حرمة نكاح المتعة.
قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) )

فكل من ابتغى غير الزوجة وملك اليمين فهو عاد في علاقته تلك.




📌السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.

( قال يقوم إني لكم نذيرٌ مبينٌ )
- الوضوح والبيان فيما يدعى إليه.
- مخاطبة الناس بما يفهمونه. -وهذا من البيان-
- توضيح أوامرالله ونواهيه بما يناسب حال المدعوين.
- التحبب إلى المدعوين ونداؤهم بما يحبون وبأسلوب حسن (ياقوم)

(أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون)
- بيان الطريق الصحيح، وطريق النجاة.
- توضيح أن مدار الدعوة وأولها وآخرها؛ عبادة الله وتوحيده، فيبدأ به، ويكون له النصيب الأوفر من التذكير.

آية 4
التنويع في الدعوة بين الترغيب والترهيب.

آية 5،6
- اللجوء إلى الله وبث الشكوى إليه عند ملاقاة الأذى، والاستعانة به على مشاق الدعوة. - الصبر وعدم الاستعجال.
- الجد والصدق مع الله في تحري الوسائل والأوقات التي يظن قبول الدعوة بها.
- وضع الهدف من الدعوة نصب العينين لئلا ينسى مع الزمن ومع ما يلاقيه الداعية من التعب والأذى.

آية 8، 9
- تنويع الدعوة
- الإلمام بوسائل كل عصر لإمكان الدعوة بما يناسب حال أهله.

آية 10
- تعليق المدعوين بالله وتطميعهم برحمته ومغفرته مهما بلغت بهم الحال، والحذر من تقنيه.
- تلين القلوب بتعداد نعم وذكر آلائه وإحسانِه.

من آية 13-20
-تنويع الأدلة في الدعوة ما بين الأثر والأدلة العقلية.

إلى آخر السورة
- التحذير من كل ما يقدح في التوحيد أو كماله.
- التحذير من البدع مهما دقت.
- عدم الانتصار للنفس مهما بلغ الأذى.
- الدعاء لأهل الطاعة والمستجيبين للدعوة ظاهرا وسرا، وتخصيص الأعظم حقا بالدعاء.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26 شوال 1437هـ/31-07-2016م, 11:54 PM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح
أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر.
شديدة البرد والهبوب
ب: واهية.
ضعيفة مسترخية منخرقة
ج: المهل.
- المعدن المذاب مثل النحاس والرصاص والفضة
وقيل هو : دردىُّ الزيت

السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-
أ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.

مسائل علوم الآيات :
سبب نزول الآيات ك س ش

المسائل التفسيرية

سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)
مقصد الآيات س
معنى : سأل سائل ك س ش
المراد ب السائل ك س
دلالة الباء ك
معنى واقع ك
متعلق الوقوع ك س
سبب استعجالهم لعذاب الله س

لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)
مناسبة الآية لما قبلها ك ش
سبب حتمية ووق العذاب عليهم س
مرجع الضمير في : له ك س ش
معنى كونه ليس له دافع ك س ش
مناسبة الآية لما بعدها ك س

مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)
معنى قوله : من الله ك س ش
معنى : ذي المعارج ك س ش

تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
معنى : تعرج ك س ش
المراد ب : الروح ك س ش
متعلق العروج س
المراد بقوله : فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ك س ش

فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)
المخاطب في الآية ك س ش
متعلق الصبر ك س ش
معنى : صبراً جميلاً س ش
جزاء الصبر س

إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)
مرجع الضمير في : إنهم ك س ش
مرجع الضمير في : يرونه ك س
معنى : بعيداً في الآية ك س ش
سبب تباعد العذاب عن بصرهم وبصيرتهم س

وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)
فاعل : نراه ك س ش
مرجع الضمير في : ونراه ك س ش
معنى كونه قريباً ك س ش

خلاصة أقوال المفسرين في الآيات

مسائل علوم الآيات :

سبب نزول الآيات ك س ش
دعا النَّضْرُ بنُ الحارِثِ القُرَشِيُّ أو غيرُه مِن المُشرِكِينَ فقالَ: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ...}إلى آخِرِ الآياتِروى عن مجاهد وابن عباس وذكره ابن كثير كما ذكره السعدى والأشقر

المسائل التفسيرية
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)
مقصد الآيات س
بيان جهل الكافرين المعاندين بربهم وعظيم قدرته وصفاته ، واستعجالهم بعذابه ذكره السعدى

معنى : سأل سائل ك س ش
فيه قولان :
القول الأول : أنه سؤال الكافرين عن عذاب الله روى عن ابن عباس وأورده ابن كثير عنه
القول الثانى : أنه دعاء دعاه داعٍ بعذاب واقع روى عن مجاهد وأورده ابن كثير واستدل له بقوله : {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}كما ذكره السعدى والأشقر
والقول الثانى أولى فقد اختاره السعدى والأشقر ويبدوا أن ابن كثير يميل له أيضاً

المراد ب السائل ك س ش
قيل هو النضر بن الحرث أو غيره من الكافرين حاصل كلام المفسرين الثلاثة

دلالة الباء ك ش
دل وجود حرف الباء على التضمين في الآيات والتقدير : يستعجل سائل بعذاب واقع أو دعا داع على نفسه بعذاب واقع ذكره ابن كثير والأشقر

معنى واقع ك
جاءٍ لا محالة ذكره ابن كثير عن ابن عباس

متعلق الوقوع ك س
فيه قولان :
الأول : يقع في الآخرة أورده ابن كثير عن مجاهد واستدل بقوله : {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}
الثانى : إمَّا أنْ يُعَجَّلَ لهم في الدنيا، وإمَّا أنْ يُؤَخَّرَ عنهم إلى الآخِرةِ، وهو قول السعدى وهو الأرجح

سبب استعجالهم لعذاب الله س
سبب استعجال الكفار لعذاب ربهم هو جهلهم به وبعظمته وسعة سلطانه وكمال أسمائه وصفاته مما جعلهم يهزؤن بعذابه ويستنكرونه ويطلبونه تعنتاً منهم وتعجيزاً ذكره السعدى
لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)

مناسبة الآية لما قبلها ك ش
هذا العذاب الواقع لا محالة كائن معد ومرصد للكافرين حاصل كلام ابن كثير والأشقر

سبب حتمية ووق العذاب عليهم س
لاستحقاقهم له بكفرهم وعنادهم ذكره السعدى

مرجع الضمير في : له
ليس لهذا العذاب الذى استعجل به المشركين دافع حاصل كلام المفسرين الثلاثة

معنى كونه ليس له دافع ك س ش
لا يستطيع أحد أن يدفعه قبل نزوله أو يرفعه بعد نزوله حاصل كلام المفسرين الثلاثة

مناسبة الآية لما بعدها ك س
لا يستطيع أحد دفع العذاب لأنه من الله ذي المعارج حاصل كلام ابن كثير والسعدى

مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)
معنى قوله : من الله ك س ش
واقع من جهته تبارك وتعالى حاصل كلام المفسرين الثلاثة

معنى : ذي المعارج ك س ش
فيه أقوال :
القول الأول : ذو الدرجات والعلو والجلال والعظمة والفواضل والنعم والتدبير حاصل ما روى عن ابن عباس وقتادة وذكره عنهم ابن كثير وما قاله السعدى والأشقر
القول الثانى : ذو المصاعد والمعارج السماوية روى عن مجاهد وأورده ابن كثير والأشقر
ويمكننا الجمع بين القولين

تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
معنى : تعرج ك س ش
تصعد روى عن قتادة وذكره ابن كثير والأشقر وأشار إليه السعدى

المراد ب : الروح ك س ش
فيه أقوال :
القول الأول : أنه جبريل عليه السلام ويكون من باب عطف العام على الخاص ذكره ابن كثير والأشقر
القول الثانى : خلق من خلق الله يشبهون الناس وليسوا أناساً قاله أبو صالح وذكره ابن كثير
القول الثالث : أنه جنس لأرواح بنى آدم كلها برها وفاجرها ذكره ابن كثير واستدل له بحديث عن البراء مرفوعًا قال فيه: "فلا يزال يصعد بها من سماءٍ إلى سماءٍ حتّى ينتهي بها إلى السّماء السّابعة) كما اختاره السعدى
والمعنى : أنها إذا قبضت يصعد بها إلى السّماء فأرواح الأبرار يؤذن لها فتعرج الى ربها أما أرواح الكفار فلا يؤذن لها فتعود إلى الأرض
القول الرابع : ملك عظيم آخر غير جبريل عليه السلام ذكره الأشقر
ذكر ابن كثير الأقوال ولم يرجح واختار السعدى القول الثالث ويبدو أن الأشقر يميل للقول الأول ، والله أعلم بمراده

المراد بقوله : فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ك س ش
فيه أقوال :
الأول : هي مدة موقف العباد للحساب ثم يستقر بعدها أهْلُ الجنةِ في الجنَّةِ، وأهلُ النارِ في النارِ ذكره الأشقر
الثانى: هي مقدار يوم القيامة فهو على الكافرين خَمسونَ ألْفَ سَنَةٍ، وعلى المؤمنينَ مِقدارُ ما بينَ الظهْرِ والعصْرِ أو أخف عليهم من صلاة مكتوبة يصلوها في الدنيا حاصل ما أورده ابن أبى حاتم عن ابن عباس وما أورده ابن كثير عن عكرمة وذكره الأشقر والسعدى واستدل له ابن كثير بعدة أحاديث منها : ما أورده الإمام أحمد عن أبى سعيد قال : قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده، إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ يصليها في الدنيا".
والمعنى : أنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتعالى يُظْهِرُ لعِبادِه في يومِ القِيامةِ مِن عَظمتِه وجَلالِه وكِبريائِه ما هو أَكبرُ دَليلٍ على مَعرِفَتِه، ممَّا يُشاهِدُونَه مِن عُروجِ الأملاكِ والأرواحِ صَاعدةً ونَازلةً بالتدابيرِ الإلهيَّةِ والشؤونِ في الْخَلِيقَةِ، في ذلك اليومِ الذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سَنَةٍ مِن طُولِه وشِدَّتِه، لكنَّ اللَّهَ تعالى يُخَفِّفُه على المؤمنِ
الثالث : أنه المسافة التي تعرج فيها الملائكة والأرواح إلى الله عز وجل وهى المسافة بين العرش العظيم إلى أسفل السّافلين، وهو قرار الأرض السّابعة حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدى واستدل له ابن كثير بما روى عن ابن عباس قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنةٍ ويومٌ كان مقداره ألف سنةٍ
والمعنى : أن هذا العروج والصعود في الدنيا فيتنزل الأمر من السّماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السّماء في يومٍ واحدٍ فذلك مقداره ألف سنةٍ؛ لأنّ ما بين السّماء والأرض مقدار مسيرة خمسمائة سنةٍ.
الرابع : أنّ المراد بذلك مدّة بقاء الدّنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام السّاعة ذكره ابن كثير واستدل له بما روى عن مجاهدٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا عمرها خمسون ألف سنةٍ. وذلك عمرها يوم سمّاها اللّه تعالى يوم، {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ} قال: اليوم: الدّنيا.
وبما روى عن عكرمة: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا من أوّلها إلى آخرها مقدار خمسين ألف سنةٍ، لا يدري أحدٌ كم مضى، ولا كم بقي إلّا اللّه، عزّ وجلّ.
القول الخامس : أنّه اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة ذكره ابن كثير واستدل له بما روى عن محمد بن كعب : : {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: هو يوم الفصل بين الدّنيا والآخرة.

فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)
المخاطب في الآية ك س ش
النبى محمد صلى الله عليه وسلم ذكره ابن كثير والسعدى والأشقر

متعلق الصبر ك س ش
أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصبر على أذى قومه وتكذيبهم له وكفرهم واستعجالهم عذاب الله ، كما أمره بالصبر على دعوته لتوحيد الله وعبادته والتسليم والانقياد له وحده حاصل ما ذكره المفسرون الثلاثة

معنى : صبراً جميلاً س ش
صبراً لا شكاية فيه لغير الله ولا ضجر ولا جزع ولا ملل حصل ما ذكره السعدى والأشقر

جزاء الصبر س
أعد الله الجزاء العظيم والخير الكثير في الدنيا والآخرة للصابرين فقد قال تعالى : إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب أشار إليه السعدى

إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)
مرجع الضمير في : إنهم ك س ش
الكافرين المستهزئين بالبعث ذكره ابن كثير والسعدى والأشقر

مرجع الضمير في : يرونه ك س ش
وقوع العذاب وقيام الساعة والبعث حاصل كلام ابن كثير والسعدى والأشقر

معنى : بعيداً في الآية ك س ش
مستبعداً محالاً وقوعه حاصل كلام المفسرين الثلاثة

سبب تباعد العذاب عن بصرهم وبصيرتهم س
إنكار المشركين المكذبين للبعث ووقوع العذاب عليهم ، وغلبة شقوتهم وسكرتهم وغفلتهم وجحودهم وكفرهم كانت سبباً في تباعد العذاب عن بصرهم وبصيرتهم واستبعادهم عدم وقوعه ذكره السعدى
وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)
فاعل : نراه ك س ش
فيه قولان :
الأول : أن الله يراه
والمعنى على ذلك : يعلمه قريبا قاله السعدى والأشقر
الثانى : المؤمنون
والمعنى : يعتقدونه قريباً قاله ابن كثير

مرجع الضمير في : نراه ك س ش
يرجع الضمير إلى : البعث حاصل أقوال المفسرين الثلاثة

معنى كونه قريباً ك س ش
بما أنه لابد أن يكون : فكل ما هو آت قريب حاصل ما ذكره المفسرون الثلاثة

السؤال الثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.
الاستفهام في الآية للنفى المتقرر
والمعنى : فهل ترى لهم من نفس باقية ؟ والجواب : لا بل أبيدوا عن آخرهم وهو حاصل كلام المفسرين الثلاثة

ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.
ورد في معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) قولان :
القول الأول : أي إن القرآن تبليغ رسول كريم ، فإضافة القول للنبى صلى الله عليه وسلم هي بمعنى التبليغ ، فمهمة الرسول هي التبليغ عن المرسل ذكره ابن كثير واستدل له بإضافته إلى الرسول الملكى في سورة التكوير حيث قال تعالى : {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمينٍ}كما ذكره السعدى
القول الثانى : بمعنى التلاوة ، ذكره الأشقر
والأول أولى لدلالة السياق عليه فقد قال الله تعالى بعدها : وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ . إلى آخر الآيات
فقد وصفه ربه تبارك وتعالى بكريم الأخلاق ونزهه عن الشعر والكهانة والتقول على الله حتى يتبين أن ما بلّغه هو تنزيل رب العالمين

ج: بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.
ذكر المفسرون في معنى المداومة على الصلاة عدة أقوال :
القول الأول : المحافظة على أوقاتها وواجباتها قاله ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ وذكره عنهم ابن كثير وذكره السعدى كما ذكر بنحوه الأشقر
القول الثانى : السكون والخشوع فيها قاله عتبة بن عامر وذكره ابن كثير واستدل له بقوله تعالى : {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون}
وبالمعنى اللغوى فقال : ومنه الماء الدائم : أي الراكد الساكن
القول الثالث : المداومة عليها وإثباتها ذكره ابن كثير واستدل له بما ورد عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا عمل عملًا داوم عليه. وفي لفظ: أثبته.كما ذكره السعدى
وهذه الأقوال من قبيل اختلاف التنوع ويمكننا الجمع بينها ، فالصلاة يجب أن يداوم العبد عليها ويقيمها بشروطها ومكملاتها ، وفى أوقاتها ، بخشوع وتدبر لما يقرأ فيها من قرآن ودعاء حتى ينتفع العبد بها وتكون مقبولة عند الله فلا يقبل الله الدعاء من قلب غافل

السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.

قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21)
شكا نوح عليه السلام قومه لربه وهو أعلم به سبحانه وبما بذله من دعوة قومه لتوحيده سبحانه بالترغيب تارة وبالترهيب أخرى ، ورغم ذلك لم يتبعوه وأصروا على ذلك ، وفضلوا اتباع الرؤساء منهم وأصحاب النفوذ والمال والجاه ، الذين هم في حقيقة الأمر لا يزيده هذا الذى هم فيه من الإستدراج إلا هلاكاً وخساراً في الدنيا والآخرة.
وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)
ومكروا مكراً عظيماً في معاندة الحق والاستكبار عليه ، وفيما سولوه لأتباعهم من الغى والصد عن الحق والهدى ، كما مكروا في تحريضهم على قتل نوح عليه السلام .
وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)
كما حثوا ودعوا أتباعهم لعدم ترك ما هم عليه من الكفر وعبادة الأصنام ، بل ودعوهم إلى التعصب إلى ما وجدوا عليه آباءهم وأجداده ، ثم عينوا آلهتهم وهم : ود وسواع ويعوق ونسر وهذه أسماءُ رِجالٍ صالحِينَ, لَمَّا ماتُوا زَيَّنَ الشيطانُ لقَوْمِهم أنْ يُصَوِّرُوا صُوَرَهم لِيَنْشَطوا بزَعْمِهم على الطاعةِ إذا رَأَوْها، ثم بعد مدة جاءَ غيرُ أولئكَ فقالَ لهم الشيطانُ: إنَّ أسلافَكم يَعْبُدُونَهم ويَتَوَسَّلُونَ بهم، فعَبَدُوهم.
وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)
وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا :
وقد أضل الرؤساء كثيراً من الناس بدعوتهم لهم بالشرك ، وقيل ان الأصنام هي التي أضلت كثيراً من الناس فبعض الناس تعبد الأصنام إلى الآن ،كما قال إبراهيم عليه السلام : {واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام ربّ إنّهنّ أضللن كثيرًا من النّاس}
{ولا تزد الظّالمين إلا ضلالا} :
دعاء من نوح عليه السلام على قومه لعنادهم وكفرهم وتمردهم بالضلال والخسار
مِمَا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)
بسبب خطاياهم وذنوبهم وكفرهم الذى اقترفوا عاقبهم الله تبارك وتعالى في الدنيا بالغرق بالطوفان وفى الآخرة بعذاب النار الخالد ، ولم يجدوا من ينصرهم من الله أو يمنع عنهم العذاب الذى حل بهم فقد قال تعالى : (وما للظالمين من أنصار )
وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)
بعد أن أوحى الله إلى نوح عليه السلام أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن وأيس من قومه دعا عليهم بأن لا يترك الله على الأرض منهم أحداً وقد أجاب الله تعالى دعوته وأغرقهم جميعاً حتى ولد نوح الذى أبى أن يؤمن معه وذكر السبب في ذلك فقال : : (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً)
إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)
حكم عليهم نوح عليه السلام من خلال طول مكثه بين أظهرهم وخبرته الطويلة بما هم عليه من الكفر والضلال والاستكبار بأن بقاءهم محض مفسدة لمن يخالطهم من عباد الله ، غير أنهم لن يلدوا إلا فاجراً في أعماله كثير الكفر والكفران لنعم الله
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
ثم دعا عليه السلام لكل من والديه ومن دخل بيته مؤمناً ، فقد خص من اتصف بصفة الإيمان فقط ممن يدخل بيته ، لاوقيل المراد ببيته: مسجده ، وقيل : سفينته وقد خص هؤلاء لتقديم برهم وتأكد حقهم عليه ثم عمم دعاءه ليشمل كل من اتصف بالإيمان
وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا:
ولا تزد الظالمين إلا دماراً وخساراً وهلاكاً ، فقد شمل هذا الدعاء كل ظالم إلى يوم القيامة

السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه
قال تعالى : فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ *
فقد أقسم الله تعالى على كرم أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم ونزهه بنفى الشعر والكهانة عنه وأن هذا القرآن هو تنزيل منه تعالى ولا يليق أن يكون من كلام البشر
ب: حرمة نكاح المتعة.
قال تعالى : وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)
فقد دَلَّتْ هذه الآيةُ على تَحريمِ نِكَاحِ المُتْعَةِ؛ لكونِها غيرَ زوجةٍ مَقصودةٍ ولا مِلْكِ يَمينٍ ، فالزواج شرعه الله سكناً ومودة ورحمة أما زواج المتعة فيفتقر إلى ذلك كله فالمقصود منه المتعة المجردة

السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.
لقد كان في نوح عليه السلام ودعوته أسوة حسنة لكل داع إلى الله عز وجل
ونذكر بعض الفوائد السلوكية :
1- بمجرد أن يأتي التكليف من الله للعبد واصطفاءه لمهمة الدعوة وهى مهمة الرسل والأنبياء : لابد وأن يبادر العبد بامتثال الأمر وذلك مستفاد من قوله : (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1)(قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2)
2- توضيح وبيان المقصد والغرض الذى يقصده الداعية ويريده من دعوته وهو : خشيته على المدعويين من سخط الله وعذابه وأنه ما يدعوهم إلا لفوزهم في الدنيا والآخرة وذلك في قوله : قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2)
3- لتكن أول ما يهتم به الداعية ويقصده هو : الدعوة إلى توحيد العبادة لله تعالى واجتناب الشركيات ثم بعد ذلك اتقاء غضب الله وسخطه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه
وذلك مستفاد من قوله ( (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3)
4- استفراغ الوسع في استخدام كل أساليب الدعوة من الترغيب والترهيب والإعلان والإسرار رغم عدم الاستجابة أو ضعفها وذلك مستفاد من قوله : قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)} ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9)
5- ترغيب المدعويين في الأجور الدنيوية التي أعدها الله لعباده نتيجة لطاعته بجانب الأجور الأخروية وذلك من قوله : فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)
6- ضرورة مخاطبة العقل وعرض الآيات الكونية التي قد يغفلها المدعو مما يثمر زيادة اليقين في قدرة الخالق على البعث والنشور ومن ثم زيادة الإيمان وذلك من قوله : مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)
7- من أهم ما يستفيده الداعية من قصة نوح عليه السلام هو الصبر على الدعوة فقد لبث في قومه مائة عام إلا خمسون يدعوهم لعبادة الله وحده ينوع في أساليب دعوته يرجو هدايتهم لسبيل الرشاد رغم ما يلاقيه من العناد والمكر والجحود والاستكبار والشرك

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 شوال 1437هـ/2-08-2016م, 06:46 PM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي إجابة مجلس مذاكرة سور الحاقة والمعارج ونوح

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.

أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر: شديدة البرد.
ب: واهية: أيوتَهِي بعدَ تلك الصلابةِ والقُوَّةِ العَظيمةِ ؛ فهي في ذلك اليومِ ضَعيفةٌ مُستَرْخِيَةٌ .
ج: المهل: ما أُذيبَ مِن النُّحَاسِ والرصاصِ والفِضَّةِ. وقِيلَ: هو دُرْدِيُّ الزيتِ.

السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-
أ): {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج
- المسائل التفسيرية في الآية ((سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)):
· مقصد الآية (س).
· الغرض من سؤال السائل (س)
· المراد ب " سأل" ( ك، س، ش).
· المراد ب " السائل" ( ك، س، ش).
· متعلق الدعاء (ك، س ، ش).
· دلالة حرف الجر الباء (ك، ش).
· المراد بالعذاب الواقع (ك).
· معنى " واقع" ( ك، س).
· مضمون الدعاء ( ك، س ، ش).
المسائل التفسيرية للآية ((للكافرين ليس له دافع(2))
· مناسبة الآية لما قبلها (س).
· معنى اللام في " للكافرين" ( ك، س ، ش).
· معنى " ليس له دافع" (ك، س ، ش).
المسائل التفسيرية للآية ((مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)).
· مناسبة الآية لما قبلها (س).
· المراد ب " من" في (مِن الله) (ش).
· المقصود ب " المعارج" (ك ، ش).
· معنى " ذي المعارج" (ك ، س ، ش).
المسائل التفسيرية للآية ((تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4))
· معنى " تعرج" (ك، ش).
· المراد ب " الروح" ( ك، س، ش).
· مرجع الضمير في " إليه" ( س، ش).
· أين تعرج الملائكة (ش).
· متى تعرج الملائكة (س).
· كيف تعرج الملائكة والروح (س).
· المراد ب " اليوم" (ك، س، ش).
· مقدار " اليوم" (ك ، س ، ش).
· دلالةا لآية على سعة علم لله تعالى بمخلوقاته وعظمة ملكه وتدبيره (س).
· دلالة عروج الأملاك والأرواح على عظمة الله وجلاله (س).
المسائل التفسيرية للآية ((فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)):
· لمن الأمر في الآية (ك، س).
· متعلق الصبر ( ك، س ، ش).
· معنى الصير الجميل (س ، ش).
· دلالة الآية على وجوب الاستمرار على أمر الله تعالى ودعوة عباده إلى التوحيد (س).
المسائل التفسيرية للآية ((إِنَّهُمْ يرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)):
· مرجع الضمير في " إنهم" (ك ، س).
· مرجع الضمير في " يرونه" (ك ، س ،ش ).
· المراد ب " يرونه بعيدا" (س)
· معنى " بعيدًا " (ك ، ش ).
المسائل التفسيرية في الآية ((وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)):
· المراد ب " نراه" ( ك، ش).
· من الذي يراه ؟ ( ك، س).
· سبب علم الله واعتقاد المؤمنين لكونه قريب (ك ، س ، ش).
- تلخيص أقوال المفسرين في المسائل التفسيرية :
- تلخيص أقوال المفسرين في المسائل التفسيرية للآية ((سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)):
· مقصد الآية(س).
بيان جهل المعاندين واستعجالهم لعذاب لله....ذكره السعدي.
· الغرض من سؤال السائل(س)
الاسهزاء والتعنت والتعجيز....ذكره السعدي.
· المراد ب " سأل"( ك، س، ش).
دعا واستفتح.....حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
· المراد ب " السائل"( ك، س، ش).
- أي كافر داعٍ يسأل عذاب الله وهو واقع...قالع العوفي عن ابن عباس وذكره عنه ابن كثير.
- وقيل النضر بن الحارث بن كلدة....قاله سعيد بن جبير عن ابن عباس وذكره عنه ابن كثير وبمثله قال الأشقر.
· متعلق الدعاء(ك، س ، ش).
بعذابٍ واقعٍ يقع في الآخرة.... وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ وذكره عنه ابن كثير.
· دلالة حرف الجر الباء(ك، ش).
التضمين ، فالسؤالُ مُضَمَّنٌ معنى الدعاءِ، والمعنى: دعا داعٍ على نفْسِه بعذابٍ واقعٍ ، كأنّه مقدر: يستعجل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ. ....حاصل قول ابن كثير والأشقر.
· المراد بالعذاب الواقع(ك، س ، ش).
- عذاب الله وهو واقع يقع في الآخرة.....قاله ابن عباس ومجاهد وذكره عنهم ابن كثير وبمثله فال السعدي والأشقر.
· معنى " واقع"( ك ).
جاءٍ...قاله ابن عباس وذكره عنه ابن كثير.
· مضمون الدعاء ( ك، س ، ش).
هو قول النضر بن الحارث وغيره من المشركين : { اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.....ذكره ابن كثير والسعدي والاشقر.
تلخيص أقوال المفسرين في المسائل التفسيرية للآية ((للكافرين ليس له دافع(2)):
· مناسبة الآية لما قبلها(س).
أي: ليسَ لهذا العذابِ الذي استَعْجَلَ به مَن استَعْجَلَ مِن مُتَمَرِّدِي المُشرِكِينَ أحَدٌ يَدْفَعُه قبلَ نُزولِه، أو يَرفَعُه بعدَ نُزولِه، وهذا حينَ دعا النَّضْرُ بنُ الحارِثِ القُرَشِيُّ أو غيرُه مِن المُشرِكِينَ فقالَ :{اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.}....ذكره السعدي.
· معنى اللام في " للكافرين"( ك، ش).
- أي: مرصد معدّ للكافرين....قاله ابن كثير.
- أي كائن للكافرين.....قاله الأشقر.
وكلا القولين متقارب ويمكن جمعهما: أنه كائن مرصد معد للكافرين....حاصل قول ابن كثير والأشقر.

· معنى " ليس له دافع"(ك، س ، ش).
أي: ليسَ لهذا العذابِ الذي استَعْجَلَ به مَن استَعْجَلَ مِن مُتَمَرِّدِي المُشرِكِينَ أحَدٌ يَدْفَعُه قبلَ نُزولِه، أو يَرفَعُه بعدَ نُزولِه إذا أراد اللّه كونه؛ ولهذا قال {من اللّه ذي المعارج} ، فالعذابُ لا بُدَّ أنْ يَقَعَ عليهم مِن اللَّهِ؛ فإمَّا أنْ يُعَجَّلَ لهم في الدنيا، وإمَّا أنْ يُؤَخَّرَ عنهم إلى الآخِرةِ.....حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
· سبب وقوع العذاب وعدم دفعه عن المشركين (س).
لاستحقاقِهم له بكُفْرِهم وعِنادِهم....ذكره السعدي.
المسائل التفسيرية للآية ((مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)):
· مناسبة الآية لما قبلها(س).
فلو عَرَفُوا اللَّهَ تعالى، وعَرَفوا عَظمتَه وسَعَةَ سُلطانِه وكَمالَ أسمائِه وصِفاتِه ـ لَمَا استَعْجَلُوا ولاَسْتَسْلَمُوا وتَأَدَّبُوا؛ ولهذا أَخْبَرَ تعالى مِن عَظمتِه مَا يُضَادُّ أقوالَهم القَبيحةَ، فقالَ: {ذِي الْمَعَارِجِ} ؛ أي: ذو العُلُوِّ والجلالِ والعَظمةِ والتدبيرِ لسائِرِ الخَلْقِ...ذكره السعدي
· المراد ب " من" في (مِن الله)(ش).
أي واقع من جهته سبحانه...ذكره الأشقر.
· المقصود ب " المعارج"(ك ، ش).
معارج السماء العظمة والمصاعد التي تصعد فيها الملائكة....حاصل ما قاله مجاهد وذكره عنه ابن كثير والأشقر.
· معنى " ذي المعارج"(ك ، س ، ش).
فيها أقوال:
- ذو الدّرجات.....قاله الثوري عن ابن عباس وذكره عنهم ابن كثير.
- ذي الفواضل والنّعم....قاله قتادة و عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ وذكره عنهم ابن كثير .
- أيْ: ذي الْمَصَاعِدِ التي تَصْعَدُ فيها الملائكةُ....قاله الأشقر وبنحوه قال مجاهد وذكره عنه ابن كثير.
المسائل التفسيرية للآية ((تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4))
· معنى " تعرج" (ك، ش).
تصعد ....ذكره ابن كثير والأشقر
· المراد ب " الروح"( ك، س، ش).
- فيها أقوال:
- هم خلقٌ من خلق اللّه يشبهون النّاس، وليسوا أناسًا....قاله أبو صالح وذكره عنه ابن كثير.
- ويحتمل أن يكون المراد به جبريل، ويكون من باب عطف الخاصّ على العامّ.....ذكره ابن كثير والأشقر.
- وقيلَ: الرُّوحُ هنا مَلَكٌ آخَرُ عظيمٌ غيرُ جِبريلَ.....ذكره الأشقر.
- اسمُ جِنْسٍ يَشْمَلُ الأرواحَ كلَّها؛ بَرَّها وفاجِرَها، وهذا عندَ الوفاةِ فإنّها إذا قبضت يصعد بها إلى السّماء ....ذكره ابن كثير والأشقر ، واستدل عليه ابن كثير بحديث البراء. وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجه، من حديث المنهال، عن زاذان، عن البراء مرفوعًا -الحديث بطوله في قبض الرّوح الطّيّبة-قال فيه: "فلا يزال يصعد بها من سماءٍ إلى سماءٍ حتّى ينتهي بها إلى السّماء السّابعة". واللّه أعلم بصحّته، فقد تكلم في بعض رواته، ولكنّه مشهورٌ، وله شاهدٌ في حديث أبي هريرة فيما تقدّم من رواية الإمام أحمد والتّرمذيّ وابن ماجه، من طريق ابن أبي ذئبٍ، عن محمّد بن عمرو بن عطاءٍ، عن سعيد بن يسارٍ، عنه وهذا إسنادٌ رجاله على شرط الجماعة.
· مرجع الضمير في " إليه" ( س، ش).
الله عز وجل....ذكره السعدي والأشقر.
· أين تعرج الملائكة (ش).
في تلك المعارِجِ التي جَعَلَها اللهُ لهم...ذكره الأشقر.
· كيف تعرج الملائكة والروح (س).
تَعْرُجُ في يومٍ بما يَسَّرَ لها مِن الأسبابِ وأَعانَها عليه مِن اللَّطافةِ والْخِفَّةِ وسُرعةِ السَّيْرِ....ذكره السعدي.
· متى تعرج الملائكة (س).
- على أحد احتمالين في تفسير الآية:
· أنَّها تَعْرُجُ في يومٍ بما يَسَّرَ لها مِن الأسبابِ وأَعانَها عليه مِن اللَّطافةِ والْخِفَّةِ وسُرعةِ السَّيْرِ، معَ أنَّ تلك المسافةَ على السيْرِ المعتادِ مِقدارُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنةٍ، مِن ابتداءِ العُروجِ إلى وُصولِها ما حُدَّ لها وما تَنْتَهِي إليه مِن المَلأِ الأعْلَى.....
· ويَحْتَمِلُ أنَّ هذا في يومِ القِيامةِ، وأنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتعالى يُظْهِرُ لعِبادِه في يومِ القِيامةِ مِن عَظمتِه ممَّا يُشاهِدُونَه مِن عُروجِ الأملاكِ والأرواحِ صَاعدةً ونَازلةً بالتدابيرِ الإلهيَّةِ والشؤونِ في الْخَلِيقَةِ، في ذلك اليومِ الذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سَنَةٍ...
· المراد ب " اليوم" (ك، س، ش).
- على أربعة أقوال:
أحدهما: أنّ المراد بذلك مسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل السّافلين، وهو قرار الأرض السّابعة، وذلك مسيرة خمسين ألف سنةٍ، هذا ارتفاع العرش عن المركز الّذي في وسط الأرض السّابعة. وذلك اتّساع العرش من قطرٍ إلى قطرٍ مسيرة خمسين ألف سنةٍ، وأنّه من ياقوتةٍ حمراء ، ذكره ابن كثير واستدل عليه بقول ابن أبي حاتم : عند هذه الآية:
حدّثنا أحمد بن سلمة، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا حكّام، عن عمر بن معروفٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنةٍ ويومٌ كان مقداره ألف سنةٍ. يعني بذلك: تنزل الأمر من السّماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السّماء في يومٍ واحدٍ فذلك مقداره ألف سنةٍ؛ لأنّ ما بين السّماء والأرض مقدار مسيرة خمسمائة سنةٍ.
القول الثّاني: أنّ المراد بذلك مدّة بقاء الدّنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام السّاعةن ذكره ابن كثير واستدل عليه بقول ابن أبي حاتم: حدّثنا أبو زرعة، أخبرنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا ابن أبي زائدة، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا عمرها خمسون ألف سنةٍ. وذلك عمرها يوم سمّاها اللّه تعالى يوم، {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ} قال: اليوم: الدّنيا.
وبقول عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ -وعن الحكم بن أبانٍ، عن عكرمة: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا من أوّلها إلى آخرها مقدار خمسين ألف سنةٍ، لا يدري أحدٌ كم مضى، ولا كم بقي إلّا اللّه، عزّ وجلّ.
القول الثّالث: أنّه اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة ، ذكره ابن كثير ولم يرجحه فقال: وهو قول غريب جدا ، واستدل عليه بقول ابن أبي حاتم : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، حدّثنا بهلول بن المورق حدّثنا موسى بن عبيدة، أخبرني محمّد بن كعبٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: هو يوم الفصل بين الدّنيا والآخرة.

القول الرّابع: أنّ المراد بذلك يوم القيامة ، ذكره ابن كثير والأشقر وقال الأشقر :" مُدَّةُ مَوْقِفِ العبادِ للحسابِ هي هذا الْمِقدارُ مِن السنينَ، ثم يَستقِرُّ بعدَ ذلك أهْلُ الجنةِ في الجنَّةِ، وأهلُ النارِ في النارِ" وقال : " أو إنَّ مِقدارَ يومِ القيامةِ على الكافرينَ خَمسونَ ألْفَ سَنَةٍ، وعلى المؤمنينَ مِقدارُ ما بينَ الظهْرِ والعصْر" وا
ستدل عليه ابن كثير بعدة أحاديث منها:
حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ قال: قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده، إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ يصليها في الدنيا".
وما روي عن ابن جريرٍ عن يعقوب عن ابن عليّة وعبد الوهّاب، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة قال: سأل رجلٌ ابن عبّاسٍ عن قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: فاتّهمه، فقيل له فيه، فقال: ما يومٌ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ؟ فقال: إنّما سألتك لتحدّثني. قال: هما يومان ذكرهما اللّه، اللّه أعلم بهما، وأكره أن أقول في كتاب اللّه بما لا أعلم.
· مقدار " اليوم" (ك ، س ، ش).
خمسون ألف سنة ....ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر واستدل عليه ابن كثير بالأحاديث: حدّثنا أحمد بن سلمة، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا حكّام، عن عمر بن معروفٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنةٍ ويومٌ كان مقداره ألف سنةٍ. يعني بذلك: تنزل الأمر من السّماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السّماء في يومٍ واحدٍ فذلك مقداره ألف سنةٍ؛ لأنّ ما بين السّماء والأرض مقدار مسيرة خمسمائة سنةٍ
وبما قاله ابن أبي حاتم:حدّثنا أبي، حدّثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، حدّثنا نوحٌ المؤدّب، عن عبد الوهّاب بن مجاهدٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قال: غلظ كلّ أرضٍ خمسمائة عامٍ، وبين كلّ أرضٍ إلى أرضٍ خمسمائة عامٍ، فذلك سبعة آلاف عام. وغلظ كل سماء خمسمائة عامٍ، وبين السّماء إلى السّماء خمسمائة عامٍ، فذلك أربعة عشر ألف عامٍ، وبين السّماء السّابعة وبين العرش مسيرة ستّةٍ وثلاثين ألف عامٍ، فذلك قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}

· دلالة الآية على سعة علم لله تعالى بمخلوقاته وعظمة ملكه وتدبيره (س).
هذا الْمُلْكُ العظيمُ والعالَمُ الكبيرُ؛ عُلْوِيُّهُ وسُفْلِيُّهِ, جَميعُه قد تَوَلَّى خَلْقَه وتدبيرَه العَلِيُّ الأَعلى، فعَلِمَ أحوالَهم الظاهرةَ والباطنةَ، وعَلِمَ مُستَقَرَّهُم ومُستودَعَهم، وأَوْصَلَهم مِن رَحمتِه وبِرِّه ورِزْقِه ما عَمَّهُم وشَمِلَهم، وأَجْرَى عليهم حُكْمَه القَدَرِيَّ وحُكمَه الشرعيَّ وحُكمَه الْجَزَائِيَّ. ...قاله السعدي.
· دلالة عروج الأملاك والأرواح على عظمة الله وجلاله (س).
أن اللَّهَ تَبارَكَ وتعالى يُظْهِرُ لعِبادِه في يومِ القِيامةِ مِن عَظمتِه وجَلالِه وكِبريائِه ما هو أَكبرُ دَليلٍ على مَعرِفَتِه، ممَّا يُشاهِدُونَه مِن عُروجِ الأملاكِ والأرواحِ صَاعدةً ونَازلةً بالتدابيرِ الإلهيَّةِ والشؤونِ في الْخَلِيقَةِ، في ذلك اليومِ الذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سَنَةٍ
المسائل التفسيرية للآية ((فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)):
· لمن الأمر في الآية(ك، س).
محمد صلى الله عليه وسلم....ذكره بن كثير والسعدي.
· متعلق الصبر( ك، س ، ش).
على تكذيب قومك لك، وكُفْرِهم بما جِئتَ به، واستعجالهم العذاب استبعادًا لوقوعه، وعلى دَعوتِكَ لقَوْمِكَ بل استَمِرَّ على أمْرِ اللَّهِ، وادْعُ عِبادَه إلى تَوحيدِه، ولا يَمنَعْكَ عنهم ما تَرَى مِن عَدَمِ انقيادِهم وعَدَمِ رَغبتِهم.....حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
· معنى الصبر الجميل(س ، ش).
أي الذي لا تَضَجُّرَ فيه ولا مَلَلَ ، لا جَزَعَ فيه ولا شَكْوَى إلى غيرِ اللهِ....حاصل قول السعدي والأشقر.
· دلالة الآية على وجوب الاستمرار على أمر الله تعالى ودعوة عباده إلى التوحيد (س).
أن الله تعالى أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالصبر على دعوته لقومه وتكذيبهم له وكفرهم بما جاء به صبرا جميلا لا شكوى فيه ولا جزع ولا ملل بل لابد أن يستمرعلى أمْرِ اللَّهِ، ودْعُوة عِبادَه إلى تَوحيدِه، ولا يَمنَعْه عنهم ما يرَى مِن عَدَمِ انقيادِهم وعَدَمِ رَغبتِهم؛ فإنَّ في الصبرِ على ذلك خَيْراً كثيرا....قاله السعدي.
المسائل التفسيرية للآية ((إِنَّهُمْ يرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)):
· مرجع الضمير في " إنهم"(ك ، س).
الكفرة السائلين بالعذاب...حاصل ما قاله ابن كثير و السعدي
· مرجع الضمير في " يرونه" (ك ، س ،ش ).
- وقوع العذاب وقيام الساعة ويوم القيامة الذي مقداره خمسين ألف سنة...حاصل ما قاله ابن كثير والأشقر.
- البعث....قاله السعدي.
· المراد ب " يرونه بعيدا"(س).
أي: إنَّ حالَهم حالُ المُنْكِرِ له، أو الذي غَلَبَتْ عليه الشِّقْوَةُ والسَّكْرَةُ، حتى تَباعَدَ جميعُ ما أمامَه مِن البَعْثِ والنُّشُور....ذكره السعدي.
· معنى " بعيدًا "(ك ، ش ).
· أي مستبعد مستحيل الوقوع.....حاصل قول ابن كثير والأشقر.
المسائل التفسيرية في الآية ((وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)):
· المراد ب " نراه"( ش).
أي نعلمه ....قاله الأشقر.
· من الذي يراه ؟ ( ك، س).
- أي المؤمنون يعتقدون كونه قريبا....قاله ابن كثير.
- أي الله يراه قريبا....قاله السعدي
· سبب علم الله واعتقاد المؤمنين لكونه قريب(ك ، س ، ش).
الله تعالى يراه ويعلمه قريبا ؛لأنَّه رَفيقٌ حَليمٌ، لا يَعْجَلُ، ويَعلمُ أنَّه لا بُدَّ أنْ يَكُونَ، ولأن كلُّ ما هو آتٍ فهو قَريبٌ ، وكذلك المؤمنون يعتقدون كونه قريبًا، وإن كان له أمدٌ لا يعلمه إلّا اللّه، عزّ وجلّ، لأن كلّ ما هو آتٍ فهو قريبٌ وواقعٌ لا محالة.....حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.

السؤال الثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.
ج أ / الاستفهام بمعنى النفي المتقرر أي هل تحس منهم من أحد من بقاياهم أنه ممن ينتسب إليهم من فرقة باقية أو من نفس باقية أي لم يبق منهم أحد ، وهذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.

ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : ((إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.
ج ب/ معنى كونه قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أضافه إليه على معنى التبليغ لأنّ الرّسول من شأنه أن يبلّغ عن المرسل ، كما أضافه في سورة التكوير إلى الرسول الملكي فقال تعالى : {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمينٍ} فهذا جبريل، عليه السّلام ، فأضافه تارةً إلى قولٍ الرّسول الملكيّ، وتارةً إلى الرّسول البشريّ؛ لأنّ كلًّا منهما مبلّغٌ عن اللّه ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه وهذا حاصل ما قاله ابن كثير.

ج: بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: ((الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.
- فيها أقوال:
1. أي: مُدَاوِمونَ عليها في أَوقاتِها بشُروطِها ومُكَمِّلاَتِها، لا يشغلهم عنها شاغل، ولَيْسُوا كمَن لا يَفعلُها أو يَفعلُها وَقْتاً دونَ وقتٍ، أو يَفعلُها على وَجْهٍ ناقصٍ ....حاصل قول السعدي والأشقر وما قاله ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ وذكره عنهم ابن كثير.
2. المراد بالدّوام هاهنا السّكون والخشوع، قاله عتبة بن عامرٍ، وذكره عنه ابن كثير واستدل عليه بقوله: {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 1، 2]. ومنه الماء الدّائم، أي: السّاكن الرّاكد.
3. المراد بذلك الّذين إذا عملوا عملًا داوموا عليه وأثبتوه، ذكره ابن كثير واستدل عليه بما جاء في الصّحيح عن عائشة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "أحبّ الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ". وفي لفظٍ: "ما داوم عليه صاحبه"، قالت: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا عمل عملًا داوم عليه. وفي لفظ: أثبته.
4. ما قاله قتادة وذكره عنه ابن كثير في قوله: {الّذين هم على صلاتهم دائمون} : (ذكر لنا أنّ دانيال، عليه السّلام، نعت أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "يصلّون صلاةً لو صلّاها قوم نوحٍ ما غرقوا، أو قوم عادٍ ما أرسلت عليهم الرّيح العقيم، أو ثمود ما أخذتهم الصّيحة ، فعليكم بالصّلاة فإنّها خلق للمؤمنين حسنٌ".

السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.

ج أ / {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21)}اشتكى نوح ربه وهو العليم الخبير بأن قومه بعدما دعاهم بكل الوسائل بالترغيب والترهيب وفي كل الأوقات صباحا ومساء ومكث فيهم مائة سنة إلا خمسين عامًا ، عصوه وكذبوه وخالفوه واتبعوا الملأ والأشراف وأبناء الدنيا الذين لم تزِدهم أموالهم ولا أولادهم إلا ضلالا في الدنيا وعقوبة في الآخرة لأنها بالنسبة لهم استدراج وإنظار لا إكرام،
{ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)}ومكر هآؤلاء السادة والأشراف بأتباعهم وذلك بتحريشهم سَفَلتِهم على قتل نوح عليه السلام وخداعهم لهم بأنهم على الحق والهدى.
{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)}
وَقَال الرؤساء للأتباعداعِينَ إلى الشِّرْكِ مُزَيِّنِينَ له { لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ}: ثم قالوا مبينين هذه الآلهة {وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}وهذه أسماء أصنامهم الّتي كانوا يعبدونها من دون اللّه، كانوا قومًا صالحين بين آدم ونوحٍ، وكان لهم أتباعٌ يقتدون بهم، فلمّا ماتوا قال أصحابهم الّذين كانوا يقتدون بهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم. فصوّروهم، فلمّا ماتوا وجاء آخرون دبّ إليهم إبليس فقال: إنّما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر، فعبدوهم.
{وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} مرجع الضمير في " أضلوا" فيه قولان : أن المراد الأصنامالّتي اتّخذوها أضلّوا بها خلقًا كثيرًا، فإنّه استمرّت عبادتها في القرون إلى زماننا هذا في العرب والعجم وسائر صنوف بني آدم ، وقيل مرجعها على الكبار والرؤساء فيكون المراد أن الكِبارُ والرؤساءُ أضلوا بدَعْوَتِهم كثيراً مِن الخَلْقِ ، ثم دعا نوح عليه السلام على قومه لتمرّدهم وكفرهم وعنادهم، كما دعا موسى على فرعون ومثله في قوله: {ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم} فقال هنا : { وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا}وقد يكون المعنى : أنه لو كان ضلالهم عن دعوة نوح عليه السلام بحقٍّ لكان مصلحةً لهم ولكن لا يزيدون بدعوة الرؤساء إلا ضلالا.
{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)}
فكانت ذنوبهم وخطيئاتهم سببا في إغراقهم في اليم الذي أحاط بهم ثم أُدخلوا نارا عقب ذلك وهي نار الآخرة وقيل عذاب القبر { فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا}فلم يجدوا معين ولا مغيث ولا ناصر ينصرهم ولا مجير ينقذهم حين نزل بهم عذاب الله.
ثم قال نوح بعد ما يئس من إيمان قومه دعاءً عليهم { وقال نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)} والديّار الواحد ومعناه من يسكن الديار وقيل من يدور على وجه الأرض أي لا تترك على وجه الأرض أحدًا ،فاستجاب اللّه له، فأهلك جميع من على وجه الأرض من الكافرين حتّى ولد نوحٍ لصلبه الّذي اعتزل عن أبيه، وقال: {سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}.
ثم قال معللا لدعائه عليهم{إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)}أيإنّك إن أبقيت منهم أحدًا أضلّوا عبادك، أي: الّذين تخلقهم بعدهم فيكون بَقاؤُهم مَفْسَدَةٌ مَحْضَةٌ لهم ولغيرِهم، وإنما قالَ نُوحٌ عليه السلامُ ذلك؛ لأنه معَ كَثرةِ مُخالَطَتِه إيَّاهم، ومُزاوَلَتِه لأخلاقِهم عَلِمَ بذلك نَتيجةَ أعمالِهم ، { وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا }أيفاجرًا في الأعمال كافر القلب ؛ يَترُكُ طاعتَك ويكفر نعمتك.
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}ثم خُتمت السورة بدعاء نوح عليه السلام لنفسه ولوالديه ولمن دخل بيته _وقيل معناه سفينته أو مسجده_ بالمغفرة ثم عمّم الدعاء لكل من اتصف بالإيمان ذكورًا وإناثًا وأحياءً وأمواتًا وختم دعاءه بالدعاء على كل ظالم إلى يوم القيامة فقال{ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} أي هلاكًا وخسارًا ودمارًا.

السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه
ج أ/ قوله تعالى في سورة الحاقة : (( فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)).
- فأَقْسَمَ تعالى بما يُبْصِرُ الخَلْقُ مِن جَميعِ الأشياءِ، وما لا يُبْصِرُونَه، فدَخَلَ في ذلكَ كلُّ الخَلْقِ، بل يَدخُلُ في ذلكَ نفْسُه الْمُقَدَّسَةُ على صِدْقِ الرسولِ بما جاءَ به مِن هذا القرآنِ الكريمِ، وأنَّ الرسولَ الكريمَ بلَّغَ عن اللَّهِ تعالى ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه ، ونَزَّهَ اللَّهُ رَسولَه عمَّا رَماهُ به أَعداؤُه مِن أنَّه شاعرٌ أو ساحِرٌ.

ب: حرمة نكاح المتعة.
ج ب/ (( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولائك هو العادون)) أي من ابتغى غير الزوجة وملك اليمين فأولئك هم التجاوزون ما أحل الله إلى ما حرم الله ؛ فدلت هذه الآية الآيةُ على تَحريمِ نِكَاحِ المُتْعَةِ؛ لكونِها غيرَ زوجةٍ مَقصودةٍ، ولا مِلْكِ يَمينٍ.

السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.
ج 6/ الدروس المستفادة من فقه الدعوة في قصة نوح عليه السلام:
1- الدعوة إلى توحيد الله ونبذ عبادة من سواه هي من أولويات الداعي إلى الله قبل الشروع في الدعوة إلى الفرائض والشرائع.
2- الدعوة بالنذارة البيِّنة الواضحة والحجة الدامغة من أساسيات الدعوة الناجحة.
3- الدعوة بالترغيب بالعاقبة الحسنة ومغفرة الذنوب لمن يُفرد الله بالعبادة ويمتثل أمره ويجتنب محارمه من أهم مقومات الدعوة الناجحة.
4- الاستمرار في الدعوة بلا يأس ولا قنوط ولا ملل ولا ضجر بالليل والنهار وفي السر والعلانية وفي كل حال ووقت، والإتيانُ بكلِّ بابٍ يُظَنُّ أنْ يَحْصُلَ منه المقصودُ.
5- الدعوة بتبصير المدعوين ودفعِهم إلى التأمل والتفكر في آيات الله الكونية ونِعمِه الجليَّة في الأنفس والآفاق خصوصًا مع عودتهم إليه واستغفارهم لما كانوا عليه فتحِلُّ عليهم البركات وتتتابع عليهم الأرزاق ؛ فإيمانُهم باللهِ يَجمعُ لهم مع الحظِّ الوافرِ في الآخرةِ الْخَصْبَ والغِنَى في الدنيا.
6- الدعوة بالترهيب من بأس الله ونقمته إن هم أصروا على كفرهم وشركهم ولم يؤمنوا بربهم ويعملوا بطاعته من أسباب التوازن في الدعوة بين الرجاء والخوف.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 1 ذو القعدة 1437هـ/4-08-2016م, 03:14 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.

حياكم الله طلاب المستوى الثالث، وزادكم الله من فضله.
وقد أحسنتم جدا بارك الله فيكم ونفع بكم، وأثني خاصّة على أجوبتكم على السؤال الأخير الخاصّ بالفوائد الدعوية المستفادة من قصّة نوح عليه السلام.

ومن الملاحظات التى نحتاج للتنبيه عليها بدلا من تكرارها عند بيان التقويم.
- معنى كلمة "صرصر" يتضمّن شدة الصوت وشدة البرد.

في سؤال استخلاص المسائل التفسيرية.

- مسألة المراد بالسائل.
ورد قول ضعيف أنه واد في جهنم يسيل بالعذاب على قراءة "سال سائل"، وليس السائل هو العذاب إنما السائل هو الوادي الذي يسيل بالعذاب، وهو قول ضعيف كما أشرنا.
والقولان الآخران لا يتعارضان، فكونه النضر بن الحارث ففيه نزلت، ومن قال هي في الكفار فلأنه منهم، وهذا الطلب وهذا الاستهزاء يتكرر من الكفار كثيرا ومن قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.

- قد يوجد في اللفظة القرآنية ضميران.
فنحدد الضمير محلّ السؤال في عنوان المسألة، كلفظة "يرونه" فيها واو الجماعة والهاء، ولفظة "نراه" فيها ضمير مستتر تقديره "نحن" وهو الفاعل، والهاء.

- في المراد باليوم الذي مقداره خمسون ألف سنة.
لا يتعارض قول السعدي مع قول ابن كثير، فبعض الطلاب جعلهما قولان، والمعنى أنه يوم في الدنيا تصعد فيه الملائكة بالأمر والتدابير الإلهية مسافة لو مشاها أهل الدنيا لقطعوها في خمسين ألف سنة يسيرون فيها، لكن الملائكة تقطعها في يوم واحد بما يسّر الله لها من الخفّة والسرعة.
أما بقية الأقوال فأرجو أن تكون واضحة، فقيل إنه يوم القيامة وهو قول قوي ويكون طوله على الحقيقة أي زمنه خمسين ألف سنة.
وقيل هو الدنيا، والخمسون ألف سنة هي عمرها.
وقيل هو الزمن الفاصل بين الدنيا والآخرة.

- تكررت مسألة بعنوان: المراد بــ {سأل سائل}.
هذه التسمية لا تصحّ، لا نقول المراد بل نقول معنى قوله تعالى ...
ومسألة: "المراد بواقع" ، والصحيح: معنى "واقع".

- في مسألة المراد بالمعارج.
بعض الطلاب عدّد حوالي خمسة أقوال، وهي ترجع في النهاية إلى قولين فقط.

- قد يدخل بعض الطلاب مسائل استطرادية داخل مسائل التفسير.
مثل بيان صفة العرش والمراد بأسفل سافلين ونحو ذلك من المسائل وهي ليست مسائل أساسية في تفسير الآيات، فتؤخّر.


سؤال الاستدلال على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه.
قال تعالى: {ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين..} الآيات.
القرآن يثير في نفوس الكفّار الأدلّة العقلية على صدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك انتبهوا جيدا إلى ضرورة بيان وجه دلالة الآيات على المسألة، فإن حكمة الله اقتضت أنه يعاجل من يفتري عليه الكذب وتأملوا هذه الأمور العظيمة وكيف أنه قصم كل من ادّعى النبوة كاذبا، فلما أيّد الله تبارك وتعالى نبيه بالحجج والبراهين والمعجزات، ولم يأخذ منه باليمن علمنا أنه لم يتقوّل على ربه الأقاويل وأنه صادق فيما بلّغ عن ربه.
ومن يستدلّ على المسألة بآية أخرى يجب أيضا أن يبيّن وجه الدلالة من الآية على صدقه، ولن يتأثّر التقويم هذه المرة بالقصور في الاستدلال، لكن انتبهوا مستقبلا، نفع الله بكم.
وأثني على ما أجاب على هذا السؤال وأخصّ الأختين عقيلة زيان ومنى مدنى.


التقويم:
1: رضوى محمود أ

2: عقيلة زيان أ+
- ينتبه إلى ما ذكرناه في المراد بالسائل، بارك الله فيك.

3: محمد حسين داود ب
- اجتهد في التفسير بأسوبك وعباراتك.
- ونثني على إجابتك على سؤال الفوائد، بارك الله فيك ونفع بك.

4: هناء محمد علي أ
أحسنت بارك الله فيك، وأوصيك بالعناية أكثر بصياغة عناوين المسائل.
- في قوله تعالى: {ونراه} نقول: مرجع الضمير المستتر.
- ما ذكرتيه فى معنى الرؤية ففيها قولان أحدهما فى حق الله تعالى والأخرى ترجع للمؤمنين فلا نقول الرؤية القلبية أو نعتقد كذا ونطلقها بدون نسبة هذا المعنى للمؤمنين لأن هذه الأفعال لا تنسب لله تعالى.

5: مريم أحمد حجازي أ
أحسنت جدا بارك الله فيك، وأشكر لك اجتهادك وحسن تنظيمك.
- انتبهي لصياغة عنوان المسألة، المراد بواقع = معنى {واقع}.
- بالنسبة لمسألة المراد باليوم وفصلها عن معنى مقداره، وكنا قد تناقشنا فيها سابقا، فالذي يظهر من تحرير المسألتين على انفصال أن الأقوال الأربعة في معنى المقدار تصلح أن تكون احتمالات لكل قول في معنى اليوم، إلا أن نحدد مع كل قول ما يتعلّق به من الأقوال في "اليوم"، فنقول مقداره خمسون ألف سنة معناه كذا على القول بأن اليوم يراد به كذا، فهنا يصحّ فصل المسألتين.

6: سناء بنت عثمان ب+
أحسنت بارك الله فيك.
- انتبهي للاستطرادات، واجمعي الأقوال المتّفقة في قول واحد، مثل مسألة المراد بالسائل، ومسألة المراد بالمعارج، وفقك الله.

7: منى محمد مدني
أ
أحسنت بارك الله فيك وأوصيك بالعناية بصياغة عناوين المسائل.
- لا شك أن المداومة على الصلاة تشمل المداومة عليها كما أمر بها من حيث المحافظة عليها في أوقاتها وعلى أركانها ظاهرا وباطنا.

8: ندى على ب+
راجعي مسألة المراد باليوم أعلاه، بارك الله فيك.

9: منيرة جابر ب+
أحسنت بارك الله فيك.
- مسألة السائل الذي سأل، لا يناسب أن نقول داع أو مستفتح لأن المسألة في تعيين السائل وهذه الأقوال لا تعيّنه.
- مسألة وقت العروج ربطتيها بقول واحد وهو عروج الأرواح، ولا يصحّ قصرها عليه فقط، بل إن وقت العروج يرتبط بمن يعرج وسبب عروجه.

- خصمت نصف درجة بسبب التأخير، مع ثنائي على اجتهادك، وفقك الله.

10: حنان علي محمود ب+
أحسنت بارك الله فيك.
- مسألة: معنى "سأل سائل" ذكرتِ فيها قولين وهما يرجعان إلى قول واحد.
- ومدة موقف العباد للحساب هي أيضا في يوم القيامة.

- خصمت نصف درجة بسبب التأخير، مع ثنائي على اجتهادك، وفقك الله.

11: إيمان شريف ب
أحسنت بارك الله فيك.
- أوصيك بالعناية بصياغة عناوين المسائل، وأن يكون الملخّص بأسلوبك لأنه لوحظت فيه إطالة أكثر من اللازم.
- ما أثر النبي دانيال عليه السلام في فضل الأمة المحمدية لا يعتبر قولا في معنى المداومة على الصلاة.
- خصمت نصف درجة بسبب التأخير، مع ثنائي على اجتهادك، وفقك الله.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح.


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 1 ذو القعدة 1437هـ/4-08-2016م, 04:31 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

لا أجد اسمي بين الأسماء في التقويم وقد أجبت قبل إنتهاء الوقت.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 1 ذو القعدة 1437هـ/4-08-2016م, 02:13 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

جزاكم الله خيرا نتمنى أن يوضع لنا تصحيح نموذجي
في مسألة المراد بالمعارج...حتى تتضح كيفية الجمع بين الاقوال
بارك الله فيكم

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 5 ذو الحجة 1437هـ/7-09-2016م, 04:04 PM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح

السؤال الأول
اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-

أ: صرصرا : قوية شديدة البرودة والهبوب ، لها صوت أقوى من صوت الرعد القاصف .
ب: واهية : ضعيفة مسترخية .
ج: المهل : ما أذيب من النحاس والرصاص والفضة ، وقيل هو دردي الزيت .

السؤال الثاني:
استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-
أ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.


أولا : علوم السورة :
• اسم السورة . ك س ش
• نزول السورة . ك س

ثانيا : المسائل التفسيرية في الآيات :
قوله تعالى : { سأل سائل بعذاب واقع }
• مقصد الآية . س
• فيمن نزلت الآية . ك س ش
• المراد بسأل في قوله تعالى : { سأل سائل } . ك س ش
• دلالة حرف الباء في قوله تعالى : { بعذاب واقع } . ك ش
• المراد بقوله تعالى : { بعذاب الواقع } .ك ,س ش
• سبب استعجال الكافرين للعذاب. ك ,س
• المراد بقوله تعالى : { واقع للكافرين } . ك س

قوله تعالى : { للكافرين ليس له دافع }
• سبب استعجال الكافرين للعذاب . س
• معنى قوله تعالى : { ليس له دافع } ك س ش

قوله تعالى : { من الله ذي المعارج }
• علاقة الآية بما قبلها . ك س ش
• المراد بقوله تعالى { ذي المعارج } ك س ش

قوله تعالى : { تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة }
• معنى تعرج .
• المراد بالروح .
• المراد بيوم في قوله تعالى : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة }
• المراد بالمقدار في قوله تعالى : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة }

قوله تعالى : " فاصبر صبرا جميلا "
• المخاطب في الآية . ك س ش
• متعلق الصبر . ك س ش
• معنى الصبر الجميل . س ش

قوله تعالى :{ إنهم يرونه بعيدا }
• مرجع الضمير في قوله تعالى : { إنهم } ك س
• مرجع الضمير في قوله تعالى : { يرونه } ك س ش
• المراد في قوله تعالى : { بعيدا } ك س ش

قوله تعالى :{ ونراه قريبا }
• مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى :{ ونراه } ك س ش
• مرجع ضمير الغائب في قوله تعالى :{ نراه } . س
• المراد في قوله تعالى :{ نراه قريبا }. ك س ش

خلاصة أقوال المفسرين :
أولا : علوم السورة :
• اسم السورة .
هي سورة المعارج ، وتسمى سورة سأل سائل . ذكره المفسرون الثلاثة .

• نزول السورة .
هي سورة مكية . ذكره ابن كثير والسعدي .

ثانيا : شرح المسائل التفسيرية في الآيات :
قوله تعالى : { سأل سائل بعذاب واقع }
• مقصد الآية .
بين الله في سورة المعارج مدى جهل المعاندين واستعجالهم لعذاب اللَّه استهزاء وتعنتا وتعجيزا .ذكره السعدي

• فيمن نزلت الآية .
نزلت في النضر بن الحارث القرشي أو غيره من المشركين حينما سألوا عن عذاب الله . حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
واستدل ابن كثير بأكثر من رواية منها :
 عن ابن عباس في قوله : {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} قال: النّضر بن الحارث بن كلدة. رواه سعيد بن جبير
 عن ابن عبّاسٍ: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} قال: ذلك سؤال الكفّار عن عذاب اللّه وهو واقعٌ. قاله العوفي .
 عن مجاهدٍ في قوله: تعالى {سأل سائلٌ} دعا داعٍ بعذابٍ واقعٍ يقع في الآخرة، قال: وهو قولهم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} [الأنفال: 32 ] قاله ابن أبي نجيح .

• المراد بسأل في قوله تعالى : { سأل سائل } .
1. على قراءة { سأل سائل } بالهمزة في سأل :
أ‌. سؤال الكفار عن عذاب الله وهو واقع واستدل ابن كثير بقول الله تعالى : { {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده } ، حاصل ما ذكره أيضا السعدي والأشقر .
ب‌. سؤال النضر بن الحارث للعذاب من باب التعنت والاستهزاء ، واستدل ابن كثير بقول مجاهد في قوله: تعالى {سأل سائلٌ} دعا داعٍ بعذابٍ واقعٍ يقع في الآخرة، قال: وهو قولهم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} [الأنفال: 32]
2. وعلى قراءة { سال سائل } بحذف الهمزة في سال :
هو واد في جهنم يسيل بالعذاب ،.وهو قول ابن زيد وغيره وهو قول ضعيف ، بعيد عن المراد .

ورجح ابن كثير ما هو على القراءة الأولى فالقولان متوافقان ولا يتعارضا سواء كان السائل من الكفار أو النضر بن الحارث الذي منهم ، ووافقه السعدي والأشقر .

• دلالة حرف الباء في قوله تعالى : { بعذاب واقع } .
حرف الباء يدل على سؤال مضمن معنى الدعاء ، كأنه مقدر : يستعجل سائل بعذاب وهو واقع لا محالة . ذكره ابن كثير والأشقر .

• المراد في قوله تعالى : { بعذاب الواقع } .
ذكر ابن كثير قولان:
3. عذاب الله في الآخرة ، وهو واقع لا محالة . وذكره أيضا السعدي والأشقر
4. واد في جهنم يسيل يوم القيامة بالعذاب .وهو قول ابن زيد وغيره وهو قول ضعيف ، بعيد عن المراد .
ورجح ابن كثير القول الأول لدلالة السياق عليه .

• سبب استعجال الكافرين للعذاب.
انكار منهم لوقوع العذاب واستهزاء وتعنتا وتعجيزا . حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي .

• المراد في قوله تعالى : { واقع للكافرين } .
أورد ابن كثير قولان:
1. مرصد معد للكافرين .
2. جاء ، أي لا دافع للعذاب إذا أراد الله كونه ، سواء عجله الله لهم في الدنيا أو يؤخر عنهم إلى الآخرة . قول ابن عباس ، وحاصل ما ذكره أيضا السعدي .
والقولان متلازمان ولا تعارض بينهما فيمكن الجمع .

قوله تعالى : { للكافرين ليس له دافع }
• سبب استعجال الكافرين للعذاب .
لاستحقاقهم له بسبب كفرهم وعنادهم ، فالعذاب واقع عليهم لا محالة . ذكره السعدي

• معنى قوله تعالى : { ليس له دافع }
أي ليس للعذاب الذي استعجل به من المشركين أحد يدفعه قبل نزوله ووقوعه ولا يرفعه بعد نزوله وحصوله . خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
استدل ابن كثير بقول ابن عباس : ليس له دافع : لا دافع له إذا أراد الله كونه .

قوله تعالى : { من الله ذي المعارج }
• علاقة الآية بما قبلها .
لما ذكر الله تعالى أن هذا العذاب الذي يستعجل به الكفار واقع لا محالة ولا دافع له إذا أراد الله كونه ؛ ذكر بعدها : { من الله ذي المعارج } فذكر أن العذاب لا بد واقع من الله تعالى إما في الدنيا أو الآخرة . حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .

• المراد بقوله تعالى : ( ذي المعارج }
ذكر المفسرون الثلاثة قولان هما :
1. ذو الدرجات والعلو والفواضل والنعم والجلال والعظمة والتدبير لسائر الخلق . قاله ابن عباس وابن قتادة رواه عنهم ابن جبير وعلي بن أبي طلحة .
2. معارج السماء و المصاعد التي تصعد فيها الملائكة. قاله مجاهد
ويمكن الجمع بين القولين فالمصاعد التي تصعد فيها الملائكة هي درجات وفواضل ونعم . والله أعلم


قوله تعالى : { تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة }
• معنى تعرج
تعرج : أي تصعد ، قاله قتادة . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .

• المراد بالروح .
ذكر ابن كثير أقوال منها :
1. أنه جبريل عليه السلام ، من باب عطف الخاص " جبريل " على العام "الملائكة " ذكره أيضا الأشقر
2. أنه ملك آخر عظيم غير جبريل . ذكره أيضا الأشقر .
3. أنهم خلق من خلق الله ويشبهون الناس وليسوا ناسا ، قاله أبو صالح .
4. أنه اسم جنس لأرواح بني آدم ، فإذا قبضت يصعد بها إلى السماء . وذكره أيضا السعدي
واستدل ابن كثير بحديث البراء مرفوعا في قبض الروح الطيبة فيه " فلا يزال يصعد بها من سماء إلى سماء حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة " .
وقال الله أعلم بصحته ، فقد تكلم في رواته ، وفيه ضعفا لكنه مشهور وله شاهد في حديث أبي هريرة .
كما قال السعدي أنه قد يكون هذا الصعود والعروج في الدنيا لما يدل عليه السياق الأول ومن المحتمل أن يكون في يوم القيامة . والله أعلم .

• المراد باليوم في قوله تعالى : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة }
ذكر ابن كثير أقوال منها :
1. هي الدنيا .
واستدل ابن كثير بقول مجاهد " الدنيا عمرها خمسون ألف سنة ، وذلك عمرها يوم سماها الله تعالى يوم { تعرج الملائكة والروح إليه في يوم } قال : اليوم الدنيا ". رواية ابن أبي حاتم عن مجاهد
2. هو اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة.
واستدل ابن كثير :
" هو يوم الفصل بين الدنيا والآخرة " قاله محمد بن كعب ورواه ابن أبي حاتم وهو قول غريب جدا .
3. هو يوم القيامة .
واستدل ابن كثير بأحاديث عديدة منها :
 حديث ابن عباس قال : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } قال : يوم القيامة ، رواه ابن أبي حاتم ، وروالثوري عن عكرمة وقاله الضحاك وابن زيد .
 حديث ابن عباس في قوله: {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: فهذا يوم القيامة، جعله اللّه تعالى على الكافرين مقدار خمسين ألف سنةٍ." رواه عليّ بن أبي طلحة .
 حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من صاحبٍ كنزٍ لا يؤدّي حقّه إلّا جعل صفائح يحمى عليها في نار جهنّم، فتكوى بها بجهته وجنبه وظهره، حتّى يحكم اللّه بين عباده في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ ممّا تعدّون، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار " . رواه الإمام أحمد
 سأل رجلٌ ابن عبّاسٍ عن قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: فاتّهمه، فقيل له فيه، فقال: ما يومٌ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ؟ فقال: إنّما سألتك لتحدّثني. قال: هما يومان ذكرهما اللّه، اللّه أعلم بهما، وأكره أن أقول في كتاب اللّه بما لا أعلم . قاله ابن أبي مليكة وقد رواه ابن جرير

• المراد بالمقدار في قوله تعالى : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة }
ذكر ابن كثير أقوال منها :
1. هو المسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل السافلين، وهو قرار الأرض السابعة، وذلك مسيرة خمسين ألف سنة. ذكره ابن أبي شيبة في كتاب صفة العرش .
واستدل برواية ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " قال : منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنة ، ويوم كان مقداره خمسين ألف سنة يعني بذلك تنزل الأمر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد فذلك مقداره ألف سنة ، لأن ما بين السماء والأرض مقدار مسيرة خمسمئة سنة .
2. مدة بقاء الدنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام الساعة . قاله مجاهد وعكرمة .
واستدل ابن كثير :
 بحديث عكرمة " الدنيا من أولها لآخرها مقدار خمسين ألف سنة ، لا يدري أحدكم مضى ولا كم بقي إلا الله عز وجل" . رواية عبد الرزاق.
3. مدة يوم القيامة .
واستدل ابن كثير :
 بحديث ابن عباس في قوله: {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: فهذا يوم القيامة، جعله اللّه تعالى على الكافرين مقدار خمسين ألف سنةٍ." رواه عليّ بن أبي طلحة .
 وحديث أبي سعيدٍ قال: قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده، إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ يصليها في الدنيا".رواه الإمام أحمد وابن جرير .إلا إن في سلسلة السند ضعف [ دراج وشيخه ] والله أعلم .
4. هو المسافةَ التي تعرج فيها الملائكة والأرواح إلى اللَّه . ذكره السعدي


قوله تعالى : " فاصبر صبرا جميلا "
• المخاطب في الآية .
المخاطب هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أي اصبر يا محمد . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

• متعلق الصبر .
دعوتك لقومك وتكذيبهم لك واستعجالهم العذاب استبعادا لوقوعه .خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
واستدل ابن كثير بقوله تعالى : { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ، والذين آمنوا مشفقون منها ويعملون أنها الحق . [ الشورى : 18 ]

• معنى الصبر الجميل .
الصبر الذي أمر الله تعالى به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو الصبر الذي لا جزع فيه ولا شكوى لغير الله تعالى ولا ضجر ولا ملل في دعوته ورسالته . حاصل ما ذكره السعدي والأشقر .

قوله تعالى :{ إنهم يرونه بعيدا }
• مرجع الضمير في قوله تعالى : { إنهم }
يعود إلى الكفار الذين يستعجلون العذاب . حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي

• مرجع الضمير في قوله تعالى : { يرونه }
يوجد ضميران في الفعل يرونه :
الأول : ضمير يعود إلى واو الجماعة وهم الكفار الذين يستعجلون العذاب .
الثاني : ضمير الغائب – الهاء - فيه قولان :
1. وقوع العذاب .
2. قيام الساعة يوم القيامة وما يحصل فيه من البعث والنشور .حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
والقولان متوافقان ، ويمكن الجمع بينها ، وهو أن العذاب وما يحصل عند النشور والبعث يكون في يوم القيامة .

3. المراد في قوله تعالى : { بعيدا }
يراه الكفار بعيد الوقوع بمعنى مستحيل الوقوع ومستبعدا ومحالا ، فهم ينكرون وقوعه . حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

قوله تعالى :{ ونراه قريبا }
• مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى :{ ونراه }
ذكر المفسرون قولان في ضمير المتكلم – وهو الفاعل - :
1. المؤمنون الذين يعتقدون ويعلمون أن يوم القيامة قريب ، وإن كان لا يعلمه وقته إلا الله . ذكره ابن كثير والأشقر.
2. الله سبحانه وتعالى .ذكره السعدي

• مرجع ضمير الغائب في قوله تعالى :{ نراه } .
الضمير يعود إلى البعث الذي يقع فيه عذاب السائلين بالعذاب . ذكره السعدي

• المراد في قوله تعالى :{ نراه قريبا }.
الفعل ( نرى ) من أفعال القلوب التي تفيد اليقين ، وتعني أن المؤمنين يعلمون يقينا أن يوم القيامة والبعث وما يقع فيه من عذاب السائلين قريب ، فكل ما هو آت قريب وواقع لا محالة. حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

السؤال الثالث:
أ‌. ذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى : { فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) } الحاقة.

استفهام تقريري يفيد النفي ، أي لم يبق منهم أحد ، بل أبيدوا عن آخرهم وبم يبق الله لهم خلفا .

ب‌. بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) } الحاقة.
معنى أن القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو على معنى التبليغ ، فأضيف القول إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه المبلغ عن المرسل وهو الله تعالى من خلال ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه ، لهذا قال : { تنزيل من رب العالمين }

ج. بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: { الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) } المعارج.
ذكر ابن كثير ثلاثة أقوال في معنى المداومة على الصلاة منها :
1. يؤدونها في أوقاتها المكتوبة ويحافظون على واجباتها وشروطها لا يشغلهم عنها شاغل . قاله ابن مسعود ومسروق وذكره أيضا السعدي والأشقر.
2. السكون والخشوع ومنه الماء الدائم أي الساكن الراكد . قاله عتبة ابن عامر
واستدل له ابن كثير بقول الله تعالى : { قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون }
3. الذين إذا عملوا عملا داوموا عليه وأثبتوه.
واستدل ابن كثير
 بحديث السيدة عائشة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: { أحبّ الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ } وفي لفظٍ: "ما داوم عليه صاحبه"، قالت: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا عمل عملًا داوم عليه. وفي لفظ: أثبته.
 وقول قتادة في قوله: {الّذين هم على صلاتهم دائمون} ذكر لنا أنّ دانيال، عليه السّلام، نعت أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يصلّون صلاةً لو صلّاها قوم نوحٍ ما غرقوا، أو قوم عادٍ ما أرسلت عليهم الرّيح العقيم، أو ثمود ما أخذتهم الصّيحة. فعليكم بالصّلاة فإنّها خلق للمؤمنين حسنٌ

كل الأقوال متوافقة ومتلازمة ويمكن الجمع بينها ، فالصلوات المكتوبة يجب المداومة عليها مع المحافظة على أوقاتها المكتوبة وأدائها بشروطها وأركانها بخشوع وسكينة لا يشغله شاغل أثناء أدائها .

السؤال الرابع:
فسّر باختصار قوله تعالى:-
{قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.


{ قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي } يقول الله تعالى مخبرا عن نوح عليه السلام ، وقد اشتكى إلى ربه تعالى وهو أعلم بذلك ، عناد قومه وجحودهم وانكارهم واستمرار عصيانهم لدعوته وتكذيبهم ومخالفتهم له ، وعدم استجابتهم بعد كل ما تقدم من أساليب الدعوة المتنوعة والوعظ والتذكير {وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً }واتبعوا الرؤساء والأشراف وأهل الثروة والمال ممن لم يستجب لأواملا الله ، والذين لم يزدهم كثرة المال والولد إلا ضلالا وخسرانا في الدنيا وعقوبة وهلاك في الآخرة .

{ وَمَكَرُو مَكْراً كُبَّاراً } ومكروا مكرا عظيما وكبيرا وبليغا في معاندة الحق من خلال تحريشهم على قتل نوح .

{ وَقَالُوا} أي قال الرؤساء داعين أتباعهم إلى الشرك بمعصية نوح عليه السلام وما يدعو له { لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ } فحرضوهم ودعوهم إلى التعصب والتتمسك بما هم عليه من الشرك وأن لا يتركوا عبادة ما كان يعبد آباؤهم الأقدمون ، وهي الأصنامُ والصوَرُ التي كانتْ لهم، ثم عَبَدَتْهَا العرَبُ مِن بعدِهم ، فعينوا وذكروا لهم آلهتهم { وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا } وهي أسماء رجال صالحين لما ماتوا زين لهم الشيطان أن يصوروا صورهم لينشطوا على الطاعة إذا رأوها ، فنشأ بعدهم قوم يقتدون بهم في العبادة ، ثم قال له الشيطان: إن أسلافكم كانوا يعبدونهم ويتوسلون بهم وبهم يسقون المطر فعبدوهم ، ومنذ ذلك الوقت بدأت عبادة الأوثان .

{ وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا }وقد أضل الكبراء والرؤساء بدعوتهم الأتباع إلى عبادة الأصنام كثيرمن الخلق ، وقيل أن الأصنام هي التي أضلت الناس ، فاستمر في عبادتها قرون من الزمان {ولا تزد الظّالمين إلا ضلالا } دعاء من نوح عليه السلام على قومه لتمردهم وكفرهم وعنادهم، أن لا يزيد الظالمين إلا خسرانا وهلاكا وضلالا في مكرهم .


{ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ } أي بسبب كثرة ذنوبهم وإصرارهم على الكفر ومخالفتهم وتكذيبهم لرسولهم ، ذكر الله عذابهم وعقوبتهم الدنيوية والأخروية {أغرقوا فأدخلوا نارًا} أي أغرقوا بالطوفان ، فانتقلوا من غرقهم في البحر إلى حرارة ولهيب النار، بحيث ذهبت أجسامهم في البحر غرقا وهي عقوبتهم في الدنيا ، وأدخلت أرواحهم في النار حرقا وهي عقوبتهم في الآخرة أو في القبر {فلم يجدوا لهم من دون اللّه أنصارًا } فلم يجدوا لهم - حين نزل بهم العذاب - معين ولا مغيث ولا مجير ينقذهم من عذاب اللّه وقضائه في أمره فيدفعه عنهم .

{ وقال نوحٌ ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارًا} لما يئس نوح من إيمان واستجابة قومه لدعوته دعا ربه أن لا يترك من هؤلاء الكافرين الذين عصوه وأصروا على كفرهم أحدا على وجه الأرض يسكن الديار – من صيغ تأكيد النفي – استجاب اللّه له، فأهلك جميع من على وجه الأرض من الكافرين حتى ولده هلك .

{إنّك إن تذرهم يضلّوا عبادك } ثم ذكر سبب دعائه ربه لهم بالهلاك والله أعلم بما في نفسه ، فقال إنك يا ربنا إن أبقيت منهم أحدا من بعدهم يضلّوا عبادك عم طريق الحق والهدى ، ففي بقائهم مفسدة كبرى لهم ولغيرهم {ولا يلدوا إلا فاجرًا كفّارًا} ثم لا يلدوا إلا فاجرا في الأعمال تاركا طاعتك وأوامرك ، وكافرا جاحدا في القلب لنعم الله الكثيرة ، وما ذلك إلا لخبرته ومعرفته بهم بعد أن مكث بينهم وخالطهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، فاستجاب الله دعوته وأغرقهم بالطوفان .


{ربّ اغفر لي ولوالديّ ولمن دخل بيتي مؤمنًا} ثم دعا نوح ربه دعاء خاص لوالديه وكانا مؤمنين ، ولكل من دخل منزله وهو مؤمن لتأكيد حقهم وتقديم برهم وقيل من دخل سفينته أو مسجده {وللمؤمنين والمؤمنات} ثم عمم الدعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات، وذلك يعم الأحياء منهم والأموات؛ ويستحب مثل هذا الدّعاء، اقتداء بنوح، عليه السلام {ولا تزد الظّالمين إلا تبارًا } أي ولاتزدهم إلا هلاكا ودمارا وخسرانا في الدّنيا والآخرة، فخرج بهذا الدعاء من كان غير متصف بهذه الصفات ، وشمل دعاؤه كل ظالم إلى يوم القيامة .


السؤال الخامس
: استدلّ لما يلي مما درست.
أ. صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه

الدليل قوله تعالى : { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47 ) }
تقرر الآيات وتبين مدى صدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه ، فلو تقول وافترى على الله لألحق الله عليه من أصناف ما ذكر من العذاب والعقوبات ، وبما أنه بلغ رسالته عن ربه بأمانة ، فهو صادق وهذه شهادة من الله له على صدقه في التبليغ .

ب. حرمة نكاح المتعة
الدليل قوله تعالى : { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30 ) }
فرض الله على عباده حفظ الفروج عن الحرام وأن توضع في غير ما أذن اللّه إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم من الإماء ، فلهم الوطء فيما أحل الله لهم ، فمن أراد غير ذلك فقد تجاوز حدود الله فيما أحل إلى ما حرمه الله ، فدلت الآية إلى تحريم نكاح المتعة ، لكونها غير زوجة مقصودة، ولا ملك يمين.


[color="blue"]السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.
أساليب دعوة نوح عليه السلام:
1. فهم بيئة الدعوة؛ لتحديد نقطة البداية لوضع الأهداف والغايات ، وذلك في قوله تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) }
2. الدعوة إلى توحيد الله عز وجل ، ونفي العبادة عما سواه ، لتصحيح العقيدة وبناء الفرد والمجتمع على أسس سليمة ، وذلك في قوله تعالى: { أنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) }
3. مراعاة أحوال المخاطبين واستغلال الأوقات والطرق في الدعوة ، سواء بالليل أوالنهار، وذلك في قوله تعالى: { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا } لما لهذا الأسلوب من أثر على النفوس البشرية؛ إذ من الناس من يكون وعيه وإدراكه في النهار أكثر من الليل، ومنهم من يكون على العكس.
4.مراعاة اختلاف طباع الناس ودعوتهم بالحكمة والموعظة . وذلك في قوله تعالى: { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا }
فمنهم من إذا وُجِّهت له الدعوة جهرا أمام الناس، تأخذه العزة والأنفة ، فلا يمتثل للأمر المدعو إليه؛ تكبرا وغرورا، وخوفا من معايرة أهله وعشيرته، فإذا دُعِي سرًّا، أجاب الداعي ، فكان عليه السلام يُوجِّه الدعوة جهرا لمن يلمس فيه الشجاعة والاحترام وعدم المبالاة والخوف من أحد.
5.دعوة الناس للتفكر في خلق الله في النفس و الكون ليعظم الله في قلوبهم ، وإقامة الأدلة والحجج على قدرة الله تعالى في الخلق، والتنبيه على كثرة نعمه وآلائه، وذلك في قوله تعالى: { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } وقوله: { وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا * وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا }
6.استخدام الداعية الأساليب المتنوعة في الدعوة مع الصبر والتحمل منها:
أ‌-الابتداء بأسلوب اللين والرفق مع المدعوين ، وذلك في قوله تعالى: { قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) }
ب‌-الترغيب في الطاعة ، وتذكير الناس برحمة الله ، وذلك في قوله تعالى: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارً}
ت‌-الترغيب من خلال تذكيرهم بالثواب والمكاسب الدنيوية والأخروية ؛ ذلك في قوله تعالى: { يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }
ث‌-أسلوب التأنيب والتوبيخ بعد طول الحوار والاقناع والجدال ، وذلك في قوله تعالى: { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا }
ج‌-التخويف بتذكيرهم بمرجعهم ومعادهم إلى الله ، وذلك في قوله تعالى: { ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا }

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 17 ذو الحجة 1437هـ/19-09-2016م, 05:28 PM
ميسم ميرغني يوسف ميسم ميرغني يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 316
افتراضي

السؤال الأول : اذكرالمعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر.باردة قوية شديدة الهبوب لها صوت ابلغ من صوت الرعد القاصف ذكره ابن كثير و السعدي والأشقر
ب: واهية.تَضْطَرِبُ وتَمُورُ وتَتَشَقَّقُ ويَتغيَّرُ لَوْنُها، وتَهِي بعدَ تلك الصلابةِ والقُوَّةِ العَظيمةِ فهي ضعيفة مسترخية وهذا خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي و الأشقر
ج: المهل.: دردي الزيت وهو قول ابن عباس ومجاهد وعطاء وسعيد بن الجبير و عكرمة والسدي وغير واحد أو ما أذيب من الرصاص والنحاس و الفضة ذكره ابن كثير السعدي والأشقر
*الدردي من الزيت أو نحوه : ما يبقى راسبا في أسفل الإناء من الكدر " معجم المعاني الجامع"

السؤالالثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.
النفْيِ الْمُتَقَرِّرِ ؛ أيْ: فلم يَبقَ منهم أَحَدٌ وهذا خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي ولأشقر
ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.
ورد فيها معنيان :
المعنى الأول : بمعنى التبليغ ؛ أي قوله تبليغا منه عن الله سبحانه وتعالى ؛ كما أضافه للرسول الملكي جبريل عليه السلام في سورة الانفطار {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمينٍ}ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
المعنى الثاني : بمعنى التلاوة ؛ قوله أي تلاوته للقرآن . ذكره الأشقر
ج: بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.
وصف الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأنهم على صلاتهم دائمون أي مداومون عليها في أوقاتها بشروطها ومكملاتها ؛ خاشعين فيها ؛ لايشغلهم عنها شاغل ؛ فهم إذا عملوا عملا أثبتوه كقوله : {قد أفلح المؤمنون الّذين هم فيصلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 1، 2].
عن عائشة ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "أحبّ الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ". وفي لفظٍ: "ما داوم عليه صاحبه"، قالت: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا عمل عملًا داوم عليه. وفي لفظ: أثبته.رواه البخاري عن عائشة قال به ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ وعتبة بن عامر خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

السؤالالرابع: فسّر باختصار قولهتعالى:-
تفسير قولهتعالى: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَايَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِالظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًاوَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}

أ: {قَالَ نُوحٌ)يقول الله سبحانه وتعالى مخبرا عن نبيه نوح عليه السلام قوله (رب إِنَّهُمْ عَصَوْنِي) أي : أن قومه عصوه وخالفوه ولم يجيبوه إلى ما دعاهم إليه من توحيد الله وعبادته و نبذ الشرك(وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُإِلَّا خَسَارًا (21))بل اتبعوا أرباب الأموال والثروة الذين لم تزدهم النعمة إلا ضلالا وفسادا وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)عظيما وعجيبا بأن زينوا لقومهم الضلال وحرضوهم على قتله عليه السلام( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّآَلِهَتَكُمْ)وقالوا لأتباعهم لا تتركوا عبادة الأصنام( وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَوَنَسْرًا (23)هي أسماء الأصنام التي كانوا يعبدونها ؛ وهي في الحقيقة أسماء لبعض الصالحين؛لما ماتوا زين الشيطان لقومهم أن يتخذوا لهم تماثيل حتى ينشطوا للعبادة إذا رأوهم فلما ذهبوا ؛ قال لمن بعدهم إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعبدوهم(وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا)وقد أضل هؤلاء الظالمين وقيل الأصنام كثيرا من الناس ( وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّاضَلَالًا (24)أي والحال أنهم يدعونهم إلى الشرك فلا تزدهم إلا ضلالا(مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا)وبسبب كثرة ذنوبهم اغرقوا في الطوفان فغرقت أجسادهم وفي الآخرة مصيرهم إلى النار وقيل عذاب القبر (فَلَمْيَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)يمنعونهم حين نزل بهم العذاب (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَاتَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)أي لا تترك على وجهها ديارا أي : واحدا وقيل الديار الذي يسكن الأرض أو الذي يدور على الأرض(إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ)أي تتركهم دون عقاب (يُضِلُّوا عِبَادَكَ) عن طريق الحق(وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)فاجر الإعمال كافر القلب(رَبِّ اغْفِرْلِي وَلِوَالِدَيَّ) ثم دعا للمؤمنين وخصهم بالذكر لتأكد حقهم وبرهم(وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ) بيته الذي يسكن فيه وقيل مسجده أو سفينته ( مُؤْمِنًا) فخرج بذلك من دخل بيته و لم يؤمن مثل زوجته وولده(وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)لكل من آمن من الذكور و الإناث الإحياء و الأموات( وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) هلاكا و خسارا في الدنيا و الآخرة ويدخل في دعائه كل ظالم إلى يوم القيامة.

السؤال الخامس : استدلّلما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغهعن ربه
{فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُرَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلاَبِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * )
وجه الدلالة: أقسم الله سبحانه ونعالي بما نبصر ومالا نبصر فدخل بذلك كل شيء ويدخل فيه ذاته المقدسة ؛ على صدقه وتبليغه للأمانة صلى الله عليه وسلم ؛ ونفى عن النبي صلى الله عليه وسلم كل التهم التي رماه بها الكفار من قولهم عنه شاعر و كاهن وما حملهم على ذلك إلا عدم إيمانهم وتكذيبهم.
ب: حرمة نكاحالمتعة.
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) ) (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُمَلُومِينَ (30) ) (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) )
وجه الدلالة :عد الشارع الحكيم حفظ الفروج من صفات المؤمنين ؛ والمقصود حفظها عن ما حرم الله من الوطء الحرام من زنى ولواط وغيره ؛ واستثنى من ذلك ما أحله من الزوجات وملك اليمين؛فجعل الزوجة وملك اليمين حدا لما أحله الله وما عدا ذلك داخل في الوطء المحرم فدل ذلك على حرمة نكاح المتعة لأنها ليست زوجة مقصودة أي ليست زوجة تتحقق بها مقاصد الشارع الحكيم من الزواج.

السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوةمن خلال دراستك لتفسير سورةنوح.
· تنوع وسائل الدعوة : نوع سيدنا نوح بين الأساليب الدعوية فمرة يرهبهم ومرة يرغبهم ومرة يذكرهم بنعم الله و آياته الكونية الدالة على قدرته على بعثهم ومحاسبتهم.
· الذهاب إلى المدعوين : حيث لم يبق سيدنا نوح جالسا ينتظر من يأتي إليه بل ذهب يدعوهم يسر لهم تارة ويجهر لهم أخرى و يتحين الأوقات لدعوتهم ليلا ونهارا (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5)وقوله تعالى (ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْوَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9)
· الترغيب بعظيم الأجر الدنيوي والأخروي : النفوس مجبولة على حب الأجر على العمل ففي سورة توح يتبين هذا الأسلوب الدعوي بوضوح حيث ذكر لهم ثمرات عبادة الله من تأخير العذاب الدنيوي ومغفرة الذنوب والأجر الدنيوي من إنزال المطر والمدد بالمال والبنين وغيره. (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْكُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)وقوله تعالى فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)
· الترهيب : تخويف المدعوين من أن يحل عليهم غضب الله فيصيب العذاب الدنيوي والأخروي مما يحثهم على تعجيل التوبة وإعلان التوحيد( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْدُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)
· التذكير بالأصل : ذكرهم بأصل خلقهم استدلال منه على قدرة الله البعث والجزاء (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَاوَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18)
· الصبر على الأذى : الصبر على الأذى حال الدعوة إلى الله ابتغاء للأجر وامتثالا لأمره سبحانه وتعالى بمواصلة الدعوة وعدم تركها تسخطا من أذى المدعوين أو سخريتهم أوإعراضهم وإشفاقا على المدعوين فما فعلوا ذلك إلا لجهلهم بعظيم أمر الدعوة وحق الرسل والآمرين بالمعروف( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِيآَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ) وقوله تعالى( وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)حرضوا على قتله عليه السلام .
· الاستدلال بآيات الله الكونية و التذكير بالنعم : لفت أنظار المدعوين إلى التأمل في خلق الله الدال على تفرده بالملك والخلق والتدبير و أنه المستحق للعبادة فالقادر على هذا الخلق العظيم والتدبير الحكيم قادر على بعثهم ومحاسبتهم مَا لَكُمْ لَاتَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْاكَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّنُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)وتذكيرهم بنعم الله عليهم وتسخير الأرض لهم (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًافِجَاجًا (20)}

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 17 ذو الحجة 1437هـ/19-09-2016م, 05:56 PM
ميسم ميرغني يوسف ميسم ميرغني يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 316
افتراضي

السلام عليكم ؛ عذرا لدي سؤال ناقص لم أنتبه له -السؤال الثاني -يبدو أني لم أنسخه في الوورد ؛ سأجيب عليه وأدرجه في أقرب وقت إن شاء الله

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 18 ذو الحجة 1437هـ/20-09-2016م, 08:03 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي مجلس مذاكرة تفسير سور:الحاقة و المعارج ونوح

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.
أجب على الأسئلة التالية:

السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر: شديدة البرودة و الصوت
ب: واهية: ضعيفة مسترخية
ج: المهل. الْمُهْلُ ما أُذيبَ مِن النُّحَاسِ والرصاصِ والفِضَّةِ. وقِيلَ: هو دُرْدِيُّ الزيتِ

السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-

أ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.

• (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) )
المتكلم في الآية: ك-س-ش
دلالة الباء في قوله تعالى: "بعذاب".
المقصد من الآية: ك-س-ش
معنى "بعذاب واقع" : ك-س-ش
الأقوال في الآية: ك
الاستدلال على الاية من القرآن: ك-ش
اتفق المفسرون على أن السائل على قولين: أحدهما أنه النضر بن الحارث، و ثانيهم انه سؤال الكافرين قال به ابن عباس، و فسر المفسرون حرف الباء في"بعذاب" أن العذاب واقع لا مفر منه.

تفسير قوله تعالى: (لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2
معنى دافع: ك-س
المقصد من الآية: ك-س-ش
الفاعل للعذاب: ك-س-ش
بيان سبب استحقاقهم للعذاب: س
العذاب يكون في الدنيا و الآخرة: س
وجوب معرفة الله من أسمائه و صفاته: س
أورد المفسرون أن عذاب الله واقع للكافرين لا دافع له إذا أراد الله كونه، و قد يكون العذاب في الدنيا او الآخرة أو في كلاهما؛ و ذلك لقولهم: ": {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ...} إلى آخِرِ الآياتِ.و قد حث السعدي على ضرروة معرفة الله تعالى بأسمائه و صفاته.

مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)

معنى "ذي المعارج": ك-س-ش
الأقوال في "ذي المعارج": ك-ش
أورد المفسرون معنى ذي المعارج بمعنى ذو العلو و الدرجات الذي يدبر امر الملائكة و البشر.
ووردت الأقوال في ذي المعارج:
على عدة أقوال:
أحدهما: ذي الدرجات، قاله ابن عباس.
الثاني: ذي الفواضل والنعم، قاله قتادة.
الثالث: ذي العظمة والعلاء.
الرابع: ذي الملائكة، لأنهم كانوا يعرجون إليه، قاله قتيبة.
الخامس: أنها معارج السماء، قاله مجاهد.

تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)

معنى "تعرج": ك-س-ش
معنى الروح: ك-س-ش
المقصد من الآية: ك-س-ش
الأقوال التي وردت في الروح: ك-س-ش
الأقوال في"خمسين الف سنة": ك-س
اتفق المفسرون على أن الملائكة و الروح(اسم جنس لبني آدم أو جبريل عليه السلام) تصعد إلى الله في يوم كان مقداره خمسين الف سنة.
و عدّ المفسرون الأقوال في الروح على ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه روح الميت حين يقبض، قاله قَبيصة بن ذؤيب، يرفعه.
الثاني: أنه جبريل، كما قال تعالى: {نزل به الروح الأمين}.
الثالث: أنه خلق من خلق اللَّه كهيئة الناس وليس بالناس، قاله أبو صالح.

{في يوم كان مِقدارُه خمسينَ ألْفَ سنةٍ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أنه يوم القيامة، قاله محمد بن كعب والحسن.
الثاني: أنها مدة الدنيا، مقدار خمسين ألف سنة، لا يدري أحد كم مضى وكم بقي إلا اللَّه، قاله عكرمة
القول الثالث هو مدة بقاء الدنيا منذ بداية الخلق.و هذا قول غريب
الرابع: أنه مقدار مدة الحساب في عرف الخلق أنه لو تولى بعضهم محاسبة بعض لكان مدة حسابهم خمسين
ألف سنة، إلا أن اللَّه تعالى يتولاه في أسرع مدة.وقد رجح المفسرون هذا القول.
وروى معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يحاسبهم اللَّه بمقدار ما بين الصلاتين ولذلك سمى نفسه سريع الحساب، وأسرع الحاسبين».

فاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)

المخاطب في الآية: س-ش
المقصد من الآية: ك-س-ش
معنى الصبر الجميل:س-ش
حث من يعمل على الدعوة بالصبر: س-ش
أشار السعدي و الأشقر على أن المخاطب هو الرسول صل الله عليه و سلم، و قد أجمع المفسرون على ان الرسول صل الله عليه وسلم أمره ربه بالاستمرار في الدعوةو قد بين كل من السعدي و الأشقر أن الصبر الجميل هو الصبر الذي لا يوجد فيه جزع و لا سخط.

إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)

المراد من "إنهم": ك
مرجع الضمير في" يرونه": ك-س-ش
بيان حال الكفرة : ك-س
و لقد أورد ابن كثير في تفسيره أن عودة الضمير على العذاب بينما فسر كل من السعدي و الأشقر بعودة الضمير على البعث و يوم القيامة.و أن كل آت قريب.

وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.

مرجع الضمير: ك-س-ش
معنى يرونه: ك
علم الساعة عند الله: ك
علم الساعة لا يعلمها إلا الله و لا ينكرها إلا الكافرون و الأشقياء و كل ما هو آت قريب. حاصل كلام المفسرون.

السؤال الثالث:

أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.

وهذا استفهامٌ بمعنى النفْيِ الْمُتَقَرِّر؛ أي أنه لم يتبقى من نسلهم أي أحد.بمعنى لم يبقى منهم فرقة باقية، فلا تحس لهم من اثر.
ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) المعارج.
إنما على الرسول تبليغ الرسالة و تلاوة القرآن على المؤمنين ؛ فالمقصود من "قول" هو التبليغ و التلاوة.

ج: بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.

1.معناه يحافظون على أوقاتهم وواجباتهم. قال به ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ.
2.وقيل أيضا :المراد بالدّوام هاهنا السّكون والخشوع، كقوله: {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 1، 2]. قاله عتبة بن عامرٍ.
3.ومنه الماء الدّائم، أي: السّاكن الرّاكد.
وقيل: المراد بذلك الّذين إذا عملوا عملًا داوموا عليه وأثبتوه، كما ورد من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها. }و قيل ايضاً أنهم لا يَشغَلُهم عنها شاغِلٌ، يُؤَدُّونَ الصلاةَ المكتوبةَ لوَقْتِها).

السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-

أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.

خاطب نوح عليه السلام ربه شاكيا استكبار قومه و اصرارهم على المعصية"قال نوح رب إنهم عصوني"موضحا المعين لهذا الكبر" وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا" ديدنة المستكبرين الذين يغرون الضعفاء بالمال و هو انفسهم مغترين بالما و كثرة الأبناء فزادهم طغيانا و لم يرجعوا الفضل لله تعالى.

و قد أوضح نوح عليه السلام أسلوبهم في خداع ضعفاء النفس بمكرهم و ايقاظ النعرات القبلية والتمسك بما كان يعبد آبائهم" وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا" و هؤلاء الأسماء كانت لرجال صالحين موحدين بالله تعالى و كانوا يهدوا قومهم إلى سواء السبيل؛ و لكن بعد وفاتهم افتقدهم القوم فوسوس و كاد لهم الشيطان بأن ابنوا لهم تماثيل لتعينكم على الطاعة، و لكن مع مرور الوقت و تعاقب الأجيال اندثرت الحقيقة و عبدوهم.

و أوضح عليه السلام أنهم لم يكتفوا بأنهم على ضلال؛ "و لكن وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا"و هذا دأب الكافرين دائما ما ينشروا فسقهم و ضلالهم غيظا و حسدا في قلوبهم، و لذلك دعا عليه نوح عليه السلام ليزادوا ظلما فلا يقبل لهم توبة.

ثم أردف بما جازاهم الله على كفرهم و استكبارهم فأغرقهم في الطوفان الذي لم يبقي لهم من أثر ثم عذبوا في القبر و لهم في الآخرة عذاب النار "مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا " ثم لم يجدا من ينصرهم و يمنع عنهم عذاب الله الشديد " فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا".

ثم أكمل نوح عليه السلام دعائهم عليهم بقوله: وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)

و قد أوضح العلة لهذا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) و ذلك أنه عليه السلام لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فعرف بواطنهم و قد كان الأب يأتي بأبنه إلى نح عليه السلام و يوصي ابنه بألا يستمع له و لا يطيعه و ذلك أن اباه فعل الشئ ذاته؛ فخبر نبي الله عليه السلام دناءة طبعهم و أنهم أرادوا الخلود إلى الأرض.

ثم ختم بدعائه لوالديه و فيه دليل على انهم آمنوا به لأن نوح عليه السلام نهاه ربه عن الدعاء لأبنه لأنه عمل غير صالح ووعظه ألا يكون من الجاهلين و لكن عند دعائه لوالديه لم يذكر النهي؛ و في هذا استحباب البدء بدعاء الخاصة بدء بالنفس ثم الوالدين، رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ

ثم الدعاء العام الشامل لجميع المؤمنين و المؤمنات وكل من دخل منزله قيل مسجده و ذلك من نشر الحب و الإخاء "وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ"

ثم ختم بالدعاء على الظالمين لغيظه منهم و مضارهم على عباد الله وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.

السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.

أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه

قوله تعالى :{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)}
وفي هذه الآية شهادة من الله تعالى لنبيه و خاتم المرسلين محمد صل الله عليه وسلم على صدقه لأن فيها من الوعيد و التهديد و لكنه الصادق الأمين شأنه شأن جميع الرسل تبليغ رسالة الله لعباده؛و لذلك كان قول الرسل:" قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ". و قوله"و ما أسئلكم عليه من أجر".

ب: حرمة نكاح المتعة.

"فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" من سورة الحاقة ، و أورده السعدي في تفسيره.

السؤال السادس:

أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.

• الدعوة تكون دائما بين الترغيب و الترهيب،ترقيق القلوب و مخافة العذاب
• الداعي لا يكل و لا يمل فهو كالنحلة لا يضيع الفرصة لإيصال كلمة الحقفيتعلم من قصة نوح عليه السلام الإصرار و المثابرة و الالتزام.
• التنويع في أساليب الدعوة مرة بالخطابة و العلانية و مرة بالخفاء و الهدوء.
• الدعوة بالحث في تفكر آلاء الله في الكون لادراك عظمة ووحدانية الخالق.
• التفكر في نعم الله تعالى التي أسبغها على عباده ظاهرة و باطنة.
• فضل الاستغفار في استدرار الرحمة و فتح الأبواب المغلقة.
• على الداعي ان يضع تصب عينيه أنه مكلف بالتبليغ اما الهداية فمن رحمة الله بنا أنه كلف أنبيائه فقط بالتبليغ والهداية بيده سبحانه و تعالى.
• على الأب و الأم الاقتداء بنهج نوح عليه السلام في تربيتهم لأبنائهم فيتحلوا بالصبر و المثابرة ففطرة أبنائهم الإسلام و الوحدانية، فهدايتهم أيسر. و لا يغفلوا الدعاء.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 21 محرم 1438هـ/22-10-2016م, 10:04 PM
هيئة التصحيح 12 هيئة التصحيح 12 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 2,147
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسم ميرغني يوسف مشاهدة المشاركة
السؤال الأول : اذكرالمعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر.باردة قوية شديدة الهبوب لها صوت ابلغ من صوت الرعد القاصف ذكره ابن كثير و السعدي والأشقر
ب: واهية.تَضْطَرِبُ وتَمُورُ وتَتَشَقَّقُ ويَتغيَّرُ لَوْنُها، وتَهِي بعدَ تلك الصلابةِ والقُوَّةِ العَظيمةِ فهي ضعيفة مسترخية وهذا خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي و الأشقر
ج: المهل.: دردي الزيت وهو قول ابن عباس ومجاهد وعطاء وسعيد بن الجبير و عكرمة والسدي وغير واحد أو ما أذيب من الرصاص والنحاس و الفضة ذكره ابن كثير السعدي والأشقر
*الدردي من الزيت أو نحوه : ما يبقى راسبا في أسفل الإناء من الكدر " معجم المعاني الجامع"

السؤالالثالث:
أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.
النفْيِ الْمُتَقَرِّرِ ؛ أيْ: فلم يَبقَ منهم أَحَدٌ وهذا خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي ولأشقر
ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) الحاقة.
ورد فيها معنيان :
المعنى الأول : بمعنى التبليغ ؛ أي قوله تبليغا منه عن الله سبحانه وتعالى ؛ كما أضافه للرسول الملكي جبريل عليه السلام في سورة الانفطار {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمينٍ}ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
المعنى الثاني : بمعنى التلاوة ؛ قوله أي تلاوته للقرآن . ذكره الأشقر
ج: بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.
وصف الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأنهم على صلاتهم دائمون أي مداومون عليها في أوقاتها بشروطها ومكملاتها ؛ خاشعين فيها ؛ لايشغلهم عنها شاغل ؛ فهم إذا عملوا عملا أثبتوه كقوله : {قد أفلح المؤمنون الّذين هم فيصلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 1، 2].
عن عائشة ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "أحبّ الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ". وفي لفظٍ: "ما داوم عليه صاحبه"، قالت: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا عمل عملًا داوم عليه. وفي لفظ: أثبته.رواه البخاري عن عائشة قال به ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ وعتبة بن عامر خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

السؤالالرابع: فسّر باختصار قولهتعالى:-
تفسير قولهتعالى: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَايَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِالظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًاوَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}

أ: {قَالَ نُوحٌ)يقول الله سبحانه وتعالى مخبرا عن نبيه نوح عليه السلام قوله (رب إِنَّهُمْ عَصَوْنِي) أي : أن قومه عصوه وخالفوه ولم يجيبوه إلى ما دعاهم إليه من توحيد الله وعبادته و نبذ الشرك(وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُإِلَّا خَسَارًا (21))بل اتبعوا أرباب الأموال والثروة الذين لم تزدهم النعمة إلا ضلالا وفسادا وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)عظيما وعجيبا بأن زينوا لقومهم الضلال وحرضوهم على قتله عليه السلام( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّآَلِهَتَكُمْ)وقالوا لأتباعهم لا تتركوا عبادة الأصنام( وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَوَنَسْرًا (23)هي أسماء الأصنام التي كانوا يعبدونها ؛ وهي في الحقيقة أسماء لبعض الصالحين؛لما ماتوا زين الشيطان لقومهم أن يتخذوا لهم تماثيل حتى ينشطوا للعبادة إذا رأوهم فلما ذهبوا ؛ قال لمن بعدهم إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعبدوهم(وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا)وقد أضل هؤلاء الظالمين وقيل الأصنام كثيرا من الناس ( وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّاضَلَالًا (24)أي والحال أنهم يدعونهم إلى الشرك فلا تزدهم إلا ضلالا(مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا)وبسبب كثرة ذنوبهم اغرقوا في الطوفان فغرقت أجسادهم وفي الآخرة مصيرهم إلى النار وقيل عذاب القبر (فَلَمْيَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)يمنعونهم حين نزل بهم العذاب (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَاتَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)أي لا تترك على وجهها ديارا أي : واحدا وقيل الديار الذي يسكن الأرض أو الذي يدور على الأرض(إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ)أي تتركهم دون عقاب (يُضِلُّوا عِبَادَكَ) عن طريق الحق(وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)فاجر الإعمال كافر القلب(رَبِّ اغْفِرْلِي وَلِوَالِدَيَّ) ثم دعا للمؤمنين وخصهم بالذكر لتأكد حقهم وبرهم(وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ) بيته الذي يسكن فيه وقيل مسجده أو سفينته ( مُؤْمِنًا) فخرج بذلك من دخل بيته و لم يؤمن مثل زوجته وولده(وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)لكل من آمن من الذكور و الإناث الإحياء و الأموات( وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) هلاكا و خسارا في الدنيا و الآخرة ويدخل في دعائه كل ظالم إلى يوم القيامة.

السؤال الخامس : استدلّلما يلي مما درست.
أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغهعن ربه
{فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُرَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلاَبِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * )
وجه الدلالة: أقسم الله سبحانه ونعالي بما نبصر ومالا نبصر فدخل بذلك كل شيء ويدخل فيه ذاته المقدسة ؛ على صدقه وتبليغه للأمانة صلى الله عليه وسلم ؛ ونفى عن النبي صلى الله عليه وسلم كل التهم التي رماه بها الكفار من قولهم عنه شاعر و كاهن وما حملهم على ذلك إلا عدم إيمانهم وتكذيبهم.
ب: حرمة نكاحالمتعة.
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) ) (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُمَلُومِينَ (30) ) (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) )
وجه الدلالة :عد الشارع الحكيم حفظ الفروج من صفات المؤمنين ؛ والمقصود حفظها عن ما حرم الله من الوطء الحرام من زنى ولواط وغيره ؛ واستثنى من ذلك ما أحله من الزوجات وملك اليمين؛فجعل الزوجة وملك اليمين حدا لما أحله الله وما عدا ذلك داخل في الوطء المحرم فدل ذلك على حرمة نكاح المتعة لأنها ليست زوجة مقصودة أي ليست زوجة تتحقق بها مقاصد الشارع الحكيم من الزواج.

السؤال السادس:
أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوةمن خلال دراستك لتفسير سورةنوح.
· تنوع وسائل الدعوة : نوع سيدنا نوح بين الأساليب الدعوية فمرة يرهبهم ومرة يرغبهم ومرة يذكرهم بنعم الله و آياته الكونية الدالة على قدرته على بعثهم ومحاسبتهم.
· الذهاب إلى المدعوين : حيث لم يبق سيدنا نوح جالسا ينتظر من يأتي إليه بل ذهب يدعوهم يسر لهم تارة ويجهر لهم أخرى و يتحين الأوقات لدعوتهم ليلا ونهارا (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5)وقوله تعالى (ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْوَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9)
· الترغيب بعظيم الأجر الدنيوي والأخروي : النفوس مجبولة على حب الأجر على العمل ففي سورة توح يتبين هذا الأسلوب الدعوي بوضوح حيث ذكر لهم ثمرات عبادة الله من تأخير العذاب الدنيوي ومغفرة الذنوب والأجر الدنيوي من إنزال المطر والمدد بالمال والبنين وغيره. (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْكُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)وقوله تعالى فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)
· الترهيب : تخويف المدعوين من أن يحل عليهم غضب الله فيصيب العذاب الدنيوي والأخروي مما يحثهم على تعجيل التوبة وإعلان التوحيد( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْدُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)
· التذكير بالأصل : ذكرهم بأصل خلقهم استدلال منه على قدرة الله البعث والجزاء (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَاوَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18)
· الصبر على الأذى : الصبر على الأذى حال الدعوة إلى الله ابتغاء للأجر وامتثالا لأمره سبحانه وتعالى بمواصلة الدعوة وعدم تركها تسخطا من أذى المدعوين أو سخريتهم أوإعراضهم وإشفاقا على المدعوين فما فعلوا ذلك إلا لجهلهم بعظيم أمر الدعوة وحق الرسل والآمرين بالمعروف( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِيآَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ) وقوله تعالى( وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)حرضوا على قتله عليه السلام .
· الاستدلال بآيات الله الكونية و التذكير بالنعم : لفت أنظار المدعوين إلى التأمل في خلق الله الدال على تفرده بالملك والخلق والتدبير و أنه المستحق للعبادة فالقادر على هذا الخلق العظيم والتدبير الحكيم قادر على بعثهم ومحاسبتهم مَا لَكُمْ لَاتَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْاكَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّنُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)وتذكيرهم بنعم الله عليهم وتسخير الأرض لهم (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًافِجَاجًا (20)}
الدرجة: ج+
ــ تم خصم نصف درجة للتأخر.
ــ يمكن تحسين الدرجة بالإجابة عن السؤال الثاني.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 21 محرم 1438هـ/22-10-2016م, 10:36 PM
هيئة التصحيح 12 هيئة التصحيح 12 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 2,147
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا نصر زيدان مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.
أجب على الأسئلة التالية:

السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: صرصر: شديدة البرودة و الصوت
ب: واهية: ضعيفة مسترخية
ج: المهل. الْمُهْلُ ما أُذيبَ مِن النُّحَاسِ والرصاصِ والفِضَّةِ. وقِيلَ: هو دُرْدِيُّ الزيتِ

السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-

أ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.

• (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) )
المتكلم في الآية: ك-س-ش
دلالة الباء في قوله تعالى: "بعذاب".
المقصد من الآية: ك-س-ش
معنى "بعذاب واقع" : ك-س-ش
الأقوال في الآية: ك
الاستدلال على الاية من القرآن: ك-ش
اتفق المفسرون على أن السائل على قولين: أحدهما أنه النضر بن الحارث، و ثانيهم انه سؤال الكافرين قال به ابن عباس، و فسر المفسرون حرف الباء في"بعذاب" أن العذاب واقع لا مفر منه.

تفسير قوله تعالى: (لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2
معنى دافع: ك-س
المقصد من الآية: ك-س-ش
الفاعل للعذاب: ك-س-ش
بيان سبب استحقاقهم للعذاب: س
العذاب يكون في الدنيا و الآخرة: س
وجوب معرفة الله من أسمائه و صفاته: س
أورد المفسرون أن عذاب الله واقع للكافرين لا دافع له إذا أراد الله كونه، و قد يكون العذاب في الدنيا او الآخرة أو في كلاهما؛ و ذلك لقولهم: ": {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ...} إلى آخِرِ الآياتِ.و قد حث السعدي على ضرروة معرفة الله تعالى بأسمائه و صفاته.

مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)

معنى "ذي المعارج": ك-س-ش
الأقوال في "ذي المعارج": ك-ش
أورد المفسرون معنى ذي المعارج بمعنى ذو العلو و الدرجات الذي يدبر امر الملائكة و البشر.
ووردت الأقوال في ذي المعارج:
على عدة أقوال:
أحدهما: ذي الدرجات، قاله ابن عباس.
الثاني: ذي الفواضل والنعم، قاله قتادة.
الثالث: ذي العظمة والعلاء.
الرابع: ذي الملائكة، لأنهم كانوا يعرجون إليه، قاله قتيبة.
الخامس: أنها معارج السماء، قاله مجاهد.

تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)

معنى "تعرج": ك-س-ش
معنى الروح: ك-س-ش
المقصد من الآية: ك-س-ش
الأقوال التي وردت في الروح: ك-س-ش
الأقوال في"خمسين الف سنة": ك-س
اتفق المفسرون على أن الملائكة و الروح(اسم جنس لبني آدم أو جبريل عليه السلام) تصعد إلى الله في يوم كان مقداره خمسين الف سنة.
و عدّ المفسرون الأقوال في الروح على ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه روح الميت حين يقبض، قاله قَبيصة بن ذؤيب، يرفعه.
الثاني: أنه جبريل، كما قال تعالى: {نزل به الروح الأمين}.
الثالث: أنه خلق من خلق اللَّه كهيئة الناس وليس بالناس، قاله أبو صالح.

{في يوم كان مِقدارُه خمسينَ ألْفَ سنةٍ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أنه يوم القيامة، قاله محمد بن كعب والحسن.
الثاني: أنها مدة الدنيا، مقدار خمسين ألف سنة، لا يدري أحد كم مضى وكم بقي إلا اللَّه، قاله عكرمة
القول الثالث هو مدة بقاء الدنيا منذ بداية الخلق.و هذا قول غريب
الرابع: أنه مقدار مدة الحساب في عرف الخلق أنه لو تولى بعضهم محاسبة بعض لكان مدة حسابهم خمسين
ألف سنة، إلا أن اللَّه تعالى يتولاه في أسرع مدة.وقد رجح المفسرون هذا القول.
وروى معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يحاسبهم اللَّه بمقدار ما بين الصلاتين ولذلك سمى نفسه سريع الحساب، وأسرع الحاسبين».

فاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)

المخاطب في الآية: س-ش
المقصد من الآية: ك-س-ش
معنى الصبر الجميل:س-ش
حث من يعمل على الدعوة بالصبر: س-ش
أشار السعدي و الأشقر على أن المخاطب هو الرسول صل الله عليه و سلم، و قد أجمع المفسرون على ان الرسول صل الله عليه وسلم أمره ربه بالاستمرار في الدعوةو قد بين كل من السعدي و الأشقر أن الصبر الجميل هو الصبر الذي لا يوجد فيه جزع و لا سخط.

إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)

المراد من "إنهم": ك
مرجع الضمير في" يرونه": ك-س-ش
بيان حال الكفرة : ك-س
و لقد أورد ابن كثير في تفسيره أن عودة الضمير على العذاب بينما فسر كل من السعدي و الأشقر بعودة الضمير على البعث و يوم القيامة.و أن كل آت قريب.

وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج.

مرجع الضمير: ك-س-ش
معنى يرونه: ك
علم الساعة عند الله: ك
علم الساعة لا يعلمها إلا الله و لا ينكرها إلا الكافرون و الأشقياء و كل ما هو آت قريب. حاصل كلام المفسرون.

السؤال الثالث:

أ: اذكر معنى الاستفهام في قوله تعالى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) ) الحاقة.

وهذا استفهامٌ بمعنى النفْيِ الْمُتَقَرِّر؛ أي أنه لم يتبقى من نسلهم أي أحد.بمعنى لم يبقى منهم فرقة باقية، فلا تحس لهم من اثر.
ب: بيّن معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)) المعارج.
إنما على الرسول تبليغ الرسالة و تلاوة القرآن على المؤمنين ؛ فالمقصود من "قول" هو التبليغ و التلاوة.

ج: بيّن معنى المداومة على الصلاة في قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) المعارج.

1.معناه يحافظون على أوقاتهم وواجباتهم. قال به ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ.
2.وقيل أيضا :المراد بالدّوام هاهنا السّكون والخشوع، كقوله: {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 1، 2]. قاله عتبة بن عامرٍ.
3.ومنه الماء الدّائم، أي: السّاكن الرّاكد.
وقيل: المراد بذلك الّذين إذا عملوا عملًا داوموا عليه وأثبتوه، كما ورد من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها. }و قيل ايضاً أنهم لا يَشغَلُهم عنها شاغِلٌ، يُؤَدُّونَ الصلاةَ المكتوبةَ لوَقْتِها).

السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-

أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.

خاطب نوح عليه السلام ربه شاكيا استكبار قومه و اصرارهم على المعصية"قال نوح رب إنهم عصوني"موضحا المعين لهذا الكبر" وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا" ديدنة المستكبرين الذين يغرون الضعفاء بالمال و هو انفسهم مغترين بالما و كثرة الأبناء فزادهم طغيانا و لم يرجعوا الفضل لله تعالى.

و قد أوضح نوح عليه السلام أسلوبهم في خداع ضعفاء النفس بمكرهم و ايقاظ النعرات القبلية والتمسك بما كان يعبد آبائهم" وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا" و هؤلاء الأسماء كانت لرجال صالحين موحدين بالله تعالى و كانوا يهدوا قومهم إلى سواء السبيل؛ و لكن بعد وفاتهم افتقدهم القوم فوسوس و كاد لهم الشيطان بأن ابنوا لهم تماثيل لتعينكم على الطاعة، و لكن مع مرور الوقت و تعاقب الأجيال اندثرت الحقيقة و عبدوهم.

و أوضح عليه السلام أنهم لم يكتفوا بأنهم على ضلال؛ "و لكن وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا"و هذا دأب الكافرين دائما ما ينشروا فسقهم و ضلالهم غيظا و حسدا في قلوبهم، و لذلك دعا عليه نوح عليه السلام ليزادوا ظلما فلا يقبل لهم توبة.

ثم أردف بما جازاهم الله على كفرهم و استكبارهم فأغرقهم في الطوفان الذي لم يبقي لهم من أثر ثم عذبوا في القبر و لهم في الآخرة عذاب النار "مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا " ثم لم يجدا من ينصرهم و يمنع عنهم عذاب الله الشديد " فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا".

ثم أكمل نوح عليه السلام دعائهم عليهم بقوله: وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)

و قد أوضح العلة لهذا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) و ذلك أنه عليه السلام لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فعرف بواطنهم و قد كان الأب يأتي بأبنه إلى نح عليه السلام و يوصي ابنه بألا يستمع له و لا يطيعه و ذلك أن اباه فعل الشئ ذاته؛ فخبر نبي الله عليه السلام دناءة طبعهم و أنهم أرادوا الخلود إلى الأرض.

ثم ختم بدعائه لوالديه و فيه دليل على انهم آمنوا به لأن نوح عليه السلام نهاه ربه عن الدعاء لأبنه لأنه عمل غير صالح ووعظه ألا يكون من الجاهلين و لكن عند دعائه لوالديه لم يذكر النهي؛ و في هذا استحباب البدء بدعاء الخاصة بدء بالنفس ثم الوالدين، رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ

ثم الدعاء العام الشامل لجميع المؤمنين و المؤمنات وكل من دخل منزله قيل مسجده و ذلك من نشر الحب و الإخاء "وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ"

ثم ختم بالدعاء على الظالمين لغيظه منهم و مضارهم على عباد الله وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} نوح.

السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.

أ: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه

قوله تعالى :{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)}
وفي هذه الآية شهادة من الله تعالى لنبيه و خاتم المرسلين محمد صل الله عليه وسلم على صدقه لأن فيها من الوعيد و التهديد و لكنه الصادق الأمين شأنه شأن جميع الرسل تبليغ رسالة الله لعباده؛و لذلك كان قول الرسل:" قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ". و قوله"و ما أسئلكم عليه من أجر".

ب: حرمة نكاح المتعة.

"فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" من سورة الحاقة ، و أورده السعدي في تفسيره.

السؤال السادس:

أ: اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح.

• الدعوة تكون دائما بين الترغيب و الترهيب،ترقيق القلوب و مخافة العذاب
• الداعي لا يكل و لا يمل فهو كالنحلة لا يضيع الفرصة لإيصال كلمة الحقفيتعلم من قصة نوح عليه السلام الإصرار و المثابرة و الالتزام.
• التنويع في أساليب الدعوة مرة بالخطابة و العلانية و مرة بالخفاء و الهدوء.
• الدعوة بالحث في تفكر آلاء الله في الكون لادراك عظمة ووحدانية الخالق.
• التفكر في نعم الله تعالى التي أسبغها على عباده ظاهرة و باطنة.
• فضل الاستغفار في استدرار الرحمة و فتح الأبواب المغلقة.
• على الداعي ان يضع تصب عينيه أنه مكلف بالتبليغ اما الهداية فمن رحمة الله بنا أنه كلف أنبيائه فقط بالتبليغ والهداية بيده سبحانه و تعالى.
• على الأب و الأم الاقتداء بنهج نوح عليه السلام في تربيتهم لأبنائهم فيتحلوا بالصبر و المثابرة ففطرة أبنائهم الإسلام و الوحدانية، فهدايتهم أيسر. و لا يغفلوا الدعاء.
الدرجة: ب
س2: فاتتك بعض المسائل، كما أنه يحسن بكِ تحرير القول في كل مسألة على حدة؛ لأنك تذكرين المسائل ولا تحررين القول فيها؛ فراجعي توصيات الأستاذة أمل، وإجابة الأخت عقيلة للاستفادة.
ــ تم خصم نصف درجة للتأخر.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 25 محرم 1438هـ/26-10-2016م, 01:18 AM
ميسم ميرغني يوسف ميسم ميرغني يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 316
افتراضي

تابع حل الأسئلة (عذرا للتأخير ) :

السؤال الثاني: استخلص المسائل الواردة واذكر خلاصة أقوال المفسّرينفي كل مسألة في تفسيرهم لقوله تعالى:-
أ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَسَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} المعارج
المسائل التفسيرية :
· معنى سأل سائل
· المقصود بالسائل
· دلالة حرف الباء
· المراد بالعذاب
· معنى واقع
· فائدة اللام (للكافرين)
· معنى قوله ( ليس له دافع)
· سبب استحقاق الكافرين العذاب
· سبب استعجال الكافرين بالعذاب
· معنى صفة الله ( ذي المعارج )
· مقصد الآية (تَعْرُجُالْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ.... (4)
· مناسبة الآية (تَعْرُجُالْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ.... (4) لما قبلها
· معنى الآية (تَعْرُجُالْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ.... (4) إجمالا
· معنى تعرج
· متعلق الفعل تعرج
· المقصود بالروح
· المراد باليوم(في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ)
· سبب قطع الملائكة لمسافة (خمسين ألف سنةٍ )في يوم
· رحمة الله بالمؤمنين يوم القيامة
· مآل الأرواح بعد قبضها
· المخاطب في الآية (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)
· متعلق الفعل اصبر
· معنى الصبر الجميل
· مرجع الضمير هم (إنهم ) وضمير الجمع (يرونه )
· مرجع الضمير الها (يرونه) (نراه )
· المراد برؤيتهم له بعيدا
· مرجع ضمير المتكلم (ونراه )
· معنى رؤيته قريبا
· معنى سأل سائل
-القول الأول : دعا داع واستفتح مستفتح ؛ فالسؤال متضمن معنى الدعاء ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
-القول الثاني : وادٍ في جهنّم، يسيل يوم القيامة بالعذاب ذكره ابن كثير
الترجيح : الصحيح القول الأول لدلالة السياق عليه أما القول الثاني فهو ضعيف وبعيد عن المراد والله أعلم ذكره ابن كثير
· المقصود بالسائل
النّضر بن الحارث بن كلدة أو عموم من استعجل العذاب من المشركين وهو قولهم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أوائتنا بعذابٍ أليمٍ} [الأنفال: 32]. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
· دلالة حرف الباء
يدل على محذوف تقديره (يستعجل ) كقوله: {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده}ذكره ابن كثير
· المراد بالعذاب
عذاب الآخرة أو عذاب الدنيا فعذاب الله واقع بهم لا محالة سواء في الدنيا أو الآخرة ذكره ابن كثير والسعدي
· معنى واقع
جاءٍ لا محالة وهو قول ابن عباس ذكره ابن كثير والأشقر
· فائدة اللام (للكافرين)
الاستحقاق أي مرصد معد لهم ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
· معنى قوله ( ليس له دافع)
لا دافع للعذاب يمنعه قبل وقوعه أو يرفعه بعد وقوعه إذا أراد الله كونه. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
· سبب استحقاق الكافرين العذاب
استحقوه بسبب كفرهم وعنادهم ذكره السعدي
· سبب استعجال الكافرين بالعذاب
استعجلوا العذاب لجهلهم بعَظمة الله وسَعَةَ سُلطانِه وكَمالَ أسمائِه وصِفاتِهوبسبب تعنتهم استهزاء و استبعادا أن يقع العذاب ؛ فلو عرفوا الله لتأدبوا ولم يستعجلوه بالعذاب ذكره السعدي
· معنى صفة الله ( ذي المعارج )
ورد فيها معنيان :
القول الأول : ذو العظمة والجلال والفواضل والنعم والتدبير لسائر الخلق .
القول الثاني : ذي الدرجات والمصاعد التي تصعد فيها الملائكة . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
· مقصد الآية (تَعْرُجُالْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ.... (4)
يبين الله في هذه الآيات عظيم ملكه وكمال تدبيره للكون و حلمه وإمهاله لمن جهل ذلك فاستعجل بالعذاب وأساء الأدب مع ربه ذكره السعدي
· مناسبة الآية (تَعْرُجُالْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ.... (4) لما قبلها
ذكر الله سبحانه وتعالى من أوصافعَظمتِه مَا يُضَادُّ أقوالَهم القَبيحةَ فقال( مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِييَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)*ذكره السعدي
· معنى الآية (تَعْرُجُالْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ.... (4) إجمالا
يخبر الله سبحانه وتعالى أن الملائكة والروح تصعد إليه في يوم ؛ مدته - بالمسير العادي – مسيرة خمسين ألف سنة لكن الله ييسر لها من الأسباب ما يمكِنها من قطع هذه المسافة في يوم واحد مِن ابتداءِ العُروجِ إلى وُصولِها ما حُدَّ لها وما تَنْتَهِي إليه مِن المَلأِالأعْلَى.ذكره السعدي
· معنى تعرج
تصعد ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
· متعلق الفعل تعرج
تصعد الملائكة إلى الله بما أوكلها به من التدبير من الشؤون الإلهية والخلقيةذكره السعدي
· المقصود بالروح
ورد فيها أربعة أقوال :
· القول الأول :جبريل عليه السلام ، ويكون من باب عطف الخاصّ على العامّ.ك س ش ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
· القول الثاني : اسم جنس لأرواح بني آدم ، فإنّها إذا قبضت يصعد بها إلى السّماء، بَرَّها وفاجِرَها، وهذا عندَ الوفاةِ ، كما دل على ذلك حديث البراء قال فيه: "فلا يزال يصعد بها من سماءٍ إلى سماءٍ حتّى ينتهي بها إلى السّماءالسّابعة". رواه الإمام احمد وغيره وغن كان متكلم فيه إلا إن له شاهد من حديث أبي هريرة من رواية الإمام أحمد والتّرمذيّ وابن ماجة ك س ذكره ابن كثير والسعدي
· القول الثالث : خلق يشبهون الناس وليس أناسا وهو قول أبو صالح ك ذكره ابن كثير
· القول الرابع : ملك عظيم آخر غير جبريل ذكره الأشقر
الترجيح : القول الأول أنه جبريل اختاره المفسرون الثلاثة وهو تفسير للروح في مواضع أخرى ؛ فأقوى الأقوال جبريل عليه السلام أو أرواح بني آدم بعد قبضها والله اعلم .
· المراد باليوم (في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ)
ورد فيها أربعة أقوال :
· القول الأول : اليوم في الدنيا الذي تصعد فيه الملائكة والأرواح وهي المسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل السّافلين، وهو قرار الأرض السّابعة، عن ابن عبّاسٍ قال: غلظ كلّ أرضٍ خمسمائة عامٍ، وبين كلّ أرضٍ إلى أرضٍ خمسمائةعامٍ، فذلك سبعة آلاف عام. وغلظ كل سماء خمسمائة عامٍ، وبين السّماء إلى السّماءخمسمائة عامٍ، فذلك أربعة عشر ألف عامٍ، وبين السّماء السّابعة وبين العرش مسيرةستّةٍ وثلاثين ألف عامٍ، فذلك قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس ذكره ابن كثير والسعدي
· القول الثاني :مدّة بقاء الدّنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام السّاعة، وهو قول مجاهد رواه عنه ابن أبي حاتم وقول عكرمة رواه عنه عبدالرزاق عن معمر. ذكره ابن كثير
· القول الثالث :اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة، قال به محمد بن كعب ذكره ابن كثير
· القول الرابع : يوم القيامة، حديث (صاحب الكنز ) والشاهد منه ؛عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "......حتّى يحكم اللّه بين عباده في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ ممّا تعدّون، ثمّ يرىسبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار". وذكر بقيّة الحديث رواه الإمام أحمد ومسلم . وهو قول ابن عباس وعكرمة والضحاك وابن زيد ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
الترجيح :يحتمل أن المراد يوم القيامة لورود الأدلة على ذلك من السنة أو يحتمل القول بأنه اليوم في الدنيا لصعود الملائكة لأن السياق يدل على هذا ؛أما القول الثالث فقول غريب وفي رواية عن ابن عباس انه توقف في المراد باليوم وقال :( هما يومان ذكرهما اللّه، اللّه أعلم بهما، وأكره أن أقول في كتاب اللّه بما لاأعلم).
· سبب قطع الملائكة لمسافة (خمسين ألف سنةٍ )في يوم
تقطع الملائكة هذه المسافة في يوم واحد بما يَسَّرَه الله لها مِن الأسبابِ وأَعانَها عليه مِن اللَّطافةِ والْخِفَّةِ وسُرعةِالسَّيْرِ.ذكره السعدي
· رحمة الله بالمؤمنين يوم القيامة
على القول انه يوم القيامة فهذا ينطبق على الكافر أما المؤمن فيخففه الله عليه حتى يكون كالوقت بين الظهر والعصر أو كصلاة مكتوبة يؤديها في الدنيا ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
· مآل الأرواح بعد قبضها
روح المؤمن : يصعد بها من سماء إلى سماء حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله عز وجل فتسلم على ربها ويحصل لها الثناء والكرم والبر أما روح الكافر : لا يؤذن لها وتعاد إلى الأرض.ذكره ابن كثير والسعدي
· المخاطب في الآية (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره ابن كثير والأشقر
· متعلق الفعل اصبر
اصبر على تكذيبهم لك في أمر الرسالة و تكذيبهم بالعذاب و استعالجهم به كقوله: {يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها والّذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّهاالحقّ} [الشّورى: 18] ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
· معنى الصبر الجميل
الصبر لله الذي لا جزع فيه و لا شكوى إلا لله ؛ ولا تضجر فيه ولا ملل ذكره السعدي والأشقر
· مرجع الضمير هم (إنهم ) وضمير الجمع (يرونه )
الكفار المكذبين بيوم الحساب ذكره ابن كثير والسعدي
· مرجع الضمير الها (يرونه) (نراه )
يوم الحساب والبعث والجزاء ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
· المراد برؤيتهم له بعيدا
استبعاد وقوعه و إنكاره ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
· مرجع ضمير المتكلم (ونراه )
يرجع إلى الله سبحانه وتعالى أو المؤمنون ذكره ابن كثير والسعدي
· معنى رؤيته قريبا
اعتقاد وقوعه وانه كائن لا محالة وإن طال الوقت بالنسبة للخلق فله أمد لا يعلمه إلا الله عز وجل فكل ما هو آت قريب ذكره ابن كثير والأشقر

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir