دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 شعبان 1437هـ/10-05-2016م, 02:26 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث عشر: مجلس القسم الأول من دورة طرق التفسير

مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير

القسم الأول: من المقدمات إلى تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 شعبان 1437هـ/10-05-2016م, 07:51 AM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته هو الذي يحصل العلم به بدلاله الخطاب ، كقوله تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) فيُفهم الأمر منه بمجرد تلاوته وسماعه ، وتقوم عليه الحجة ، إلا إن كان أعجميا لا يفهم المراد لعدم فهم اللغة أصلاً .
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم ، وهذه الطرق منها ماتظهر دلالته من النص ، ومنها ما قد يٌحتاج فيه إلى اجتهاد ، إما بتفسير من القرآن أو من السنة أو باللغة أو بالرجوع إلى أقوال الصحابة والتابعين ، وقد تجتمع أكثر من طريقة في المسألة الواحدة .
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن
1-صحة المستدل عليه : بأن لا يخالف أصلا صحيحا في الشرع .
2-صحة وجه الدلالة : وهو أن تحتمله الآية
وكل تفسير خالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تفسير بدعي خاطئ
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة
النوع الأول : أحاديث تفسيرية للآية ، فيها نص على معنى الآية أو معنى متصل بالآية .
ومثاله : في تفسير قول الله تعالى: (يوم يُكشف عن ساق) أن المراد بالساق هو ساق الله تعالى وهو التفسير النبوي للآية .
والقول الثاني في الآية من قول ابن عباس : ( أنه أذا اشتد الأمر والكرب )
وكثير من المفسرين من أهل السنة جمع بين القولين ، مع تسليمهم بما صح من حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
النوع الثاني : أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية ، لكن يمكن أن تفسر الآية بها من اجتهاد المفسر.
ومنه قول أبو هريرة تفسر اللمم في قوله تعالى : ( إلا اللمم ) : عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه».
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي
1-أن التفسير النبوي هو تفسير المعصوم من الخطأ صلى الله عليه وسلم ، فكله حجة .
2-قد يكون مع التفسير النبوي تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع له .
3-قد يكون معه اخبار بالغيب لا يعلمها إلا الله أخبره بها عن طريق الوحي . وهذا النوع لايصل إليه المجتهد .
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير
على الرغم من علمهم – رضي الله عنهم – في القرآن وأسئلتهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ما لا يعلمونه ، وغزارة علمهم إلا أنهم كانوا على تورع كبير عن القول في القرآن بغير علم ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أدبهم فأحسن تأديبهم ، والتزموا أمره ونهيه واتبعوا هديه وشأنه .
وقد ورد في ذلك أحاديث:
منها: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب
ومنها: ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه».
وهذا التعليم والتأديب من النبي صلى الله عليه وسلم فهمه الصحابة رضي الله عنهم وأخذوا به أحسن الأخذ؛ وظهر ذلك عليهم في نهجهم وعلموه لغيرهم ..
قال عبد الله بن أبي مليكة: سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟
ومن حديث أنس بن مالك، قال: قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟
ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه
وأصله في صحيح البخاري مختصراً بلفظ: (نهينا عن التكلف
وكانوا لا يرضون أبدا أن يتكلم أحد بلا علم ولا أن يتبع متشابه القرآن ليضل ويضل غيره.
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان شديدا على من تكلم بغير علم ، وله روايات مع مشهورة ومتعددة مع صبيغ بن عسل التميمي :
عن السائب بن يزيد أنه قال: أُتى إلى عمر بن الخطاب، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن.
فقال: اللهم أمكني منه، قال: فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه وعليه ثياب وعمامة، فغداه، ثم إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين، {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} ؟
قال عمر: أنت هو؟ فمال إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، ثم قال: احملوه حتى تقدموه بلاده، ثم ليقم خطيبا ثم ليقل: إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك، وكان سيد قومه.
ومنها ما أخرجه الدارمي ، عن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة؛ فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر رضي الله عنه وقد أعدَّ له عراجين النخل، فقال: من أنت؟
قال: أنا عبد الله صبيغ.
فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين، فضربه وقال: أنا عبد الله عمر؛ فجعل له ضربا حتى دمي رأسه.
فقال: يا أمير المؤمنين، حسبك، قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي
.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير
كان الصحابة رضي الله عنهم يفسرون القرآن بالقرآن ، وبالسنة وباللغة – وهم أهل اللغة -وبالاجتهاد واجتهادهم أقرب إلى الصواب من غيرهم ، وكان يقع بينهم اتفاق كثير على مسائل التفسير ، وقد يقع الاختلاف في الاجتهاد كما يقع في مسائل الأحكام .
واختلافهم قليل جدا ، وإن صح منه فله أسبابه .
وما اختلف فيه الصحابة على نوعين :
-اختلاف تنوع : وهو ما يمكن فيه جمع الأقوال بلا تعارض ، وهذه الأقوال بمجموعها حجة على غيرها
-اختلاف تضاد : وهذا لا بد فيه من الترجيح ، وإذا تعارض النص والاجتهاد قدم النص .
وإذا أجمعوا على قول أو أمكن الجمع بين أقوالهم في مجموعها فهذا حجة على من بعدهم ولا يرد قولهم لمعارض ، واجماعم أرفع أنواع الاجماع . وإذا اختلفوا في الاجتهاد ولا مرجح فليس قول أحدهم حجة على صاحبه .
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم ، كان رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير ، وهم قد صفت عندهم العقيدة وسلامة الصدر والفهم والعمل بالقرآن ، وكانوا يفسرون القرآن بالقرآن ، وبالسنة ، وقد يكون تفسيرا لا يدخله الاجتهاد مما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ، أو يدخله الاجتهاد من معرفتهم بالسنة وأسباب النزول ، فقد امتازوا بشهود الوقائع والأحداث وأسباب النزول ، وبمعرفتهم بأحوال العرب قبل نزول القرآن .
ويفسرون القرآن بلغة العرب وهم أهل اللغة والفصاحة ، ولهم تفاسير اجتهدوا فيها في النص وفيما لا نص فيه .واجتهادهم كان لحاجة وبدون تكلف و أقرب إلى الصواب من اجتهاد من بعدهم .
ولكن يجب دراسة الأسانيد إليهم للتأكد من صحتها ونسب القول لهم .
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف ::
النوع الأول: ما صح سنده ومتنه ؛ وهو ما ثبت عن الصحابي وهو حجة ..
النوع الثاني: ضعيف الاسناد وسلم من النكارة في المتن ، وهذا كثير في كتب التفسير وله أحوال قد يعضد بعضه بعضا ويُؤخذ به ولا يعامل في باب التفسير كما يعامل عند أهل الحدبث ا.
النوع الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن؛ وهذا ضعيف مردود لا ينسب إلى الصحابة رضي الله عنهم .
النوع الرابع: ظاهره صحة الاسناد الأمر لكنّه منكر المتن؛ وهو قليل في التفسير، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة ، فإذا عرفت العلة تبينت تبين عدم نسبته للصحابة .
ويجب التنبيه أنه قد يتوهم المفسر نكارة المتن لسبق فهم عنده ، وإلا فالمتن لا نكارة فيه .
مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير
ما يحكم عليه بالضعف من مرويات الصحابة على نوعين :
النوع الأول: ما يكون ضعفه لنكارة في متنه.
والنوع الآخر: ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاث أقسام:
القسم الأولى: الضعف اليسير، كمراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط مقبول الحديث ، ومثل هذا يكون الاسناد فيه قابل للتقوية ومثلها أخذ بها المحدثين والمفسرين إلا أن تكون في العقائد فلا ..
القسم الثاني: الضعف الشديد، فيكون الإسناد واهياً غير معتبر؛ لعلة في الرواة أو أحدهم كأن يكون متروك الحديث لكثرة خطئه واضطرابه ، أو اتهامه بالكذب أو مشابه من نكارة في المتن؛ فهذا النوع يشدد أهل الحديث في رده ، ومن المفسّرين من يأخذ منها ويدع ، وهي كثيرة في كتب التفسير المسندة .
وهذه ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ، وقد تساهل بعض المفسّرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً، فشاعت بعض الأقوال المعلولة عن الصحابة رضي الله عنهم.
القسم الثالث: الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فلا تروى إلا للتحذير منها وبيان حالها ..

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 شعبان 1437هـ/10-05-2016م, 12:39 PM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي أداء مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير

مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير


المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
جـ1: أهمية معرفة طرق التفسير هى بيان طرق وكيفية التفسير الصحيحة التي كان عليها السلف ، والتي توصل إلى معرفة معاني القرآن ، وتُيسر تفسيره ، وتساعد على استخراج الفوائد والأحكام من القرآن.
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
جـ2: نعم ؛ يمكن أن يُفيد تفسير القرآن بالقرآن اليقين ، إذا أقام المفسر على تفسيره الدلائل الصحيحة ، ومنه ما يُفيد غلبة الظن ومنه ما يفيد وجها من أوجه التفسير ، ومنه ما يكون قد أخطأ فيه المفسر.
س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
جـ3: قد اعتنى بهذا النوع من التفسير كثير من أهل العلم قديما وحديثا ، مما جعله ظاهراً واضحاً في تفاسيرهم ، وما روى عنهم ، ومنهم ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، والطبري وابن كثير ومحمد الأمين الشنقيطي وغيرهم.
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
جـ4: من علم أن القرآن حمال ذو وجوه ن كما روي عن علي بن ابي طالب ؛ علم أن التكلف واتباع الهوى من أخطر ما يكون في التفسير ، وقد استغل ذلك أهل البدع والأهواء من الصوفية ، ومن ذلك كثرة استدلال نفاة الصفات على تأويل ما ثبت من الصفات الواردة في القرآن بقول الله تعالى: {ليس كمثله شيء}، وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة التي تؤدي إلى تحريف القرآن وهذا هو لب الخطر، ولذلك فإن تفسير القرآن بالقرآن لايقبل إلا بشروطه وهي: الشرط الأول:صحّة المستدلّ عليه.والشرط الثاني:صحّة وجه الدلالة.
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
جـ5: نعم ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم هو إمام المجتهدين، واجتهاده في التفسير كاجتهاده في غيره من مسائل الدين، فيجتهد في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه، لكنه معصوم من أن يُقَرَّ على خطأ، ولكنه أذا أصاب أقره الله ، كما في واقعة شرب اللبن ، وإذا أخطأ فيه فإنّ الله تعالى يبيّن له ولا يقرّه على خطئه، كما في واقعة أخذه الغنائم يوم بدر ، وصلاته على ابن سلول.
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
جـ6: القرآنيون هم طائفة زعموا الاكتفاء بالقرآن، وأنّ الأخذ بالسنة غير لازم، أحدثوا بدعا كثيرة في الدين ، وهم من صنائع الإنجليز بأرض الهند في القرن التاسع عشر الميلادي، وكان زعيمها رجل يقال له: أحمد خان؛ بدأ توجهه بالتفسير العقلي للقرآن، والإعراض عن الاحتجاج بالسنة، ثم تلاه عبد الله جكرالوي في الباكستان، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن ودعا إلى اعتبار القرآن المصدر الوحيد لأحكام الشريعة، وفي مصر تزعَّم هذه الطائفةَ رجلٌ يقال له: أحمد صبحي منصور ، وكان مدرّساً في الأزهر ففُصِل منه بسبب إنكاره للسنة، ثم انتقل إلى أمريكا وأسس المركز العالمي للقرآن الكريم، وبثَّ أفكاره من هناك، وله أتباع ومناصرون في مصر وخارجها.
ولهذه الطائفة شبهات وطرق في محاولة التشكيك في السنة، تلقفوا كثيراً منها عن المستشرقين، الغرض منهامحاولة هدم الدين الإسلامي بأيدي المنتسبين إليه، وهذا خطر فتنتهم.
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
جـ7: نعم ، فلقد كان للقراء الصحابة وعلمائهم مزيد عناية بالقرآن وعلومه ، فقد أوصى النبي بقراءة ابن أم عبد ، وقد كان عمر يقدم ابن عباس على غيره ، ويقبل تفسيره ، ومن هؤلاء الخلفاء الأربعة وابن مسعود وغيرهم من كبار الصحابة.
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
جـ8: طرق التفسير عند الصحابة هى تفسير بالقرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بما يعرفون من وقائع التنزيل، وتفسيرالقرآن بلغة العرب، وكانوا يجتهدون رأيهم في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه على التفسير، وكان اجتهادهم أسلم وأقرب إلى الصواب من اجتهاد من بعدهم.
س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
جـ9: مراتب حجّيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير ثلاث:-
1- المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه المرتبة أنواع ، ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير.
2- المرتبة الثانية: أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها.
وهذه حجّة لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم.
3- المرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم.
وهذه المرتبة نوعين:-
أ‌- النوع الأول: اختلاف تنوع . وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض، وهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
ب‌- النوع الثاني: اختلاف تضادّ. وهذا لا بدّ فيه من الترجيح؛ وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 شعبان 1437هـ/10-05-2016م, 05:25 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير

المجموعة الثانية
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟

التفسير الذي لايعذر أحد بجهالته هو الذي يعلم من دلالته لأنه بين وواضح لمن سمعه ، فهو صريح في الأمر ، وصريح في النهي ، كقوله تعالى ((واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} وقوله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} ، وقول الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} .
فهذا من المعلوم من الدين بالضرورة ، لا يعذر أحد بجهلة ، إلا من لم يبلغه بلاغاً صحيحاً، أو الأعجمي الذي لا يفقهه.


س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟

نعم قد يجتمع ولا تعارض بينهما، لأن بعض المسائل لا تتبين من طريق واحد أو اثنان ، فيحتاج المفسر إلى عدة طرق يجتهد فيها ليتبين له المراد ينهما .


س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.


لصحة تفسير القرآن بالقرآن شرطان :
1- صحة المستدل عليه
2- صحة وجه الدلالة
بحيث لا يخالف أصلاً صحيحاً من الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح .

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.

تفسير القرآن بالسنة على ثلاثة أنواع:
1- قول النبي صلى الله عليه وسلم، مثال ذلك : قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي
2- فعله ، مثال ذلك : تفسيره صلى الله عليه وسلم لمعنى إتمام الحجّ المأمور به في قوله تعالى: {وأتمّوا الحجّ والعمرة لله} بأدائه لمناسك الحج على الوجه الذي رضيه الله تعالى، وأمر أصحابه أن يأخذوا عنه مناسكهم.
3- إقراره ، مثال ذلك : - إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ )} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر» والحديث في مسند الإمام أحمد .


س5: بيّن خصائص التفسير النبوي
.

من خصائص التفسير النبوي :
1- أنه حجة ،لإنه معصوم من الخطأ، سواءً ابتداء أو إقراراً
2- أنه قد يكون معه تخصيص دلالة اللفظ أو توسيعها، ومما ورد في ذلك حديث يَعْلَى بن أُمَية قال: سألتُ عمر بن الخطاب قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} وقد أمنَ الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: "صدَقةٌ تَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". رواه مسلم.
3- أن التفسير النبوي يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي، ومن أمثلة ذلك:حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.

كان الصحابة رضوان الله عليهم يعظمون شأن القرآن ويتهيبون من القول فيه بغير علم ، قد تأدبوابأداب النبي صلى الله عليه وسلم واهتدوا بهديه ،حيث كان صلى الله عليه وسلم شديداً في هذا يعرف الغضب في وجهه، وينهى عنه كثيرا، وقد وردت احاديث في ذلك ،عقلها الصحابة رضوان الله عليهم وعملوا بمقتضاها، حيث تورع كبار الصحابة أمثال أبو بكر، وعمر ، رضي الله عنهما في القول في مسأل من القرآن ، إمالعدم علمهما بها
أو تعليماً لمن حولهما من جيل الصحابة، حتى ينشئ جيل معظم لكتاب الله ويحترز من القول فيه بغير علم، وكان من وصياهم أن لا يسألوا عن مسائل العلم إلا أهلَ العلم المعروفين به، وأن لا يتكلفوا ما لا علم لهم به، ولا يتنازعوا في القرآن ، ولا يضربوا بعضه ببعض فأخذها عنهم التابعين وتربوا عليها وربوا عليها من حولهم ، رضي الله عنهم
أجمعين ، ووفقنا لنهج طريقهم والاهتداء بهديهم .


س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم ، ينظر في الاختلاف هل هو اختلاف ، تنوع ، أم اختلاف تضاد ، فإن كان اختلاف تنوع ، وأمكن الجمع بين الأقوال الصحيحة من غير تعارض ، كانت هذه الأقوال حجة على من عارضها ، وإن كان الاختلاف اختلاف تضاد، ولابد فيه من الترجيح ، وكان أحد القولين مأخذه الاجتهاد
يجتهد فيه العلماء المفسرون لاستخراج القول الراجح بدليله .

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير
؟

نعم كان الصحابة رضوان الله عليهم يجتهدون في التفسير لما لهم من سبق الفضل والعلم والفهم الحسن وكذلك علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة وبما نسخت تلاوته،وسلامتهم من اللحن حيث كانوا فصحاء بسليقتهم، فكانوا أقرب للتوفيق وللصواب ،من غير تكلف ولا ادعاء عصمة .
ومن إمثلة اجتهادهم في التفسير، ما اجتهد به ابو بكرالصديق رضي الله عنه في تفسير آية الكلالة
وقد صحّ تفسير الكلالة مرفوعاً من حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين، بما يوافق تفسير أبي بكر.

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

تنقسم المرويات عن الصحابة إلى أربعة أقسام :
1- منها ماهو صحيح الإسناد صحيح المتن، فهذاالنوع يحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه
2- ضعيف الإسناد غير منكر المتن ، وهذا النوع يكثر في كتب التفسير، وهوعلى مراتب ، منها مايكون ضعفه يسير كانقطاع يسير،أو يكون من مراسيل الثقات،أو نحو هذا من العلل اليسيرة ، فهذا النوع قد جرى عمل أئمة الحديث ، والتفسير على روايته والتفسير به إلا أن يتضمن حكماً شرعيا ،
- المرتبة الثانية ، ما هو شديد الضعف مع غير نكارة في المتن ، فهذاالنوع يشدد في روايته أهل الحديث ، ومن المفسرين الكبار من ينتقي من مروياته ويدع ، وهذه المرتبة ليست حجة في التفسير ولا تصح نسبة ماروي بأسانيدها إلى الصحابة ،
- المرتبة الثالثة من هذا النوع ، ما يكون من الموضوعات على الصحابة في التفسير ،فهذا لا تحل روايته إلا للبيان أو فائدة يستفاد منها في علل المرويات .
3- ضعيف الإسناد منكر المتن ، هذا النوع يحكم بضعفه ويرد
4- صحيح الإسناد في ظاهر الأمر مع نكارة في المتن ، تدل على علة خفية في الإسناد يعرفها من له علم بأحوال الرواة وجمع طرق الأحاديث ، وهي قضية اجتهادية ، فإن عرفت العلة وتبين الخطأ لا يصح نسبته إلى الصحابة .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 شعبان 1437هـ/10-05-2016م, 07:42 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير .
1-طرق التفسير وأحسنها تفسير القرآن بالقرآن وهو أجلها
2- تفسير القرآن بالسنة
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين
5- تفسير القرآن بلغة العرب
6- تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع.
وهذه الطرق ليست متمايزة ولا متخالفة، بل بينها تداخل واشتراك، ويعين بعضها على بعض.
س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
نعم يدخل فيه ،وهذا النوع يعتمد فيه المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى من غير أن يكون فيها نصّ صريح في مسألة التفسير.
وهذا الاجتهاد قد يصيب فيه المجتهد وقد يُخطئ؛ فما أصاب فيه المجتهد مرادَ الله تعالى، فقد وفق فيه للكشف عن بيان الله للقرآن بالقرآن، وما أخطأ فيه أو أصاب فيه بعض المعنى دون بعض فلا يصح أن ينسب إلى التفسير الالهي للقران .
س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقران .
1. مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن؛ لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (ت:1182هـ).
2. تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي (ت:1349هـ)، وهو كتاب قيم مطبوع.
3. تفسير القرآن بكلام الرحمن، لأبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري الهندي (ت:1367هـ)، وهو الذي بَاهَل ميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس الجماعة الأحمدية في الهند في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وكانت المباهلة على أن الكاذب يموت في حياة الصادق وقد مات ميرزا غلام أحمد عام 1326 ه‍ قبل وفاة ثناء الله الذي مات عام 1367 هـ.
4. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي (ت:1394هـ)، وهو من أجلهاوأنفعها.
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير .
والأحاديث النبوية التي يوردها المفسّرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول: أحاديث تفسيرية ، فيها نصّ على معنى الآية أو معنى متّصل بالآية.
ومن أمثلة هذا النوع حديث أبي هريرة وحديث أبي موسى الأشعري في تفسير قول الله تعالى: {يوم يُكشف عن ساق}.
وفي تفسير هذه الاية قولان مشهوران عن السلف؛
1- المراد ساق الله كما يليق بجلال الله وعظمته ،وصح هذا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم .
2-المعنى "يكشف عن كرب وشدة" وهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة، ورواية عن قتادة، وهو قول تحتمله اللغة لولا ما صح من التفسير النبوي.
والنوع الثاني : أحاديث ليس فيها نصّ على معنى الآية لكن يمكن أن تفسّر الآية بها بنوع من أنواع الاجتهاد، وهذا الاجتهاد قد يكون ظاهر الصحّة والدلالة على المراد، وقد يكون فيه بعد، وقد يكون محلّ نظر واحتمال.
ومن أمثلة هذا النوع ما في الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله بن طاووس بن كيسان، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه».
فهذا الحديث ليس فيه نص اللمم لكن ابن عباس فهمه منه.
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
هذا
الحديث ضعفه جماعة من أهل العلم لأجل انقطاع إسناده وجهالة حال الحارث بن عمرو، ولأجل علّة في متنه.
قال الترمذي: (هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل)وذكر البخاري نحوه.
وأما علة متنه فتفرق فيها العلماء إلى فريقين :
1-فريق أعله ،وذلك لأنهم فهموا منه أنه لا يقضي بالسنة إلا إذا لم يجد شيئاً في كتاب الله؛ و طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة بكل حال، ولا تكون موقوفة على حال عدم وجود نص من القرآن، بل يجب الأخذ بالقرآن والسنة معاً؛ فالسنة مبيّنة للقرآن، وقد تخصص عمومه، وتقيّد مطلقه، واختلف في نسخ السنة للقرآن، والصحيح جوازه، لكن ليس له مثال يخلو من اعتراض وجيه.
2- من لم يعله،وهم الذين لم يفهموا من هذا الحديث هذا المعنى المستنكر الذي ذكره من اعترض على متن الحديث، واستدلوا بهذا الحديث على تقديم النص على الرأي، وعلى ترتيب الأدلة، فالقرآن أشرف رتبة من السنة، والسنة تابعة للقرآن مبيّنة له، والترتيب عندهم ترتيبٌ ذِكْري لا ترتيب احتجاجي، فإن السنة حجّة في جميع الأحوال، وإذا اجتمع في المسألة دليل من القرآن ودليل من السنة قدّم دليل القرآن، وجعل دليل السنة كالبيان له، والاجتهاد في فهم النص ملازم له.
س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم .
من
أوجه تفضيلهم :
1- رِضَا الله تعالى عنهم، وتزكيته لهم وطهارة قلوبهم وزكاة نفوسهم ، وما فضلوا به غيرهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح .
2- علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة وبما نسخت تلاوته.
- عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: (يا زر، كأين تعد؟)، أو قال: (كأين تقرأ سورة الأحزاب؟).
قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثا وسبعين آية.
فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم).
قلت: وما آية الرجم؟
قال: ({إذا زنا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله. والله عزيز حكيم})). رواه أبو عبيد.
3- علمهم بمواضع النزول وشهودهم لوقائعه وأسبابه وأحواله، وهذه المعرفة العزيزة لا يقاربهم فيها أحد بعدهم، ولها أثر كبير في معرفة معاني القرآن، وفهم مقاصده.
- قال أبو الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه: شهدت عليا وهو يخطب ويقول: سلوني عن كتاب الله، فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل).
4- سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التي حدثت بعد زمانهم، وما قذفت به كلّ فرقة من الشبهات والتضليلات.
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير ؟
- منها: أن يقول كلُّ واحد بما بلغه من العلم، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
- ومنها: أن يفسّر أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى، ويفسّر الآخر بمثال آخر أو بجزء آخر من المعنى، ومن ذلك أن يكون في الآية مشترك لفظي أو مشترك أسلوبي فيفسّر كل واحد الآية ببعض معناها.
- ومنها: أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه؛ فيفسّر الآية به تنبيهاً وإرشاداً، ويفسّر غيره الآية على ظاهرها.
- ومنها: أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسّر الآية بها، ويفسّر بعضهم الآية على ظاهر لفظها.
- ومنها: أن يُسأل أحدهم عن مسألة فيجيب عليها بآية من القرآن فينقل قوله على أنّه تفسير لتلك الآية، وهو مما يدخل في باب التفسير ببعض المعنى.
- ومنها: أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه، ويكون هذا في الأحكام.
- ومنها: أن يكون مُستنَد أحدهم النص، ومستند الآخر الاجتهاد.
- ومنها: أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
- ومنها: أن يفسّر بعضهم على اللفظ، ويفسّر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير .
ما يحكم عليه بالضعف مما يُروى عن الصحابة في التفسير على نوعين:
النوع الأول: ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه، وقد تقدّم الحديث عنه.
والنوع الآخر: ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى:
الضعف اليسير، كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه، ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر؛ فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية:
الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة؛ فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة .
ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة.
والمرتبة الثالثة:
الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يستفاد منها في علل المرويات
س 9-هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
لا ، إلا ما كان صريحاً في نقل سبب النزول فهذا له حكم الرفع؛ لأنه نقل حادثة وقعت في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة عدول فيما ينقلون.
قال أبو عبد الله الحاكم: (الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديثٌ مُسند).
ومراده بالمُسند هنا: المرفوع.
وأما ما كان لبيان معنى تدلّ عليه الآية؛ فهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابة في التفسير،
ومن أمثلته: ما رواه ابن جرير عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، قال: سأل عبد الله بن الكوَّاء عليًّا عن قوله: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} قال: أنتم يا أهل حروراء).
فهذا فيه أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرى أن معنى الآية يتناولهم وإن كان لا يحكم بكفرهم لكنّهم شابهها الكفار في هذا المعنى .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 شعبان 1437هـ/11-05-2016م, 02:45 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
للتفسير طرق عده أجلها وأفضلها وأحسنها :
1-تفسير القرآن بالقرآن.
2- ثم تفسير القرآن بالسنة.
3- ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم.
4- ثمّ تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم بإحسان.
5-ثم تفسير القرآن بلغة العرب.
6-ثم تفسير القرآن بالاجتهاد المحمود الذي ينشأ عن علم ودراية.

س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
نعم ،وهذا التفسير يعتمد فيه المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى من غير أن يكون فيها نصّ صريح في مسألة التفسير.
وينبغي التنبيه إلى أنه ليس كل ما يذكر في تفسير القرآن بالقرآن صحيح بل قد يدخل فيه الاجتهاد وقد قد يصيب المجتهد في اجتهاده وقد يُخطئ؛ فإن أصاب فقد وفقه الله في الكشف عن بيانه سبحانه للقرآن بالقرآن، وإن أخطأ أو أصاب فيه بعض المعنى فلا يصح أن ينسب اجتهاده إلى التفسير الإلهي للقرآن.

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن لمحمد بن إسماعيل الصنعاني
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي.

س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.

النوع الأول: أحاديث فيها دلالة صريحة على تفسير القرآن ، كما ورد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في معنى قوله ( يوم يكشف عن ساق).

والنوع الثاني: أحاديث ليس فيها دلالة ظاهرة على معنى الآية ، لكن يمكن أن تفسّر الآية بها بنوع من أنواع الاجتهاد، وهذا الاجتهاد قد يصح وقد يكون خطأ ،وقد يكون محلّ نظر واحتمال.

س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
ضعف الحديث جماعة من العلماء :
علة السند: جهالة حال الراوي الحارث بن عمرو.
علة المتن:
1- من العلماء من أعل متن هذا الحديث لما يدل على أن السنة في منزلة أقل من القرآن وأنه لا يحتج بها إلا إذا لم يوجد في القرآن نص. والصحيح أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة مطلقا ولا يشترط لوجوبها عدم وجود دليل في القران.
2-ومن العلماء من لم يعل هذا الحديث واستدل به على تقديم الأخذ بالنص على العقل ، وأن دلالته دلالة ترتيب ذكري لا احتجاجي ، فمنزلة القرآن أعلى من منزلة السنة ، والسنة حجّة في جميع الأحوال، فإذا اجتمع في المسألة دليلان من القرآن ولسنة قدّم دليل القرآن، وجعل دليل السنة كالبيان له، والاجتهاد في فهم النص ملازم له.

س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
1-هم أعلم الأمة بالقرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم؛لصحبتهم له صلى الله عليه وسلم فهو معلمهم الأول ومربيهم ، وقد رضي الله عنهم وزكاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2-شهدوا التنزيل وعلموا مواضعه وشهدوا الوقائع وعرفوا الأسباب والأحوال وتعلموا القرآن من نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وقد كانوا يسألونه عن كل ما يشكل عليهم ، فيبين لهم معاني القرآن. قال أبو الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه: شهدت عليا وهو يخطب ويقول: سلوني عن كتاب الله، فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل). رواه عبد الرزاق في تفسيره من طريق معمر عن وهب بن عبد الله الكوفي، عن أبي الطفيل.
3- علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة والناسخ والمنسوخ.
- عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: (يا زر، كأين تعد؟)، أو قال: (كأين تقرأ سورة الأحزاب؟).
قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثا وسبعين آية.
فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم).
قلت: وما آية الرجم؟
قال: ({إذا زنا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله. والله عزيز حكيم})). رواه أبو عبيد.
4- علمهم باللغة العربية ، وفصاحة لسانهم وسلامته من اللحن والضعف الذي حصل بعد ذلك.
5-سلامة صدورهم من الأهواء والشهوات والفتن والفرق التي انتشرت بعد زمنهم عليهم رضوان الله.

س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
1- أن يقول كلُّ واحد من الصحابة ما بلغه من العلم، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
2-التفسير بالمثال أو بجزء من المعنى ، كالاشتراك اللفظي أو الاشتراك الأسلوبي.
3- قصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه؛ فيفسّر الآية به من باب التنبيه والإرشاد ، ويفسّر غيره الآية على ظاهرها.
4- إدراك بعضهم مقصد الآية فيفسر الآية بذلك المقصد ، ويفسر الآخر على ظاهرها.
5- سؤال أحدهم عن مسألة فيجيب عليها بآية من القرآن ، فتنقل إجابته على أنّها تفسير لتلك الآية، وهو مما يدخل في باب التفسير ببعض المعنى.
6-التفسير بالحكم المنسوخ مع عدم العلم بنسخه، ويكون هذا في الأحكام.
7-اختلاف المستند ، فيكون مُستنَد أحدهم النص، ومستند الآخر الاجتهاد.
8-أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
9-أن يفسّر بعضهم على اللفظ، ويفسّر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.
ة
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
ما يحكم عليه بالضعف مما يُروى عن الصحابة في التفسير على نوعين:
النوع الأول: ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه.
والنوع الآخر: ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: الضعف اليسير، مثل إرسال الثقة أو الانقطاع اليسير ، أو ضعف الضبط في الراوي ممن يُكتب حديثه، ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر.
والمرتبة الثانية: الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة ، وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ، وقد تساهل بعض المفسّرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً، وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضي الله عنهم
والمرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.

س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
فيه تفصيل:
إذا كان القول صريحاً في نقل سبب النزول فهذا له حكم الرفع؛ لأنه نقل حادثة وقعت في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة عدول فيما ينقلون.
قال أبو عبد الله الحاكم: (الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديثٌ مُسند).
فأمّا سائر تفاسير الصّحابة الّتي لا تشتمل على إضافة شيءٍ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فمعدودةٌ في الموقوفات. واللّه أعلم.
وأما ما كان لبيان معنى تدلّ عليه الآية؛ فهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابة في التفسير.
ومن أمثلته: ما رواه ابن جرير عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، قال: سأل عبد الله بن الكوَّاء عليًّا عن قوله: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} قال: أنتم يا أهل حروراء).
فهذا فيه أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرى أن معنى الآية يتناولهم وإن كان لا يحكم بكفرهم لكنّهم شابهوا الكفار في هذا المعنى.
وعلى ذلك فإنّ قول الصحابي: (هذه الآية نزلت في كذا): قد يراد به صريح سبب النزول، وقد يراد به التفسير أي أن معنى الآية يتناوله.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 شعبان 1437هـ/11-05-2016م, 05:45 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
أهمية معرفة طرق التفسير : أن طرق التفسير منارات تنير الطريق للسائرين والمهتمين بمعرفة وفهم معاني كتاب الله واستخراج فوائدة وأحكامه يهتدون بها ،وعلامات يميزون بها الخطأ من الصواب ،والراجح من المرجوح ،ومن اتبع سبيل المؤمنين وأئمة الهدى في هذا العلم بلغ منزلة الأمامه وانتفع وارتفع ونفع غيره ،ومن لم يتبعهم ضل وزل وفتن.
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
تفسير القرآن بالقرآن على نوعين :
النوع الأول:تفسير مستنده النص الصريح في القرآن
مثال :قول الله تعالى: {والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب}؛ فنصّ الله تعالى على بيان المراد بالطارق بأنه النجم الثاقب، وهذا نصّ صريح في المسألة ليس لأحد قول في مخالفته،فهذا النوع يفيد اليقين ،لأن الله سبحانه هو أعلم بمراده من كلامه.
النوع الثاني: تفسير اجتهادي غير معتمد على نص صريح في مسألة التفسير
مثال:قوله تعالى: {وأنفقوا مما رزقناكم} حيث ذكر أن من تبعيضية، والتبعيض هنا غير مقدر، والتقدير مبين في قول الله تعالى: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو}؛ فهذا اجتهاد من المفسر في تفسير القرآن بالقرآن، وهذا النوع اجتهاد من المفسر إذا أقام عليه دلائل صحيحة أفادة العلم اليقيني ،وإذ لم يوفق في أقامة الدلائل الصحيحة أفاد العلم الظني ،وقد يصيب وجة معتبر في التفسير وقد يخطئ.
س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
اعتنى السلف والخلف بهذا النوع من التفسير ،فروي عن الصحابة والتابعين كابن عباس ،ومجاهد ، وقتادة أمثلة كثيرة من تفسير القرآن بالقرآن وغالبه ما يكون من اجتهاد المفسر لإصابة معنى الآيةفيستدل عليها بآية أخرى من القرآن،وكذا اعتنى به بعدهم جماعة من المفسرين مثل امام ابن جرير الطبري ،وابن كثير ، ومحمد الأمين الشنقيطي .
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
خطر توسع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن:
1- لا يخلو ما ذكروه من التكلف الواضح ،ولي ّ عنق الآيات.
2- استدلالهم على بدعهم واهوائهم،والقرآن حمال ذو وجوه،مثل استدلال نفاة الصفات عاى تأويل ما ثبت من الصفات الواردة في القرآن الله تعالى(ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)الشورى.
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
النبي صلى الله عليه وسلم هو إمام المجتهدين، واجتهاده في التفسير كاجتهاده في غيره من مسائل الدين، فيجتهد في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه، لكنه معصوم من أن يُقَرَّ على خطأ.
فإن أصاب في اجتهاده أقرّه الله، كما أقرّه الله على اجتهاده إذ شرب اللبن لمّا خيره جبريل بين اللبن والخمر، واجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة، واجتهاده في ترك هدم البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم.
وما أخطأ فيه فإنّ الله تعالى يبيّن له ولا يقرّه على خطئه، وذلك كاجتهاده في أخذه الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار، واجتهاده في التصدي لأكابر الكفار وإعراضه عن الأعمى، واجتهاده في إذنه لبعض المنافقين في التخلف عن غزوة العسرة.
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
القرآنيون: زعموا الاكتفاء بالقرآن، وأنّ الأخذ بالسنة غير لازم، وضلوا بذلك ضلالاً مبيناً، فأحدثوا في صفة الصلاة وسائر العبادات بدعاً شنيعة زعموا أنهم استدلوا على كيفيتها بالقرآن من غير حاجة إلى السنة، منها أنّ بعضهم يسجد على ذقنه لا على جبهته احتجاجاً بقول الله تعالى: {يخرون للأذقان سجدا} ولهم في هذا الباب ضلالات كثيرة.
خطر فتنة القرآنيون:
*وهؤلاء القرآنيون لهم شبهات وطرق وأساليب يحاولون بها التشكيك في السنة ،فيهدمون طريقة مهم جداً من طرق تفسير كلام الله ألا وهي السنة ،لأن السنة مبينة وموضحة للقرآن،وهي أصل مهم جداً من أصول التفسير.
* معاونة أعداء الله من المستشرقين في بث سمومهم وأفكارهم الهدامة.
* التلبيس على الناس دينهم وفتنتهم، ومحاولة هدم الدين بأيدي المنتسبين إليه.
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
نعم ،كان الصحابة – رضي الله عنهم - يتفاضلون في العلم بالتفسير؛ فلعلماء الصحابة وقرّائهم وكبرائهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك،
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه» رواه البخاري.
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم :
1-يفسّرون بالقرآن بالقرآن.
2-يفسرون القرآن بالسنة وهو على نوعين:
النوع الأول : تفسير نصي صريح إما مما سألوا عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأجابهم، وإما من معرفتهم بسبب نزول الآية، وإما أن يكون الحديث صريحاً في بيان معنى الآية.
النوع الثاني:أحاديث يستدل بها على التفسير من غير نص عليه.
3- ويفسّرون القرآن بما يعرفون من وقائع التنزيل.
يمتاز الصحابة على من بعدهم شهودهم لوقائع التنزيل، ولذلك أثر حسن مبارك في معرفة المعنى وإدراك المقصد وبيان المشكل على من لم يعرف ذلك.
4- ويفسّرون القرآن بلغة العرب،
كان الصحابة أهل لغة ،ونزل القرآن بلغتهم.
5- وكانوا يجتهدون برأيهم في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه على التفسير.
والصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم لما سبق ذكره من أوجه تفضيل تفسيرهم، وامتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم.
واجتهاد الصحابة أسلم وأقرب إلى الصواب من اجتهاد من بعدهم.
س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير على مراتب:
المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على أنواع:
1-ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2-مراسيل الصحابة.
3-ما لا يقال بالرأي والاجتهاد،ولم يكن عند الصحابي شبة الأخذ عن بني إسرائيل،بالأضافةإلى تورّع الصحابة رضي الله عنهم وتثبّتهم في القول عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم يدلّ على أنّهم إنما أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4-قول الصحابي الصريح في سبب النزول.
فهذه المرتبة ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير.
والمرتبة الثانية: أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم.
والمرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
النوع الأول: اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
والنوع الثاني: اختلاف تضادّ لا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 شعبان 1437هـ/11-05-2016م, 06:22 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو ما يحصل به العلم الضروري من دلالة معنى الخطاب لمن بلغه.
أي أن يفهم من معنى الآية ما تدل عليه من أمور الدين دلالة بينة واضحة وهو من المعلومات الضرورية للمسلمين ، كقوله تعالى:( واعبدوا اللهولا تشركوا به شيئاً) فصريح الأمر فيها بالامر بتوحيد الله والنهي عن ان يشرك به.
وكذلك قوله( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) تدل على تحريم القتل إلا بسبب شرعي .
وغيرها من الآيات
فهذه وأمثالها لا يعذر أحد بجهله إذا بلغه بلاغا صحيحاً ، وبهذا يخرج من لم تبلغه او من بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة ، كالاعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه ، ومن في حكمه.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم قد يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة، فتقسيم طرق التفسير إلى طريقة تفسير القرآن بالقرآن وطريقة تفسير القرآن بالسنة وتفسيره بأقوال الصحابة وتفسيره بأقوال التابعين وتفسيره بلغة العرب وكذلك تفسير بالاجتهاد المشروع هذه تقسيمات لتوضيح الطريقة للمتعلم وإلا فهي طريق ليست متمايزة ولا متخالفة بل بينها تداخل واشتراك ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد فسر القرآن بالقرآن وفسره بلغة العرب وكذلك تفاسير الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ، فمنهم من فسر القرآن بالقرآن ومنها من فيره بالسنة او بلغة العرب ومنها ما فسروه بالرأي والاجتهاد .فهي طرق متداخلة فليس بينها اختلاف او تمايز .

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
الشروط:
-صحة المستدل عليه
-صحة وجه الدلالة.
فيجب الل يخالف التفسير أصلاً صحيحا من القرآن او السنة وإجماع السلف الصالح.
فكل تفسير اقتضى معنى باطلا دلت عليه الأدلة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل ، يدل على خطأ المفسر أو وهمه او نمحله.
ووجه الدلالة قد يكون ظاهر واضحا مقبولا وقد يكون خفيا صحيحا وقديكون في خفاء والتباس فيكون محل نظر واجتهاد وقد يدل على بعض المعنى.

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
-تفسير قولي :
كما في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه لقوله تعالى:( إن قرآن الفجر كان مشهودا) قال: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ) رواه الترمذي
-التفسير العملي
مثال : تفسيره عليه الصلاة والسلام لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قوله تعالى:( وأقيموا الصلاة) وقوله( أقم الصلاة) بأدائه للصلاة أداءً بين فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها وقال لاصحابه( صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري
وكثير من العبادات مثل الحج قال : خدوا عني مناسككم )
-التفسير بالاقرار
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه لعمر لما نزل قوله تعالى :( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات..)في شأن رجل اذنب فقال الرجل: يار سول الله أهي في خاصة أو في الناس عامة؟
فقال عمر: لا ولا نعمة عين لك بل هي للناس عامة .
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وقال: صدق عمر . رواه الامام أحمد

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
خصائص التفسير النبوي منها:
-أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقرارا فكل ما صح عنه في تفسير القرآن فهو حجة لا خطأ فيه.
-في تفسيره عليه الصلاة والسلام قد يكون فيه تخصيص لدلالة اللفظ او توسيع لها وكل ذلك حجة عنه صلى الله عليه وسلم.
مثال:وحديث يَعْلَى بن أُمَية قال: سألتُ عمر بن الخطاب قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}وقد أمنَ الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: "صدَقةٌ تَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". رواه مسلم.
-ان من تفسيره عليه والسلام ما يكون إخبار عن مغيبات لا تعلم إلا بالوحي .
مثال: عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
عظم الصحابة رضي الله عنهم شأن التفسير فكانوا على جانب كبير من التورع عن القول في كتاب الله بغير العلم ، وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أدبهم أحسن تأديب في ذلك فكان ينهى عن الاختلاف في الكتاب ، وذلك ان رجلان اختلافا في آية فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال: إنما أهلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب) رواه احمد ومسلم وغيرهما
وحديث عائشة رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات .....) قالت : فقال:( إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) متفق عليه
لذلك كانوا رضي الله عنهم يتورعون في القول في معنى القرآن فهذا أبو بكر لما سأل عن آية في كتاب الله قال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله مالا أعلم. رواه ابن أبي شيبة.
وكذلك عمر لما سأل عن معنى الأب ،
قال : هذا لعمر الله التكلف اتبعوا ما بين لكم من هذا الكتاب وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه )
وكان عمر رضي الله عنه شديدا في أمر القرآن والكلام فيه ، منها قصة صبيغ وقد ذكر قصة من عدة طرق منها انه قدم المدينة صبيغ فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر رضي الله عنه وقد أعد له عراجين النخل فساله عن اسمه ثم أخذ عرجونا فضربه حتى دمي رأسه فقال صبيغ: يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي.
وأيضا ذكر ان رجل جاء لعمر رضي الله عنه وهو في عرفات فقال: جئت من الكوفة وتركت بها وجلا يملي المصحف عن ظهر قلبه ، فغب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ رحله قال : ويحك من هو؟ قال: عبدالله بن مسعود .، فما زال يطفأ ويسري عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها. فهذه الشدة منه رضي الله عنه لحماية جناب القرآن وصيانة له من زلل العلماء وعبث المتعالمين .


س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
أولا اختلاف الصحابة في مسائل التفسير قليلة جدا بالنسبة مالم يؤثر عنهم في اختلاف.
ثانيا: ما روي عنهم من مسائل الخلاف أكثره مما لايصح إسناده .
ثالثا : أما ما صح اسناده إليهم فهو نوعين:
-ما يصح فيه الجمع بين الأقوال دون الترجيح واكثره من باب التفسير بالمثال .او ببعض المعنى
مثال : المراد بالعذاب الأدنى:
-هو المصائب ، قاله أبي بن كعب
-هو يوم بدر ،قاله ابن مسعود
-الحدود ، قاله ابن عباس.
فتفسير أبي أعمّ بأنه كل ما يصيبهم منالعذابفي الدنيا فهو مما توعدوا به.
وتفسير ابن مسعود من باب المثال.
وتفسير ابن عباس محمول على التنبيه على سعة دلالة الآية.
النوع الثاني: ما يحتاج فيه للترجيح، وعامة مسائله مما يكون للخلاف فيه سبب يعذر به صاحب القول المرجوح.

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم كان الصحابة يجتهدون رأيهم في التفسير ولكن عند الحاجة ودون تكلف ولا ادعاء للعصمة واجتهادهم أقرب للصواب ممن بعدهم لانهم اعلم الأمة بالقرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه .
وقد زكاهم الرسول صلى الله عليه وسلم وادبهم وشهدوا سيرته وأحواله الخاصة والعامة وشهدوا وقائع التنزيل ، وما فضلوا به من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح .
ومن امثلة اجتهادهم:
اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). هذا لفظ ابن جرير،

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
أنواع المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم أربع
1- صحيح الاسناد صحيح المتن،
فيحكم بثبوته عن الصحابي ،
2- ضعيف الإسناد غير منكر المتن ، وهذا كثير في كتب التفسير المسندة وهو على ثلاث مراتب
-الضعف اليسير إما ( يكون من مراسيل الثقات أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه، ونحو هذه العلل ، جرى عما أئمة المفسرين والمحدثين على روايتها والتفسير بها إلا اذا كانت تتضمن حكما شرعيا فمنهم من شدد في ذلك الا ان يكون هناك قرائن تقوية .
-الضعف الشديد وهو ما يكون فيه الاسناد واهيا غير معتبر ، فهذا النوع من أهل الحديث من يشدد في روايته ومن المفسرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويدع منها. وهذه ليست حجة في التفسير ولا تصح نسبة ما روي بأسانيدها للصحابة . وهذه المرويات كثيرة في كتب التفسير المسندة .
-الموضوعات عن الصحابة في التفسير فهذه لا تحل روايتها الا على التبيين او لفائدة عارضة يستفاد منها في علل المرويات.
3-ضعيف الاسناد منكر المتن،هذا يحكم بضعفه ويرد ولا تصح نسبته الى الصحابة رضي الله عنهم.
4-صحيح الاسناد في ظاهره لكنه منكر المتن، ومرويات هذا النوع قليلة جدا في كتب التفسير .

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك واتوب اليك

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 شعبان 1437هـ/12-05-2016م, 12:33 AM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو التفسير الذي يحصل به العلم لأي أمر من أمور الدين المعلومة بالضرورة وتقوم عليه الحجة، بشرط أن يبلغ بلاغاً صحيحاً يفهمه ويفقه من أبلغ به .

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
طرق التفسير بينها تداخل واشتراك فليست متمايزة ولا متخالفة ، .وهذه التقسيمات أنما هي للتسهيل على المتعلم ، وطبعا ممكن أن يجتمع بالمسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير
ومنها مايكتفى فيه بالنص لظهور دلالته على المراد، ومنها ما يُحتاج معه إلى اجتهاد،في تفسير القرآن بالقرآن أو بالسنة أو باللغة ، أو بأقوال السلف ، كما أن أقوال الصحابة والتابعين قد يفهم منها أموراً يستدل على نظائرها في التفسير فيدخلها الاجتهاد

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
ولصحّة قول المفسّر في تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
الشرط الأول: صحّة المستدلّ عليه: يجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح؛ وإلا يعتبر تفسيراً باطلاً
والشرط الثاني: صحّة وجه الدلالة
الدلالة :
- أما أن تكون ظاهرة مقبولة
- أما أن تكون دلالة خفية صحيحة ، وهنا يحدث التباس عند المفسر حيث يكون هذا الخفاء محل نظر واجتهاد ، وقد يدل على بعض المعنى

والتفسير الذي يخالف هذين الشرطين في التلقي والاستدلال يخالف صاحبه منهج أهل السنة وهو تفسير بدعي خاطىء

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
هي على ثلاثة أنواع:
- التفسير القولي : وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ، مثاله : قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال:«تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم} فبدلوا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم، وقالوا: حبة في شعرة» رواه البخاري ومسلم

- التفسير العملي: وهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو كثير ، حيث فسر كثير من العبادات والمعاملات التي ورد الأمر بها في القرآن ، مثال :
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي
تفسيره صلى الله عليه وسلم لمعنى إتمام الحجّ المأمور به في قوله تعالى: {وأتمّوا الحجّ والعمرة لله ، بأدائه لمناسك الحج على الوجه الذي رضيه الله تعالى، وأمر أصحابه أن يأخذوا عنه مناسكهم.

- التفسير بالإقرار:وهو إقراره على قول أوفعل قام به أحد الصحابة ،
- مثاله : إقراره لعمرو بن العاص لما تيمم من الجنابة في شدة البرد؛ عن عمرو بن العاص قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل؛ فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟» فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا).رواه الإمام أحمد

- س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
- تفسير النبي صلى الله عليه وسلم له خصائص امتاز بها عن غيره من التفاسير:
- كل ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه. فهو تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً؛ قد يجتهد في التفسير كما يجتهد في سائر الأحكام لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ في بيان ما أنزل الله إليه.
- قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ،
- قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي الذي أوحاه الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم. وهذا النوع من التفسير لا يبلغه علم أحد من البشر

- س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
- أدّب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم أدباً حسناً، فلزموا تأديبه وهديه، وكان الصحابة رضي الله عنهم على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم وقد ورد أحاديث كثيرة منها
- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب» رواه أحمد ومسلم
- عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه». رواه البخاري ومسلم
- وهذا التعليم والتأديب من النبي صلى الله عليه وسلم أخذه الصحابة رضي الله عنهم أحسن الأخذ؛ وانتهجوه أحسن الانتهاج، وظهرت آثاره على هديهم ووصاياهم.
- قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت على الله ما لا أعلم) رواه مالك في الموطأ
- قرأ عمر بن الخطاب:{فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟
ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه).
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديداً في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف، وقصّته مع صبيغ بن عسل التميمي معروفة مشتهرة- عن السائب بن يزيد أنه قال: أُتى إلى عمر بن الخطاب، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن.
فقال: اللهم أمكني منه، قال: فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه وعليه ثياب وعمامة، فغداه، ثم إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين، {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} ؟
قال عمر: أنت هو؟ فمال إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، ثم قال: احملوه حتى تقدموه بلاده، ثم ليقم خطيبا ثم ليقل: إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك، وكان سيد قومه.
وكانت هذه الشدة من عمر حمايةً لجناب القرآن، وصيانةً له من زلل العلماء وعبث المتعالمين والمتكلفين في قراءته وتأويله، وردعاً لأهل الأهواء الذين يتبعون متشابهه، ويضربون بعضه ببعض؛ ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
فنفع الله بحزم عمر وقوّته فحُمِيَ جنابُ القرآن، وعُظّم القول فيه، والسؤال عنه، وارتدع المنافقون والذين في قلوبهم مرض، وأما الذين يسألون استرشادا ليتفقهوا في كتاب الله، ويعلموا ما فيه من البينات والهدى فكان ليّنا لهم، وكان يبعث المعلمين إلى الأمصار ليعلّموا الناس القرآن، ويفقهوهم في الدين.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
- اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً وهو نوعان :
- نوع لم يصح إسناده إليهم
- ونوع صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين:
- النوع الأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح، وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
ومن أمثلة هذا النوع: اختلافهم في المراد بالعذاب الأدنى:
فقال أبيّ بن كعب: هو مصائب الدنيا.
وقال ابن مسعود: هو يوم بدر.
وقال ابن عباس: هو الحدود.
فتفسير أبيّ أعمّ بأنّ كل ما يصيبهم من العذاب في الدنيا فهو مما توعّدوا به.
وتفسير ابن مسعود يعدّ من قبيل التفسير بالمثال؛ فما أصابهم من العذاب يوم بدر مثال على المصائب العظيمة التي وقعت عليهم بسبب كفرهم وعنادهم.
وأما تفسير ابن عباس فمحمولٌ على التنبيه على سعة دلالة الآية على وعيد المنافقين الذين يصيبون بعض ما يقام عليهم به الحدّ؛ فيكون هذا الحدّ من العذاب الأدنى الذي يقع عليهم لعلّهم يرجعون فيؤمنون ويتوبون ومن أصرّ على نفاقه وكفره فينتظره العذاب الأكبر.
وهذا من دقيق فقه ابن عباس رضي الله عنهما.
ومن أمثلته أيضاً: اختلافهم في المراد بالقسورة:
فقال ابن عباس: هم الرماة.
وقال أبو هريرة: الأسد.
والقسورة لفظ مشترك يطلق على الرماة وعلى الأسد، وكلٌّ قد قال ببعض المعنى.
- النوع الآخر: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح، وعامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم لطهارة قلوبهم وزكاة نفوسهم ،وما فضلوا به عن غيرهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح ،وكل ذلك كان له أثره البيّن في توفيقهم لحسن فهم معاني القرآن الكريم.وبامتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم،من علمهم بمواضع النزول وشهودهم لوقائعه وأسبابه وأحواله، وفصاحة لسانهم العربي وغيرها
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
أقسام المرويات عن الصحابة في التفسير
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:

القسم الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن؛ فهذا النوع يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، يكون حكمه على مراتب:
المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على أنواع:ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم.ومراسيل الصحابة.وما لا يقال بالرأي والاجتهاد، ولم يأخذه الصحابي عمن يروي عن بني إسرائيل ،وكذلك قول الصحابي الصريح في سبب النزول. وهذا حجّة في التفسير.
والمرتبة الثانية: إجماع الصحابة رضي الله عنهم. وهو حجة
والمرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
- اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
- اختلاف تضادّ لا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.

القسم الثاني : ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهذا النوع كثير في كتب التفسير المسندة، وهو على ثلاث مراتب.
المرتبة الأولى: الضعف اليسير، كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه، ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر؛ فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية: الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة؛ فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ، وقد تساهل بعض المفسّرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً، وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضي الله عنهم.
ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة.
والمرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.

القسم الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن؛ فهذا النوع يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
القسم الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ ومرويات هذا النوع قليلة جداً في كتب التفسير، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 شعبان 1437هـ/12-05-2016م, 10:54 PM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي


المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
التفسير الذي لا يعذر أحد بجهله هو ما يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه
فقول الله تعالى "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا دليل صريح على الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك ولا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب اذا بلغه.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر القرآن بالقرآن وفسر القرآن بالسنة وكذلك فسره بلغة العرب
اذا قد يجتمع في المسألة طرق متعددة

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن
1 صحة المستدل عليه
2 صحة وجه الدلالة.
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
1 قول النبي صلى الله عليه وسلم ومثاله قوله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى "ان قرآن الفجر كان مشهودا " قال تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار.
2 التفسير العملي ومن أمثلته تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى اقامة الصلاة المأمور بها في قوله تعالى "وأقيموا الصلاة فأدؤه للصلاة أداءا بين فيها أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها وقال لأصحابه "صلوا كما رأيتموني أصلي".

3 التفسير بالاقرار ومثاله اقرار النبي صلى الله عليه وسلم عمر لا نزل قوله تعالى "وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين " في شأن رجل أذنب ذنبافقال الرجل أهي في خاصة أم في الناس عامة فقال عمر لا ولا نعمة عين لك هي للناس عامة
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال صدق عمر.

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.1 أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو اقرارا فكل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجة لا خطأ فيه.
2 أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها وكل ذلك حجة عنه.
3 أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه اخبار عن مغيبات لا تعلم الا بالوحي.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
كان الصحابة على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم،
وقد أدبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أدبا حسنا فلزموا تأديبه وهديه
وقد ورد في ذلك أحاديث وأقوال منها
ما روي عن جندب بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فاذا اختلفتم فقوموا عنه. "
وهذا التعليم أخذه الصحابة رضي الله عنهم أحسن أخذ وانتهجوه أحسن نهج وظهرت آثاره على هديهم ووصاياهم
قال عبد الله بن مليكة سئل أبو بكر الصديق عن آية في كتاب الله فقال أي أرض تقلني أو أي سماء تظلني أو أين أذهب وكيف أصنع اذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله.
وكان عمر بن الخطاب شديد التأدب على القول في التفسير بغير علم وعلى السؤال عنه سؤال تنطع وتكلف.
وكانت هذه الشدة من عمر حماية لجناب القرآن وصيانة له من زلل العلماء وعبث المتعالمين والمتكلفين في قراءته وتأويله وردا لأهل الأهواء الذين يتبعون متشابهه ويضربون بعضه ببعض ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير قليل جدا في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف
وما روي عنهم من مسائل التفسير فأكثره مما لا يصح اسناده وما صح اسناده فهو على نوعين
1 ما يصح فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة الى الترجيح وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض طرق المعنى.
2 ما يحتاج فيه الى الترجيح وعامة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يعذر به صاحب القول المرجوح

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم كان الصحابة يجتهدون في التفسير لكن اجتهادهم أصوب وأسلم ممن بعدهم.
وكان يقع بينهم اتفاق على كثير من مسائل التفسير
ويقع بينهم اختلاف كما هو في مسائل الأحكام


س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم المرويات عن الصحابة من حيث الصحة والضعف الى أقسام
1 صحيح الاسناد صحيح المتن فهذا النوع يحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه .
2 ضعيف الاسناد غير منكر المتن .
3 ضعيف الاسناد منكر المتن فهذا النوع يحكم بضعفه ويرد ولا تصح نسبته الى الصحابة رضي الله عنهم.
4 صحيح الاسناد في ظاهر الأمر لكنه منكر المتن ونكارة المتن تدل على علة خفية في الاسناد تعرف بجمع الطرق ومعرفة أحوال الرواة وأخبارهم
فاذا عرفت العلة وتبين الخطأ عرف أن ذلك القول المنكر لا تصح نسبته الى الصحابة رضي الله عنهم.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 7 شعبان 1437هـ/14-05-2016م, 06:38 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو ما يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه .
مثال ذلك :
قول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} هذه الآية صريحة الدلالة على معناها بالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك فمن بلغته تلك الآية بلاغًا صحيحًا فلا عذر له في جهل معناها وتقام عليه الحجة بها .
شرط هذا النوع من التفسير :
أن يتحقق البلاغ الصحيح للمتلقي لها فلا يكون مثلًا : أعجميًا لا يفهم لغة القرآن وكذلك من في حكمه فانتفي عنهم البلاغ الصحيح فلا تقام عليهم الحجة حينئذ .

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة فيجتهد المفسر في تفسيرها بآية آخرى توافق معناها أو توضحه فيكون تفسير القرآن بالقرآن ثم يستدل عليها بحديث نبوي فيكون تفسير بالسنة ثم يجتهد المفسر في الدلالة من لغة العرب وأقوال الصحابة والتابعين فيجتمع بذلك للمسألة الواحدة طرق متعددة في تفسيرها.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
لصحّة قول المفسّر في تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
الشرط الأول:صحّة المستدلّ عليه.
فلا يخالف التفسير الأصول الثابتة للقرآن والسنة الصحيحة وما اجتمع عليه السلف الصالح فإن خالف في ذلك وتضمن معنى باطلًا فهو باطل ولا يؤخذ به .
والشرط الثاني:صحّة وجه الدلالة. بأن وافق المفسر في اجتهاده الطرق والشروط التى عليها منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال .

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
تفسير القرآن بالسنة على ثلاثة أنواع :
النوع الأول :
تفسير قولي للنبي صلى الله عليه وسلم
مثاله :
قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار»رواه الترمذي
النوع الثاني :
تفسير فعلي للنبي صلى الله عليه وسلم
مثاله :
تفسيره صلى الله عليه وسلم لمعنى إتمام الحجّ المأمور به في قوله تعالى: {وأتمّوا الحجّ والعمرة لله}بأدائه لمناسك الحج على الوجه الذي رضيه الله تعالى، وأمر أصحابه أن يأخذوا عنه مناسكهم.
النوع الثالث :
تفسير بالإقرار
وهو ما أقره النبي صلى الله عليه وسلم ووافق عليه من أفعال الصحابة رضي الله عنهم وأقوالهم .
مثاله :
-إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِالصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّالْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر»

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1- أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً؛ فكلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه.
2- أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم.
3- أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
كان الصحابة رضي الله عنهم على قدر كبير منالتورع عن القول في القرآن بغير علم فكانوا يعظمون شأن التفسير كثيرًا وسبب ذلك :
هدي النبي صلى الله عليه وسلم وتأديبه إياهم أحسن تأديب فما كان منهم إلا أن أخذوا هذا التعليم والتأديب أحسن الأخذ وانتهجوه أحسن الانتهاج،وظهرت آثاره على هديهم ووصاياهم.
ومن أمثلة ذلك :
-ما روي عن أبو بكرٍ أنه كان يقول: «أي سماءٍ تظلني، وأي أرضٍ تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم»رواه ابن أبي شيبة.
-ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقرأ {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟
ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه).
-ما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لمّا بلغه قول رجل في مسألة في التفسير:قال (من علم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل، أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم). والخبر في صحيح مسلم.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
1-التثبت من صحة الخبر والسند المروي عن الصحابي .
2-بحث سبب الخلاف فقد يرجع لاختلاف تنوع كالتفسير بالمثال ولا يكون خلاف حقيقي .
3-الجمع بين الأقوال إن أمكن ذلك .
4-الترجيح بين الأقوال إن لم يمكن الجمع مع ذكر سبب العذر لصاحب القول المرجوح
5-التأدب في كل ذلك وذكرهم بمحاسنهم رضي الله عنهم أجمعين.

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم فالصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم فيالتفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلىالتوفيق للصواب ممن بعدهم لما اختصوا به من فضائل عظيمة ولامتلاكهممن أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهمومن ذلك :
ما روي عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، أنقدامة بن مظعونٍ، شرب الخمر بالبحرين فشُهد عليه ثم سُئل فأقرَّ أنه شربه،فقال له عمر بن الخطاب: ما حملك على ذلك، فقال: لأن الله يقول: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات}، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين، ومن أهل بدرٍ، وأهل أحدٍ.
فقال: للقوم أجيبوا الرجل؛ فسكتوا.
فقال لابن عباسٍ: أجبه.
فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان}حجةً على الباقين.
ثم سأل مَن عنده عن الحدّ فيها، فقال علي بن أبي طالبٍ: إنه إذا شرب هذى، وإذا هذى افترى فاجلدوه ثمانين.
-ففي تلك الرواية دلالة على اجتهاد قدامة بن مظعون وقد أخطأ في استدلاله
-وفيها اجتهاد علي بن أبي طالب في الحد لشارب الخمر .

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
1-صحيحالإسناد صحيح المتن؛ فهذا النوع يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه.
2- ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهذا النوع كثير في كتب التفسير المسندة وهو على ثلاث أنواع :
-اليسير الضعف فيجوز روايتها إلا أن تتضمّن حكماًشرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العملبه .
- الضعيف الشديد فهذه لا تصح روايتها ولا تكون حجة في التفسير.
- ومنه الموضوعات وهذه لا تحل روايتها مطلقًا .
النوع الثالث:ضعيف الإسناد منكر المتن؛ فهذا النوع يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيحالإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ ومرويات هذا النوع قليلة جداً فيكتب التفسير، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرقوتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم والحكم بنكارةالمتن قضيّة اجتهادية؛ فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه،ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 7 شعبان 1437هـ/14-05-2016م, 06:46 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير
-تفسير القرآن بالقرآن
-تفسير القرآن بالسنة
-تفسير القرآن بأقوال الصحابة
-تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم بإحسان
-تفسير القرآن بلغة العرب
-تفسير القرآن بالإجتهاد المشروع وله ضوابطه وشروطه
وكل هذه المراتب قد يكون بينها تداخل
.
س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
نعم وذلك أن تفسير القرآن بالقرآن نوعان :نوع صريح منصوص عليه ، ونوع غير صريح وهو ما كان غير معتمد على نص صريح فى المسألة وفيه يعتمد المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية اخرى من غير نص صريح على هذا وقد يصيب المجتهد وقد يخطىء فى الوصول للمعنى المراد وقد يصيب بعض المعنى دون البعض الآخر

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن
-مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن؛ لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.
. تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي
. تفسير القرآن بكلام الرحمن، لأبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري الهندي.
.أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي

س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير
الاحاديث المتعلقة بالتفسير على نوعين:
-النوع الاول:الأحاديث التفسيرية والتى فيها نص على معنى الآية أو ما يتصل بمعناها
مثال ذلك : حديث أبى هريرة رضى الله عنه من طريق محمد بن اسحاق الذى فيه تفسير قوله تعالى {يوم يكشف عن ساق }وقد فسرها النبى صلى الله عليه وسلم بساق الرب جل جلاله على ما يليق بكماله ؛فورود هذا الحيث التفسيرى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم يقطع بتفسير الآية على هذا المعنى
-النوع الثانى:أحاديث ليس فيها نص صريح فى معنى الآية وتفسيرها لكن يمكن تفسيرها بها بنوع من الإجتهاد قد يكون ظاهر الدلالة أو محتمل أو قد يكون فيه بعد وتكلف
مثال هذا النوع: تفسير ابن عباس قوله تعالى {إلا اللمم}بحديث أبى هريرة
«إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه».

س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية
هذا الحديث ضعفه جماعة من اهل العلم لعدة امور:
-لانقطاع إسناده
-جهالة حال الحارث بن عمرو
--لعلة فى متنه عند بعض اهل العلم

من هذا الحديث يستفاد امور فى طرق ا لقضاء:
-أن القضاء يكون بكتاب الله وسنة رسوله معا وجوبا فإن لم يجد فيجتهد ما امكن وفق الضوابط الشرعية
-أنه لا يجوز ترك الاحتجاج بالسنة متى علم بها إذ السنة شارحة للقرآن ومبينة له فقد تخصص عموما أو تقيد مطلقا، أو تكون ناسخة للقرآن على خلاف معتبر بين أهل العلم
-السنة حجة ولا تتعلق حجية السنة أو تتوقف على عدم وجود أدلة من القرآن تنص على المسألة
-إذا اجتمع دليلان من القرآن والسنة قدم دليل القرآن وجعل دليل السنة كالمبين له

وأما ما فهمه بعض أهل العلم من حديث معاذ وأعل به الحديث من كون حجية السنة متوقفة على عدم وجود نص قرآنى كما فهم من ترتيب الأدلة فإنه يرد عليه بأن الترتيب المذكور فى الحديث ترتيب ذكري وليس احتجاجي وأن طاعة الرسول واجبة بكل حال وليست موقوفة على حال دون حال
ولكن من أهل العلم من فهم من الحديث معنى آخر غير مستنكر وهو وجوب تقديم النص على الرأي وعلى بيان رتبة الادلة فالقرآن أشرف من السنة والسنة مبينة للقرآن شارحة له
.
س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم
-هم اهل التفسير وأئمته إذ علمهم النبى صلى الله عليه وسلم وأدبهم وزكاهم
-كثرة اجتماعهم بالنبى وصلاتهم معه خمس مرات واستماعهم خطبه ووصاياه وحضورهم مجالسه وتلقيهم القرآن منه وتمكنهم من سؤاله
-رضا الله تعالى عنهم وتزكيته لهم لطهارة قلوبهم وزكاة نفوسهم وما سبقوا به غيرهم من حسن الفهم وصلاح العمل
-علمهم بالقراءات وما نسخت تلاوته
-علمهم بمواضع النزول وشهودهم وقائعه وأسبابه وهذه المعرفة عزيزة لا يجاريهم فيها أحد
-فصاحة لسانهم العربي وخلوه من اللحن والضعف الذي حدث بعدهم
-سلامتهم من الأهواء والفتن والبدع والفرق التى حدثت بعدهم وما قذفت به كل فرقة من الشبهات والتضليلات.
.
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
اختلاف الصحابة رضى الله عنهم على نوعين اختلاف فى الظاهر لا فى نفس الأمر ومن ذلك:
- أن يفسّر أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى، ويفسّر الآخر بمثال آخر أو بجزء آخر من المعنى.
-أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه؛ فيفسّر الآية به تنبيهاً وإرشاداً، ويفسّر غيره الآية على ظاهرها.
- أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسّر الآية بها، ويفسّر بعضهم الآية على ظاهر لفظها.
-أن يُسأل أحدهم عن مسألة فيجيب عليها بآية من القرآن فينقل قوله على أنّه تفسير لتلك الآية، وهو مما يدخل في باب التفسير ببعض المعنى

وقد يكون الاختلاف على حقيقته إذ لا يمكن الجمع بين أقوالهم ومن ذلك :.
- أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه، ويكون هذا في الأحكام.
- أن يكون مُستنَد أحدهم النص، ومستند الآخر الاجتهاد.
-أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
- أن يفسّر بعضهم على اللفظ، ويفسّر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.

ومن النادر وقوع اختلاف بسبب تأويل خاطئ إذ لا يخلو قائله من التنبيه والإنكار عليه
وعلى كل حال فاختلاف الصحابة فى التفسير اختلافا حقيقيا يحتاج إل ترجيح قليل جدا وله أسبابه مقارنة باختلاف التنوع

س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير
النوع الأول: ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه.
والنوع الثانى: ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: الضعف اليسير، بسبب انقطاع يسير فى الإسناد أو من مراسيل الثقات أو ضعف ضبط الراوي فهذا الضعف يكون قابلاً للتقوية بتعدد الطرق إذاكان المتن غير منكر؛ فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية: الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من هذه المرويات ويَدَع منها.
وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة .
المرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على سبيل التبيين أو لفائدة عارضة عند اهل الحديث كعلل المرويات
..
س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك

.قول الصحابي: (هذه الآية نزلت في كذا) قد يراد به صريح سبب النزول، وقد يراد به التفسير أي أن معنى الآية يتناوله

-إذا كان قول الصحابى صريحا فى نقل سبب النزول لحادثة وقعت فى زمان النبي صلى الله عليه وسلم فهذا له حكم الرفع لعدالة الصحابة فيما ينقلون
كقول جابرٍ رضي اللّه عنه: (كانت اليهود تقول: من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول؛ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {نساؤكم حرثٌ لكم..} الآية)

-أما تفاسير الصحابة التى لا تشتمل على إضافة شىء إلى رسول الله فهى معدودة فى الموقوفات على الصحابة

-وأما ماكان على سبيل تفسير الآية وبيان بعض معانيها فهو على سبيل اجتهاد صحابي وليس له حكم المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثاله عن أبي الطفيل، قال: سأل عبد الله بن الكوَّاء عليًّا عن قوله: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} قال: أنتم يا أهل حروراء).
فعلى رضي الله عنه يرى أن معنى الآية يتناولهم وإن كان لم يحكم بكفرهم

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 7 شعبان 1437هـ/14-05-2016م, 07:04 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

المجموعة الثانية:


س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته هو الآيات البيّنات التي يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه ، وهي الآيات التي تدل على المراد دلالة بيّنة ظاهرة في أمر من أمور الدين المعلومة بالضرورة للمسلمين.
فقول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، ولا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه بلاغاً صحيحاً.
ونحو ذلك من الآيات البيّنات.
فهذه لا يعذر أحد بجهالتها إذا بلغته بلاغاً صحيحاً، وهذا يخرج من لم تبلغه، ومن بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة؛ كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه، ومن في حكمه.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
قد يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة ، لأن هذه الطرق ليست متمايزة ولا متخالفة، بل بينها تداخل واشتراك، ويعين بعضها على بعض ،
وهذه الطرق منها ما يُكتفى فيه بالنص لظهور دلالته على المراد، ومنها ما يُحتاج معه إلى اجتهاد، فيقع الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بلغة العرب، وكذلك قد يفهم من بعض أقوال الصحابة والتابعين أموراً يستدل بها على نظائرها في التفسير؛ فيدخلها الاجتهاد.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
ولصحّة قول المفسّر في تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
ــ الشرط الأول: صحّة المستدلّ عليه : يجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فكلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسِّر أو وَهْمِه أو تمحُّله.
ــ والشرط الثاني: صحّة وجه الدلالة : وقد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً ، وقد يكون خفيّا صحيحاً ، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد، وقد يدلّ على بعض المعنى.
و الخلاصة أن التفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تفسير بدعي خاطئ.

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
تفسير القرآن بالسنة على ثلاثة أنواع: النوع الأول قول النبي صلى الله عليه وسلم، وفعله، وإقراره، وكلّ ما أفهمَ بيانَ مرادِ اللهِ عز وجلّ من ذلك بنصّ صريح فهو تفسير نبويٌّ للقرآن.
ــ النوع الأول : قول النبي صلى الله عليه وسلم : مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي
من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأصله في الصحيحين.
ــ النوع الثاني : التفسير العملي مثل تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» رواه البخاري من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
ــ النوع الثالث : التفسير بالإقرار مثل إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر» والحديث في مسند الإمام أحمد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس عن عمر.

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
من خصائص التفسير النبوي :
1. أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً؛ فكلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه.
والنبي صلى الله عليه وسلم قد يجتهد في التفسير كما يجتهد في سائر الأحكام لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ في بيان ما أنزل الله إليه.
2. أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم.
ومن أمثلة ذلك : حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم.
3.أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي، كحديث البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه.
-4 أن التفسير النبوي قد يكون فيه تنبيه على بعض أفراد العام، وإلحاق النظير بنظيره، أو التنبيه لما هو أولى منه بالحكم، ولذلك أمثلة منها:
تفسير الغاسق بالقمر في حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: قالت عائشة أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأراني القمر حين طلع ؛ فقال: «تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب». رواه أحمد والنسائي في السنن الكبرى . وهذا تنبيه على شرّ لغاسق من جملة الغواسق قد يُغفل عنه، واسم الغاسق أعمّ من ذلك.
قال ابن جرير: (الليلُ إذا دخل في ظلامه: غاسق، والنجم إذا أفل: غاسق، والقمر: غاسق إذا وقب، ولم يخصِّص بعضَ ذلك، بل عمَّ الأمرَ بذلك؛ فكلُّ غاسق فإنه صلى الله عليه وسلم كان يؤمر بالاستعاذة من شرّه إذا وقب) ا.هـ.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشأن التفسير.
كان الصحابة رضي الله عنهم على قدر كبير من تعظيم شأن التفسير ، ومن صور ذلك التورع عن القول في القرآن بغير علم ، وعدم تكلفهم في البحث عن التأويلات البعيدة للآيات ، ورد متشابه القرآن لمحكمه ، وتشديدهم وغلظتهم على من يتصدى لتفسير القرآن ممن ليس أهلا لذلك وعلى المتكلفين والمتنطعين ، وقد نالوا ذلك من تأديب النبي صلى الله عليه وسلم لهم ، فلزموا تأديبه وهديه، فقد كان صلى الله عليه وسلم حريصا كل الحرص على تعظيم جناب كلام الله عز وجل ، وقد ورد في ذلك أحاديث منها:
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب» رواه أحمد ومسلم والنسائي في الكبرى.
ومنها حديث عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» متفق عليه.
ومن أمثلة تعظيم الصحابة للتفسير :
ــ ما روي عن عبد الله بن أبي مليكة أنه قال : سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟). رواه سعيد بن منصور.
ــ وروى الطبراني في مسند الشاميين من طريق شعيب عن الزهري قال: حدثني أنس بن مالك، قال: قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ ؟ ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه) . وأصله في صحيح البخاري مختصراً بلفظ: (نهينا عن التكلف).
ــ ومنها ما أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد أنه قال: أُتى إلى عمر بن الخطاب، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن.
فقال: اللهم أمكني منه، قال: فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه وعليه ثياب وعمامة، فغداه، ثم إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين، {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} ؟
قال عمر: أنت هو؟ فمال إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، ثم قال: احملوه حتى تقدموه بلاده، ثم ليقم خطيبا ثم ليقل: إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك، وكان سيد قومه.
ــ وما روي عن عبد الله بن مسعود أنه لمّا بلغه قول رجل في مسألة في التفسير قال : (من علم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل، أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم). والخبر في صحيح مسلم.
ــ وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لأصحابه: (لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف ، وما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده، وما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين:
ــ النوع الأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح، وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
ومن أمثلته: اختلافهم في المراد بالعذاب الأدنى:
فقال أبيّ بن كعب: هو مصائب الدنيا.
وقال ابن مسعود: هو يوم بدر.
وقال ابن عباس: هو الحدود.
فتفسير أبيّ أعمّ بأنّ كل ما يصيبهم من العذاب في الدنيا فهو مما توعّدوا به.
وتفسير ابن مسعود يعدّ من قبيل التفسير بالمثال؛ فما أصابهم من العذاب يوم بدر مثال على المصائب العظيمة التي وقعت عليهم بسبب كفرهم وعنادهم.
وأما تفسير ابن عباس فمحمولٌ على التنبيه على سعة دلالة الآية على وعيد المنافقين الذين يصيبون بعض ما يقام عليهم به الحدّ؛ فيكون هذا الحدّ من العذاب الأدنى الذي يقع عليهم لعلّهم يرجعون فيؤمنون ويتوبون ومن أصرّ على نفاقه وكفره فينتظره العذاب الأكبر . وهذا من دقيق فقه ابن عباس رضي الله عنهما.
ــ والنوع الثاني : ما يُحتاج فيه إلى الترجيح ، وعامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
ومن أمثلة هذا النوع : أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه، ويكون هذا في الأحكام.
ومن النادر وقوع اختلاف بسبب تأويل خاطئ؛ وما وقع من ذلك فلا يخلو قائله من الإنكار عليه وبيان خطئه، كما روى النسائي في السنن الكبرى من طريق ثور بن زيدٍ الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، أن قدامة بن مظعونٍ، شرب الخمر بالبحرين فشُهد عليه ثم سُئل فأقرَّ أنه شربه، فقال له عمر بن الخطاب: ما حملك على ذلك، فقال: لأن الله يقول: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات}، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين، ومن أهل بدرٍ، وأهل أحدٍ.
فقال: للقوم أجيبوا الرجل؛ فسكتوا.
فقال لابن عباسٍ: أجبه.
فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان} حجةً على الباقين.

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم لملازمتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهودهم وقائع التنزيل ، ومعرفتهم بأحوال القوم الذي نزل عليهم القرآن ، ولسلامة عقيدتهم ، وقوة لغتهم ، وامتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم.
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير:
ــ اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
وقد صحّ تفسير الكلالة مرفوعاً من حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين، بما يوافق تفسير أبي بكر.

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
النوع الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن؛ فهذا النوع يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ثمّ يكون حكمه على حسب مراتب حجيّة أقوال الصحابة.
النوع الثاني: ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهذا النوع كثير في كتب التفسير المسندة، وهو على ثلاث مراتب :
المرتبة الأولى: الضعف اليسير، كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه، ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر؛ فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية: الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة؛ فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ، وقد تساهل بعض المفسّرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً، وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضي الله عنهم.
ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة.
والمرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.
النوع الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن؛ فهذا النوع يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ ومرويات هذا النوع قليلة جداً في كتب التفسير، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم فمن الرواة من يكون ثقة له أوهام وأخطاء، وقد ينصّ بعض الأئمة النقاد على أخطاء بعض الثقات من الرواة؛ فإذا عُرفت العلّة وتبيّن الخطأ عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة.
غير أنه ينبغي التنبّه إلى أن الحكم بنكارة المتن قضيّة اجتهادية؛ فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 8 شعبان 1437هـ/15-05-2016م, 12:12 AM
نُوفْ نُوفْ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 643
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
تعتبر دراسة طرق التفسير وعلمها من أهم الأصول لطالب التفسير فينبغي عليه أن يهتم بإتقانها وضبطها ، وبعدها يتمرن على تطبيقها فيما يدرس من مسائل .
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
تفسير القرآن بالقرآن هو أصح الطرق لتفسير كتاب الله فكما قال الشيخ الشنقيطي رحمه :لا أحد أعلم بكلام الله عز وجل من الله عز وجل .
ولا خلاف أنه يفيد اليقين إن كان تفسير القرآن بالقرآن نص صريح في المسألة فليس لأحد القول في مخالفته مثل قولة تعالى :"والسماء والطارق*وما أدراك مالطارق * النجم الثاقب "،
أما إن كان اجتهادا :فإن يعتمد على استخراج دلائل من آية لبيان معنى آية أخرى ، فهنا قد يخطأ وقد يصيب وقد يخطأ في البعض ويصيب في البعض وقد يذكر وجه من أوجه التفسير ويغفل عن الآخر وهكذا ...
فهو على مراتب :
- إن صح استخراج الدلائل من آية لبيان معنى آية أخرى ،فإنها تفيد العلم اليقيني
- إن قصر عن المرتبة الأولى يكون بيانه يفيد الظن الغالب .
- وإن قصر فقد يفيد معنى معتبرا في التفسير
- وقد يكون مخطئا في اجتهاده ، فلا ينسب هنا للتفسير الإلهي .
ومثال التفسير الإجتهادي : اختلاف المفسرين في عودة الضمير في قولة تعالى : "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
فاختلفوا على قولين :
القول الأول : على القرآن ، قال به مجاهد وقتادة وثابت وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
القول الثاني : على الرسول ، الزمخشري والبغوي والقرطبي وغيرهم وابن جرير
والصحيح القول الأول ؛ لأن الضمير يرجع لأقرب مذكور مالم يصرفه صارف ،وهو أيضا ما قال به الشيخ الشنقيطي : (بيّن تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي نزل القرآن العظيم، وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أو ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيمٍ حميدٍ })


- وكانت هذه كل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن صحيح فإذا دخل التفسير الاجتهاد فقد يخطأ في جميع ما قال ،وقد يصيب في جميع ما قال وقد يخطأ في البعض وهكذا
س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
اعتنى به جماعة من المفسرين وظهر هذا جليا بتفسيرهم أمثال :ابن عباس ومجاهد وقتادة وعبدالرحمن بن زيد وأيضا في كتاب أضواء البين للشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي ، وكذلك ابن جرير الطبري، وإسماعيل ابن كثير ،
ولا يزال إلى الآن المفسرون يعتنون بهذا النوع من التفسير لأنه أجلَّ أنواعه .
س ك4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
- القرآن منه المحكم ومنه المتشابه فالعالم بحق القرآن يرد المتشابه للمحكم أما من أراد الزيغ واتباع الهوى فيتتبع المتشابه منه فضلوا وأضلوا من خلفهم نسأل الله العافية والسلامة.
- فنجد أن من المفسرين من تكلف بالأمر ومنهم من أهل الأهواء من سعوا أن يفسروا القرن على مرادهم فنجد أن الصحابة يوجهون كيف نتعامل مع أمثال هؤلاء ،
- فقد قال علي رضي الله عنه "لعبدالله بن عباس لما بعثه للاحتجاج على الخوارج " :(لا تخاصمهم بالقرآن فان القرآن حمال أوجه ، ذو وجوه ، تقول ويقولون ، ولكن حاججهم بالسنة ، فانهم لن يجدوا عنها محيصا )
يقصد بحمال ذو وجوه :أي : اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان مثل لفظ أمة : له عدة معاني مثل جماعة قائد
- فلذا ينبغي أن ينتبه من هذا الأمر فلا إفراط ولا تفريط !
- ومنهم من حمل القرآن على غير الوجه المراد مثل المعتزلة فعمدوا إلى قول الله تعالى :" ليس كمثلة شيء " فأنكروا من هذه الآية الصفات ولو كان لديهم عقول لرأوا بأن الله في نهايتها أثبت لنفسه صفتي السمع والبصر لكن من عميت بصيرته تأول القرآن على هواه !
- وهناك أمثله كثيرة لمثل هذه التأويلات والتحريفات في تفسير الرازي فهو يحمل الكثير منها .
- ولا يصح أن ينسب مثل هذه التأويلات وتفسير القرآن بالقرآن من اجتهادات خاطئة لا يصح اعتبارها من التفسير الإلهي .
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
نعم كان يجتهد مثل ما كان يجتهد في مسائل الفقه ومسائل الشريعة ، والرسول صلى الله عليه وسلم إن أصاب أقره الله سبحانه تعالى على صوابه مثل قتاله الكفار يوم أحد ، وأيضا ترك هدم البيت وإعادة بنائه على القواعد ،
وقد يخطأ الرسول صلى الله عليه وسلم في المسائل التفسيرية لكن الله سبحانه وتعالى ينبهه على خطأه مثل لما جاء المنافقون يستأذنون من الرسول عن القتال فعاتبه الله وقال له : "عفا الله عنك لما أذنت لهم "
وأيضا لما أعرض عن ابن أم مكتوم وتصدى لصناديد قريش فعاتبه الله وقال :" عبس وتولى *أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفع الذكرى "
أيضا صلاته على أبي رأس المنافقين لما مات قال الله له : "ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره "
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
هم طائفة من الطوائف ضالة وهي من صنائع الإنجليز، أنكروا وجود السنة وقالوا نؤمن بالقرآن وحده ، وقالوا مصدرنا الوحيد كتاب الله فلذا لقبوا بالقرآنيين وقالوا أيضا بأن الأخذ بالسنة غير لازم ،فأحدثوا البدع في الصلاة وسائر العبادات قال بعضهم أن الحج ليس مشترطا بذي الحجه انما بأي شهر من الأشهر الحرم ، وفي الصلاة احدثوا أيضا بدعا وقالوا بأن السجود على الذقن تحقيقا للآية " ويخرون للأذقان سجدا "
زعيمهم أول ما ظهر في الهند اسمه احمد خان في القرن التاسع عشر ميلادي ، بعدها جاء عبدالله جكرالوي في الباكستان، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن ثم تتابعت جمعيات ورموز من هذه الطائفة كلها لهدف هدم الدين الإسلامي على أيدي بعض المنتسبين له
وفي مصر ظهر أحمد صبحي في جامعة الأزهر وطرد منها لإنكاره السنة فذهب لأمريكا والآن له مناصرين وأسس في أمريكا المركز العالمي للقرآن الكريم ،
حاولت هذه الفرقة وتحاول صد المسلمين عن السنة بإلقاء الشبهات و معظمها من شبهات المستشرقين المكررة للتشكيك بالسنة النبوية المطهرة .

س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
نعم قد كان الصحابه يتفاضلون فكبراء الصحابة وقرائهم كانوا يعنون بالتفسير أكثر من غيرهم مثل الخلفاء الراشدين الأربعة ، وأيضا ابن عباس الذي وضع الرسول صلى الله عليه وسلم يده على صدره ثم دعا له فقال : "اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل "فبلا شك بأن دعوة الرسول كان لها الأثر على ابن عباس فدعاء الأنبياء مستجاب ومنهم أيضا من اشتهر عنهم التفسير مثل ابن مسعود وقد اشتهر بالكوفة قال عنه مسروق بن الأجدع: «لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ»
- أيضا عائشة رضي الله عنها لقربها من الرسول صلى الله عليه وسلم حرصها على العلم أيضا معاذ ابن جبل وابن عمر و أبي سعيد الخدري ، وأبي بن كعب وسلمان الفارسي وعمر بن العاص وغيرهم كثير رضي الله عنهم وأرضاهم.
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
طرق التفسير عند الصحابة قد يفسرون القرآن بالقرآن أو القرآن بالسنة أ بما يعرفون من سبب النزول والوقائع التي تحدث أو تفسير القرآن بلغة العرب ،ويعملون الاجتهاد في ما نص فيه ومالا نص فيه على التفسير.
- أما تفسير القرآن بالقرآن لدى الصحابة :
مثالة : ما رواه الزهري أن عثمان بن عفان رضي الله عنه صلى الصلاة، ثم جلس على المنبر فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «أتى هاهنا امرأة إخالها قد عادت بشرّ، ولدت لستة أشهر، فما ترون فيها؟» فناداه ابن عباس رضي الله عنهما؛ فقال: إن الله قال: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}، وقال: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} ، فإذا تمت رضاعته فإنما الحمل ستة أشهر، فتركها عثمان رضي الله عنه فلم يرجمها).
- أما التفسير بالسنة :
فهو على نوعين :
النوع الأول: ما كان نصه صريح : مثل :أن يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبهم وإما أن يكون في حديث بنص صريح ببيان معنى الآية أو قد يكون بمعرفة الصحابة لسبب نزول الآية .
مثل : ما جاء في مسلم عن مسروق بن الأجدع قال: كنت متكئا عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة: ثلاث من تكلم بواحدةٍ منهنَّ فقد أعظم على الله الفرية، قلت: ما هن؟ قالت: من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية.
قال: وكنت متكئا فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني، ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل: {ولقد رآه بالأفق المبين}، {ولقد رآه نزلة أخرى
فقالت: أنا أوَّل هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض»
و النوع الثاني : قد يستدل الصحابة على أحاديث لتفسير آية معينة من غير نص عليها .
مثل : قول ابن عباس رضي الله عنه ما رأيت شيء أشبه باللمم مما قاله أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه»
- وأما تفسير الصحابة بما يعرفون من وقائع التنزيل :
مثالة : أن عروة بن الزبير قال لعائشة رضي الله عنها : أرأيت قول الله تعالى :"إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا " قال :لا جناح على أحد أن لا يطوف بالصفا والمروة قالت عائشة :بئسما قلت يا ابن اختي لو كان كما تقول لكان قول الله : لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما لكنها أنزلت في الأنصار فقد كانوا يطوفون لأصنام لهم فلما أسلموا تحرجوا أن يطوفوا بين الصفا والمروة فأنزل الله هذه الآية وسنها رسول الله فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما .
- تفسير الصحابة بلغة العرب .
نقل عن ابن عباس أنه إذا سئل عن تفسير آية نقل عن أشعار العرب ، فالقرآن نزل بلغتهم :"قرآنا عربيا غير ذي عوج "ومن ذلك :
عن مجاهد، عن ابن عباس، في هذه الآية {إلا اللمم} قال: (الذي يلم بالذنب ثم يدعه، ألم تسمع قول الشاعر:
إن تغفر اللهم تغفر جما ... وأي عبد لك لا ألما ).
- أما اجتهاد الصحابة في التفسير : فقد كانوا يجتهدون لن دون تكلف ولا تنطع
ومثاله ما جاء عن أبي بكر في تفسير الكلالة روي عنه أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه)

س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
على ثلاث مراتب أقوال الصحابة رضي الله عنهم :
المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على أنواع:
منه مراسيل الصحابة ، ومنه ما صرح فيه الصحابي أنه أخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم ،ومنه قول الصحابي بأنه هذا سبب نزول قولا صريحا ، ومنه ما لا يقال بالاجتهاد ولا برأيي ولم يصرح أيضا بأخذه عن الرسول وأيضا لم يأخذه عن بني إسرائيل فهذا يدل بأنهم أُخذوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الصحابة رضوان الله عليهم من أشد الناس ورعا وحرصا على التثبت بما يقال في كتاب الله .
والمرتبة الثانية: أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم.
والمرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
اختلاف تعارض واختلاف تنوع ؛
-فإن كان اختلاف تنوع يجمع بين الأقوال.
-أما الاختلاف التعارض يجتهد فيه العلماء حتى يخرج قول صحيح بدليلة وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 8 شعبان 1437هـ/15-05-2016م, 01:00 AM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي -إجابة مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير-

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثالثة:

س1: عدد مراتب طرق التفسير.
للتفسير ستة طرق يعتمدها العلماء لبيان كلام الله تعالى وفهمه .
أولاها وأبلغها وأجلها مكانة وقدرا هو تفسير القرآن بالقرآن :
فلا أحد أعلم بمراد الله من الله تعالى ، وكان هذا النوع محل لاجتهاد العلماء فيه ، فتفاوتت مراتبهم في إدراكه وتفاضلوا فيه تفاضلا كبيرا وقسموه لأنواع متعددة باعتبارات متنوعة كالمجمل ، وتقييد المطلق ،وتخصيص العام ، وغيرها..
وقد ذكر فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى أن بيان العلماء لهذه الطريقة على نوعين :
أ: ما كان بيانه صريحا من نص القرآن .
كقوله تعالى :" والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق* النجم الثاقب" ، فكان المراد بالطارق هو النجم .
ب: ما اجتهدوا في بيانه ولم يكن له نص صريح يبينه .
كما في قوله تعالى :"
حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود" ولم تكن بعد قد نزلت كلمة من الفجر ، فالمراد لم يتبين لهم ففهموا بسليقتهم أن المراد هو بالخيط هو ما معرفوف ، فعمد أحدهم إلى ربط خيط أبيض وخيط أسود في رجله، ولا يزال حينها يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، ثم أنزل الله تعالى قوله "من الفجر " فتبين لهم المراد به الليل والنهار .
ثانيها: تفسير القرآن بالسنة .
والسنة هي وحي من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ، فهي بمنزلة القرآن في الاستدلال، ولا أحد أعلم بمراد الله من رسوله صلى الله عليه وسلم.
فقد قال تعالى جل ذكره : " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ".
وهذا النوع ينقسم لثلاثة أنواع:
-قولي:
ومن أمثلته ؛ما رواه الترمذي من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه :

قال صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى:"إن قرآن الفجر كان مشهودا"؛ قال صلى الله عليه وسلم: "تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار"
-عملي:
تعليم الصلاة ومناسك الحج .
-تقريري:
كما أقرّ النبي صلى الله عليه وسلم عمرا في ردّه على الرجل الذي أذنب ونزل فيه قول الله تعالى :"إن الحسنات يذهبن السيئات"، فسأل الرجل عن الآية هل هي له خاصة ؟ فأجاب عمر بل هي له ولغيره أي عامة .

ثالثها : تفسير القرآن بأقوال الصحابة :
لأنّ الصحابة رضوان الله عليهم هم أعلم الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم من شهدوا التنزيل ، ولهم الشرف والمنزلة العظمى في الدين ، وقد فسروا القرآن بطرق متعددة ، فسروه بالقرآن والسنة ولغة العرب والاجتهاد.
كتفسير عمر رضي الله عنه لقوله تعالى :" إذا النفوس زوجت "،فقال هما الرجلان يعملان العمل فيدخلان به الجنة.

رابعها : تفسير القرآن بأقوال التابعين .
فهم من تلقى التفسير على أيدي الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم .
كتفسير ابن زيد لقوله تعالى :" قد أنزل الله إليكم ذكرا " فقال: القرآن هو روح الله ، وتلا :" وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا .."

خامسها : تفسير القرآن بلغة العرب .
لأن القرآن نزل بلغة العرب فتعتبر مصدرا من مصادر التفسير ، قال تعالى :"إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون".
مثل تفسير ابن عباس وعكرمة والحسن وقتادة ومجاهد وغيرهم أنّ معنى الساهرة أنها الأرض.

سادسها: تفسير القرآن بالاجتهاد.

أو يقال بالرأي أو الاستنباط
----------------------------------
س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
نعم ، يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن ، وهو النوع الثاني بعد الصريح .
فقد يجتهد المفسر في تفسير آية من القرآن لم يُذكر في القرآن نص صريح على بيانها ، وهذا النوع له قواعد وضوابط وأنواع وأدوات يستعملها المفسر ، قد يصيب فيها وقد يُخطئ.

مثال:
- مرجع الضمير في قول الله تعالى:"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
اختلف المفسرون حول مرجع الضمير الهاء "له"؛ فذهب
مجاهد وقتادة وثابت وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم،إلى أن مرجع الضمير هو أقرب مذكور وهو الذكر، والمراد به القرآن الكريم.
وذكر
الزمخشري والبغوي والقرطبي وغيرهم إلى أن مرجع الضمير إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
مستدلين على ذلك بقول الله تعالى:"والله يعصمك من الناس".
---------------------------------------
س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.

1. مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن للصنعاني .
2. نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي .
3. القرآن بكلام الرحمن، لأبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري الهندي .
4. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين الشنقيطي.
-----------------------------------
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
أنواع الأحاديث المتعلقة بالفسير كأنواع تفسير القرآن بالقرآن.
- فمنها ما هو نص صريح على معنى الآية أو معنى متصل بالآية .
ومن أمثلته :

تفسير قول الله تعالى:"يوم يُكشف عن ساق".
للسلف تفسيران مشهوران لهذه الاية :
1) أن المراد هو أن يكشف الله تعالى عن ساقه.
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :"إذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى مناد ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون؛ فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ويبقى الناس على حالهم؛ فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا وأنتم ها هنا؟
فيقولون: ننتظر إلهنا.
فيقول: هل تعرفونه؟
فيقولون: إذا تعرَّف إلينا عرفناه.
فيكشف لهم عن ساقه؛ فيقعون سجودا وذلك قول الله تعالى:" يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون".


2) أن المراد يكشف الضيق والشدة والكرب .

وهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة،وهو قول تحتمله اللغة ؛لولا ما صح من التفسير النبوي.

- ومنها ما يحتاج للاجتهاد ليبين معناه ن وكما ذكرنا فليس كل اجتهاد صائب .
ومن أمثلته:
ما فهمه ابن عباس رضي الله عنه من معنى اللمم.

فعنه قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه".
---------------------------------------------

س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
- نص الحديث:

عن الحارث بن عمرو ابن أخي المغيرة بن شعبة عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال:
" كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال: أقضى بكتاب الله. قال فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله؟ قال أجتهد رأي ولا آلو؟ فضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صدره وقال: "الحمد لله الذي وفّق رسول رسول الله لما يُرضي رسول الله" .
-التعليق على الحديث:
لأهل العلم معنيان في هذا الحديث:
1-منهم من فهم منه أنّ الأخذ بالسّنة فقط في حال لم يجد شيئا في القرآن بهذا الحديث.
2-
ومنهم من فهم منه تقديم النص على الرأي ،وعلى ترتيب الأدلة ترتيب ذكري لا احتجاجي،وأن السنة حجّة في جميع الأحوال، وإذا اجتمع في المسألة دليل من القرآن ودليل من السنة قدم دليل القرآن ، وجعل دليل السنة كالبيان له ، والاجتهاد في فهم النص ملازم له .
-رد أهل العلم حول الحديث :
*
قال الترمذي: (هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل).
وذكر البخاري هذا الحديث فقال : (لا يصح، ولا يعرف إلا بهذا، مرسل).
ترجمة الحارث بن عمرو في التاريخ الكبير .
- درجة الحديث :

هذا الحديث ضعفه جماعة من أهل العلم لسببين :
* من جهة السند:

1-انقطاع السّند بين الخارث بن عمرو وبين معاذ بن جبل رضي الله عنه.
2-
جهالة حال الحارث بن عمرو.
* من جهة المتن:
ما فَهمه بعض أهل العلم من نصه بعدم القضاء بالسنة إلا في حال عدم توفر المطلوب في القرآن كما هو في المعنى الأول الذي ذكرناه ،فأعل الحديث به.
وسبب إعلاله :

أن الأخذ بالسنة مع القرآن فرض واجب كلاهما معا،لأن الأخذ بالسنة طاعة للرسول صلى الله عليه وسلم ،ولا تكون موقوفة على حال عدم وجود نص من القرآن ، فالسنة تبين القرآن، وقد تخصص عمومه، وتقيد مطلقه ، وغير ذلك
---------------------------------------------
س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
*ملازمتهم للنبي صلى الله عليه وسلم غالب أوقاتهم، فحضروا مجالسه وتلقوا العلم منه عليه الصلاة والسلام وتعاملوا معه ،فانعكس ذلك على علمهم وتفسيرهم لكتاب الله تعالى .
* معلمهم كان النبي صلى الله عليه وسلم ،فتعلموا القرآن والحكمة وزكت نفوسهم ،فقد قال تعالى :"لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كاموا من قبل لفي ضلال مبين ".
* امتازوا بالفهم الحسن والعلم والعمل الصحيحين .
* علمهم بالأحرف السبعة والقراءات والناسخ والمنسوخ .
* شهودهم للتنزيل والوقائع والأحداث .
-كقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
(سلوني عن كتاب الله، فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل).
* نزول القرآن بلغتهم، فهم أهل الفصاحة والبلاغة ، فكان عصرهم نقيامن اللحن والضعف.
*سلامة قلوبهم من الأهواء والفتن .
-
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدلَّ أمته على خيرِ ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمَّتكم هذه جُعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا.." الحديث.

رضي الله عنهم أجمعين
--------------------------------------------

س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟

* أن يرجع قول كل واحد منهم بما بلغه من العلم ، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
*أن يفسر أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى،يختلف عن الجزء الذي يفسره الآخر،كأن يكون في الآية مشترك لفظي أو أسلوبي.
* أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة للتنبيه والإرشاد أو يدرك مقصدها في التفسير، في حين غيره يفسر ظاهر لفظ الآية .
*أن يجيب على مسألة بآية من القرآن ؛ثم يُنقل قوله على أنه تفسير لتلك الآية.
* عدم معرفة النسخ لبعض الأحكام ،فيتمسك بالمنسوخ.
* أحدهم مستند للنص والآخر للاجتهاد .
* اختلاف اجتهاداتهم في مسألة بالأصل اجتهادية .
* أحدهم يفسر على اللفظ، والآخر على سبب النزول لعلمه بحاله.
------------------------------------------
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.

مراتب الضعف في مرويات الصحابة في التفسير نوعان:
الأول: ضعفسببه نكارة المتن.
والثاني: ضعف سببه ضعف الإسناد ،وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: الضعف اليسير.
-سببه:
كأن تكون من
مراسيل الثقات،أو فيه انقطاع يسير،أو تتضمن راوي ضعيف الضبط يكتب حديثه، وأشباه ذلك من العلل التي يكون الإسناد فيها معتبرا قابل للتقوية بتعدد الطرق،والمتن غير منكر.
-حكمه:
عمل أئمة المحدثين والمفسرين على روايتها والتفسير بها ؛ إلا أن تتضمن حكمشرعي؛ فمنهم من يشدد في ذلك إلا إذا قوي بقرائن.

والمرتبة الثانية: الضعف الشديد.
-سببه :
الإسناد فيه واهي غير معتبر؛ وذلككون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه ، أو اضطراب حديثه أو شابته تهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة.
- حكمه:

>>هذه المرتبة ليست حجة في التفسير .
>>لا تصح نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة.
>>
تساهل بعض المفسرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصارا.

>>ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة.

>>
من أهل الحديث من يشدد في روايته.
>> ترى بعض كبار
المفسرين ينتقي من مرويات هذه الطرق ويدع منها.

المرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير.
- حكمها:
تحرم روايتها إلا للبيان أوذكر فائدة عارضة يستفاد منها في علل المرويات.
- أمثلتها: من أشهر رواتها

محمد بن السائب الكلبي.
ومقاتل بن سليمان .
وأبو الجارود الهمداني.
وموسى بن عبد الرحمن الصنعاني.

- تعامل كبار المفسرين مع هذه المرويات:
1-من
تجنّب الرواية عنها، عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
2- من انتقي مالشيء اليسير منها كابن جرير فقد ذكر مرويات قليلة جدا من تفسير أبي الجارود والكلبي وتحاشى الرواية عن مقاتل بن سليمان وموسى الصنعاني.

3- من تساهل من المتأخرين في الرواية عنهم كابن شاهين والثعلبي والواحدي .
4- اختصار بعض المفسرين ما وجد في هذه التفاسير بحذف الأسانيد،كالماوردي وابن الجوزي؛ فكان سببا في شيوع عن الصحابة أقوال لا تصح.
---------------------------------------------
س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
لا ليس مطلقا ، وفيه تفصيل :
*فإن كان مصرحا في نقل سبب النزول فيأخذ حكم الرفع .
وسبب ذلك؛أن الصحابي نقل حادثة وقعت زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم عدول في النقل .
دليل ذلك :

-ما قاله أبو عبد الله الحاكم:( أن الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديث مُسند)، أي مرفوع
ومراده بالمُسند هنا: المرفوع.
قول ابن الصلاح:(ما قيل من أن تفسير الصحابي حديث مسند، فإنما ذلك في تفسيريتعلق بسبب نزول آية يخبر به الصحابي أو نحو ذلك.
كقول جابر رضي اللّه عنه:(كانت اليهود تقول: من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول ، فأنزل اللّه عزوجل:"نساؤكم حرثٌ لكم."الآية).
تنبيه:

تعد بقية تفاسير الصحابة الخالية من إضافة شيء إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فتعد في الموقوفات.

* أما إن كان لبيان معنى تدل عليه الآية، فحكمهحكم اجتهاد الصحابة في التفسير.
فمن أمثلته:
- مارواه الطبري عن أبي الطفيل، قال:( سأل عبد الله بن الكواء عليا عن قوله:"قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا" قال: أنتم يا أهل حروراء).
ففيه رؤية علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن معنى الآية يتناولهم؛ وإن كان لا يحكم بكفرهم لمشابهتهم الكفار في هذا المعنى.


-هذا والله تعالى أعلى وأعلم -

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 8 شعبان 1437هـ/15-05-2016م, 01:06 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته فهو ما يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه ؛ فقول الله تعالى : {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك ، ولا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه بلاغاً صحيحاً , وكذلك قول الله تعالى : {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} ، وقول الله تعالى : {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} .ونحو ذلك من الآيات البيّنات التي تدل على المراد دلالة بيّنة ظاهرة في أمر من أمور الدين المعلومة بالضرورة للمسلمين.
فهذه لا يعذر أحد بجهالتها إذا بلغته بلاغاً صحيحاً ، وهذا يخرج من لم تبلغه ، ومن بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة؛ كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه، ومن في حكمه.
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
قد يجتمع في المسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير.
هذه الطرق منها ما يُكتفى فيه بالنص لظهور دلالته على المراد، ومنها ما يُحتاج معه إلى اجتهاد، فيقع الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بلغة العرب، وكذلك قد يفهم من بعض أقوال الصحابة والتابعين أموراً يستدل بها على نظائرها في التفسير؛ فيدخلها الاجتهاد.
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
الشرط الأول: صحّة المستدلّ عليه.
والشرط الثاني: صحّة وجه الدلالة.
ولذلك يجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فكلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسِّر أو وَهْمِه أو تمحُّله.
وقد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً ، وقد يكون خفيّا صحيحاً ، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد، وقد يدلّ على بعض المعنى.
والتفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تفسير بدعي خاطئ.
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
السنة مبيّنة للقرآن، وشارحة له، وهي على ثلاثة أنواع: قول النبي صلى الله عليه وسلم، وفعله، وإقراره، وكلّ ما أفهمَ بيانَ مرادِ اللهِ عز وجلّ من ذلك بنصّ صريح فهو تفسير نبويٌّ للقرآن.
فمثال التفسير القولي: قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي
والتفسير العملي له أمثلة كثيرة:
- منها: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» رواه البخاري من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
ومثال التفسير بالإقرار:
- إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر» والحديث في مسند الإمام أحمد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس عن عمر.
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
مما ينبغي أن يُعلم أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم له خصائص امتاز بها عن غيره من التفاسير:
1. فمن ذلك: أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً؛ فكلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه.
والنبي صلى الله عليه وسلم قد يجتهد في التفسير كما يجتهد في سائر الأحكام لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ في بيان ما أنزل الله إليه.
2. ومن ذلك: أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم , ومن أمثلة ذلك:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم.
3. ومن ذلك: أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي، ولذلك أمثلة كثيرة:
منها: حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه.
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
كان الصحابة رضي الله عنهم على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم، وقد أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أدباً حسناً، فلزموا تأديبه وهديه، وقد ورد في ذلك أحاديث:
منها: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب» رواه أحمد ومسلم والنسائي
وهذا التعليم والتأديب من النبي صلى الله عليه وسلم أخذه الصحابة رضي الله عنهم أحسن الأخذ؛ وانتهجوه أحسن الانتهاج، وظهرت آثاره على هديهم ووصاياهم.
قال عبد الله بن أبي مليكة: سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟). رواه سعيد بن منصور.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديداً في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف، وقصّته مع صبيغ بن عسل التميمي معروفة مشتهرة، مروية من طرق متعددة:
منها ما أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد أنه قال: أُتى إلى عمر بن الخطاب، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن.
فقال: اللهم أمكني منه، قال: فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه وعليه ثياب وعمامة، فغداه، ثم إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين، {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} ؟
قال عمر: أنت هو؟ فمال إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، ثم قال: احملوه حتى تقدموه بلاده، ثم ليقم خطيبا ثم ليقل: إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك، وكان سيد قومه.

وكانت هذه الشدة من عمر حمايةً لجناب القرآن، وصيانةً له من زلل العلماء وعبث المتعالمين والمتكلفين في قراءته وتأويله، وردعاً لأهل الأهواء الذين يتبعون متشابهه، ويضربون بعضه ببعض؛ ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
قال ابن عباس: خطبنا عمر بن الخطاب فقال: (إن أخوف ما أخاف عليكم تغير الزمان، وزيغة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون يضلون الناس بغير علم). رواه أبو الجهم الباهلي في جزئه، ومن طريقه أبو القاسم البغوي كما في مسند الفاروق لابن كثير.
فنفع الله بحزم عمر وقوّته فحُمِيَ جنابُ القرآن، وعُظّم القول فيه، والسؤال عنه،
وارتدع المنافقون والذين في قلوبهم مرض، وأما الذين يسألون استرشادا ليتفقهوا في كتاب الله، ويعلموا ما فيه من البينات والهدى فكان ليّنا لهم، وكان يبعث المعلمين إلى الأمصار ليعلّموا الناس القرآن، ويفقهوهم في الدين.
وكان شباب الصحابة مع هذا يتهيّبون عمر لما جعل الله له من الهيبة ، ولشدته في شأن القرآن والاحتياط له، ففي الصحيحين عن عبيد بن حنين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجا فخرجت معه، فلما رجعنا وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه، فقلت: يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه؟
فقال: تلك حفصة وعائشة.
قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع هيبة لك، قال: (فلا تفعل، ما ظننتَ أنَّ عندي من علمٍ فاسألني، فإن كان لي علم خبرتك به).
وقد نشأ جيل الصحابة على هذا التعظيم لكتاب الله تعالى، والتحرّز من القول فيه بغير علم، وأن لا يسألوا عن مسائل العلم إلا أهلَ العلم المعروفين به، وأن لا يتكلفوا ما لا علم لهم به، ولا يتنازعوا في القرآن ، ولا يضربوا بعضه ببعض.
ثم بلّغ الصحابة هذه الوصايا للتابعين لهم بإحسان؛ فأخذوها بإحسان.
وقال عبد الله بن مسعود لمّا بلغه قول رجل في مسألة في التفسير: (من علم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل، أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم). والخبر في صحيح مسلم.
- وقال أبو موسى الأشعري في خطبة له «من علم علماً فليعلّمه الناس، وإياه أن يقول ما لا علم له به؛ فيمرق من الدين ويكون من المتكلفين» رواه الدارمي.
- وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لأصحابه: (لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام.


س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف.
وما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده، وما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين:
النوع الأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح، وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
ومن أمثلة هذا النوعاختلافهم في المراد بالعذاب الأدنى:
فقال أبيّ بن كعب: هو مصائب الدنيا.
وقال ابن مسعود: هو يوم بدر.
وقال ابن عباس: هو الحدود.
فتفسير أبيّ أعمّ بأنّ كل ما يصيبهم من العذاب في الدنيا فهو مما توعّدوا به.
وتفسير ابن مسعود يعدّ من قبيل التفسير بالمثال؛ فما أصابهم من العذاب يوم بدر مثال على المصائب العظيمة التي وقعت عليهم بسبب كفرهم وعنادهم.
وأما تفسير ابن عباس فمحمولٌ على التنبيه على سعة دلالة الآية على وعيد المنافقين الذين يصيبون بعض ما يقام عليهم به الحدّ؛ فيكون هذا الحدّ من العذاب الأدنى الذي يقع عليهم لعلّهم يرجعون فيؤمنون ويتوبون ومن أصرّ على نفاقه وكفره فينتظره العذاب الأكبر
وهذا من دقيق فقه ابن عباس رضي الله عنهما.
قال ابن جرير رحمه الله بعد أن أسند الأقوال إليهم: (وأولى الأقوال في ذلك أن يقال: إن الله وعد هؤلاء الفسقة المكذبين بوعيده في الدنيا العذاب الأدنى، أن يذيقهموه دون العذاب الأكبر، والعذاب: هو ما كان في الدنيا من بلاء أصابهم، إما شدة من مجاعة، أو قتل، أو مصائب يصابون بها، فكل ذلك من العذاب الأدنى، ولم يخصص الله تعالى ذكره، إذ وعدهم ذلك أن يعذبهم بنوع من ذلك دون نوع، وقد عذبهم بكل ذلك في الدنيا بالقتل والجوع والشدائد والمصائب في الأموال، فأوفى لهم بما وعدهم).
والنوع الآخر: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح، وعامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم لما سبق ذكره من أوجه تفضيل تفسيرهم، وامتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم.
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»


س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن؛ فهذا النوع يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ثمّ يكون حكمه حكم المرفوع.
النوع الثاني: ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهذا النوع كثير في كتب التفسير المسندة.
النوع الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن؛ فهذا النوع يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ ومرويات هذا النوع قليلة جداً في كتب التفسير، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم فمن الرواة من يكون ثقة له أوهام وأخطاء، وقد ينصّ بعض الأئمة النقاد على أخطاء بعض الثقات من الرواة؛ فإذا عُرفت العلّة وتبيّن الخطأ عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة.
غير أنه ينبغي التنبّه إلى أن الحكم بنكارة المتن قضيّة اجتهادية؛ فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر.

والحمد لله رب العالمين ..

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 8 شعبان 1437هـ/15-05-2016م, 01:54 AM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المجموعة الثالثة:

س1: عدد مراتب طرق التفسير.
1- تفسير القرآن بالقرآن
2- تفسير القرآن بالسنة
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين
5- تفسير القرآن بلغة العرب
6- تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع .

س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن ، وهو تفسير غير معتمد على نص صريح في مسألة التفسير ، ويعتمد فيه المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى ، وهذا الاجتهاد قد يصيب فيه المجتهد وقد يخطئ ، فما أصاب فيه فقد وفق فيه للكشف عن بيان مراد الله سبحانه ، وما أخطأ فيه فلا يصح أن ينسب إلى التفسير الإلهي للقرآن .

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
1- مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن لمحمد بن إسماعيل الصنعاني .
2- تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان لعبد الحميد الفراهي الهندي .
3- تفسير القرآن بكلام الرحمن لأبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري الهندي .
4- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الشنقيطي.

س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
الأحاديث المتعلقة بالتفسير على نوعين :
أولا : أحاديث تفسيرية ، فيها نص على معنى الآية أو معنى متصل بالآية .
ومثال ذلك : حديث أبي هريرة وأبي موسى في تفسير قوله تعالى : (يوم يكشف عن ساق) ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيهما أن المراد ساق الله تعالى .
ثانيا : أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية لكن يمكن أن تفسر الآية بها بنوع من أنواع الاجتهاد ، وهذا الاجتهاد قد يكون ظاهره الصحة على المراد ، وقد يكون فيه بعد ، وقد يكون محل نظر واحتمال .
ومثال ذلك : ما ورد في الصحيحين عن ابن عباس قال : ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمني وتشتهي والفرج يصدق ذلك كله ويصدقه" .

س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
خلاصة القول في هذا الحديث من جانب الرواية :
ضعّف جماعة من أهل العلم هذا الحديث لأن في إسناده انقطاع وجهالة حال الحارث بن عمرو ولأجل علة في المتن .
قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده عندي متصل .
وقال البخاري في ترجمة الحارث : لا يصح ولا يعرف إلا بهذا ، مرسل .
أما من باب الدراية :
فإن علة متنه أنه فهم منه أنه لا يقضي بالسنة إلا إذا لم يجد شيئا في كتاب الله ، ولكن طاعة الرسول واجبة في كل حال ولا تكون موقوفة على حال عدم دليل من القرآن ، ومن فهم هذا من أهل العلم أعله لهذه العلة ، فالسنة مبينة للقرآن تخصص عمومه وتقيد مطلقه وغير ذلك .
ومن أهل العلم الذين لم يفهموا هذا المعنى المستنكر ، استدلوا بهذا الحديث على تقديم النص على الرأي ، وعلى ترتيب الأدلة وهو ترتيب ذكري وليس احتجاجي فالسنة حجة في جميع الأحوال .

س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
1- كثرة اجتماعهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وتلقيهم القرآن منه وسماع خطبه ومواعظه وتنوع معاملاتهم معه ، كل ذلك كان له أثر عظيم في فهم القرآن الكريم .
2- تعليم النبي صلى الله عليه وسلم وتأديبه لهم وتزكيته لهم من أهم أسباب انتفاعهم بالقرآن الكريم ، كما قال تعالى : (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) .
3- طهارة نفوسهم وقلوبهم وما فضلوا به من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح عن غيرهم .
4- علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة وبما نسخت تلاوته .
5- علمهم بمواضع النزول وشهودهم لوقائعه وأسبابه وأحواله .
6- فصاحة لسانهم العربي ونزول القرآن بلغتهم وفي ديارهم وسلامتهم من اللحن والضعف الذي حدث بعدهم .
7- سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التي حدثت بعد زمانهم .

س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
ما يصح من اختلاف الصحابة في التفسير له أسباب منها :
1- أن يقول كل واحد بما بلغه من العلم ، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم .
2- أن يفسر أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى ، ويفسر الآخر بمثال آخر أو بجزء آخر من المعنى .
3- أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية فيفسر به تنبيها وإرشادا ، ويفسر غيره الآية على ظاهرها .
4- أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسر الآية بها ، ويفسر غيره الآية على ظاهر لفظها.
5- أن يُسأل أحدهم عن مسألة فيجيب عليها بآية من القرآن ، فينقل قوله على أنه تفسير لتلك الآية .
6- أن يتمسك أحدهم بنص منسوخ ولم يعلم ناسخه ويكون هذا في الأحكام .
7- أن يكون مستند أحدهم النص ومستند الآخر الاجتهاد .
8- أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها .
9- أن يفسر بعضهم على اللفظ ، ويفسر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله .

س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
ما يحكم بضعفه مما يروى عن الصحابة في التفسير على نوعين :
أولا : ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه ، ونكارة المتن تدل على علة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق ومعرفة أحوال الرواة وأخبارهم ، فإذا عرفت العلة وتبين الخطأ فلا يصح نسبته إلى الصحابة .
وقد يتوهم المفسر نكارة المتن لما سبق إلى فهمه ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلف ، فالحكم على نكارة المتن قضية اجتهادية .
ثانيا : ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده ، وهو على ثلاث مراتب :
1- الضعف اليسير كمراسيل الثقات أو الانقطاع اليسير، فيكون الإسناد قابلا للتقوية بجمع الطرق وتعددها ، والمتن غير المنكر ، وقد جرى عمل المحدثين والمفسرين على روايتها إلا أن تتضمن حكما شرعيا فلابد أن تحتف به قرائن تقويه .
2- الضعف الشديد ، كأن يكون أحد الرواة متروك الحديث أو شابه التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة ، فأهل العلم شدد في رواية هذا النوع وهو ليس حجة في التفسير ولا تصح نسبته إلا الصحابة .
3- الموضوعات على الصحابة في التفسير ، وهذا النوع لا تحل روايته إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يستفاد منها في علل المرويات .

س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
لا يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقا ، وإنما أقوال الصحابة في نزول الآيات على نوعين :
أولا : ما كان صريحا في نقل سبب النزول فهذا له حكم الرفع ،
ومثال ذلك : حديث جابر رضي الله عنه قال : كانت يهود تقول : من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول ، فأنزل الله : (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) .
أما سائر تفاسير الصحابة التي لا تشتمل على إضافة شيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فتعد من الموقوفات .
ثانيا : ما كان لبيان معنى تدل عليه الآية ، فهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابة في التفسير
ومثال ذلك : ما روي عن علي رضي الله عنه حين سئل عن قوله : (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا) قال : أنتم يا أهل حروراء .
فقول الصحابي : (هذه الآية نزلت في كذا) قد يراد به صريح سبب النزول ، وقد يراد به التفسير الذي يتناوله معنى الآية .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 9 شعبان 1437هـ/16-05-2016م, 04:52 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة طرق التفسير.


المجموعة الأولى:
أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.
تعقيبا على السؤال الأول: بيّن أهمية معرفة طرق التفسير.
فنقول إنه ليس شرطا أن نجد الجواب منصوصا عليه في الدرس، وإنما جواب هذا السؤال مما يجتهد فيه ويقاس على نظائره المدروسة مسبقا، ولو ترك الطالب هذا الشرط - أعني ضرورة العثور على الجواب بنصّه في الدرس - لفتحت له آفاق كثيرة في بيان أهمية معرفة طرق التفسير.

1: هلال الجعدار. أ

أحسنت بارك الله فيك.
س8: لو مثّلت لكل طريقة حتى تكون هناك شواهد على الجواب.
س9: لو ذكرت أنواع ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

2: مها شتا. أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

3: نوف. أ
س1: لم يتبيّن من كلامك أهمية طرق التفسير، ويراجع جواب الأخ هلال والأخت مها.
وقد أحسنت في بقية الأجوبة، بارك الله فيك.


المجموعة الثانية:
أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.
وتعقيبا على السؤال الثاني: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
أحسن من أجاب على هذا السؤال وفهمه هي الطالبة الشيماء وهبة بارك الله فيها.
ونؤكد على ضرورة التمثيل والاستدلال على الكلام.
ونحيلكم على أجوبة الأخت هناء محمد علي من المستوى الثاني - بارك الله فيها - فقد تميّزت فيها جدا
#5

4: كوثر التايه. أ

س4: ما ذكرتيه هو أنواع الأحاديث النبوية المتعلّقة بالتفسير، والنوع الذي ليس صريحا في تفسير الآية يتّصل بالتفسير بالاجتهاد والرأي، وليس تفسيرا نبويا صريحا.
أما التفسير النبوي الصريح فهو على ثلاثة أنواع قولي وفعلي وإقرار، وتراجع أجوبة الزملاء.
س8: يجب التمثيل لاجتهاد الصحابة في التفسير ليكون على جوابك شاهد.

5: منيرة محمد. أ
س6: يجب إيراد شيئا مما أثر عن الصحابة رضوان الله عليهم في تعظيم شأن التفسير، وهذه توصية في كل سؤال ورد فيه نص أو أثر ألا يكون الكلام إنشائيا بل مدعوما بالأدلة والشواهد.
س7: يجب أولا دراسة أسانيد المرويات عن الصحابة للتثبّت من وجود الخلاف ابتداء.

6: مضاوي الهطلاني. أ+

7: نبيلة الصفدي. أ
س1: كان يجب التمثيل لهذا النوع من التفسير.
س5: كان يجب الاستدلال كذلك.

8: شيماء طه. أ
س5: كان يجب الاستدلال على هذه الخصائص.
س8: لو مثّلتِ لاجتهاد الصحابة في التفسير.
س9: لم تبيّني حكم مرويات الصحابة ضعيفة السند غير منكرة المتن.

9: الشيماء وهبة. أ
س3: صحّة وجه الدلالة أي يكون للآية وجه دلالة على المعنى دون تعسّف وتكلّف وتحميل الآية ما لا تحتمله.
س5: مثّلي لكل خصيصة.
س8: لا داعي للتمثيل بتأويل خاطيء، ومن اجتهادات الصحابة الصحيحة اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة.

10: كمال بناوي. أ+

11: عابدة المحمدي. أ
س9: ليس كل ما ثبت عن الصحابي له حكم المرفوع، فهناك مرويات صحيحة عنهم لكنها من قبيل الاجتهاد في الرأي، ونوصي بمراجعة الفقرة الخاصّة بحجية أقوال الصحابة في التفسير.
- لم تبيّني حكم النوع الثاني من مرويات الصحابة الذي هو ضعيف السند غير منكر المتن.


المجموعة الثالثة:
أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.
وتعقيبنا على سؤالين:

- س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
الجواب بنعم، مع ذكر شروط صحّة هذا النوع من التفسير، والتمثيل له.
- س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
فاتكم الكلام عن حكم المرويات المنكرة المتن، وبعضكم لم يذكرها، عدا الأخت هناء هلال بارك الله فيها.
والحكم على نكارة المتن مما يدخله الاجتهاد، وإذا ثبتت نكارة المتن وتبيّنت علّة السند ردّت الرواية قولا واحدا.
وما نقص من تقويمكم فغالبه يرجع إلى هذين السؤالين.

12: فاطمة الزهراء أحمد. أ


13: تماضر. ب+
إضافة إلى الملحوظات المذكورة أعلاه:
س3: أوجزتِ في ذكر المؤلفات.

س4: لم تمثّلي للنوع الثاني من الأحاديث المتعلّقة بالتفسير.

14: أمل يوسف. أ

15: هبة الديب. أ+

16: هناء هلال. أ+

بارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 13 رمضان 1437هـ/18-06-2016م, 05:59 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
معرفة طرق التفسير ومعرفة مسائلها وتفاصيلها وقواعدها وأحكامها من أهمّ الأصول التي ينبغي لطالب علم التفسير أن يجتهد في تحصيلها فيفهم.كيف فسر الصحابه والعلماء بعدهم القرأن ويستطيع بعد معرفه طرق التفسير ومعرفة قواعدها تطبيق قواعدها على مسائل التفسير التى يدرسها

س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
فليس كلّ ما يُذكر من تفسير للقرآن بالقرآن يكون صحيحاً لا خطأ فيه؛ بل منه ما يدخله اجتهاد المجتهدين من المفسّرين؛ وقد يخطئ المجتهد وقد يصيب، وقد يصيب بعض المعنى دون بعض، أو يذكر وجها من أوجه التفسير ويغفل ما سواه، وقد يكون في تفسيره ما هو محلّ نظر.

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
اهتم العلماء بتفسير لقرأن بالقران وظهر ذلك فى تفاسيرهم
مثل
ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم
إمام المفسّرين محمّد بن جرير الطبري
وإسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي.
ومحمد الأمين الجكني الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن

س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
أن أهل الأهواء يحاولون الاستدلال به على بِدَعِهم وأهوائهم؛ والقرآن حمّالٌ ذو وجوه؛ كما قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ومنه محكم ومتشابه فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
ومن أمثلة ذلك
كثرة استدلال نفاة الصفات على تأويل ما ثبت من الصفات الواردة في القرآن بقول الله تعالى: {ليس كمثله شيء}.

س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
لنبي صلى الله عليه وسلم هو إمام المجتهدين، واجتهاده في التفسير كاجتهاده في غيره من مسائل الدين، فيجتهد في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه، لكنه معصوم من أن يُقَرَّ على خطأ.
فإن أصاب في اجتهاده أقرّه الله، كما أقرّه الله على اجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة
وما أخطأ فيه فإنّ الله تعالى يبيّن له ولا يقرّه على خطئه، وذلك كاجتهاده في أخذه الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
القرأنيون هم قوم زعموا الاكتفاء بالقرآن، وأنّ الأخذ بالسنة غير لازم، وضلوا بذلك ضلالاً مبيناً
وهذه الطائفة من صنائع الإنجليز بأرض الهند في القرن التاسع عشر الميلادي، وكان زعيمها رجل يقال له: أحمد خان؛ بدأ توجهه بالتفسير العقلي للقرآن، والإعراض عن الاحتجاج بالسنة، ثم تلاه عبد الله جكرالوي في الباكستان، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن ودعا إلى اعتبار القرآن المصدر الوحيد لأحكام الشريعة.وانتشرت بعد ذلك فى مصر وغيرها

س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
الصحابة – رضي الله عنهم - يتفاضلون في العلم بالتفسير؛ فلعلماء الصحابة وقرّائهم وكبرائهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وغيرهم
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
1- تفسيرهم القرآن بالقرآن ومثاله تفسير بن عباس فى قصة المرأه التى ولدت لسته أشهر فى عهد عثمان بن عفان رضى الله عنهما فقال
إن الله قال: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}، وقال: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} ، فإذا تمت رضاعته فإنما الحمل ستة أشهر، فتركها عثمان رضي الله عنه فلم يرجمها).
2-تفسيرهم القرآن بالسنة وهو نوعان
- تفسير نصى صريح مثاله
لما سئلت أم المؤمنين عائشه عنقول الله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} أين الناس يومئذ؟ قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «على الصراط».
--أحاديث يستدلّ بها على التفسير من غير نصّ عليه.ومثاله
ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه»
3-تفسير الصحابة بما يعرفون من وقائع التنزيل ومثاله
قول عبد الله بن عمر لما سأله أعرابى عن قول الله تعالى
والذين يكنزون الذهب والفضة، ولا ينفقونها في سبيل الله} قال ابن عمر رضي الله عنهما: «من كنزها، فلم يؤد زكاتها، فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طُهراً للأموال»
4-تفسير الصحابة بلغة العرب ومثاله
تفسير ابن عباس لقول الله تعالى (وما وسق):قال وما جمع، ألم تسمع قول الشاعر: مستوسقات لو يجدن سائقا ).
5-اجتهاد الصحابة في التفسير ومثاله
اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة

س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
المرتبه الأولى
وهى ماله حكم الرفع للنبى صلى الله عليه وسلموهذه المرتبة ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير.
منها: ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها: مراسيل الصحابة.
ومنها: ما لا يقال بالرأي والاجتهاد
ومنها: قول الصحابي الصريح في سبب النزول.
المرتبة الثانية
أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم.
والمرتبة الثالثة:
ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
النوع الأول: اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
والنوع الثاني: اختلاف تضادّ لا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 8 شوال 1437هـ/13-07-2016م, 06:43 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو ما يحصل به العلم من دلالة الآيات البينات الواضحة الصريحة في أمر من أمور الدين الضرورية للمسلمين كالتوحيد والشرك والعبادات والنواهي والأوامر والمتابعة ...
مثال: قول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}
وكذلك قول الله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} ، وقول الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} .فهذه لا يعذر أحد بجهالتها اذا بلغته .أما من لم تبلغه على وجه تقوم به الحجة كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه، ومن في حكمه فيعذر .

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم يمكن أن يجتمع في المسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير. اذا كانت دلالة النص غير مبيّنة للمراد فيحتاج الى الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بلغة العرب، وكذلك قد يفهم من بعض أقوال الصحابة والتابعين أموراً يستدل بها على نظائرها في التفسير؛ فيدخلها الاجتهاد.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
هما شرطان:
الشرط الأول: صحّة المستدلّ عليه.
والشرط الثاني: صحّة وجه الدلالة.
بأن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً واذا خالف يكون بدعي مبنياً على خطأ المفسِّر أو وَهْمِه أو تمحُّله. وقد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً ، وقد يكون خفيّا صحيحاً ، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد، وقد يدلّ على بعض المعنى.
مثال: قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب(ت:1232هـ) في كتابه "التوضيح عن توحيد الخلاق": (ومنه قوله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} يفهم منه عموم الاستغفار فيرد إلى محكمه وهو قوله: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا....} الآية فإنه لم يأذن الله للمؤمنين أن يستغفروا للمشركين والله لا يغفر أن يشرك به).

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنواع:
1-التفسير القولي للنبي صلى الله عليه وسلم:
مثاله :قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي
2-التفسير العملي وهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم :
مثاله : تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» رواه البخاري
3-التفسير بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم:
مثاله:
- إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر» والحديث في مسند الإمام أحمد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس عن عمر.
وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن واجب القبول بالشروط المعتبرة لقبول الحديث وهي صحة الإسناد، والمتن
/ تفسير الصحابة القرآن بالسنة فهو على نوعين:
النوع الأول: تفسير نصّي صريح إما مما سألوا عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأجابهم، وإما من معرفتهم بسبب نزول الآية، وإما أن يكون الحديث صريحاً في بيان معنى الآية.
مثاله : منها ما رواه مسلم عن مسروق بن الأجدع قال: كنت متكئا عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة: ثلاث من تكلم بواحدةٍ منهنَّ فقد أعظم على الله الفرية، قلت: ما هن؟ قالت: من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية.
قال: وكنت متكئا فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني، ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل: {ولقد رآه بالأفق المبين}، {ولقد رآه نزلة أخرى}؟
الآخر: أحاديث يستدلّ بها على التفسير من غير نصّ عليه.
ومثاله ما رواه البخاري في صحيحه من طريق عبد الله بن طاووس بن كيسان عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه»

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1. أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداءً أو إقراراً؛ فكلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه.
2. أنه تفسير قد يتضمن تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم.
مثال 1:حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم.
مثال 2 :حديث يَعْلَى بن أُمَية قال: سألتُ عمر بن الخطاب قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}وقد أمنَ الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: "صدَقةٌ تَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". رواه مسلم.
3. أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم فيه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي.
مثاله : حديث سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إني قد أحببت فلانا فأحبه، قال: فينادي في السماء، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قول الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}، وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل: إني قد أبغضت فلانا، فينادي في السماء ثم تنزل له البغضاء في الأرض». رواه أحمد والترمذي وأصله في الصحيحين.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
1-نشأ الصحابة على التعظيم لكتاب الله تعالى، فكانوا على قدر كبير من التورع عن القول فيه بغير علم، وأن لا يسألوا عن مسائل العلم إلا أهلَ العلم المعروفين به، وأن لا يتكلفوا ما لا علم لهم به، ولا يتنازعوا في القرآن ، ولا يضربوا بعضه ببعض. وقد أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أدباً حسناً، فلزموا تأديبه وهديه، وقد ورد في ذلك أحاديث:
منها: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب» رواه أحمد ومسلم والنسائي.
2-أخذوا التعليم والتأديب من النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الأخذ وعملوا به على أكمل وجه وظهرت آثاره على هديهم ووصاياهم.
قال عبد الله بن أبي مليكة: سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟).
وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديداً في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف، وقصّته مع صبيغ بن عسل التميمي معروفة مشتهرة، مروية من طرق متعددة:
منها ما أخرجه الدارمي من طريق يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة؛ فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر رضي الله عنه وقد أعدَّ له عراجين النخل، فقال: من أنت؟
قال: أنا عبد الله صبيغ.
فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين، فضربه وقال: أنا عبد الله عمر؛ فجعل له ضربا حتى دمي رأسه.
فقال: يا أمير المؤمنين، حسبك، قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي.
3- بلّغ الصحابة ما تعلموه ونشأوا عليه للتابعين لهم بإحسان؛ فأخذوها بإحسان.
- قال زياد بن جرير: أتيت عمر بن الخطاب فقال لي: «هل تدري ما يهدم الإسلام؟ يهدمه زلة عالم، أو جدال منافق بالقرآن، وحُكْمُ المضلين»رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء.
- وقال إياس بن عامر: أخذ علي بن أبي طالب بيدي، ثم قال: (إنك إن بقيت سَيَقرأ القرآن ثلاثةُ أصناف: فصنف لله، وصنف للجدال، وصنف للدنيا، ومن طلب به أدرك). رواه الدارمي.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف.
وما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده، وما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين:
1-ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح، وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
مثال : اختلافهم في المراد بالعذاب الأدنى:
فقال أبيّ بن كعب: هو مصائب الدنيا.
وقال ابن مسعود: هو يوم بدر.
وقال ابن عباس: هو الحدود.
فتفسير أبيّ عام
وتفسير ابن مسعود تفسير بالمثال
وتفسير ابن عباس ينبه على سعة دلالة الآية بما يقام على المنافقين من حدود انتهكوها فيكون هذا الحدّ من العذاب الأدنى الذي يقع عليهم لعلّهم يؤمنون ويتوبون ومن أصرّ على نفاقه وكفره فينتظره العذاب الأكبر.
2-ما يُحتاج فيه إلى الترجيح، وعامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
على نوعين:
النوع الأول: اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
والنوع الثاني: اختلاف تضادّ لا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله. وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.


س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم لقربهم من النبي صلى الله عليه واسلم ومعرفتهم بأحوال النزول وسلامة قلوبهم وورعهم وامتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم.
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
وقد صحّ تفسير الكلالة مرفوعاً من حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين، بما يوافق تفسير أبي بكر.

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
1-صحيح الإسناد صحيح المتن؛ فهذا النوع يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ويكون حكمه على مراتب:
-المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،أنواعه:{ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم
،والمراسيل .و ما لا يقال بالرأي والاجتهاد، ولم يروى عن بني إسرائيل . وقول الصحابي الصريح في سبب النزول. }
فهذه المرتبة ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير.
-المرتبة الثانية:أقوال صحيحة مجمع عليها فهي حجة لحجية الأجماع .
-المرتبة الثالثة: أقوال مختلف فيها على نوعين:
أ-اختلاف تنوّع، ممكن الجمع بينها فهي حجة على ما يعارضها.
ب-اختلاف تضادّ لا بدّ فيه من الترجيح فيُجتهد فيها لاستخراج القول الراجح بدليله.

2- ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهو كثير ويكون على ثلاث مراتب :
-المرتبة الأولى: الضعف اليسير، كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه، ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر؛ فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
-المرتبة الثانية:يكون الاسناد ضعيفاً واهياً غير معتبر لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو متهم بالكذب هذه المرويات ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة .
-المرتبة الثالثة: الموضوعات ؛ فلا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.

3- ضعيف الإسناد منكر المتن حكمه ضعيف مردود

4- صحيح الإسناد في ظاهره لكنّه منكر المتن؛ وهو قليل في كتب التفسير، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تحتاج لاجتهاد المفسرين في جمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم؛ فإذا عُرفت العلّة وتبيّن الخطأ عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة.
وقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر.
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir