(كتاب القاف)
أبواب الوجهين والثلاثة
234 - باب القارعة
القارعة: الشديدة من شدائد الدهر.
وذكر بعض المفسرين أن القارعة في القرآن على وجهين: -
أحدهما: الداهية. ومنه قوله تعالى في الرعد: {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة}.
والثاني: القيامة. ومنه قوله تعالى [في القارعة]: {القارعة * ما القارعة}.
القلم: يقال ويراد به الذي يكتب به. ويقال ويراد به القدح وهو السهم.
وذكر بعض المفسرين أنه في القرآن على هذين الوجهين: -
فمن الأول: قوله تعالى: {نون * والقلم وما يسطرون} ومثله: {علم بالقلم}.
ومن الثاني: قوله تعالى: {إذ يلقون أقلامهم}.
القلب: محل النفس والعقل والعلم والفهم والعزم. وقيل: سمي قلبا لتقلبه في الأشياء بالخواطر والعزوم والاعتقادات والإرادات وخالص كل شيء وأشرفه: قلبه. ويقال: ما به قلبة. أي: ليست به علة يقلب لها فينظر إليه. وأنشدوا: -
إن الشباب وحب الخالة الخلبه = وقد صحوت فما بالنفس من قلبه
والخالة جمع خائل قال محمد بن القاسم النحوي: يقال: رجل خائل من قوم خالة، إذا كان مختالا في مشيته متكبرا. والخلبة: الشباب الذين يخلبون النساء بجمالهم. واحدهم خالب. والقليب: البئر التي لم تطو. والقلب الحول: الذي يقلب الأمور ويختال بها. وأنشدوا:
لو فات شيء يرى لفات = أبو حيان لا عاجز ولا وكل
الحول القلب الأريب وهل = يدفع ريب المنية الحيل
وذكر أهل التفسير أن القلب في القرآن على ثلاثة أوجه: -
أحدها: القلب الذي هو محل النفس. ومنه قوله تعالى في الحج: {ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}.
والثاني: الرأي. ومنه قوله تعالى في الحشر: {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى}.
والثالث: العقل. ومنه قوله تعالى في ق: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب}.
ذكر بعض المفسرين أن القنوت في القرآن على ثلاثة أوجه: -
أحدها: الطاعة. ومنه قوله تعالى: {وقوموا لله قانتين} ومثله: {والقانتين والقانتات}.
والثاني: العبادة. ومنه قوله تعالى: {كل له قانتون}.
والثالث: طول القيام. ومنه قوله تعالى: [في آل عمران]: {يا مريم اقنتي لربك}، أي: أطيلي القيام في صلاتك. وقد روي
عن النبي (صلى الله عليه وسلم): أنه سئل أي الصلاة أفضل فقال: ((أطولها قنوتا))، أراد به القيام. قال ابن قتيبة: ولا أرى أصل القنوت إلا الطاعة. لأن جميع الخلال: من الصلاة، والقيام فيها، والدعاء وغيره يكون عن الطاعة.