دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 محرم 1438هـ/26-10-2016م, 02:58 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من طرق التفسير

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير

القسم الثاني: [من درس التفسير بأقوال الصحابة إلى درس الاجتهاد في التفسير]

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.

المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.


المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 محرم 1438هـ/28-10-2016م, 12:24 AM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
إن الله أثنى على من تبع سبيل الرسول صللى الله عليه وسلم والصحابه بإحسان إلى يوم الدين ،ولاشك أن أولى الناس بهذاء الثناء هم التابعين لأنهم رأوا الصحابه رضي اله عنهم ،وأخذوا من علمهم وتفقهوا على أيديهم ،عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» متفق عليه
عن جابر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي على الناس زمان، يبعث منهم البعث فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به).رواه مسلم ،ففي هذه الأحاديث دلاله واضحه على فضلهم.

س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
1/صنف يفسر القرآن بماعرفوا من طرق تفسيره ،فأهل هذاء الصنف لهم أقوالا في الكتب المسنده ،ومنهم من يجمع بين التفسير عمن تقدم والإجتهاد
2/نقلة التفسير ،عماد تفسيرهم على رواية أحاديث التفسير،ونقل تفاسير الصحابه ،وهؤلاء النقله على ثلاث طبقات :صنف ثقات وصنف متكلم فيهم من جهة الضعف وصنف رواتة ضعفاء متروكين

س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
1/طبقة الصحابة رضي الله عنهم ،وكان منهم علماء يفسرون الغريب ويبينون الأساليبالقرآنية بما يعرفون من لغتهم ،وكان لبعضهم مزيد عناية .
2/طبقة كبار التابعين وأكثر هؤلاء كانوا بعصر الإحتجاج ومن هذه الطبقه أبو الأسود الدؤلي
3/الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي وهم جماعة من المعتنين باللغه العربيه
4/طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود الدؤلي وعامتهم من صغار التابعينوهم من علماء المتقدمين الذين شافهوا الأعراب
5/طبقة حماد بن سلمة البصري (ت: 167هـ) والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي (ت:168هـ) والخليل بن أحمد الفراهيدي (ت:170هـ) وهارون بن موسى الأعور (ت:170هـ) والأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد (ت: 177هـ ).
6/طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر (ت: 180هـ)، وخلف بن حيّان الأحمر (ت: نحو 180هـ) ويونس بن حبيب الضَّبِّي (ت:183هـ) وعلي بن حَمزةَ الكِسَائِي (189هـ) وأبي فيد مؤرج بن عمرو السدوسي (ت: 195هـ) ويَحيى بن سلاَّم البصري (ت:200هـ)، ويحيى بن المبارك اليزيدي (ت: 202هـ) ومحمد بن إدريس الشافعي (ت: 204هـ) والنضر بن شميل المازني (ت: 204هـ)، وأبي زكريا يحيى بن زياد الفراء (ت:207هـ) وأبي عبيدةَ مَعمر بن المثنَّى (ت:209هـ)، ومحمد بن المستنير البصري الملقّب بقُطْرب (ت: بعد 211هـ) وأبي عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت:213هـ) ، والأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة البلخي (ت:215هـ) ، وأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ) ، وعبد الملك بن قُرَيبٍ الأصمعي (ت: 216هـ) وأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت:224هـ)
وهؤلاء من كبار علماء اللغه ،ولهم مصنفات كثيره
7/طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ (ت: 225هـ)، وصالح بن إسحاق الجرمي (ت:225هـ)، وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي(ت:230هـ)، ومحمَّد بن زياد ابن الأعرابي (ت:231هـ) ، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي (ت: 231هـ)، ومحمد بن سلام الجُمَحِيّ (ت:231هـ)، ومحمد بن سعدان الضرير (ت:231 هـ)، وعبد الله بن محمد التَّوَّزي (ت: 233هـ)، وعبد الله بن يحيى اليزيدي (ت: 237هـ)
8/طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي (ت:240هـ)، ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ (ت: 244هـ)، وأبي عثمان بكر بن محمد المازني (ت:247هـ)، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي (ت: 250هـ)، وأبي حاتم سَهْل بن محمد السِّجِسْتاني (ت:255هـ).
9/طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري (ت: 275هـ)، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت: 276هـ)، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري(ت:282هـ)، واليمان بن أبي اليمان البندنيجي(ت:284هـ)، وإبراهيم بن إسحاق الحربي (ت:285هـ)، ومحمّد بن يزيدَ المبرّد (ت: 285هـ) ، وأبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني [ثعلب] (ت:291هـ)، والمفضَّل بن سلَمة الضَّبّي (ت:291هـ).
10/طبقة يَموتَ بنِ المزرَّعِ العَبْدِي (ت: 304هـ)، ومحمد بن جرير الطبري (ت:310هـ) وكُرَاع النَّمْلِ علي بنُ الحسَن الهُنَائِي (ت: 310هـ) ، وأبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني المعروف بلُغْدَة(ت: 311هـ)، وإبراهيم بن السَّرِيِّ الزَّجَّاج (ت:311هـ)، والأخفش الصغير علي بن سليمان (ت:315هـ)، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (ت:321هـ)، ونفطويه إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي (ت:323هـ).
11/طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري (ت: 328 هـ)، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني (ت: 330هـ) ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس(ت:338هـ)، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت:340هـ)، وغلام ثعلب أبي عمر الزاهد (ت:345هـ)، وعبد الله بن جعفر ابن درستويه (ت: 347هـ)، وأبي الطيّب اللغوي(ت:351هـ)، وأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي (ت: 356هـ).
12/طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت: 366هـ) وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (ت: 368هـ)، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي (ت: 370هـ)، والحسين بن أحمد ابن خالويه (ت:370هـ)، وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي (ت: 377هـ)، وأبي بكر الزبيدي (ت:379هـ)، وعلي بن عيسى الرمَّاني (ت: 384هـ)، وأبي سليمان حَمْد بن محمد الخَطَّابي (ت:388هـ)، وأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ)، وأبي نصر الجوهري(ت:393هـ)، وأحمد بن فارس الرازي (ت:395هـ).

س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
1/بيان المفردات اللغويه والأساليب القرآنية ،وهو أشهر تلك الأنواع وأشدها صلة بالتفسير،وبه يعرف مقصد الآيه ،ومن مسائل هذاء النوع مايتفق عليه العلماء ومنه مايختلفون عليه
ومن أمثلة ذلك: لفظ "الفلق" يطلق في اللغة على الصبح، وعلى الخلق كلّه، وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين، وعلى مِقْطَرة السجان، وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه، وعلى الداهية ،ولكلّ معنى من هذه المعاني شواهد صحيحة مبثوثة في كتب اللغة
2/بيان معاني الحروف ،وبه يحل كثير من الإشكالات التفسيريه ،وتعرف به أوجه الأختلاف والجمع،وقد اعتنوا العلماء بمعاني الحروف وأفردوا لها تصانيف مثل :رصف المباني للمالقي
3/الإعراب وهو من أجل مايعتني به النحويون للكشف عن المعاني والتعرف على علل الأقوالوالترجيح بينها ،ومنها مسائل بينه ومنها مسائل مختلف فيها
ومن المفسّرين من له عناية ظاهرة بإعراب القرآن: كالفراء وابن جرير والزجاج والنحاس وأبي حيان والسمين الحلبي والشنقيطي وابن عاشور.
4/توجيه القراءات وهو علم شريف ،واختلاق القراءه منه ماله أثر على المعنى وهو الذي اعتنى به العلماء
مثل : قال أبو علي الفارسي: (قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).
5/التفسير البياني ،وهو الذي يعنى بكشف لطائف القرآن وحكم اختيار بعض الألفاظ على بعض وسبب حذف بعض الحروفوالتعريف والتنكير والفصل والوصل إلى غير ذلك من أبواب البيان
ويدل هذاء النوع على أمرين :
1/قدرة الله المطلقه على كل شئ،ومن ذلك بلوغ الغايه في حسن البيان بما لاتطيقه قدرة المخلوقين
2/سعة علم الله وإحاطته بجميع الألفاظ وأنواع دلالتها وأوجة إستعمالاتها
6/الوقف والإبتداء ويسمى علم الوقوف وعلم التمام والمقاطع والمبادئ
روى ابنُ جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين})
والمقصود من هذاء العلم لأجل إفادة الناس وبيان المعنى وقد حذر العلماء من الوقف القبيح وهو الذي يوهم معنى لا يصحّ، كالوقف على قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ...}.
فمثله هذا الوقف لا يوقف عليه إلا لضرورة انقطاع النفس أو التعليم ثم يبتدئ بما قبله.
وللعلماء مناهج في علم الوقف والإبتداء مثل الوقف الكاف والتام والحسن والقبيح


س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
من أمثلة إختلافهم في الوقف في قوله تعالى: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)} فمن وقف على {اليوم} كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته، وهو أرجح الوجهين في التفسير.
قال الأخفش: (وقال: {لا تثريب عليكم اليوم} (اليوم) وقفٌ ثم استأنف فقال: {يغفر اللّه لكم} فدعا لهم بالمغفرة مستأنفاً)ا.هـ.
ومن وقف على {عليكم} ثمّ ابتدأ {اليوم يغفر الله لكم..} كان المعنى خبرٌ من يوسف عليه السلام – وهو نبيّ يوحى إليه – بمغفرة الله تعالى لهم في ذلك اليوم.


س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
1/تفسير القرآن بالقرآن ،فمنه ماتكون دلالته واضحه لاتحتاج إلى إجتهاد ،ومنه ماهي محل إجتهاد ونظر
ولهذاء الإجتهاد موارد ومداخل :
الإجتهاد في إثبات أسانيد القراءات – والإجتهاد في تفسير لفظه بلفظه أخرى والإجتهاد في بيان المجمل وتقييد المطلق
2/الإجتهاد في تفسير القرآن بالسنه
الإجتهاد في إثبات التفسير النبوي –الإجتهاد في إثبات دلالة الحديث النبوي على تفسير اللفظه القرآنيه –الإجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله –الإجتهاد في استدلال بعض الأقوال المأثورة –الإجتهاد في بعض الأقوال التفسيريه
3/ تفسير القرآن بأقوال الصحابه :
منها إجتهاد فيمعرفة أقوال الصحابه في التفسير - الإجتهاد في ثبوت صحة الأسانيد المرويه عن الصحابه – الإجتهاد في فهم أقوال الصحابه –الإجتهاد في تحرير أقوال الصحابه في نزول الآيات – الإجتهاد في الترجيح والجمع بين أقوال الصحابه
4/الإجتهاد في تفسيربأقوال التابعين يدخل فيه الإجتهاد في تمييز أحوال التابعين في الضبط والعداله
5/تفسير القرآن بلغة العرب
يدخل فيه الإجتهاد في ماينقل عن العرب وضبط ألفاظ العرب روايه ودرايه ومعرفة الإشتقاق والتصريف إلى غير ذلك من الأبواب الواسعه للإجتهاد اللغوي
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
التفسير بالإجتهاد لأن التعبير بهذاء اللفظ يحصر المعنى المراد وهو التفسير بالشروط المعتبره وهو الأقرب إلى استعمال السلف
أما التعبير بالتفسير بالرأي فمعناه أوسع يدخل به التفسير بالرأي المحمود وهو التفسير بالإجتهاد ويدخل فيه التفسير بالرأي المذموم وأيضا من أسباب استبعاد هذاء اللفظ :
1/أن المشتهر عند أهل التفسير التحذير من التفسير بالرأي ، وهو مايكون القول فيه مجرد
2/أن أهل الرأي من أهل العراق كانت لهم أقوالا في التفسير منها ماأصابوا ومنها ماأخطأوا فيها وهو مما يعد من التفسير بالرأي

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 محرم 1438هـ/28-10-2016م, 04:55 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير

المجموعة الرابعة:

س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
التابعين من حيث الرواية والدراية على أربع درجات:
1. الأئمة الثقات وهم من عرفوا بالعلم والفضل والإمامة فى الدين
2. عباد صالحون مقبولون لا طعن فى عدالتهم ولا ضبطهم ولكنهم لم يكونوا معرفون بالاشتغال بالعلم وهؤلاء تقبل مروياتهم إلا إذا جاء ما يخالفهم ممن هو أوثق منهم
3. مجموعة تعتبر روايتهم بشرط أن تقوى برواية أخرى وهم على ثلاثة أصناف
a. صالحون فى أنفسهم غير متهمين بالكذب ولكنهم ضعفاء فى الضبط فيقع منهم الخطأ فى الرواية لعدم الضبط
b. مجموعة غير معروف حالهم ولكنهم معروفة أسماؤهم وأعيانهم
c. مجموعة أختلف فيهم العلماء فمنهم من وثقهم ومنهم من ضعفهم ففى بعض مروياتهم يلحقونهم بالدرجة الأولى وفى بعض مروياتهم يلحقونهم بالدرجة الثالثة
4. مجموعة لا تعتبر رواياتهم وهم على أصناف
a. مجموعة استحقت الترك لخلطهم روايات الثقات بالضعفاء
b. مجموعة متهمون بالكذب
c. مجموعة غلاة ومبتدعة
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
فسر التابعون القرآن بجميع طرقه المعروفة وهى كالتالي:
1. تفسيرهم للقرآن بالقرآن: المثال ما رواه بن جرير عن أبي العالية فى تفسير قوله تعالى (كما بدأكم تعودون) قال: عادوا إلى علمه فيهم ألم تسمع إلى قول الله فيهم (كما بدأكم تعودون) ألم تسمع قوله (فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة)
2. تفسيرهم للقرآن بالسنة: المثال ما رواه عبد الرزاق من طريق أبي إسحاق السبيعي أن بن مسعود قال: (إلا ما ظهر منها) الثياب ثم قال أبو إسحاق ألا ترى أنه يقول: (خذوا زينتكم عند كل مسجد)
ففسر الآية بقول الصحابي ثم أستدل له من القرآن مما يدل على أنهم تفهموا قول الصحابة ولم يقلدوهم فيما قالوا
3. تفسيرهم للقرآن بلغة العرب: المثال ما رواه بن جرير عن إبراهيم النخعي فى قول الله تعالى (إن قومي أتخذوا هذا القرآن مهجورا) قال: قالوا فيه غير الحق ألم تر إلى المريض إذا هذى قال غير الحق
4. تفسيرهم للقرآن بالاجتهاد:
فكان اجتهادهم فى فهم النص وفيما لم يبلغهم فيه نص وكانوا فيه أقرب للصواب لقربهم من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وقد يقع منهم خطأ فيرد.
ومثال الخطأ: ما رواه بن جرير عن عبيدة السلماني فى الرجل يدركه رمضان ثم يسافر قال: إذا شهدت أوله فصم آخره ألا تراه يقول (فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
ففهم من النص باجتهاده أن من شهد أول الشهر وهو مقيم فلا يحل له أن يفطر إذا سافر فى ذلك الشهر وهذا القول مهجور لصريح فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
هذا القرآن يسمعه العالم والجاهل الحضري والبدوي فيفهمون منه ومن دلائل خطابه ويظهر أثره عليهم من المعرفة والدراية والخشية والبكاء كما قال تعالى (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين) وذلك يحدث فى حال تلاوة القرآن عليهم تلاوة مبينة كافية فى تعريفهم الحق وربما حدث ذلك مع الكافر فتفكر ثم أسلم لما عرف من الحق ومثال ذلك ما روى فى الصحيحين من حديث جبير بن مطعم رضى الله عنه أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى فداء المشركين يوم بدر وما أسلمت يومئذ فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى المغرب فقرأ بالطور فلما بلغ هذه الآية (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون) قال: كاد قلبي أن يطير وذلك أول ما وقر الإيمان فى قلبي. فكانت هذه التلاوة التى سمعها كافية لمعرفة الحق وأثرت فيه دون أن يحتاج إلى تفسير فكانت سبب إسلامه.
وفى قوله تعالى (أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين * أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون * أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون) فهذه الآية وأمثالها تقتضى الأمر بالتفكر والتدبر وتوجيهه للكفار دليل على أنه أمر ممكن لهم بما يعرفون من العربية وخاصة الأصول البينة المحكمة من الإيمان بالله والكفر بما دونه واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والتصديق بالبعث والحساب والجذاء.
وقد قال أبو منصور الأزهري (نزل القرآن الكريم والمخاطبون به قوم عرب أولو بيان فاضل وفهم بارع أنزله جل ذكره بلسانهم وصيغة كلامهم الذى نشؤوا عليه وجبلوا على النطق به فتدربوا به يعرفون وجوه خطابه ويفهمون فنون نظامه ولا يحتاجون إلى تعلم مشكله وغريب ألفاظه حاجة المولدين الناشئين فيمن لا يعلم لسان العرب حتى يعلمه ولا يفهم ضروبه وأمثاله وطرقه وأساليبه حتى يفهمها)

س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
الاختلاف فى الإعراب على صنفين:
· اختلاف لا يؤثر على المعنى: وقد اختلفوا فيه لاختلاف النحاة فى بعض أصول النحو وقواعده كاختلافهم فى قوله تعالى (إن هذان لساحران) وقد اختلفوا فى إعراب (هذان) اختلافا كثيرا ولكنه ليس له أثر على المعنى.
· اختلاف له أثر على المعنى: وله أمثلة كثيرة منها:
o إعراب (من) فى قوله تعالى (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)
§ فمن جعلها فاعلا كان المراد الله
§ ومن جعلها مفعولا كان المراد مخلوقات الله
o إعراب (نافلة) فى قوله تعالى (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة)
§ فمن أعربها نائب مفعول مطلق كان المراد بالنافلة الهبة
§ ومن أعربها حالا من يعقوب كان المراد بالنافلة الزيادة

س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
موارد الاجتهاد فى التفسير اللغوى منها:
1. الاجتهاد فى ثبوت السماع عن العرب من عدمه ولإثبات السماع طرق ومراتب وللنقل علل وآفات على المجتهد اكتشافها وقبولها أو ردها
2. الاجتهاد فى صحة القياس اللغوي
3. توجيه القراءات
4. الإعراب وأثره فى المعنى
5. تلمس العلل البيانية
6. الاشتقاق
7. التصريف
8. تناسب الألفاظ
9. الاجتهاد فى الاستدلال لصحة بعض الأقوال التفسيرية
10. الاجتهاد فى الجمع بين الأقوال المأثورة بجامع لغوى يعبر عنه المجتهد
11. الاجتهاد فى معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسرين

س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
للمفسر المجتهد ثلاثة شروط:
1. التأهل فى العلم الذى يستخدمه فى اجتهاده
2. معرفته لموارد الاجتهاد وما يحق له أن يجتهد فيه
3. أن لا يخالف الأصول باجتهاده كالنص والإجماع وقول السلف
وكل قول خالف هذه الشروط فهو مردود
وكل قول وافقها فهو معتبر أي له حظ من نظر العلماء

س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
التفسير بالرأي المذموم هو: تفسير القرآن بالآراء المجردة بما يوافق الأهواء والمذاهب.
وهو خاص بتفاسير أهل البدع

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 محرم 1438هـ/28-10-2016م, 08:48 PM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي إجابة مجلس المذاكرة الثانى عشر

المجموعة الثالثة :
س1- عرف بخمسة من أعلام المفسرين من التابعين :
1-الربيع بن خثيم الثورى : ( ت:61 ه ).
كان من أصحاب ابن مسعود وكان من العلماء العباد الحكماء .
قال بكر بن ماعز : كان بن مسعود مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال (وبشر المخبتين ) أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك .

2-مسروق بن الأجدع الهمدانى : (ت:62ه).
كان إماما عابدا فقيهاوكان معروفا بحرصه على طلب العلم ومجالسة الصحابة رضى الله عنهم .
قال الشعبى : ما علمت أن أحدا كان أطلب للعلم فى أفق من الأفاق من مسروق .
3-عبيدة بن عمرو بن قيس السلمانى المرادى :(ت:72ه).
كان من كبار التابعين وعلماءهم وكان من أصحاب على بن أبى طالب وعبد الله ابن مسعود .
4-زر بن حبيش الأسدى :(ت:82ه)
كان إماما مقرءا مفسرا من كبار التابعين وفقهاءهم وكان فصيحا عالما بالعربية وفد على عمر ولزم ابن مسعود وابى ابن كعب وعبد الرحمن ابن عوف .
قال عاصم ابن أبى النجود :كان زر بن حبيش أعرب الناس وكان بن مسعود يسأله عن العربية .
5-أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدى :(ت:83ه)
أدرك زمان النبى ولم يلقه وتلقى العلم عن جماعة من كبار أصحاب النبى وكان من خيار التابعين وعلماءهم .


س2:بين طبقات نقلة التفسير من التابعين .
الطبقة الأولى : نقلة ثقات ومنهم : قيس ابن أبى حازم وأبو الأحوص عوف ابن مالك الشمى وغيرهم .
الطبقة الثانية : نقلة متكلم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد فى أحوالهم وهم على درجات متفاوتة منهم : أبو صالح مولى أم هانى وشهر ابن حوشب وغيرهم .
الطبقة الثالثة : رواه ضعفاء فى عداد متروكى الحديث كيزيد ابن أبان الرقاشر وأبان ابن أبى عياش وغيرهم .


س3: أذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة فى التفسير .
1- أن يعتمد على رواية أخطأ منها فى ضبطها ثم تبين الصواب فيها .
2- أن يعتمد على إجتهاد يتبين خطؤه .
3- أن ينكر أهل العلم هذا القول ويبينوا خطؤه .
4- أن يُهجر القول فلا يقول به أحد .
والأقوال غير المعتبرة التى يتبين خطؤهاو متى استبان خطأ القول فلا يعتد به فى الجمع والترجيح .
____________________________________
س4: تحدث عن عناية العرب وقت نزول القرءان بلسانهم العربى .
العرب كانوا أهل لغة وفصاحة وبيان فلما نزل القرءان بلسان عربى مبين علموا أنه ليس من كلام البشر واعترفوا للقرءان بأعلى رتب الفصاحة والبيان وعجز المشركون عن معارضته والإتيان بمثله مع حرصهم على رد دعوة النبى وكان يكفيهم بما يعرفونه من العربية أن يتلى عليهم تلاوة بينة فتقوم عليهم الحجة
قال البيهقي: (في حديث حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: «جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: اقرأ علي، فقرأ عليه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}.
قال: أعد، فأعاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر»).

وروى الحاكم في المستدرك والبيهقي في دلائل النبوة من طريق معمر، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما «أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رقَّ له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه، فقال: يا عم! إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالا.
قال: لم؟
قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمدا لتَعَرَّض لما قِبَله.
قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا.
قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له.
قال: وماذا أقول؟!! فو الله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه ولا بقصيدته مني، ولا بأشعار الجن.
والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله إنَّ لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يُعلى، وأنه ليحطم ما تحته.
قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. قال: فدعني حتى أفكر فيه، فلما فكر، قال: «هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره، فنزلت {ذرني ومن خلقت وحيدا}).
والخلاصة أن خطاب القرآن كان بلسان عربيّ مبين تعرف العربُ أساليبه ودلائله.
قال أبو منصور الأزهري: (نزلَ القرآنُ الكريمُ والمخاطَبون بِهِ قومٌ عَرَبٌ، أولو بَيانٍ فاضلٍ، وفهمٍ بارع، أنزلهُ جَلّ ذِكْره بلسانهم، وَصِيغَة كَلَامهم الَّذِي نشؤوا عَلَيْهِ، وجُبِلوا على النُّطْق بِهِ، فتدَرّبوا بِهِ يعْرفُونَ وُجُوه خطابه، ويفهمون فنون نظامه، وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى تعلُّم مُشْكِلِه وغريب أَلْفَاظه حاجةَ المولَّدين الناشئين فِيمَن لَا يعلم لسانَ الْعَرَب حَتَّى يُعَلَّمَه، وَلا يَفهم ضُروبه وَأَمْثَالَه، وطُرَقه وأساليبَه حتّى يُفَهَّمَها)ا.هـ.
_________________________
س5: بين مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات .
هو علم شريف عنى به جماعة المفسرين ومن العلماء من أفرده فى التصنيف كأبى منصور الأزهرى وابن خالويه وغيرهم
واختلاف القراءات منه :
1-ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذى يعنى به المفسرون :
كقوله تعالى ملك يوم الدين ومالك يوم الدين والحجة لمن أثبت الألف أن الملك داخل تحت المالك والحجة لمن طرحها أن الملك أخص من المالك وأمدح لأنه قد يكون المالك غير ملك ولا يكون الملك إلا مالكا .
2-ومنه ما لا أثر له على المعنى عند المفسرين وقد يعنى به بعض القراء والنحاة
كقوله تعالى (الصراط ) تقرأ بالصاد والسين واشمام الزاى
فالحجة لمن قرأها بالسين : أنه جاء به على أصل الكلمة .
والحجة لمن قرأها بالصاد : أنه أبدلها من السين لتؤاخى السين فى الهمس والصفير وتؤاخى الطاء فى الاطباق .
والحجة لمن قرأها باشمام الزاى : أنها تؤاخى السين فى الصفير وتؤاخى الطاء فى الجهر
وكلام العلماء فى اختلاف القراءات منه ما تكون الحجة فيه بينة ظاهرة ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب صاحبه أو قد يخطىء أو قد يصيب بعض المعنى دون بعضه .
___________________________
س6: بين طرق التفسير اللغوى .
1- طريق النقل عن العرب أو عن علماء اللغة المتقدمين فيذكرون القول عنهم فى المسألة اللغوية ومنهم من لا يفسر بالقرءان وإنما يكتفى بذكر ما يعرفه عن العرب فى المسألة اللغوية .
مثال : قال أبو منصور الازهرى : قال محمد بن سلام : سألت يونس عن هذه الآية (لاحتنكن ذريته ) فقال : يقال : كان فى الارض كلأ فاحتنكه الجراد أى أتى عليه .ويقول أحدهم : لم أجد لجاما فاحتنكت دابتى أى ألقيت فى حنكها حبلا وقدتها به .
2- طريق الاجتهاد : الاجتهاد فى فقه كلام العرب وأساليب تخاطبهم فيجمع ويوازن ويقيس ويستنتج .
_____________________________

س7 : بين حكم الاجتهاد فى التفسير .
الاجتهاد فى التفسير من الطرق المشروعة المعتبرة إذا قام به من هو أهل لذلك ولم يتعد حدود الله تعالى فى اجتهاده .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر )
والاجتهاد سنة لمن تأهل له وراعى حدوده وآدابه فقد اجتهد النبى صلى الله عليه وسلم فى التفسير وكان إمام المجتهدين واجتهد من بعده الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين كما أنالحاجة للاجتهاد فى التفسير قائمة فى كل عصر من العصور .
___________________________________

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 محرم 1438هـ/29-10-2016م, 06:14 AM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير
المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
التابعون هم من لم يعاصر النبي صلى الله عليه وسلم، وعاشوا في فترة لاحقة بعد وفاته، أو هم الذين عاصروه، ولم يروه إنما كان إسلامهم بعد وفاته، والتابعون الذين اتبعوا السابقين بإحسان من أفاضل الناس بعد الصحابة، وقد ورد في فضلهم قول الله عزّ وجل: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
وقد اشتملت الآية على أبلغ الثناء على المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، حيث أخبر الله عز وجل أنه رضي عنهم ورضوا عنه بما أعدّ لهم من جنات النعيم، وقد ذكر الشنقيطي إن الذين اتبعوا السابقين بإحسان يشاركونه في الخير.
ومن الأحاديث الدالّة على فضلهم :
حديث عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» متفق عليه.
وحديث أبو سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (يأتي على الناس زمان، يبعث منهم البعث فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به). رواه مسلم.
وحديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصَاحَبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصَاحَب مَن صَاحَبَني» رواه بن أبي شيبة وصححه الألباني.

_______________________
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير:
الصنف الأول: هؤلاء جمعوا بين الاجتهاد في التفسير ونقل التفسير عمن تقدم، ويفسّرون القرآن بما عرفوا من طرق تفسيره، ومن هؤلاء: أبو العالية الرياحي، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عباس، وعامر الشعبي، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي، وزيد بن أسلم، والضحاك بن مزاحم، ومحمد بن كعب القرظي، وغيرهم كثير.
فأبو العالية يروي كثيراً عن أبيّ بن كعب وأبي موسى الأشعري وابن عباس وأنس بن مالك، وكذلك سعيد بن المسيب يروى عن أبي هريرة وعائشة وزيد بن ثابت وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله وكعب الأحبار، وغيرهم كثير، وكذلك سعيد بن جبير يروي عن ابن عباس وابن عمر، وكذلك مجاهد وعكرمة وقتادة وزيد بن أسلم وغيرهم جمعوا بين القول في التفسير ونقله، ولهم أقوال في التفسير تروى عنهم.

الصنف الثاني: نقلةً للتفسير، نقلوا أقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، نادرًا ما ينقل عنهم بقول في التفسير.
وهؤلاء حفظوا للأمة علمًا كثيرًا.

والنقلة على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: نقلة الثقات ومنهم، قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وغيرهم.
الطبقة الثانية:نقلة متكلم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم. فهم على درجات متفاوتة، فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي، وعطاء بن السائب وغيرهم.
الطبقة الثالثة: رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث، كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العبدي، وغيرهم.
______________________________________
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
العلماء الذين لهم عناية بتفسير القرآن بلغة العرب على طبقات:
الطبقة الأولى: كان منهم علماء يفسّرون الغريب ويبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية التي يتحدّثون بها، وكان لبعضهم عناية ومعرفة بفنون العربية وأساليبها، وحفظ شواهدها.
الطبقة الثانية: طبقة كبار التابعين وعامتهم من أهل عصر الاحتجاج، كان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي.
ومن هذه الطبقة: أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي (ت: 69هـ) وهو تابعيّ ثقة فصيح اللسان، عالم بالعربيّة، أدرك الجاهلية، وأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يلْقه، روى عن عمر وعثمان وعليّ وجماعة من كبار الصحابة.
قال الذهبي: (أَمَرَهُ على رضي الله عنه بوضع النحو، فلما أراه أبو الأسود ما وضع، قال: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت، ومن ثَمَّ سُمِّيَ النَّحْو نحواً).

الطبقة الثالثة: الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي، وهم جماعة من المعتنين بالعربية، ومنهم ابن أبي الأسود عطاء ويحي بن يعمر العدواني؛ وهو أكثر من يروى عنه التفسير من أصحاب أبو الأسود الدؤلي.
الطبقة الرابعة: طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود، وعامّتهم من صغار التابعين، وهم جماعة من علماء اللغة المتقدّمين الذين شافهوا الأعراب، وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها،
ومن أهل هذه الطبقة: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي (ت: 129هـ) وعيسى بن عمر الثقفي (ت: 149هـ) وأبو عمرو بن العلاء المازني التميمي (ت:154هـ).
وهؤلاء كانوا مع علمهم بالعربية وفصاحتهم من القرّاء المعروفين.

الطبقة الخامسة: طبقة حماد بن سلمة البصري (ت: 167هـ) والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي (ت:168هـ) والخليل بن أحمد الفراهيدي (ت:170هـ) وهارون بن موسى الأعور (ت:170هـ) والأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد (ت: 177هـ). وهؤلاء في عداد تلاميذ الطبقة الرابعة، ومنهم من شافه الأعراب وأخذ عنهم.
الطبقة السادسة: طبقة سيبويه، وخلف بن حيان الأحمر، ويونس بن حبيب الضبي وغيرهم كثير ، وهؤلاء من أعلام اللغة الكبار ولهم مصنفات كثير’.
الطبقة السابعة: طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ (ت: 225هـ)، وصالح بن إسحاق الجرمي (ت:225هـ)، وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي(ت:230هـ)، ومحمَّد بن زياد ابن الأعرابي (ت:231هـ) ، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي (ت: 231هـ)، ومحمد بن سلام الجُمَحِيّ (ت:231هـ)، ومحمد بن سعدان الضرير (ت:231 هـ)، وعبد الله بن محمد التَّوَّزي (ت: 233هـ)، وعبد الله بن يحيى اليزيدي (ت: 237هـ).
الطبقة الثامنة: طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي (ت:240هـ)، ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ (ت: 244هـ)، وأبي عثمان بكر بن محمد المازني (ت:247هـ)، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي (ت: 250هـ)، وأبي حاتم سَهْل بن محمد السِّجِسْتاني (ت:255هـ).
الطبقة التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري (ت: 275هـ)، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت: 276هـ)، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري(ت:282هـ)، واليمان بن أبي اليمان البندنيجي(ت:284هـ)، وإبراهيم بن إسحاق الحربي (ت:285هـ)، ومحمّد بن يزيدَ المبرّد (ت: 285هـ) ، وأبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني [ثعلب] (ت:291هـ)، والمفضَّل بن سلَمة الضَّبّي (ت:291هـ).
الطبقة العاشرة: طبقة يَموتَ بنِ المزرَّعِ العَبْدِي (ت: 304هـ)، ومحمد بن جرير الطبري (ت:310هـ) وكُرَاع النَّمْلِ علي بنُ الحسَن الهُنَائِي (ت: 310هـ) ، وأبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني المعروف بلُغْدَة(ت: 311هـ)، وإبراهيم بن السَّرِيِّ الزَّجَّاج (ت:311هـ)، والأخفش الصغير علي بن سليمان (ت:315هـ)، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (ت:321هـ)، ونفطويه إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي (ت:323هـ).
الطبقة الحادية عشرة: طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري (ت: 328 هـ)، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني (ت: 330هـ) ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس(ت:338هـ)، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت:340هـ)، وغلام ثعلب أبي عمر الزاهد (ت:345هـ)، وعبد الله بن جعفر ابن درستويه (ت: 347هـ)، وأبي الطيّب اللغوي(ت:351هـ)، وأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي (ت: 356هـ).
الطبقة الثانية عشرة: طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت: 366هـ) وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (ت: 368هـ)، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي (ت: 370هـ)، والحسين بن أحمد ابن خالويه (ت:370هـ)، وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي (ت: 377هـ)، وأبي بكر الزبيدي (ت:379هـ)، وعلي بن عيسى الرمَّاني (ت: 384هـ)، وأبي سليمان حَمْد بن محمد الخَطَّابي (ت:388هـ)، وأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ)، وأبي نصر الجوهري(ت:393هـ)، وأحمد بن فارس الرازي (ت:395هـ).
هؤلاء الأعلام من أكثر من أخذت عنهم علوم العربية.
____________________________________________


س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
أنواع عناية العلماء اللغوية بالألفاظ القرآنية منها ما هو وثيق الصلة بالتفسير اللغوي، ومنها ما يكون على أصناف يدخل بعضها في التفسير اللغوي، ويعد منهلا من مناهله ومن هذه الأنواع:
النوع الأول: بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية. وهو أشهر الأنواع وأنفعها، وأشدها صلة بالتفسير.
ومن مسائل هذا النوع ما يتفق عليه العلماء ومنه ما يختلفون فيه، وللاختلاف أسبابه، ومنه أن تكون اللفظة من المشترك اللفظي فيفسّرها بعضهم بمعنى من معانيها، ويفسّرها آخرون بمعنى آخر، ثمّ يختلف المفسّرون بعد ذلك؛ فمنهم من يختار أحد الأقوال لقرينة مرجّحة، ومنهم من يذهب إلى الجمع بين تلك المعاني. والجمع إن أمكن فهو أولى من الترجيح.
ومن أمثلة ذلك: لفظ "الفلق" يطلق في اللغة على الصبح، وعلى الخلق كلّه، وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين، وعلى مِقْطَرة السجان، وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه، وعلى الداهية.
ولكلّ معنى من هذه المعاني شواهد صحيحة مبثوثة في كتب اللغة.
والألفاظ التي تطلق على أكثر من معنى يؤخذ بما يحتمله السياق، ثم يكون النظر فيها على مراتب:

المرتبة الأولى: النظر في دلالة النص أو الإجماع، فما دلّ عليه النص أو الإجماع أخذ به.
المرتبة الثانية: النظر في الأقوال المأثورة عن الصحابة والتابعين فيؤخذ ما قالوا به منها، حسب قواعد الجمع والترجيح، وينظر في المعاني التي يحتملها السياق على ان لا تعارض ما قالوه ولا تخالف نصا ولا إجماعا في موضع اخر.
المرتبة الثالثة: النظر في أقوال المفسرين من علماء اللغة فما قالوا به مما لا يعارض الكلام السابق فمقبول الا أن يكون له علة لغوية.
المرتبة الرابعة: النظر في دلالة المناسبة، وهي أن يكون أحد المعاني أنسب لمقصد الآية من المعاني الأخرى.

المرتبة الخامسة: النظر في توارد المعاني، وهي أن يحتمل التركيب معاني متعددة لأحوال متغايرة؛ فيؤخذ بالمعنى الأول للحالة الأولى وبالمعنى الثاني للحالة الثانية وهكذا.
وأما الأساليب فمعرفة معانيها ومقاصدها له أثر بالغ في التفسير، ومن أمثلة ذلك: له تعالى: {فما أصبرهم على النار} فسّر بالتعجب وفسّر بالاستفهام، وللسلف واللغويين قولان مشهوران في هذه الآية عمادهما على تفسير معنى الأسلوب. ومنها: قوله تعالى: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أوّل العابدين} فسّر هذا الأسلوب بالنفي وفسّر بالشرط، وللمفسّرين كلام طويل في هذه الآية عماده على تفسير هذا الأسلوب.

النوع الثاني: بيان معاني الحروف: وهو من أجل أنواع التفسير اللغوي، وبه تحل كثير من الإشكالات في التفسير والغفلة عن معانيها قد توقع في خطأ في معنى الآية.
ومن أمثلة ذلك في قول الله عز وجل { الذين هم عن صلاتهم ساهون} المراد بها إخراج الصلاة عن وقتها أو عدم إتمام ركوعها وسجودها ولو كانت في صلاتهم لاختلف المعنى للسهو في الصلاة .
النوع الثالث: الإعراب، وهو من أكثر ما يعنى به النحويون للكشف عن المعاني والتعرف على علل الأقوال والترجيح بينها .
ومن مسائل الإعراب مسائل بينة لا يختلفون فيها ومنها مسائل مشكلة يختلف فيها كبار النحاة وهذا الاختلاف على صنفين:

الصنف الأول : الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، إنما الاختلاف فيه في بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده وتخريج ما أشكل إعرابه كا ختلافهم في قوله تعالى {إنّ هذان لساحران}
الصنف الثاني: الاختلاف الذي له أثر على المعنى ومن أمثلته اختلاف العلماء في إعراب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}؛ فمن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم.
النوع الرابع : توجيه القراءات: واختلاف القراءات منه ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون.
قال أبو علي الفارسي: (قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).

النوع الخامس: التفسير البياني: وهو التفسير الذي يهتم بحسن البيان ولطائف العبارات وحكم اختير بعض الألفاظ على بعض وغير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
وتقرير هذا الكلام من وجهين: أحدها قدرة الله المطلقة على كل شيء.
والوجه الآخر: سعة علم الله وإحاطته بجميع الألفاظ وأنواع دلالاتها وأوجه إستعمالاتها.

ولو قُدِّرَ وجود لفظة أحسن لكان إدراك علم الله تعالى لها سابق على إدراك المخلوقين، وقدرته عليها أمكن من قدرتهم ولو اجتمعوا. ومن هذا الباب ما يكون من لطائف اختيار بعض الألفاظ على بعض كما في قوله تعالى: {والفتنة أشدّ من القتل} ، وقوله: {والفتنة أكبر من القتل}، وكثيراً ما تعرف لطائف الفروق بالنظر إلى السياق؛ فالسياق في الآية الأولى في حث المؤمنين على القتال وترغيبهم فيه وتحذيرهم من تركه، حيث قال تعالى:{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}.
فكان من أوجه حثّهم على القتال أن بيّن لهم أن الفتنة في الدين أشدّ من القتل وأعظم ضرراً من القتل، وما يحصل لمن فُتن في دينه من العذاب عند الله لا يوازي ما يحصل له من ألم القتل وهو ثابت على دينه.
قال ابن جرير: (فتأويل الكلام: وابتلاء المؤمن في دينه حتى يرجع عنه فيصير مشركاً بالله من بعد إسلامه أشد عليه وأضرّ من أن يقتل مقيماً على دينه متمسكاً بملته محقاً فيه)ا.هـ.
فالمراد بالفتنة في هذه الآية الافتتان في الدين، والخطاب فيها للمؤمنين فلما كانت الموازنة بين ألم القتل وعاقبة الفتنة ناسب أن يكون التفضيل بأشد، حتى يقدم المؤمن على القتال موقناً بأن ما يصيبه من أذى هو أخف من عاقبة ترك القتال والافتتان في الدين، كما قال تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم..} الآية.
ويوضّحه أيضاً معنى قوله تعالى: {وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون} وكذلك نظائرها في القرآن الكريم. وأما الآية الأخرى فسياقها في تعداد الآثام الكبار التي وقع فيها المشركون؛ حيث قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}.
فلمّا ذكر الصدَّ عن سبيل الله والكفر به وإخراج المؤمنين من مكة؛ ناسب أن يكون التفضيل بـ(أكبر) أي أكبر إثماً.
قال ابن عاشور: (والتفضيل في قوله: {أكبر} تفضيل في الإثم )

هذا من جهة.

ومن جهة أخرى فالخطاب في هذه الآية للمشركين فلم يناسب أن يقال لهم إن الفتنة أشد على المسلمين من هذه الآثام فيحصل لهم بذلك نوع شماتة بالمسلمين، بل المراد أن الفتنة التي أنتم مقيمون عليها وهي الشرك، أكبر إثماً من قتلكم من قتلتم من المؤمنين.
____________________________________________
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.

للوقف والابتداء أثرًا كبيرا في فهم المراد وعلى حسب الوقف والابتداء يختلف التفسير فمثلا في قوله تعالى: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)} فمن وقف على {اليوم} كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته، وهو أرجح الوجهين في التفسير.
قال الأخفش: (وقال: {لا تثريب عليكم اليوم} (اليوم) وقفٌ ثم استأنف فقال: {يغفر اللّه لكم} فدعا لهم بالمغفرة مستأنفاً)ا.هـ.
ومن وقف على {عليكم} ثمّ ابتدأ {اليوم يغفر الله لكم..} كان المعنى خبرٌ من يوسف عليه السلام – وهو نبيّ يوحى إليه – بمغفرة الله تعالى لهم في ذلك اليوم.

__________________________________________________
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
في كل طريق من طرق التفسير موارد للاجتهاد:
فأما طريق تفسير القرآن بالقرآن فموارده:
الاجتهاد في في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير وإن لم يكن يُقرأ بها.
 الاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى.
 الاجتهاد في بيان المجمل وتقييد المطلق وتخصيص العام .
 لاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي.
 لاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى.


وأما تفسير القرآن بالسنة فموارد الاجتهاد فيه:
الاجتهاد في ثبوته اسنادا ومتنا، بالتثبت منصحة الاسناد، وسلامة المتن.
لاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها، أو يعين على معرفة تفسيرها.
الاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
الاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث. الاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية

والتفسير بأقوال الصحابة فموارد الاجتهاد فيه:
o الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
o الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة، ومعرفة مآخذها، وتخريجها على أصول التفسير.
o الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يُحمل على الرفع.
o الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات وتمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يُحمل على التفسير.
o الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة نصّاً أو استخراجاً.
o الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.

وأما التفسير بأقوال التابعين :
يدخله الاجتهاد في أكثر الأوجه في تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
 الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط.
التفسير بلغة العرب:
 الاجتهاد في ثبوت ما يعرف بالنقل عن العرب، وتمييز صحيح الشواهد .
 لاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
 الاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
 والاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين، وهو باب واسع للاجتهاد، وله أمثلة كثيرة نافعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
الأولى التعبير بمصطلح التفسير بالاجتهاد، ويدخل فيه التفسير بالرأي المحمود ، وكان العلماء يحذرون من التفسير بالرأي والمقصود التفسير بالرأي المجرد ، وعدم تتبع آثار السلف، والاجتهاد في غير موارد الاجتهاد المعروفة.
وأهل الرأي المعروفين من أهل العراق أتباع حماد بن أبي سليمان وأبي حنيفة كان لهم اجتهاد في التفسير، فمنه ما أحسنوا فيه وأصابوا ومنه ما أخطأوا فيه ورّ عليهم السلف وبينوا لهم خطأهم . وهذا لا يخرجهم من دائرة السلف وكذلك ليس هم من أهل الرأي المحمود، لذلك كان أولى أن نعبر بالتفسير بالاجتهاد، لأن الاجتهاد مع بيان موارده يدل على أنه منضبط بحدود وآداب، وله موارد ودلالات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 محرم 1438هـ/29-10-2016م, 12:22 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على المجموعة الأولى:

الجواب الأول:
بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.

قال الله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}، يخبر تعالى عن رضاه عن السابقين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان.
فمن جاء بعد الصحابة سُمّوا بالتابعين لقول الله تعالى: {والذين اتّبعوهم بإحسان} و هذا لحسن اتباعهم للصحابة في الاعتقاد والأقوال والأعمال، و لا شك أن من شهد له الصحابة بإحسان الاتباع فهو أولى الناس بهذا الوصف، بل توجد شهادة هي أعظم من شهادة الصحابة رضوان الله عليهم وهي: شهادة رسول الله صلى الله عليه و سلم لهم بالخير و ثناؤه عليهم، و من أدلة ذلك:
- عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» متفق عليه.
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي على الناس زمان، يبعث منهم البعث فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به).رواه مسلم.
- عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني» رواه ابن أبي شيبة وابن أبي عاصم، و صححه الألباني.

الجواب الثاني:
التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟

كان المفسرون من التابعين على صنفين:
الأول: مفسّرون لهم أقوال و اجتهادات في التفسير، ومنهم من يجمع بين الاجتهاد في التفسير ونقل التفسير عن الصحابة، ومن هؤلاء: سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عباس، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي، وزيد بن أسلم، والضحاك بن مزاحم... وغيرهم.
الثاني: رواة للتفسير، فهم قد أخذوا التفسير عن الصحابة و التابعين فيقومون بروايته و نقله، و نادرا جدا ما تلمح اجتهادا في التفسير. و هذا الصنف على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: النقلة الثقات، كقيس بن أبي حازم، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو مالك الغفاري، وأبو نضرة العبدي، والربيع بن أنس البكري، وغيرهم.
الطبقة الثانية: نقلة اختلف في حالهم أو متكلم فيهم بسبب ضعف ضبطهم، كأبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي، وعطاء بن السائب، وسماك بن حرب الذهلي، وعلي بن زيد بن جدعان.
الطبقة الثالثة: نقلة ضعفاء متروكين، كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العبدي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، وجويبر بن سعيد الأزدي.

الجواب الثالث:
تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.

1. طبقة الصحابة رضي الله عنهم، فهم أعلم الناس بلغة القرآن، كيف لا و القرآن قد نزل بلسانهم، كما قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «شهدت ابن عباس، وهو يُسأل عن عربية القرآن، فينشد الشعر» يعني أنه كان يستشهد به على التفسير.
2. طبقة كبار التابعين كأبو الأسود الدؤلي مؤسس علم النحو.
3. طبقة أخذو عن أبي الأسود الدؤلي كابنه عطاء، ويحيى بن يَعْمَر العدواني.
4. طبقة أخذو عن أصحاب أبي الأسود وعامتهم من صغار التابعين و قد شافهوا الأعراب و كان لهم دور في تأسيس علوم العربية، و من هؤلاء: عبد الله بن أبي اسحاق، وعيسى بن عمر الثقفي.
5. طبقة تلاميذ الطبقة الرابعة كحماد بن سلمة البصري و الخليل بن أحمد الفراهيدي وغيرهما.
6. طبقة أعلام اللغة الكبار كسيبويه، وعلي بن حمزة الكِسائي، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأبي زكريا يحيى بن زياد الفراء.
ومنهم من صنف في التفسير ومعاني القرآن كالكسائي، ويحيى بن سلام البصري، والفراء، وأبي عبيدة، والأخفش الأوسط.
7. طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيدي، وصالح بن إسحاق الجرمي، وأبي مسحل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي، وعبد الله بن محمد التوزي، وعبد الله بن يحيى اليزيدي.
8. طبقة أبي العميثل عبد الله بن خليد الأعرابي،وأبي عثمان بكر بن محمد المازني، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي، وأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني .
9. طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري، واليمان بن أبي اليمان البندنيجي، والمفضل بن سلمة الضبي.
10.. طبقة يموت بن المزرّع العبدي، ومحمد بن جرير الطبري، وإبراهيم بن السّريّ الزّجّاج ، والأخفش الصغير علي بن سليمان، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي.
11. طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني، وأبي جعفر أحمد بن محمد النحاس، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، وأبي الطيّب اللغوي.
12. طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي، وأبي سليمان حمد بن محمد الخطّابي، وأحمد بن فارس الرازي.

الجواب الرابع:
اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.

النوع الأول: بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية، و لقد اشتدت عناية السلف بهذا النوع لصلته الوثيقة بالتفسير.
وقد يتفق العلماء في تفسير اللفظة، كتفسيرهم للتبّ في قوله تعالى : ( تبت يدا أبي لهب ) أي: خسرت وخابت، و قد يختلفون، فإن أمكن الجمع فهذا هو الأولى، و من أمثلة ذلك: اختلافهم في تفسير لفظة:"عسعس" على قولين، قيل: أدبر و قيل: أقبل.
أما معرفة الأسلوب فذو أهمية بالغة في فهم معنى الآية، كتفسير قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} فقد فسر بالتعجب وفسر بالاستفهام، فمعنى الآية مرتبط بمعرفة الأسلوب.
النوع الثاني: بيان معاني الحروف، و هذا من أهم الوسائل لمعرفة التفسير السليم للآية، و قد يترتب على المعنى الخاطئ للحرف على الغلط في تفسير الآية، كما فسر أبو العالية قوله تعالى: {الذين هم عن صلاتهم ساهون} فقال: «هو الذي لا يدري عن كم انصرف؟ عن شفع أو عن وتر» فعقب الزركشي قائلا: (لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال: "في صلاتهم" فلما قال "عن صلاتهم" دل على أن المراد به الذهاب عن الوقت).
النوع الثالث: الإعراب، و هذا النوع له أثر في معرفة معنى الآية، و قد يختلف النحويون في إعراب اللفظة، و قد يكون هذا الاختلاف لا أثر له في المعنى، و قد يكون له أثر فيه، و هذا الأخير هو الذي نسلط عليه الضوء و نبين أهميته بمثال: اختلف العلماء في إعراب "من" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}، فقيل أنها فاعل فيكون المراد هو الله تعالى لأنه الخالق فالمعنى: ألا يعلم ما متخفيه صدور الخلائق و هو خالقهم، وقيل أنها مفعول فيصير المعنى: ألا يعلم الله شأن الذين خلقهم.
النوع الرابع: توجيه القراءات، واختلاف القراءات منه ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يهتم به المفسرون، و من أمثلة ذلك: قوله تعالى: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222)} فقد ثبتت فيها قراءتان متواترتان: بقراءة: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء، و بقراءة التخفيف: (حَتَّى يَطْهُرْنَ). فالقراءة الأولى بالتشديد معناها يتطهرن بالماء، أما القراءة بالتخفيف فمعناها حتى يطهرن من دم الحيض أي بانقطاعه.
النوع الخامس: التفسير البياني، و هو أسلوب بلاغي يُعنى بالكشف عن حُسن بيان القرآن ولطائف عباراته، وحكم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، ولطائف التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار...إلخ.
ومن أمثلة التفسير البياني في قول الله تعالى:(والفتنة أشد من القتل)وقوله تعالى:(والفتنة أكبر من القتل).ففي الآيتين بيان لوجه من أوجه التفسير البياني وهو ما يكون من لطائف اختيار بعض الألفاظ على بعض.
الآية الأولى كان سياق الخطاب موجه للمؤمنين، والمراد بالفتنة؛ الإفتتان في الدين فيكون المعنى: أيها المؤمنون إن كنتم تألمون من القتل، فالفتنة في الدين التي تجعل من المؤمن كافرا هي أشد عند الله من القتل وهو ثابت على دينه يلقى الله مؤمنا، فناسب كلمة أشد.
بينما في الآية الثانية سياق الخطاب في تعداد الكبائر التي وقع فيها المشركون. قال تعالى:(يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه...الآية) ذكر الله في الآية بعض الآثام التى ارتكبها الكفار ثم بيّن ما هو أكبر من ذلك وهو إخراج المؤمنين من مكة، فناسب كلمة أكبر.
النوع السادس: الوقف والابتداء، ولهذا العلم صلة وثيقة بالتفسير لارتباطه ببيان المعنى، و من أمثلة ذلك: الوقف في قوله تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}. فإذا وصل القارئ أفاد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة، وإذا وقف على {عليهم} وابتدأ بقوله: {أربعين سنة يتيهون في الأرض} أفاد تعلّق التوقيت بالتّيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبدا عليهم، والتيه مؤقتا بأربعين سنة.
النوع السابع: التصريف.
النوع الثامن: الاشتقاق.
النوع التاسع: البديع.
النوع العاشر: تناسب الألفاظ والمعاني.

الجواب الخامس:
بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.

الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير منه ما له أثر في التفسير، و منه ما لا أثر له فيه، و الذي يعنينا في هذا المبحث هو الاختلاف الذي يرتبط ارتباطا كبيرا بالمعنى. و من أمثلة ذلك: الوقف في قوله تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يتيهون في الأرض}:
فإذا توقف القارئ على {عليهم} وابتدأ بقوله: {أربعين سنة يتيهون في الأرض} أفاد أن التحديد بأربعين سنة هي مدة التيه، أما التحريم فيكون مؤبدا لا مؤقتا.
و إذا توقف القارئ على { أربعين سنة} وابتدأ بقوله: { يتيهون في الأرض} يكون المعنى: أن التحديد بأربعين سنة هي مدة التحريم، و كانوا في هذه الأربعين سنة يتيهون في الأرض، فالتحريم مؤقت ليس مؤبد.
ومن الأمثلة أيضا على ذلك أيضا الوقف في قوله تعالى: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)} فمن وقف على {اليوم} يكون المعنى: لا لوم ولا تأنيب ولا تعيير عليكم اليوم، و ما كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته.
ومن وقف على {عليكم} ثم ابتدأ {اليوم يغفر الله لكم..} فيكون قوله: {اليوم} متعلق بفعل {يغفر الله لكم} فهو خبر وحي من يوسف عليه السلام بأن الله تعالى قد غفر لهم اليوم لتوبتهم.
فيتبين من ذكر هذين المثالين على أهمية علم الوقوف و شدة ارتباطه بتفسير كلام الله تعالى.

الجواب السادس:
تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.

لتفسير كتاب الله تعالى عدة طرق، هي: تفسير القرآن بالقرآن، و تفسير القرآن بالسنة، و تفسير القرآن بأقوال الصحابة، و تفسير القرآن بأقوال التابعين، و تفسير القرآن بلغة العرب.
و باب الاجتهاد مفتوح في كل طريقة من طرق التفسير المذكورة.

1. فأما طريق تفسير القرآن بالقرآن فمنه ما هو قائم على النص الصريح في القرآن فهذا لا مجال للاجتهاد فيه، و لكن يصح الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن عند غياب النص الصريح.
و يشترط في صحة هذا الاجتهاد أن يكون ما يستدل عليه لا يخالف أصلا صحيحا من القرآن والسنة والإجماع من سلف الأمة، و بأن يكون وجه الدلالة صحيحا.
ولهذا الاجتهاد موارد ومداخل منها:
- الاجتهاد في صحة أسانيد بعض القراءات التي لم تشتهر.
- الاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة، كقوله تعالى:{ و أمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود} هود، فلفظ سجيل فيه غرابة و هي تحتاج إلى تفسير و قد فسرت في آية أخرى وردت فيها القصة نفسها و الحدث نفسه فقال تعالى:{ لنرسل عليهم حجارة من طين} الذاريات، فدل أن سجيل هو الطين.
- الاجتهاد في بيان المجمل، و المجمل هو ما احتاج إلى بيان كقوله تعالى:{ أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم} فبينه سبحانه بقوله:{ حرمت عليكم الميتة و الدم...} الآية 3 من سورة المائدة.
- الاجتهاد في تقييد المطلق، قال تعالى:{ والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض } فأطلق الاستغفار لمن في الأرض فشمل الكافر بذلك، لكنه قيده في قوله تعالى:{الذين يحملون العرش يسبحون بحمد ربهم و يؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا } فقيد استغفار الملائكة هنا بالمؤمنين فقط.
- الاجتهاد في تخصيص العام، كقوله تعالى:{و المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} فهذا حكم عام في جميع المطلقات ثم أتى ما يخصص هذا العام من الحوامل و هو قوله تعالى:{ و أولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن}.
- الاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي، فمثلا عندنا في سورة البقرة قوله تعالى:{ و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين...} و في سورة الأحقاف قال تعالى:{و حمله و فصاله ثلاثون شهرا} فاستدل بهذه الآية على أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، لأن مدة الرضاع الكامل سنتان.
- الاجتهاد في ترجيح قول أو تقويته بالاستدلال بآية أخرى، كما فعل ابن كثير في الترجيح في قوله تعالى :{ و القلم} فقيل أنه جنس الأقلام، و قيل هو القلم الذي كتب به في اللوح المحفوظ، فقال ابن كثير: (وقوله: {والقلم} الظّاهر أنّه جنس القلم الّذي يُكتَب به كقوله: {اقرأ وربّك الأكرم الّذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم} فهو قسمٌ منه تعالى، وتنبيهٌ لخلقه على ما أنعم به عليهم من تعليم الكتابة الّتي بها تنال العلوم).
- الاجتهاد في الإعلال ببعض التفاسير المنحرفة أو الضعيفة، كقول الحسن البصري رحمه الله تعالى: (قاتل الله أقواما يزعمون أن إبليس كان من ملائكة الله، والله تعالى يقول: { كان من الجن} ). رواه ابن أبي حاتم.

2. وأما تفسير القرآن بالسنة فمن موارد الاجتهاد فيه:
- الاجتهاد بالتأكد من سلامة التفسير النبوي، و هذا عن طريق التحقق من صحة السند و المتن.
- الاجتهاد في استخراج العلاقة بين آية و حديث قد يبن المراد منها، كقوله صلى الله عليه و سلم:( يؤتى بجنهم يومئذ لها سبعون ألف زمام، لكل زمام سبعون ألف ملك يجرونها) كقوله تعالى:{و جيء يومئذ بجهنم}.
- الاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله، مثل تلاوته صلى الله عليه و سلم في غزوة بدر قوله تعالى:{سيهزم الجمع و يولون الدبر} حديث رواه البخاري.
- الاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صح من الأحاديث.
- الاجتهاد في ردِّ بعض التفاسير المعلولة بما صح من الأحاديث، فقد يفسر أحد ما آية تخالف حديثا صحيحا، و السبب الذي أوقعه في الغلط هو عدم علمه بهذا الحديث أو سهوه عنه. ومن أمثلة ذلك قول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسير قول الله تعالى: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم}: (وقول من قال: إن المراد بإمامهم كمحمد بن كعب «أمهاتهم» أي يقال: "يا فلان ابن فلانة" قول باطل بلا شك، وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر مرفوعا: «يرفع يوم القيامة لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان»). وهذا القول ذكره الثعلبي والبغوي عن محمد بن كعب القرظي من غير إسناد، ولا يصح عنه.

3. وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة فمن موارد الاجتهاد فيه:
- الاجتهاد في معرفة تفاسير الصحابة.
- الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المنسوبة إلى الصحابة.
- الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة و ضبطها بما يوافق أصول التفسير.
- الاجتهاد في التفرقة بين ما يرويه الصحابة و يكون له حكم الرفع وبين ما يرويه الصحابة من الغيبيات المأخوذة من كتب أهل الكتاب و ليس له حكم الرفع.
- الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.
- الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المروية عن الصحابة.
- الاجتهاد في التمييز بين أقوال الصحابة مما يُحمل على بيان سبب النزول أو مما يُحمل على تفسير الصحابي.

4. وأما تفسير القرآن بأقوال التابعين فموارد الاجتهاد فيه هي نفس موارد الاجتهاد في القرآن و الصحابة إلا أن أقوال التابعين تحمل على الإرسال لا على الرفع، و يضاف إلى ذلك الاجتهاد في معرفة أحوال التابعين من حيث العدالة و الضبط حتى يتمكن المجتهد من التمييز بينهم حال الترجيح بين أقوالهم.

5. وأما تفسير القرآن بلغة العرب فمن موارد الاجتهاد فيه:
- الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب أو ما يعرف بالنقل عنهم.
- الاجتهاد في توجيه القراءات.
- الاجتهاد في الإعراب.
- الاجتهاد في بيان العلل البيانية.
- الاجتهاد في معرفة الاشتقاق والتصريف و تناسب الألفاظ.
- الاجتهاد بالاستدلال اللغوي في الترجيح بين الأقوال، أو الجمع بينها، أو إعلال بعضها.
- الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسرين.

الجواب السابع:
أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.

التعبير بمصطلح (التفسير بالاجتهاد) أولى من (التفسير بالرأي) لأسباب منها:
- لأن هذا المصطلح هو الأكثر استعمالا عند السلف، فهو أقرب للصواب.
- و المتداول عند السلف هو التحذير من التفسير بالرأي، و هم لا يريدون بذلك نبذ الاجتهاد الصحيح المعتبر في موارد التفسير المختلفة.
- و لأن مصطلح التفسير بالرأي فيه التباس، لأن التفسير بالرأي منه ما هو مذموم ومنه ما هو محمود، أما مصطلح التفسير بالاجتهاد فيدخل فيه التفسير بالرأي المحمود ولا يدخل فيه التفسير بالرأي المذموم.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 محرم 1438هـ/29-10-2016م, 04:26 PM
محمد شمس الدين فريد محمد شمس الدين فريد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 163
افتراضي


المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
الطبقة الأولى: طبقة كبار التابعين.
هم الذين عاصروا كبار الصحابة رضي الله عنهم، وتعلموا منهم.
من أصحاب هذه الطبقة:
1- الربيع بن خثيم الثوري، المتوفى سنة إحدى وستين من الهجرة.
2- مسروق بن الأجدع الهمداني، المتوفى سنة اثنتين وستين من الهجرة.
3- عَبِيدة بن عمرو بن قيس السلماني، المتوفى سنة اثنتين وسبعين من الهجرة.
الطبقة الثانية: طبقة أواسط التابعين.
من أصحاب هذه الطبقة:
1- سعيد بن جبير الأسدي، المتوفى سنة خمس وتسعين من الهجرة.
2- مجاهد بن جبر، المتوفى سنة اثنتين ومئتين من الهجرة.
3- عامر بن شراحيل الشعبي، المتوفى سنة أربع ومئتين من الهجرة.
الطبقة الثالثة: طبقة صغار التابعين.
من أصحاب هذه الطبقة:
1- محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، المتوفى سنة أربع وعشرين ومئة من الهجرة
2- عمرو بن عبدالله أبو إسحاق السبيعي، المتوفى سنة سبع وعشرين ومئة.
3- زيد بن أسلم العدوي، المتوفى سنة ست وثلاثين ومئة من الهجرة.

س: بيّن تعظيم التابعين لشأن التفسير.
كان التابعون رحمهم الله على منوال سلفهم وطريقة معلميهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع كتاب الله تعالى، حيث كانوا لا يتكلمون في تفسيره ولا يقولون في تأويله إلا بما ثبت عندهم علمُه بيقين؛ فكانوا يتحرجون من الكلام في التأويل والتفسير بالظن والرأي الفاسد، وتدل على هذا المعنى آثارٌ متعددة ثبتت عن كثير منهم رحمهم الله، منها مايلي:
1- قول الشعبي: "أدركت أصحاب عبد الله، وأصحاب علي وليسوا هم لشيءٍ من العلم أكرَه منهم لتفسير القرآن".
2- قول عبيدالله بن عمر: "لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع".
3- قول مسروق: "اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله".
4- قول القاسم بن محمد: "لأن يعيش الرجل جاهلًا بعد أن يعلمَ حقَّ الله عليه= خيرٌ له من أن يقول ما لا يعلم".
5- ما ذكره يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن.

س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
يكون تفسير التابعين حجةً إذا اتفقوا على تفسير آيةٍ ما ولم يرد عن أحدهم قولٌ مخالفٌ فيها، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" إذا اتفقوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة".
ويعرف الإجماع: باشتهار القول وعدم ورود القول المخالف.

س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
كان الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون من بعدهم أصحابَ لسان عربي قويم؛ حيث إنهم يعدُّون على اختلاف درجاتهم في المعرفة بالعربية= من أهل طبقة الاحتجاج؛ لعدم انتشار العجمة فيهم والتي انتشرت فيمن بعدهم بالاختلاط بأصحب اللغات الأخرى بعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية، وكانوا على دراية ووعي بمختلف لهجات العرب وكانوا يحفظون الحجج اللغوية من أشعار العرب وخطبهم؛ فاستعانوا بذلك كله على تفسير كتاب الله تعالى وإعرابه وحسن تلاوته، وقد ورد من الآثار ما يدل على ذلك مثل:
1- ما كتبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: "أما بعد: فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون".
2- قول أبيِّ بنِ كعب رضي الله عنه: "تعلموا العربيةَ في القرآن كما تتعلمون حفظَه".
3- قول ابن عباس رضي الله عنهما: "إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب".
4- قال عاصم بن أبي النجود: "كان زرّ بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله ــــ أي ابن مسعود ــــ يسأله عن العربية".
س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
[font="&amp] [/font]التفسير البياني يبحث في أوجه حسن البيان وصور الجمال في كتاب الله العظيم القرآن الكريم، ويعتني بالبحث في أسباب اختيار الألفاظ وأوجه تفضيل اختيار بعضها على بعض، وكذلك معاني الأساليب وما يراد بها؛ وعليه فإن أهميته تكمن فيما يلي:
1- له صلةٌ بالكشف عن المعنى المراد باللفظ أو بالأسلوب المستخدم.
2- يستفاد منه في رفع الإشكالات التي قد تتوهمها الأذهان.
3- يستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض.
4- له صلةٌ وثيقةٌ بعلم مقاصد القرآن.

لكنه من المهم إدراكُ بعض الشروط التي يجب توافرها فيمن يخوض غمار التفسير البياني للقرآن الكريم:
أولا: الحذر من بعض ما يذكره من تكلم في هذا الضرب من التفسير من الأمور التي تخالف صحيح الاعتقاد.
ثانيا: الحذر مما يكون فيه نوع تكلُّفٍ نهت عنه الشريعة الغراء.
ثالثًا: التفريق بين ما هو ظاهرُ الدَّلالة بيِّنُ الحجَّة، وبين ما هو دقيقٌ مأخذُه لطيفٌ منزعُه، وبين ما لا يمكن الجزم بثبوته ولا نفيه، وبين ما هو خطأ واضحٌ لمخالفته نصًّا أو إجماعا أو قام على خطأ ظاهر.
رابعًا: ما يحصل من بعض المتأخرين من التعصب لما ذهب إليه من المعنى البياني ومن ثمَّ التشنيع على غيره ممن سبقه ولم يلتفت إلى ذلك المعنى أو ذكره بصورة موجزة لم يدركها هو.
خامسًا: التنبه لبعض ما يستدل به بعض المتأخرين مما يتوهمونه أسلوبا بيانيا يجعلونه جسرا ومعبرا إلى تقرير معانٍ بدعية وعقائدَ محدثةٍ.
سادسا: عدم الجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه ورأيه مما يخالف النص الصحيح أو الإجماع الصريح؛ فكل تفسير عارض نصًّا أو إجماعاً فهو تفسير باطل.
س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
أولا: أسباب الانحراف في التفسير اللغوي:
1- أعظم الأسباب الإعراضُ عن النصوص المحكمة وإجماعات السلف.
2- اتباع المتشابهات لموافقه هوى النفس بسبب زيغ القلب؛ كما قال الله تعالى: "فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله".
وطريقة أهل الزيغ أنهم يستخدمون مرونة اللغة وما فيها من أوجه البيان لتقرير معان باطلة ومعتقدات فاسدة مسبقة اعتقدوها، وبطلان تلك العقائد والمعاني معلوم بالإجماع والنصوص، وأهل العلم الصادقين لا يقع التعارض عندهم ابتداء بين مقتضيات اللغة المستقيمة ومدلولات النصوص الصحيحة والإجماعات الصحيحة.
ثانيًا: مظاهر الانحراف في التفسير اللغوي:
1- التشكيك في دلالات النصوص بناء على احتملات لغوية باردة أنتجتها عقول فاسدة.
2- التحايل في أثبات العقائد الفاسدة بالحجج اللغوية الضعيفة.
3-ادعاء التعارض بين النصوص لترويج البدعة بدعوى الجمع بين المتعارضات.
4- ضعف العناية بالسنة، ومن ثم الطعن على أهل الحديث ورميهم بالجمود وعدم التعقل وضعف الحجة.
5- ادعاء التجديد القائم على نبذ أقوال السلف.
ثالثًا:مظاهر الانحراف في التفسير اللغوي على متعاطيه:
1- أنه في ضلال مبين؛ لاتباعه غير سبيل المؤمنين.
2- الذي يصدقهم ويتبعهم فإنه متَّبع لأئمة الضلالة، والمرء مع من اتّبع.

س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
المرتبة الأولى:ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات:
حيث لا اجتهاد مع ورود النص.

المرتبة الثانية: دلالة الإجماع وهي من الدلائل المستفادة من التفسير بأقوال الصحابة والتابعين:
مع ملاحظة:
1- أن مستند الإجماع لا بد أن يكون نصا من الكتاب أو السنة.
2- أن الإجماع على تفسير آية إذا ثبت؛ ففهو حجَّة لا تحلُّ مخالفته.
المرتبة الثالثة: دلالة الآثار من أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآية مما لم يتحقق فيه الإجماع:
مع ملاحظة:
1- كل أثر خالف الأصل الأول أو الثاني فهو مردود.
2- مخالفةُ الصحابي إذا صحَّ الإسناد إليه، ولم يتبيَّن لقوله علةٌ يثبت بها خطأ قوله، ولم يكن معتمد قوله نصًّا منسوخا، ولم ينكر علماء الصحابة قوله= ترفعُ دعوى الإجماع؛ فتكون المسألة مسألة خلاف وليست مسألة إجماع.
3- مخالفة أحد التابعين لقول وقع الاتِّفاقُ عليه من جيل الصحابة = لا تنقض الإجماع على الصحيح، بشرط أن لا يُتابَع على قوله؛ فإذا تابعه بعض العلماء على قوله كانت علامةً على أن المسألة مسألةُ خلاف.
4- إذا هُجر قول التابعي ولم يُتابعه عليه أحد لم تكن مخالفته قادحة في انعقاد الإجماع؛ لأن هجران العلماء لقوله دليل على إجماعهم على خطئه.
5- مسائل الخلاف يُصار فيها إلى الترجيح لعدم إمكان على نوعين:
النوع الأول: مسائل الخلاف القوي: يكون لأصحاب كلّ قول أدلّة لها حظّ كبير من النظر، ويكثر الاختلاف بين العلماء في الترجيح بينها.
والنوع الثاني: مسائل الخلاف الضعيف: المسائل التي يكون القول المرجوح فيها بيِّن الضعف.
المرتبة الرابعة:: دلالة اللغة، وذلك بتفسير الآية بما يحتمله السياق من المعاني اللغوية:
مع ملاحظة:
1- أن هذه الدلالة مرتبة على ما قبلها.
2- أنه يشترط لقبولها أن لا تخالف النص ولا الإجماع ولا أقوال السلف.
المرتبة الخامسة: دلالة الاجتهاد:
مع ملاحظة أن:
1- هذه الدلالة مترتِّبة على ما سبق
2- كل تفسير اعتمد فيه صاحبه على اجتهاد خالف فيه نصّاً أو إجماعاً أو أقوال السلف أو الدلالة اللغوية الصحيحة فهو تفسير مردود.
أهميّة معرفة هذه المراتب:
إدراك حدود التفسير بالاجتهاد التي تضبطه وتحدد مجاله، وتلك الحدود هي:
1- تحريم القول على الله تعالى بغير علم.
2- وجوب اتِّباع الرسول صلى الله عليه وسلم وتحريم معصيته.
3- وجوب اتِّباع سبيل المؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان، وتحريم مخالفة سبيلهم.
4- أن القرآن نزل بلسان عربي مبين .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 محرم 1438هـ/29-10-2016م, 05:08 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
أصناف التابعين من حيث الرواية والدراية:
الأول: من جمع بين الرواية والدراية, ففسروا القرآن بما علموه من الطرق الصحيحة لتفسيره, وهم مع تفسيرهم الخاص نقلوا أقوال الصحابة في تفسير القرآن, فجمعوا ببين الاجتهاد والنقل, مثل: أبو العالية الرياحي, فقد روى عن أبي بن كعب, وأبي موسى الأشعري, وابن عباس وغيرهم من الصحابة, كذلك سعيد بن المسيب الذي روى عن عائشة وأبي هريرة وزيد وأنس وغيرهم, وعكرمة مولى ابن العباس, والحسن البصري وغيرهم الكثير,
الثاني: من اكتفى بنقل أقوال الصحابة والتابعين في التفسير, ويندر العثور على قول خاص لهم في التفسير, وهؤلاء قد حفظوا بنقلهم هذا العلم الكثير مما انتفعت به الأمة على مر العصور, وهم ثلاث طبقات:
الأولى: نقلة ثقات، ومنهم: قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، ووأبو مالك الغفاري، وأبو نضرة العبدي، وأبو تميمة الهجيمي وأبو بشر اليشكري، والربيع بن أنس البكري، وأبو روق عطية بن الحارث الهمداني، وغيرهم.
الثانية: نقلة تكلم فيهم العلماء من جهة ضعف الضبط, أو اختلفوا في الحكم على حالهم, وهم درجات، منهم: أبو صالح مولى أم هانئ، وشهر بن حوشب، وعطاء بن السائب، وسماك بن حرب الذهلي، وعلي بن زيد بن جدعان.
الثالثة: الضعفاء وهم في عداد المتروكين، منهم: يزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العبدي، وجويبر بن سعيد الأزدي.

س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
سار التابعون على منهج الصحابة رضوان الله عليهم, في تفسير القرآن, ففسروه بالقرآن, وفسروه بالسنة, وفسروه بأقوال الصحابة, وفسروه بما عرفوه من وقائع التنزيل, وفسروه بلغة العرب, وفسروه باجتهادهم الخاص.
- فمن تفسيرهم القرآن بالقرآن, تفسير قتادة قوله تعالى: "وله الدين واصبا" قال: دائما، ثم قال: ألا ترى أنه يقول:"عذاب واصب" أي دائم.
- ومن تفسيرهم القرآن بالسنة النبوية, ما جاء عن قتادة وسعيد بن المسيب في قوله تعالى:"وأقم الصلاة لذكري",فقد فسروا الآية بقوله عليه الصلاة والسلام:"من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك".
- ومن تفسيرهم القرآن بأقوال الصحابة, ما رواه مجاهد في قوله تعالى:"ويمنعون الماعون" قال: كان علي يقول: "هي الزكاة", وقال ابن عباس: "هي العارية", فجمع أقوال الصحابة وفسر بها الآية.
- ومن تفيسرهم القرآن بما عرفوه من وقائع التنزيل, ما قاله سعيد بن المسيب: في قوله تعالى:"ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم",قال: إنما نزلت هذه الآية في الذين كانوا يتبنون رجالا غير أبنائهم ويورثونهم، فأنزل الله فيهم، فجعل لهم نصيبا في الوصية، ورد الميراث إلى الموالي في ذي الرحم والعصبة، وأبى الله للمدعين ميراثا ممن ادعاهم وتبناهم، ولكن الله جعل لهم نصيبا في الوصية".
- ومن أمثلة تفسيرهم القرآن بلغة العرب: ما قاله علقمة في قوله تعالى: "ختامه مسك" قال: ليس بخاتم يختم، ولكن ختامه خلطه، ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول للطيب خلطه مسك، خلطه كذا وكذا.
- وأما تفسيرهم القرآن بالاجتهاد, فقد كانوا يجتهدون في فهم النص، وفيما لم يبلغهم فيه نص، وكان اجتهادهم أقرب للصواب من اجتهاد غيرهم, لقرب عهدهم من عهد النبوة, وأخذهم العلم عن الصحابة, وقد يقع منهم الخطأ في الاجتهاد, كما في قول عبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر, قال: "إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه"؟, وهذا القول مهجور ومخالف لفعل النبي عليه الصلاة والسلام, ومخالف لأقوال الصحابة رضوان الله عليهم, لكنه نظر في النص واجتهد فأخطأ, فله أجر كما جاء في الحديث.

س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
جاء عن عكرمة: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: اقرأ علي، فقرأ عليه: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون", قال: أعد، فأعاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر".
فقد أنزل الله تعالى القرآن عربيا مبينا, فقال:"إنا أنزلناه قراءنا عربيا لعلكم تعقلون", قال ابن جرير:"جعلناه قرآنا عربيا إذْ كانوا عرباً، ليفهموا ما فيه من المواعظ، حتى يتقوا ما حذرهم الله فيه من بأسه وسطوته، فينيبوا إلى عبادته وإفراد الألوهة له، ويتبرؤوا من الأنداد والآلهة", والخطاب في الآية موجه للعرب الذين أنزل القرآن بلسانهم, فدل هذا على إن لغته مفهومة, واضحة, بينة لهم, وقد كان العرب قد وصلوا الغاية في الفصاحة والبلاغة, وكانوا يعتزون بالشعر, وحفظه ونقله, فكان ديوانهم, به يصولون ويجولون, وبه يهجون ويمدحون, وجعلوا له مجالس, وتباروا فيه, حتى كان لكل منهم شعره الخاص الذي يميزه عن غيره, فكان الواحد منهم يميز شعر فلان عن غيره, فلما سمعوا القرآن, لم يستطيعوا تجاهل ما احتواه من كمال اللغة من جميع جوانبه, فألفاظه وأساليبه تدل على المراد دلالة بينة, فهو مبين في ألفاظه ومعانيه وهداياته, قال تعالى في وصفه:"بلسان عربي مبين", فألفاظه وتراكيبه بلغت المنتهى في الحسن والكمال, بدون تنافر بينها ولا اختلاف. ومعانيه سامية , مستقيمة , ليس فيها محال ولا غموض.
وقد تحداهم الله تعالى على أن يأتوا بسورة من مثله, ومع ذلك عجزوا ولم يستطيعوا إلا أن يقروا بعظمة القرآن, وإعجازه وعجزهم عن مجاراته, فاعترفوا ببيانه وهداه حتى مع كفرهم, كما في قصة الوليد ابن المغيرة لما قرأ عليه الرسول عليه الصلاة والسلام, آيات من سورة فصلت, وخاف الكفار أن يكون قد أسلم, فطلبوا منه أن يقول في القرآن قولا يرضونه, فقال:"وماذا أقول؟ فو الله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه ولا بقصيدته مني، ولا بأشعار الجن.
والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وأنه ليحطم ما تحته.
كذلك أن القرآن يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي؛ فيفهمون من دلائل الخطاب ما يرى أثره عليهم, كما وصف ذلك في قوله تعالى:" وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين", لذلك أسلم الكثير من الكفار بمجرد سماع القرآن الكريم, لعظيم وقع كلماته عليهم, كما حصل مع جبير بن مطعمٍ حيث قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء المشركين يوم بدر، وما أسلمت يومئذ ؛ فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب؛ فقرأ بالطور؛ فلما بلغ هذه الآية:"أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون", فقال:كاد قلبي أن يطير، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي", فلم لم يحتج معها إلى تفسير, فقط مجرد تلاوة بينة لتلك الآيات عقلها ودخلت قلبه.
وقد أمر الله الناس في كتابه بالتفكر والتدبر, وجاء هذا الأمر لأناس لم يؤمنوا بعد, فقال تعالى:"فاقصص القصص لعلهم يتفكرون"، ودليلهم إلى هذا التفكر كان فهمهم للخطاب القرآني الذي نزل بلغة عربية مبينة, فيكون معنى الآية: اتل عليهم هذا البيان المفصل الذي لم يدع شيئاً مشتبها ولا ملتبسا، وقال تعالى:"والله يقص الحق وهو خير الفاصلين"
أي فرق بين أهل الحق وأهل الباطل بتفصيله الحسن البين في أعمال الفريقين.
فالأمر بالنظر والتفكر وإعمال العقل فيما سمعوه من آيات, ولم يحتاجوا لعلماء يبينوه ويشرحوه, بل يكن لهم من دليل سوى اللغة, لدليل على وضوح الحق في القرآن, وقدرة الإنسان بمجرد القراءة له على رؤية الهداية المتضمنة فيه, وعلى فهم ووعي ما جاء به من تفصيل في التفريق بين الحق والباطل, وبين التوحيد والشرك بأنواعه, لذلك فهم الكفار معنى كلمة التوحيد, ورفضوا الخضوع لها, وقد قال تعالى:"ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا".

س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
اختلاف إعراب القرآن على نوعين:
الأول: اختلاف لا أثر له على المعنى, سوى الفوارق البيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب, فهذا ناتج عن اختلافهم في بعض اصول النحو وتطبيقاته, ومثاله: اختلافهم في إعراب "هذان" في قوله تعالى:"إن هذان لساحران", وقد قال الزجاج: "وهذا الحرف من كتاب اللّه عز وجل مُشكِل على أهل اللغة، وقد كثر اختلافهم في تفسيره...", وقال:"والذي عندي واللّه أعلم, وكنت عرضته على عالميَنا محمد بن يزيد وعلى إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد القاضي فقَبلاه وذكرا أنه أجود ما سمعاه في هذا، وهو أن "إن" قد وقعت موقع "نعم"، وأن اللام وقعت موقعها، وأن المعنى هذان لهما ساحران".
الثاني: اختلاف له أثر على المعنى، وهو الذي يتعلق بالتفسير اللغوي, ومثاله: الاختلاف في إعراب "نافلة" في قوله تعالى:"ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة", فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛ فسر المراد بالنافلة الهبة, ومن أعربها حالا من يعقوب فسرها بالزيادة. أي وهبنا له يعقوب في حال كونه زيادة على إسحاق

س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
في كل طريق من طرق التفسير المعتبرة موارد للاجتهاد:
أولا: تفسير القرآن بالقرآن: الاجتهاد يكون في:
-ثبوت أسانيد بعض القراءات.
- تفسير لفظة بلفظة أخرى.
- بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام.
- الجمع بين الآيات لاستخراج حكم شرعي.
- في تفصيل ما ذكر في آية ما, بذكر ما يتعلق به من آية أخرى.
- الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقويها بدلالة من آية أخرى.
ثانيا: تفسير القرآن بالسنة: فموارد الاجتهاد فيه تكون في:
- التحقق من ثبوت النص سندا ومتنا.
- استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث يفسرها أو يبين معانيها او بعض معانيها..
- معرفة أسباب النزول وأحواله.
- الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة.
- إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صح من الأحاديث النبوي
ثالثا: موارد الاجنهاد في تفسير القرآن بأقوال الصحابة تكون في:
- معرفة أقوال الصحابة في التفسير.
- التحقق من ثبوت صحة الأسانيد.
- فهم أقوال الصحابة، ومعرفة مآخذها، وتخريجها على أصول التفسير.
- التمييز بين ما يحمل على الرفع من أقوالهم.
- تحرير أقوال الصحابة في نزول الآياتت, والتفريق بين ما يحمل على بيان سبب النزول وما يحمل على التفسير.
- معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إليهم.
- الجمع والترجيح بين أقوالهم.
- تقرير وتصنيف مسائل الإجماع، والتمييز بين الخلاف المعتبر وغير المعتبر. وخلاف التنوع وخلاف التضاد
رابعا: موارد الاجتهاد في تفسير القرآن بأقوال التابعين تكون في:
- التمييز بين ما يحمل على الإرسال من أقوالهم.
- تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط، و مراتبهم ودرجاتهم ليتمكن من الترجيح بين أقوالهم في حالة التعارض.
- ما تقدم ذكره من موارد الاختلاف في تفسير القرآن باقوال الصحابة
خامسا: موارد الاجتهاد في تفسير القرآن بلغة العرب, وتكون في:
- ثبوت ما يعرف بالنقل عن العرب.
- تمييز صحيح الشواهد من منحولها، ومقبولها من مردودها، والاجتهاد في اكتشاف ما اعترى بعضها من اللحن.
- ضبط الألفاظ العربية رواية ودراية.
- التمييز بين لغات العرب، ومعرقة أوجه الاختلاف والتوافق بينها.
- معرفة الإعراب.
- تلمس العلل البيانية، وتوجيه القراءات، ومعرفة الاشتقاق والتصريف.
- تعيين معاني الحروف والمفردات والأساليب القرآنية.
كذلك من موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي, الاجتهاد في:
- الاستدلال لصحة بعض الأقوال وإعلال البعض.
- الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي.
- معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسرين.

س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
يُشترط لذلك ثلاثة شروط:
الأول: أن يكون مؤهلا في العلوم التي يحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه.
الثاني: معرفته لموارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
الثالث: أن لا يأتي باجتهاد يخالف أصلا من أصول اشريعة, فلا يخالف نصا, ولا إجماعا, ولا قول سلف, ولا دلالة لغوية, وكل اجتهاد يخالف أحد هذا الأصول, يرد ولا يعتبر به.

س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
هو تفسير أهل البدع للقرآن بالراي المجرد, بما وافق أهوائهم ومذاهبهم, فحملوا القرآن على ما يوافق قواعدهم ومعتقداتهم, ولم يكن اجتهادهم في موارد الاجتهاد المعتبرة, بل بمجرد الرأي لنصرة قول أو هوى, أو معتقد, مع الإعراض عن أقوال السلف, أما من كان من اهل السنة, واجتهد على أصول أهل السنة وقواعدهم, لكنه اخطأ في اجتهاده لكثرة اعتماده على الرأي والنظر, وضعف ما لديه من علوم الحديث, مثل فعل مرجئة الفقهاء, فهؤلاء لا يخرجون من دائرة أهل السنة, وع هذا لا يقرون على ما وقعوا فيه من خطأ, بل يبين, ويقرون على ما جاؤوا به من الصواب, ولا ينسبون إلى أصحاب التفسير بالرأي المذموم.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 محرم 1438هـ/29-10-2016م, 05:09 PM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي المجلس الثاني عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
ميز الصحابة عن التابعين بكونهم عدول ثقات كلهم ، أما التابعون فهم على درجات متفاوتة ؛ لتفاوتهم في :
- إحسان الاتباع
- -وفي ضبط المرويات
- وفي الاجتهاد والفهم
ولذا فهم على درجات تفصيلها فيما يلي:
الأولى: الأئمة الثقات الذين عُرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين فهؤلاء بأعلى مراتبهم.
الثانية: صالحون مقبولون ، ومنهم عباد معروفون، لا مطعن في عدالتهم ولا ضبطهم لكنّهم لم يعرفوا بالاشتغال بالعلم فهؤلاء تقبل مروياتهم ويُحتجّ بها في الجملة إلا أن خالفت روايتهم رواية من هم أوثق منهم.
الثالثة: من تعتبر روايتهم ولا يحتجّ بها إلا أن تعضد برواية آخرين، وهم أصناف:
أ- صالحون لا يتهمون بالكذب، لكنّهم ضعفاء في الضبط، يقع منهم من الخطأ في الرواية ما استدل به على ضعف ضبطهم.
ب- مجهولو الحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يُعرف حالهم.
ج- وصنف اختلف فيهم الأئمة النقّاد فمنهم من وثّقهم ومنهم من ضعّفهم.
الرابعة: الذين لا تعتبر روايتهم، وهؤلاء على أصناف:
أ- الذين كَثُر منهم الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز حتى استحقّوا الترك.
ب- المتّهمون بالكذب. ج- غلاة المبتدعة.

س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
سار التابعون على نهج الصحابة فقد فسروا القرآن بالطرق التي فسروه بها حيث فسروا:
- القرآن بالقرآن.
ومثاله: ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {وله الدين واصبا} قال: دائماً، ألا ترى أنه يقول: {عذاب واصب} أي دائم).
- وفسّروا القرآن بالسنة.
مثاله: ما رواه الإمام مسلم من حديث أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك» قال قتادة: (و{أقم الصلاة لذكري}).
- وفسّروه بأقوال الصحابة وما بلغهم عنهم من وقائع التنزيل.
مثاله: منها: ما رواه عبد الرزاق أن ابن مسعود: قال: {إلا ما ظهر منها}: الثياب، ثم قال أبو إسحاق: ألا ترى أنه يقول: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}).
ومن ضمن ذلك التفسير بما بلغهم من وقائع النزول ومنه ما رواه ابن جرير عن ابن شهاب الزهري قال: حدثني سعيد بن المسيب: أن الله قال: {ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم}.
قال سعيد بن المسيب: (إنما نزلت هذه الآية في الذين كانوا يتبنون رجالاً غير أبنائهم ويورثونهم، فأنزل الله فيهم، فجعل لهم نصيباً في الوصية، وردَّ الميراثَ إلى الموالي في ذي الرحم والعصبة، وأبى الله للمدَّعَين ميراثا ممن ادَّعاهم وتبناهم، ولكن الله جعل لهم نصيبا في الوصية).
- وفسّروه بلغة العرب.
ومثاله: ما رواه عبد الرزاق عن قتادة في قوله تعالى: {الزبانية} قال: «الزبانية في كلام العرب الشرط».
- وفسروا باجتهادهم مالم يبلغهم فيه نص، وفي فهمهم للنص.
فقد كانوا في ذلك أقرب للصواب من غيرهم لقربهم من عهد النبوة وتلقيهم من الصحابة وتأسيهم بهم.
وقد يقع منهم اتّفاق كثير في التفسير، ويقع بينهم اختلاف أكثره من قبيل اختلاف التنوّع.
وقد يقع منهم خطأ في الاجتهاد فيردّ، كما روى ابن جرير عن عَبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر؛ قال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}؟). وهو مخالف لعمل لنبي صلى الله عليه وسلم وكذلك مخالف لأقوال الصحابة في المسألة.

س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.

يشهد لذلك أدلة كثيرة من كتاب الله تعالى منها :قوله تعالى: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
فهو كتاب فصّله الله تعالى بعلمه فجعله تبياناً وتفصيلاً لكل شيء بلسان عربي مبين، والتفصيل والتبيين من دلائل الإفهام بما يُعرف به المعنى ويدرك به المقصد.
قال ابن جرير رحمه الله تعليقا على الآية : (يقول: فصلت آيات هذا الكتاب قرآنا عربيا لقوم يعلمون اللسان العربي)ا.هـ.
ومن شواهد ذلك مما حصل في صدر الإسلام من الوقائع ما حدث في قصة أبي الوليد لما قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من سورة فصلت {بسم الله الرحمن الرحيم . حم . تنزيل من الرحمن الرحيم . كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا}
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها عليه.
فلما سمعها عتبة أنصت له، وألقى بيده خلف ظهره معتمدا عليها يستمع منه؛ حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة؛ فسجد فيها.
ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت؛ فأنت وذاك )).
فقام عتبة إلى أصحابه.
فقال بعضهم لبعض يحلف بالله: لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به؛ فلما جلس إليهم، قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟
فقال: ورائي أني والله قد سمعت قولا ما سمعت لمثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة.
إلى آخر القصة .
وشبيه لهذا الموقف ما ورد في حديث جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ حتى بلغ {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} فأمسك عتبة على فيه وناشده الرحم أن يكف عنه).
وربّما تُلي القرآن على الكافر فتفكّر فيه ثم أسلم لما تبيّن له من الحقّ
ومن ذلك ما حصل لجبير بن مطعمٍ رضي الله عنه حيث قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم في فداء المشركين يوم بدرٍ، وما أسلمت يومئذٍ ؛ فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلّي المغرب؛ فقرأ بالطّور؛ فلمّا بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون}
قال: كاد قلبي أن يطير، وذلك أوّل ما وقر الإيمان في قلبي).
فهذه المواقف ونحوها من المشركين عند سماعهم للقرآن دلالة واضحة جدا على وصول بيان القرءان وهدايته لأفهامهم لإتيانه على النسق الذي عرفوه من كلامهم.

س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.

الإعراب من جهة تأثيره في المعنى ضربان : ضرب يؤثر، وآخر لا يؤثر على المعنى ومن أمثلة تأثير الإعراب على المعنى والتفسير ما يلي :
قوله تعالى:{ذلَكِ ومَنْ يُعَظِّمْ حْرُمَاتِ الله فَهَوُ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبَهِّ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إلِّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ واجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}. سورة الحج الآية 30.
اختلف النحاة في إعراب اسم الإشارة (ذلك) على أربعة أقوال:
الأول: اسم الإشارة "ذلك" في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الأمرُ ، أو: الواجب ، أو: الفرض ذلك.
الثاني: اسم الإشارة في محل رفع مبتدأ، والمعنى: ذلك الأمرُ، فالخبر محذوف، والله تعالى يشير إلى ما فرضه على المؤمنين من قضاء التفث والوفاء بالنذور.
والفرق بين المعنيين هنا في درجة التأكيد، فلا يقدم الخبر على المبتدأ إلا لغاية في المعنى. فالإعراب الثاني يدل على الإخبار في فرض الحج وواجباته فقط ، أما الإعراب الأول ففيه توكيد وتركيز على الفرض، فكأن فيه توكيد خطاب الأمر.
الثالث: اسم الإشارة في محل نصب مفعول به، والمعنى: اتبعوا أو امتثلوا ذلك من أمر الله تعالى باتباع ما سبق ذكره من واجبات الحج.
الرابع: اسم الإشارة في محل جر صفة للبيت العتيق، وهذا في قوله تعالى: وليطوفوا بالبيت العتيق ذلك ومن يعظم، أي: "وليطوفوا بالبيت "المشار إليه.
وقد أورد الزمخشري في الكشاف رأيا مستقلًا وهو أن اسم الإشارة إنما جيء به لربط الكلام أي أداة لاستمرار المتُكلِّم بكلامه، فهو أداة للفصل بين جملتين يلجأ المتكلِّم إليها عندما يريد الانتقال بها من معنى إلى آخر .
وقد ظهر هنا اختلاف المعنى تبعا لاختلاف الإعراب بشكل واضح.

س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
1: الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه.
2:الاجتهاد في صحة القياس اللغوي.
3: توجيه القراءات، وهو من الموارد التي كثر اجتهاد المجتهدين اللغويين فيها.
4:اجتهادهم في الإعراب.
5:اجتهادهم في تلمّس العلل البيانية.
6: الاشتقاق
7: التصريف.
8: تناسب الألفاظ
9- الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
10 - الاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
11- الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين.

س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
للاجتهاد المعتبر في التفسير ثلاثة شروط:
الشرط الأول: التأهّل في العلوم التي يُحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه.
الشرط الثاني: أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
الشرط الثالث: أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف باجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.
فما خالف واحداً من هذه الأصول فهو اجتهاد مردود.

س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
المقصود به تفاسير أهل البدع الذين يفسّرون القرآن بالرأي المجرّد، الموافق للهوى دون الأخذ بالشروط السابقة المعتبرة للاجتهاد.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 محرم 1438هـ/30-10-2016م, 12:03 AM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
من أعلام المفسرين من التابعين:
مسروق بن الأجدع الهمداني(ت:62ه) الإمام العلم المخضرم من كبار التابعين، ممن أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الشعبي: "ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق".
كان عابداً، يصلي حتى توَرَّم قدماه، فال سعيد بن جبير: قال لي مسروق: "ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب، وما آسى على شيء إلا السجود لله تعالى".
كان رحمه الله متورعاً، لا يأخذ على القضاء أجراً، وكان محبّاً لتعليم العلم ونشره، روى عنه الشعبي قوله: "لأن أفتي يوماً بعدل وحق، أحب إلي من أن أغزو سنة".
قال علي بن المديني: " ما أقدم على مسروق أحداً من أصحاب عبد الله، صلى خلف أبي بكر، ولقي عمرَ وعليّاً وزيد بن ثابت وعبد الله والمغيرة وخباب بن الأرت".
زر بن حبيش بن حباشة الأسدي(ت: 82ه) الإمام المقرئ المخضرم من كبار التابعين وأجلائهم، كان فصيحاً عالماً بالعربية، وفد على عمر، ولزم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال عاصم: "كان زر من أعرب الناس، كان ابن مسعود يسأله عن العربية".
وعن عاصم عن زر أنه قال: "خرجت في وفد من أهل الكوفة، وايم الله إن حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قدمت المدينة أتيت أُبيّ بن كعب، وعبد الرحمن بن عوف، فكانا جليسيَّ وصاحبيَّ، فقال أبيٌّ: يا زر ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها".
أبو العالية رُفيع بن مهران (ت: 93ه) الإمام المقرئ الحافظ المفسر أحد الأعلام المخضرمين، أسلم في خلافة أبي بكر ودخل عليه، حفظ القرآن وقرأ على أبي بن كعب وزيد بن ثابت، تصدر لإفادة العلم.
كان مولى لامرأة من بني رباح فأعتقته، وكان ابن عباس يحبه ويكرمه، قال أبو العالية: " كنت آتي ابن عباس وهو أمير البصرة، فيجلسني على السرير وقريش أسفل، فتغامزت بي قريش، فقالت: يرفع هذا العبد على السرير! ففطن بهم، فقال: إن هذا العلم يزيد الشريف شرفاً، ويجلس المملوك على السرير ".
قال أبو بكر بن أبي داود: "وليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية".
سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي، (ت: 94ه) عالم أهل المدينة وسيد التابعين في زمانه، وُلِد لسنتين من خلافة عمر.
كان من العباد، قال: "ما فاتتني صلاة الجماعة منذ أربعين سنة"، وقال: "ما أذن لصلاة إلا وأنا في المسجد منذ ثلاثين سنة".
تفقه على زيد بن ثابت، وحفظ عن أبي هريرة حديثاً كثيراً، واعتنى بفقه عمر بن الخطاب وأقضيته حتى سُمِّي راوية عمر.
كان من أفذاذ العلماء، قال عنه ابن عمر رضي الله عنهما: "هو والله أحد المفتين"، وقال مكحول: "سعيد بن المسيب عالم العلماء"، كان يفتي والصحابة أحياء، وكان عمر بن عبد العزيز لا يقضي بقضية حتى يسأله.
كان قليل الكلام في التفسير، سئل عن آية فقال: "لا أقول في القرآن شيئاً"، ولهذا قل ما نقل عنه في التفسير.
سعيد بن جبير بن هاشم الأسدي، (ت: 95ه)، من كبار العباد، وجهابذة العلماء.
قرأ القرآن على ابن عباس، وكتب عنه كثيراً، حتى قال: "ربما أتيت ابن عباس فكتبت في صحيفتي حتى أملأها وكتبت في كفي".
قال أشعث بن إسحاق: "كان يقال سعيد بن جبير جهبذ العلماء"، أخذ جل علمه عن ابن عباس وابن عمر، وكان حافظاً فهماً، حصل علماً غزيراً وهو شاب لم يبلغ الثلاثين من عمره، وأمره ابن عباس بالفتوى والتحديث، قال مجاهد: قال ابن عباس لسعيد بن جبير: حدِّث. فقال: أحدِّث، وأنت هاهنا؟ قال: "أوليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد، فإن أصبت فذاك، وإن أخطأت علمتك؟".
عن خُصيف قال: كان أعلمهم بالقرآن مجاهد، وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم بالحلال والحرام طاووس، وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب، وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير".

س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
نقلة التفسير على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: النقلة الثقات الأثبات، ومنهم: قيس بن حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو بشر اليشكري، والربيع بن أنس البكري، وأبو روق عطية بن الحارث الهمداني، وغيرهم.
الطبقة الثانية: النقلة المتكَلَّم فيهم إما لضعف ضبطهم أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة، فمنهم: أبو صالح مولى أم هانئ، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي، وعطاء بن السائب، وسماك بن حرب الذهلي، وعلي بن زيد بن جدعان.
الطبقة الثالثة: النقلة الضعفاء المعدودين في عداد متروكي الحديث: كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العبدي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، وجويبر بن سعيد الأزدي.

س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
ليس كل قول في التفسير يؤخذ بعين الاعتبار، فإن من الأقوال ما يطرحه العلماء لكونه مهجوراً، أو منكراً بين أهل العلم، أو لكونه مستنداً لاجتهاد بيِّن الخطأ.
وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:
فمن الأقوال التي هُجرت فلم يقل بها أحد، قول عبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر: "إذا شهدت أوله فصُم آخره، ألا تراه يقول: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)؟"، فهذا القول اجتهد قائله في فهم النص، لكنه خالف باجتهاده أقوال الصحابة، بل وعمل النبي صلى الله عليه وسلم، فهجر العلماء قوله ولم يعتبروه.
ومن الأقوال التي أُنكرت بين أهل العلم تفسير المتأوِّلة لليد في قوله تعالى: (بل يداه مبسوطتان) بالنعمة أو القدرة، فإنه تأويل لصفة اليد، والسياق ينبو عنه، فإن المعنى سيكون بل نعمتاه مبسوطتان، أو بل قدرتاه مبسوطتان!
ومما أُنكر أيضاً تفسير بعض المتصوفة لقوله تعالى: (اركض برجلك) بمعنى ارقص، وهو قول باطل بيِّن البطلان.
ومن الأقوال المستندة لاجتهاد خاطئ قول الحسن البصري في قصة ابني آدم في قوله تعالى: (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق) الآيات، أنهما من بني إسرائيل، وهو قول يرده السياق؛ إذ كيف يظل الدفن خافياً على البشر إلى ذلك الحين؟
ولهذا ردَّ المفسرون قوله، ولم يعتبروه.

س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
العرب قوم بلغت عنايتهم بلغتهم وبلاغتهم مبلغاً عظيماً، ومظاهر تلك العناية ظاهرة في تاريخهم، فمن ذلك: ما عرف عنهم من تفاخرهم بالقصائد المحكمة والخطب البليغة والأمثال السائرة، وتنافسهم الشديد في الفصاحة والبلاغة والشعر، وحسن بيانهم عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها.
وعندما تقع بينهم الخصومة يتجلى مظهر آخر من مظاهر عنايتهم البالغة بلغتهم فإن كل خصم يحتج بأقوى حجة، وألطف منزع حتى كانت فصاحتهم تعلو على كل الحيل التي يُحتال بها.
وفي هذا يقول طرفة بن العبد البكري:
رأيت القوافي يتّلجن موالجاً تضيَّق عنها أن تولّجها الإبر
ولشدة عنايتهم بفصاحتهم كان لهم من فصحائهم وبلغائهم محكمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الشعر وحسن البيان، وذلك المحكم يكون لتحكيمه أثرٌ بيِّنٌ بينهم؛ فمن حكم له عُدَّ ذلك مفخرة له، ومذمةٌ بليغةٌ لمن حكم عليه!
ومن مشاهد عنايتهم البالغة بالفصاحة وتنافسهم عليها أنهم كانوا إذا جمعهم مجمع أو وفدت قبيلة على أخرى نمَّقوا من أشعارهم وخطبهم ما يتباهون به بفصاحتهم وحسن بيانهم؛ ليرفعوا بذلك شأنهم، ويُخَلِّدوا مآثرهم.
وكان حسن البيان من أنجع الوسائل وأبلغ الحيل لبلوغ المآرب والمكاسب ونيل المراتب، كما كان من أكثر ما يؤانس به الجُلَّاس، وأنفس ما يُدخل به على الملوك والكبراء.
ومن عنايتهم أيضاً بذلك أنهم كانوا يحفظون الشعر الجيّد وينشدونه في مجامعهم وأسمارهم، حتى كان الرجل يفخر بكثرة إنشاد لناس لشعره وتمثّلهم به، بل كان منهم من ينشد القصيدة فيتسامع بها الناس ويتناشدونها حتى تقطع المفاوز بلا رسول.
ومن مكانة الشعر عندهم كذلك أنه كان ديوانهم الذي يحفظ وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم، فلم يكن للعرب كتب يحفظ بها ذلك، إنما هي القصائد والأشعار.
ومن مشاهد عنايتهم بالبلاغة والفصاحة أنهم كانوا يوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم ويعرفون المنحول والمدرج، حتى كان منهم من يُميِّز شعر الشاعر كما يميِّز صوته، فلا يشتبه عليه شعره بشعر غيره، بل منهم من يميِّز شعر الرجل من شعر أبيه وإن كان ينسج على منواله، كما تشهد بذلك أخبارهم.
وبهذه العناية كانوا قد وصلوا إلى رتبة عالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رتبته ومعرفة فنونه وأساليبه وتنوع دلائله.
فلما نزل القرآن العظيم بلسان عربي مبين على أحسن ما يعرفون من الفصاحة والبيان بهرهم حسنه، وأدهشهم بيانه، وتيقنوا أن لا طاقة لأحد بأن يأتي بمثله ولا بشيء منه، وعجزوا عن معارضته كما يعارض الشعراء والخطباء بعضهم بعضاً، وأبلسوا عن تحديه ويئسوا عن مماثلته، فتبارك الله رب العالمين، ومن أحسن من الله حديثاً؟
س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
علم توجيه القراءات هو علم شريف لطيف يبحث في بيان وجه القراءة التي اختارها القارئ من حيث اللغة والإعراب والمعنى ونحو ذلك، حيث يجلي هذا العلم ذلك الوجه بعد أن كان خفيّاً. وقد اعتنى بهذا العلم جماعة من المفسرين، وألّف فيه جماعة من العلماء منهم أبو منصور الأزهري، وابن خالويه، وأبو علي الفارسي، وابن جنّي، وابن زنجلة، ومكي بن أبي طالب، وغيرهم.
وليتضح المراد بهذا العلم يحسن التمثيل عليه، ويمكن تصنيف أمثلته على صنفين:
أحدهما: توجيه القراءات التي لاختلافها أثر على المعنى، وهذه هي مدار اهتمام المفسرين:
مثال ذلك: قوله تعالى: (حتى يطهرن)
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: (حتى يطَّهَّرن) بتشديد الطاء والهاء، وقرأ الباقون: (حتى يطهُرن) بالتخفيف.
قال أبو منصور الأزهري: "من قرأ (حتى يطَّهَّرن) والأصل: يتطهرن والتطهر يكون بالماء، فأُدغمت التاء في الطاء فشددت.
ومن قرأ (حتى يطهرن) فالمعنى: يطهرن من دم المحيض إذا انقطع الدم، وجائز أن يكون (يطهُرن) الطهر التام بعد انقطاع الدم".
الآخر: توجيه القراءات التي ليس لاختلافها أثر على المعنى، ويعنى به القراء والنحاة:
مثال ذلك: قوله تعالى: (الصراط)، قال أبو علي الفارسي: (قوله تعالى: (الصراط) تُقرأ بالصاد والسين وإشمام الزاي: فالحجة لمن قرأ بالسين: أنه جاء على أصل الكلمة، والحجة لمن قرأ بالصاد: أنه أبدلها من السين لتؤاخي السين في الهمس والصفير، وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة، والجدة لمن أشم الزاي: أنه تؤاخي السين في الصفير وتؤاخي الطاء في الجهر".
واجتهاد العلماء في توجيه القراءات كالاجتهاد في غيره من مسائل الدين، قد تكون الحجة فيه بيِّنة ظاهرة، وقد يكون دون ذلك، وقد يصيب بعض المعنى، وقد يخطئ المعنى فلا يصيبه.
س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
للعلماء طريقان في التفسير اللغوي:
أحدهما طريق النقل لكلام العرب وعن علماء اللغة السابقين فيقتصر المفسر على ذكر قولهم في المسألة اللغوية وما يتصل ببيان المعنى القرآني من كلام العرب في معاني المفردات وأساليب العرب، ويتورع عن تفسير القرآن ما لم يكن ظاهراً بيِّناً.
وهذه الطريق سلكها جماعة من علماء اللغة الأفذاذ واقتصروا عليها على أنهم قد امتازوا بسعة علمهم بلسان العرب وكثرة محفوظاتهم من أخبار العرب وأشعارهم وعمق معرفتهم بأوجه الإعراب والاشتقاق.
وممن عُرف بذلك الأصمعي، قال عنه نصر الجهضمي: "كان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله كما يتقي أن يفسر القرآن"، وعُرف ذلك أيضاً عن يونس بن حبيب الضبي، قال أبو منصور الأزهري: "قال محمد بن سلام: سألت يونس عن هذه الآية (لأحتنكن ذريته) فقال: يقال: كان في الأرض كلأ فاحتنكه الجراد، أي أتى عليه، ويقول أحدهم: لم أجد لجاماً فاحتنكت دابتي، أي: ألقيت في حنكها حبلاً، وقدتها به"، فذكر المعنيين عن العرب، وتورع عن تفسير الآية بأي منهما.
الآخر: الاجتهاد في فقه كلام العرب وأساليب تخاطبهم، فيجمع المفسر بينها ويوازنها ويقيس ويستنتج ويستنبط المعاني وينتقد الشواهد ويقرر الحجج اللغوية ويرتبها ويباحث العلماء ويناظرهم، واجتهاد المفسر في هذا الباب يتفرع عنه اجتهاده في التفسير اللغوي للقرآن.
وهذا الاجتهاد دائر بين حالين: أن يقع عليه الاتفاق، أو يقع فيه اختلاف.
فالاتفاق أكثر وقوعاً وهو حجة لغوية مقبولة، ولا يمكن أن يقع تعارض بين قول مجمع عليه عند أهل اللغة، وقول متفق عليه عند السلف.
وأما الاختلاف فيقع فيه الترجيح بين الأقوال بعد النظر في نوع الخلاف، وبعد تعذر الجمع بين الأقوال.
وينبغي للمجتهد في التفسير اللغوي أن يتنبه إلى أنه ليس كل ما تحتمله اللفظة من المعاني يُقبل في التفسير، بل يعرض للاحتمال اللغوي ما يوجب ردّه، ومن ذلك:
- أن يقع التعارض بين الاحتمال اللغوي وأدلة الكتاب والسنة والإجماع.
- أن يتناقض الاحتمال اللغوي مع سياق الآية أو مقصدها أو مناسبتها.
- أن يقوم دليل من القرآن أو السنة أو الإجماع على اعتبار معنى دون غيره، فتبطل بذلك الاحتمالات اللغوية الأخرى.
والاجتهاد في التفسير اللغوي كالاجتهاد في غيره معرض للخطأ وعدم الإصابة.
س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
الاجتهاد في التفسير متى تحققت شروطه، واُستُعمل في موارده الصحيحة بمراعاة حدوده وآدابه سنة متَّبعة؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اجتهد في التفسير، واجتهد خلفاؤه الراشدون وأصحابه المهديون من بعده، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي".
وعلى هذا لم يزل التابعون وأتباعهم، فقد رفعوا أسس الاجتهاد وقعَّدوا قواعده، وبيَّنوا حدوده، ونظَّموا موارده.
وسنية الاجتهاد في مسائل الدين بعامة من كمال هذا الشرع الحكيم؛ فإن الحاجة إليه قائمة في كل عصر، والنوازل متجددة كل حين.
إلا أن الاجتهاد ليس سائغاً من كل أحد، بل هو لمن تأهَّل له واستوفى شروطه، والتي من أبرزها:
- أن يكون للمجتهد أهلية في العلوم التي هي مدار اجتهاده.
- أن يعرف المجتهد موارد الاجتهاد، وما لا يدخله الاجتهاد.
- ألا يخالف باجتهاده أصلاً من أصول الشريعة التي يقوم عليها الاجتهاد.
وقد رُوِيَ عن الصحابة آثار عدة تدل على سنية الاجتهاد وشروطه وحدوده، ومما يروى عنهم ما يلي:
- كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري وفيه: "الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك مما لم يبلغك في القرآن والسنة؛ فتعرَّف الأمثال والأشباه، ثم قس الأمور عند ذلك، واعمد إلى أحبها إلى الله، وأشبهها فيما ترى".
- كتاب عمر بن الخطاب إلى شريح القاضي، وفيه: "إذا جاءكم أمر في كتاب الله عز وجل فاقض به، ولا يلفتنَّك عنه الرجال، فإن أتاك ما ليس في كتاب الله، فانظر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاقض بها، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله، ولم يكن فيه سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم فيه أحد قبلك، فاختر أي الأمرين شئت: إن شئت أن تجتهد برأيك ثم تقدَّم فتقدَّم، وإن شئت أن تأخر فتأخر، ولا أرى التأخر إلا خيراً لك".
وهذان الأثران فيهما ترتيب طرق الاستدلال، ومرتبة دلالة الاجتهاد فيها، وآلته وصفته.
- روى شعبة عن قتادة عن أبي العالية عن علي رضي الله عنه أنه قال: "القضاة ثلاثة: فاثنان في النار، وواحد في الجنة، فأما اللذان في النار: فرجل جار عن الحق متعمداً، ورجل اجتهد رأيه فأخطأ، وأما الذي في الجنة: فرجل اجتهد رأيه في الحق فأصاب". قال قتادة: فقلت لأبي العالية: ما بال هذا الذي اجتهد رأيه في الحق فأخطأ؟ قال: "لو شاء لم يجلس يقضي، وهو لا يحسن يقضي".
وهذا الأثر فيه التحذير من الاجتهاد لمن لم يتأهل له.
- عن مسروق قال: سألت أبي بن كعب عن شيء فقال: "أكان هذا؟" قلت: لا، قال: "فأجمَّنا حتى يكون، فإذا كان اجتهدنا رأينا".
- عن الشعبي: سئل عمار بن ياسر عن مسألة فقال: "أكان هذا بعد؟" قالوا: لا، قال:"دعونا حتى تكون، فإذا كانت تجشمناها لكم".
وهذان الأثران فيهما بيان محل الاجتهاد وحينه، وهو أن تكون المسألة واقعة لا مفترضة، وهذا مما أُثر عن السلف في تنظيم موارد الاجتهاد، والتحرز فيه.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29 محرم 1438هـ/30-10-2016م, 12:09 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي إجابة عن المجموعة الأولى

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
قال تعالى " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الانهار " فشرط اتباعهم باحسان لينالوا الثواب العظيم ومن حسن اتباعهم تصديقهم لما صدقه الصحابة وقبولهم له وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " وعن واثلة ابن الأثقع ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصحبني ولا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني " فيؤخذ بأقوالهم في التفسير يحتج بروايتهم ويؤتسى بهم بالشروط
____________
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
1- مفسر ون لهم أقوال في التفسير كأبي العالية وسعيد بن المسيب وغيرهم فهم نقلوا عن الصحابة كما لهم أقوال منقولة من تفسيرهم فأبي العالية روى عن أنس وابي بن كعب وابن عباس كما ذكر المفسرون له أقوال باجتهاده
2- نقلة التفسير وهم ليس لهم اقوال في التفسير الا نادرا وانما نقلوا التفسير عن الصحابة وحفظوا بذلك علما جما وهم على طبقات
١- نقلة ثقات منهم قيس بن أبي حازم وأبو الأحوص
2- نقلة فيه ضعف كأبي صالح مولى أم هانىء وشهر بن حوشب
3- ضعفاء الحديث كأبان بن أبي عياش
_________
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
1- طبقة الصحابة
2- طبقة كبار التابعين منهم أبو الأسود الدؤلي
3- طبقة الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي كيحي بن يعمر
4- طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود وهم صغار التابعين
5- طبقة حماد بن سلمة البصري والخليل بن أحمد والأخفش الكبير
6- طبقة سيبويه وخلف الأحمر وعلي بن حمزة الكسائي
7- طبقة ابراهيم بن يحيي اليزيدي وصالح بن اسحاق الجرمي
8- طبقة أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني
9- طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري
10- طبقة محمد بن جرير الطبري
11- طبقة أبي بكر بن الأنباري وغلام ثعلب
12- طبقة القاضي علي بن عبدالعزيز الجرجاني وأبي نصر الجوهري
__________
س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
١- بيان معاني المفرادات والأساليب القرآنية
2- بيان معاني الحروف
3- الإعراب
4- توجيه القراءات
5- التفسير البياني
6- الوقف والابتداء
7- التصريف
8-الاشتقاق
9- البديع
10-تناسبالألفاظ والمعاني
_____________
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
ما يختلفون فيه نابع من اختلافهم في فهم المعنى، واختلاف ترجيحاتهم بين أوجه التفسير
فإنّ تعلّق علم الوقف والابتداء بالتفسير تعلّق ظاهر، وكلام العلماء فيه إنما هو بحسب ما بلغهم من العلم بالقراءة والتفسير وما أدّاه اجتهادهم فيه.

ومن أمثلة اختلافهم في الوقف بناءً على التفسير اختلافهم في الوقف في قوله تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}.
فبالوصل يفيد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة، وهذا قول الربيع بن أنس البكري، وهو ظاهر النسق القرآني.
وبالوقف على {عليهم} وابتدأ بقوله: {أربعين سنة يتيهون في الأرض} أفاد تعلّق التوقيت بالتّيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبّداً عليهم، والتيه مؤقتاً بأربعين سنة.

والراجح أن التحريم عامّ على المعنيّين في الآية
_______
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
*) تفسير القرآن بالقرآن
موارد الاجتهاد فيه ( إثبات أسانيد القراءات- تفسير لفظة بلفظة أخرى- تقييد المطلق وتفصيل المجمل وتخصيص العام- الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي- تفصيل أمر مذكور في أن ما يتعلق به في آية أخرى)
*) تفسير القرآن بالسنة
موارد الاجتهاد فيه (ثبوت التفسير النبوي متنا وإسنادا- استخراج دلالة صحيحة لاية او حديث يفسرها- معرفة أسباب النزول وأحواله- استدلال لبعض الأقوال المأثورة- اعلال بعض الأقوال التفسيرية)
*)تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين
موارد الاجتهاد فيه ( معرفة أقوالهم- فهمها ومآخذها وتخريجها- التمييز بين ما يحمل على الرفع والإرسال وما لا يحمل- علل الضعف- الجمع والترجيح)
*) تفسير القرآن بلغة العرب
مورد الاجتهاد فيه ( ثبوتها والمنحول والمقبول والمردود- ضبط ألفاظها- الاعراب- علل بيانية- توجيه القراءات)
_______________
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
التفسير بالاجتهاد أولى من مصطلح التفسير بالرأي
لأن من قال بالأخير قسمه إلى قسمين محمود وهو ما فيه اجتهاد معتبر ومذموم وهو ما عليه أهل البدع والرأي المجرد
وفي ذلك اشكالات
1- التحذير عموما من التفسير بالرأي ولا يعنون به الاجتهاد في التفسير بل القول في القرآن بالرأي المجرد
2- أهل الرأي المعروفين من أهل العراق كحماد بن أبي سليمان وأبي حنيفة كان لهم اجتهادات في التفسير منه ما أصابوا فيه ومنه ما أخطأوا خصوصا مسألة الإرجاء وهم معروفون بالعلم والالتزام والفقه فتصنيفهم من اهل الرأي المذموم لايصح مع كونهم معروفين بالعلم وتصنيفهم من أهل الرأي المحمود فيه تزكية لآرائهم التي أخطأوا فيها
ولذلك فإن إطلاق لفظ الاجتهاد في التفسير أفضل

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29 محرم 1438هـ/30-10-2016م, 12:53 AM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.

ينقسم التابعون إلى ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: طبقة كبار التابعين، وهم الذين عاصروا كبار الصحابة رضي الله عنهم، وتلقوا عنهم العلم، ومنهم: الربيع بن خثيم الثوري، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وعبيدة السلماني.
والطبقة الثانية: طبقة أواسط التابعين،لم يعاصروا الصحابة و لكن عاصروا كبار التابعين ومنهم: سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ومجاهد بن جبر.
والطبقة الثالثة: طبقة صغار التابعين الذين عاصروا كبار و أواسط التابعين، ومنهم: ابن شهاب الزهري، وأبو إسحاق السبيعي،وأيوب بن أبي تميمة السختياني.


س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
كان التابعون يتهيبون القول في تفسير القرآن بغير علم رغم سعة علمهم بلغة العرب و أشعارهم و أساليبهم و ألفاظهم, و ذلك خوف الخطأ و القول على الله بما لا يعلمه.
و من الأمثلة على تهيبهم في التفسير و تعظيمهم لهذا الأمر أقوال عديدة:

- قال عامر بن شراحيل الشعبي: « أدركت أصحاب عبد الله، وأصحاب علي وليسوا هم لشيءٍ من العلم أكرَه منهم لتفسير القرآن ». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال عبيد الله بن عمر:
« لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع». رواه ابن جرير.
- وقال مسروق بن الأجدع:
« اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله ».رواه أبو عبيد.
- وقال إبراهيم النخعي:
« كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه». رواه أبو عبيد.


س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
ضابط حجية التابعين هو القاعة التي أصلها
شيخ الإسلام ابن تيمية و هي قوله: (إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة).
فضابط الحجية هو اجتماعهم على المسألة.

س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
اعتنى الصحابة و التابعون بالتفسير اللغوي للقرآن عناية بالغة، فهم رغم فصاحتهم و علمهم باللغة العربية و معاني ألفاظها و مقاصد أساليبها و غير ذلك إلا أنهم استزادوا من العلم بها فكانوا يحفظون الأشعار و الخطب و ينتفعون من سؤال الفصحاء من العرب و السبب هو أن القرآن نزل بلسان عربي مبين و أن الطريق لفهم القرآن بطريقة صحيحة هو فهم اللغة العربية الفصيحة.
و قد وعى هذا سلفنا الصالح ووردت عنهم أقوال كثيرة في هذا الشأن، نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر:
قال عمر بن زيد: كتب عمر [بن الخطاب] إلى أبي موسى [الأشعري]: « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون». رواه ابن أبي شيبة.
وقال أبيّ بن كعب رضي الله عنه: « تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه ». رواه ابن وهب وابن أبي شيبة.
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب» رواه الحاكم والبيهقي من طريق أسامة بن زيد الليثي عن عكرمة عن ابن عباس، وهذا إسناد صحيح.
وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «شهدت ابن عباس، وهو يُسأل عن عربية القرآن، فينشد الشعر» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة، وأبو عبيد في فضائل القرآن.

س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.

التفسير البياني، وهو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن بيان بعض لطائف القرآن من اختيار لفظ مكان لفظ أو معرفة سبب التشابه في الألفاظ و الحكمة من وضع اللفظ ذاته دون سواه إلى غير ذلك من بديع بيان القرآن.
و مثال ذلك:
قوله تعالى: {والفتنة أشدّ من القتل} ، وقوله: {والفتنة أكبر من القتل}،
فالسياق في الآية الأولى في حث المؤمنين على القتال وتحذيرهم من تركه،
والمراد بالفتنة في هذه الآية الافتتان في الدين، والخطاب فيها للمؤمنين فلما وازن بين ألم القتل وعاقبة الفتنة ناسب أن يكون التفضيل بأشد،
وأما الآية الأخرى فسياقها في تعداد الآثام الكبار التي وقع فيها المشركون؛ حيث قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}.
فلمّا ذكر الصدَّ عن سبيل الله والكفر به وإخراج المؤمنين من مكة؛ ناسب أن يكون التفضيل بـ(أكبر) أي أكبر إثماً.
و يجب على السالك في هذا الطريق أن لا يقول مالا دليل عليه لكي لا يقع في المحضور و يتبع هواه و ما رآم من رأي أو أعجبه من نكت فيقع في المحضور.


س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
إن من أسباب الانحراف اللغوي الاعراض عن النصوص الصحيحة و فهم القرآن على غير ما فهمه السلف و اتباع الأهواء و الاعتداد بالنفس و العقل دون الاحتكام للنقل.
أما مظاهره فعديدة:
*التشكيك في نصوص الاعتقاد التي هي قطعية الدلالة عند أهل السنة.
*الادعاء بتعارض النصوص و يسلك بجمعها ترويج بدعه.
*انتقاص أهل الحديث و ازدرائهم و إهمال طلب السنة و قلة العلم بها.
*اتباع أهل البدع و لأهواء و الضلالات و ترويج بدعهم.
*دعوى تجديد الدين و جعله يناسب تطور العصر و يبتغي وراء ذلك نبذ أقوال السلف.
أم آثارها فبليغة على من يسلك مسلك الانحراف اللغوي لأنه يضل عن جماعة المسلمين و ينشق عنهم و قد قال تعالى:"ومن يتول غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا".

س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.

طرق التفسير لها مراتب ينبني بعضها فوق بعض:
فالأصل الأول:ما تحصل به الدلالة من النصوص الصحيحة، إذ لا اجتهاد مع نص.
والأصل الثاني: دلالة الإجماع أي ما اجتمع عليه الصحابة و التابعون فهو حجة.
وهذا الأصل ينبني على ما الأول ؛إذ لا يُمكن أن يقع الإجماع على مخالفة دليل صحيح.
والأصل الثالث: دلالة الأثر، والمقصود بها ما وصل للمفسر من أقوال الصحابة و التابعين مما لم يحصل فيه اجماع ما لم تتبين له علة فيه أو خطأ.
ومسائل الخلاف التي لا يمكن الجمع بين الأقوال فيها وإنما يُصار فيها إلى الترجيح على نوعين:
النوع الأول: مسائل الخلاف القوي.
والنوع الثاني: مسائل الخلاف الضعيف.
فأمّا مسائل الخلاف القويّ فهي المسائل التي يكون لأصحاب كلّ قول أدلّة قوية.
وأما مسائل الخلاف الضعيف؛ فهي المسائل التي يكون القول المرجوح فيها بيّن الضعف.
وهذه الدلالة تنبني على ما قبلها؛ فلا تصحّ دلالة الأثر على ما يخالف النصّ أو الإجماع.

والأصل الرابع: دلالة اللغة، وذلك بتفسير الآية بما يحتمله السياق من المعاني اللغوية، فيُشترط لقبولها أن لا تخالف النص ولا الإجماع ولا أقوال السلف.

والأصل الخامس: دلالة الاجتهاد، وهي دلالة مترتّبة على ما سبق من الأصول، لا يجوز أن تخرج عنها، فكلّ تفسير اعتمد فيه صاحبه على اجتهاد خالف فيه نصّاً أو إجماعاً أو أقوال السلف أو الدلالة اللغوية الصحيحة فهو تفسير مردود.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 29 محرم 1438هـ/30-10-2016م, 01:01 AM
خالد يونس خالد يونس غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 211
افتراضي

المجموعة الثانية:

س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.

التابعون على ثلاث طبقات :
1- طبقة كبار التابعين : وهم الذين عاصروا كبار الصحابة وتلقوا عنهم ومنهم : الربيع ابن خيثم الثوري ومسروق ابن الأجدع وزر ابن حبيش.
2- طبقة أواسط التابعين : ومنهم سعيد ابن جبير وإبراهيم النخعي ومجاهد ابن جبر.
3- طبقة صغار التابعين :ومنهم ابن شهاب الزهري وأبو إسحاق السبيعي ومحمد ابن المنكدر التيمي.
س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
كان التابعون يعظمون م
ن شأن التفسير ويهابونه وقد أثرت عنهم أقوال جميلة تحذر من اتباع الظن والقول على الله بغير علم وكانوا لا يتكلمون إلا في لهم به علم منه فمثلا
: ذكر يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن.
وكانوا يعرفون أن القرآن حمال أوجه فكان بعضهم يتكلم في الفقه والحلال والحرام فإذا سئلوا عن التفسير سكتوا :
-
قال يزيد بن أبي يزيدكنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع».

- وقال عبيد الله بن عمر: « لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع». رواه ابن جرير

ومن أقوالهم في هذا الباب : - قال عامر بن شراحيل الشعبي: « أدركت أصحاب عبد الله، وأصحاب علي وليسوا هم لشيءٍ من العلم أكرَه منهم لتفسير القرآن ». رواه ابن أبي شيبة.
-
وقال مسروق بن الأجدع: « اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله ».رواه أبو عبيد.
-
وروى أبو عبيد عن إبراهيم النخعيكان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه».

وكل هذه الآثار محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به وقد بين ابن كثير أنه "كما يجب سكوت المرء عما لا علم له به، فكذلك يجب عليه القول فيما سئل عنه مما يعلمه، لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}".

س
: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟

يكون تفسير التابعين حجة حال اتّفاقهم واجماعهم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة).
والإجماع يُعرف بثبوت الأقوال وعدم المخالف. كما يمكن فهم الإجماع من أقوال ظاهرها الاختلاف إن كان ذلك اختلاف تنوع فيكون المعنى الحاصل من اختلاف التنوع حجة على من خالفه.

س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
كان الصحابة والتابعون يعتنون بتفسير القرآن بلغة العرب فمثلا كان ابن عباس يستدل بأشعار العرب على معاني بعض المفردات وقد أرشد عمر وغيره إلى أهمية العناية باللغة لإعراب القرآن وفهمه فقد روى ابن شيبة أن عمر كتب إلى أبي موسى « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون».
وقال أبيّ بن كعب رضي الله عنه: « تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه ».
ومع سعة علمهم بالعربية وكثرة مصاحبتهم للنبي فقد كان من الصحابة من يستزيد فيسأل ومن ذلك ما رواه ابن سعد عن عاصم : (كان زرّ بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربية).

أما التابعون فكانوا يستشهدون باللغة والأشعار على دلالات الألفاظ والآيات كما وضع أبو الأسود الدؤلي علم النحو حماية للناس من اللحن عموما وفي القرآن خصوصا ويروى أنه فعل ذلك بعد أن سمع من يقرأ {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله} بكسر راء رسوله وهو معنى فاسد قبيح.

س
: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.

التفسير البياني من أنواع التفسير اللغوي وهو يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، ومناسبة ألفاظه للسياق العام ودواعي الذكر والحذف، وأنواع التشبيه ومناسبة مواقع بعض الألفاظ وغير ذلك من أبواب البلاغة و البيان الكثيرة.
وترجع أهمية هذا النوع إلى أسباب نذكر منها :
- بيان قدرة الله وعظمته وزيادة تعلق المسلمين بكتابهم وتدبر آياته العجيبة وحكمه البليغة من خلال ما ألفوا من ألفاظ وتراكيب. فالله هو القادر على كل شيء وهو الذي نزل الكتاب ولم يجعل له عوجا. فالتفسيرالبياني يوضح سعة علم الله وإحاطته بكل شيء كما قال سبحانه {ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم}
- بيان صدق النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يحاول أحد الإتيان بسورة مثله إلا وافتضح وظهر عجزه وكذبه. فهذا الكتاب آية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم من يوم بعثه الله إلى يوم الناس هذا.
- يستعمل التفسير البياني في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض كما أن له صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.
و من ما يلزم من يسلك هذا المسلك :
1- الإحاطة باللغة العربية من حيث النحو والصرف والبلاغو ومعاني الحروف وغيرها
2-الحذر من بعض ما يذكره بعض المؤلفين في التفسير البياني مما يخالف صحيح الأحكام والعقائد
3-الحذر من الإتيان أو الجزم بمعان خاطئة أو ببدع اعتقادية لمجرد استحسان فائدة أو معنى
4-الحذر من التعصب والتشنيع على من لم يقف على بعض المعاني التي يراه بديعة في تفسير الآيات.
5-الحذر من التطويل المخل الذي يمنع القارئ من التدبر والوقوف على بعض المعاتي بنفسه
س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
الانحراف في التفسير اللغوي هو الإتيان بمعان مخالفة للنصوص المحكمة وتعليل ذلك بما قد تحتمله ظاهر النصوص من دلالات خاطئة مرجوحة
أسبابه :
1- الإعراض عن النصوص المحكمة واتباع الهوى
2-أن يكون المفسر مبتدعا فيدس البدع في التفسير ويستدل عليها بأدننى مسوغ لغوي
مظاهره :
1- التشكيك في دلالات نصوص الاعتقاد بإيراد الإحتمالات اللغوية الضعيفه والمرجوحة
2- نصرة أقوال أهل البدع والضلالات بأدنى الحجج
3- إقامة دعاوي التعارض وترويج البدعة أثناء الجمع بينها
4-إزدراء أهل الحديث أو التفريط في إيراد السنن
5- دعاوى التجديد القائمة على نبذ السلف
آثاره :
1- من تعاطاه فهو في ضلال وهو تحت الوعيد الشديد لقوله على الله بغير بينة
2- من صدقهم بباطلهم أضلوه ومن اتبعهم حاد عن سواء السبيل.
س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
1- ما تحصل به الدلالة النصية الصريحة فلا يحتاج بعدها إلى اجتهاد لتبين المعنى.
2- دلالة الإجماع :وهو مبني على الأصل السابق لأن الإجماع لا يكون إلا على معنى صحيح.
3-دلالة الأثر أي ما يتحصل من أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآية (مما لم يحصل فيه إجماع)
4-دلالة اللغة : أي تفسير الآية بما يحتمله السياق من معان لغوية
5- دلالة الاجتهاد
وتكمن أهمية معرف هذه المراتب أن كل واحدة منها حاكمة على التي تليها وأنه على المفسر أن يبحث عن الدلالة الأقوى فالأقوى فيجتنب بذلك القول على الله بغير علم ويكون متبعا للرسول صلى الله عليه وسلم وللصحابة والتابعين ويقل بذلك الخلاف والنزاع والبدع والضلالات.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 29 محرم 1438هـ/30-10-2016م, 02:14 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي


المجموعة الأولى:
إجابة السؤال الأول:
بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
قال تعالى:{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}.
فقد أخبرنا الله تعالى في هذه الآية عن رضاه عن الصحابة من المهاجرين والأنصار بلا شرط، فهم الأئمة الذين يقتدى بهم ، واشترط في التابعين شرطاً وهو الإحسان في متابعة الصحابة.
ومن إحسان الاتباع السير على منهج الصحابة في العقائد والأقوال والأعمال، وأولى الناس بوصف التابعين من شهد له الصحابة رضوان الله عليهم، وأثنوا عليهم وائتمنوهم على تعليم الناس وأمروا بالأخذ عنهم، وقد استفاض ثناء الأئمة عليهم ؛ بما يدل على صدقهم وعلمهم وفضلهم.
من السنة: وردت الأحاديث الدالة على فضل التابعين منها:
1- حديث عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» متفق عليه.
2- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يأتي على الناس زمان، يبعث منهم البعث فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به).رواه مسلم.
3- حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني»
فهذه الأحاديث تدلّ دلالة بيّنة على فضل التابعين للصحابة بإحسان، وسمّوا بالتّابعين لقول الله تعالى:{والذين اتّبعوهم بإحسان}، وهذا الاسم الشريف يدلّ على أنّهم إنما نالوا أفضليتهم بإحسانهم اتّباع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
إجابة السؤال الثاني:
التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
الصنف الأول: مفسرون للقرآن ؛ مجتهدون في تفسيره بما عرفوا من طرق التفسير،لهم أقوال خاصة بهم تروى عنهم في كتب التفسير المسندة ، من هؤلاء : أبو العالية الرياحي، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عباس، وعامر الشعبي، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي، وزيد بن أسلم، والضحاك بن مزاحم، ومحمد بن كعب القرظي، وغيرهم كثير.
ومنهم من يجمع بين الاجتهاد في التفسير والنقل عمن تقدم.
الصنف الثاني:نقلة للتفسير، يعتمدون في التفسير على رواية أحاديث التفسير، ونقل تفاسير الصحابة والتابعين، فليس لهم أقوال أو اجتهادات تذكر في التفسير إلا نادراً ، وهؤلاء على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى:نقلة ثقات؛أمثال قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو مالك الغفاري، وأبو نضرة العبدي، وأبو تميمة الهجيمي ، وأبو المتوكّل الناجي، وأبو بشر اليشكري، والربيع بن أنس البكري، وأبو روق عطية بن الحارث الهمداني، وغيرهم.
الطبقة الثانية:نقلة متكلم فيهم من جهة ضعف الضبط وهم على درجات متفاوتة، فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي، وعطاء بن السائب، وسماك بن حرب الذهلي، وعلي بن زيد بن جدعان.
الطبقة الثالثة : رواة ضعفاء متروكي الحديث كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العبدي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، وجويبر بن سعيد الأزدي.
إجابة السؤال الثالث:
تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
العلماء الذين لهم عناية بتفسير القرآن بلغة العرب على طبقات:
الطبقة الأولى:طبقة الصحابة رضي الله عنهم، وكان منهم علماء يفسّرون الغريب ويبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية التي يتحدّثون بها، وقد نزل القرآن بلغتهم، وكان لبعضهم مزيد عناية ومعرفة بفنون العربية وأساليبها، وحفظ شواهدها كعبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
والطبقة الثانية:طبقة كبار التابعين، وعامّتهم من أهل عصر الاحتجاج ، وكان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي، ومن هذه الطبقة: أبو الأسود الدؤلي ، وهو تابعيّ ثقة فصيح اللسان، عالم بالعربيّة، أدرك الجاهلية، وأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يلْقه، كان أولَّ مَن أسَّسَ العربيَّةَ، وفتحَ بابها، وأنهج سبيلها.
الطبقة الثالثة:الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي، وهم جماعة من المعتنين بالعربية في عداد التابعين منهم: ابنه عطاء، ويحيى بن يَعْمَر العدواني .

الطبقة الرابعة:طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود، وعامّتهم من صغار التابعين، وهم جماعة من علماء اللغة المتقدّمين الذين شافهوا الأعراب، وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها، ومن أهل هذه الطبقة: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي ،وعيسى بن عمر الثقفي ، وأبو عمرو بن العلاء المازني التميمي .

والطبقة الخامسة:طبقة حماد بن سلمة البصري والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي ، والخليل بن أحمد الفراهيدي ،والأخفش الأكبر ،وهؤلاء في عداد تلاميذ الطبقة الرابعة، ومنهم من شافه الأعراب وأخذ عنهم.
والطبقة السادسة:طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر ،وخلف بن حيّان الأحمر ، ويونس بن حبيب الضَّبِّي ، وعلي بن حَمزةَ الكِسَائِي، وأبي فيد مؤرج بن عمرو السدوسي ،ويَحيى بن سلاَّم البصري ،ويحيى بن المبارك اليزيدي ،ومحمد بن إدريس الشافعي وزكريا يحيى بن زياد الفراء، وأبي عبيدةَ مَعمر بن المثنَّى، ومحمد بن المستنير البصري الملقّب بقُطْرب، وأبي عمرو إسحاق بن مرار الشيباني ، والأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة البلخي ،فهؤلاء من أعلام اللغة الكبار، ولهم مصنّفات كثيرة، وفي مصنّفاتهم بيان لمعاني بعض الآيات وما يتصل بها من مسائل لغوية.
ومنهم من صنّف في التفسير ومعاني القرآن كالكسائي، ويحيى بن سلام البصري، والفراء، وأبي عبيدة، والأخفش الأوسط.
وهؤلاء عامّتهم من تلاميذ الطبقة الخامسة، ومنهم من تتلمذ على بعض أصحاب الطبقة الرابعة.

والطبقة السابعة:طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ ، وصالح بن إسحاق الجرمي ، ومحمَّد بن زياد ابن الأعرابي ، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي ،ومحمد بن سلام الجُمَحِيّ ،ومحمد بن سعدان الضرير ، وعبد الله بن محمد التَّوَّزي (، وعبد الله بن يحيى اليزيدي ).


والطبقة الثامنة:طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي ، ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ ، وأبي عثمان بكر بن محمد المازني ، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي ، وأبي حاتم سَهْل بن محمد السِّجِسْتاني .

والطبقة التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري ، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة ، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري، واليمان بن أبي اليمان البندنيجي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، ومحمّد بن يزيدَ المبرّد ،، وأبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني ، والمفضَّل بن سلَمة الضَّبّي .

والطبقة العاشرة:طبقة يَموتَ بنِ المزرَّعِ العَبْدِي ، ومحمد بن جرير الطبري ، وكُرَاع النَّمْلِ علي بنُ الحسَن الهُنَائِي ، وأبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني المعروف بلُغْدَة ،وإبراهيم بن السَّرِيِّ الزَّجَّاج ، والأخفش الصغير علي بن سليمان ، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي ، ونفطويه إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي .

والطبقة الحادية عشرة:طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري ، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي ، وغلام ثعلب أبي عمر الزاهد ، وعبد الله بن جعفر ابن درستويه ، وأبي الطيّب اللغوي، وأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي .

والطبقة الثانية عشرة:طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني ، وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي ،والحسين بن أحمد ابن خالويه ، وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي ، وأبي بكر الزبيدي، وعلي بن عيسى الرمَّاني ، وأبي سليمان حَمْد بن محمد الخَطَّابي ، وأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي ، وأبي نصر الجوهري، وأحمد بن فارس الرازي.

إجابة السؤال الثالث:
اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
أنواع العناية بالألفاظ القرآنية نحو عشرة أنواع:
النوع الأول: بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية ،وهو من أشهر هذه الأنواع وأنفعها ؛ لما له من صلة وثيقة بالتفسير،وهو يُعرف بغريب القرآن، وأكثر عناية السلف كانت بهذا النوع ، ومسائل هذا النوع منها ما يتفق عليه العلماء ومنها ما يختلفون فيه، ومن أمثلة ذلك خلافهم في لفظ (عسعس) على قولين: أقبل وأدبر، لأن اللفظ مشترك.
أما الاساليب ؛ فمعرفة معنى الأسلوب قدر زائد على معرفة معاني الألفاظ المفردة، ومن أمثلة ذلك؛ اختلافهم في تفسير قوله تعالى( فما أصبرهم على النار)، فُسر بالتعجب وفسر بالاستفهام، مما ترتب عليه قولان مشهوران لمعنى الآية.
النوع الثاني:بيان معاني الحروف، وهو من أجل أنواع التفسير اللغوي لأن الغفلة عن معاني الحروف قد توقع في الخطأ في معنى الآية كما حدث لأبي العالية في تفسير قوله تعالى:{الذين هم عن صلاتهم ساهون} حيث قال: (هو الذي لا يدري عن كم انصرف؟ عن شفع أو عن وتر)قال الزركشي:( لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال: "في صلاتهم" فلما قال "عن صلاتهم" دل على أن المراد به الذهاب عن الوقت).
وقد اعتنى المفسرون بمعاني الحروف لاسيما في كتب معاني القرآن، وأيضا أفرده العلماء بالتصنيف.
النوع الثالث: الإعراب، وهو أكثر ما يعتني به النحويون لأنه فرع المعنى، وبه يتعرف على علل الأقوال والترجيح بينها، ومن مسائل الإعراب ما لا يختلف فيه النحاة ومنها ما يُختلف فيه ، وهذا الخلاف منه ما لايؤثر على المعنى كاختلافهم في قوله تعالى:{إن هذان لساحران}.
أما الخلاف الذي له أثر على المعنى فمثاله؛ اختلافهم في إعراب (مَن) هل هو النصب أو الرفع في قوله تعالى:{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}؛ فمن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق ، ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم.
النوع الرابع:توجيه القراءات ، من العلماء من أفرد هذا العلم بالتصنيف؛ كمكي بن أبي طالب وابن خالويه وغيرهم، واختلاف القراءات منه ما له أثر على المعنى وهو الجانب المهم للمفسر، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:( حتى يطْهرن) فقد قُرءت بالتشديد (حتى يطَّهَّرن ) ، فعلى قراءة التخفيف المعنى: أي حتى ينقطع الدم ، وعلى قراءة التشديد المعنى : أي حتى يتطهرن بالماء ويغتسلن.
النوع الخامس: التفسير البياني ، وهو التفسير الذي يعني بالكشف عن بيان القرآن ، وحسن بلاغته ، وحكمة اختيار ألفاظه ، ودواعي الحذف والذكر، وما إلى ذلك ، ومثال ذلك ما جاء في الفرق بين قوله تعالى:(والفتنة أشد من القتل) وقوله تعالى:(والفتنة أكبر من القتل) ، فالسياق في الآية الأولى موجه للمؤمنين والمراد بالفتنة ؛ الفتنة في الدين والمعنى: أيها المؤمنون إن كنتم تألمون من القتل، فالفتنة في الدين التي تجعل من المؤمن كافرا ، هي أشد عند الله من القتل وهو ثابت على دينه يلقى الله مؤمنا، فناسب كلمة أشد.
أما الآية الثانية فالسياق في تعداد الآثام الكبار التي وقع فيها المشركون. قال تعالى :{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}.
فلمّا ذكر الصدَّ عن سبيل الله والكفر به وإخراج المؤمنين من مكة؛ ناسب أن يكون التفضيل بـ(أكبر) أي أكبر إثماً.
النوع السادس :الوقف والابتداء ، وهذا العلم له صلة وثيقة بالتفسير لتعلقه بالمعنى ، حتى كان يوصف من يُتقنه بأنه يفسر القرآن بتلاوته، من مسائل الوقف والابتداء متفق عليها عند العلماء ، ومنها مسائل يختلفون فيها لاختلافهم في فهم المعنى، من أمثلة ذلك اختلافهم في الوقف في قوله تعالى:{فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}، فعند الوصل المعنى توقيت التحريم بأربعين سنة، وإذا وقف القارئ على( عليهم ) وابتدأ ( بأربعين سنة يتيهون في الأرض) فالمعنى يكون تحريمها مؤبداً وتوقيت التيه بأربعين سنة.
النوع السابع: التصريف.
النوع الثامن: الاشتقاق.
النوع التاسع: البديع.
النوع العاشر: تناسب الألفاظ والمعاني.
إجابة السؤال الخامس:
بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
اعتنى علماء اللغة بالوقف والابتداء لأجل إفادة القارئ بما يحسن به أداء المعنى عند قراءته ، وحتى لا يوهم معنى غير صحيح ، ومسائل الوقف والابتداء كثير منها متفق عليه عند العلماء ولا تؤثر في التفسير ، وهناك مسائل يختلفون فيها لاختلافهم في فهم المعنى واختلافهم في ترجيح وجه من أوجه التفسير، ومثال ذلك مما له علاقة بالتفسير الوقف في قوله تعالى : {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يتيهون في الأرض} فعند الوصل يكون المعنى توقيت التحريم بأربعين سنة ، وعند الوقف على (عليهم ) والابتداء بقوله تعالى: { أَرْبَعِينَ سَنَةً يتيهون في الأرض} فيكون المعنى أن التحريم مؤبد عليهم والتيه مؤقت بأربعين سنة؛ وبناء على هذا فإن للآية تفسيرين .
ومن الأمثلة أيضا الوقف في قوله تعالى:{قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، فمن وقف على {اليوم}كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته، وهو أرجح الوجهين في التفسير.
ومن وقف على {عليكم}ثمّ ابتدأ {اليوم يغفر الله لكم..}كان المعنى خبرٌ من يوسف عليه السلام – وهو نبيّ يوحى إليه – بمغفرة الله تعالى لهم في ذلك اليوم.
وهذا يوضح عناية علماء اللغة بعلم الوقف والابتداء، وبيان ترتّبه على التفسير، وأثره في إفادة المعنى.
إجابة السؤال السادس:
تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
الاجتهاد في التفسير داخل في جميع طرق التفسير وفي كل طريق موارد للاجتهاد:
أولا: تفسير القرآن بالقرآن :
منه ما يكون صريحاً في التفسير بدلالة نصية ظاهرة ؛ فهذا لا مدخل للاجتهاد فيه، ومنه ما هو غير صريح يحتاج إلى اجتهاد من المفسر في استخراج دلالة من آية لتفسير آية أخرى أو لبيان معنى يتصل بها، وموارد هذا الاجتهاد منها:
1- الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات الغير متواترة المستفاد منها في التفسير.
2- الاجتهاد في تفسير لفظة بأخرى ومثاله تفسير السجيل بالطين.
3- الاجتهاد في بيان المجمل وتقييد المطلق وتخصيص العام وهذا باب واسع.
4-الاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي؛ كما فعل عليّ وابن عباس في مسألة أقلّ مدّة الحمل.
5-والاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى ليُستعان به على بيان بعض أوجه التفسير أو الترجيح بين الأقوال المأثورة في تفسيرها.
6- والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى، ومثال ذلك: قول ابن كثير: (وقوله: {والقلم}الظّاهر أنّه جنس القلم الّذي يُكتَب به كقوله: {اقرأ وربّك الأكرم الّذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم}فهو قسمٌ منه تعالى، وتنبيهٌ لخلقه على ما أنعم به عليهم من تعليم الكتابة الّتي بها تنال العلوم).
فهذا استدلال من ابن كثير لتقوية قول من فسّر القلم في هذه الآية بأنّه جنس الأقلام، في مقابل من فسّر القلم هنا بالقلم الذي كتب به في اللوح المحفوظ.
7-والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية المحكيّة في آية بما يبيّن ضعفها من الدلالات المستخرجة من آيات أخرى ، ومن أمثلة ذلك قول الحسن البصري رحمه الله تعالى: (قاتل الله أقواماً يزعمون أنَّ إبليس كَانَ مِنْ ملائكة الله، والله تَعَالَى يَقُولُ: {كَانَ مِنَ الجِنّ}).
ثانيا: تفسير القرآن بالسنّة: فمن موارد الاجتهاد فيه:
1ا-لاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً.
2-والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها، أو يعين على معرفة تفسيرها.
3-والاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
4-والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث.
5-والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية؛ فإنّ من المفسّرين من يجتهد في تفسير آية فيخرج بقول يعارض حديثاً صحيحاً وهو لا يعلم به .
ومن أمثلة ذلك قول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسير قول الله تعالى: {يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم}وقول من قال: إن المراد بإمامهم كمحمد بن كعب «أمهاتهم»أي يقال: "يا فلان ابن فلانة" قول باطل بلا شك، وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر مرفوعا: «يرفع يوم القيامة لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان»)..


ثالثاً: تفسير القرآن بأقوال الصحابة، فمن موارد الاجتهاد فيه:
1- الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير وهو باب واسع؛ فالتفاسير المسندة لم تحط بأقوال الصحابة في التفسير؛ فيحتاج إلى النظر في دواوين السنة والأجزاء الحديثية ومحاولة استخراج ما روي عن الصحابة في التفسير، وهذا أمر يتفاوت فيه المجتهدون تفاوتاً كبيراً.
2-الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
3-الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة، ومعرفة مآخذها، وتخريجها على أصول التفسير، وهذا باب واسع عظيم النفع للمفسّر.
4- الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يُحمل على الرفع مما أخذه بعض الصحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب.
5- الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في أسباب النزول وتمييز الصريح من غير الصريح الذي يُحمل على التفسير.
6- الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة نصّاً أو استخراجاً.
7-الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.

رابعاً: تفسير القرآن بأقوال التابعين:
فيدخله الاجتهاد من أكثر الأوجه المتقدّمة في تفسير القرآن بأقوال الصحابة إلا أنّ أقوال الصحابة التي تُحمل على الرفع يُحمل نظيرها في أقوال التابعين على الإرسال.
ويضاف إليها الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط، وتعرّف مراتبهم ودرجاتهم ليستفاد بهذا الاجتهاد في الترجيح بين أقوالهم عند التعارض.

خامساً: تفسير القرآن بلغة العرب فمن موارد الاجتهاد فيه:
1- الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب.
2- الاجتهاد في صحة القياس اللغوي.
3- الاجتهاد في توجيه القراءات.
4- الاجتهاد في الإعراب وأثره على المعنى.
5- الاجتهاد في تلمس العلل البيانية.
6-الاجتهادفي الاشتقاق والتصريف وتناسب الألفاظ.
7- الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
8-والاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة .
9-الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين، ومثال ذلك:
اختلاف المفسّرين في معاني التعريف "بأل" في بعض الألفاظ القرآنية يما يخرّج على أحد ثلاثة معاني: التعريف لإرادة الجنس، والتعريف للعهد الذهني أو الذكري.
ومن ذلك اختلاف المفسّرين في معاني الفلق، والوسواس، والقلم، والطور، والفجر، ونظائرها؛ على أقوال يمكن تخريجها على أصلين لغويين:
1-أن المراد بالتعريف في هذه الألفاظ الجنس، أي جنس الفلق؛ فيدخل في ذلك جميع ما يُفلق من الأمور الحسية والمعنوية، وجنس "الوسواس"، أي كل ما يوسوس؛ فيدخل في ذلك وسوسة الشيطان، ووسوسة النفس، وجنس الأقلام، وهكذا.
2-أن المراد بها العهد الذهني.
والذين سلكوا هذا المسلك ذهبت كل طائفة منهم إلى ما تراه أولى بالعهد الذهني، ففسّر جماعة من المفسّرين الفلق بأنه فلق الصباح، وفسّر جماعة الوسواس بالشيطان الرجيم، وفسّر جماعة القلمَ بالقلم الذي كُتب به في اللوح المحفوظ، وفسّر جماعة الطور بالجبل الذي نادى الله فيه موسى.
إجابة السؤال السابع:
أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
الأولى هو التعبير بمصطلح (التفسير بالاجتهاد) من التعبير بمصطلح (التفسير بالرأي ) لأسباب منها:
1- لفظ الاجتهاد يحصر المعنى المراد في التفسير بالرأي المحمود بالشروط المعتبرة وهو الأقرب إلى استعمال السلف .
2- المشتهر عند أهل التفسير التحذير من التفسير بالرأي ؛ ومقصودهم ما يكون اعتماد صاحبه فيه على مجرد رأيه ونظره بدون انضباط بضوابط وآداب وشروط.
3- لفظ التفسير بالرأي يدخل فيه ماهو مذموم وما هو محمود ، أما مصطلح التفسير بالاجتهاد فيدخل فيه التفسير بالرأي المحمود فقط.
-------

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 29 محرم 1438هـ/30-10-2016م, 02:32 AM
منال انور محمود منال انور محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 168
افتراضي

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير
المجموعة الثانية
السؤال الأول : التابعون على ثلاث طبقات اذكرها و اذكر ثلاثة من أصحاب كل طبقة .
طبقات التابعين على ثلاث طبقات :
- الطبقة الأولى :-
طبقة كبار التابعين و هم الذين عاصروا كبار الصحابة رضي الله عنهم و تلقوا منهم العلم و منهم :
1- الربيع بن خيثم الثوري ت : 61 هجرية
كان من العلماء الحكماء العباد من أصحاب ابن مسعود قال بكر بن ماعز ( كان عبدالله بن مسعود إذا رأى الربيع بن الخيثم مقبلا قال : بشر المخبتين أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه و سلم لأحبك .

2- ذر بن حبيش الأسدي ( ت 82 هجرية )
اللإمام المقرئ المفسّر من المخضرمين من كبار التابعين و أجلائهم و فقهائهم و كان فصيحا و عالما بالعربية و قدم على عمر و لزم ابن مسعود و أبي بن كعب و عبدالرحمن بن عوف قال عاصم بن أبي النجود ( كان ذر بن حبيش أعرب الناس و كان عبدالله بن مسعود يسأله عن العربية ) .

3- سعيد بن المسيب : ( ت 92 هجرية ) .
ولد في خلافة عمر و رآه و كان حريصا على طلب العلم اجتمع له علم غزير على حين وفرة الصحابة في المدينة تفقه على يد زيد بن ثابت و حفظ عن أبي هريرة حديثا كثيرة و اعتنى بحفظ ما يبلغه من فقه عمر بن الخطاب حتى قال يحي بن سعيد الأنصاري ( كان يقال ابن المسيب راوية عمر لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه و أقضيته ) كذلك قال الليث بن سعد و قال علي بن المدين ( لا أعلم في التابعين أوسع علما منه ) . افتى في حضرة الصحابة و كان من الصحابة من يسأله لعلمه و حفظه .

- الطبقة الثانية :
· طبقة أواسط التابعين و منهم :
1- سعيد بن جبير :
من العلماء العباد أخذ جلّ علمه من ابن عباس و لبن عمرو و غيرهما , كان يسأل ابن عباس و يحسن الفهم فاهتم به ابن عباس و حدّثه فأكثر و كان يكتب في صحف له و سمع سؤلات أصحاب ابن عباس و فيقسمها و يحفظها و أمره ابن عباس بالفتوى و الحديث فكان مفتي أهل الكوفه في زمانه .
وقال ابن عباس له حدث فقال أحدث و أنت هنا فقال أوليس من نعمة الله عليك أن تحدث و أنا شاهد فإن أصبت فذاك و إن أخطأت علمتك .
و قال جعفر بن أبي المغيرة كان ابن عباس بعدما عمى إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه قال أتسألوني و فيكم ابن أم دههماء يعني (سعيد بن الجبير ) .

2- عكرمة مولى ابن عباس ( ت 104 هجرية ) .
لزم ابن عباس و خدمه و اخذ منه علما كثيرا و كان ابن عباس يعتني بتعليمه لما رأى فهمه و ذكائه و أذن له بالفتوى في حياته .
3- أبو عمرو عامر بن شراحبيل الشعبي ( ت 104 هجرية ) .
الإمام الفقيه الحافظ قاض الكوفة في زمانه كان آية في الحفظ و الفهم و كان الصحابة يتعجبون من حفظه و سرده للحديث و كان يحفظ في صدره و لا يكتب .
قال ابن حبان ( روى عن عن خمسين و مائة من أصحاب النبي .
- الطبقة الثالثة : -
طبقة صغار التابعين و منهم : ابن شهاب الزهري – و محمد بن المنكدر – و عبدالله بن عون .

السؤال الثاني : بين تعظيم التابعين بشأن التفسير .
كان التابعون على قدر عظيم من تعظيم القول في التفسيو و وصاياهم في ذلك مشهورة :
- قال عامر بن شراحبيل ( أدركت أصحاب عبد الله و أصحاب علي و ليسوا هم لشئ من العلم أكره منهم لتفسير القرآن .
- قال عبدالله بن عمر ( لقد أدركت فقهاء المدينة و إنهم ليعظمون القول في التفسير منهم سعيد بن المسيب و نافع .
- قال مسروق بن الاجدع ( اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله .
- قال ابراهيم النخعي ( كان أصحابنا يتقون التفسير و يهابونه ) .
- قال يزيد بن أبي يزيد ( كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال و الحرام و كان أعلم الناس فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع .
قال ابن كثير :-
فهذه الآثار الصحيحة عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم له منهم تكلموا فيما علموه و سكتوا عما جهلوه و هذا الأمر واجب على كل أحد .

السؤال الثالث : متى يكون تفسير التابعين حجة ؟
- يكون تفسير التابعين حجة في حالة اتفاقهم و عدم اختلافهم في التفسير .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( إذا اجتمعوا على شئ فلا يرتاب في كونه حجة ) .




السؤال الرابع : تحدث عن عناية الصحابة و التابعين بالتفسير اللغوي .
بلغت عناية الصحابة و التابعين باللغة العربية بالرغم من علمهم بها و سلامة لسانهم من العجم و اللحن كان لهم عناية بالتفقه في العربية و سؤال الفصحاء المعربين و حفظ الحجج اللغوية و الشواهد من الأشعار و الخطب و غيرهم من أمثلة الصححابة و التابعين بالتفسير اللغوي : -
- كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري ( أما بعد فتفقهوا في السنة و تفقهوا في العربية و أعربوا القرآن فإنه عربي ) .
- قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ( إذا خفي عليكم شئ من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب )
- قال عاصب بن أبي النجود ( كان زرّ بن حبيش أعرب الناس و كان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربية .

السؤال الخامس : بين أهمية التفسير البياني و ما يلزم من يسلك هذا المسلك .
التفسير البياني له صلة بالكشف عن المعاني المرادة و رفع الإشكال و يستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية و له صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن .
يلزم أن يسلك هذا المسلك أن لا يجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه و تأمله و اجتهاده فكثيرا ما يغيب عن بعض المتآمرين معارضة بعض الأوجه التي استخرجوها لنص صحيح أو إجماع فكل تفسير عارض نصا أو إجماعا فهو تفسير باطل .
السؤال السادس : تحدث عن الإنحراف في التفسير اللغوي و بين أسبابه و مظاهره و أثاره .
أسباب الانحراف في التفسير اللغوي :
1- الإعراض عن النصوص المحكمة و اجماع السلف .
2- اتباع متشابه لهوى في النفس و زيغ في القلب ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله ) .
3- كثير ما يستند أصحاب الأهواء في تزيين بدعهم و التشكيك في بعض مسائل الاعتقاد الصحيح بالاستناد الى مستند لغوي يتوهمونه حجة لهم .
4- بعض أصحاب البدع من المفسرين قد يكون ماهرا في دسّ البدع في تفسيره لاثبات معتقداتهم الباطلة بأدنى مسوغ لغوي .
5- تعظيم بلاغة القرآن في نفوس المسلمين و لكن آداتهم اللغوية ضعيفة فكم من قول باطل راج بسبب إلباسه لباس التعبير عن بيان القرآن و لطائفه .
- مظاهر الانحراف :
1- مقابلة نصوص الاعتقاد بالتشكيك في دلالاتها .
2- نصرة أقوال أهل الأهواء بأدنى الحجج اللغوية .
3- إقامة دعاوي تعارض بين النصوص حتى يمكنه الجمع بينها يروج لبدعته .
4- ضعف العناية بالسنة و ازدراء أهل الحديث الذين هم حملة لواء أهل السنة .
5- دعوى تجديد القائم على نبذ أقوال السلف .
- أثار الانحراف في التفسير .
من لم يتبع سبيل المؤمنين و من اتبوعهم بإحسان فهو في ضلال مبين و توعده الله في الكتاب و السنة بأشد الوعيد و من صدقهم و اتبعهم فهو متبع للأمة الضلال و المرء مع من اتبع .
السؤال السابع : بين مراتب دلالات طرق التفسير و أهمية معرفة هذه المراتب .
طرق التفسير راجعة إلى أصول و مراتب ينبني بعضها على بعض :-
الأصل الأول : ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب و السنة على معاني الآيات فدلالة النص الصريح هي أصل الدلالات و الحاكمة عليها و لا يحتاج معها إلى اجتهاد لأن لا اجتهاد في موقع نص بل كل اجتهاد يخالف النص يكون باطل .
الأصل الثاني : دلالة الإجماع فإذا أجمع الصحابة و التابعين على تفسير آية فإجماعهم حجة لا تحل مخالفتها .
الأصل الثالث : دلالة الأثر و المقصود بها ما تحصل للمفسر من أقوال الصحابة و التابعين ما لم يتحقق فيه الإجماع فهي مرتبة أقل من المرتبتين السابقتين غير أن مخالفة الصحابي إذا صح الإسناد إليه و لم ينكر عليه علماء الصحابة فتكون مسألة خلاف و ليس إجماع .
و أما مخالفة أحد التابعين لقول وقع الاتفاق عليه فلا ترفع الإجماع بشرط أن لا يتابع فإذا تابعه العلماء على قوله كان مسألة خلاف أم إذا هُجر و لم يتابع لم تكن مخالفته قادحة في انعقاد الإجماع لأن هجران العلماء لقوله دليل على إجماعهم على خطأه .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 29 محرم 1438هـ/30-10-2016م, 02:12 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.

التابعون على درجات:
الأولى: الأئمة الثقات الذين عُرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين فهؤلاء بأعلى مراتبهم.
الثانية: صالحون مقبولون، ومنهم عباد، لا مطعن في عدالتهم ولا ضبطهم لكنّهم لم يكونوا معروفين بالاشتغال بالعلم كما عرف به أهل العلم من التابعين؛ فهؤلاء تقبل مروياتهم ويُحتجّ بها في الجملة إلا أن تخالف رواية من هم أوثق منهم.
الثالثة: الذين تعتبر روايتهم ولا يحتجّ بها إلا أن تعضد برواية آخرين، وأهل هذه الدرجة على أصناف:
1- صنف صالحون في أنفسهم غير متّهمين بالكذب، لكنّهم ضعفاء في الضبط، يقع منهم الخطأ في الرواية بما عرف به ضعف ضبطهم.
2- صنف مجهولو الحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يُعرف حالهم.
3- صنف اختلف فيهم الأئمة النقّاد فمنهم من وثّقهم ومنهم من ضعّفهم؛ فهؤلاء منهم من يكون في حاله تفصيل فيلحق بالدرجة الأولى في بعض مروياتهم، ويلحق بالثالثة في غيرها.
الرابعة: الذين لا تعتبر روايتهم، وهم على أصناف:
1- الذين كَثُر منهم الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز حتى استحقّوا الترك.
2- المتّهمون بالكذب.
3- غلاة المبتدعة.

ونقلة التفسير من التابعين على ثلاث طبقات:
الأولى: نقلة ثقات، ومنهم: قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وغيرهم.
الثانية: نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وغيرهم.
الثالثة: رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث، كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش.


س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
فسّر التابعون القرآن بالقرآن، وفسّروا القرآن بالسنة، وفسّروه بأقوال الصحابة وما بلغهم عنهم من وقائع التنزيل، وفسّروه بلغة العرب، واجتهدوا رأيهم فيما لم يبلغهم فيه نص.
1. تفسير القرآن بالقرآن، ومثاله:
ما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في تفسير قول الله تعالى: {كما بدأكم تعودون} قال: عادوا إلى علمه فيهم، ألم تسمع إلى قول الله فيهم: {كما بدأكم تعودون}؟ ألم تسمع قوله: {فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة}).
وروي هذا القول بهذا الاستدلال عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب القرظي.
2. تفسير القرآن بالسنة؛ فمن أمثلته ما رواه مسلم في صحيحه من طريق همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك» قال قتادة: (و{أقم الصلاة لذكري}). وصحّ هذا التفسير عن سعيد بن المسيب أيضاً.
3. تفسير القرآن بأقوال الصحابة، فله أمثلة كثيرة ؛ منها: ما رواه عبد الرزاق من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص أن ابن مسعود: قال: {إلا ما ظهر منها}: الثياب، ثم قال أبو إسحاق: ألا ترى أنه يقول: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}).
ففسّر الآية بقول الصحابي ثم استدلّ له من القرآن، وهذا مما يدلّ على أخذهم تفسير الصحابة بتفهّم لا بتقليد محض.
4. تفسير القرآن بلغة العرب؛ فمن أمثلته
:
منها: ما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق هشيم بن بشير، عن مغيرة بن مقسم، عن إبراهيم النخعي في قول الله تعالى: {إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} قال: قالوا فيه غير الحق، ألم تر إلى المريض إذا هذي قال غير الحق).

5. اجتهادهم في التفسير؛ فكانوا يجتهدون في فهم النص، وفيما لم يبلغهم فيه نص، وكانوا أقرب إلى الصواب لقربهم من مشكاة النبوة وأخذهم عن الصحابة رضي الله عنهم.
ويقع منهم اتّفاق كثير في التفسير، ويقع بينهم اختلاف أكثره من قبيل اختلاف التنوّع، وقد يقع منهم خطأ في الاجتهاد فيردّ.

س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.

1- قول الله تعالى: { وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)}. فوصفه بأنه مبين؛ لحُسن إفادته المعاني الجليلة بمفردات وأساليب تدلّ على المراد دلالة بيّنة، وهو مبين في ألفاظه ومعانيه وهداياته.
2- قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}.
والخطاب في هذه الآية للعرب الذين أنزل القرآن بلسانهم ليعوه ويعقلوه؛ وفي هذا دلالة بيّنة على أنه خطاب يعرفون مفرداته وأساليبه؛ ودلائله ومراميه، وفحواه وإيماءه.
3- قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.
فوصفه بالاستقامة التي لا تشوبها شائبة عوج ولا اختلاف؛ ولا خلل ولا ضعف؛ بل هو مستقيم في ألفاظه ومعانيه وهداياته.
قال ابن جرير: (يقول: جعلناه قرآنا عربيا إذْ كانوا عرباً، ليفهموا ما فيه من المواعظ، حتى يتقوا ما حذرهم الله فيه من بأسه وسطوته، فينيبوا إلى عبادته وإفراد الألوهة له، ويتبرؤوا من الأنداد والآلهة).
4- قوله تعالى: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
فهو كتاب فصّله الله تعالى بعلمه فجعله تبياناً وتفصيلاً لكل شيء بلسان عربي مبين، والتفصيل والتبيين من دلائل الإفهام بما يُعرف به المعنى ويدرك به المقصد.
5- أن القرآن يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي؛ فيفهمون من دلائل الخطاب ما يُعرف أثره عليهم من المعرفة والدراية، والخشية والبكاء، كما قال الله تعالى: { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشّاهدين}


س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
الاختلاف في الإعراب على صنفين:
الأول: الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، وإنما في بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده، وتخريج ما أشكل إعرابه، كما في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}. فاختلفوا في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً، والاختلاف في هذه المسألة ليس له أثر على المعنى سوى الفوارق البيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب.
الثاني: الاختلاف الذي له أثر على المعنى، وله أمثلة كثيرة:
- منها: اختلاف العلماء في إعراب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ؛ فمن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق، ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وقد اختلف في إعراب {من خلق} هل هو على النصب أو الرفع؟
فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته.
وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته.
وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به}.
والأمثلة على الصنفين كثيرة جداً، والذي يتّصل بالتفسير اللغوي هو الصنف الثاني دون الأوّل.
ومن فوائد معرفة الإعراب أنّه يعين على تخريج بعض أقوال المفسّرين، وعلى استكشاف علل بعض الأقوال الخاطئة.
ومن أمثلة ذلك قول الرازي: في معنى "ما" في قوله تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم} إذ قال: (هنا يجوز أن تكون {ما} استفهاما للتعجب تقديره: فبأي رحمة من الله لنت لهم)
وقد ردّه ابن هشام في قواعد الإعراب من وجهين؛ فقال: (والتوجيه المذكور في الآية باطل لأمرين:
أحدهما: أن (ما) الاستفهامية إذا خُفضت وجب حذف ألفها نحو: {عم يتساءلون}.
الثاني: أن خفض {رحمة} حينئذ يشكل، لأنه لا يكون بالإضافة، إذ ليس في أسماء الاستفهام ما يضاف إلا (أي) عند الجميع، و(كم) عند الزجاج، ولا بالإبدال من (ما) لأن المبدل من اسم الاستفهام، لابد أن يقرن بهمزة الاستفهام.


س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
1: الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه.
2:الاجتهاد في صحة القياس اللغوي.
3: توجيه القراءات.
4
:الإعراب.
5:تلمّس العلل البيانية.
6: الاشتقاق.
7: التصريف.
8: تناسب الألفاظ.


س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
يُشترط للمفسّر المجتهد ثلاثة شروط:
الأول: التأهّل في العلوم التي يُحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه.
الثاني: أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
الثالث: أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.

س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟

المراد به تفاسير أهل البدع الذين يفسّرون القرآن بآرائهم المجرّدة، وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 1 صفر 1438هـ/1-11-2016م, 01:43 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير

[من درس التفسير بأقوال التابعين إلى درس الاجتهاد في التفسير]


المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
من أفضل الإجابات على هذا السؤال إجابة كل من
الطالب: عباز محمد و الطالبة: إشراقة جيلي .
فلابد من البدء بالتعريف بالتابعين،وبيان فضلهم من كتاب الله تعالى .


تقويم الإجابات :
* مها الحربي .ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

س1:- فاتكِ الاستدلال على فضل التابعين من كتاب الله تعالى .
- اختصرتِ الإجابة ، ولو استخرجتِ من كل فقرة فضل لكانت الإجابة أتم .
س4 : تحتاج الإجابة لترتيب في العرض ، وأيضا فاتكِ ذكر أول من صنف في هذه المؤلفات .

*إشراقة جيلي .
أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1: أحسنتِ جدا إجابة وافية .


*عباز محمد .
أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س4 : أحسنت في إجابتك عرضا ومضمونا.


* فاطمة أحمد صابر .
ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1: أحسنتِ
، كما نوصي بالاطلاع على الإجابة الوافية على هذا السؤال.
س4: اختصرتِ في التوضيح بارك الله فيكِ .

* مها محمد .
أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1:أحسنتِ في إجابة السؤال الأو
ل.


المجموعة الثانية:

تقويم الإجابات :
* محمد شمس الدين فريد .
أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س5: أحسنت إجابتك ممتازة ، ولو أتيت بمثال لكان أتم .

* زينب الجريدي.
أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

س5: أحسنتِ التمثيل على الإجابة ، لكنّكِ اختصرتِ في إجابة الشق الثاني من السؤال ؛ وهو ما يلزم من يسلك هذا المسلك، نوصيكِ بمراجعة إجابات الزملاء.

*خالد يونس .
أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س1: ألف كلمة ( ابن ) تسقط بين علمين ،فنقول مسروق
بن الأجدع .
س5: أحسنت جدا وإجابتك من أفضل الإجابات،لو ذكرت مثال عليه .

*منال أنور محمود.
أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1: أحسنتِ التعريف ببعض التابعين .

المجموعة الثالثة:

تقويم الإجابات :
* هدى محمد صبري.
أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س4 أحسنتِ ونوصيكِ بالاستفادة من إجابة زميلتك لولوة .
س5: أحسنتِ،
المراد بعلم توجيه القراءات،هو تخريج معاني القراءات وإعرابها وطريقة أداء ألفاظها على أصول لغوية.

* لولوة الحمدان .
أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ، إجاباتك جميعها وافية .

س3: أحسنتِ بضرب الأمثلة .


المجموعة الرابعة:

تقويم الإجابات :
*محمد عبدالرزاق جمعة .
أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س7:
نوصي بمراجعة إجابة الأخت فداء.

*فداء حسين.
أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1: التبس عليكِ المطلوب، فما ذكرتِ هو
أوجه عناية التابعين بالتفسير .
س5: نثني على اجتهادك في ذكر موارد الاجتهاد في جميع أنواع التفسير .
س7: أحسنتِ بتفصيلك للإجابة .

*حليمة محمد أحمد .
أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س7: نوصي بمراجعة إجابة الأخت فداء.

* رقية إبراهيم عبد البديع .
ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

س7: نوصي بمراجعة إجابة الأخت فداء.
تم خصم نصف درجة للتأخير .

بارك الله في اجتهادكم جميعا ...ونفعكم بهذا العلم ونفع بكم .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 1 صفر 1438هـ/1-11-2016م, 10:08 PM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
للتابعين فضل كبير بينه الله عز وجل في كتابه واشترط الإحسان في ذلك فقال: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}

وكذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل التابعين والحث على إكرامهم وإعطائهم قدرهم في أحاديث كثيرة منها:
_ (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» متفق عليه
*_ «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصَاحَبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصَاحَب مَن صَاحَبَني»

*وسمّوا بالتّابعين لقول الله تعالى: {والذين اتّبعوهم بإحسان}..، وهذا الاسم الشريف يدلّ على أنّهم إنما نالوا أفضليتهم بإحسانهم اتّباع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
*الصنف الأول: مفسّرون يفسّرون القرآن بما عرفوا من طرق تفسيره، ومن هؤلاء: أبو العالية الرياحي، وسعيد بن المسيب.

الصنف الثاني:من ينقلون التفسير نقلا عن الصحابة أو التابعين وقلما ينسب لهم قول في التفسير.
وهؤلاء منهم الثقات مثل: قيس بن أبي حازم.
ومنهم نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة،مثل: أبو صالح مولى أمّ هانئ.
*ومنهم رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث، كيزيد بن أبان الرقاشي.
*فهؤلاء لهم أقوال في التفسير يرويها عنهم أصحاب كتب التفسير المسندة، ومنهم من يجمع بين الاجتهاد في التفسير، ونقل التفسير عمّن تقدّم.

س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
الطبقة الأولى:طبقة الصحابة الذين يفسرون القرآن ويبينون الأساليب القرآنية بمايعرفونه من لغتهم العربية .

الطبقة الثانية:
طبقة كبار التابعين ومنهم: أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي وله أقوال تروى عنه في التفسير.

الطبقة الثالثة:
الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي ويعدون من التابعين ومن أشهرهم: يحيي بن معمر وهو أول من نقط المصحف.

الطبقة الرابعة:
الذين أخذوا عن أصحاب أبي الأسود الدؤلي وعامتهم من صغار التابعين.ومنهم: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي.
وهؤلاء كانت لهم مصنفات كثيرة في اللغة وهم أيضا من القراء الذين تؤخذ عنهم القراءات.

الطبقة الخامسة:
*طبقة حماد بن سلمة البصري، والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي،والخليل بن أحمد الفراهيدي، وهارون بن موسى الأعور،والأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد.
وهؤلاء في عداد تلاميذ الطبقة الرابعة

*الطبقة السادسة:
طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر، وخلف بن حيّان الأحمر،ويونس بن حبيب الضَّبِّي ومن عاصرهم من علماء اللغة الكبار الذين لهم عناية ببيان معاني كلمات القرآن.
*وهؤلاء عامّتهم من تلاميذ الطبقة الخامسة، ومنهم من تتلمذ على بعض أصحاب الطبقة الرابعة.
وعامتهم من السنة وفيهم معتزلة.

الطبقة السابعة:
*طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ، وصالح بن إسحاق الجرمي،وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي وغيرهم.

الطبقة الثامنة:
*طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي،ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ،وأبي عثمان بكر بن محمد المازني ،وغيرهم.

*والطبقة التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري وغيرهم.

، والطبقة العاشرة: طبقة يَموتَ بنِ المزرَّعِ العَبْدِي،ومحمد بن جرير الطبري،وكُرَاع النَّمْلِ علي بنُ الحسَن الهُنَائِي ، وأبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني وغيرهم.

*الطبقة الحادية عشرة: طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس وغيرهم.

*الطبقة الثانية عشرة: طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني، وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي، والحسين بن أحمد ابن خالويه.



س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
النوع الأول :العناية بمعاني الكلمات والأساليب القرآنية،وهو من أشهر الأنواع وأكثر عناية السلف بهذا النوع.
* ومنه مايتفق فيه العلماء ومنه مايختلف فيه فيحتاج معه إلى الترجيح.
*ومن أمثلة ذلك: لفظ "الفلق" يطلق في اللغة على الصبح، وعلى الخلق كلّه، وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين، وعلى مِقْطَرة السجان، وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه، وعلى الداهية.
ولكلّ معنى من هذه المعاني شواهد صحيحة مبثوثة في كتب اللغة.

وهذه الألفاظ التي تحتمل أكثر من معنى يؤخذ منها مايحتمله السياق ثم ينظر فيها على مراتب:
المرتبة الأولى:ما دلّ عليه النصّ أو الإجماع وجب المصير إليه وطرح كلّ ما خالفه.
*
المرتبة الثانية: النظر في الأقوال المأثورة عن الصحابة والتابعين فيؤخذ ما قالوا به منها، وينظر في أقوالهم حسب قواعد الجمع والترجيح.

المرتبة الثالثة: النظر في أقوال المفسّرين من علماء اللغة فما قالوا به مما لا يعارض المرتبتين الأولى والثانية فمقبول إلا أن يكون له علّة لغوية.

المرتبة الرابعة: النظر في دلالة المناسبة، وهي أن يكون أحد المعاني أنسب لمقصد الآية من المعاني الأخرى.

المرتبة الخامسة: النظر في توارد المعاني ، وهي أن يحتمل التركيب معاني متعددة لأحوال متغايرة؛ فيؤخذ بالمعنى الأول للحالة الأولى وبالمعنى الثاني للحالة الثانية وهكذا.

أما معرفة الأساليب فهي قدر زائد على معرفة الكلمات ولا يتبين معنى الآية إلا بمعرفة معنى الأسلوب.
ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} فسّر بالتعجب وفسّر بالاستفهام، وللسلف واللغويين قولان مشهوران في هذه الآية عمادهما على تفسير معنى الأسلوب.

النوع الثاني :بيان معنى الحروف وهو من أجل أنواع التفسير وتقع فيه الكثير من الإشكالات وقد اعتنى به العلماء بل وأفردوا له المصنفات.
ومن أمثلته:
ما قاله مالك بن دينار: كنا نعرض المصاحف أنا والحسن وأبو العالية الرياحي ونصر بن عاصم الليثي وعاصم الجحدري، قال: سأل رجل أبا العالية عن قول الله عز وجل {الذين هم عن صلاتهم ساهون} ما هو؟
فقال أبو العالية: «هو الذي لا يدري عن كم انصرف؟ عن شفع أو عن وتر»
فقال الحسن: مَهْ! ليس كذلك، {الذين هم عن صلاتهم ساهون}: «الذي يسهو عن ميقاتها حتى تفوت» رواه عبد الرزاق.
قال الزركشي: (لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال: "في صلاتهم" فلما قال "عن صلاتهم" دل على أن المراد به الذهاب عن الوقت)ا.هـ.

النوع الثالث:
الإعراب وهو من أكثر ما اهتم به علماء النحو وهو يفيد في معرفة علل الأقوال والترجيح بينها،
وهناك مسائل اتفق عليها النحاة ومسائل اختلفوا فيها وهي على نوعين:
1_اختلاف ليس له تأثير على المعنى كاختلافهم في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}.
فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوال عديدة.

2_اختلاف يؤثر على المعنى مثل: اختلاف العلماء في إعرب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ؛ فمن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وقد اختلف في إعراب {من خلق} هل هو على النصب أو الرفع؟
فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته.
وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته.
وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به}.

*النوع الرابع: توجيه القراءات، وهو علم عُني به جماعة من المفسّرين، ومن العلماء من أفرده بالتصنيف.
ومثاله: ما قاله أبو علي الفارسي: (قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).

*النوع الخامس: التفسير البياني وهو يعنى ببيان أساليب القرآن من الناحية البلاغية وهو علم واسع يتفاوت فيه العلماء ولا يمكن حصره

*النوع السادس: الوقف والابتداء ولهذا العلم صلة وثيقة بالتفسير لتعلّقه ببيان المعنى؛ حتى كان يوصف من يُتقنه بأنّه يفسّر القرآن بتلاوته.

*النوع السابع: التصريف
النوع الثامن: الاشتقاق
النوع التاسع: البديع
النوع العاشر: تناسب الألفاظ والمعاني.


س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
يختلف العلماء في مواضع الوقف والابتداء فيها لاختلافهم في فهم المعنى، واختلاف ترجيحاتهم بين أوجه التفسير، فإنّ تعلّق علم الوقف والابتداء بالتفسير تعلّق ظاهر، وكلام العلماء فيه إنما هو بحسب ما بلغهم من العلم بالقراءة والتفسير وما أدّاه اجتهادهم فيه.

ومن أمثلة اختلافهم في الوقف بناءً على التفسير اختلافهم في الوقف في قوله تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}.
فإذا وصل القارئ أفاد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة، وهذا قول الربيع بن أنس البكري، وهو ظاهر النسق القرآني.
وإذا وقف على {عليهم} وابتدأ بقوله: {أربعين سنة يتيهون في الأرض} أفاد تعلّق التوقيت بالتّيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبّداً عليهم، والتيه مؤقتاً بأربعين سنة.
قال قتادة: {فإنّهما محرمة عليهم} قال: أبداً، {أربعين سنة يتيهون في الأرض} قال: يتيهون في الأرض أربعين سنة). رواه ابن جرير، وروى ابن منيع وابن عديّ وابن عساكر نحوه عن عكرمة من طريق الزبير بن الخرّيت البصري وهو ثقة من رجال الصحيحين.
قال ابن الأنباري: (وقوله: {أربعين سنة} يُنصب من وجهين:
- إن شئت نصبتها بـ{محرمة عليهم} فلا يتم الوقف على {عليهم}.
- وإن شئت نصبتها بـ{يتيهون في الأرض}؛ فعلى هذا المذهب يتمّ الوقف على {عليهم} )ا.هـ.

والراجح أن التحريم عامّ على المعنيّين في الآية، وهم الذين امتنعوا من دخول الأرض المقدّسة خوفاً من الجبّارين وعصياناً لأمر الله، وجملة {يتيهون في الأرض} في محلّ نصب حال، أي: تائهين في الأرض، والإتيان بالفعل المضارع الدالّ على التجدد في موضع الحال لإفادة تجدّد التيه عليهم في تلك المدة؛ يتيهون تيها بعد تيه إلى الأمد الذي جعله الله لهم.
وجائز أن يكون جميع من عُنوا بالتحريم ماتوا في زمن التيه كما ذكره غير واحد من المفسّرين إلا أنّ هذا ليس بلازم في ظاهر النسق القرآني.

س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
***** الاجتهاد في التفسير داخل في جميع طرق التفسير غير مزايل لها، وفي كلّ طريق موارد للاجتهاد.
*1_فأمّا طريق تفسير القرآن بالقرآن: فمنه مايكون ظاهرا لا يحتاج إلى اجتهاد ومنه مايحتاج للأجتهاد.
*ولهذا الاجتهاد موارد ومداخل منها:
أ: الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير وإن لم يكن يُقرأ بها.
ب: والاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى.
ج: والاجتهاد في بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام .
د: والاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي؛ كما فعل عليّ وابن عباس في مسألة أقلّ مدّة الحمل.
هـ: والاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى ليُستعان به على بيان بعض أوجه التفسير أو الترجيح بين الأقوال المأثورة في تفسيرها.
و: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى.
*ز: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية.

*2. وأما تفسير القرآن بالسنّة فمن موارد الاجتهاد فيه:
أ: الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً.
ب: والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ.
ج: والاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
د: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث.
هـ: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية.

*3. وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة فيدخله اجتهاد المفسّر من أبواب:
أ: منها الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير وهو باب واسع.
ب: ومنها الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
ج: ومنها الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة.
د: الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يُحمل على الرفع مما أخذه بعض الصحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب.
هـ: الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات وتمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يُحمل على التفسير.
و:الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة نصّاً أو استخراجاً.
ز: الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.

4. وأما تفسير القرآن بأقوال التابعين؛ فيدخله الاجتهاد من أكثر الأوجه المتقدّمة في تفسير القرآن بأقوال الصحابة إلا أنّ أقوال الصحابة التي تُحمل على الرفع يُحمل نظيرها في أقوال التابعين على الإرسال.

*5. وأما تفسير القرآن بلغة العرب؛ فمن أهمّ موارد الاجتهاد فيه* الاجتهاد في ثبوت ما يعرف بالنقل عن العرب، وتمييز صحيح الشواهد من منحولها، ومقبولها من مردودها، والاجتهاد في اكتشاف ما اعترى بعضها من اللحن والتغيير والتصحيف وغيرها.
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
*اسم الاجتهاد أولى لأنه الأقرب إلى استعمال السلف، وما أصاب فيه من يُسمّون أهل الرأي المحمود فهو داخل في الاجتهاد المعتبر المشروع، وما أنكره عليهم السلف فلا يعدّ من الاجتهاد المعتبر.
كما أن لفظ الاجتهاد مع بيان موارده يدلّ على أن اعتماد صاحبه ليس على مجرّد نظره ورأيه، وإنما هو اجتهاد منضبط بحدود وآداب، وله موارد ودلالات.



*

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 2 صفر 1438هـ/2-11-2016م, 05:02 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيان الضعيان مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
للتابعين فضل كبير بينه الله عز وجل في كتابه واشترط الإحسان في ذلك فقال: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}

وكذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل التابعين والحث على إكرامهم وإعطائهم قدرهم في أحاديث كثيرة منها:
_ (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» متفق عليه
*_ «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصَاحَبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصَاحَب مَن صَاحَبَني»

*وسمّوا بالتّابعين لقول الله تعالى: {والذين اتّبعوهم بإحسان}..، وهذا الاسم الشريف يدلّ على أنّهم إنما نالوا أفضليتهم بإحسانهم اتّباع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
*الصنف الأول: مفسّرون يفسّرون القرآن بما عرفوا من طرق تفسيره، ومن هؤلاء: أبو العالية الرياحي، وسعيد بن المسيب.

الصنف الثاني:من ينقلون التفسير نقلا عن الصحابة أو التابعين وقلما ينسب لهم قول في التفسير.
وهؤلاء منهم الثقات مثل: قيس بن أبي حازم.
ومنهم نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة،مثل: أبو صالح مولى أمّ هانئ.
*ومنهم رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث، كيزيد بن أبان الرقاشي.
*فهؤلاء لهم أقوال في التفسير يرويها عنهم أصحاب كتب التفسير المسندة، ومنهم من يجمع بين الاجتهاد في التفسير، ونقل التفسير عمّن تقدّم.

س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
الطبقة الأولى:طبقة الصحابة الذين يفسرون القرآن ويبينون الأساليب القرآنية بمايعرفونه من لغتهم العربية .

الطبقة الثانية:
طبقة كبار التابعين ومنهم: أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي وله أقوال تروى عنه في التفسير.

الطبقة الثالثة:
الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي ويعدون من التابعين ومن أشهرهم: يحيي بن معمر وهو أول من نقط المصحف.

الطبقة الرابعة:
الذين أخذوا عن أصحاب أبي الأسود الدؤلي وعامتهم من صغار التابعين.ومنهم: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي.
وهؤلاء كانت لهم مصنفات كثيرة في اللغة وهم أيضا من القراء الذين تؤخذ عنهم القراءات.

الطبقة الخامسة:
*طبقة حماد بن سلمة البصري، والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي،والخليل بن أحمد الفراهيدي، وهارون بن موسى الأعور،والأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد.
وهؤلاء في عداد تلاميذ الطبقة الرابعة

*الطبقة السادسة:
طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر، وخلف بن حيّان الأحمر،ويونس بن حبيب الضَّبِّي ومن عاصرهم من علماء اللغة الكبار الذين لهم عناية ببيان معاني كلمات القرآن.
*وهؤلاء عامّتهم من تلاميذ الطبقة الخامسة، ومنهم من تتلمذ على بعض أصحاب الطبقة الرابعة.
وعامتهم من السنة وفيهم معتزلة.

الطبقة السابعة:
*طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ، وصالح بن إسحاق الجرمي،وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي وغيرهم.

الطبقة الثامنة:
*طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي،ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ،وأبي عثمان بكر بن محمد المازني ،وغيرهم.

*والطبقة التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري وغيرهم.

، والطبقة العاشرة: طبقة يَموتَ بنِ المزرَّعِ العَبْدِي،ومحمد بن جرير الطبري،وكُرَاع النَّمْلِ علي بنُ الحسَن الهُنَائِي ، وأبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني وغيرهم.

*الطبقة الحادية عشرة: طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس وغيرهم.

*الطبقة الثانية عشرة: طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني، وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي، والحسين بن أحمد ابن خالويه.



س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
النوع الأول :العناية بمعاني الكلمات والأساليب القرآنية،وهو من أشهر الأنواع وأكثر عناية السلف بهذا النوع.
* ومنه مايتفق فيه العلماء ومنه مايختلف فيه فيحتاج معه إلى الترجيح.
*ومن أمثلة ذلك: لفظ "الفلق" يطلق في اللغة على الصبح، وعلى الخلق كلّه، وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين، وعلى مِقْطَرة السجان، وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه، وعلى الداهية.
ولكلّ معنى من هذه المعاني شواهد صحيحة مبثوثة في كتب اللغة.

وهذه الألفاظ التي تحتمل أكثر من معنى يؤخذ منها مايحتمله السياق ثم ينظر فيها على مراتب:
المرتبة الأولى:ما دلّ عليه النصّ أو الإجماع وجب المصير إليه وطرح كلّ ما خالفه.
*
المرتبة الثانية: النظر في الأقوال المأثورة عن الصحابة والتابعين فيؤخذ ما قالوا به منها، وينظر في أقوالهم حسب قواعد الجمع والترجيح.

المرتبة الثالثة: النظر في أقوال المفسّرين من علماء اللغة فما قالوا به مما لا يعارض المرتبتين الأولى والثانية فمقبول إلا أن يكون له علّة لغوية.

المرتبة الرابعة: النظر في دلالة المناسبة، وهي أن يكون أحد المعاني أنسب لمقصد الآية من المعاني الأخرى.

المرتبة الخامسة: النظر في توارد المعاني ، وهي أن يحتمل التركيب معاني متعددة لأحوال متغايرة؛ فيؤخذ بالمعنى الأول للحالة الأولى وبالمعنى الثاني للحالة الثانية وهكذا.

أما معرفة الأساليب فهي قدر زائد على معرفة الكلمات ولا يتبين معنى الآية إلا بمعرفة معنى الأسلوب.
ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} فسّر بالتعجب وفسّر بالاستفهام، وللسلف واللغويين قولان مشهوران في هذه الآية عمادهما على تفسير معنى الأسلوب.

النوع الثاني :بيان معنى الحروف وهو من أجل أنواع التفسير وتقع فيه الكثير من الإشكالات وقد اعتنى به العلماء بل وأفردوا له المصنفات.
ومن أمثلته:
ما قاله مالك بن دينار: كنا نعرض المصاحف أنا والحسن وأبو العالية الرياحي ونصر بن عاصم الليثي وعاصم الجحدري، قال: سأل رجل أبا العالية عن قول الله عز وجل {الذين هم عن صلاتهم ساهون} ما هو؟
فقال أبو العالية: «هو الذي لا يدري عن كم انصرف؟ عن شفع أو عن وتر»
فقال الحسن: مَهْ! ليس كذلك، {الذين هم عن صلاتهم ساهون}: «الذي يسهو عن ميقاتها حتى تفوت» رواه عبد الرزاق.
قال الزركشي: (لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال: "في صلاتهم" فلما قال "عن صلاتهم" دل على أن المراد به الذهاب عن الوقت)ا.هـ.

النوع الثالث:
الإعراب وهو من أكثر ما اهتم به علماء النحو وهو يفيد في معرفة علل الأقوال والترجيح بينها،
وهناك مسائل اتفق عليها النحاة ومسائل اختلفوا فيها وهي على نوعين:
1_اختلاف ليس له تأثير على المعنى كاختلافهم في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}.
فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوال عديدة.

2_اختلاف يؤثر على المعنى مثل: اختلاف العلماء في إعرب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ؛ فمن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وقد اختلف في إعراب {من خلق} هل هو على النصب أو الرفع؟
فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته.
وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته.
وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به}.

*النوع الرابع: توجيه القراءات، وهو علم عُني به جماعة من المفسّرين، ومن العلماء من أفرده بالتصنيف.
ومثاله: ما قاله أبو علي الفارسي: (قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).

*النوع الخامس: التفسير البياني وهو يعنى ببيان أساليب القرآن من الناحية البلاغية وهو علم واسع يتفاوت فيه العلماء ولا يمكن حصره

*النوع السادس: الوقف والابتداء ولهذا العلم صلة وثيقة بالتفسير لتعلّقه ببيان المعنى؛ حتى كان يوصف من يُتقنه بأنّه يفسّر القرآن بتلاوته.

*النوع السابع: التصريف
النوع الثامن: الاشتقاق
النوع التاسع: البديع
النوع العاشر: تناسب الألفاظ والمعاني.


س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
يختلف العلماء في مواضع الوقف والابتداء فيها لاختلافهم في فهم المعنى، واختلاف ترجيحاتهم بين أوجه التفسير، فإنّ تعلّق علم الوقف والابتداء بالتفسير تعلّق ظاهر، وكلام العلماء فيه إنما هو بحسب ما بلغهم من العلم بالقراءة والتفسير وما أدّاه اجتهادهم فيه.

ومن أمثلة اختلافهم في الوقف بناءً على التفسير اختلافهم في الوقف في قوله تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}.
فإذا وصل القارئ أفاد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة، وهذا قول الربيع بن أنس البكري، وهو ظاهر النسق القرآني.
وإذا وقف على {عليهم} وابتدأ بقوله: {أربعين سنة يتيهون في الأرض} أفاد تعلّق التوقيت بالتّيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبّداً عليهم، والتيه مؤقتاً بأربعين سنة.
قال قتادة: {فإنّهما محرمة عليهم} قال: أبداً، {أربعين سنة يتيهون في الأرض} قال: يتيهون في الأرض أربعين سنة). رواه ابن جرير، وروى ابن منيع وابن عديّ وابن عساكر نحوه عن عكرمة من طريق الزبير بن الخرّيت البصري وهو ثقة من رجال الصحيحين.
قال ابن الأنباري: (وقوله: {أربعين سنة} يُنصب من وجهين:
- إن شئت نصبتها بـ{محرمة عليهم} فلا يتم الوقف على {عليهم}.
- وإن شئت نصبتها بـ{يتيهون في الأرض}؛ فعلى هذا المذهب يتمّ الوقف على {عليهم} )ا.هـ.

والراجح أن التحريم عامّ على المعنيّين في الآية، وهم الذين امتنعوا من دخول الأرض المقدّسة خوفاً من الجبّارين وعصياناً لأمر الله، وجملة {يتيهون في الأرض} في محلّ نصب حال، أي: تائهين في الأرض، والإتيان بالفعل المضارع الدالّ على التجدد في موضع الحال لإفادة تجدّد التيه عليهم في تلك المدة؛ يتيهون تيها بعد تيه إلى الأمد الذي جعله الله لهم.
وجائز أن يكون جميع من عُنوا بالتحريم ماتوا في زمن التيه كما ذكره غير واحد من المفسّرين إلا أنّ هذا ليس بلازم في ظاهر النسق القرآني.

س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
***** الاجتهاد في التفسير داخل في جميع طرق التفسير غير مزايل لها، وفي كلّ طريق موارد للاجتهاد.
*1_فأمّا طريق تفسير القرآن بالقرآن: فمنه مايكون ظاهرا لا يحتاج إلى اجتهاد ومنه مايحتاج للأجتهاد.
*ولهذا الاجتهاد موارد ومداخل منها:
أ: الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير وإن لم يكن يُقرأ بها.
ب: والاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى.
ج: والاجتهاد في بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام .
د: والاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي؛ كما فعل عليّ وابن عباس في مسألة أقلّ مدّة الحمل.
هـ: والاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى ليُستعان به على بيان بعض أوجه التفسير أو الترجيح بين الأقوال المأثورة في تفسيرها.
و: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى.
*ز: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية.

*2. وأما تفسير القرآن بالسنّة فمن موارد الاجتهاد فيه:
أ: الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً.
ب: والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ.
ج: والاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
د: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث.
هـ: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية.

*3. وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة فيدخله اجتهاد المفسّر من أبواب:
أ: منها الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير وهو باب واسع.
ب: ومنها الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
ج: ومنها الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة.
د: الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يُحمل على الرفع مما أخذه بعض الصحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب.
هـ: الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات وتمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يُحمل على التفسير.
و:الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة نصّاً أو استخراجاً.
ز: الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.

4. وأما تفسير القرآن بأقوال التابعين؛ فيدخله الاجتهاد من أكثر الأوجه المتقدّمة في تفسير القرآن بأقوال الصحابة إلا أنّ أقوال الصحابة التي تُحمل على الرفع يُحمل نظيرها في أقوال التابعين على الإرسال.

*5. وأما تفسير القرآن بلغة العرب؛ فمن أهمّ موارد الاجتهاد فيه* الاجتهاد في ثبوت ما يعرف بالنقل عن العرب، وتمييز صحيح الشواهد من منحولها، ومقبولها من مردودها، والاجتهاد في اكتشاف ما اعترى بعضها من اللحن والتغيير والتصحيف وغيرها.
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
*اسم الاجتهاد أولى لأنه الأقرب إلى استعمال السلف، وما أصاب فيه من يُسمّون أهل الرأي المحمود فهو داخل في الاجتهاد المعتبر المشروع، وما أنكره عليهم السلف فلا يعدّ من الاجتهاد المعتبر.
كما أن لفظ الاجتهاد مع بيان موارده يدلّ على أن اعتماد صاحبه ليس على مجرّد نظره ورأيه، وإنما هو اجتهاد منضبط بحدود وآداب، وله موارد ودلالات.



*
الدرجة :أ
أحسنتِ أخت بيان زادكِ الله من فضله وبارك فيكِ.
تمّ خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 5 صفر 1438هـ/5-11-2016م, 12:23 AM
غيمصوري جواهر الحسن مختار غيمصوري جواهر الحسن مختار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 159
افتراضي

لمجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
تأتي فضل التّابعين في مفهوم النصوص الشرعية المتضمنة للثناء المطلق على من أحسن اتباع النبي وأصحابه كقوله تعالى (( والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ......)) ومن حسن اتباعهم تصديقهم ما صدّق الصّحابة وعملهم بما عملوا وسلوكهم طرقه واقتفاؤهم لآثارهم واهتداؤهم بهديهم فكان دينهم بالاتباع لا بالابتداع .
وقد ذكر رجل عند ابن عباس بعض الصحابة رضي الله عنهم بما يفهم منه انتقاص لبعضهم فقال له ابن عباس (( والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان )) أمّا أنت فلم تتبعهم بإحسان . وقد شهد الصحابة للتابعين بحسن الإتباع وأثنوا عليهم وائتمنوهم على تعليم النّاس وإفتائهم وامروا بالأخذ عنهم ومن استفاض ثناء الأئمة عليهم بما يدلّ على صدقهم وعلمهم وفضلهم وقد ورد ذلك جملة من الآثار منها قول النبي صلى الله عليه وسلّم (( خير القرون قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم )) متفق عليه .
وهذا الفضل الذي نالوا هو بسبب حسن اتباعهم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم ولا يشهد لأحد بذلك حتى يكون إماما في الدين يعتبر تفسيره للقرآن ويحتجّ بروايته , ويؤتسى به بالشروط المعتبرة عند أهلى الحديث, وهي ألا يخالف قوله نصا ولا قول صحابي ولا يخالفه أهل العلم من التابعين .
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
الصنف الأوّل : من التابعين من يفسرالقرآن وفق ما عرف من طرق تفسيره ومن أمثلتهم : أبو العالية الرّياحي وسعيد بن المسيّب وسعيد بن حبير ومجاهد بن جبر وعكرمة مولى ابن عباس وعامر الشعبي والحسن البصري وقتادة بن دعامة السّدوسي وزيدبن أسلم وضحاك بن مزاحم ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم .
فأصحاب كتب التفسير يروون عن هؤلاء أقوال في التفسير مسندة فمنهم من يجمع بين الإجتهاد في التفسير ونقل التفسير عمن تقدّم
الصّنف الثاني : نقلة للتفسير , عماد عنايتهم بالتّفسير على رواية أحاديث التفسير , ونقل تفاسير الصّحابة والتّابعين رضي الله عنهم , ولا يكاد يظفر لهم بأقوال في التفسير إلاّ نادرا . فقد حفظوا علما كثيرا في التفسير استفاد منها الأمة استفادة عظيمة وذلك بحفظهم ونقلهم التفسير من الصحابة وكبار التابعين .
وهؤلاء النقلة على ثلاث طبقات :
الطبقة الأولى : نقلة الثقات , ومنهم قيس بن مزاحم وغيره
الطبقة الثانية : نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم وهم على درجات متفاوتة , ومنهم شهربن حوشب وغيره
الطبقة الثالثة : رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث , كيزيد بن أبان الرقاشي وغيره

س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
العلماء الذين اعتنوا بالتفسير اللغوي على طبقات كما سيتم إيراده على الترتيب التالي
الطبقة الأولى : طبقة الصّحابة رضي الله عنهم وكان منهم علماء يقسّرون الغريب ويبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية التي يتحدّثون بها , وقد نزل القرآن بلغتهم ولبعضهم عناية زائدة في المعرفة بفنون اللغة وأساليبها , وحفظ شواهدها ,
الطبقة الثانية : طبقة كبار التّابعين , وعامّتهم من أهل عصر الإحتجاج , وكان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي , من علماء هذه الطبقة أبو الأسود ظالم بن عمرو الدّؤلي العلم بالعربية . قال فيه محمد بن سلا الجمحي : ( كان أوّل من أسّس العربية وفتح بابها , وأنهج سبيلها , ووضع قياسها أبو الأسود الدّؤلي ))
الطبقة الثالثة : الذين أخذوا عن أبي الأسود الدّؤلي وعامتهم من المعتنين بالعربية في عداد التابعين منهم ابنه عطاء , ويحيى بن يعمر العدواني .
الطبقة الرّابعة : طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود وجلهم من صغار صغار التابعين , وهم جماعة من علماء اللغة المتقدّمين الذين شافهوا الأعراب , وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها .
الطبقة الخامسة : طبقة حمّاد بن سلمة البصري المتوفي سنة 167 الهجري وغيره وهم من تلامذة الطبقة الرّابعة , ومنهم من شافه الأعراب وأخذ عنهم .
الطبقة السّادسة : طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر المتوفي عام 180 من الهجرة النبوية وخلف بن حيان الأحمر وغيرهم كثير فهم من أعلام اللغة الكبار ولهم مصنفات كثيرة وعامتهم من تلامذة الطبقة الخامسة وعامتهم كذلك من أهل السنة إلا قطرب والأخفش الأوسط فهما من المعتزلة .
الطبقة السابعة : طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيدي المتوفي سنة 225 الهجري وصالح بن اسحاق الجرمي المتوفي عام 225 وغيرهما الكثير .
الطبقة الثامنة : طبقة أبي العميثل عبد الله بن خليد الأعرابي المتوفي سنة 240 الهجرية وغيره .
الطبقة التّاسعة : طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسين السّكّري المتوفي سنة 275 الهجري وغيره الكثير .
الطبقة العاشرة : يموت بن المزرّع العبدي المتوفي عام 304 الهجري ومحمد بن جرير الطبري المتوفي سنة 310 الهجري وغيرهما الكثير .
الطبقة الحادي عشرة : طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري المتوفي عام 328 الهجري وأقرانه الكثيرون .
الطبقة الثانية عشرة : القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني المتوفي سنة 366 الهجري وابن خالويه المتوفي سنة 368 الهجري , وغير هما .
فهؤلاء هم أكثر من أخذ منهم علم اللغة العربية على اختلاف أوجه عناياتهم اللغوية بالقرآن الكريم فمنهم من يغلب عليه العناية بالنّحو والإعراب ومنهم من المعتني بعلم القراءات دراسة وتوجيها ومنهم المهتم بمعاني المفردات والأساليب , ومنهم المشتغل بالتصريف والإشتقاق , إلى غير ذلك من أوجه العناية اللغوية بالقرآن الكريم .

س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
اعتنى العلماء بالتفسير اللغوي للقرآن القرآن الكريم كثيرا في الحديث والقديم وأفردوا فيها مصنفات عديدة في وجوهها المتعددة وتتابعوا على درسة أمثلتها وتحرير مسائلها وتأصيل قواعدها وقد أوصل الشيخ عبد العزيز الداخل يحفظه الله في تأمله أنواع عناية العلماء اللغوي بالألفاظ القرآن الكريم إلى عشرة أنواع مبينا ما يمكن أن يكون منها وثيق الصلة بالتفسير اللغوي وما يكون منها رافدا من روافده , على النحو التالي :
النّو ع الأوّل : بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية وهو أشهر الأنواع وأنفعها وأشّدها صلة بالتّفسير إذ يكون به الكشف عن معنى اللفظ , ومعرفة مقاصد الأساليب , وأكثر عناية السّلف اللغوي كانت بهذا النّوع . ومن أساليبه ما يتفق عليه العلماء ومنها ما يختلفون فيه وللاختلاف أسبابه وآثاره كأن يكون اللفظة من المشترك اللفظي فيسرها كل طرفه بمعنى من معانيها كاختلافهم في( عسعس ) ب فقيل بأن المعنى أقبل وقيل أدبر .
النوع الثاني : بيان معاني الحروف وهو من أجلّ أنواع التفسير اللغوي وقد يقع ذلك لبعض كبار المفسّرين قال مالك بن دينار كنا نعرض المصاحف أنا والحسن وأبو العالية الرّياحي ونصر بن عاصم الليثي وعاصم الجحدري قال سأل رجل أبا العالية عن قول الله عزوجل (( الذين هم عن صلاتهم ساهون )) ما هو ؟ فقالوا أبو العالية : (( هو الذي لا يدري عن كم انصرف ؟ عن شفع أو عن وتر )) قال الحسن : مه ليس كذلك (( الذين هم عن صلاتهم ساهون )) ( الذين يسهون عن ميقاتها حتى تفوت )
رواه عبد الرّزاق )
النّوع الثالث : الإعراب , واهتم به علماء النحو رغبة في الوصول إلى الكشف عن المعاني والتعرّف على علل القول والترجيح . ومن أمثلة اختلافهم في الإعراب في الكلمات القرآنية اختلافهم في كلمة النافلة في قوله تعالى (( ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة )) فمن أعربها نائب مفعول مطلق , ذهب إلى أنّ المراد بالنّافلة الهبة , ومن أعربها حالا من يعقوب ذهب إلى أنّ المراد بها الزّيادة أي وهبنا له إسحاق , وزدناه يعقوب زيادة .
النّوع الرّابع : توجيه القراءات , وهو علم شريف لطيف عني به جماعة من المفسّرين ومن العلماء من أفرده بالتّصنيف كأبي منصور الأزهري وابن خالويه وابن جنّي وابن زنجلة .

النّوع الخامس : التفسير البياني وهو الذي يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ولطائف عباراته , وحكم اختيار بعض الألفاظ على بعض ودواعي الذكر والحذف ولطائف التشبيه والتّمثيل والتّقديم والتّأخير والإظهار والإضمار والتّعريف والتّنكير .....قال بن عطية رحمه الله في مقدمة تفسيره ( كتاب الله لو نزعت منه لفظة , ثمّ أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد ) .
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير
مسائل
الوقف والابتداء مسألة مهمة اعتنى العلماء بها عناية كبيرة وبيّنوا أهميتها وفائدتها خصوصا في توضيح المعاني لألفاظ القرآن الكريم وإن كان ثمة اختلاف في مراتبه وتفصيل حدودها , أثمر هذا الخلاف إلى تقسيم الوقف وتسمية كل قسم باسم مناسب , فابن أنباري يقسّمه إلى تام, وكاف ,وقبيح,
وأبو عمرو الدّاني قسمه إلى تام مختار, وكاف ,وجائز, وصالح مفهوم, وقبيح متروك ,وربّما سمى الصالح بالحسن ,
وغيرهما على هذا النسق في تقسيم الوقف والإبتداء .قال ابن الجزري ( أكثر ما ذكر النّاس في أقسامه غير منضبط ولا منحصر وأقرب ما قلته في ضبطه أن الوقف ينقسم إلى اختياري واضطراري ...)
هذا ومسائل الوقف والإبتداء منها ما يعتني به المفسّرون في تفاسيرهم ولا سيّما من كتب في معاني القرآن من علماء اللغة .
ومن أمثلة اختلافهم في الوقف قوله تعالى(( فإنّها محرّمة عيهم أربعين سنة )) فإذا وصل القارئ أفاد توقيت التّحريم عليهم بأربعين سنة وهذا قول الرّبيع بن أنس البكري وهو ظاهر التنسيق القرآني , وإذا وقف على (( عليهم )) وابتدأ بقوله (( أربعين سنة يتيهون في الأرض )) أفاد تعليق التوقيت بالتيه لا بالتّحريم فيكون التّحريم مؤبّدا عليهم والتيه مؤقتا بأربعين سنة .
قال ابن الأنباري : ( أربعين سنة )) ينصب من جهتين :
الأوّل : إن شئت نصبتها بــــــــ ( يتيهون في الأرض )) فعلى هذا المذهب يتمّ الوقف على (( عليهم ))
والرّاجح أنّ التحريم عام على المعنيين في الآية وهم الذين امتنعوا من دخول الأرض المقدّسة خوفا من الجبّارين وعصيان لأمر الله وجملة ( يتيهون في الأرض) في محل نصب على الحال , أي : تائهين في الأرض , والإتيان بالفعل المضارع الدّال على التجدد في موضع الحال لإفادة تجدد التيه عليهم في تلك المدّة .
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
والإجتهاد في التفسير له طرقه وموارده نجمله فيما يأتي
الأولا : من موارده في طريق تفسير القرآن بالقرآن ,
1- الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير وإن لم يكن يقرأ بها .
2- الاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى كما في تفسير كلمة القرآنية (السجيل )بالطين .
3- والاجتهاد في بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام باستخراج مايدلّ على ذلك من آيات أخرى ولذلك أمثلة كثيرة تقدّم ذكر بعضها .
4- الاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي , كما فعل علي وابن عبّاس في مسألة أقلّ مدّة الحمل .
وأمّا تفسير القرآن بالسّنة .
1- الإجتهاد في ثبوت التّفسير النّبوي إسنادا ومتنا بالتحقق من صحّة الإسناد وسلامة المتن من العلة القادحة .
2- الاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبوي يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها أو يعين على معرفة تفسيرها .
3- الإجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله .
4- الإجتهاد في الإستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث .
وأمّا تفسير القرآن بأقوال الصّحابة .
فالمفسّر يدخل منها في أبواب :
1- منها الإجتهاد في معرفة أقوال الصّحابة في التّفسير وهو باب واسع فالتّفاسير المسندة لم تحظ بأقوال الصّحابة في التفسير ,
2- ومنها الإجتهاد في التمييز بين ما يحمل على الرّفع من أقوال الصّحابة وما لا يحمل على الرّفع مما أخذه بعض الصّحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب .
3-منها الإجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصّحابة .
4- الإجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصّحابة نصّا أو استخراجا .
وأما تفسير القرآن بأقوال التابعين : فيدخله الإجتهاد من أكثر الأوجه المتقدّمة في التّفسير القرآن بأقوال الصّحابة إلاّ أنّ أقوال الصّحابة التي تحمل على الرّفع يحمل نظيرها في أقوال التّابعين على الإرسال . ويضاف إليها الإجتهاد في تمييز أحوال التّابعين في العدالة والضّبط وتعرّف مراتبهم ودرجاتهم ليستفاد بهذا الإجتهاد في الترجيح بين أقوالهم عند التّعارض .
وأما مواده في التفسير اللغوي :
أهمها في ثبوت ما يعرف بالنّقل عن العرب وتمييز صحيح الشّواهد من منحولها ومنقولها من مردودها إلى غير ذلك ....
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
الأولى في التعبير في ذلك اسم الغجتهاد بدلا من اسم الرّأي لأنّه أقرب إلى استعمال السّلف وما أصاب فيه من يسمّون أهل الرّأي المحمود فهو داخل قي اسم الإجتهاد المعتبر المشروع وما أنكره عليهم السّلف فلا يعدّ من الإجتهاد المعتبر .

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 11 صفر 1438هـ/11-11-2016م, 11:30 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غيمصوري جواهر الحسن مختار مشاهدة المشاركة
لمجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
تأتي فضل التّابعين في مفهوم النصوص الشرعية المتضمنة للثناء المطلق على من أحسن اتباع النبي وأصحابه كقوله تعالى (( والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ......)) ومن حسن اتباعهم تصديقهم ما صدّق الصّحابة وعملهم بما عملوا وسلوكهم طرقه واقتفاؤهم لآثارهم واهتداؤهم بهديهم فكان دينهم بالاتباع لا بالابتداع .
وقد ذكر رجل عند ابن عباس بعض الصحابة رضي الله عنهم بما يفهم منه انتقاص لبعضهم فقال له ابن عباس (( والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان )) أمّا أنت فلم تتبعهم بإحسان . وقد شهد الصحابة للتابعين بحسن الإتباع وأثنوا عليهم وائتمنوهم على تعليم النّاس وإفتائهم وأمروا بالأخذ عنهم ومن استفاض ثناء الأئمة عليهم بما يدلّ على صدقهم وعلمهم وفضلهم وقد ورد ذلك جملة من الآثار منها قول النبي صلى الله عليه وسلّم (( خير القرون قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم )) متفق عليه .
وهذا الفضل الذي نالوا هو بسبب حسن اتباعهم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم ولا يشهد لأحد بذلك حتى يكون إماما في الدين يعتبر تفسيره للقرآن ويحتجّ بروايته , ويؤتسى به بالشروط المعتبرة عند أهلى الحديث, وهي ألا يخالف قوله نصا ولا قول صحابي ولا يخالفه أهل العلم من التابعين .
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
الصنف الأوّل : من التابعين من يفسرالقرآن وفق ما عرف من طرق تفسيره ومن أمثلتهم : أبو العالية الرّياحي وسعيد بن المسيّب وسعيد بن حبير ومجاهد بن جبر وعكرمة مولى ابن عباس وعامر الشعبي والحسن البصري وقتادة بن دعامة السّدوسي وزيدبن أسلم وضحاك بن مزاحم ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم .
فأصحاب كتب التفسير يروون عن هؤلاء أقوال في التفسير مسندة فمنهم من يجمع بين الإجتهاد في التفسير ونقل التفسير عمن تقدّم
الصّنف الثاني : نقلة للتفسير , عماد عنايتهم بالتّفسير على رواية أحاديث التفسير , ونقل تفاسير الصّحابة والتّابعين رضي الله عنهم , ولا يكاد يظفر لهم بأقوال في التفسير إلاّ نادرا . فقد حفظوا علما كثيرا في التفسير استفاد منها الأمة استفادة عظيمة وذلك بحفظهم ونقلهم التفسير من الصحابة وكبار التابعين .
وهؤلاء النقلة على ثلاث طبقات :
الطبقة الأولى : نقلة الثقات , ومنهم قيس بن مزاحم وغيره
الطبقة الثانية : نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم وهم على درجات متفاوتة , ومنهم شهربن حوشب وغيره
الطبقة الثالثة : رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث , كيزيد بن أبان الرقاشي وغيره

س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
العلماء الذين اعتنوا بالتفسير اللغوي على طبقات كما سيتم إيراده على الترتيب التالي
الطبقة الأولى : طبقة الصّحابة رضي الله عنهم وكان منهم علماء يقسّرون الغريب ويبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية التي يتحدّثون بها , وقد نزل القرآن بلغتهم ولبعضهم عناية زائدة في المعرفة بفنون اللغة وأساليبها , وحفظ شواهدها ,
الطبقة الثانية : طبقة كبار التّابعين , وعامّتهم من أهل عصر الإحتجاج , وكان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي , من علماء هذه الطبقة أبو الأسود ظالم بن عمرو الدّؤلي العلم بالعربية . قال فيه محمد بن سلا الجمحي : ( كان أوّل من أسّس العربية وفتح بابها , وأنهج سبيلها , ووضع قياسها أبو الأسود الدّؤلي ))
الطبقة الثالثة : الذين أخذوا عن أبي الأسود الدّؤلي وعامتهم من المعتنين بالعربية في عداد التابعين منهم ابنه عطاء , ويحيى بن يعمر العدواني .
الطبقة الرّابعة : طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود وجلهم من صغار صغار التابعين , وهم جماعة من علماء اللغة المتقدّمين الذين شافهوا الأعراب , وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها .
الطبقة الخامسة : طبقة حمّاد بن سلمة البصري المتوفي سنة 167 الهجري وغيره وهم من تلامذة الطبقة الرّابعة , ومنهم من شافه الأعراب وأخذ عنهم .
الطبقة السّادسة : طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر المتوفي عام 180 من الهجرة النبوية وخلف بن حيان الأحمر وغيرهم كثير فهم من أعلام اللغة الكبار ولهم مصنفات كثيرة وعامتهم من تلامذة الطبقة الخامسة وعامتهم كذلك من أهل السنة إلا قطرب والأخفش الأوسط فهما من المعتزلة .
الطبقة السابعة : طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيدي المتوفي سنة 225 الهجري وصالح بن اسحاق الجرمي المتوفي عام 225 وغيرهما الكثير .
الطبقة الثامنة : طبقة أبي العميثل عبد الله بن خليد الأعرابي المتوفي سنة 240 الهجرية وغيره .
الطبقة التّاسعة : طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسين السّكّري المتوفي سنة 275 الهجري وغيره الكثير .
الطبقة العاشرة : يموت بن المزرّع العبدي المتوفي عام 304 الهجري ومحمد بن جرير الطبري المتوفي سنة 310 الهجري وغيرهما الكثير .
الطبقة الحادي عشرة : طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري المتوفي عام 328 الهجري وأقرانه الكثيرون .
الطبقة الثانية عشرة : القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني المتوفي سنة 366 الهجري وابن خالويه المتوفي سنة 368 الهجري , وغير هما .
فهؤلاء هم أكثر من أخذ منهم علم اللغة العربية على اختلاف أوجه عناياتهم اللغوية بالقرآن الكريم فمنهم من يغلب عليه العناية بالنّحو والإعراب ومنهم من المعتني بعلم القراءات دراسة وتوجيها ومنهم المهتم بمعاني المفردات والأساليب , ومنهم المشتغل بالتصريف والإشتقاق , إلى غير ذلك من أوجه العناية اللغوية بالقرآن الكريم .

س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
اعتنى العلماء بالتفسير اللغوي للقرآن القرآن الكريم كثيرا في الحديث والقديم وأفردوا فيها مصنفات عديدة في وجوهها المتعددة وتتابعوا على درسة أمثلتها وتحرير مسائلها وتأصيل قواعدها وقد أوصل الشيخ عبد العزيز الداخل يحفظه الله في تأمله أنواع عناية العلماء اللغوي بالألفاظ القرآن الكريم إلى عشرة أنواع مبينا ما يمكن أن يكون منها وثيق الصلة بالتفسير اللغوي وما يكون منها رافدا من روافده , على النحو التالي :
النّو ع الأوّل : بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية وهو أشهر الأنواع وأنفعها وأشّدها صلة بالتّفسير إذ يكون به الكشف عن معنى اللفظ , ومعرفة مقاصد الأساليب , وأكثر عناية السّلف اللغوي كانت بهذا النّوع . ومن أساليبه ما يتفق عليه العلماء ومنها ما يختلفون فيه وللاختلاف أسبابه وآثاره كأن يكون اللفظة من المشترك اللفظي فيسرها كل طرفه بمعنى من معانيها كاختلافهم في( عسعس ) ب فقيل بأن المعنى أقبل وقيل أدبر .
النوع الثاني : بيان معاني الحروف وهو من أجلّ أنواع التفسير اللغوي وقد يقع ذلك لبعض كبار المفسّرين قال مالك بن دينار كنا نعرض المصاحف أنا والحسن وأبو العالية الرّياحي ونصر بن عاصم الليثي وعاصم الجحدري قال سأل رجل أبا العالية عن قول الله عزوجل (( الذين هم عن صلاتهم ساهون )) ما هو ؟ فقالوا أبو العالية : (( هو الذي لا يدري عن كم انصرف ؟ عن شفع أو عن وتر )) قال الحسن : مه ليس كذلك (( الذين هم عن صلاتهم ساهون )) ( الذين يسهون عن ميقاتها حتى تفوت )
رواه عبد الرّزاق )
النّوع الثالث : الإعراب , واهتم به علماء النحو رغبة في الوصول إلى الكشف عن المعاني والتعرّف على علل القول والترجيح . ومن أمثلة اختلافهم في الإعراب في الكلمات القرآنية اختلافهم في كلمة النافلة في قوله تعالى (( ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة )) فمن أعربها نائب مفعول مطلق , ذهب إلى أنّ المراد بالنّافلة الهبة , ومن أعربها حالا من يعقوب ذهب إلى أنّ المراد بها الزّيادة أي وهبنا له إسحاق , وزدناه يعقوب زيادة .
النّوع الرّابع : توجيه القراءات , وهو علم شريف لطيف عني به جماعة من المفسّرين ومن العلماء من أفرده بالتّصنيف كأبي منصور الأزهري وابن خالويه وابن جنّي وابن زنجلة .
النّوع الخامس : التفسير البياني وهو الذي يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ولطائف عباراته , وحكم اختيار بعض الألفاظ على بعض ودواعي الذكر والحذف ولطائف التشبيه والتّمثيل والتّقديم والتّأخير والإظهار والإضمار والتّعريف والتّنكير .....قال بن عطية رحمه الله في مقدمة تفسيره ( كتاب الله لو نزعت منه لفظة , ثمّ أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد ) .
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير
مسائل
الوقف والابتداء مسألة مهمة اعتنى العلماء بها عناية كبيرة وبيّنوا أهميتها وفائدتها خصوصا في توضيح المعاني لألفاظ القرآن الكريم وإن كان ثمة اختلاف في مراتبه وتفصيل حدودها , أثمر هذا الخلاف إلى تقسيم الوقف وتسمية كل قسم باسم مناسب , فابن أنباري يقسّمه إلى تام, وكاف ,وقبيح,
وأبو عمرو الدّاني قسمه إلى تام مختار, وكاف ,وجائز, وصالح مفهوم, وقبيح متروك ,وربّما سمى الصالح بالحسن ,
وغيرهما على هذا النسق في تقسيم الوقف والإبتداء .قال ابن الجزري ( أكثر ما ذكر النّاس في أقسامه غير منضبط ولا منحصر وأقرب ما قلته في ضبطه أن الوقف ينقسم إلى اختياري واضطراري ...)
هذا ومسائل الوقف والإبتداء منها ما يعتني به المفسّرون في تفاسيرهم ولا سيّما من كتب في معاني القرآن من علماء اللغة .
ومن أمثلة اختلافهم في الوقف قوله تعالى(( فإنّها محرّمة عيهم أربعين سنة )) فإذا وصل القارئ أفاد توقيت التّحريم عليهم بأربعين سنة وهذا قول الرّبيع بن أنس البكري وهو ظاهر التنسيق القرآني , وإذا وقف على (( عليهم )) وابتدأ بقوله (( أربعين سنة يتيهون في الأرض )) أفاد تعليق التوقيت بالتيه لا بالتّحريم فيكون التّحريم مؤبّدا عليهم والتيه مؤقتا بأربعين سنة .
قال ابن الأنباري : ( أربعين سنة )) ينصب من جهتين :
الأوّل : إن شئت نصبتها بــــــــ ( يتيهون في الأرض )) فعلى هذا المذهب يتمّ الوقف على (( عليهم ))
والرّاجح أنّ التحريم عام على المعنيين في الآية وهم الذين امتنعوا من دخول الأرض المقدّسة خوفا من الجبّارين وعصيان لأمر الله وجملة ( يتيهون في الأرض) في محل نصب على الحال , أي : تائهين في الأرض , والإتيان بالفعل المضارع الدّال على التجدد في موضع الحال لإفادة تجدد التيه عليهم في تلك المدّة .
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
والإجتهاد في التفسير له طرقه وموارده نجمله فيما يأتي
الأولا : من موارده في طريق تفسير القرآن بالقرآن ,
1- الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير وإن لم يكن يقرأ بها .
2- الاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى كما في تفسير كلمة القرآنية (السجيل )بالطين .
3- والاجتهاد في بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام باستخراج مايدلّ على ذلك من آيات أخرى ولذلك أمثلة كثيرة تقدّم ذكر بعضها .
4- الاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي , كما فعل علي وابن عبّاس في مسألة أقلّ مدّة الحمل .
وأمّا تفسير القرآن بالسّنة .
1- الإجتهاد في ثبوت التّفسير النّبوي إسنادا ومتنا بالتحقق من صحّة الإسناد وسلامة المتن من العلة القادحة .
2- الاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبوي يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها أو يعين على معرفة تفسيرها .
3- الإجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله .
4- الإجتهاد في الإستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث .
وأمّا تفسير القرآن بأقوال الصّحابة .
فالمفسّر يدخل منها في أبواب :
1- منها الإجتهاد في معرفة أقوال الصّحابة في التّفسير وهو باب واسع فالتّفاسير المسندة لم تحظ بأقوال الصّحابة في التفسير ,
2- ومنها الإجتهاد في التمييز بين ما يحمل على الرّفع من أقوال الصّحابة وما لا يحمل على الرّفع مما أخذه بعض الصّحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب .
3-منها الإجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصّحابة .
4- الإجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصّحابة نصّا أو استخراجا .
وأما تفسير القرآن بأقوال التابعين : فيدخله الإجتهاد من أكثر الأوجه المتقدّمة في التّفسير القرآن بأقوال الصّحابة إلاّ أنّ أقوال الصّحابة التي تحمل على الرّفع يحمل نظيرها في أقوال التّابعين على الإرسال . ويضاف إليها الإجتهاد في تمييز أحوال التّابعين في العدالة والضّبط وتعرّف مراتبهم ودرجاتهم ليستفاد بهذا الإجتهاد في الترجيح بين أقوالهم عند التّعارض .
وأما مواده في التفسير اللغوي :
أهمها في ثبوت ما يعرف بالنّقل عن العرب وتمييز صحيح الشّواهد من منحولها ومنقولها من مردودها إلى غير ذلك ....
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
الأولى في التعبير في ذلك اسم الغجتهاد بدلا من اسم الرّأي لأنّه أقرب إلى استعمال السّلف وما أصاب فيه من يسمّون أهل الرّأي المحمود فهو داخل قي اسم الإجتهاد المعتبر المشروع وما أنكره عليهم السّلف فلا يعدّ من الإجتهاد المعتبر .
الدرجة :ب+
أحسنت،بارك الله فيك وسددك.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 12 صفر 1438هـ/12-11-2016م, 01:58 AM
عطية الامير حسين عطية الامير حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 175
افتراضي

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
1- خير القرون:
-ففى حديث عبد الله بن مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرنى ،ثم الذين يلونهم ،ثم الذين يلونهم )متفق عليه .
2-تفضيلهم من أجل رؤيتهم للصحابة :
- عن جابر عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يأتى على الناس زمان ،يبعث منهم البعث فيقولون :انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ؟فيزجد الرجل ،فيفتح لهم به ،ثم يبعث البعث الثانى فيقولون :هل فيهم من رأى أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ؟فيفتح لهم به ،ثم يبعث البعث الثالث فيقال انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ؟ثم يكون البعث الرابع فيقال :انظروا هل ترون فيهم احد رأى من رأى احدا رأى أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ؟فيوجد الرجل فيفتح لهم به )رواه مسلم .
3-بشارة النبى صلى الله عليه وسلم بالخيرية لمن رأى الصحابة :
-عن واثلة بن الاسقع رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاتزالون بخير مادام فيكم من رآنى وصاحبنى ،والله لاتزالون بخير مادام فيكم من رأى من رآنى وصاحب من صاحبنى )رواه ابن ابى شيبة ،وصححه الالبانى .
- فالاحتجاج بروايته فلأجل ماعرف من عدالته وضبطه إلا أن يظهر فى روايته عله من العلل التى توجب الرد بما يعرفه أهل الحديث .
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
الصنف الاول :مفسرون يفسرون القرآن بما عرفوا من طرق تفسيره من هولاء أبو العالية الرياحى ،وسعيد بن المسيب ،وبن جبير .
الصنف الثانى :نقلة للتفسير ،عماد عنايتهم بالتفسير على رواية احاديث التفسير ،ونقل تفاسير الصحابة والتابعين رضى الله عنهم ،ولايكاد يظفر لهم بأقوال فى التفسير إلا نادرا .
هولاء النقلة على ثلاثة طبقات :
1-نقلة ثقات ومنهم قيس ابن أبى حازم ،وابو الاحوص .
2-ثقة متكلم فيهم من جهة ضعف الضبط او لاختلاف النقاد فى احوالهم منهم ابو صالح مولى ام هانى ،وعطية العوفى ,
3- رواة ضعفاء فى عداد متروكى الحديث كيزيد بن أبان الرقاشى ،وأبان بن عياش .
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
الطبقة الأولى :طبقة الصحابة رضوان الله عليهم ،وكان منهم من يفسرون الغريب ويبينون معانى الاساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية .
الطبقة الثانية :طبقة كبار التابعين وعامتهم من عصر أهل الاحتجاج .
الطبقة الثالثة :الذين أخذو عن أبى الاسود الدؤلى منهم عطاء ويحيى بن يعمر العدوانى .
الطبقة الرابعة :طبقة الآخذين عن أصحاب أبى الاسود ،وعامتهم من صغار التابعين .
الطبقة الخامسة :طبقة حماد بن سلمة البصرى ،والمفضل بن أحمد الضبى .
الطبقة السادسة :طبقة سيبوية وخلف بن حيان الاحمر .
الطبقة السابعة :طبقة ابراهيم بن يحيى اليزيدى وصالح بن اسحاق الجرمى .
الطبقة الثامنة :طبقة ابى العميثل عبد الله بن خليد الاعرابى .
الطبقة التاسعة :طبقة ابى سعيد الحسن بن الحسين السكرى .
الطبقة العاشرة :طبقة يموت بن المزرع العبدى ومحمد بن جرير الطبرى .
الطبقة الحادية عشرة :طبقة ابى بكر محمد بن القاسم ابن الانبارى والسجستانى .
الطبقة الثانية عشرة :طبقة الجرجانى والسيرافى ،وابى منصور الازهرى .
س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
1- بيان المفردات اللغوية والاساليب القرآنية ،مثال لفظ (الفلق9يطلق فى اللغة على الصبح ،وعلى الخلق كله .
2- بيان معانى الحروف وبه يحل كثير من الاشكالات التفسيرية .
3- الاعراب وهو اجل مايعتنى به النحويون للكشف عن المعانى .
4- توجيه القراءات وهو علم شريف .
5- التفسير البيانى ،ويعنى بكشف لطائف القرآن .
6-
الوقف والابيتداء ويسمى علم الوقوف والتمام والمقاطع والمبادئ .
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
-قال تعالى (لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ).فمن وقف على( اليوم )كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته وهو أرجح الوجهين ،ومن وقف على (عليكم )ثم ابتدأ (اليوم يغفر الله لكم كان المعنى خير من يوسف عليه السلام.
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
1- تفسير القرآن بالقرآن .
2- الاجتهاد فى تفسير القرآن بالسنة .
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة .
4- الإجتهاد فى تفسير بأقوال التابعين .
5- تفسير القرآن بلغة العرب .

س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
- التفسير بالإجتهاد لأن التعبير بهذاء اللفظ يحصر المعنى المراد وهو التفسير بالشروط المعتبره وهو الاقرب الى استعمال السلف
.- أما التعبير بالتفسير بالرأى فمعناه أوسع يدخل به التفسير بالرأى المحمود والتفسير بالرأى المذموم .

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 28 صفر 1438هـ/28-11-2016م, 07:30 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطية الامير حسين مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
1- خير القرون:
-ففى حديث عبد الله بن مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرنى ،ثم الذين يلونهم ،ثم الذين يلونهم )متفق عليه .
2-تفضيلهم من أجل رؤيتهم للصحابة :
- عن جابر عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يأتى على الناس زمان ،يبعث منهم البعث فيقولون :انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ؟فيزجد الرجل ،فيفتح لهم به ،ثم يبعث البعث الثانى فيقولون :هل فيهم من رأى أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ؟فيفتح لهم به ،ثم يبعث البعث الثالث فيقال انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ؟ثم يكون البعث الرابع فيقال :انظروا هل ترون فيهم احد رأى من رأى احدا رأى أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ؟فيوجد الرجل فيفتح لهم به )رواه مسلم .
3-بشارة النبى صلى الله عليه وسلم بالخيرية لمن رأى الصحابة :
-عن واثلة بن الاسقع رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاتزالون بخير مادام فيكم من رآنى وصاحبنى ،والله لاتزالون بخير مادام فيكم من رأى من رآنى وصاحب من صاحبنى )رواه ابن ابى شيبة ،وصححه الالبانى .
- فالاحتجاج بروايته فلأجل ماعرف من عدالته وضبطه إلا أن يظهر فى روايته عله من العلل التى توجب الرد بما يعرفه أهل الحديث .أحسنت عرضََا للإجابة.
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
الصنف الاول :مفسرون يفسرون القرآن بما عرفوا من طرق تفسيره من هولاء أبو العالية الرياحى ،وسعيد بن المسيب ،وبن جبير .
الصنف الثانى :نقلة للتفسير ،عماد عنايتهم بالتفسير على رواية احاديث التفسير ،ونقل تفاسير الصحابة والتابعين رضى الله عنهم ،ولايكاد يظفر لهم بأقوال فى التفسير إلا نادرا .
هولاء النقلة على ثلاثة طبقات :
1-نقلة ثقات ومنهم قيس ابن أبى حازم ،وابو الاحوص .
2-ثقة متكلم فيهم من جهة ضعف الضبط او لاختلاف النقاد فى احوالهم منهم ابو صالح مولى ام هانى ،وعطية العوفى ,
3- رواة ضعفاء فى عداد متروكى الحديث كيزيد بن أبان الرقاشى ،وأبان بن عياش .
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
الطبقة الأولى :طبقة الصحابة رضوان الله عليهم ،وكان منهم من يفسرون الغريب ويبينون معانى الاساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية .
الطبقة الثانية :طبقة كبار التابعين وعامتهم من عصر أهل الاحتجاج .
الطبقة الثالثة :الذين أخذو عن أبى الاسود الدؤلى منهم عطاء ويحيى بن يعمر العدوانى .
الطبقة الرابعة :طبقة الآخذين عن أصحاب أبى الاسود ،وعامتهم من صغار التابعين .
الطبقة الخامسة :طبقة حماد بن سلمة البصرى ،والمفضل بن أحمد الضبى .
الطبقة السادسة :طبقة سيبوية وخلف بن حيان الاحمر .
الطبقة السابعة :طبقة ابراهيم بن يحيى اليزيدى وصالح بن اسحاق الجرمى .
الطبقة الثامنة :طبقة ابى العميثل عبد الله بن خليد الاعرابى .
الطبقة التاسعة :طبقة ابى سعيد الحسن بن الحسين السكرى .
الطبقة العاشرة :طبقة يموت بن المزرع العبدى ومحمد بن جرير الطبرى .
الطبقة الحادية عشرة :طبقة ابى بكر محمد بن القاسم ابن الانبارى والسجستانى .
الطبقة الثانية عشرة :طبقة الجرجانى والسيرافى ،وابى منصور الازهرى .
س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
1- بيان المفردات اللغوية والاساليب القرآنية ،مثال لفظ (الفلق9يطلق فى اللغة على الصبح ،وعلى الخلق كله .
2- بيان معانى الحروف وبه يحل كثير من الاشكالات التفسيرية .
3- الإعراب وهو أجل مايعتنى به النحويون للكشف عن المعانى .
4- توجيه القراءات وهو علم شريف .
5- التفسير البيانى ،ويعنى بكشف لطائف القرآن .
6-
الوقف والابيتداء ويسمى علم الوقوف والتمام والمقاطع والمبادئ .
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
-قال تعالى (لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ).فمن وقف على( اليوم )كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته وهو أرجح الوجهين ،ومن وقف على (عليكم )ثم ابتدأ (اليوم يغفر الله لكم كان المعنى خير من يوسف عليه السلام.
فاتك البيان قبل التمثيل .
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
1- تفسير القرآن بالقرآن .
2- الاجتهاد فى تفسير القرآن بالسنة .
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة .
4- الإجتهاد فى تفسير بأقوال التابعين .
5- تفسير القرآن بلغة العرب .أوجزت بارك الله فيك!

س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
- التفسير بالإجتهاد لأن التعبير بهذاء اللفظ يحصر المعنى المراد وهو التفسير بالشروط المعتبره وهو الاقرب الى استعمال السلف
.- أما التعبير بالتفسير بالرأى فمعناه أوسع يدخل به التفسير بالرأى المحمود والتفسير بالرأى المذموم .


الدرجة:ج+
أحسنت بارك الله فيك وسددك .
- تم خصم نصف الدرجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 3 ربيع الأول 1438هـ/2-12-2016م, 03:39 PM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

إجابة المجموعة الثانية


الجواب الأول :
التابعون على ثلاثة طبقات وهى :
- الطبقة الأولى : طبقة كبار التابعين وهم الذين عاصروا الصحابة وأخذوا عنهم العلم ومنهم الربيع بن خثيم ، ومسروق بن الأجدع الهمدانى ، و أبو العالية الرياحى .
- الطبقة الثانية : طبقة أواسط التابعين ومنهم سعيد بن جبير ، وعكرمة مولى ابن عباس ، والحسن البصرى ، وعطاء بن رباح ، ومحمد بن سيرين .
- الطبقة الثالثة : طبقة صغار التابعين ومنهم أبو إسحاق السبيعى ، ومحمد بن المنكدر ، وزيد بن أسلم العدوى .



الجواب الثانى :
كان التابعون يعظمون شأن التفسير ويهابونه ، وكانت وصاياهم وآثارهم تدل على ذلك ،
ورد عن مسروق بن الأجدع الهمدانى أنه قال : " اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله " . رواه أبو عبيد .
وقال إبراهيم النخعى " كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه ".
ورُوى أن سعيد بن المسيب كان لا يتكلم إلا فى المعلوم من القرآن .
وكان أصحاب سعيد بن المسيب يسألونه فى الحلال والحرام فكان أعلم الناس ، وإذا سألوه فى تفسير آية سكت كأن لم يسمع .
ووضح ابن كثير رحمه الله أن الآثار المذكورة عن السلف بشأن التفسير إنما هى لتحرجهم عن الكلام فى التفسير بغير علم ، لكنهم كانوا يفسرون القرآن ويتكلمون فيه بما علموه . وهذا يجب على كل أحد أن لا يتكلم - خاصة فى التفسير إلا بما يعلم ، ويسكت عن مالا يعلمه . فقد قال تعالى " لتبيننه للناس ولا تكتمونه " سورة آل عمران .
وقال عليه الصلاة والسلام :" من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ".



الجواب الثالث:
تفسير التابعين على مراتب وهى :
- منه ما يكون حجة قاطعة للنزاع ؛ وهذا حال اتفاقهم وعدم اختلافهم .قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله :" إذا اجتمعوا على شىء فلا يرتاب فى كونه حجة ".
- منه ما يكون مرجح قوى ؛ وهذا إذا علم بقرائن الأحوال أن التابعى أخذ التفسير من أحد الصحابة ،أو أنه ليس مما أخذ من الإسرائيليات ، وليس من اجتهاده وليس له علة أخرى ، فهو بذلك يكون من المرجحات.
- منه ما يكون محل اعتبار ونظر ، فهذا القول إن صح عن التابعى وله دلالة محتملة فلا نقف على ما يوجب رده .
وقد يكون من أقوال التابعين ما يتوقف فيها وترجع عهدتها على قائلها لخفاء الدليل الذى استند عليه ، مع أنه لم يأخذه من الإسرائيليات وليس فيه نكارة . ومن أمثلة ذلك :
ما رواه ابن أبى شيبة وابن جرير الطبرى عن ليث عن مجاهد أنه قال فى قوله تعالى " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا "
قال : يجلسه معه على عرشه .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " يجوز أن يكون مقاما مخصوصا لمقعد النبى عليه الصلاة والسلام ". واستدل بحديث أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لما قضى الله الخلق كتب فى كتابه فهو عند فوق العرش إن رحمتى غلبت غضبى ." أى أن الكتاب له موضع شريف على العرش .
ومعلوم أن ليث ضعيف الحديث ولذلك فإن صح المتن فيكون الحديث مرسل ، والجهمية أنكروا هذا الأثر ، وإنكارهم ليس لضعف الإسناد ولكن إنكارا للمتن وتوهموا ما توهموه فى صفة العلو لله تعالى . والله عز وجل ليس لأحد من دونه نصيب من الملك ؛ كما أن الإجلاس هنا إجلاس تشريف وتكريم . وعرش الرحمن من أعظم المخلوقات . وهنا نتوقف ونرجع قول التابعى على عهدته ولا ننكر عليه ما قال لخفاء الدليل الذى استند إليه .
وأقوال التابعين التى فيها نكارة أو مخالفة لنص أو إجماع فترد ، أما إذا اختلفت الأقوال فلا يعد بعضها حجة على بعض ولكن يستخدم معها طرق الترجيح المعروفة لدى أهل العلم .
____________________________________
الجواب الرابع:
اعتنى الصحابة والتابعين بتفسير القرآن بلغة العرب واستشهدوا بما حفظوه من الشعر فى تفسير القرآن وكانت وصاياهم تحث على ذلك .
قال أبى بن كعب :" تعلموا العربية فى القرآن كما تتعلمون حفظه ".
قال عبد الله بن عباس رضى الله عنهما :" إذا خفى عليكم شىء فى القرآن فابتغوه فى الشعر فإنه ديوان العرب ."
وكان ابن عباس رضى الله عنه إذا سئل عن التفسير أنشد الشعر و استشهد به.
والصحابة والتابعون يتفاضلون فى معرفتهم لفنون العربية رغم أنهم جميعا سبقوا اللحن وهم جميعا من أهل طبقة الاحتجاج إذا صح القول إليهم وأمن اللحن من الرواة .



الجواب الخامس :
التفسير البيانى هو تفسير يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ، ولطائف معانيه ، وحكمة اختيار بعض ألفاظه عن غيرها ، وأيضا يعنى ببيان دعاوى التقديم والتأخير والإظهار والإضمار والحصر والقصر ، والتقديم والتأخير والتنكير والتعريف، ومعانى الأمر والنهى والاستفهام إلى غير ذلك .
وترجع بلاغة القرآن وبلوغه المنتهى فى حسن البيان لقدرة الله تعالى وسعة علمه بكل الألفاظ ومدلولاتها ، فسبحانه ما اختاره من ألفاظ كان على علم وما تركه أيضا فهو على علم فقد قال تعالى " ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم ".
قال ابن عطية رحمه الله فى مقدمة تفسيره " إن كتاب الله لو أخذت منه لفظة ثم أدير لسان العرب فى أن يجدوا أحسن منها لم يجدوا ".
واعتنى المفسرون بهذا النوع من التفسير عناية بالغة ومن أقوالهم ما يكون ظاهر الحجة ومنها ما يكون محل نظر ومنها ما يكون خاطىء لمخالفته لنص صريح أو إجماع .
وممن اعتنى بهذا النوع من التفسير الزمخشرى والرازى وابن عاشور وعبد القادر الجرجانى وغيرهم .
مثال للتفسير البيانى :
قوله تعالى " وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل..."
قوله تعالى " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل "
وسبب اختيار لفظة أشد فى الآية الأولى ولفظة أكبر فى الآية الثانية :
الآية الأولى الخطاب فيها للمؤمنين ويحثهم تعالى على القتال فى سبيل الله لذلك ناسب التفضيل بلفظة أشد لبيان أن عاقبة الفتنة فى الدين أشد عند الله مما يلاقونة من ألم القتل فى سبيل الله وهم ثابتون على دينهم .
الآية الثانية الخطاب فيها للمشركين لتعديد آثامهم التى اقترفوها من الصد عن سبيل الله والكفر به وإخراج المؤمنين من مكة فناسب التفضيل بلفظة أكبر لبيان أن الفتنة التى هم عليها من إقامتهم على شركهم أكبر من كل ما سبق من آثامهم .
أهمية التفسير البيانى :
له صلة بالكشف عن معانى القرآن والترجيح بين الأقوال التفسيرية واختيار بعضها على بعض . أيضا من أهميته الكشف عن مقاصد القرآن .
مايلزم من يسلك مسلك التفسير البيانى :
يلزمه الحذر من الجزم بتفسير معين بمجرد أنه من اجتهاده وتأمله بغير دليل ، فقد وقع كثير من المتأملين فى معارضة نصوص اعتقاد صحيحة وإجماع فى وجه من الأوجه . وكل تفسير عارض نص صحيح أو إجماع فهو باطل ومردود .



الجواب السادس :
ينبغى أن يحذر طلاب العلم من الإنحراف فى التفسير اللغوى والانسياق وراء أهل الأهواء من المفسرين الذين يدسون ضلالاتهم فى تفاسيرهم تحت مسمى التفسير اللغوى والتعبير عن بيان القرآن وبلاغته .
أسباب الانحراف فى التفسير اللغوى :
السبب :هو اتباع المتشابه من القرآن لزيغ القلب وهوى فى النفس كما قال تعالى " وأما الذين فى قلوبهم مرض فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " سورة آل عمران ويتأتى لهم ذلك بالإعراض عن نصوص الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة . وأصحاب الأهواء يتخذون المستند اللغوى حجة لهم ليعللون به باطلهم وليس على باطلهم حجة ؛ إذ ليس هناك تعارض أبدا بين النصوص الصحيحة والاحتمال اللغوى ؛ ومتى أقيم هذا التعارض فهو دليل على خطأ مدعيه ووهمه وكذبه ؛ والأمر فقط يحتاج إلى عالم خبير باللغة يبحث الأمر ويتأكد من زيغهم وزيغ مقصدهم .
وللأسف تمكن بعض أصحاب الأهواء من المفسرين من دس هذه البدع فى تفاسيرهم ووجدوا لها رواجا وقبولا لما رسخ فى قلوب المسلمين من بلاغة القرآن ولطائفه وأيضا مع ضعف أدواتهم اللغوية عن اكتشاف هذه الانحرافات .
مظاهره :
- محاولة نصرة أهل الأهواء بأدنى الحجج اللغوية .
- دعاوى التجديد القائمة على نبذ أقوال السلف.
- مقابلة نصوص الاعتقاد بالتشكيك فى دلالتها.
- إقامة دعاوى التعارض بين النصوص ابتغاء منهم فى ظهور مسلك لهم لترويج بدعهم وباطلهم .
- ضعف العناية بالسنة واتهام أهل الحديث بسوء الفهم وضعف الحجة ومعلوم أنهم هم حملة لواء السنة ، ولا يرميهم بذلك إلا من غاظه ما تشرفوا بحمله .
وللأسف شاع فى هذه الأيام من يتصدرون لهذا الأمر وأصبح لهم برامج معينة على التلفاز مما ينبغى لأهل العلم وطلابه الحق الحذر منهم ومما يبثوه من سموم مغلفة للعامة يرمون لمقاصد بعيدة حتى يشككون الناس فى مصادرهم الصحيحة من السنة المطهرة .
آثاره :
من يتلقى هذا الانحراف فى التفسير اللغوى ويطمئن له ويصدقه ويتبعه فليعلم أنه متبع لغير سبيل المؤمنين وأنه على باطل وضلال والمرء مع من اتبع . والبدع على درجات لكن ينبغى توخى الحذر لأنها فتن يبثها أهل الأهواء وإذا تشرب القلب منها القليل يستسيغ الكثير ولا ينتبه للخطر .نسأل الله السلامة .


الجواب السابع :
طرق التفسير على مراتب لأن لها أصول ودلالات ينبنى بعضها على بعض وهى :
الأصل الأول : الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معانى الآيات . إذا حظى المفسر على دلالة نصية صريحة فلم يحتج معها إلى اجتهاد إذ لا اجتهاد فى موضع النص . والدلالة النصية هى أصل الدلالات وهى الحاكمة عليها .
الأصل الثانى : دلالة الإجماع ؛ فمتى اجتمعت أقوال الصحابة والتابعين على تفسير فإن اجتماعهم حجة لا تحل مخالفته ، كما أنه لا يمكن أبدا على أن يكون هناك إجماع على مخالفة دليل صحيح من الكتاب والسنة .
الأصل الثالث : دلالة الأثر ، وهى ما تحصل للمفسر من أقوال الصحابة والتابعين فى تفسير الآية ولم يتحقق فيه إجماع .
ومخالفة الصحابى ترفع دعوى الإجماع وتكون المسألة خلافية إذا لم يتبين فى قوله علة ، ولم يعتمد على نص منسوخ ، ولم يقع إنكار من علماء الصحابة عليه .
أما مخالفة التابعى لا ترفع دعوى الإجماع بشرط ألا يتابع على قوله .
ودلالة الأثر مترتبة على دلالة النص ودلالة الإجماع ولا يمكن أن تخالفهم
الأصل الرابع : الدلالة اللغوية ، بمعنى تفسير الآية بما يحتمله السياق من المعانى اللغوية بشرط ألا تخالف دلالة النص ولا دلالة الإجماع ولا أقوال السلف ؛ وإلا ترد.
الأصل الخامس : دلالة الاجتهاد وأيضا مترتبة على ما سبقها من دلالات ولا يجوز أن تخالفهم وإلا يكون اجتهادا مردودا إن خالف ما سبق من الدلالات . والاجتهاد له ضوابط وحدود منها تحريم القول على الله تعالى بغير علم ، ووجوب اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام وتحريم معصيته ، ووجوب اتباع سبيل المؤمنين والذين اتبعوهم بإحسان ، وأن القرآن الكريم نزل بلسان عربى مبين لعقل معانيه وتدبرها .
___________________________________

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 5 ربيع الأول 1438هـ/4-12-2016م, 11:25 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة كامل مشاهدة المشاركة
إجابة المجموعة الثانية


الجواب الأول :
التابعون على ثلاثة طبقات وهى :
- الطبقة الأولى : طبقة كبار التابعين وهم الذين عاصروا الصحابة وأخذوا عنهم العلم ومنهم الربيع بن خثيم ، ومسروق بن الأجدع الهمدانى ، و أبو العالية الرياحى .
- الطبقة الثانية : طبقة أواسط التابعين ومنهم سعيد بن جبير ، وعكرمة مولى ابن عباس ، والحسن البصرى ، وعطاء بن رباح ، ومحمد بن سيرين .
- الطبقة الثالثة : طبقة صغار التابعين ومنهم أبو إسحاق السبيعى ، ومحمد بن المنكدر ، وزيد بن أسلم العدوى .



الجواب الثانى :
كان التابعون يعظمون شأن التفسير ويهابونه ، وكانت وصاياهم وآثارهم تدل على ذلك ،
ورد عن مسروق بن الأجدع الهمدانى أنه قال : " اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله " . رواه أبو عبيد .
وقال إبراهيم النخعى " كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه ".
ورُوى أن سعيد بن المسيب كان لا يتكلم إلا فى المعلوم من القرآن .
وكان أصحاب سعيد بن المسيب يسألونه فى الحلال والحرام فكان أعلم الناس ، وإذا سألوه فى تفسير آية سكت كأن لم يسمع .
ووضح ابن كثير رحمه الله أن الآثار المذكورة عن السلف بشأن التفسير إنما هى لتحرجهم عن الكلام فى التفسير بغير علم ، لكنهم كانوا يفسرون القرآن ويتكلمون فيه بما علموه . وهذا يجب على كل أحد أن لا يتكلم - خاصة فى التفسير إلا بما يعلم ، ويسكت عن مالا يعلمه . فقد قال تعالى " لتبيننه للناس ولا تكتمونه " سورة آل عمران .
وقال عليه الصلاة والسلام :" من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ".



الجواب الثالث:
تفسير التابعين على مراتب وهى :
- منه ما يكون حجة قاطعة للنزاع ؛ وهذا حال اتفاقهم وعدم اختلافهم .قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله :" إذا اجتمعوا على شىء فلا يرتاب فى كونه حجة ".
- منه ما يكون مرجح قوى ؛ وهذا إذا علم بقرائن الأحوال أن التابعى أخذ التفسير من أحد الصحابة ،أو أنه ليس مما أخذ من الإسرائيليات ، وليس من اجتهاده وليس له علة أخرى ، فهو بذلك يكون من المرجحات.
- منه ما يكون محل اعتبار ونظر ، فهذا القول إن صح عن التابعى وله دلالة محتملة فلا نقف على ما يوجب رده .
وقد يكون من أقوال التابعين ما يتوقف فيها وترجع عهدتها على قائلها لخفاء الدليل الذى استند عليه ، مع أنه لم يأخذه من الإسرائيليات وليس فيه نكارة . ومن أمثلة ذلك :
ما رواه ابن أبى شيبة وابن جرير الطبرى عن ليث عن مجاهد أنه قال فى قوله تعالى " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا "
قال : يجلسه معه على عرشه .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " يجوز أن يكون مقاما مخصوصا لمقعد النبى عليه الصلاة والسلام ". واستدل بحديث أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لما قضى الله الخلق كتب فى كتابه فهو عند فوق العرش إن رحمتى غلبت غضبى ." أى أن الكتاب له موضع شريف على العرش .
ومعلوم أن ليث ضعيف الحديث ولذلك فإن صح المتن فيكون الحديث مرسل ، والجهمية أنكروا هذا الأثر ، وإنكارهم ليس لضعف الإسناد ولكن إنكارا للمتن وتوهموا ما توهموه فى صفة العلو لله تعالى . والله عز وجل ليس لأحد من دونه نصيب من الملك ؛ كما أن الإجلاس هنا إجلاس تشريف وتكريم . وعرش الرحمن من أعظم المخلوقات . وهنا نتوقف ونرجع قول التابعى على عهدته ولا ننكر عليه ما قال لخفاء الدليل الذى استند إليه .
وأقوال التابعين التى فيها نكارة أو مخالفة لنص أو إجماع فترد ، أما إذا اختلفت الأقوال فلا يعد بعضها حجة على بعض ولكن يستخدم معها طرق الترجيح المعروفة لدى أهل العلم .
____________________________________
الجواب الرابع:
اعتنى الصحابة والتابعين بتفسير القرآن بلغة العرب واستشهدوا بما حفظوه من الشعر فى تفسير القرآن وكانت وصاياهم تحث على ذلك .
قال أبى بن كعب :" تعلموا العربية فى القرآن كما تتعلمون حفظه ".
قال عبد الله بن عباس رضى الله عنهما :" إذا خفى عليكم شىء فى القرآن فابتغوه فى الشعر فإنه ديوان العرب ."
وكان ابن عباس رضى الله عنه إذا سئل عن التفسير أنشد الشعر و استشهد به.
والصحابة والتابعون يتفاضلون فى معرفتهم لفنون العربية رغم أنهم جميعا سبقوا اللحن وهم جميعا من أهل طبقة الاحتجاج إذا صح القول إليهم وأمن اللحن من الرواة .



الجواب الخامس :
التفسير البيانى هو تفسير يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ، ولطائف معانيه ، وحكمة اختيار بعض ألفاظه عن غيرها ، وأيضا يعنى ببيان دعاوى التقديم والتأخير والإظهار والإضمار والحصر والقصر ، والتقديم والتأخير والتنكير والتعريف، ومعانى الأمر والنهى والاستفهام إلى غير ذلك .
وترجع بلاغة القرآن وبلوغه المنتهى فى حسن البيان لقدرة الله تعالى وسعة علمه بكل الألفاظ ومدلولاتها ، فسبحانه ما اختاره من ألفاظ كان على علم وما تركه أيضا فهو على علم فقد قال تعالى " ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم ".
قال ابن عطية رحمه الله فى مقدمة تفسيره " إن كتاب الله لو أخذت منه لفظة ثم أدير لسان العرب فى أن يجدوا أحسن منها لم يجدوا ".
واعتنى المفسرون بهذا النوع من التفسير عناية بالغة ومن أقوالهم ما يكون ظاهر الحجة ومنها ما يكون محل نظر ومنها ما يكون خاطىء لمخالفته لنص صريح أو إجماع .
وممن اعتنى بهذا النوع من التفسير الزمخشرى والرازى وابن عاشور وعبد القادر الجرجانى وغيرهم .
مثال للتفسير البيانى :
قوله تعالى " وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل..."
قوله تعالى " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل "
وسبب اختيار لفظة أشد فى الآية الأولى ولفظة أكبر فى الآية الثانية :
الآية الأولى الخطاب فيها للمؤمنين ويحثهم تعالى على القتال فى سبيل الله لذلك ناسب التفضيل بلفظة أشد لبيان أن عاقبة الفتنة فى الدين أشد عند الله مما يلاقونة من ألم القتل فى سبيل الله وهم ثابتون على دينهم .
الآية الثانية الخطاب فيها للمشركين لتعديد آثامهم التى اقترفوها من الصد عن سبيل الله والكفر به وإخراج المؤمنين من مكة فناسب التفضيل بلفظة أكبر لبيان أن الفتنة التى هم عليها من إقامتهم على شركهم أكبر من كل ما سبق من آثامهم .
أهمية التفسير البيانى :
له صلة بالكشف عن معانى القرآن والترجيح بين الأقوال التفسيرية واختيار بعضها على بعض . أيضا من أهميته الكشف عن مقاصد القرآن .
مايلزم من يسلك مسلك التفسير البيانى :
يلزمه الحذر من الجزم بتفسير معين بمجرد أنه من اجتهاده وتأمله بغير دليل ، فقد وقع كثير من المتأملين فى معارضة نصوص اعتقاد صحيحة وإجماع فى وجه من الأوجه . وكل تفسير عارض نص صحيح أو إجماع فهو باطل ومردود .



الجواب السادس :
ينبغى أن يحذر طلاب العلم من الإنحراف فى التفسير اللغوى والانسياق وراء أهل الأهواء من المفسرين الذين يدسون ضلالاتهم فى تفاسيرهم تحت مسمى التفسير اللغوى والتعبير عن بيان القرآن وبلاغته .
أسباب الانحراف فى التفسير اللغوى :
السبب :هو اتباع المتشابه من القرآن لزيغ القلب وهوى فى النفس كما قال تعالى " وأما الذين فى قلوبهم مرض فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " سورة آل عمران ويتأتى لهم ذلك بالإعراض عن نصوص الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة . وأصحاب الأهواء يتخذون المستند اللغوى حجة لهم ليعللون به باطلهم وليس على باطلهم حجة ؛ إذ ليس هناك تعارض أبدا بين النصوص الصحيحة والاحتمال اللغوى ؛ ومتى أقيم هذا التعارض فهو دليل على خطأ مدعيه ووهمه وكذبه ؛ والأمر فقط يحتاج إلى عالم خبير باللغة يبحث الأمر ويتأكد من زيغهم وزيغ مقصدهم .
وللأسف تمكن بعض أصحاب الأهواء من المفسرين من دس هذه البدع فى تفاسيرهم ووجدوا لها رواجا وقبولا لما رسخ فى قلوب المسلمين من بلاغة القرآن ولطائفه وأيضا مع ضعف أدواتهم اللغوية عن اكتشاف هذه الانحرافات .
مظاهره :
- محاولة نصرة أهل الأهواء بأدنى الحجج اللغوية .
- دعاوى التجديد القائمة على نبذ أقوال السلف.
- مقابلة نصوص الاعتقاد بالتشكيك فى دلالتها.
- إقامة دعاوى التعارض بين النصوص ابتغاء منهم فى ظهور مسلك لهم لترويج بدعهم وباطلهم .
- ضعف العناية بالسنة واتهام أهل الحديث بسوء الفهم وضعف الحجة ومعلوم أنهم هم حملة لواء السنة ، ولا يرميهم بذلك إلا من غاظه ما تشرفوا بحمله .
وللأسف شاع فى هذه الأيام من يتصدرون لهذا الأمر وأصبح لهم برامج معينة على التلفاز مما ينبغى لأهل العلم وطلابه الحق الحذر منهم ومما يبثوه من سموم مغلفة للعامة يرمون لمقاصد بعيدة حتى يشككون الناس فى مصادرهم الصحيحة من السنة المطهرة .
آثاره :
من يتلقى هذا الانحراف فى التفسير اللغوى ويطمئن له ويصدقه ويتبعه فليعلم أنه متبع لغير سبيل المؤمنين وأنه على باطل وضلال والمرء مع من اتبع . والبدع على درجات لكن ينبغى توخى الحذر لأنها فتن يبثها أهل الأهواء وإذا تشرب القلب منها القليل يستسيغ الكثير ولا ينتبه للخطر .نسأل الله السلامة .


الجواب السابع :
طرق التفسير على مراتب لأن لها أصول ودلالات ينبنى بعضها على بعض وهى :
الأصل الأول : الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معانى الآيات . إذا حظى المفسر على دلالة نصية صريحة فلم يحتج معها إلى اجتهاد إذ لا اجتهاد فى موضع النص . والدلالة النصية هى أصل الدلالات وهى الحاكمة عليها .
الأصل الثانى : دلالة الإجماع ؛ فمتى اجتمعت أقوال الصحابة والتابعين على تفسير فإن اجتماعهم حجة لا تحل مخالفته ، كما أنه لا يمكن أبدا على أن يكون هناك إجماع على مخالفة دليل صحيح من الكتاب والسنة .
الأصل الثالث : دلالة الأثر ، وهى ما تحصل للمفسر من أقوال الصحابة والتابعين فى تفسير الآية ولم يتحقق فيه إجماع .
ومخالفة الصحابى ترفع دعوى الإجماع وتكون المسألة خلافية إذا لم يتبين فى قوله علة ، ولم يعتمد على نص منسوخ ، ولم يقع إنكار من علماء الصحابة عليه .
أما مخالفة التابعى لا ترفع دعوى الإجماع بشرط ألا يتابع على قوله .
ودلالة الأثر مترتبة على دلالة النص ودلالة الإجماع ولا يمكن أن تخالفهم
الأصل الرابع : الدلالة اللغوية ، بمعنى تفسير الآية بما يحتمله السياق من المعانى اللغوية بشرط ألا تخالف دلالة النص ولا دلالة الإجماع ولا أقوال السلف ؛ وإلا ترد.
الأصل الخامس : دلالة الاجتهاد وأيضا مترتبة على ما سبقها من دلالات ولا يجوز أن تخالفهم وإلا يكون اجتهادا مردودا إن خالف ما سبق من الدلالات . والاجتهاد له ضوابط وحدود منها تحريم القول على الله تعالى بغير علم ، ووجوب اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام وتحريم معصيته ، ووجوب اتباع سبيل المؤمنين والذين اتبعوهم بإحسان ، وأن القرآن الكريم نزل بلسان عربى مبين لعقل معانيه وتدبرها .
___________________________________
الدرجة:ب+
أحسنتِ بارك الله في اجتهادك ونفع بكِ.
تم خصم من المجموع للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir