السؤال الخامس: عرّف بهدي السلف الصالح في التحذير من التعالم.
لقد حذر السلف الصالح منالتعالم والمتعالمين ولهم في ذلك مواقف كثيرة ؛وهذا يدل على عظيم خطر الأمر ،ويتمثل ذلك في شدتهم ونصحهم لمن ظهر لهم تعالمه ومن ذلك تأديب عمر رضي الله عنه لصبيغ بن عسل التميمي ، وروي أنه كان رجلا يتبع المتشابه فحذر منه وأرسل معه من يحذر منه وجاء في بعض الروايات أنه انتفع بذلك وهجر ما كان عليه من التعالم وتتبع المتشابه ، وموقف علي رضي الله عنه مع أبي يحيى المعرقب حيث وعظ الناس دون علم فسأله عن علمه فلما تبين جهله قال (أنت أبو اعرفوني ) .
ومن أقوالهم في التحذير من القول بلا علم قول عبد الله بن مسعود :( أيها الناس علم منكم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل : لا اعلم، والله اعلم ؛فإن من علم المرء أن يقول لما لا يعلم :الله أعلم ،وقد قال تعالى (قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ) فبين أن قول الرجل لا اعلم لا يقدح في علمه بل هو من صميم علمه.
كان السلف الصالح يتورعون في الفتيا وروي عن كثير منهم قولهم (لا أعلم ) مثل ابن عمر رضي الله عنه ، وكانوا يحثون الناس على قولها دون تحرج وأنها – قول لا أعلم -إنما تزيد المرء علما وكرامة وتصونه عن الإثم والزلل ومن ذلك قول القاسم بن محمد:( من إكرام المرء لنفسه أن لا يقول إلا ما أحاط بهعلم),