دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > جمال القراء وكمال الإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ربيع الأول 1431هـ/9-03-2010م, 03:27 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الكتاب الثالث: منازل الإجلال والتعظيم في فضائل القرآن الكريم

الكتاب الثالث
منازل الإجلال والتعظيم في فضائل القرآن العظيم
روي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه)).
وعن أبي أمامة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ ثلث القرآن فقد أوتي ثلث النبوة ومن قرأ ثلثي القرآن فقد أوتي ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن كله فقد أوتي النبوة كلها)).
وقال مالك بن عبادة الغافقي: عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: ((عليكم بالقرآن، فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني، فمن عقل شيئا فليحدث به، ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ بيتا- أو قال مقعدا- من جهنم)). قال: لا أدري أيهما قال.
[1/50]
وقال رجل لأبي الدرداء: "إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرونك السلام، ويأمرونك أن توصيهم. فقال: أقرهم السلام، وأمرهم أن يربطوا القرآن بخزائمهم، فإنه يحملهم على القصد والسهولة، ويجنبهم الجور والحزونة".
وقال خباب بن الأرت: "تقرب إلى الله ما استطعت، واعلم أنك لست تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه".
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من شفع له القرآن يوم القيامة نجا، ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله في النار على وجهه)).
وعن أبي قلابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من شهد خاتمة القرآن؛ كان كمن شهد المغانم حين تقسم، ومن شهد فاتحة القرآن؛ كان كمن شهد فتحا في سبيل الله)).
[1/51]
ذكر فاتحة الكتاب:
حدثنا أبو المظفر عبد الخالق بن فيروز الجوهري رحمه الله، نا أبو الفضل محمد بن ناصر، نا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، نا أبو علي الحسين بن ميمون بن محمد بن عبد الغفار، نا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه، نا الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي، أنا محمد بن منصور عن سفيان عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب)).
وبالإسناد عن النسائي أنا محمد بن بشار، نا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا: نا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال: "مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت، ثم أتيته، فقال لي: ((ما منعك أن تأتيني؟)) قلت: كنت أصلي، قال: ((ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم} )) قال: ((ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد))، فذهب ليخرج، فذكرته فقال: (( {الحمد لله رب العالمين}، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)) وأظن والله أعلم – أن أبا سعيد بن المعلى ترك قراءة الفاتحة في صلاته، فلذلك دعاه النبي صلى الله عليه وسلم، لأن صلاته باطلة، فأعلمه بمكان الفاتحة وشأنها.
وبالإسناد قال: أنا عمرو بن منصور، حدثنا الحسن بن الربيع، ثنا أبو الأحوص عن عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "بينا جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع نقيضا من فوقه، فرفع
[1/52]
رأسه فقال: هذا باب من السماء قد فتح اليوم لم يفتح قط، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم فقال: أبشر بنورين اثنين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة".
وحدثني الغزنوي رحمه الله بالسند المتقدم إلى الترمذي، نا قتيبة، نا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أبي بن كعب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي)) – وهو يصلي – فالتفت أبي فلم يجبه، وصلى أبي فخفف، ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام، ((ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك؟)) فقال: يا رسول الله، إني كنت في الصلاة، قال: ((فلم تجد فيما أوحي إلي أن: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} )) قال: بلى ولا أعود إن شاء الله. قال: ((تحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟)) قال: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف تقرأ في الصلاة))، قال: فقرأ أم القرآن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، ما أنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته)) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وفي الباب عن أنس بن مالك.
وعن الترمذي بالإسناد المتقدم – وكل ما أذكره عنه فهو بالسند الذي ذكرته عن الغزنوي رحمه الله- نا هناد، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس
[1/53]
عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فنزلنا بقوم، فسألناهم القرى فلم يقرونا، فلدغ سيدهم، فأتوا فقالوا: هل فيكم من يرقي من العقرب؟ قلت: نعم، ولكن لا أرقيه حتى تعطونا غنما، قالوا: فإنا نعطيكم ثلاثين شاة، فقبلنا، فقرأت عليه (الحمد) سبع مرات فبرأ، فقضبنا الغنم، قال: فعرض في أنفسنا منها شيء، فقلنا لا تعجلوا حتى تأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قدمنا عليه، ذكرت له الذي صنعت، قال: ((وما علمت أنها رقية؟ اقبضوا الغنم، واضربوا لي معكم بسهم)). قال: هذا حديث حسن صحيح.
قال الترمذي ورخض الشافعي رحمه الله للمعلم أن يأخذ على تعليم القرآن أجرا، ويرى له أن يشترط على ذلك. واحتج بهذا الحديث.
سورة البقرة:
الترمذي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان)) هذا حديث حسن صحيح وبإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة)).
[1/54]
وبإسناده عن أبي هريرة قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا، فاستقرأ كل رجل منهم – يعني ما معه من القرآن- فأتى على رجل من أحدثهم سنا، فقال: ((ما معك يا فلان؟)) قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة. قال: ((أمعك سورة البقرة؟)) قال نعم، قال: ((اذهب فأنت أميرهم)). فقال رجل من أشرافهم: والله ما منعني أن أتعلم البقرة إلا خشية ألا أقوم بها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعلموا القرآن واقرءوه، فإن مثل القرآن لمن تعلمه وقام به كمثل جراب محشو مسكا، يفوح ريحه في كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه، كمثل من أوكئ على مسك)).
وروى أبو عبيد القاسم رحمه الله، عن أبي مريم، عن أبي لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان يخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة تقرأ فيه)).
وروى عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرءوا البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة)). وزاد غيره: ((ولا يستطيعها البطلة)).
ما جاء في آية الكرسي:
في الحديث: ((أعظم سورة في القرآن البقرة، وأعظم آيها آية الكرسي، وفي آية الكرسي خمسون كلمة، في كل كلمة خمسون بركة)).
[1/55]
وروي أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "إن عفريتا من الجن يكيدك، فإذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي".
وعن علي عليه السلام: "ما أرى رجلا ولد في الإسلام، أو أدرك عقله الإسلام، يبيت أبدا حتى يقرأ هذه الآية: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم..} ولو تعلمون ما هي، إنما أعطيها نبيكم من كنز تحت العرش، ولم يعطها أحد قبل نبيكم، وما بت ليلة قط حتى أقرأها ثلاث مرات: أقرأها في الركعتين بعد العشاء الآخرة، وفي وتري، وحين آخذ مضجعي من فراشي".
وحدثني أبو المظفر عبد الخالق بن فيروز الجوهري رحمه الله، عن النسائي بالسند المتقدم – وكل ما أذكره عن النسائي فهو بهذا الإسناد- قال النسائي: أنا أحمد بن محمد بن عبد الله، نا شعيب بن حرب، نا إسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل، عن أبي هريرة: "إنه كان على تمر الصدقة، فوجد أثر كف كأنه قد أخذ منه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أتريد أن تأخذه.؟ قل: سبحان من سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم)). قال أبو هريرة: فقلت، فإذا جني قائم بين يدي، فأخذته لأذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما أخذته لأهل بيت فقراء من الجن ولن أعود.
قال: فعاد، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((تريد أن تأخذه؟)) فقلت نعم، فقال: ((قل سبحان من سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم)) فقلت، فإذا أنا به، فأردت أن أذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاهدني ألا يعود، فتركته ثم عاد، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((تريد أن تأخذه؟)) فقلت: نعم، قال: ((قل سبحان من سخرك لمحمد)) قال: فقلت، فإذا أنا به، فقلت: عاهدتني وكذبت وعدت، لأذهبن بك إلى
[1/56]
النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: خل عني أعلمك كلمات، إذا قلتهن لا يقربك ذكر ولا أنثى من الجن. قلت: وما هؤلاء الكلمات؟ قال: آية الكرسي اقرأها عند كل صباح ومساء. قال أبو هريرة: فخليت عنه، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: ((أو ما علمت أنه كذلك)).
وحدثني شيخي أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي رحمه الله بالسند الذي تقدم ذكره إلى أبي عيسى الترمذي، نا محمد بن بشار قال، نا أبو أحمد، نا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب الأنصاري، أنه كانت له سهوة فيها تمر، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((اذهب، فإذا رأيتها فقل: بسم الله، أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم)). فأتت، فأخذها، فحلفت ألا تعود، فأرسلها، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما فعل أسيرك؟)) قال: حلفت ألا تعود، قال: ((كذبت وهي معاودة للكذب)). قال فأخذها مرة أخرى، فحلفت ألا تعود فأرسلها، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما فعل أسيرك؟)) قال: حلفت ألا تعود، قال: ((كذبت وهي معاودة للكذب)). فأخذها فقال: ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني ذاكرة لك شيئا، آية الكرسي، اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره.
فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم – فقال: ((ما فعل أسيرك البارحة؟)) قال فأخبره بما قالت، قال: ((صدقت وهي كذوب)) هذا حديث حسن غريب.
الآيتان في آخر البقرة:
أبو المظفر بإسناده عن النسائي، أنا عبد الله بن محمد بن إسحق عن جرير
[1/57]
عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ الآيتين من أخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)).
وحدثني الغزنوي رحمه الله بإسناده عن الترمذي، نا أحمد بن منيع قال: نا جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم بن يزيد عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود الأنصاري مثله. قال: هذا حديث حسن صحيح.
النسائي، حدثنا عمرو بن منصور، نا آدم بن أبي إياس العسقلاني، أنا أبو عوانة، نا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن خراش عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فضلنا على الناس بثلاث: جعلت الأرض كلها لنا مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الكلمات: آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يعط منه أحد قبلي، ولا يعطى منه أحد بعدي)).
سورة آل عمران:
الترمذي، حدثنا محمد بن إسماعيل نا هشام بن إسماعيل أبو عبد الملك العطار قال، نا محمد بن شعيب قال، نا إبراهيم بن سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن أنه حدثهم عن جبير بن نفير عن نواس بن سمعان عن النبي
[1/58]
صلى الله عليه وسلم قال: ((يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا، تقدمهم سورة البقرة وآل عمران)). قال نواس: وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال مانسيتهن بعد، قال: ((تأتيان كأنهما غيايتان وبينهما شرق، أو كأنهما غمامتان سوداوان، أو كأنهما ظلتان من طير صواف، تجادلان عن صاحبهما)). وفي الباب عن بريدة وأبي أمامة. هذا حديث حسن غريب.
أبو عبيد: حدثنا حجاج عن حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير قال: قال حماد: أحسبه عن أبي منيب عن عمه: "أن رجلا قرأ البقرة وآل عمران، فلما قضى صلاته قال له كعب: قرأت البقرة وآل عمران؟ قال نعم، قال: فوالذي نفسي بيده إن فيهما اسم الله الذي إذا دعي به استجاب. قال: فأخبرني به، قال لا والله لا أخبرك به، ولو أخبرتك لأوشك أن تدعو بدعوة أهلك فيها أنا وأنت".
[1/59]
وروى أبو عبيد عن ابن مسعود رحمه الله: "من قرأ آل عمران فهو غني"، وروى أيضا عن الشعبي عن عبد الله قال: "نعم كنز الصعلوك سورة آل عمران، يقوم به الرجل من آخر الليل".
سورة النساء:
أبو عبيد عن عمر رضي الله عنه قال: "من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة كتب من القانتين".
وروى أيضا عن حارثة بن مضرب قال: "كتب إلينا عمر رضي الله عنه أن تعلموا سورة النساء والنور والأحزاب".
سورة المائدة:
أبو عبيد عن محمد بن كعب القرظي قال: "نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته، فانصدع كتفها، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم". وروى أيضا عن ضمرة بن حبيب وعطية بن قيس
[1/60]
قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المائدة من آخر القرآن تنزيلا، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها)). وعن أبي ميسرة: "في المائدة إحدى عشرة فريضة، وعنه أيضا ثماني عشرة فريضة، وليس فيها منسوخ".
سورة الأنعام:
أبو عبيد: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "الأنعام من نواجب القرآن" قال أبو عبيد، نا حجاج، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس رحمة الله عليه قال: "نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة، ونزل معها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح".
فضل سورة الأعراف:
هي من السبع الطول باتفاق، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل)).
وروى عن ابن عباس أنه قال: "السبع المثاني: البقرة وآل عمران والنساء
[1/61]
والمائدة والأنعام والأعراف ويونس"، وكذلك قال سعيد بن جبير ومجاهد. وعن عائشة رضي الله عنها: "من أخذ السبع فهو حبر". وقال يحيى بن الحارث الذماري: "وإن يونس تسمى السابعة، وليس يعد الأنفال ولا براءة من السبع الطول" وسأل سعيد بن جبير ابن عباس رحمه الله عن سورة الأنفال فقال: "نزلت في بدر".
براءة والنور:
أبو عبيد بسنده عن أبي عطية قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ورحمته: تعلموا سورة التوبة، وعلموا نساءكم سورة النور.
سورة هود:
أبو عبيد، بإسناده عن ابن شهاب قال: "قالوا يا رسول الله، إنا نرى في رأسك شيبا، قال: ((كيف لا أشيب وأنا أقرأ سورة هود، و{إذا الشمس كورت} )). وروى سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((شيبتني هود والواقعة والمرسلات و{عم يتساءلون} و{إذا الشمس كورت} )) وفيها من الفصاحة والبلاغة ما حير أولي الألباب ورؤساء البيان.
[1/62]
قال ابن دريد: مر أعرابي برجل يقرأ: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين}. فطأطأ رأسه وقال: هذا كلام القادرين.
سورة يوسف:
روي أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، لو قصصت علينا.. فأنزل الله عز وجل هذه السورة، وقال: {أحسن القصص}، لأنها على أعجب طريقة، وأغرب هيئة.
وقد جاءت هذه القصة في الكتب، فلم تكن على نحو ما جاءت هذه السورة في الجزالة والإيجاز، والحلاوة وحسن السياق. وكيف يشبه كلام رب العالمين كلام غيره.
سائر سور القرآن:
وروى الترمذي بإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل، والزمر.
[1/63]
وقال النسائي: أخبرنا عمرو بن علي، نا محمد بن جعفر، نا سعيد، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد عن معدان، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ عشر آيات من الكهف؛ عصم من فتنة الدجال)).
وفي رواية أبي عبيد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف)). وروي بإسناد آخر عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال: ((من رآه منكم فليقرأ فواتح سورة الكهف)).
وروى أبو عبيد بإسناده عن أبي سعيد الخدري: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق" قلت: يجوز في هذا الحديث أن تكون الهاء عائدة على الكهف في قوله: (ما بينه).
وروى أبو عبيد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، ثم أدرك الدجال، لم يضره. ومن حفظ خواتم سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة)).
[1/64]
وقال زر بن حبيش: "من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقومها من الليل قامها". قال عبدة بن أبي لبابة: فجربناه فوجدناه كذلك، قال ابن كثير: وجربناه أيضا غير مرة، فأقوم في الساعة التي أريد، قال: وأبتدئ من قوله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا} إلى آخرها.
وقال عبد الله بن مسعود: "إن بني إسرائيل والكهف ومريم من تلادي" وهو من العتيق الأول. قال أبو عبيد: قوله من تلادي، يعني من قديم ما أخذت من القرآن. قال: وذلك أن هذه السور نزلت بمكة.
وقال شهر بن حوشب: "يرفع القرآن عن أهل الجنة إلا طه ويس" وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ طه ويس كل شهر مرة أضمن له الجنة، وطوبى لمن بات وهاتان السورتان في جوفه)).
وعن عمر رضي الله عنه أنه سجد في الحج سجدتين وقال: "إن هذه السورة فضلت على السور بسجدتين".
وعن نبيه بن صواب: صليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالجابية (صلاة) الصبح، فقرأ بسورة الحج، فسجد فيها سجدتين ثم قال: "إن هذه
[1/65]
السورة فضلت على السور بسجدتين". وعن ابن عباس رضي الله عنه: "إن هذه السورة فضلت بسجدتين". وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فضلت سورة الحج على غيرها بسجدتين)).
وعن عقبة بن عامر قال: "قلت يا رسول الله: أفي الحج سجدتان؟ قال نعم، فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما". وقال ابن عباس: "قد كان قوم يركعون ويسجدون في الآخرة كما أمروا". وقال ابن عمر: "لو كنت تاركا إحداهما لتركت الأولى" وعن أبي عطية: "كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن علموا نساءكم سورة النور".
وعن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت نساء الأنصار، فأثنت عليهن خيرا، وقالت لهن معروفا وقالت: "لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجوز مناطقهن فشققنها، فجعلن منها خمرا". وعن أبي وائل: استعمل علي رضي الله عنه عبد الله بن عباس على الموسم، فخطب خطبة لو سمعتها الديلم لأسلمت، ثم قرأ عليهم سورة النور. وروى الأعمش عن أبي وائل: قرأ ابن عباس سورة النور وجعل يفسرها، فقال رجل: لو سمعت الديلم هذا لأسلمت.
أبو عبيد، حدثنا يزيد، عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود،
[1/66]
عن المسيب بن رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تجيء تنزيل السجدة يوم القيامة لها جناحان تظل صاحبها تقول: لا سبيل عليك لا سبيل عليك)). وعن ابن عمر: "تنزيل السجدة و{تبارك الذي بيده الملك} فيهما فضل ستين درجة على غيرهما من سور القرآن". وعن ابن عباس قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم تنزيل} و{هل أتى على الإنسان}.
وحدثنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني رحمه الله، أنا أبو طاهر خالد بن عبد الواحد بن خالد التاجر، أنا أبو الحسن سري بن عبد الله الدومي القارئ، نا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، نا علي بن طيفور، نا قتيبة، نا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالح عن هارون أبي محمد عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لكل شيء قلبا، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءته قراءة القرآن عشر مرات)). وروى أبو عبيد بإسناده عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوها على موتاكم)).
[1/67]
وروى أبو عبيد أيضا عن ابن عباس أنه قال: "إن لكل شيء لبابا، وإن لباب القرآن آل حم، أو قال الحواميم". وروى أيضا عن المهلب بن أبي صفرة أنه قال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم: "إن بيتم الليلة فقولوا: حم لا ينصرون" قال أبو عبيد: هكذا يقول المحدثون بالنون، وإعرابها لا ينصروا.
وأقول: إن قول المحدثين صحيح وله وجه ظاهر.
وروى أبو عبيد عن مجاهد قال: قال عبد الله: "آل حم ديباج القرآن".
وروي عن عبد الله أنه قال: "إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن". وقال مسعر: بلغني أنهن كن يسمين العرائس. قال أبو عبيد: آل حم كما تقول آل فلان.
الترمذي بإسنادنا عنه، وبإسناده عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حم الدخان في ليلة، أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك)) وروي أيضا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة، غفر له)). وروى أبو عبيد عن مسروق بن الأجدع قال: "من أراد أن يعلم نبأ الأولين، ونبأ الآخرين، ونبأ أهل الجنة، ونبأ أهل النار، ونبأ أهل الدنيا، ونبأ أهل الآخرة، فليقرأ سورة الواقعة".
[1/68]
وروي عن عبد الله بن مسعود قال: إني قد أمرت بناتي أن يقرأن سورة الواقعة كل ليلة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة)).
وروى الترمذي عن ابن عباس قال: "ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله، ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هي المانعة، هي المنجية تنجيه من عذاب القبر)).
وروى أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن سورة من القرآن ثلاثين آية، شفعت لرجل حتى غفر له، وهي {تبارك الذي بيده الملك} )).
وروى عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود رحمه الله: "من قرأ {تبارك الذي بيده الملك} في كل ليلة، منعه الله من عذاب القبر. وكنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها المانعة". وعن النسائي بالإسناد المتقدم، أخبرنا علي بن حجر، أنا بقية بن الوليد عن بجير بن سعد عن خالد
[1/69]
بن معدان عن عبد الله بن أبي بلال عن العرباض بن سارية، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: ((إن فيهن آية أفضل من ألف آية)). وفي رواية أبي عبيد: حتى يقرأ المسبحات ويقول: ((إن فيها آية كألف آية)).
وروى أبو عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إني نسيت أفضل المسبحات))، فقال أبي بن كعب: فلعلها {سبح اسم ربك الأعلى} قال: ((نعم)). ومعنى هذا الحديث، أنه صلى الله عليه وسلم كان قد أعلم بأفضلها ثم نسي فأذكره أبي.
وروى أبو الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((تعلموا {عم يتساءلون * عن النبأ العظيم}، تعلموا {ق * والقرآن المجيد}، تعلموا {والنجم إذا هوى} تعلموا {والسماء ذات البروج}، {والسماء والطارق} فإنكم لو علمتم ما فيهن لعطلتم ما أنتم فيه وتعلمتموهن، فإن الله يغفر بهن كل ذنب إلا الشرك بالله)).
وروت فاطمة رضي الله عنها، عن أبيها صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((قارئ الحديد والواقعة وسورة الرحمن، يدعى في ملكوت السموات ساكن الفردوس)). وعن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب أن ينظر إلى يوم القيامة رأي عين، فليقرأ: {إذا الشمس كورت}، و{إذا السماء انفطرت}، و{إذا السماء انشقت} )).
[1/70]
الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ {إذا زلزلت}، عدلت له بنصف القرآن، ومن قرأ {قل يا أيها الكافرون} عدلت له بربع القرآن، ومن قرأ {قل هو الله أحد} عدلت له بثلث القرآن)).
النسائي، أخبرنا عبيد الله بن فضالة، أنا عبد الله، نا سعيد، حدثني عياش بن عباس القتباني، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرئني يا رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ ثلاثا من ذات الراء)). فقال الرجل: كبرت سني واشتد قلبي وغلظ لساني، فقال: ((اقرأ ثلاثا من آل حم)) فقال مثل مقالته الأولى، فقال: ((اقرأ ثلاثا من المسبحات))، فقال مثل مقالته، ثم قال الرجل: ولكن أقرئني سورة جامعة، قال: ((فاقرأ {إذا زلزلت الأرض زلزالها} )) فقرأ حتى فرغ منها فقال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها شيئا أبدا، ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفلح الرويجل، أفلح الرويجل)). والرويجل تصغير رجل على غير قياس، وكأنه تصغير راجل، يقال: رجل ورجيل ورويجل.
وعن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ سورة {والعصر} ختم الله له بالصبر، وكان مع أصحاب الحق يوم القيامة. ومن قرأ {ويل لكل همزة} أعطي من الأجر بعدد من استهزأ بمحمد صلى الله عليه وسلم، ومن قرأ: {ألم تر كيف فعل ربك}
[1/71]
عافاه الله أيام حياته في الدنيا. ومن قرأ: {لإيلاف قريش} أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها. ومن قرأ: {أرأيت الذي يكذب بالدين} غفر الله له إن كان مؤديا للزكاة)).
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( {قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن، و{إذا زلزلت} تعدل ربع القرآن، و{إذا جاء نصر الله} تعدل ربع القرآن)). وعن جبير بن مطعم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((يا جبير، أتحب إذا خرجت سفرا أن تكون أفضل أصحابك وأكثرهم زادا؟ اقرأ بهذه السور الخمس: {قل يا أيها الكافرون}، و{إذا جاء نصر الله}، و{قل هو الله أحد}، و{قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس} )).
وروى الترمذي بإسناده، عن فروة بن نوفل، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي. فقال: ((اقرأ {قل يا أيها الكافرون} فإنها براءة من الشرك)). وروى أيضا عن عبد الله بن خبيب قال: "خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة، فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، فأدركته، فقال: ((قل))، فلم أقل شيئا، ثم قال: ((قل))، فلم أقل شيئا، ثم قال: ((قل))، فقلت ما أقول؟ قال: (( {قل هو الله أحد} والمعوذتين ثلاث مرات حين تمسي وحين تصبح يكفينك من كل شيء)).
وروى بإسناده عن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة. جمع كفيه ثم نفث فيهما يقرأ فيهما: {قل هو الله أحد}
[1/72]
و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}. ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات". قال: هذا حديث غريب صحيح.
وروى النسائي بإسناده، عن مهاجر أبي الحسن، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم، نسمع رجلا يقرأ: {قل يا أيها الكافرون} حتى ختمها. قال: ((قد بريء هذا من الشرك))، ثم سرنا، فسمع آخر يقرأ: {قل هو الله أحد} فقال: ((أما هذا فقد غفر له)).
وروي أيضا بإسناده عن قتادة بن النعمان قال: "قام رجل من الليل يقرأ: {قل هو الله أحد} السورة.. يرددها لا يزيد عليها، فلما أصبحنا، قال رجل: يا رسول الله، إن رجلا قام الليلة من السحر يقرأ: {قل هو الله أحد}، لا يزيد عليها – كأن الرجل يتقالها- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن)).
وروى أيضا بإسناده عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل علي آيات لم ير مثلهن قط: المعوذتين)). وروى الترمذي بإسناده عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن.. من قرأ {قل هو الله أحد * الله الصمد} فقد قرأ ثلث القرآن)).
[1/73]
وروى عن أبي هريرة قال: "أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع رجلا يقرأ: {قل هو الله أحد} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وجبت)). قلت: ما وجبت؟ قال: ((الجنة)) وصحح الحديث.
وروى أيضا بإسناده عن أنس بن مالك قال: "من قرأ كل يوم مائتي مرة {قل هو الله أحد} محي عنه ذنوب خمسين سنة، إلا أن يكون عليه دين".
قال: وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أراد أن ينام على فراشه، فنام على يمينه، ثم قرأ {قل هو الله أحد} مائة مرة، فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب: يا عبدي، ادخل على يمينك الجنة)).
وروى أيضا بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن))، قال فحشد من حشد، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ: (( {قل هو الله أحد} )) ثم دخل. فقال بعضنا لبعض: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن))، إني لأرى هذا خبرا جاءه من السماء. ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إني قلت: سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا وأنها تعدل ثلث القرآن)). هذا حديث حسن صحيح.
وروى الترمذي أيضا عن أنس قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ لهم في الصلاة افتتح بـ {قل هو الله أحد} حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه
[1/74]
أصحابه فقالوا: إنك تقرأ بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بسورة أخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بسورة أخرى. قال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أؤمكم بها فعلت، وإن كرهتم تركتكم – وكانوا يرونه أفضلهم – فكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال: ((يا فلان ما يمنعك مما يأمر به أصحابك، وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟)) فقال: يا رسول الله إني أحبها. فقال: ((إن حبكها أدخلك الجنة)).
وعن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة. وعن أسماء ابنة أبي بكر رضي الله عنهما: "من صلى الجمعة ثم قرأ بعدها: {قل هو الله أحد} والمعوذتين حفظ أو كفي من مجلسه ذلك إلى مثله" وعن ابن شهاب: "من قرأ: {قل هو الله أحد} والمعوذتين بعد صلاة الجمعة حين يسلم الإمام قبل أن يتكلم سبعا سبعا كان ضامنا". قال أبو عبيد: أراه قال: "على الله هو وماله وولده من الجمعة إلى الجمعة".
فضائل بعض الآيات:
وعن ابن عباس في قوله تعالى: {منه آيات محكمات هن أم الكتاب} قال: هن ثلاث آيات في سورة الأنعام: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم} إلى ثلاث آيات، والتي في بني إسرائيل: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} إلى آخر الآيات.
[1/75]
وعن منذر الثوري: قال لي الربيع بن خثيم: "أيسرك أن تلقى صحيفة من محمد صلى الله عليه وسلم خاتمة؟ قلت: نعم – وأنا أرى أنه سيطرفني – فما زادني على هؤلاء الآيات من سورة الأنعام: {قل تعالوا أتل} إلى آخر الآيات". وقال عبد الله ابن مسعود رحمه الله: "ما من آية أجمع لخير وشر، من آية في سورة النحل: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} إلى قوله: {لعلكم تذكرون} وقال: ما في القرآن آية أعظم فرجا من آية في سورة الزمر: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} إلى آخرها".
وعنه أيضا: "ما في القرآن أكثر تفويضا من آية في سورة النساء القصرى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا}.
وقال ابن عباس لعبد الله بن عمرو: "وأي آية في كتاب الله أرجى؟ قال عبد الله بن عمرو: قول الله عز وجل: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} الآية. فقال ابن عباس: لكن قول الله عز وجل: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} قال ابن عباس: فرضي منه بقوله {بلى} قال: فهذا لما يعترض في الصدر، ما يوسوس به الشيطان".
[1/76]
وعن أبي الفرات مولى صفية أم المؤمنين رضي الله عنها، أن عبد الله بن مسعود قال: "في القرآن آيتان، ما قرأهما عبد مسلم عن ذنب إلا غفر له. قال: فسمع بذلك رجلان من أهل البصرة، فأتياه، فقال: ائتيا أبي بن كعب، فإني لم أسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا إلا قد سمعه أبي. قال: فأتيا أبي بن كعب، فقال لهما: اقرآ القرآن فإنكما ستجدانهما. فقرآ حتى إذا بلغا من آل عمران: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم} الآية، وقوله عز وجل: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما} فقالا قد وجدناهما. فقال أبي: أين؟ فقالا: في "آل عمران" و"النساء" فقال: هما هما".
وقال عبد الله بن مسعود رحمه الله: إن في (النساء) خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها،: قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم. وندخلكم مدخلا كريما} وقوله عز وجل: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}. وقوله عز وجل: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}. وقوله عز وجل: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} وقوله عز وجل: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
[1/77]
وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قرأ في مجلس ومعه أعرابي جالس: (( {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} فقال الأعرابي: يا رسول الله، مثقال ذرة! قال: ((نعم))، فقال الأعرابي: واسوءتاه مرارا، ثم قام وهو يقولها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان)).
وعن حنش الصنعاني أن رجلا مصابا مر به على ابن مسعود، فقرأ في أذنه: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا} حتى ختم الآية، فبرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ماذا قرأت في أذنه؟)) فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لو أن رجلا قرأ بها على جبل لزال)). وقال عامر بن عبد قيس رحمه الله: أربع آيات من كتاب الله عز وجل، إذا قرأتهن فما أبالي ما أصبح عليه وما أمسي، قوله عز وجل: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده}، وقوله عز وجل: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله}، وقوله عز وجل: {سيجعل الله بعد عسر يسرا}، وقوله عز وجل: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها}.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه، وإن أدب الله عز وجل القرآن).
[1/78]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالث, الكتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir