دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ذو الحجة 1429هـ/16-12-2008م, 09:43 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الأفعال التامة والأفعال الناقصة


........................= وذُو تَمامٍ ما بِرَفْعٍ يَكتفِي
وما سِوَاهُ ناقصٌ والنقْصُ في = فَتِئَ ليسَ زالَ دائمًا قُفِي


  #2  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 03:08 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


وقولُه: (وذو تَمَامٍ... إلى آخرِهِ) معناه: أن هذه الأفعالَ انْقَسَمَتْ إلى قِسميْنِ:
أحدُهما: ما يكونُ تامًّا وناقصاً.
والثاني: ما لا يكونُ إلاَّ ناقصاً، والمرادُ بالتامِّ ما يَكْتَفِي بمرفوعِه، وبالناقِصِ ما لا يَكْتَفِي بمرفوعِه، بل يَحْتَاجُ معَه إلى منصوبٍ، وكلُّ هذه الأفعالِ يَجُوزُ أنْ تُسْتَعْمَلَ تامَّةً إلاَّ (فَتِئَ) و(زالَ) التي مضارِعُها يَزَالُ، لا التي مُضَارِعُها يَزُولُ؛ فإنَّها تامَّةٌ، نحوُ: (زالَتِ الشمسُ)، و(ليسَ)؛ فإنَّها لا تُسْتَعْمَلُ إلاَّ ناقصةً.
ومثالُ التامِّ قولُه تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}؛ أي: إنْ وُجِدَ ذو عُسْرَةٍ، وقولُه تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ}، وقولُه تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}.


  #3  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 03:11 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)

فصلٌ:
قد تُسْتَعْمَلُ هذه الأفعالُ تَامَّةً؛ أي: مُستَغْنِيَةً بمَرْفُوعِها([1])، نحوُ: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ}([2])؛ أي: وإِن حَصَلَ ذُو عُسْرَةٍ، {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}([3])؛ أي: حينَ تَدْخُلُونَ في المساءِ وحينَ تَدْخُلُونَ في الصباحِ، {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ}([4])؛ أي: ما بَقِيَت، وقولُه:

90 - وَبَاتَ وَبَاتَتْ لَهُ لَيْلَةٌ = .. .. ..
وقَالُوا: (بَاتَ بالقَوْمِ)؛ أي: نَزَلَ بِهِم، و(ظَلَّ اليومُ)؛ أي: دَامَ ظِلُّهُ، و(أَضْحَيْنَا)؛ أي: دَخَلْنَا في الضُّحَى.
إلا ثَلاثَةَ أَفعالٍ فإنَّها أُلْزِمَت النَّقْصَ؛ وهي: فَتِئَ، وزَالَ، ولَيْسَ.


([1]) هذا الذي ذَكَرَه المُؤلِّفُ - مِن أنَّ التامَّ هو الذي استَغْنَى بمَرْفُوعِه، والنَّاقِصَ هو الذي لم يَكْتَفِ بالمرفوعِ بل احتاجَ إلى المنصوبِ - هو ما ارْتَضَاهُ ابنُ مَالِكٍ، مُخَالِفاً لسِيبَوَيْهِ ولجَمْهَرَةِ النحاةِ، وهم يَذْهَبُونَ إلى مَعْنَى تَمَامِ هذه الأفعالِ أنَّها تَدُلُّ على الحَدَثِ والزمانِ جَمِيعاً ككُلِّ الأفعالِ، وأنَّ مَعْنَى نُقْصَانِها أنَّها لا تَدُلُّ على الحَدَثِ، وإنَّمَا جُرِّدَت للدَّلالَةِ على الزمانِ الذي هو جزءٌ مِن مفهومِ سَائِرِ الأفعالِ، وقد استَدَلَّ ابنُ مَالِكٍ على صِحَّةِ مَذْهَبِه بوُجوهٍ عَشَرَةٍ نَكْتَفِي هنا بذِكْرِ خَمْسَةٍ منها:
الأوَّلُ: أنَّ تَسمِيَتَها أَفْعَالاً يَتَحَتَّمُ معَها أنْ نَقْطَعَ بدَلالَتِها على الحَدَثِ معَ الزمانِ؛ لأنَّ كُلَّ فِعلٍ يَدُلُّ عليهما جَمِيعاً.
والثانِي: أنَّها لو لم تَدُلَّ على الحدثِ لمَا اختَلَفَت مَعَانِيها بل تَكُونُ كُلُّها بمَعنًى واحدٍ وهو الزمَانُ المَاضِي إن كانَت مَاضيةً، والزمانُ المُستقبَلِ إن كانت مُضَارِعةً، فإذا قُلْتَ: كَانَ زَيْدٌ مُجْتَهِداً، كانَ مَعْنَاهُ زَيْدٌ مُجتَهِدٌ أَمْسِ، وإذا قُلْتَ: يَكُونُ زَيدٌ مُسافِراً، كانَ مَعْنَاهُ زَيْدٌ مُسافرٌ غَداً، ونحن نُثْبِتُ لها مَعَانِيَ مُختَلِفَةً، فكَانَت أَفْعَالاً أَلْبَتَّةَ.
الثالثُ: أنَّها لو كَانَت دَالَّةً على الزمَانِ وَحْدَه لصَحَّ أن تَتَكَوَّنَ مِن أحدِها ومِن اسمٍ آخَرَ دَالٍّ على مَعْنًى جُملةٌ مُفيدةٌ، كما تَتَكَوَّنُ الجُملةُ مِن اسمِ زَمانٍ واسمِ مَعْنًى، نحوُ: (السَّفَرُ غَداً). وأنت لو قُلْتَ: (كَانَ السَّفَرُ) لم يَتِمَّ مَعْنَى الكلامِ، فدَلَّ ذلك على أنَّها ليسَت دَالَّةً على مُجَرَّدِ الزمانِ.
الرَّابِعُ: أنَّها لو لم تَكُنْ دَالَّةً على الحَدَثِ لم يَصِحَّ دُخُولُ أن المصدرِيَّةِ عليها، وقد دَخَلَت أن المصدرِيَّةُ عليها في أَفْصَحِ الكلامِ نحوُ قولِه تعَالَى: {إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ}.
الخَامِسُ: أنَّها لو لم تَدُلَّ على الحَدَثِ لم يَجِئْ منها اسمُ فاعلٍ؛ لأنَّ اسمَ الفاعلِ لا دَلالَةَ له على الزمانِ إلا لُزُوماً، وقد صَرَّحْتُمْ بأَنَّ اسمَ الفاعلِ يَجِيءُ مِن بعضِها واستَدْلَلْتُم لوُرُودِه بقَوْلِ الشاعِرِ:
وَمَا كُلُّ مَنْ يُبْدِي البَشَاشَةَ كَائِناً = أَخَاكَ إِذَا لَمْ تُلْفِهِ لَكَ مُنْجِدَا
([2]) سورة البقرة، الآية: 280.
([3]) سورة الروم، الآية: 17.
([4]) سورة هود، الآيتين: 107، 108 .
90 - هذا صدرُ ثَانِي بيتَيْنِ مِن المُتَقَارِبِ، وهما مِن كَلِمَةٍ لامْرِئِ القَيْسِ بنِ حُجْرٍ الكِنْدِيِّ، والبيتُ بكمَالِه معَ المَطْلَعِ هكذا:

تَطَاوَلَ لَيْلُكَ بِالإِثْمِدِ = وَبَاتَ الخَلِيُّ وَلَمْ تَرْقُدِ
وَبَاتَ وَبَاتَتْ لَهُ لَيْلَةٌ = كَلَيْلَةِ ذِي العَائِرِ الأَرْمَدِ
اللغةُ: (الإِثْمِدِ) ضَبَطَهُ يَاقُوتٌ بكَسْرِ الهَمْزَةِ والميمِ بَيْنَهُما ثاءٌ مُثَلَّثَةٌ سَاكِنَةٌ - وذَكَرَ أنَّه اسمُ موضعٍ، ولم يُعَيِّنْه. وقد ضَبَطَهُ المَجْدُ الفَيْرُوزُآبَادِيُّ بفَتْحِ الهمزةِ أو ضَمِّها. وذَكَرَ السَّيِّدُ المُرْتَضَى أنَّه نُقِلَ فيه الإِتْمِدُ - بالتاءِ المُثَنَّاةِ بَدَلَ المُثلَّثَةِ. (الخَلِيُّ) الرجلُ الذي خَلاَ مِن الهُمُومِ وبَواعِثِها، (وَلَمْ تَرْقُدِ) لم تَنَمْ. (العَائِرِ) القَذَى في العَيْنِ، وهو اسمٌ كالكَاهِلِ والغَارِبِ، وقيلَ: العَائِرُ: الرَّمَدُ، وقيلَ: هو بَثْرٌ يَكُونُ في جَفْنِ العَيْنِ الأسفَلِ.
المَعْنَى: وَصَفَ طُولَ لَيْلِه، وأنَّه يَسْهَرُ والنَّاسُ مِن حولِه يَنَامُونَ، ويَأْرَقُ والخَلِيُّونَ هَاجِعُونَ.
الإعرابُ: (بَاتَ) فِعْلٌ ماضٍ، وفَاعِلُه ضميرٌ مُستتِرٌ فيه جَوَازاً تقديرُه هو، وأَرَادَ به نفسَه، ولكنَّه عَبَّرَ بضَمِيرِ الغَيْبَةِ بعدَ أنْ عَبَّرَ بضَمِيرِ الخِطَابِ على طريقِ الالتفاتِ. (وَبَاتَتْ) الواوُ حرفُ عطفٍ، بَاتَ: فِعْلٌ ماضٍ، والتاءُ علامةُ التأنيثِ، (له) جَارٌّ ومجرورٌ مُتعلِّقٌ ببَاتَ، (لَيْلَةٌ) فَاعِلُ بَاتَتْ، مَرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهرةِ، (كلَيْلَةِ) جَارٌّ ومجرورٌ مُتعلِّقٌ بمحذوفٍ صفةٌ لِلَيْلَةٍ، ولَيْلَةٌ مضافٌ و(ذِي) مضافٌ إليه، وذِي مُضافٌ و(العَائِرِ) مضافٌ إليه، (الأَرْمَدِ) صفةٌ لذِي العَائِرِ.
الشاهدُ فيه: قولُهُ: (وَبَاتَ وَبَاتَتْ لَهُ لَيْلَةٌ) حيثُ استَعْمَلَ (بَاتَ) في المَوضِعَيْنِ فِعْلاً تامًّا بمَعْنَى دَخَلَ في المَبِيتِ، ويُقَالُ فيه: بَاتَ يَبِيتُ ويَبَاتُ بَيْتُوتَةً. وقَالَ ابنُ كَيْسَانَ: (يَجُوزُ أَنْ يُجْرَى بَاتَ مُجْرَى نَامَ، ويَجُوزُ أن يُجْرَى مُجرَى كَانَ) اهـ. وليسَ مُرادُه بأنَّهُ يُجْرَى مُجْرَى نَامَ أنَّ مَعْنَاهُ حينَ يَكُونُ تَامًّا هو مَعْنَى نَامَ كما أنَّ معنَاهُ حينَ يَكُونُ نَاقِصاً ليسَ هو مَعْنَى كَانَ، ولكنَّ مُرَادَهُ أنَّه يُسْتَعْمَلُ تَامًّا كمَا أنَّ نَامَ فِعْلٌ تَامٌّ، ويُسْتَعْمَلُ نَاقِصاً كمَا أنَّ كانَ فِعْلٌ نَاقِصٌ.


  #4  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 03:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني


[مَا يَجِيءُ تَامًّا مِنْ هذهِ الأفعالِ وَمَعْنَى تَمَامِهِ]:
(وذُو تَمَامٍ) مِنْ أفعالِ هذا البابِ: أي: التامُّ منها (مَا بِرَفْعٍ يَكْتَفِي) أي: يَسْتَغْنِي بمرفوعِهِ عَنْ منصوبِهِ؛ كما هو الأصلُ في الأفعالِ وهذا المرفوعُ فاعلٌ صريحُ (ومَا سِوَاهُ) أي: ما سِوَى المُكْتَفِي بمرفوعِهِ (ناقِصٌ) لافتقارِهِ إلى المنصوبِ (والنقصُ في فَتِئَ) و(لَيْسَ) و(زَالَ) ماضِي "يَزَالُ" التي هي مِنْ أفعالِ البابِ (دَائِمًا قُفِي) فلا تُسْتعملُ هذه الثلاثةُ تامَّةً بحالٍ، وما سِواهَا مِنْ أفعالِ البابِ يُستعملُ ناقصًا وتامًّا نحوُ: "مَا شَاءَ اللهُ كَانَ" أي: حَدَثَ {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} أي: حَضَرَ، وتأتِي كانَ بمعنَى "كَفَلَ" وبمعنَى "غَزَلَ" يقالُ: كانَ فلانٌ الصبِيَّ إذا كَفَلَهُ وكَانَ الصوفَ إذا غَزَلَهُ ونحوُهُ: {فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} أيْ: حينَ تَدخُلونَ في المساءِ وحين تَدخلونَ في الصباحِ {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} أي: مَا بَقِيَتْ، وكقولِهِ [مِنَ المُتَقَارِبِ]:
188 - تَطَاوَلَ لَيْلُكَ بِالإِثْمِدِ = وَبَاتَ الخَلِيُّ وَلَمْ +يرقد (تَرْقُدِ)
وَبَاتَ وَبَاتَتْ لَهُ لَيْلَةٌ = كَلَيْلَةِ ذِي العَائِرِ الأَرْمَدِ
وَذَلِكَ مِنْ نَبَأٍ جَاءَنِي = وَخُبِّرْتُهُ عَنْ بَنِي الأَسْوَدِ
وقالُوا: "بَاتَ بالقومِ" أي: نزلَ بهِمْ ليلًا ونحوُ "ظَلَّ اليومُ" أي: دَامَ ظِلُّهُ وأَضْحَيْنَا أي دخلنَا في الضحَى ومنهُ قولُهُ [مِنَ الطَّوِيلِ]:

189 - وَمِنْ فَعَلَاتِي أَنَّنِي حَسَنُ القِرَى = إِذَا اللَّيْلَةُ الشَّهْبَاءُ أَضْحَى جَلِيدُهَا
أيْ: بَقِيَ جليدُها حتى أَضْحَى أي: دخلَ في الضحَى ويقالُ: صارَ فلانٌ الشَّيْءَ بمعنَى ضَمَّهُ إليهِ وصِرْتُ إلى زَيْدٍ: تحوَّلْتُ إليهِ وقالُوا: "بَرِحَ الخَفَاءُ" وانْفَكَّ الشيْءُ بمعنَى انفَصَلَ وبمعنَى خَلُصَ.
تنبيهانِ: الأوَّلُ: إنَّمَا قُيِّدَتْ "زَالَ" بماضِي "يزالُ" لِلاحتِرَازِ عَنْ مَاضِي "يُزِيلُ"؛ فإنَّهُ فِعلٌ تامٌّ مُتَعَدٍّ معنَاهُ مازَ يقولونَ: "زِلْ ضَأْنَكَ عَنْ مَعْزِكَ" أيْ: مِزْ بعضَهَا مِنْ بعضٍ ومصدرُهُ الزَّيْلُ، ومِنْ ماضِي يَزُولُ فإنَّهُ فِعْلٌ تامٌّ قاصِرٌ معنَاهُ الانتقالُ ومنهُ قولُهُ تعالى: {إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} ومصدرُهُ الزوَالُ.
الثانِي: إذَا قُلْتَ: "كانَ زيدٌ قائمًا" جازَ أنْ تكونَ "كانَ" ناقصةً فـ"قائمًا" خبرُها وأنْ تكونَ تامَّةً فيكونَ حَالًا مِنْ فاعِلِها وإذا قُلْتَ: "كانَ زيدٌ أَخَاكَ". وجبَ أنْ تكونَ ناقِصَةً؛ لامتناعِ وقوعِ الحالِ مَعْرِفَةً.


  #5  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 03:13 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

استعمالُ أفعالِ هذا البابِ تامَّةً
150- ... ..... ... = وذو تَمامٍ ما برَفْعٍ يَكتفِي
151- وما سِوَاهُ ناقصٌ والنقْصُ في = فَتِئَ ليسَ زالَ دائماً قُفِي
أفعالُ هذا البابِ قِسْمانِ:
الأوَّلُ: ما يكونُ تامًّا وناقِصاً.
والثاني: ما لا يكونُ إلاَّ ناقِصاً.
ومعنى النُّقصانِ: احتياجُ هذه الأفعالِ إلى منصوبٍ؛ إذ لا يَتِمُّ معناها بذِكْرِ مَرْفُوعِها فقطْ، بل تَظَلُّ مُحتاجةً إلى ما يُكْمِلُ معناها، وذلك بالخبرِ، فإذا قلتَ: كان عليٌّ، لم تَدُلَّ إلا على الوجودِ المطلَقِ الذي هو ضِدُّ العدَمِ، وهذا غيرُ مُرادٍ ولا مطلوبٍ، فإذا جاءَ الخبرُ وقلتَ: كان عليٌّ مسافراً تَحَدَّدَ المرادُ وتَعَيَّنَ المطلوبُ.
ومعنى التمامِ: اكتفاؤُها بِمَرْفُوعِها، وعَدَمُ احتياجِها إلى خبرٍ، شأنُها في ذلك شأنُ الأفعالِ الأخرَى التامَّةِ، فإذا قلتَ: (إذا كانَ الشتاءُ فاجْتَهِدْ في الصَّدَقَةِ) وجَدْتَ أنَّ المعنى تامٌّ لا نَقْصَ فيه، ولو وَضَعْتَ بَدَلَ (كانَ) الفِعْلَ (جاءَ) -مَثَلاً- تَمَّ المعنى ولم يَخْتَلِفِ المرادُ.
وكلُّ أفعالِ هذا البابِ تُستعمَلُ تامَّةً وناقِصَةً إلاَّ ثلاثةً، وهي:
1- فَتِئَ. 2- ليسَ.
3- زالَ التي مُضَارِعُها يَزَالُ - كما تَقَدَّمَ - أمَّا (زالَ) التي مُضَارِعُها (يَزُولُ) فهي تامَّةٌ وليسَتْ مِن أفعالِ هذا البابِ، نحوُ: صلاةُ الظهْرِ إذا زَالَتِ الشمْسُ. وقد جاءَ مُضَارِعُها في قولِه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ}.
4- ومِن أمْثلةِ الأفعالِ التامَّةِ في هذا البابِ قولُه تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ}، فـ (فِتنةٌ) فاعلُ (تكونَ) التامَّةِ، وهي بمعنى تَحْصُلُ أو تَقَعُ، وقولُه تعالى: {أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ}؛ أيْ: تَرْجِعُ،، و(الأمورُ) فاعلٌ.
وقولُه تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ}؛ أيْ: ما بَقِيَتْ، و(السماواتُ) فاعلٌ، وقولُه تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}؛ أيْ: حينَ تَدخُلُونَ في المساءِ وحينَ تَدخُلُونَ في الصباحِ.
وقولُه تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً} فقولُه: (لا أبرَحُ)؛ أيْ: لا أَذْهَبُ، فهو مُضَارِعٌ تامٌّ مرفوعٌ، وفاعلُه ضَميرٌ مُسْتَتِرٌ وُجُوباً تقديرُه (أنا).
وتقولُ: أضْحَيْنَا؛ أيْ: دَخَلْنَا في الضُّحَى، وباتَ بالقومِ؛ أيْ: نَزَلَ بهم ليلاً، ولو ظَلَّ الظُّلْمُ هَلَكَ الناسُ، فـ (ظلَّ) بمعنى دامَ، وتقولُ: (فكَكْتُ حَلَقَاتِ السِّلسلةِ فانْفَكَّتْ؛ أي: انْفَصَلَتْ)(*).
وهذا معنى قولِه: (وذو تَمَامٍ...)؛ أي: التامُّ مِن أفعالِ هذا البابِ ما يَسْتَغْنِي بمرفوعِه عن منصوبِه، وما سِوَى المكتفِي بمرفوعِه (ناقِصٌ)؛ لاحتياجِه إلى المنصوبِ.
(والنقْصُ في فَتِئَ) و(ليسَ) و(زالَ) ماضِي (يَزالُ) (دائماً قُفِي)؛ أيْ: تَبِعَها ولازَمَها.


(*) هذا المثال ليس من أخوات كان.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأفعال, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir