النَّوْعُ الثَّالِثُ وَالسِّتُّونَ: مَعْرِفَةُ الطَّبَقَاتِ
وَذَلِكَ أَمْرٌ اصْطِلَاحِيٌّ: فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَرَى الصَّحَابَةَ كُلَّهُمْ طَبَقَةً وَاحِدَةً, ثُمَّ التَّابِعُونَ بَعْدَهُمْ كَذَلِكَ. وَيَسْتَشْهِدُ عَلَى هَذَا بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "خَيْرُ القُرُونِ قَرْنِي, ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ, ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" فَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً.
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُقَسِّمُ الصَّحَابَةَ إِلَى طَبَقَاتٍ, وَكَذَلِكَ التَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدَهُمْ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ كُلَّ قَرْنٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَمِنْ أَجَلِّ الكُتُبِ فِي هَذَا طَبَقَاتُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ كَاتِبِ الوَاقِدِيِّ. وَكَذَلِكَ كِتَابُ التَّارِيخِ لِشَيْخِنَا العَلَّامَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيِّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-. وَلَهُ كِتَابُ طَبَقَاتِ الحُفَّاظِ, مُفِيدٌ أَيْضًا جِدًّا.