دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 شوال 1430هـ/13-10-2009م, 05:59 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي الفصل الثالث : شرح كلمات مهمة في علم التفسير

( الفصل الثالث - في شرح كلمات لابد من معرفتها قبل الخوض في شرح وجوه التفسير )



فى شرح كلمات لا بد من معرفتها قبل الخوض فى شرح وجوه التفسير
اعلم أن الكلمات التى يحتاج إلى معرفتها فى مقدمة هذا النوع من العلم خمسة عشر كلمة. وهى التأويل، والتفسير، والمعنى، والتنزيل، والوحى، والكلام، والقول، والكتاب، والفرقان، والقرآن، والسورة، والآية، والكلمة، والمصحف، والحرف.
أما التفسير فمن طريق اللغة: الإيضاح والتبيين. يقال: فسرت الحديث أى بينته وأوضحته. واختلف فى اشتقاقه.
فقيل: من لفظ التفسره، وهو نظر الطبيب فى البول لكشف العلة والدواء، واستخراج ذلك. فكذلك المفسر ينظر فى الآية لاستخراج حكمها ومعناها.
وقيل: اشتقاقه من قول العرب: فسرت الفرس وفسرته أى أجريته وأعديته إذا كان به حصر، ليستطلق بطنه. وكأن المفسر يجرى فرس فكره فى ميادين المعانى ليستخرج شرح الآية، ويحل عقد إشكالها.


وقيل: هو مأخوذ من مقلوبه. تقول العرب: سفرت المرأة إذا كشفت قناعها عن وجهها، وسفرت إذ كنسته ويقال للسفر سفر لأنه يسفر ويكشف عن أخلاق الرجال. ويقال للسفرة سفرة لأنها تسفر فيظهر ما فيها؛ قال تعالى: {والصبح إذآ أسفر} أى أضاء. فعلى هذا يكون أصل التفسير التسفير على قياس صعق وصقع، وجذب وجبذ، وما أطيبه وأيطبه، ونظائره؛ ونقلوه من الثلاثى إلى باب التفعيل للمبالغة. وكأن المفسر يتتبع سورة سورة، وآية آية، وكلمة كلمة، لاستخراج المعنى. وحقيقته كشف المتغلق من المراد بلفظه، وإطلاق المحتبس عن الفهم به.
وأما التأويل فصرف معنى الآية بوجه تحتمله الآية، ويكون موافقا لما قبله، ملائما لما بعده. واشتقاقه من الأول وهو الرجوع. فيكون التأويل بيان الشىء الذى يرجع إليه معنى الآية ومقصودها.
وقيل التأويل إبداء عاقبة الشىء. واشتقاقه من المآل بمعنى المرجع والعاقبة. فتأويل الآية ما تئول إليه من معنى وعاقبة. وقيل: اشتقاقه من لفظ الأول. وهو صرف الكلام إلى أوله. وهذان القولان متقاربان. ولهذا قيل: أول غرض الحكيم آخر فعله.
وقيل اشتقاقه من الإيالة بمعنى السياسة. تقول العرب: (ألنا وإيل علينا) أى سسنا وسيس علينا، أ ساسنا غيرنا. وعلى هذا يكون معنى التأويل أن يسلط المؤول ذهنه وفكره على تتبع سر الكلام إلى أن يظهر مقصود الكلام، ويتضح مراد المتكلم.


والفرق بين التفسير والتأويل أن التفسير هو البحث عن سبب نزول الآية، والوض فى بيان موضع الكلمة، من حيث اللغة. والتأويل هو التفحص عن أسرار الآيات، والكلمات، وتعيين أحد احتمالات الآية. وهذا إنما يكون فى الآيات المحتملة لوجوه مختلفة، نحو {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} وكقوله: {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد}، وكقوله: {والشفع والوتر}، وكقوله: {وشاهد ومشهود} فإن هذه الآيات ونظائرها تحتمل معانى مختلفة، فإذا تعين عند المؤول أحدها، وترجح، فيقال حينئذ: إنه أول الآية.
وأما المعنى فمن طريق اللغة: المقصد. يقال: عناه يعنيه أى أراده وقصده. فيكون معنى الآية: ما به يظهر حكمة الحكيم فى نزول الآية. ويكون قصد من يروم سر الآية إلى خمسة.
وقيل اشتقاق المعنى من العناية، وهى الاهتمام بالأمر، يقال: فلان معنى بكذا أى مهتم به. فيكون المعنى أن الباحث عن الآية يصرف عنايته واهتامه إلى أن ينكشف له المراد من الآية.
وقيل اشتقاقه من العناء، وهو التعب والمشقة. ولامعنى لا يمكن الوصول إليه إلا بكد الخاطر ومشقة الفكر؛ لما فيه من الدقة والغموض.
وأما التنزيل فتفعيل من النزول، وقد يكون بمعنى التكليم: قال فلان فى تنزيله: فى تكليمه، لأن المتكلم يأتى به نزلة بعد نزلة. والنزلة هى المرة، قال تعالى {ولقد رآه نزلة أخرى} أى مرة أخرى. وقد يكون بمعنى الإنزال {ونزلنا من السمآء مآء مباركا} أى وأنزلنا، {وما ننزله إلا بقدر معلوم} فقرىء بالتشديد والتخفيف.
وقيل للقرآن: تنزيل من رب العالمين لأنه تكليم من الله الجليل، وإنزال على لسان جبريل.


وأما الوحى فلغة: الرسالة والإلهام، والإشارة بالحواجب، والكتابة بالقلم. وحى يحى وحيا، فهو واح. وجمع الوحى وحى كحلى وحلى. ويقال: إن الوحى مختص برسالة مقترنة بخفة وسرعة. فسمى التنزيل وحيا لسرعة جبريل فى أدائه، وخفة قبوله على الرسول. وإن جعلته من معنى الإشارة فكأن الرسول اطلع على المراد بإشارة جبريل. وإن جعلته من معنى الكتابة فكأن جبريل أثبت آيات القرآن فى قلب النبى، كما يثبت المكتوب فى اللوح بالكتابة. قال تعالى {نزل به الروح الأمين على قلبك}.
وأما الكلام فإنه اسم لما يصح به التكلم، وضده الخرس. والكلام والتكليم مصدران على قياس السلام والتسليم. وقد يطلق الكلام على التكلم والتكليم. وقيل للقرآن: كلام فى نحو قوله تعالى {حتى يسمع كلام الله} وقوله {يريدون أن يبدلوا كلام الله} لأنه تكليم وتكلم. وأيضا هو ما يصح به التكلم. وقيل: الكلام ما اشتمل على أمر ونهى وإخبار واستخبار. وقيل: هو معنى قائم بالنفس، والعبارات تدل عليه، والإشارات تجر إليه. وقيل: هو ما ينافى السكوت والبهيمية.
وأما الكلمة فمشتقة من الكلم بمعنى الجرح. وجمعها كلم وكلم وكلمات. يقال: كلمت الصيد أى جرحته. فالكلام (والكلمة على قول: ما يؤثر فى قلب المستمع بواسطة سماع الآذان كتأثير الكلم) فى الصيد. وقد يكون الكلم بمعنى القطع فيكون الكلمة اسما لجمع من الحروف متصل بعضها ببعض منقطع عن غيرها من الكلمات. وسيأتى شرح الكلام والكلمة فى باب الكاف بأتم من هذا إن شاء الله تعالى.

وأما القول ففى أصل اللغة: النطق. وحقيقته من حيث المعنى: كلام مهذب مرتب على مسموع مفهوم، مؤدى بمعنى صحيح. وعلى هذا يصح إطلاق القول على القرآن، فإنه يتضمن التهذيب والترتيب، لفظه مسموع، ومعناه مفهوم.
وأما الكتاب فيكون اسما - وجممه كتب -، ويكون مصدرا بمعنى الكتابة، فسمى به القرآن، لأنه يكتب، كما سمى الإمام إماما لأنه يؤتم به. ويقال: إن مادة كتب موضوعة
بمعنى الجمع: كتبت البلغة إذا جمعت بين شفريها بحلقة. ويقال للعسكر: الكتيبة لاجتماع الأبطال. فسمى القرآن كتابا لأنه مجتمع الحروف والكلمات والسور والآيات. فسيأتى شرحه فى باب الكاف.
وأما الفرقان فاسم على زنة فعلان مشتق من الفرق، وهو الفصل. والفرق بالضم لغة فيه، قال الراجز: * ومشركى كافر بالفرق * والفرق بالكسر: قطيع من الغنم يتفرق من سائرها، وسمى القرآن فرقانا لأنه نزل من السماء نجوما متفرقة، ولأنه يفرق بين الحق والباطل. وقد يكون الفرقان بمعنى النصرة، قال تعالى: {يوم الفرقان يوم التقى الجمعان} أى يوم النصرة. فقيل للقرآن: فرقان لما فيه من نصرة الدين وأهله. وقد يكون الفرقان بمعنى الخروج من الشك والشبهة، قال تعالى: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا} فالقرآن فرقان بمعنى أنه تقوية وهداية، يحصل به الخروج من ظلمات الضلالات، والشكوك، والشبهات.
وأما القرآن فاسم لما يقرأ؛ كالقربان: اسم لما يتقرب به إلى الله. ويقال أيضا: إنه مصدر قرأ يقرأ (قرأ وقراءة) وقرآنا. وفى الشرع اسم للكتاب المفتتح بفاتحة الكتاب، المختتم بـ {قل أعوذ برب الناس} وفيه لغتان: الهمز وتركه.

المهموز من القرء - بالفتح والضم - بمعنى الحيض، والطهر. سمى به لاجتماع الدم فيه. والقرآن سمى به لاجتماع الحروف، والكلمات، ولأنه مجتمع الأحكام، والحقائق، والمعانى، والحكم. وقيل اشتقاقه من القرى بمعنى الضيافة؛ لأن القرآن مأدبة الله للمؤمنين، وقيل القران - بغير همز - مشتق من القرن بمعنى القرين لأنه لفظ فصيح قرين بالمعنى البديع. وقيل: القرآن اسم مرتجل موضوع، موضوع، غير مشتق عن أصل؛ وإنما هو علم لهذا الكتاب المجيد؛ على قياس الجلالة فى الأسماء الحسنى.
وأما سورة - بالهمز وبتركه - فبغير الهمز من سورة الأسد، وسورة الشراب، بمعنى القوة؛ لأن قوة السورة أكثير من قوة الآية؛ أو من السور بمعنى الجماعة: يقال. لفلان سور من الإبل أى جماعة؛ لأن السورة مشتملة على جماعة الآيات، أو من السور المحيط بالأبنية؛ لأن السورة محيطة بالآيات، والكلمات، والحروف، مشتملة على المعانى: من الأمر والنهى، والأحكام. واذا قلت بالهمز فيكون من سؤر الكأس - وهو ما يبقى فيه من الشراب - لأن كل سورة من القرآن بقية منه. ويقال: إن السور (بلا همز) بمعنى الرفعة والمنزلة، وسور القرآن هكذا: متفاوتة: بعضها فوق بعض من جهة الطول، والقصر، وفى الفضل، والشرف، والرتبة، قال النابغة:
*ألم تر أن الله أعطاك سورة*
أى شرفا ورفعة.
وأما آية ففى أصل اللغة: بمعنى العجب، وبمعنى العلامة، وبمعنى الجماعة. سميت آية القرآن آية لأنها علامة دالة على ما تضمنته من الأحكام، وعلامة دالة على انقطاعه عما بعده وعما قبله، أو لأن فيها عجائب من القصص، والأمثال، والتفصيل، والإجمال، والتميز عن كلام المخلوقين، ولأن كل آية جماعة من الحروف، وكلام متصل المعنى إلى أن ينقطع، وينفرد بإفادة المعنى. والعرب تقول: خرج القوم بآياتهم أى

بجماعتهم. وقال شاعرهم:
*خرجنا من النقبين لا حى مثلنا * بآيتنا نزجى اللقاح المطافلا*
وقال فى معنى العلامة:
*إذا طلعت شمس النهار فسلمى * فآية تسليمى عليك طلوعها*
وأصلها أيية على وزان فعلة عند سيبويه، وآيية على مثال فاعلة عند الكسائى، وأييه على فعلة عند بعض، وأية عند الفراء، وأأية بهزتين عند بعض.
وأما الحرف فقد جاء لمعان: منها طرف الشيىء، وحد السيف، وذروة الجبل، وواحد حروف الهجاء، والناقة السمينة القوية، والناقة الضعيفة، وقسيم الاسم والفعل. فقيل للحرف: حرف لوقوعه فى طرف الكلمة، أو لضعفه فى نفسه، أو لحصول قوة الكلمة به، أو لانحرافه؛ فإن كل حرف من حروف المعجم مختص بنوع انحراف يتميز به عن سائر الحروف.
وأما المصحف فمثلثه الميم. فبالضم: اسم مفعول من أصحفه إذا جمعه، وبالفتح: موضع الصحف أى مجمع الصحائف، وبالكسر: آلة تجمع الصحف.
والصحائف جمع صحيفة، كسفينة وسفائن. والصحف (جمع صحيف) كسفين وسفن.
وقيل للقرآن مصحف لأنه جمع من الصحائف المتفرقة فى أيدى الصحابة، وقيل: لأنه جمع وحوى - بطريق الإجمال - جميع ما كان فى كتب الأنبياء، وصحفهم، (لا) بطريق التفصيل.
هذا بيان الكلمات التى لا بد من معرفتها قبل الخوص فى التفسير. والله ولى التيسير.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالث, الفصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كلمات في طــلب العلم للشيخ صالح ال الشيخ أبو صهيب المنتدى العام 0 9 رجب 1430هـ/1-07-2009م 10:01 PM


الساعة الآن 01:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir