دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 04:06 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 40: قصيدة سويد بن أبي كاهل اليشكري: بسطَتْ رابِعَةُ الحبلَ لَنا = فَوصَلنَا الحبلَ منها ما اتَّسَعْ




قال سويد بن أبي كاهل اليشكري:

بَسَطَتْ رَابِعَةُ الحَبْلَ لَنا = فَوَصَلْنَا الحَبلَ منها ما اتَّسَعْ
حُرَّةٌ تَجْلُو شَتِيتاً وَاضِحاً = كشُعَاعِ الشمسِ في الغَيْم سَطَعْ
صَقلَتْهُ بِقَضِيبٍ ناضِرٍ = مِنْ أَراكٍ طَيِّبٍ حتى نَصَعْ
أَبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيذاً طَعْمُهُ = طَيِّبَ الرِّيقِ إِذا الريقُ خَدَعْ
تَمْنَحُ المِرآةَ وَجْهاً وَاضِحاً = مثلَ قَرْنِ الشمسِ في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ
صَافِيَ اللَّوْنِ، وطَرْفاً ساجِياً = أَكْحَلَ العَيْنَيْنِ ما فيه قَمَعْ
وقُرُوناً سَابِغاً أَطْرَافُها = غَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ
هَيَّجَ الشَّوْقَ خَيَالٌ زَائرٌ = مِن حَبيبٍ خَفِرٍ فيهِ قَدَعْ
شَاحِطٍ جَازَ إِلى أَرْحُلِنَا = عُصَبَ الغَابِ طُرُوقاً لم يُرَعْ
آنِس كان إِذَا ما اعْتادَنِي = حالَ دُونَ النَّوْمِ مِنِّي فامْتَنَعْ
وكذَاكَ الحُبُّ ما أَشْجَعَهُ = يَرْكَبُ الهَوْلَ وَيَعْصِي مَنْ وَزَعْ
فأَبيتُ الليلَ ما أَرْقُدُهُ = وبِعَيْنَيَّ إِذَا نَجمٌ طَلَعْ
وإِذَا ما قلتُ لَيْلٌ قد مَضَى = عَطَفَ الأَوَّلُ مِنهُ فَرَجَعْ
يَسْحبُ الليلُ نُجُوماً ظُلَّعاً = فَتَوَالِيهَا بَطيئاتُ التَّبَعْ
ويُزَجِّيها عَلَى إِبْطائِها = مُغْرَبُ اللَّوْنِ إِذَا اللَّوْنُ انْقشَعْ
فَدَعانِي حُبُّ سَلْمَى بَعْدَ ما = ذَهَبَ الجِدَّةُ مِنِّي والرَّيَعْ
خَبَّلَتْني ثُمَّ لمَّا تُشْفِنِي = فَفُؤَادِي كلَّ أَوْبٍ ما اجتَمَعْ
ودَعَتْنِي بِرُقاهَا، إِنَّها = تُنزِلُ الأَعْصَمَ مِن رَأْسِ اليَفَعْ
تُسْمِعُ الحُدَّاثَ قولاً حَسَناً = لو أَرَادُوا غَيرَهُ لم يُسْتَمَعْ
كَمْ قَطَعْنا دُونَ سَلْمَى مَهْمَهاً = نازِحَ الغَوْرِ إِذَا الآلُ لَمَعْ
في حَرُور يَنْضَجُ اللَّحْمُ بها = يأَخُذُ السَّائِرِ فيها كالصَّقَعْ
وتَخَطَّيْتُ إِليها مِن عُدىً = بِزَماعِ الأَمْرِ والهَمِّ الكَنِعْ
وفَلاَةٍ وَاضِحٍ أَقْرَابُهَا = بَالِياتٌ مثلُ مُرْفَتِّ القَزَعْ
يَسْبَحُ الآلُ عَلَى أعْلاَمِها = وعَلَي البِيدِ إِذَا اليومُ مَتَعْ
فَرَكِبْناها عَلَى مَجْهُولِها = بِصِلاَبِ الأَرْضِ فيهِنَّ شَجَعْ
كالمَغَالِي عارِفاتٍ لِلسُّرَى = مُسْنَفاتٍ لَمْ تُوَشَّمْ بِالنِّسَغْ
فَتَرَاها عُصُفاً مُنْعَلَةً = بِنِعَالِ القَيْنِ يَكْفِيها الوَقَعْ
يَدَّرِعْنَ الليلَ يَهْوِينَ بِنَا = كَهَوِيِّ الكُدْرِ صَبَّحْنَ الشَّرَعْ
فَتَنَاوَلْنَ غِشاشاً مَنْهَلاً = ثمَّ وَجَّهْنَ لأَِرْضٍ تُنْتَجَعْ
مِنْ بَنِي بَكْرٍ بِها مَمْلَكَةٌ = مَنْظَرٌ فيهمْ وفيهمْ مُسْتَمَعْ
بُسُطُ الأَيْدِي إِذَا ما سُئِلُوا = نُفُعُ النَّائِلِ إِنْ شيءٌ نَفَعْ
مِنْ أُناسٍ لَيْسَ مِنْ أَخلاقِهِمْ = عاجِلُ الفُحْشِ ولا سُوءُ الجَزَعْ
عُرُفٌ لِلْحَقِّ ما نَعْيا بهِ = عندَ مُرِّ الأَمرِ، ما فِينَا خَرَعْ
وإِذَا هَبَّتْ شَمالاً أَطْعَمُوا = في قُدُورٍ مُشْبَعَاتٍ لم تُجَعْ
وجِفانٍ كالجَوَابِي مُلِئَتْ = مِن سَمِيناتِ الذُّرَى فيها تَرَعْ
لا يَخافُ الغَدْرَ مَن جاوَرَهم = أَبداً منهُمْ ولا يَخْشَى الطَّبَعْ
ومَسَاميحُ بما ضُنَّ بهِ = حاسِرُو الأَنْفُسِ عن سُوءِ الطَّمَعْ
حَسَنُو الأَوْجُهِ بِيضٌ سادَةٌ = ومَرَاجِيحُ إِذَا جَدَّ الفَزَعْ
وُزُنُ الأَحلاَمِ إِنْ هم وَازَنُوا = صادِقُو البأْسِ إِذَا البأْسُ نَصَعْ
ولُيُوثٌُ تُتَّقَى عُرَّتُهَا = ساكِنُو الرِّيحِ إِذَا طارَ القَزَعْ
فَبهمْ يُنْكَى عَدُوٌّ وبِهِمْ = يُرْأَبُ الشَّعْبُ إِذَا الشَّعْبُ انْصَدَعْ
عَادةً كانتْ لهم مَعْلُوََمًة = فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ لَيْسَتْ بالبِدَعْ
وإِذا ما حُمِّلُوا لم يَظْلَعُوا = وإِذَا حَمَّلْتَ ذَا الشِّفِّ ظَلَعْ
صالِحُو أَكْفائِهِمْ خُلاَّنُهُمْ = وسَرَاةُ الأَصْلِ، والناسُ شِيَعْ
أَرَّقَ العَيْنَ خَيَالٌ لَمْ يَدِعْ = من سُلَيْمَى، ففؤادِي مُنْتَزَعْ
حلَّ أَهْلِي حيثُ لا أَطْلُبُها = جانبَ الحِصْنِ، وحَلَّتْ بالفَرَعْ
لا أُلاَقِيها وقَلْبي عِندها = غيْرَ إِلمَامٍ إِذَا الطَّرْفُ هَجَعْ
كالتُّوأَمِيَّةِ إِنْ باشَرْتَها = قَرَّتِ العَيْنُ وطابَ المُضْطَجَعْ
بَكَرَتْ مُزْمِعةً نِيَّتُها = وحَدَا الْحَادِي بِها ثُمَّ انْدَفَعْ
وكَرِيمٌ عندَها مُكْتبَلٌ = غَلِقٌ إِثْرَ القَطِين المُتَّبَعْ
فكأَنِّي إِذْ جَرَى الالُ ضُحيٍ = فَوقَ ذَيَّالٍ بِخَدَّيْهِ سُفَعْ
كُفَّ خَدَّاهُ علي دِيباجَةِ = وعلَى المَتْنينِ لَوْنٌ قد سَطَعْ
يَبْسُطُ المَشْيَ إِذَا هَيَّجْتَهُ = مِثلَ ما يَبْسُطُ في الخَطْوِ الذَّرعْ
رَاعَهُ مِن طَِّييءٍ ذُو أَسْهُمٍ = وضِرَاءٌ كُنَّ يُبْلِينَ الشِّرَعْ
فَرَآهُنَّ ولمَّا يَسْتَبِنْ = وكِلاَبُ الصَّيْدِ فيهنَّ جَشَعْ
ثُمَّ وَلَّى وجَنَابَانِ لَهُ = من غُبَارٍ أَكْدَرِيٍّ واتَّدَعْ
فَتَرَاهُنَّ علَى مُهْلَتِهِ = يخْتَلِينَ الأَرضَ والشَّاةُ يلَعْ
دَانيَاتٍ ما تَلَبَّسْنَ به = وَاثِقَاتٍ بِدِماءٍ إِنْ رَجَعْ
يُرْهِبُ الشَّدَّ إِذَا أَرْهَقْنَهُ = وإِذَا برَّزَ مِنهنَّ رَبَعْ
ساكِنُ القَفْرِ أَخُو دَوِّيَّةٍ = فإِذَا ما آنَسَ الصَّوْتَ امَّصَعْ
كَتَبَ الرَّحمنُ، والحَمْدُ لهُ، = سَعَةَ الأَخْلاَقِ فِينَا والضَّلَعْ
وإِباءَ لِلدَّنِيَّاتِ إِذَا = أُعْطِيَ المَكْثُورُ ضَيْماً فكَنَعْ
وبِناءً لِلْمَعالِي، إِنَّما = يَرْفَعُ اللهُ ومَنْ شاءَ وَضَعْ
نِعَمٌ لِلهِ فِينَا رَبَّهَا = وصَنِيعُ اللهِ، واللهُ صَنَعْ
كَيْفَ باسْتِقْرِارِ حُرٍّ شاحِطٍ = بِبِلاَدٍ ليسَ فيها مُتَّسعْ
لا يُرِيدُ الدَّهرَ عنها حِوَلاً = جُرَعُ المَوْتِ، ولِلْمَوتِ جُرَعْ
رُبَّ مَن أَنْضَجْتُ غَيظاً قَلبَهُ = قد تَمَنَّى لِيَ مَوْتاً لم يُطَعْ
ويَرَانِي كالشَّجَا في حَلْقِهِ = عَسِراً مَخْرَجُهُ مَا يُنْتَزَعْ
مُزْبَدٌ يَخْطِرُ ما لم يَرَنِي = فإِذَا أَسْمَعْتُهُ صَوْتِي انْقَمَعْ
قد كَفانِي اللهُ ما في نفسهِ = ومتَى ما يَكْفِ شَيْئاً لا يُضَعْ
بئْسَ ما يَجْمَعُ أَنْ يَغْتَابَنِي = مَطْعَمٌ وَخْمٌ ودَاءٌ يُدَّرَعْ
لم يَضِرْنِي غَيْرَ أَنْ يَحْسُدَنِي = فهْو يَزْقُو مثلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ
ويُحَيِّينِي إِذَا لاَقَيْتُهُ = وإِذَا يَخْلُو لهُ لَحْمِي رَتَعْ
مُسْتَسِرُّ الشَّنْءِ لو يَفْقِدُنِي = لبَدَا منهُ ذُبابٌ فَنَبَعْ
ساءَ ما ظَنُّوا وقد أَبْلَيْتُهُمْ = عند غايات المَدَى كَيْفَ أَقَعْ
صاحِبُ المِئْرَةِ لا يَسْأَمُها = يُوقِدُ النَّارِ إِذَا الشَّرُّ سَطَعْ
أَصْقَعُ النَّاسِ بِرَجْمٍ صائِبٍ = ليسَ بالطَّيْشِ ولا بالمُرْتَجَعْ
فارِغُ السَّوْطِ فما يَجْهَدُنِي = ثَلِبٌ عَوْدٌ ولاَ شَخْتٌ ضَرَعْ
كيفَ يَرْجُونَ سِقَاطِي بَعْدَ ما = لاَحَ في الرَّأسِ بَيَاضٌ وصَلَعْ
وَرِثَ البِغْضَةَ عَنْ آبائِهِ = حافِظُ العقْل لِمَا كان أَسْتَمَعْ
فَسَعَى مَسْعَاتُهُمْ فِي قَوْمِهِ = ثمَّ لم يَظْفَرْ ولاَ عَجْزاً وَدَعْ
زَرَعَ الدَّاءَ ولم يُدْرِكْ بهِ = تِرَةً فَاتتْ ولاَ وَهْياً رَقَعْ
مُقْعِياً يَرْدِي صَفَاةً لم تُرَمْ = في ذُرَى أَعْيَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ
مَعْقِلٌ يَأْمَنُ مَنْ كانَ بهِ = غَلَبَتْ مَنْ قَبْلَهُ أَن تُقْتَلَعْ
غَلَبَتْ عاداً ومَنْ بَعْدَهُمُ = فأَبَتْ بَعْدُ فَليْسَتْ تُتَّضَعْ
لا يَرَاها النَّاسُ إِلاَّ فَوْقَهُمْ = فَهْيَ تأتي كيْفَ شاءَتْ وتَدَعْ
وهوَ يَرْمِيها ولَنْ يَبْلُغَهَا = رِعَةَ الجاهلِ يَرْضَى ما صَنَعْ
كَمِهَتْ عَيْناهُ حتَّى ابْيَضَّتَا = فهُوَ يَلْحَي نفسَهُ لمَّا نَزَعْ
إِذْ رَأَى أَنْ لم يَضِرْها جَهْدُهُ = ورَأَى خَلْقاءَ ما فيها طَمَعْ
تَعْضِبُ القَرْنَ إِذَا نَاطَحهَا = وإِذَا صابَ بها المِرْدَى انْجَزَعْ
وإِذَا ما رَامَها أَعْيَا بِهِ = قِلَّةُ العُدَّةٍ قِدْماً والجَدَعْ
وعدوٍّ جاهِدٍ نَاضَلْتُهُ = في تَرَاخِي الدَّهْر عنكم والجُمَعْ
فَتَسَاقَيْنَا بِمُرٍّ ناقِعٍ = في مَقامٍ ليس يَثْنِيهِ الوَرَعْ
وارْتَميْنا والأَعادِى شُهَّدٌ = بِنِبَالٍ ذَاتِ سُمٍّ قد نَقَعْ
بِنِبالٍ كُلُّها مَذْرُوبَةٌ = لم يُطِقْ صَنْعَتَها إِلاَّ صَنَعْ
خَرَجَتْ عن بِغْضَةٍ بَيِّنَةٍ = في شَبابِ الدَّهْرِ والدَّهْرُ جَذَعْ
وتَحَارَضْنَا وقالُوا: إِنَّما = يَنْصُرُ الأَقْوامُ مَنْ كان ضَرَعْ
ثمَّ وَلَّى وهْو لا يَحْمِي اسْتَهُ = طائِرُ الإِتْرَافِ عنْهُ قد وَقَعُ
ساجِدَ المَنْخِرِ لا يَرْفَعُهُ = خاشِعَ الطَّرْفِ أَصَمَّ المُسْتَمَعْ
فَرَّ مِنِّي هارباً شَيْطانُهُ = حيثُ لا يُعْطِي ولا شيئاً مَنَعْ
َفرَّ مِنِّي حِينَ لا يَنْفَعُهُ = مُوقَرَ الظَّهْرِ ذَلِيلَ المُتَّضَعْ
ورَأَى مِنِّي مَقَاماً صادِقاً = ثابِتَ المَوْطِنِ كَتَّامَ الوَجَعْ
ولِساناً صَيْرَفِيًّا صارِماً = كحُسَامِ السَّيْف ما مَسَّ قَطَعْ
وأَتانِي صَاحِبٌ ذُو غَيِّثٍ = زَفَيَانٌ عِنْدَ إِنْفاذِ القُرَعْ
قالَ: لَبَّيكَ، وما اسْتَصْرخْتُهُ = حاقِراً لِلنَّاسِ قَوَّالَ القَذَعْ
ذُو عُبَابٍ زَبِدٍ آذِيُّهُ = خَمِطُ التَّيَّارِ يَرْمي بِالقَلَعْ
زَغْرَبِيٌّ مُسْتَعِزٌّ بَحْرُهُ = ليس لِلماهِرِ فيهِ مُطَّلَعْ
هَلْ سُوَيْدٌ غيرُ لَيْثٍ خَادِرٍ = ثَئِدَتْ أَرْضٌ عليهِ فَانْتَجَعْ


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
40, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir