مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة جمع القرآن

[هيئة التصحيح 11]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الغامدي

س1: اشرح معنى تكفّل الله بجمع القرآن وحفظه.

أن الله تعالى قال في القرآن( أنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
والمراد بالذكر من غير خلاف بين العلماء هو القرآن الكريم،
أما مرجع الضمير في قوله: ( له) فيه قولان:
القرآن: قال به مجاهد وثابت بن قيس وعبدالرحمن بن أسلم وقتادة وغيرهم.
أو محمد صلى الله عليه وسلم، مقاتل والفراء وابن جرير.
وضعف هذا القول لسببين: أن سورة الحجر مكية والمائدة مدنية.
و أن الأصل أن يرجع الضمير لأقرب مذكور ولاصارف له هنا.
والراجح الأول.
وهناك عدة أقوال في المراد بحفظ القرآن:
١- في اللوح المحفوظ.
٢- حفظ من زيادة الشياطين فيه
٣- حفظ من الزيادة والنقصان والتلاشي. ومن حفظه جمع العلماء له ، وتدوينه وروايته. قال تعالى: إن علينا جمعه وقرآنه
أي جمعه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم فلاينسى منه شيء
ثم استرجاعه وقت القراءة إلا ماشاء الله أن ينسخه منه.

س2: تحدث بإيجاز عن مراحل التأليف في جمع القرآن .
اعتنى العلماء بجمع القرآن على مراحل:
١- كتب أهل الحديث عن جمع القرآن في كتبهم مثل الصحاح والمسانيد.
٢- بين شرائح [شُراح] الحديث معاني الأحاديث الواردةفي جمع القرآن وجمع رواياتها وتخريجها. مثل: ابن عبدالبر والخطابي والطحاوي وغيرهم.
٣- بين بعض المفسرين مسائل جمع القرآن في مقدمات التفسير ، مثل: القرطبي والخازن وابن جزي وغيرهم.
٤- اعتنى علماء رسم المصحف وتدوينه بجمع القرآن مثل: أبو عبيد في (فضائل القرآن) وأبودادو السجستاني في كتابه ( المصاحف).
وأبو عمرو الداني في ( المقنع).
٥- كتاب عمر بن شبة في (تاريخ المدينة)
٦- القراءات لأبي عبيد القاسم بن سلام.والمصاحف لابن أبي أشتة.
٧- كتاب (جمال القراء) لعام الدين السخاوي تكلم فيه عن تأليف القرآن وجمعه وتدوينه. والمرشد الوجيز للمقدسي ؛ والبرهان في ي علوم القرآن للزركشي. والسيوطي في ( الاتقان في علوم القرآن).
ثم ظهر التأليف المفرد والمنفصل في القرن الرابع عشرمثل: تاريخ القرآن لعبد الحميد الفراهي، وتاريخ القرآن لمحمد الكردي ، ومناهل القرآن للزرقاني ، ويوجد مؤلفات حديثة مثل : محاضرات غانم القدوري في علوم القرآن، ودراسات في علوم القرآن لفهد الرومي،

والمقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع، والمحرر في علوم القرآن لمساعد الطيار. وغيرها من الكتب القيمة .
س3: ما المراد بتأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
أي جمع آيات السور ووضعها في مواضعها الصحيحة عن عثمان بن عفان أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا أنزل عليه الشىء دعا بعض من يكتب له فيقول: (( ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا )) ، وإذا أنزلت عليه الآيات قال: (( ضعوا هذه الآيات فى السورة التي يذكر فيها كذا وكذا )) ، وإذا أنزلت عليه الآية قال: (( ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)) ).
وكان يكتب في الرفاع واللخاف والعسب والكرانيف، وكان صلى الله عليه وسلم يرشد كتاب الوحي إلى كل آية فيكتبونها ، وكان المصحف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مؤلفا في صدور الرجال كماهو اليوم في المصحف ولكنه لم يجمع بين دفتين.
ولم يجمع القرآن [في مصحف واحد] إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لمظنة الاختلاف .

س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم؟

كان عدد كتاب النبي صلى الله عليه وسلم للوحي ١١كاتب ، منهم : [لم يُقصد في الدرس الحصر في أحد عشر كاتبا وإنما قال الشيخ: (التعريف ببعض كتاب الوحي، وسبق بيان كثرة عدد كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وإن كلم يختصوا بالوحي]
١- خالد بن سعيد بن العاص:
إسلامه: أسلم بعد أبي بكر وكان من السابقين الأولين،
حياته: شاب حديث عهد بزواج، أوذي في الله وصبر فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة ، فهاجر مع جعفربن أبي طالب وقدم معه عام خيبر، لزم النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد، أول من كتب الوحي بمكة.
صفاته : كان فصيحا جميلا شجاعا أمينا حصيفا،
ولايته: ولي عقد نكاح أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان،
استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات اليمن؛ ووهبه صمصامة الزبيدي ، صاحب أول لواء لحرب المرتدين، قاتل الروم في الشام تحت إمرة خالد بن الوليد، استشهد في غزوة مرج الصفر
عام ١٣ه.
ماقيل فيه: قالت ابنته أم خالد وهي صحابية رضي الله عنها: (كان أبي خامساً في الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة، وأقام بها بضع عشرة سنة، وولدت أنا بها). وقالت: (أبي أوَّل من كتب بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
٢- عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي ، ذو النورين مناقبه:وثالث الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة،
بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة كان كثيرالتلاوة، يحسن الكتابة.
وفاته: ضرب بالسيف وهو ناشر مصحفه بين يديه فاتقى الضربة فقطعت يده، فقال: والله إنها أول يدٍ كتبتِ المفصَّل، فكان أوَّل قطرة دم منها سقطت على هذه الآية {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}. استشهد يوم الجمعة ١٨ ذي الحجة ٣٥ ه.
ماقيل فيه: أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جعل الخلافة من بعده شورى بين الستة قال: (ما أظن الناس يعدلون بعثمان وعلي أحداً، إنهما كانا يكتبان الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ينزل به جبريل عليه)ا.هـ.
٣- علي بن أبي طالب: رابع الخلفاء الراشدين ومن العشرة المبشرين بالجنة، من قراء الصحابة وفقهائهم وأعلمهم بالتفسيرونزول القرآن.
كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي وغيره،وكتب صلح الحديبية .
ماقيل فيه: قال أبو الطفيل عامر بن واثلة: شهدت عليا وهو يخطب ويقول: (سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل). رواه عبد الرزاق في تفسيره.

س5: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يعارضون النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن؟
نعم كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعرضون عليه القرآن فيجيزهم ويقومهم بالاقراء والتعليم فيحفظون عنه.
عن عبدالله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: سمعت أبي بن كعب، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرتُ أن أعرض عليك القرآن»، قلت: سماني لك، قال: «نعم»، فقال أبيّ: {بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}).
وروى البخاري ومسلم من طريق همام عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لأبي: «إنَّ الله أمرني أن أقرأ عليك»، قال: آلله سماني لك؟ قال: «الله سماك لي»، قال: فجعل أبيّ يبكي.
- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (وإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعارَض بالقرآن في كلّ رمضان، وإني عَرضْتُ في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن).

التقويم: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.