دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > إدارة الدورات العلمية العامة > منتدى الدورات العلمية العامة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #14  
قديم 14 جمادى الآخرة 1439هـ/1-03-2018م, 09:55 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي

فصل
قال ابن قيّم الجوزية: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الزُّرعِيُّ الدمشقي (ت:751هـ) : (فصل
ثمّ ذكر الشيخ -رضي الله عنه وأرضاه- أخبار الرّكب وأشياء، إلى أن قال: هذا، وأول الأمر وآخره: إنما هو معاملة الله وحده، والانقطاع إليه بكلّيّه القلب، ودوام الافتقار إليه، فلو وفّى العبد هذا المقام حقّه لرأى العجب العجيب من فضل ربّه وبرّه ولطفه ودفاعه عنه، والإقبال بقلوب عباده إليه، وإسكان الرّحمة والمحبة له في قلوبهم، ولكن نقول: ربّنا غلب علينا لؤمنا، وجهلنا وظلمنا وإساءتنا من أدلّ شيءٍ منه، فها نحن مقرّون بالتفريط والتقصير، ومن ادّعى منّا عندك وجاهةً فليس إلّا ذليلٌ حقيرٌ، فإن تكلنا إلى أنفسنا تكلنا إلى ضيعةٍ وعجز وذنب وخطيئة؛ فوا حسرتاه ووا أسفاه على رضاك! ولو غضب كل أحدٍ سواك، وعلى إيثار طاعتك ومحبتك على ما سواهما، وعلى صدق المعاملة معك.
فليتك تحلو والحياة مريرةٌ ... وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ ... وبيني وبين العالمين خراب
إذا صحّ منك الودّ فالكلّ هيّنٌ ... وكلّ الذي فوق التراب تراب

وقد كان يغني من كثير من هذا التطويل ثلاث كلماتٍ كان يكتب بها بعض السلف إلى بعض، فلو نقشها العبد في لوح قلبه يقرؤها على عدد الأنفاس لكان ذلك بعض ما يستحقه، وهي: "من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله مؤونة دنياه".
وهذه الكلمات برهانها وجودها، ولمّيّتها إنّيّتها، والتوفيق بيد الله، ولا إله غيره ولا ربّ سواه.

ثمّ قال -رضي الله عنه وأرضاه-: وليعذر الأصحاب في هذه الكلمات؛ فإنها والله نفثة مصدورٍ، وتنفّس محرورٍ.
أقلّب طرفي لا أرى من أحبّه ... وفي الحيّ ممن لا أحبّ كثير

فهو نفس من قد أكل بعضه بعضًا، فهو المبتدأ والخبر، ومنه الغناء ومنه الطرب.
ما في الخيام أخو وجدٍ يطارحه ... حديث ليلى ولا صبٌّ يجاريه

فأحبّ محبّكم مطارحة من بعدت عنده دياره، وشطّ عنه مزاره؛ فهو كما قيل:
يا ثاويًا بين الجوانح والحشا ... [منّي] وإن بعدت عليّ دياره
عطفًا على قلبٍ يحبّك هائمٍ ... إن لم تصله تقطّعت أعشاره
وارحم كئيبًا فيك يقضي نحبه ... أسفًا عليك وما انقضت أوطاره
لا يستفيق من الغرام وكلّما ... نحّوك عنه تهتّكت أستاره

وكلّ ذي شجوٍ يصرف هذا وأمثاله إلى شجوه، وهذا مما يستروح إليه المكروب بعض الاسترواح، وهيهات هيهات إن القلب لن يقرّ له قرارٌ حتى يوضع في موضعه، ويستقرّ في مستقرّه الذي لا مقرّ له سواه، كما قيل:
إذا ما وضعت القلب في غير موضعٍ ... بغير إناءٍ فهو قلبٌ مضيّع

وتحت هذا البيت معنًى شريفٌ جدًّا؛ قد شرحته في كراسةٍ مفردةٍ، والله أعلم.

هذا آخر ما ذكره الشيخ رضي الله عنه وأرضاه في هذا الباب.
والحمد لله وحده، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تمّت). [الرسالة التبوكية 91: 93]


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التبوكية, الرسالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir