دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 جمادى الآخرة 1432هـ/20-05-2011م, 05:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي 126: قصيدة أبو ذؤيب: أمن المنونِ وريبِها تتوجع = والدهر ليس بِمعتِب من يجزع

قال أبو ذؤيب:


أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبِها تَتَوَجَّعُ = والدَّهْرُ ليسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ
قالتْ أُمَيْمَةُ: ما لِجِسْمِكَ شاحِباً = مُنْذُ ابْتُذِلْتَ ومثلُ مالِكَ يَنْفَعُ
أَمْ ما لِجَنْبِكَ لا يُلائِمُ مضْجَعاً = إِلاَّ أَقَضَّ عَليكَ ذَاكَ المضْجَعُ
فأَجَبْتُها: أَمَّا لجِسْمي أَنَّهُ = أَوْدَى بَنِيَّ منَ البلادِ فَوَدَّعُوا
أَوْدَى بَنِيَّ وأَعْقَبونِي غُصَّةً = بَعْدَ الرُّقَادِ وعَبْرَةً لا تُقْلِعُ
سَبَقوا هَوَيَّ وأَعْنقُوا لِهَواهُمُ = فَتُخُرِّموا، ولُكلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ
فَغَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بِعَيش ٍناصِبٍ = وأَخالُ أَنِّي لاَحِقٌ مُسْتَتْبَعُ
ولقد حَرَصْتُ بأَنْ أُدافِعُ عنهمُ = فإِذا المَنيَّةُ أَقْبَلَتْ لا تُدْفَعُ
وإِذَا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظفارَها = أَلْفَيْتَ كلَّ تَمِيمةٍ لا تَنْفَعُ
فالعَيْنُ بعدَهُمُ كأَنَّ حِدَاقَها = سُلِمَتْ بِشَوْكٍ فَهْيَ عُورٌ تَدْمَعُ
حتى كأَنِّي للحَوادِثِ مَرْوَةٌ = بِصَفا المُشَرَّقِ كُلًّ يوم تُقْرَعُ
وتَجَلُّدِى لِلشَّامِتِينَ أُرِيهِمُ = أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لا أَتضَعْضَعُ
والنَّفْسُ راغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَها = وإِذَا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقْنَعُ
ولَئِنْ بِهِمْ فَجَعَ الزَّمانُ ورَيْبُهُ = إِنِّي بِأَهْلِ مَوَدَّتِي لَمُفْجَّعُ
كَمْ مِنْ جَمِيعِ الشمْلِ مُلْتَئِم القُوَى = كانوا بعَيْشٍ قَبْلَنا فَتَصدَّعُوا
والدَّهْرُ لا يَبْقَى عَلَى حَدَثانِهِ = جَوْنُ السَّرَاةِ لهُ جَدَائِدُ أَرْبَعُ
صَخِبُ الشَّوارِبِ لايَزَالُ كأَنَّهُ = عَبْدٌ لآِلِ أَبي رَبيعَةَ مُسْبَعُ
أَكَلَ الجَمِيمَ وطاوَعَتْهُ سَمْحَجٌ = مِثْلُ القَناةِ وأَزْعَلَته الأَمْرُعُ
بِقَرَارِ قِيعانٍ سَقاها وَابِلٌ = وَاهٍ، فَأَثْجَمَ بُرْهَةً لا يُقْلِعُ
فَلَبِثْنَ حِيناً يَعْتَلِجْنَ بِرَوْضِهِ = فَيُجِدُّ حِيناً في العِلاَجِ ويَشْمَعُ
حتَّى إِذَا جَزَرَتْ مِياهُ رُزُونِهِ = وبأَيِّ حِينِ مَلاوَةٍ تَتقَطَّعُ
ذكَرَ الْوُرُودَ بها وشَاقَى أَمْرَهُ = شُؤْمٌ وأَقْبَلَ حَيْنُهُ يَتَتَبَّعُ
فَافْتَنَّهُنَّ مِنَ السوَاءِ وماؤُهُ = بَثْرٌ، وعانَدَهُ طرِيقٌ مَهْيَعُ
فكأَنَّها بالجِزْعِ بَيْنَ نُبايعٍ = وأُولاَتِ ذِي العَرْجاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ
وكأَنَّهُنَّ رِبابةٌ وكأَنَّهُ = يَسَرٌ يُفِيضُ على القِدَاحِ ويَصْدَعُ
وكأَنَّما هُو مِدْوَسٌ مُتقَلِّبٌ = في الكَفِّ إِلاَّ أَنَّهُ هُوَ أَضْلَعُ
فَوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رَابىءِ الـ = ضُّرَباءِ فَوقَ النَّظْمِ لا يَتَتَلَّعُ
فَشَرَعْنَ في حَجَرَات عَذْبٍ بارِدٍ = حَصِبِ البِطاحِ تَغِيبُ فيه الأَكرُعُ
فَشَرِبْنَ ثمَّ سَمِعْنَ حِسًّا دُونَهُ = شَرَفُ الحِجابِ ورَيْبَ قَرْعٍ يُقْرَعُ
ونَمِيمَةً مِنْ قانِصٍ مُتلَبَّبٍ = في كَفِّهِ جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ
فَنَكِرْتَهُ ونَفَرْنَ وامْتَرَسَتْ بهِ = سَطعَاءُ هَادِيةٌ وهادٍ جُرْشَعُ
فَرَمَى فأَنْفَذ مِنْ نَجُودٍ عائِطٍ = سَهْماً، فَخَرَّ ورِيشُهُ مُتَصَمِّعُ
فَبَدَا لَهُ أَقْرَابُ هَذَا رَائغاً = عَجِلاً، فَعَيَّثَ في الكِنانة يُرْجِعُ
فَرَمَى فأَلْحَقَ صاعِدِيًّا مِطْحَراً = بالكَشْحِ فاشْتَمَلَتْ عليهِ الأَضْلُعُ
فأَبَدَّهُنْ حُتُوفَهُنَّ فَهارِبٌ = بِذَمائِهِ أَو بارِكٌ مُتَجَعْجَعُ
يَعْثُرْنَ في حَدِّ الظُّباتِ كأَنَّما = كُسِيَتْ بُرُودُ بَنِي تَزِيدَ الأَذْرُعُ
والدَّهْرُ لاَ يَبْقَي على حَدَثانِهِ = شَبَبٌ أَفَزَّتْهُ الكِلاَبُ مُرَوَّعُ
شَعَفَ الكلاَبُ الضَّارِياتُ فُؤَادَهُ = فإِذَا رأَى الصٌّبْحَ المُصَدَّقَ يَفْزَعُ
ويُعوذُ بالأَرْطَى إِذَا ما شَفَّهُ = قَطْرٌ ورَاحَتْهُ بَلِيلٌ زَعْزَعُ
يَرْمِي بِعَيْنَيْهِ الغُيُوبَ وطَرْفُهُ = مُغْضٍ يُصَدقُ طَرْفُهُ ما يَسْمَعُ
فَغَدَا يَشرِّق مَتْنَهُ فَبدَا لهُ = أُولَى سَوَابِقِها قَرِيباً تُوزَعُ
فاهْتاجَ منْ فَزَعٍ وسَدَّ فُرُوجَهُ = غُبْرٌ ضَوَارٍ وَافيانِ وأَجْدَعُ
يَنْهَشْنَهُ ويذُبُّهُنَ ويَحْتَمِي = عَبْلُ الشَّوَى بالطُّرَّتيْنِ مُوَلَّعُ
فَنَحا لها بِمُذَلَّقَيْنِ كأَنَّما = بِهِما منَ النَّضْجِ المُجَدَّحِ أَيْدعُ
فكأَنَّ سَفُّودَيْن لمَّا يُقْتِرَا = عجِلاَ لهُ بِشِوَاءِ شَرْبٍ يُنْزَعُ
فصَرَعْنَهُ تحتَ الغُبارِ وجَنْبُهُ = مُتتَرِّبٌ، ولكلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ
حتَّى إِذا ارتَدَّتْ وأَقْصَدَ عُصْبَةً = منها، وقامَ شرِيدُها يَتضَوَّعُ
فَبدَا لهُ رَبُّ الكِلاَبِ بِكَفِّهِ = بِيضٌ رِهابٌ ريشُهُنَّ مُقَزَّعُ
فَرَمَى لِيُنْقِذَ فَرَّها فَهَوَى لهُ = سَهْمٌ، فأَنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ
فَكبَا كما يَكْبُو فَنيقٌ تارِزٌ = بالخَبْثِ إِلاَّ أَنَّهُ هُوَ أَبْرَعُ
والدَّهْرُ لا يَبْقَى على حدَثانِهِ = مُسْتَشْعِرٌ حَلَقَ الحديدِ مُقنَّعُ
حَمِيَتْ عليه الدِّرْعُ، حتَّى وَجْهُهُ = منْ حَرِّها يومَ الكرِيهَةِ أَسْفَعُ
تَعدُو بهِ خَوْصاءُ يَفْصِمُ جَرْيُها = حَلَقَ الرِّحَالَةِ فَهْيَ رِخْوٌ تَمْزَعُ
قَصَرَ الصَّبُوحَ لها فَشُرِّجَ لَحْمُها = بالنَّيِّ فَهْيَ تَثُوخُ فيها الإِصْبَعُ
مُتفَلِّقٌ أَنْسَاؤُها عنْ قانِىءٍ = كالقُرْطِ صَاوٍ غُبْرُهُ لاَ بُرْضَعُ
تَأَبَى بِدِرَّتِها إِذا ما اسْتُغْضِبَتْ = إِلاَّ الحَمِيمَ فإِنَّهُ يَتَبَضَّعُ
بَيْنَا تَعَنُّقِهِ الكُماةَ ورَوْغِهِ = يَوْماً أُتِيحَ لهُ جَريءٌ سَلْفَعُ
يَعْدُو بهِ نَهْشُ المُشَاشِ كأَنَّهُ = صَدَعٌ سَلِيمٌ رَجْعُةْ لاَ يَظْلَعُ
فَتناديَا وتَوَافَقَتْ خَيْلاَهُما = وكِلاَهُما بَطَلُ اللِّقاءِ مُخَدَّعُ
متَحامِيَيْنِ المَجْدَ، كلُّ وَاثِقٌ = بِبلائِهِ، والْيَوْمُ يَوْمٌ أَشْنَعُ
وعليهما مَسْرُودَتانِ قَضَاهُما = دَاوُودُ أَو صَنَعُ السَّوَابِغ تُبَّعُ
وكِلاَهُما في كَفِّهِ يَزَنِيَّةٌ = فيها سِنانٌ كالمنارَةِ أَصْلَعُ
وكِلاَهُما مُتَوَشِّحٌ ذَا رَوْنَقٍ = عَضْباً إِذَا مَسَّ الضَّرِيبَةَ يَقْطَعُ
فَتَحَالَسَا َنْفسَيْهِما بِنَوَافِذِ = كَنَوَافِذِ العُبُطِ الَّتي لاَ تُرْقَعُ
وكِلاهُما قد عاشَ عِيشَةَ ماجِدٍ = وجَنَى العَلاَءَ، لَوَ أنَّ شيْئاً يَنْفَعُ


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
126, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir