دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 رجب 1437هـ/3-05-2016م, 12:11 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تلخيص الباب الثالث من كتاب المرشد الوجيز

تلخيص الباب الثالث من كتاب:
المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز.


الباب الثالث: في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (أنزل القرآن على سبعة أحرف).

المكلفون بتلخيص هذا الجزء:
1: سارة المشري.
2: ضحى الحقيل.
3: رحاب محمود.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 شعبان 1437هـ/8-05-2016م, 12:02 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

تلخيص الباب الثالث من كتاب المرشد الوجيز

من الأحاديث الصحيحة في نزول القرآن على سبعة أحرف :

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف ) رواه البخاري ومسلم .

- وفي الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ "سورة الفرقان" على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمر: ((أرسله))، فأرسله عمر فقال لهشام: ((اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)). واللفظ للبخاري.

- وفي سنن أبي داود عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أبي، إني أقرئت القرآن، فقال لي: على حرف؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاث، فقلت: على ثلاث، حتى بلغت سبعة أحرف)، ثم قال: (ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب).

وقد تواترت الأحاديث في نزول القرآن على سبعة أحرف إلاّ حديثا يروى عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أنزل القرآن على ثلاثة أحرف ) قال أبو عبيد ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة واختار الإمام أبو شامة المقدسي إما أن يكون معناه أن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف ، أو أنزل ابتداء على ثلاثة ثم زيد إلى سبعة .

في المراد بالسبعة أحرف التي نزل القرآن عليها :
اختلفت أقوال العلماء في ذلك :
1- سبع لغات : أ _ من لغات العرب : وهو قول أبوعبيد القاسم بن سلام ، وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني .
فبعضه نزل بلغة قريش وبعضه نزل بلغة هوازن وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة أهل اليمن وكذلك سائر اللغات ، ومعانيها في هذا كله واحدة .
دليلهم : قول ابن مسعود رضي الله عنه : ( إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين فاقرءوا كما علمتم ، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال ) .
إنكار هذا القول : وأنكر ابن قتيبة هذا القول واستعظمه فقال : لا يكون في القرآن لغة تخالف لغة قريش لقوله تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) ، إلا أن يكون القائل أراد ماوافق من هذه اللغات لغة قريش .
الرد عليه : ورد الإمام أبو شامة المقدسي عليه بتفسير أيوب السختياني لقوله تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) أراد العرب كلهم ، وعلى هذا القول لايستقيم اعتراض ابن قتيبة على ذلك التأويل ، وبأنه إنما أبيح أن يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب فلا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم ، فلا يكلف أحد إلا قدر استطاعته فمن كانت لغته الإمالة أو تخفيف الهمز ، أو الادغام أو ضم ميم الجمع أو صلة هاء الكتابة ، أو نحوذلك فكيف يكلف بغيره ؟
ب- وقال آخرون هذه اللغات إنما تكون في مضر : واحتجوا بقول عثمان : ( نزل القرآن بلسان مضر ) فقالوا : جائز أن يكون منها لقريش ولكنانة ولأسد ولهذيل ولتميم ولضبة ولقيس .
وأنكر آخرون أن تكون كلها في مضر ، وقالوا في مضر شواذ لا يجوز أن يقرأ القرآن عليها ، وفي سنن أبي داود أن عمر كتب إلى ابن مسعود أن يقرئ الناس بلغة قريش ولا يقرئهم بلغة هذيل .
والصحيح أنه يجوز للناس أن يقرءوه على لغاتهم ، ومن أراد من العرب حفظه فالمختار له أن يقرأه على لسان قريش .
د- وروى الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس قال : ( أنزل القرآن على سبعة أحرف في عجز هوازن منها خمسة ) : قال أبو حاتم : عجز هوازن : ثقيف ، وبنوسعد بن بكر ، وبنو جشم ، وبنو نصر بن معاوية .
إنكار بعض أهل العلم أن تكون سبع لغات :
وقد أنكر كثير من العلماء أن يكون المعنى سبع لغات وقالوا : هذا لا معنى له ، لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر ، لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل عليه وفطر به لم ينكر عليه ، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي ، وقد اختلفت قراءتهما ومحال أن ينكر عليه عمر لغته ، ومحال أن يقرئ النبي صلى الله عليه واحدا منهما بغير مايعرفه من لغته .

-والقائلون بأنها سبع لغات ذكروا أنه لايشترط أن تأتي اللغات السبع في كل كلمة من كلم القرآن ، بل يجوز أن تأتي في الكلمة وجهان أو ثلاثة فصاعدا إلى سبعة ، ولم تأت سبعة أوجه إلا في كلمات محصورة .
- وقال صاحب السنة : ( وليس معنى ذلك أن يقرأ كل فريق بما شاء مما يوافق لغته من غير توقيف ، بل كل هذه الحروف منصوصة ، وكلها كلام الله عزوجل ، نزل بها الروح الأمين على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان يجوز لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى أن يقرأ ويقرئ بجميع ذلك ، وهي كلها متفقة المعاني وإن اختلف بعض حروفها ) .

2- المراد بالسبعة أحرف التوسعة وليس حصرا للعدد : قال الإمام أبوشامة المقدسي : وهذا كما قيل في معنى قوله تعالى : ( إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) أنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير لا حصرا في هذا العدد .

3- هي سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو : أقبل وهلم وتعال ، وعلى هذا أكثر أهل العلم .
دليلهم :
- حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك) -زاد بعضهم- (ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب ).
- وقد جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد".

4- سبعة أنحاء وأصناف ، فمنها زاجر ومنها آمر ومنها حلال ومنها حرام ومنها محكم ومنها متشابه ، واحتجوا على ذلك بدليل لم يثبت .
قال أحمد بن أبي عمران : من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد وذكر الإمام أبو شامة المقدسي : أن هذا المعنى لايراد به تفسير الأحرف السبعة وإنما هي سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه وهذا هو تفسير قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الكتاب الأول نزل من باب واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب ) . ولم يجمع كتاب مما تقدم هذه الأبواب السبعة ، فزبور داود عليه السلام تذكر ومواعظ ، وإنجيل عيسى عليه السلام تمجيد ومحامد وحض على الصفح والإعراض .

5- وقال بعضهم : معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن يجمع ذلك سبعة أوجه :
الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: (وكتبه) "وكتابه"،
والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: ( لا يقبل ) و"لا تقبل"،
والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و (المجيد )،
والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و (يعرشون)،
والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" (ولكن الشياطين)،
واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم ، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط ، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، ونحو ذلك .

6 -و قال بعضهم : سبعة أوجه مختلفة في القراءة : منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته : مثاله : "ويضيق صدري " (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما،
ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و "ربنا باعد بين أسفارنا"
ومنها ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي،
ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل ( كالعهن المنفوش ) و(كالصوف المنفوش)،
ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل (وطلح منضود )"وطلع منضود".
ومنها التقديم والتأخير، مثل (وجاءت سكرة الموت بالحق) "وجاء سكرة الحق بالموت"،
ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة .

الرد على هذا القول :
رد الإمام أبو شامة المقدسي رحمه الله على هذا القول : بأن الرخصة كانت من الرسول صلى الله عليه وسلم والعرب ليس لهم يومئذ كتاب يعتبرونه ولا رسم يتعارفونه ، وإنما كانوا يعرفون الألفاظ بجرسها ، ويجدونها بمخارجها ، ولم يدخل عليهم يومئذ من اتفاق الحروف مادخل بعدهم على الكتبين من اشتباه الصور ، وإنما القراءة سنة يأخذها الآخر عن الاول .


الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف :
لعجز العرب عن أخذ القرآن على غيرها؛ لأنهم كانوا أميين لا يكتبون ، إلا القليل منهم، فكان يشق على كل ذي لغة منهم أن يتحول إلى غيرها من اللغات إلا بمشقة عظيمة، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ إذا كان المعنى متفقا، فكانوا كذلك، حتى كثر من يكتب منهم، وحتى عادت لغاتهم إلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرءوا بذلك على تحفظ ألفاظه، ولم يسعهم حينئذ أن يقرؤوا بخلافها، وتلك السبعة الأحرف إنما كانت في وقت خاص، لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد .

في المجموع في المصحف هل هو جميع الأحرف السبعة التي أبيحت القراءة عليها ، أو حرف واحد منها ؟
القول الأول : أنه حرف منها وهو حرف زيد بن ثابت ، صرح به أبو جعفر الطبري والأكثرون .
وذكر أن الأمة أمرت بحفظ القرآن وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت ، كما أنها إذا حنثت فهي مخيرة بأن تكفر بأي الكفارات الثلاث شاءت ، فحملهم عثمان رضي الله عنه على حرف واحد وجمعهم على مصحف واحد وأحرق ما عداه فأطاعته الأمة ورأت أن فعله هذا هو الرشد والهداية ، وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها حتى عفت آثارها ولا سبيل لأحد إليها اليوم لدثورها ، وقد كانت رخصة انتهت بكثرة المسلمين واجتهاد القراء وتمكنهم من الحفظ .
القول الثاني :
أنه جميعها ، وهو قول القاضي أبي بكر ، واستبعد أن يسقط عثمان رضي الله عنه قراة قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يعفو أثرها .
القول الثالث :
أنه جميعها فيما جمعه أبو بكر ، وواحد منها فيما حمعه عثمان ، وهذا قول الشاطبي .
القول الرابع :
هذه القراءات التي نقرؤها هي بعض من الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن ، ذكره أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ .
وخلاصة القول : بأن الله تعالى جمع الأمة بحسن اختيار الصحابة على مصحف واحد وهو آخر العرضات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما القراءة باللغات المختلفة مما يوافق الخط والكتاب فالفسحة فيه باقية والتوسعة قائمة بعد ثبوتها وصحتها بنقل العدول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يلزم في ذلك التواتر بل تكفي الآحاد الصحيحة من الاستفاضة وموافقة خط المصحف وعدم المنكرين لها نقلا وتوجيها من حيث اللغة كما ذكر ذلك الإمام أبوشامة المقدسي .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 شعبان 1437هـ/8-05-2016م, 01:02 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

المقصد العام للباب: تقرير نزول القرآن على سبعة أحرف، وبيان معنى الأحرف السبعة وما آلت إليه
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قسم المصنف رحمه الله تعالى هذا الباب من هذا الكتاب القيم، إلى ثلاثة فصول.
- الفصل الأول: جمع فيه الأحاديث التي تثبت نزول القرآن على
سبعة أحرف، وهذا الأمر لم يخالف فيه أحد.
- الفصل الثاني: فصل فيه القول في معنى نزول القرآن على سبعة
أحرف، وهو الأمر الذي وقع فيه الخلاف وتعددت فيه الأقوال.
- الفصل الثالث: تحدث فيه عن خلاف آخر في المسألة وهو مصير هذه الأحرف وما آلت إليه.

أشرع بحول الله وقوته فيما يلي بتلخيص هذه الفصول الثلاثة وبيان أهم ما ذكر فيها، والله الموفق.

تلخيص الفصل الأول: في سرد الأحاديث في ذلك:
ابتدأ المؤلف رحمه الله تعالى بجمع الأدلة التي تثبت نزول القرآن على سبعة أحرف، والتي جاء في طياتها معاني أخرى ذات علاقة.
المسائل المستخلصة من الأحاديث التي ذكرها المؤلف في الفصل الأول :
• إثبات نزول القرآن على سبعة أحرف.
• تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة وتلطفه بهم.
• إثبات نزول القرآن على سبعة أحرف.
• حرص الصحابة على التعلم، والإتقان، وحفظ جناب القرآن.
• الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.
• رفق النبي صلى الله عليه وسلم بأمته.
• وجود خصائص القرآن في كل القراءات.
• النهي عن المراء، والاختلاف في القرآن.
• وجوب الإيمان بجميع الأحرف التي نزل بها القرآن.
• مناقشة القول بأن القرآن نزل على ثلاثة أحرف.
شرح المسائل
• إثبات نزول القرآن على سبعة أحرف.
- عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)). رواه البخاري ومسلم
• تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة وتلطفه بهم
• وحرص الصحابة على التعلم والإتقان وحفظ جناب القرآن

جاء عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم، منهم عمر بن الخطاب، وأبي بن كعب، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن مسعود أنهم استنكروا قراءة غيرهم لآيات حفظوها على خلاف قراءتهم، واحتكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبين لهم عليه الصلاة والسلام أن القرآن نزل على سبعة أحرف، ويظهر في هذه الأحاديث رفقه عليه الصلاة والسلام بأصحابه، وحرصه على تعليمهم، وتلمسه لحاجتهم لرد الشبهة، كما يظهر حرص الصحابة رضوان الله عليهم.
نختار المثال التالي على هذه الأحاديث:
- عن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأسورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ "سورة الفرقان" على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمر: ((أرسله))، فأرسله عمر فقال لهشام: ((اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)). رواه البخاري.
• الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف
• ورفق النبي صلى الله عليه وسلم بأمته

جاء في بعض الأحاديث ذكر الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف:
وهي التخفيف عن الأمة، وقد جاء معنى التخفيف بألفاظ متقاربة
منها قوله صلى الله عليه وسلم:
- (فرددت إليه أن هون على أمتي) جاء في رواية مسلم لحديث أبي رضي الله عنه
- ( إن أمتي لا تستطيع ذلك) جاء في رواية الطبري لحديث أبي رضي الله عنه
- (رب خفف عن أمتي) جاء في الحديث الذي رواه الطبراني عن أبي بن كعب رضي الله عنه
- قال: (أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك). رواه مسلم من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه
- (يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط) جامع الترمذي من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه
- ( اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم -صلى الله عليه وسلم)) رواه مسلم من حديث أبي رضي الله عنه
• وجود خصائص القرآن في كل القراءات
جاء في بعض الروايات التأكيد على وجود خصائص القرآن في كل القراءات نذكر هنا الشاهد على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم :
- (فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا( رواه مسلم من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه
- (ليس منها إلا شاف كاف) سنن أبو داود من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه
- قال علي رضي الله عنه في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم : (ليقرأ كل إنسان كما علم، كل حسن جميل.(من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه
- عن عبد الله قال: (لقد رأيتنا نتنازع فيه عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيأمرنا فنقرأ عليه، فيخبرنا أن كلنا محسن)
• النهي عن المراء، والاختلاف في القرآن
أذكر هنا بعض الشواهد التي تدل على هذا المعنى من الأحاديث التي وردت في الفصل الأول:
- (فلا تماروا في القرآن فإن مراء فيه كفر)
- ( فالمراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم فردوه إلى عالمه)). رواه الطبري من حديث أبي هريرة.
- جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما ذكر له اختلافه مع بعض الصحابة في القرآن: وإن وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تغير، ووجد في نفسه حين ذكرت له الاختلاف فقال: ((إنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف)) رواه الحاكم في المستدرك
- عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، اقرءوا كما علمتم وإياكم والتنطع والاختلاف..)
• وجوب الإيمان بجميع الأحرف التي نزل بها القرآن
- جاء في كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله: ( فمن قرأ على قراءتي فلا يدعنها رغبة عنها، ومن قرأ على شيء من هذه الحروف فلا يدعنه رغبة عنه، فإنه من جحد بآية -وفي رواية: بحرف- منه جحد به كله.(
• مناقشة القول بأن القرآن نزل على ثلاثة أحرف
- عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنزل القرآن على ثلاثة أحرف)).
مناقشة هذا الحديث من وجهين:
الوجه الأول: أن الأحاديث تواترت كلها على الأحرف السبعة إلا هذا الحديث، قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة؛ لأنها المشهورة.
الوجه الثاني: هو ما أفاده المصنف من التأمل في معنى الحديث حيث أن الحديث قد أخرجه الحاكم في مستدركه، فيجوز أن يكون معناه:
- أن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف.
- أو أنزل ابتداء على ثلاثة، ثم زيد إلى سبعة، والله أعلم.

تلخيص الفصل الثاني: في المراد بالأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها:
قال المصنف في بداية هذا الفصل: "وفي ذلك اختلاف كثير، وكلام للمصنفين طويل، فنذكر ما أمكن من ذلك مع بيان ما نختاره في تفسير ذلك بعون الله -تعالى."
مسائل الفصل:
• سبب الخلاف
• الأقوال التي ذكرها المؤلف في المراد بالأحرف السبعة.
- القول الأول: أن المراد بها سبع لغات من لغات العرب.
- القول الثاني: أن المراد بها سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة، بألفاظ مختلفة.
- القول الثالث: أن المراد بها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه.
- القول الرابع: أن المراد بها سبعة أوجه من الاختلاف والتغاير في القراءة.
شرح المسائل:
• سبب الخلاف
ذكر المؤلف أن الاختلاف حصل بسببين:
1. أن كلمة حرف، تطلق على عدة معاني في اللغة العربية، منها: الكلمة، والحرف المقطوع، والمعنى والجهة، قال تعالى: { ومن الناس من يعبد الله على حرف} أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني، باختصار مما ذكره المصنف من كلام أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي
2. أن هذه الأحرف لم تتعين بنص من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا بإجماع من الصحابة. ذكره ابن العربي
• الأقوال التي ذكرها المؤلف في المراد بالأحرف السبعة.
- القول الأول : أن المراد بها سبع لغات من لغات العرب
أدلتهم:
- عن ابن عباس قال: (نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن).
- وجاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: (نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)
- عن ابن عباس قال: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)
- عن ابن عباس قال: (نزل القرآن بلغة الكعبين، كعب بن قريش وكعب بن خزاعة قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدار واحدة.( رواه أبو عبيد
قال أبو عبيد: يعني أن خزاعة جيران قريش فأخذوا بلغتهم.
- قول ابن مسعود رضي الله عنه: (إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال)
- عن أنس بن مالك: أن عثمان -رحمة الله عليه- قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ((ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم)).
قال المصنف: يعني أول نزوله قبل الرخصة في قراءته على سبعة أحرف
الرد على هذا القول وأدلة المعارضين:
- لو كان المراد بالأحرف اللغات، لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر؛ لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه وفطر به لم ينكر عليه.
- أن عمر بن الخطاب، وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على نحو ما يدل عليه حديث عمر هذا.
- أن اللغات في القبائل كثير عددها.

تنبيه:
يندرج تحت هذا القول مسائل ذكرها المصنف:
1. المسألة الأولى: هل كل القرآن نزل بسبع لغات؟ أم أن هذه اللغات متفرقة في جميع القرآن؟
ما ذكره المصنف:
أن هذه اللغات متفرقة في القرآن الكريم، ولغات بعض الأحياء أسعد بها، وأكثر حظا فيها من بعض، قال به أبو عبيد، وابن سيرين ، وأبا حاتم سهل بن محمد السجستاني ، والحافظ أبو عمر بن عبد البر، والحافظ أبو العلاء.
أدلة هذا القول:
- قال أبو عبيد في غريب الحديث : وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط" وقال في فضائل القرآن: هذا شيء غير موجود.
- وقال القتبي: لا نعرف في القرآن حرفا يقرأ على سبعة أحرف.
- قال في "كتاب التمهيد": لا يوجد في القرآن كلمة تحتمل أن تقرأ على سبعة أوجه إلا قليل

المسألة الثانية:بأي لغات العرب نزل القرآن الكريم؟
ما ذكره المصنف:
فصل القول في أن بعضهم اشترط أن تكون كلها في قبائل قريش، وبعضهم قال أنها في مضر، وبعضهم ذكر قبائل أخرى من قبائل العرب.
ترجيح المصنف
أنه نزل بلغات العرب كلها واستدل بما يلي:
- قال ابن عباس: ((اللغات سبع والسماوات سبع والأرضون سبع، وعدد السبعات، .. )) وكأن معناه أنه نزل بلغة العرب كلها
- أن الحكمة من نزوله على سبع لغات هي التوسعة ، فلا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم.
- أن غير لغة قريش موجود في صحيح القراءات، من تحقيق الهمزات ونحوها وقريش لا تهمز.
- أن ما ورد عن عمر رضي الله عنهم، من الأمر بإقراء الناس على لغة قريش، يعني إقراء الناس من غير العرب لأن جميع لغات العرب بالنسبة إلى غير العربي مستوية في التعسر عليه.
- أن ما ورد عن عثمان رضي الله عنه أن القرآن نزل بلغة قريش، يشير إلى أول نزوله، ثم إن الله تعالى سهله على الناس.
- كونه يقرأ بلغات العرب لا يخرجه عن كونه يقرأ بلسان عربي مبين.
- معنى قوله تعالى: {إلا بلسان قومه} أراد العرب كلهم.
المسألة الثالثة:قال بعضهم أن المراد بالعدد سبعة التوسعة، وليس حصر العدد.
أدلة هذا القول:
- قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد، والله أعلم.
- عن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).

القول الثاني: أن المراد بها سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة، بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم، قال بذلك سفيان بن عيينة، ومالك، وأبو جعفر الطحاوي، وابن وهب

أدلة هذا القول:
- جاء في حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال) :(.. هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
- حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).
- جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب.
- قيل لمالك: أترى أن يقرأ بمثل ما قرأ به عمر بن الخطاب: "فامضوا إلى ذكر الله" ؟ قال: ذلك جائز، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه))، مثل تعملون ويعملون، وقال مالك: لا أرى باختلافهم في مثل هذا بأسا".
تنبيه:
فسر كلام مالك بأن القراءة بهذا الشكل تكون في غير الصلاة على وجه التعليم، وقد قال مالك في موضع آخر: ( إن من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود، أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصل وراءه).

القول الثالث: أن المراد بها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه.


أدلة هذا القول:
- عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).

الرد على هذا القول:
- الحديث لم يثبت، أبو سلمة لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به، فهذا الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده.
- إن صح الحديث فله تأويل:
1/ أن معنى قوله: "سبعة أحرف": أي سبعة أوجه، وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف، ذاك المراد به اللغات التي أبيحت القراءة عليها، وهذا المراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها، والله أعلم.
2/ أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة
3/ أن يكون ذلك تفسيرًا للأبواب، لا للأحرف.
- محال أن يكون الحرف من الأحرف السبعة حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله
- أن أصنافه أكثر من ذلك، منها الإخبار، والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد، والوعيد، والخبر بما كان وبما يكون، والقصص، والمواعظ، والاحتجاج، والتوحيد، والثناء، وغير ذلك.
ترجيح المصنف
رجح المصنف كلام من قال بأن هذا القول في معنى الأحرف السبعة غير صحيح
القول الرابع: أن المراد بها وجوه الاختلاف والتغاير في القراءة.
ويتفرع عن هذا القول اختلاف في تعداد أوجه التغاير
فقال بعضهم:
1/ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، 2/ ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، 3/ ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، 4/ ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، 5/ ما تتغير صورته ومعناه، 6/ التقديم والتأخير، 7/ والزيادة والنقصان، قال به مكي، و ابن عبد البر، وابن قتيبة، وابن شريح
وقال بعضهم
1/الجمع والتوحيد، 2/والتذكير والتأنيث، 3/والإعراب، 4/والتصريف، 5/والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، 6/واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، 7/ وتغيير اللفظ والنقط مع اتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، إلى قال به أبو طاهر بن أبي هاشم، ومالك بن أنس
وقال بعضهم:
1/ أن تختلف القراءة في نقطة ونقطتين ولا يختلف المعنى، 2/ أن يكون المعنى واحدا بلفظين مختلفين،3/ أن تكون القراءتين مختلفتين في اللفظ متفرقتين في الموصوف، 4/ اختلاف الحركات بحسب اللغة في اللفظ الواحد، 5/ المهموز وغير المهموز،6/ التخفيف والتثقيل، 7/ الاثبات والحذف. أبي العباس أحمد بن محمد بن واصل.

وذكر غيرهم ما يقرب من هذا في أوجه الاختلاف في القراءة.

الرد على هذا القول:
ضعف المصنف رحمه الله تعالى هذا القول للأسباب التالية:
1. لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا.
2. لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط
3. كان الأولى حملت على سبعة أوجه من الأصول المطردة كصلة الميم، وهاء الضمير، والإدغام، والإظهار، والمد، والقصر وغير ذلك.
4. نقل المصنف انكار صاحب كتاب الدلائل لهذا القول، وتعليله ذلك بأن أحدا من السلف لم يذكر هذا القول.
5. هذا القول يرجع الاختلاف، إلى طريقة الكتابة، ومعلوم أن الرخصة كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم والعرب ليس لهم يومئذ كتاب يعتبرونه، ولا رسم يتعارفونه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب وإن الشهر هكذا وهكذا))، وجعل يشير بأصابعه عد العرب".

الترجيح:
يفهم مما ذكره المصنف تضعيف القولين الثالث والرابع ، وميله إلى القولين الأول والثاني
ثم أنه نقل في خاتمة هذا الفصل قول صاحب شرح السنة - والذي يرجح القول الأول- :
"أظهر الأقاويل وأصحها وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الحروف اللغات، وهو أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الإدغام والإظهار والإمالة والتفخيم والإشمام والإتمام والهمز والتليين وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلة الواحدة".
فائدة:
الاختلاف على ضربين: تغاير وتضاد، فاختلاف التغاير جائز في القراءات، واختلاف التضاد لا يوجد إلا في الناسخ والمنسوخ.


تلخيص الفصل الثالث: في المجموع في المصحف هل هو جميع الأحرف السبعة التي أبيحت القراءة عليها أو حرف واحد منها؟


مسائل الفصل:الأقوال في هذه المسألة
لقول الأول: أن جميع الأحرف السبعة موجودة في المصحف الذي جمعه عثمان رضي الله عنه
القول الثاني: أن عثمان رضي الله عنه جمع المصحف على حرف واحد
القول الثالث: أن أبو بكر رضي الله عنه جمع المصحف على الأحرف السبعة، وأن عثمان رضي الله عنه جمع المصحف على حرف واحد
لقول الرابع: أن القراءات الموجودة هي بعض الأحرف السبعة لا جميعهاالترجيح

شرح المسائل
القول الأول: أن جميع الأحرف السبعة موجودة في المصحف الذي جمعه عثمان رضي الله عنه، وأن جمعه كان موافقا لآخر العرضات على الرسول صلى الله عليه وسلم، قال به القاضي أبو بكر، وصاحب شرح السنة.
أدلتهم:
- أنكروا أن يستجيز عثمان رضي الله عنه أو غيره من أئمة المسلمين المنع من القراءة بحرف ثبت أن الله تعالى أنزله.
- برروا الاختلاف الذكور في زمن عثمان بأنه، اختلاف فيما لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم إما من أخبار الآحاد وإما بسبب من كان يكتب التأويل مع
التنزيل كقوله ( { الصلاة الوسطى } وهي صلاة العصر).
- ذكروا بأن عثمان رضي الله عنه اختار حرف زيد؛ لأنه هو كان حرف جماعة المهاجرين والأنصار، وهو القراءة الراتبة المشهورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- إنما نسب هذا الحرف إلى زيد؛ لأنه تولى رسمه في المصاحف وانتصب لإقراء الناس به دون غيره.
القول الثاني: أن عثمان رضي الله عنه جمع المصحف على حرف واحد، وأن جميع القراءات الموجودة الآن ترجع إلى حرف واحد هو حرف زيد بن ثابت، قال به، أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده
وذكروا في الاستدلال لهذا القول:
- أن الأمة كانت مخيرة بالقراءة بالأحرف السبعة ولم تكن ملزمة كمثل التخيير الذي في كفارة اليمين.
- أن القراءة بالأحرف السبعة، إنما كانت رخصة في أول الأمر، ثم تركت القراءة بها لانتفاء الحاجة.
- أن الأمة أجمعت على العمل بجمع عثمان المصحف على حرف واحد
القول الثالث: أن أبو بكر رضي الله عنه جمع المصحف على الأحرف السبعة، وأن عثمان رضي الله عنه جمع المصحف على حرف واحد، قال به الشاطبي.
القول الرابع: أن القراءات الموجودة هي بعض الأحرف السبعة لا جميعها، وأن الذي ترك العمل به من الأحرف السبعة هو ما فيه زيادة، ونقصان، وإبدال، أما ما عدا ذلك من الاختلاف المتقارب فقد بقي العمل به، قاله أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ.

ترجيح المصنف رحمه الله تعالى - وكأنه يميل إلى القول الأول مع بعض التفصيل -
- أن المجموع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به، وهو ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، أو ثبت عنه أنه قرأ به أو أقرأ غيره به.
- القليل الذي اختلفت فيه المصاحف حذفا وإثباتا، محمول على أنه نزل بالأمرين، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته على الصورتين
- ما لم يرسم فهو مما كان جوز به القراءة، وأذن فيه توسعة على الناس، فلما أفضى ذلك إلى الاختلاف، اختار الصحابة رضي الله عنهم الاقتصار على اللفظ المنزل المأذون في كتابته، فالمهجور هو ما لم يثبت إنزاله، بل هو من الضرب المأذون فيه بحسب ما خف وجرى على ألسنتهم.
- أن الرخصة التي عمل بها في أول الأمر انتهت، فلم يخط في المصحف ما كان يقرأ به من زيادة ونقص، ومرادفة وتقديم وتأخير.
- أن شروط ثبوت القراءة هي1/ ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، 2/ موافقتها لرسم المصحف3/ موافقتها لوجه من وجوه اللغة العربية.

خاتمة:
- صح عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- أنه قال: ((إن القراءة سنة)).فلا تجوز مخالفة المصحف الأمام ولا مخالفة القراءات المشهورة، ولا القراءة إلا بما اتفق الصحابة على اثباته في المصحف.
- قال-صلى الله عليه وسلم-: ((كان الكتاب الأول نزل على حرف واحد، ونزل القرآن على سبعة أحرف)).
من فضل الله علينا أن أنزل كتابنا بألسن سبعة، بأي تلك الألسن السبعة تلاه التالي كان له تاليا على ما أنزله الله، لا مترجما ولا مفسرا


والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 رمضان 1437هـ/17-06-2016م, 05:23 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم تلخيصات الباب الثالث

1:
سارة المشري 100/100

2:
ضحى الحقيل 100/100

أحسنتم بارك الله فيكم وشكر جهدكم.

تنبيه:
اعتماد هذه الدرجة متوقّف على إتمام قراءة جميع أبواب الكتاب وقراءة تلخيص واحد على الأقل من أفضل التلخيصات لكل باب، وتسجيل إتمام القراءة في الموضوع المخصّص لذلك هنا.


بارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباب, تلخيص

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir