سورة البقرة
1 - قوله تعالى الم 1
قال شيخ شيوخنا أبو حيان في البحر قال قوم إن المشركين لما أعرضوا عن سماع القرآن نزلت ليستغربوا ذلك فيفتحون لها أسماعهم فيستمعون القرآن لتجب عليهم الحجة
قلت وقد حكى نحو ذلك أبو جعفر الطبري وتبعه ابن عطية حيث جمع الاختلاف في المراد بالحروف المقطعة أول السور
[العجاب في بيان الأسباب: 1/226]
2 - قوله ز ذلك 2
قال مقاتل بن سليمان لما دعا النبي كعب بن الأشرف وكعب بن أسد إلى الإسلام فقالا ما أنزل الله تعالى من بعد موسى كتابا أنزل الله تعالى الم ذلك الكتاب يعني هذا الكتاب الذي جحدتم نزوله لا ريب فيه أنه أنزل من عند الله تعالى على محمد
وقال الطبري يحتمل أن تكون الإشارة لما أنزل من قبل سورة البقرة وقيل الإشارة إلى التوراة والإنجيل وحكى ابن ظفر في تفسيره المسمى ينبوع الحياة ما نصه قيل ذكر في كتب الله السالفة إن علامة القرآن الموعود بإنزاله إن في أوائل سورة منه حروفا غير منظومة فنزل القرآن كما قيل لهم وأشار بقوله ذلك الكتاب إلى ما وعدهم
وقال أبو جعفر بن الزبير يحتمل
[العجاب في بيان الأسباب: 1/227]
أنهم لما أمروا في الفاتحة أن يقولوا اهدنا الصراط المستقيم فقالوا اهدنا الصراط المستقيم فقيل لهم ذلك الصراط هو الكتاب لا ريب فيه
3 - قوله تعالى الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين إلى المفلحون 1 - 5
أسند الواحدي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أربع آيات من أول هذه السورة نزلت في المؤمنين وآيتان بعدها نزلتا في الكافرين وثلاث عشرة آية نزلت في المنافقين
قلت وقال مقاتل بن سليمان نزلت الآيتان الأوليان في المؤمنين من المهاجرين والأنصار والآيتان بعدها في من آمن من أهل الكتاب منهم عبد الله بن سلام
[العجاب في بيان الأسباب: 1/228]
وأسيد بن زيد وأسيد بن كعب وسلام بن قيس وثعلبة بن عمرو وأبو يامين واسمه سلام أيضا
4 - قوله إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم 6
تقدم قول مجاهد إنها والتي بعدها نزلتا في الكافرين وقال الضحاك نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته وقال الكلبي نزلت في اليهود
قلت ونقله شيخ شيوخنا أبو حيان عن الضحاك ثم قال وقيل نزلت في أهل القليب قليب بدر منهم أبو جهل وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وعقبة
[العجاب في بيان الأسباب: 1/229]
بن أبي معيط والوليد بن المغيرة كذا حكاه أبو حيان ولم ينسبه لقائل وأقره وفيه خطأ لأن الوليد بن المغيرة مات بمكة قبل الهجرة وعقبة بن أبي معيط إنما قتل بعد رحيل المسلمين من بدر راجعين إلى المدينة قتل بأمر النبي بالصفراء باتفاق أهل العلم بالمغازي وقال أبو العالية نزلت في قادة
[العجاب في بيان الأسباب: 1/230]
الأحزاب وهم الذين قال الله تعالى فيهم ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار وقال غيره أ نزلت في مشركي العرب من قريش وغيرهم
ويوافق قول الكلبي ما أورده ابن إسحاق عن ابن عباس بالسند المذكور في المقدمة قال إن الذين كفروا بما أنزل إليك وإن قالوا إنا قد آمنا بما جاءنا من قبلك سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لأنهم كفروا بما جاءك وبما عندهم من ذكرك مما جاءهم به غيرك فكيف يسمعون منك إنذارا وتحذيرا وقد كفروا بما عندهم من علمك
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس كان رسول الله يحرص أن يؤمن جميع الناس ويبايعوه على الهدى فأخبره الله تعالى إنه لا يؤمن إلا من
[العجاب في بيان الأسباب: 1/231]
سبقت له السعادة انتهى
وحاصله أنها خاصة بمن قدر الله تعالى أنه لا يؤمن
5 - قوله ز تعالى ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر 8
تقدم قول مجاهد إنها وتمام ثلاث عشرة آية نزلت في النافقين انتهى
و قال أبو العالية والحسن البصري وقتادة والسدي نحوه
وقال الطبري أجمعوا على أنها نزلت في قوم من أهل النفاق وقال ابن إسحاق في روايته هم المنافقون من الأوس والخزرج
قلت وسرد ابن إسحاق أسماءهم في أوائل الهجرة من السيرة النبوية ورجح أبو حيان أنها نزلت في قوم معينين لأن الله تعالى حكى عنهم أقوالا معينة
[العجاب في بيان الأسباب: 1/232]
قالوها فلا يكون ذلك صادرا إلا من معين
6 - قوله ز تعالى وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض الآية 11 قال الجمهور نزلت في الكفار وفسادهم بالكفر وفي المنافقين وفسادهم بالمعصية
وأخرج الطبري عن سلمان قولا آخر إنها لم يأت أصحابها بعد
[العجاب في بيان الأسباب: 1/233]
وفي سنده مقال
7 - قوله ز تعالى قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء 13
قال الثعلبي نزلت في قريظة والنضير قال سعيد بن جبير ومحمد بن
[العجاب في بيان الأسباب: 1/234]
كعب وعطاء قالوا كان عبد الله بن الهيبان قبل الهجرة يحض على اتباع محمد إذا ظهر فمات قبل أن يدخل النبي المدينة فلما دخلها كفروا به بغيا وحسدا
و المراد بالسفهاء الصحابة أخرجه ابن أبي حاتم عن الضحاك وعن السدي
و أخرج الطبري من وجه آخر عن الضحاك قال السفهاء الجهال
ونقل الماوردي عن الحسن
[العجاب في بيان الأسباب: 1/235]
النساء الصبيان
و قال مقاتل أرادوا بها قوما من الصحابة بأعيانهم وهم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وأبو لبابة وقيل بل عبد الله بن سلام ومن آمن من اليهود
8 - قوله تعالى وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا 14
أسند الواحدي من طريق محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وأصحابه وذلك
[العجاب في بيان الأسباب: 1/236]
أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله فقال عبد الله بن أبي انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم فأخذ بيد أبي بكر الصديق فقال مرحبا بالصديق سيد بني تيم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار والباذل نفسه وماله لرسول الله ثم أخذ بيد عمر فقال مرحبا بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله ثم أخذ بيد علي فقال مرحبا بابن عم رسول الله وختنه وسيد بني هاشم ما خلا رسول الله ثم افترقوا فقال عبد الله لأصحابه كيف رأيتموني فعلت فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه خيرا فرجع المسلمون إلى رسول الله وأخبروه بذلك فأنزل الله هذه الآية
قلت الكلبي والراوي عنه تقدم وصف حالهما وآثار الوضع لائحة على هذا الكلام وسورة البقرة نزلت في أوائل ما قدم رسول الله المدينة كما ذكره ابن إسحاق وغيره وعلي إنما تزوج فاطمة رضي الله عنهما في السنة الثانية من
[العجاب في بيان الأسباب: 1/237]
الهجرة
وقد روي غيره محمد بن مروان عن الكلبي أن المراد بشياطينهم هنا الكهنة
وأخرج الطبري بسند ابن إسحاق إلى ابن عباس أن هذه الآية نزلت في المنافقين إذا خلوا باليهود وهم شياطينهم لأنهم الذين أمروهم بأن يكذبوا بالحق
ومن طريق أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال كان رجال من اليهود إذا لقوا الصحابة أو بعضهم قالوا إنا على دينكم وإذا رجعوا إلى اصحابهم وهم شياطينهم قالوا إنا معكم
[العجاب في بيان الأسباب: 1/238]
وحكى أبو حيان عن الضحاك إن المراد بشياطينهم الجن والأول أصح
9 - قوله تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا 17
قال الواحدي قال السدي دخل النبي المدينة فأسلم ناس ثم نافقوا فكانوا كمثل رجل في ظلمة فأوقد نارا فأضاءت له فأبصر ما يتقيه إذ طفئت ناره في حيرة أخرجه الطبري
[العجاب في بيان الأسباب: 1/239]
10 - قوله ز تعالى أو كصيب من السماء الآية19
قال أيضا
قال السدي أيضا هرب رجلان من رسول الله إلى المشركين فأصابهما ما ذكر الله تعالى في هذه الآية فجعلا يقولان ليتنا أصبحنا فأتينا محمدا فوضعنا أيدينا في يده حتى أصبحنا فأتياه فأسلما فضرب الله شأنهما مثلا
11 - قوله تعالى يا أيها الناس 21
ساق الواحدي سندا صحيحا إلى الأعمش عن إبراهيم هو النخعي عن علقمة هو ابن قيس أحد كبار التابعين قال كل شيء نزل فيه يا أيها
[العجاب في بيان الأسباب: 1/240]
الناس فهو مكي وكل شيء نزل فيه يا أيها الذين آمنوا فهو مدني
قلت وقد وصله بذكر ابن مسعود فيه البزاز والحاكم وابن مردويه
قال
[العجاب في بيان الأسباب: 1/241]
الواحدي أراد أن يا أيها الناس خطاب لأهل مكة ويا أيها الذين آمنوا خطاب لأهل المدينة فقوله تعالى يا أيها الناس اعبدوا ربكم خطاب لمشركي أهل مكة إلى قوله أعدت للكافرين انتهى
وقال القرطبي قال علقمة ومجاهد كل آية أولها يا أيها الناس نزلت بمكة وكل آية أولها يا أيها الذين آمنوا نزلت بالمدينة
وقال أبو حيان روي عن ابن عباس وعلقمة ومجاهد إنهم قالوا كل شيء نزل فيه يا أيها الناس فهو مكي وكل شيء نزل فيه يا أيها الذين آمنوا مدني
وحكى الماوردي في المراد بالناس هنا قولين
أحدهما إنه على العموم في أهل الكفر قال وبه جزم مقاتل
[العجاب في بيان الأسباب: 1/242]
و الثاني إنه على أعم من ذلك ويتناول المؤمنين أيضا والمطلوب منهم الدوام على ذلك انتهى
وما نقله عن مقاتل وجد في تفسيره رواية الهذيل بن حبيب عنه ما يخالفه وقال أبو حيان يا أيها الناس هنا خطاب لجميع من يعقل قاله ابن عباس وقيل لليهود خاصة قاله الحسن ومجاهد وزاد مقاتل والمنافقين وعن السدي لمشركي أهل مكة وغيرهم من الكفار انتهى
و الذي نقله عن مقاتل هو الموجود في تفسيره من رواية الهذيل عنه وقد استشكل ما نقل عن علقمة وغيره مع اختلاف العبارة ففرق بين قول من قال يا أيها الناس مكي وبين قول من قال خوطب به أهل مكة لأن الأول أخص من الثاني لأن الذي وقع عليه الاتفاق في الاصطلاح بالمكي والمدني إن المكي ما نزل قبل الهجرة ولو نزل بغير مكة كالطائف وبطن نخل وعرفة والمدني ما نزل بعد الهجرة ولو نزل بغيرها من الأماكن التي دخلها النبي في غزواته حتى مكة وأرض الطائف وتبوك
[العجاب في بيان الأسباب: 1/243]
و غيرها وإذا تقرر ذلك فالذي قال يا أيها الناس مكي يقتضي اختصاصه بما قبل الهجرة فلا يدخل فيه المنافقون لأنه إنما حدث بعد الهجرة جزما وأما اليهود فمحتمل والذي قال يا أيها الناس خوطب به أهل مكة يعم ما قبل الهجرة وما بعدها لكنه يخص أهل مكة دون غيرهم من المشركين
و إشكال القرطبي حيث قال إن البقرة مدنية باتفاق وكذلك سورة النساء وقد وقع فيهما يا أيها الناس لا يرد إلا على العبارة الأولى وكذا قول أبي حيان الضابط في المدني صحيح وأما المكي فيحمل على الأغلب وقد قيد الجعبري كلام علقمة بما لم أره في كلام غيره
[العجاب في بيان الأسباب: 1/244]
12 - قوله تعالى إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا 26
قال الواحدي قال ابن عباس في رواية أبي صالح لما ضرب الله تعالى هذين المثلين للمنافقين يعني قوله مثلهم كمثل الذي استوقد نارا وقوله أو كصيب من السماء قالوا الله أجل وأعلى من أن يضرب الأمثال فأنزل الله هذه الآية
و قال الحسن وقتادة لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتابه وضرب للمشركين به المثل ضحكت اليهود وقالوا ما يشبه هذا كلام الله فأنزل الله هذه الآية
ثم روى الواحدي بسنده عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى إن الله لا يستحي
[العجاب في بيان الأسباب: 1/245]
أن يضرب مثلا قال وذلك أن الله ذكر آلهة المشركين فقال وإن يسلبهم الذباب شيئا وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت فقالوا أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد أي شيء كان يصنع بهذا فنزلت
قلت الروايتان عن ابن عباس واهيتان فقد تقدم التنبيه على وهاء الكلبي وعبد الغني الثقفي وأما قول قتادة فأخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه ولفظه لما ذكر الذباب والعنكبوت في القرآن قال المشركون ما بال العنكبوت والذباب يذكر وأخرجه الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بلفظ قال أهل الضلال وأخرجها بن المنذر من هذا الوجه بلفظ فقال أهل الكتاب وأخرجه الطبري وابن أبي حاتم عن السدي نحو قول ابن الكلبي زاد ابن أبي حاتم وعن
[العجاب في بيان الأسباب: 1/246]
الحسن نحو قول قتادة والأرجح نسبة القول لأهل النفاق لأن كتب أهل الكتاب ممتلئة بضرب الأمثال فيبعد أن ينكروا ما في كتبهم مثله
و عن الربيع بن أنس إن الآية نزلت من غير سبب وإنما هو مثل ضربه الله للدنيا وأهلها فإن البعوضة تحيا ما جاعت فإذا امتلأت هلكت وكذلك حال أهل الدنيا إذا امتلأوا منها كان سببا لهلاكهم غالبا
13 - قوله ز تعالى الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه 27
قال سعد بن أبي وقاص نزلت في الحرورية يعني الخوارج وأخرجه البخاري من حديث سعد
[العجاب في بيان الأسباب: 1/247]
وأخرجه الفريابي في تفسيره من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال هم الخوارج واستشكل بأن بدعة الخوارج والحرورية صنف منهم إنما حدثت في خلافة علي رضي الله عنه
2 - وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية
[العجاب في بيان الأسباب: 1/248]
أنها نزلت في المنافقين
ومن طريق السدي عهد الله ما عهده في القرآن فاعترفوا به ثم كفروا فنقضوه ومن طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان في التوراة أن يؤمنوا بمحمد ويصدقوه فكفروا به ونقضوا الميثاق الأول
وقال الطبري يحتمل أن يكون المراد بالعهد ما أخذ الله على ذرية آدم حين أخرجهم من ظهر آدم
14 - قوله ز تعالى يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم 40
قال ابن الكلبي كان عهد الله إلى بني إسرائيل إني باعث نبيا من بني إسماعيل
[العجاب في بيان الأسباب: 1/249]
وفي تفسير ابن عباس رواية محمد بن إسحاق في قوله تعالى وأوفوا بعهدي هو العهد الذي عهد إذا جاءكم النبي محمد تصدقونه وتتبعونه وفي قوله تعالى وتكتموا الحق قال هو محمد
وفي رواية محمد بن ثور عن ابن جريج نحوه
وأخرج الطبري عن السدي مثله
وأخرج الطبري من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية أوفوا بعهدي عهده دين الإسلام أن تتبعوه أوف بعهدكم يعني الجنة
ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحوه وزاد ثم قرأ إن الله
[العجاب في بيان الأسباب: 1/250]
اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة الآية
وقال مقاتل بن سليمان أوفوا بعهدي أوف بعهدكم هو الذي ذكر في المائدة وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة إلى قوله سواء السبيل
15 - قوله ز تعالى ولا تكونوا أول كافر به 41
أخرج الطبري من طريق الربيع عن أبي العالية ولا تكونوا أول كافر به قال لا تكونوا أول من كفر بمحمد
وفي تفسير الكلبي عن ابن عباس نزلت في قريظة وكانوا أول من كفر من اليهود بمحمد وتبعهم يهود فدك وخيبر
[العجاب في بيان الأسباب: 1/251]
16 - قوله تعالى أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم 44
1 - قال الواحدي قال ابن عباس في رواية الكلبي نزلت في يهود المدينة كان الرجل منهم يقول لصهره وذي قرابته ولمن بينه وبينه رضاع من المسلمين أثبت على هذا الدين وما يأمرك به محمد فإنه حق فكانوا يأمرون بذلك ولا يفعلونه
وفي تفسير ابن جريج رواية محمد بن ثور عنه هم أهل الكتاب كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة ويتركونها فعيرهم الله تعالى بذلك
وأخرج الطبري من طريق السدي كانوا يأمرون الناس بطاعة الله وهم يعصونه وفي تفسير عبد الرزاق عن معمر عن قتادة كان أهل الكتاب يأمرون الناس بطاعة الله وتقواه وبالبر ويخالفون فعيرهم الله عز وجل
2 - وأخرج الطبري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قولا آخر قال كان
[العجاب في بيان الأسباب: 1/252]
اليهود إذا جاء أحد يسألهم عن الشيء ليس فيه رشوة أمروه بالحق فنزلت
17 - قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة 45
قال الواحدي عند أكثر أهل العلم إن الخطاب في هذه الآية لأهل الكتاب وقال بعضهم رجع إلى خطاب المسلمين
وسبق إلى ذلك الطبري فقال معنى الآية واستعينوا أيها الأحبار بحبس أنفسكم على طاعة الله وبإقامة الصلاة التي اقترنت برضى الله قال والخطاب وإن كان ابتداء لبني إسرائيل فإنهم لم يقصدوا بها على التخصيص بل هي عامة لهم ولغيرهم
وقال الجعبري معنى الآية على القول المذكور يا أيها الذين آمنوا بموسى آمنوا بمحمد واستعينوا على ترك رئاستكم بما تتلون فيها
[العجاب في بيان الأسباب: 1/253]
18 - قوله ز تعالى وإنها لكبيرة 45
قال مقاتل نزلت في الصرف عن القبلة
يقول كبر على المنافقين واليهود صرفك عن بيت المقدس إلى الكعبة وقال غيره الضمير للصلاة وقيل للاستعانة التي أمروا بها وقيل عائدة على الإجابة ورده الطبري
19 - قوله ز تعالى واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا 48
قال أبو إسحاق الزجاج في معاني القرآن
[العجاب في بيان الأسباب: 1/254]
كانت اليهود تزعم أن الأنبياء من آبائهم شافعون لهم فارتشوا فأنزل الله هذه الآية
20 - قوله تعالى إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين الآية 62
أخرج الواحدي من تفسير أبي الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان الحافظ الأصبهاني بسند له صحيح إلى ابن جريج عن عبد الله بن كثير عن مجاهد قال لما قص سلمان الفارسي على رسول الله قصة أصحابه الذين كان يتعبد معهم قال هم في النار قال سلمان فأظلمت علي الأرض فنزلت قال فكأنما كشف عني جبل
[العجاب في بيان الأسباب: 1/255]
و أخرج الطبري هذا الأثر من هذا الوجه وزاد في آخره فنزلت هذه الآية فدعا سلمان فقال هذه الآية نزلت في أصحابك من كان على دين عيسى قبل الإسلام فهو على خير ومن سمع بي ولم يؤمن فقد هلك
وأخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح كن مجاهد قال: قال سلمان سألت النبي عن أهل دين كنت منهم فذكر من صلاتهم وعبادتهم فنزلت إن الذين آمنوا الآية
وأخرج الواحدي أيضا من تفسير إسحاق بن راهويه بسنده القوي إلى
[العجاب في بيان الأسباب: 1/256]
السدي قال نزلت في أصحاب سلمان لما قدم على رسول الله جعل يخبره عن عبادتهم واجتهادهم وقال يا رسول الله كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون إنك تبعث نبيا فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال يا سلمان هم من أهل النار فأنزل الله تعالى إن الذين آمنوا الآية
وأخرجه الواحدي أيضا من طريق السدي بأسانيده التي قدمت ذكرها في المقدمة وزاد
وما بعد هذه الآية نازلة في اليهود
ونسب الجعبري هذه الرواية إلى ابن مسعود وابن عباس فقط وفيه نظر
وأخرج الطبري من طريق السدي قصة سلمان بطولها وقال في آخرها فأخبر سلمان رسول الله خبرهم فذكر نحوه وزاد قال فكان إيمان اليهود أن من
[العجاب في بيان الأسباب: 1/257]
تمسك بالتوراة حتى جاء عيسى فمن آمن به نجا وإلا كان هالكا وكان إيمان النصارى أن من تمسك منهم بالإنجيل حتى جاء محمد فمن اتبعه نجا وإلا كان هالكا
وقد أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين
ومن طريق سعيد بن عبد العزيز التنوخي وهو من طبقة الأوزاعي من فقهاء أهل الشام نحو ذلك قال الطبري معنى من آمن منهم من دام على إيمانه بنبيه فلم يغير ولم يبدل ومات على ذلك أو عاش حتى بعث محمد فصدق به فهو الذي أجره عند ربه
قال ومعنى ما رواه علي بن أبي طلحة أن ابن عباس كان يرى أن الله وعد من عمل صالحا من اليهود وغيرهم الجنة ثم نسخ ذلك
[العجاب في بيان الأسباب: 1/258]
وقال غيره معنى النسخ إنما هو في حق من أدرك محمدا لا من كان قبل وهو متجه وبالله التوفيق
قلت إن ثبت حديث سلمان أنه حكم عليهم بالنار دل ذلك على أن من كان ليس على دين الإسلام فهو هالك فنزلت الآية مخبرة بأن من آمن بنبيه الذي هو من أمته ولم يغير بعده ولم يبدل وآمن بنبي بعث إليه مثلا ناسخا لشريعة من قبله فإنه ناج وأن اسم الإسلام يشمله وأن سمي بغيره من اليهودية والنصرانية مثلا
[العجاب في بيان الأسباب: 1/259]
وإطلاق النسخ على ذلك ينبني على جواز دخول النسخ في الخبر وهو الراجح في الأصول
[العجاب في بيان الأسباب: 1/260]
21 - قوله تعالى أفتطمعون أن يؤمنوا لكم الآية 75
قال الواحدي قال ابن عباس ومقاتل نزلت في السبعين الذين اختارهم
[العجاب في بيان الأسباب: 1/261]
موسى ليذهبوا معه إلى الله تعالى فلما ذهبوا معه إلى الميقات وسمعوا كلام الله وهو يأمره وينهاه فلما رجعوا إلى قومهم فأما الصادقون فأدوا كما سمعوا
وقالت طائفة منهم سمعنا الله في آخر كلامه يقول إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا وإن شئتم فلا تفعلوا ولا بأس
وعند أكثر المفسرين نزلت الآية في الذين غيروا آية الرجم وصفة النبي
قلت أما الأول فأخرجه الطبري من طريق ابن إسحاق بسنده المقدم ذكره عن ابن عباس قال: قال الله تعالى لنبيه ولمن آمن معه يؤيسهم من إيمان اليهود أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله وهم الذين سألوا موسى رؤية ربهم فأخذتهم الصاعقة
قال محمد بن إسحاق فحدثني بعض أهل العلم أنهم قالوا يا موسى قد حيل بيننا وبين رؤية ربنا فأسمعنا كلامه حين يكلمك فطلب موسى ذلك إلى ربه فقال له مرهم فليتطهروا وليطهروا ثيابهم وليصوموا ففعلوا وخرج بهم إلى الطور فلما غشيهم الغمام أمرهم موسى فوقعوا سجودا وكلمه ربه فسمعوا كلامه يأمرهم وينهاهم حتى عقلوا ما سمعوا ثم انصرف بهم إلى قومه فحرف فريق منهم ما
[العجاب في بيان الأسباب: 1/262]
سمعوا فحين قال موسى لبني إسرائيل إن الله يأمركم بكذا وكذا قال ذلك الفريق إنما قال كذا وكذا خلافا لما قال موسى فهم الذين عنى الله في قوله لرسوله محمد وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه الآية
فهذا كما ترى لم ينسبه ابن إسحاق في روايته لابن عباس وإنما ذكر فيما أسنده عن ابن عباس أصل القصة وهذا التفصيل إنما أسنده عن بعض أهل العلم ولم يسمه وأخلق به أن يكون عنى الكلبي أو بعض أهل الكتاب فإن من جملة ما عابوه على ابن إسحاق أنه كان يعتمد على أخبار بعض أهل الكتاب فيما ينقله عن الأخبار الماضية
وأما ابن الكلبي فإنه ذكر هذا في تفسيره عن أبي صالح وهو من رواية محمد بن مروان السدي الصغير عنه وقد تقدم أن هذه سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب
وقد ذكر يحيى بن سلام وهو أصلح حالا من محمد بن مروان بكثير فقال
[العجاب في بيان الأسباب: 1/263]
قال الكلبي بلغني أنهم السبعون الذين اختار موسى ثم قص القصة نحو ما ساقها ابن إسحاق وفي آخرها فلما رجعوا إلى العسكر قال لهم من لم يكن معهم ماذا قال ربكم قالوا أمرنا بكذا وكذا ونهانا عن كذا وكذا
هذا قول الذين صدقوا منهم وأما الذين كذبوا فقالوا نعم قال ما قلتم ولكن وسع لنا في آخر ذلك فقال إن لم تستطيعوا إلا الذي نهيتكم عنه فافعلوا قال فلما قدم محمد المدينة كلم اليهود ودعاهم إلى الله عز وجل وإلى الإيمان بكتابة فجحدوا وكتموا فأنزل الله تعالى أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله الآية
وأما مقاتل بن سليمان فأورده مختصرا فقال قوله وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله نزلت في السبعين الذين اختار موسى ليذهبوا معه حتى يسمعوا كلام الله فلما ذهبوا معه سمعوا كلام الله وهو يأمر وينهى فلما رجعوا أدى الصادقون ما سمعوا وأما طائفة منهم فقالوا سمعنا والله في آخر كلامه يقول إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا وإن شئتم فلا تفعلوا
وأخرج الطبري من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في هذه الآية قال كانوا يسمعون الوحي فيسمعون من ذلك كما يسمع أهل النبوة ثم يحرفونه من بعدما عقلوه وقد استنكر ابن الجوزي القصة المتقدم ذكرها فقال أنكر
[العجاب في بيان الأسباب: 1/264]
الحكيم الترمذي أن يكون أحد من بني إسرائيل سمع كلام الله غير موسى لأن ذلك من خصائص موسى
قال ابن الجوزي وهذا هو المعتمد والآثار الواردة في ذلك واهية لأنها من رواية ابن إسحاق عن بعض أهل العلم ومن تفسير مقاتل والكلبي وليس واحد من هذا بحجة انتهى
ورجح الطبري أنهم كانوا يسمعون قال وذلك أن الله أخبر أن التحريف كان من فريق منهم كانوا يسمعون كلام الله استعظاما من الله عز وجل لما كانوا يأتون من البهتان بعد توكيد الحجة عليهم إيذانا عباده المؤمنين بقطع أطماعهم من إيمان بقايا نسلهم بما جاءهم به محمد فقال كيف تطمعون في تصديق هؤلاء إياكم وإنما تخبروهم عن غيب لم يشاهدوه وقد كان بعض سلفهم يسمع من الله كلامه بأمره ونهيه ثم يبدله ويجحده فهؤلاء الذين بين أظهركم أحرى أن يجحدوا ما آتيتموهم به انتهى
وعلى هذا فالذي اختص به موسى هو كلام الله سبحانه وتعالى على قصد مخاطبته إياه لا مطلق سماع الكلام ويحتمل أن يكون أولئك إنما كانوا يسمعون كلام
[العجاب في بيان الأسباب: 1/265]
الله عز وجل من بعض الملائكة فيكون لهم بذلك المزية على من بعدهم بما يدل عليه سياق الآية كما أشار إليه الطبري ويصح ما أطلقه الترمذي ومن تبعه من اختصاص موسى بسماع كلام الله سبحانه وتعالى على أن في الحصر نظرا فظواهر القرآن والأحاديث تدل على أن موسى عليه السلام اختص بقدر زائد من ذلك لا مطلق الكلام والله أعلم
22 - قوله ز تعالى وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم الآية 76
1 - أم صدرها فذكر أبو حيان بغير إسناد قال قيل إن النبي قال
[العجاب في بيان الأسباب: 1/266]
يدخل قصبة المدينة إلا مؤمن فقال كعب بن الأشرف وكعب بن يهوذا وغيرهما اذهبوا فتجسسوا أخبار من آمن وقولوا لهم آمنا واكفروا إذا رجعتم
و أما باقيها فأخرج الطبري من طريق ابن جريج عن مجاهد قال قام النبي تحت حصون بني قريظة فقال يا إخوان القردة والخنازير ويا عبد الطاغوت فقالوا من أخبر محمدا بهذا ما خرج هذا إلا منكم أتحدثونهم بما فتح الله عليكم فيكون لهم حجة عليكم
وأخرجه عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد كان رسول الله بعث عليا إلى بني قريظة فآذوا النبي فقال اخسؤوا يا أخوة القردة والخنازير فقالوا من حدث محمدا بهذا
[العجاب في بيان الأسباب: 1/267]
وللطبري من طريق بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله بما فتح الله عليكم بما أكرمكم الله به فيقول الآخرون إنما نستهزئ بهم
قلت فعلى هذا المراد بالفتح الإنعام والكرامة وعلى الأول الفتح العقوبة ويشهد له افتح بيننا وبين قومنا بالحق
وقد أخرج الطبري من طريق السدي التصريح بأن المراد بالفتح هنا العذاب ولفظه قال في قوله تعالى أتحدثونهم بما فتح الله عليكم يعني من العذاب وهو الفتح قولوا لهم نحن أكرم على الله منكم
وجاء في السبب المذكور
2 - قول آخر فأخرج عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة قال كانوا يقولون إنه سيكون نبي يعني في آخر الزمان فخلا بعضهم إلى بعض
[العجاب في بيان الأسباب: 1/268]
فقالوا أتحدثونهم بهذا فيحتجون عليكم به
وكذا أخرجه عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة وسياقه أبسط من هذا ونحوه للطبري من طريق أبي العالية ولفظه يعني بما أنزل الله في كتابه من بعث محمد
وذكره ابن إسحاق عن محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس بلفظ و28 آخر في قوله وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا إي أن صاحبكم رسول الله ولكنه إليكم خاصة وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بهذا فتقوم عليكم الحجة جحدوا ولا تقروا بأنه نبي أصلا يعني أن النبي لا يكذب وقد قال أنه رسول الله إلى الناس جميعا
3 - وجاء فيه قول آخر ابن أبي حاتم من طريق الحكم بن إبان عن عكرمة إن امرأة من اليهود أصابت فاحشة فجاؤوا إلى النبي يطلبون منه الحكم رجاء الرخصة فدعا النبي عالمهم فذكر قصة الرجم قال ففي ذلك نزلت وإذا
[العجاب في بيان الأسباب: 1/269]
خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم الآية
23 - قوله ز تعالى ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني 78
أخرج الطبري من طريق ابن جريج عن مجاهد في هذه الآية ومنهم أميون قال ناس من اليهود لم يكونوا يعلمون شيئا وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما في كتاب الله تعالى ويقولون هو من الكتاب أماني يتمنونها
و أخرج ابن أبي حاتم من طريق عباد بن منصور عن الحسن البصري نحوه بتمامه وأخرج الطبري من طريق الضحاك عن ابن عباس قال الأميون هنا قوم
[العجاب في بيان الأسباب: 1/270]
لم يصدقوا رسولا أرسله الله ولا كتابا أنزل الله فكتبوا كتابا بأيديهم ثم قالوا لقوم سفلة جهال هذا من عند الله فأخبر إنهم يكتبون بأيديهم ثم سماهم أميين وهذا استنكره الطبري من جهة اللغة العربية وقد تقدم أن الضحاك لم يسمع من ابن عباس وإسناده من ابن منصور إلى الضحاك ضعيف وكأنه جعل 29 ما في الآية وصف ما ذكر في التي بعدها وعند الأكثر أنها صفة قوم آخرين وهو أولى
24 - قوله تعالى فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا الآية 79
قال الواحدي قال الكلبي بالإسناد الذي ذكرنا إنهم غيروا صفة رسول الله في كتابهم وجعلوه آدم سبطا طويلا وكان ربعة أسمر
وقالوا لأصحابهم وأتباعهم انظروا إلى صفة النبي الذي يبعث في آخر الزمان ليس يشبه نعت هذا وكانت للأحبار والعلماء مأكلة من سائر اليهود فخافوا أن تذهب مأكلتهم أن بينوا
[العجاب في بيان الأسباب: 1/271]
صفته فمن ثم غيروا
قلت الكلبي تقدم وصفه وقد وجدت هذا من وجه آخر قوي أخرجه ابن أبي حاتم من طريق شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس وفيه مغايرة لسياق الكلبي ولفظ شبيب بن بشر هذا وقد وثقه ابن معين قال هم أحبار يهود وجدوا نعت النبي محمد مكتوبا في التوراة أكحل أعين ربعة جعد الشعر حسن الوجه فمحوه حسدا وبغيا فأتاهم نفر من قريش من أهل مكة فقالوا أتجدون في التوراة نبيا أميا قالوا نعم نجده طويلا أزرق سبط الشعر فقالت قريش ما هذه صفة صاحبنا
و من طريق أبي العالية عمدوا إلى ما أنزل الله في كتابهم من نعت محمد فحرفوه عن مواضعه يبتغون بذلك عرضا من الدنيا
[العجاب في بيان الأسباب: 1/272]
و من طريق السدي كان ناس من اليهود كتبوا كتابا من عندهم يبيعونه 30 من العرب وغيرهم ويحدثونهم أنه من عند الله ليأخذوا به ثمنا قليلا
ومن طريق قتادة عن معمر نحوه