دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > بيان المُستشكل > أنموذج جليل لابن أبي بكر الرازي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:28 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: كيف الجمع بين قوله تعالى: (فقال لهم اللّه موتوا ثمّ أحياهم) وقوله تعالى. (لا يذوقون فيها الموت إلّا الموتة الأولى).؟
[أنموذج جليل: 24]
قلنا: المراد بالآية الأولى إماتة العقوبة مع بقاء الأجل، وبالآية الثانية الإماتة بانتهاء الأجل، ونظيره قوله تعالى في قصة موسى عليه الصلاة والسلام: (ثمّ بعثناكم من بعد موتكم).
لأنها كانت إماتة عقوبة، أو كان إحياءهم آية لنبيهم على ما عرف في قصتهم، فصار كإحياء العزير حين مر على القرية، وآيات الأنبياء نوادر مستثناة فكان المراد بالآية الثانية الموتة التي ليست بسبب آية لنبي من الأنبياء، وإحياء قوم موسى آية له أيضًا فكان هذا جوابًا عامًا، مع أن في أصل السؤال نظرًا لأن الضمير في قوله: " لا يذوقون " للمتقين.
وفى قوله "فيها" للجنات على ما يأتي بيانه في سورة الدخان إن شاء الله تعال على وجه يندفع به السؤال من أصله.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #52  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:28 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: كيف قال: (واللّه يؤتي ملكه من يشاء).
والله تعالى لا يؤتى ملكه أحدًا؟
قلنا: المراد بهذا الملك السلطنة والرياسة التي أنكروا أعطاها لطالوت، وليس المراد أنه يؤتى كل ملكه لأحد.
لأن سياق الآية يمنعه.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #53  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:29 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: كيف قال في الماء (ومن لم يطعمه) ولم يقل
ومن لم يشربه والماء مشروب لا مأكول؟
قلنا: طعم بمعنى أكل وبمعنى ذاق، والذوق هو المراد هنا وهو يعم.
[أنموذج جليل: 25]


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #54  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:29 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: كيف خص موسى وعيسى من بين الأنبياء بالذكر في قوله تعالى: (تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعضٍ منهم من كلّم اللّه ورفع بعضهم درجاتٍ وآتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح
القدس)؟
قلنا: لما أوتيا من الآيات الظاهرة والمعجزات الباهرة مع الكاتبين العظيمين المشهورين.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #55  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:29 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: كيف قال: (من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلّةٌ ولا شفاعةٌ).
وفى يوم القيامة شفاعة للأنبياء وغيرهم بدليل قوله تعالى: (من ذا الّذي يشفع عنده إلّا بإذنه). وقوله: (ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى). وقوله: (ولا تنفع الشّفاعة عنده إلّا لمن أذن له)؟
قلنا: هذه الآيات لا تدل على وجود الشفاعة يوم القيامة بل تدل على أنها لا توجد ولا تنفع بغير إذنه، ولا توجد لغير مرضى عنده، وبهذا لا ينافى (نفى) وجودها
[أنموذج جليل: 26]
بل المنافي له الإخبار عن وجودها لا الإخبار عن إمكان وجوها، ولو سلم فالمراد به نفى شفاعة الأصنام والكواكب التي كانوا يعتقدونها، ولهذا عرض بذكر الكفار بقوله تعالى: (والكافرون هم الظّالمون).
وقيل: المراد أنه لا شفاعة في إثم ترك الواجبات.
لأن الشفاعة في الآخرة في زيادة الفضل لا غير، والخطاب مع المؤمنين في النفقة الواجبة وهي الزكاة.
فإن قيل: كيف قال: (والكافرون هم الظّالمون).
على جهة الحصر وغيرهم ظالم أيضًا؟
قلنا: لأن ظلمهم أشد فكأنه لا ظالم إلا هم، ونظيره: (إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء).


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #56  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:30 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: كيف قال: (اللّه وليّ الّذين آمنوا يخرجهم).
بلفظ المضارع، ولم يقل أخرجهم بلفظ الماضي، والإخراج قد وجد لأن الإيمان قد وجد؟
قلنا: لفظ المضارع فيه دلالة على استمرار ذلك الإخراج من الله تعالى في الزمن المستقبل في حق من آمن، بزيادة كشف الشبهة ومضاعفة الهداية، وفى حق من لم يؤمن ممن قضى الله أنه سيؤمن بابتداء الهداية وزيادتها أيضًا، ولفظ الماضي لا يدل على هذا المعنى.
فإن قيل: متى كان المؤمنون في ظلمات الكفر، والكافرون في نور الإيمان ليخرجوا من ذلك؟
[أنموذج جليل: 27]
قلنا: الإخراج يستعمل بمعنى المنع عن الدخول، يقال لمن امتنع عن الدخول في أمر وخرج منه وأخرج نفسه منه، وإن لم يكن دخل فيه، فعصمة الله تعالى المؤمنين عن الدخول في ظلمات الضلال إخراج لهم منها، وتزيين قرناء الكفار لهم الباطل الذي يصدونهم به عن الحق إخراج لهم من نور الهدى، ولأن إيمان أهل الكتاب بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يظهر كان نورًا لهم وكفرهم به بعد ظهوره خروج منه إلي ظلمات الكفر، ولأنه لما ظهرت معجزاته عليه الصلاة والسلام كان موافقه ومتبعه خارجًا من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ومخالفه خارجًا من نور العلم إلى ظلمات الجهل.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #57  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:31 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: كيف انتقل إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى حجة أخرى وعدل عن نصرة الأولى، مع أنها لم تنقطع بما عارضه به نمرود من
قتل أحد المحبوسين وإطلاق الأخر، فإن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ما أراد هذا الإحياء والإماتة؟
قلنا: إما لأنه رأى خصمه قاصر الفهم عن إدراك معنى الإحياء والإماتة التي أضافها إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى الله تعالى.
حيث عارض معارضة لفظية، وعمى عن اختلاف المعنيين، أو لأنه علم أنه فهم الحجة لكنه قصد التمويه والتلبيس. على أتباعه وأشياعه.
فعدل إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى أمر ظاهر، يفهمه كل أحد ولا يقع فيه تمويه ولا تلبيس.
فإن قيل: كيف طبع الله على قلبه فلم يعارض بالعكس في طلوع الشمس؟
قلنا: لأنه لو عارض به لم يأت الله بها من المغرب:
لأن ذلك أمارة
[أنموذج جليل: 28]
قيام الساعة فلا يوجد إلا قريبًا من قيامها، ولأنه وأتباعه كانوا عالمين أن طلوعها من المشرق سابق على وجوده فلو ادعاه لكذبوه.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #58  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:31 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: كيف قال عزير منكرًا مستبعدًا:
(أنّى يحيي هذه اللّه بعد موتها). وهو نبي والنبي لا يخفى عليه قدرة الله تعالى على إحياء قرية خربة وإعادة أهلها إليها؟
قلنا: ما قاله منكرا مستبعدًا لعظيم قدرة الله، بل متعجبًا من عظيم قدرته تعالى. أو طالبًا لرؤية كيفية الإعادة، لأن أتى بمعنى كيف أيضًا، وقد نقل عن مجاهد أن المار على القرية القائل ذلك كان رجلا كافرًا شاكًا في البعث، وإن كان الأول هو المشهور


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #59  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:31 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: كيف قال الله تعالى لإبراهيم عليه الصلاة والسلام: (أولم تؤمن). وقد علم أنه أثبت الناس إيمانًا؟
قلنا: لنجيب بما أجاب به، فتحصل به الفائدة الجليلة للسامعين من طلبه لإحياء الموتى.
فإن قيل: كيف يجوز أن يكون النبي غير مطمئن القلب بقدرة الله تعالى على إحياء الموتى، حتى قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام: (ولكن ليطمئنّ قلبي)؟
قلنا: ليطمئن قلبي بعلم ذلك عيانًا كما أطمئن به برهانًا، أو ليطمئن بأنك اتخذتني خليلا، أو بأني مستجاب الدعوة، ولقائل أن يقول على الوجه الأول كيف يزداد يقينًا بالمشاهدة، وقد روى عن على رضي الله عنه أنه قال: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينًا وإبراهيم
[أنموذج جليل: 29]
عليه الصلاة والسلام أعظم رتبة وأجل، وجوابه أن عليًا رضي الله عنه أراد بذلك قوة يقينه قبل العيان، حتى كأن الزيادة الحاصلة له بالعيان يسيرة لا يعتد بها.
فإن قيل: ما فائدة قوله: (فصرهن إليك). أي فضمهن، ولفظ الأخذ مغن عنه؟
قلنا: الفائدة فيه زيادة تأملها ومعرفة أشكالها وصفاتها، لئلا تلتبس عليه بعد الإحياء فيتوهم أنها غيرها.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #60  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:32 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: كيف مدح المنافقين بترك المن، ونهي عن المن أيضًا، مع أنه وصف نفسه بالمنان؟
قلنا: "من " بمعنى أعطى ومنه المنان في صفات الله تعالى
وقوله: (فامنن أو أمسك). وقوله: (لقد منّ اللّه على المؤمنين). أي أنعم وقوله: (فإمّا منًّا بعد). أي إنعاما بالإطلاق بغير عوض، و" من " بمعنى اعتد بالنعمة وذكرها واستعظمها وهو المذموم.
فإن قيل: (قوله تعالى) (بل اللّه يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان). من القسم الثاني؟
[أنموذج جليل: 30]
قلنا: ذلك اعتداد بنعمة الإيمان فلا يكون قبيحًا بخلاف نعمة المال، ولأنه يجوز أن يكون من صفات الله تعالى ما هو مدح في حقه ذم في حق العبد كالجبار والمتكبر والمنتقم ونحو ذلك.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #61  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:32 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: كيف قال: (أيودّ أحدكم أن تكون له جنّةٌ من نخيلٍ وأعنابٍ). ثم قال:
(فيها من كلّ الثّمرات)؟
قلنا: لما كان النخيل والأعناب أكرم الشجر وأكثرها منافع خصهما بالذكر، وجعل الجنة منهما، وأن كان فيها غيرها تغليبًا لهما وتفصيلًا.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #62  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:33 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: قوله تعالى: (لا يسألون النّاس إلحافًا). يدل على أنهم كانوا يألون برفق فكيف قال: (يحسبهم الجاهل أغنياء من التّعفّف)؟
قلنا: المراد به نفس السؤال والإلحاف جمعًا كقوله تعالى: (لا ذلولٌ تثير الأرض).
وكقول الأعشى:
لا يغمز الساق من أين ولا وصب.
معناه ليس بساقه أين ولا وصب فيغمزها.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #63  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:33 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي


فإن قيل: كيف قال: (الّذين يأكلون الرّبا لا يقومون إلّا كما يقوم الّذي يتخبّطه الشّيطان من المسّ ذلك بأنّهم قالوا إنّما البيع مثل الرّبا وأحلّ اللّه البيع وحرّم الرّبا).
[أنموذج جليل: 31]
الحق الوعيد بأكله مع أن لابسه ومدخره وواهبه أيضًا في الإثم سواء.
قلنا: لما كان أكثر الانتفاع بالأكل عبر عن أنواح الانتفاع بالأكل كما يقال أكل فلان ماله كله إذا أخرجه في مصالح الأكل وغيره.
فإن قيل: كيف خص الأكل بذكر الوعيد دون المطعم وكلاهما آثم؟
قلنا: لأن انتفاعه الدنيوي بالربا أكثر من انتفاع المطعم.
فإن قيل: كيف قال: (إنّما البيع مثل الرّبا).
والكلام في الربا، ومقصودهم تشبيهه بالبيع فقياسه إنما الربا مثل البيع؟
قلنا: جاءوا بالتمثيل على طريق المبالغة، وذلك أنه إذا بلغ من اعتقادهم استحلال الربا أنهم جعلوه أصلًا في الحل والبيع فرعًا لقولهم: القمر كوجه زيد والبحر ككفه إذا أرادوا المبالغة.
فإن قيل: كيف قلتم أن أهل الكبائر لا يخلدون في النار، وقد قال الله تعالى في حق آكلي الربا: (ومن عاد فأولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون)؟
قلنا: الخلود يستعمل بمعنى طول البقاء، وإن لم يكن بصفة التأبيد.
يقال: خلد الأمير فلانًا في الحبس إذا طال حبسه، أو قوله: فأولئك إشارة إلى من عاد إلى استحلال الربا بقوله: إنما البيع مثل الربا، بعد نزول آية التحريم، وذلك يكون كافرًا والكافر مخلد في النار.
[أنموذج جليل: 32]
فإن قيل: انتظار المعسر فرض بالنص، والتصدق عليه تطوع، فكيف قال: (وأن تصدّقوا خيرٌ لكم)؟
قلنا: كل تطوع كان محصلا للمقصود من الغرض بوصف الزيادة كان أفضل من الغرض، كما أن الزهد في الحرام فرض، وفى الحلال تطوع والزهد في الحلال أفضل كما بينا كذلك هنا.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #64  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:33 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: (بدين). وقوله: (تداينتم) مغنى عنه؟
قلنا: فائدته رجوع الضمير إليه في قوله: (فاكتبوه). إذ لو لم يذكره لقال: فاكتبوا الدين، والأول أحسن نظمًا، الثاني أن تداين مشترك بين الإقراض والمبايعة وبين المجازاة، وإنما عبر بينهما بفتح الدال وكسرها ومنه: (ملك يوم الدين). (أيّان يوم الدّين).
فذكر الدين ليتعين أي المعنيين هو المراد.
فإن قيل: كيف شرط السفر في الارتهان بقوله تعالى: (وإن كنتم على سفرٍ ولم تجدوا كاتبًا فرهانٌ مقبوضةٌ فإن أمن بعضكم بعضًا فليؤدّ الّذي اؤتمن أمانته وليتّق اللّه ربّه ولا تكتموا الشّهادة ومن يكتمها فإنّه آثمٌ قلبه واللّه بما تعملون عليمٌ).
[أنموذج جليل: 33]


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #65  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:34 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

وجواز الرهن لا يختص بالسفر؟
قلنا: لم يذكره لتخصيص الحكم به، بل لما كان السفر مظنة عوز الكاتب والشاهد الموثوق بهما أمر على سبيل الإرشاد، ولحفظ مال المسافرين بأخذ الرهان.
فإن قيل: ما فائدة ذكر القلب في قوله: (فإنّه آثمٌ قلبه). مع أن الجملة هي بالإثم لا القلب وحده؟
قلنا: كتمان الشهادة هو أن يضمرها، ولا يتكلم بها، فلما كان ذلك إثمًا مقترفًا بالقلب ومكتسبًا به أسند إليه. لأن إسناد الفعل إلى الجارحة التي يعمل بها أبلغ كما يقال: هذا مما أبصرته عيني وسمعته أذني وعلمه قلبي.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #66  
قديم 26 ربيع الأول 1432هـ/1-03-2011م, 12:35 AM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل كيف قال: (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه).
وما يحدث به الإنسان نفسه لا يأثم به ما
لم يفعله، إما لأنه لا يدخل الاحتراز عنه في الوسع والطاقة أو بالحديث المشهور.
قلنا: قيل: أريد بالآية العموم ثم نسخ بقوله تعالى: (لا يكلّف اللّه نفسًا إلّا وسعها). وقيل لا نسخ فيها لأنه خبر لا أمر أو نهي بل العموم غير مراد، وإنما المراد ما يمكن الاحتراز عنه، وهو العزم
[أنموذج جليل: 34]
القاطع والاعتقاد الجازم لا مجرد حديث النفس والوسوسة ولأنه أخبر عن المحاسبة لا عن المعاقبة، فهو يوم القيامة يخبر العباد بما
أبدوا وأخفوا ليعلموا إحاطة علمه بجميع ذلك ثم قال: يغفر لمن يشأ فضلا ويعذب من يشأ عدلا كما أخبر في الآية.
فإن قيل: أي شرف للرسول عليه الصلاة والسلام في مدحه بالإيمان، مع أنه في مرتبة الرسالة، ودرجتها وهي أعلى من درجة الإيمان فما
فائدة قوله: (آمن الرّسول)؟
قلنا: فائدته أن يبين للمؤمنين زيادة شرف الإيمان، حيث مدح به خواصه ورسله، ونظيره في سورة الصافات قوله تعالى في خاتمة
ذكر كل نبي: (إنّه من عبادنا المؤمنين).
فإن قيل: روى عن ابن عباس أنه قرأ: (وملائكته وكتابه).
فسئل عن ذلك فقال كتاب أكثر من كتب
فما وجهه؟
قلنا: قيل: فيه أنه أراد أن الكتاب جنس والكتب جمع، والجنس أكثر من الجمع، لأنه حقيقة في الكل على ما ذهب إليه بعضهم.
ويرد على هذا أن يقال: الكلام في الجمع المضاف والمفرد المضاف والجمع المضاف للاستغراق عرفًا وشرعًا، كقوله لعبده: أكرم أصدقائي وأهن أعدائي، وقوله: زوجاتي طوالق وعبيدي أحرار بخلاف قوله صديقي وعدوي وامرأتي، فظهر أن الجمع المضاف أكثر.
[أنموذج جليل: 35]
فإن قيل: بين لا يضاف إلا إلى اثنتين فصاعدا فكيف قال: (لا نفرّق بين أحدٍ من رسله)؟
قلنا: أحد هنا بمعنى الجمع الذي هو آحاد كقوله تعالى: (فما منكم من أحدٍ).
فإنه ثم بمعنى الجمع بدليل قوله: (حاجزين).
فكأنه قال لا نفرق بين آحاد من رسله كقوله: المال بين آحاد الناس ولأن أحدًا يصلح للمفرد المذكر والمؤنث وتثنيتها وجمعهما نفيًا وإثباتًا، نقول: ما رأيت أحدا إلا بني فلان أو إلا بنات فلان
سواء، وتقول إن جاءك أحدًا بكتابي فأعطه وديعتي يستوي فيه الكل، فالمعنى لا نفرق بين أثنين منهم أو بين جماعة منهم ومنه
قوله تعالى: (يا نساء النّبيّ لستنّ كأحدٍ من النّساء).
فإن قيل: من أين دل قوله تعالى: (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) على أن الأول في الخير والثاني في الشر؟
قلنا: قيل هو من كسبت واكتسبت، فإن الأول للخير والثاني للشر؟
وليس لقوله تعالى: (ومن يكسب خطيئةً أو إثمًا).
وقوله: (كلّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ).
وقوله: (أو يوبقهنّ بما كسبوا).
[أنموذج جليل: 36]
وقوله: (ومن يقترف حسنة).
والاقتراف والاكتساب بمعنى واحد، وقيل: هو (من) اللام وعلى وليس بسديد أيضًا لقوله تعالى: (الأرض أولئك لهم اللّعنة ولهم سوء الدّار).
وقوله تعالى: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها) وقوله: (أولئك عليهم صلواتٌ من ربّهم ورحمةٌ).
اللهم إلا أن يدعى أن اللام وعلى عند الإطلاق تقتضيان ذلك كما في هذه الآية: (لا مقرونتين) بذكر الحسنة والسيئة أو الحسن
والقبيح ويدل عليه قوله تعالى: (ولا تكسب كلّ نفسٍ إلّا عليها). أطلقه وأراد به الشر بدليل ما بعده، وقولهم: الدهر يومان يوم لك ويوم عليك " وقولهم ": فلان يشهد لك وفلان يشهد عليك " ويقول الرجل لصاحبه هذا الكلام حجة عليك لا لك، وقال
الشاعر:
على أنني راض بأن أحمل الهوى = وأخلص منه لا على ولا ليا.
أما قوله تعالى: (من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها). وإن كان مقيدًا لأن فيه دلالة أيضًا من جهة اللام وعلى لأن القيد شامل لطرفيه، والله أعلم.
[أنموذج جليل: 37]


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البقرة, سورة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir