دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > القراءات > البدور الزاهرة للقاضي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 جمادى الآخرة 1433هـ/27-04-2012م, 07:46 PM
نهال بنت القاضي نهال بنت القاضي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 878
افتراضي سورة البقرة

قد ذكرنا في باب البسملة مذاهب الأئمة العشرة فيما بين كل سورتين من الأوجه فتذكر.
" آلم " فيه مدان لازمان فيمد كل منهما مدا مشبعا بقدر ثلاث ألفات كما سبق. وقرأ أبو جعفر بالسكت على كل حرف من حروف الهجاء سكتة لطيفة من غير تنفس، فيسكت على ألف، وعلى لام، وعلى ميم، ويلزم من السكت على لام إظهارها وعدم إدغامها في ميم، والباقون بغير سكت.
" فيه هدى " قرأ ابن كثير بصلة هاء الضمير بياء لفظية، وهذا مذهبه في كل هاء ضمير وقعت بعد ياء ساكنة وكان ما بعدها متحركا. فإن وقعت بعد حرف ساكن غير الياء وكان ما بعدها متحركا كذلك وصلها بواو لفظية، مثل منه واجتباه، فلا توصل هاء الضمير عنده إلا إذا وقعت بين ساكن ومتحرك كما ذكر، أما إذا وقعت بين متحركين نحو به وله فلا خلاف بين القراء في صلتها بياء إن وقعت بعد كسرة نحو به. وبواو إن وقعت بعد فتحة نحو له أو ضمة نحو صاحبه.
فإن وقعت بين ساكنين نحو فيه القرآن، أو بين متحرك وساكن نحو له الملك فلا خلاف بين القراء في عدم صلتها. فحينئذ يكون لها أحوال أربعة كما ذكرنا، فيصلها ابن كثير وحده في حالة وهي ما إذا وقعت بين ساكن ومتحرك كما سبق تمثيله.
ويصلها جميع القراء في حالة، وهي ما إذا وقعت بين متحركين كما تقدم. وتمتنع صلتها عند الجميع في حالتين: وهما إذا وقعت بين ساكنين، أو بين متحرك وساكن وقد سبق التمثيل لهما، فتدبر، هذه هي القاعدة الكلية لجميع القراء في هاء الضمير.
وهناك كلمات خرج فيها بعض القراء عن هذه القاعدة سنبينها في مواضعها إن شاء الله تعالى.
[البدور الزاهرة: 16]
" يؤمنون " قرأ ورش والسوسي وأبو جعفر بإبدال همزة واوا ساكنة وصلا ووقفا وكذا كل همزة ساكنة وقعت فاء للكلمة فإن ورشا يبدلها حرف مد من جنس حركة ما قبلها ما عدا كلمات مخصوصة سننبه عليها في محالها إن شاء الله؛ وأما السوسي فإنه يبدل كل همزة ساكنة سواء أكانت فاء أم عينا أم لاما إلا كلمات معينة خرجت عن هذه القاعدة سنقفك عليها، وكذا أبو جعفر فإن قاعدته العامة إبدال كل همزة ساكنة فاء كانت أم عينا أم لاما، واستثنى من هذه القاعدة كلمتان فلا إبدال له فيهما وهما " أنبئهم " بالبقرة و " ننبئهم " بالحجر والقمر وقرأ حمزة بإبدال همزة يؤمنون عند الوقف فقط، وكذا يبدل عند الوقف كل همز ساكن فتأمل.
" الصلاة " قرأ ورش بتفخيم اللام؛ وكذلك قرأ بتفخيم كل لام مفتوحة سواء أكانت مخففة أم مشددة. متوسطة أم متطرفة. إذا وقعت بعد صاد أو طاء أو ظاء. سواء سكنت هذه الحروف أم فتحت؛ وسواء خففت أم شددت. نحو " الصلاة. وفصل. ومصلى. ويصلى. وبطل. ومعطلة. ومطلع. وطلقتم. والطلاق. ظلم. وظلام. وظل. وأظلم. وظلت ".
" رزقناهم " قرأ ابن كثير وأبو جعفر وقالون بخلاف عنه بصلة الميم وصلا والباقون بالإسكان وصلا ووقفا " يؤمنون " سبق نظيره قريبا.
" بما أنزل " هو مد منفصل، وقد قرأ بقصره قالون والدوري عن أبي عمر وبخلاف عنهما.
والسوسي وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب من غير خلاف عنهم، وقرأ الباقون بمده وهو الوجه الثاني لقالون والدوري عن أبي عمرو، والقراء الذين مذهبهم مد المنفصل متفاوتون في مده، فأطولهم فيه مدا ورش وحمزة. وقدر المد عندهما بثلاث ألفات والألف حركتان بحركة الأصبع قبضا أو بسطا، فيكون المد عندهما ست حركات.
ويليهما في المد عاصم، وقدر عنده بألفين ونصف أي بخمس حركات. ويليه الشامي والكسائي وخلف في اختياره، وقدر عندهم بألفين أي بأربع حركات. ويليهم قالون والدوري على وجه المد لهما في المنفصل - وقدر عندهما بألف ونصف أي بثلاث حركات. هذا مذهب القراء العشرة في المد المنفصل، وأما مذهبهم في المتصل فإليك بيانه. فأما ورش وحمزة فيمدانه بمقدار ثلاث ألفات أي ست حركات، فلا فرق عندهما بين المنفصل والمتصل في مقدار المد. وأما عاصم فيمده كالمنفصل بقدر ألفين ونصف. وأما ابن عامر والكسائي وخلف في اختياره فيمدونه كالمنفصل أيضا قدر ألفين، وأما قالون ودوري أبي عمرو وابن كثير والسوسي وأبو جعفر ويعقوب فيمدونه قدر ألف ونصف. وهذا كله مبني على ما ذهب إليه الداني وبعض العلماء أن للمد أربع مراتب: طولي لورش وحمزة وقدرت بثلاث ألفات كما سبق، وهذا في المتصل والمنفصل معا. الثانية دونها لعاصم وقدرت بألفين ونصف، وهذا في المتصل والمنفصل أيضا.
الثالثة دون الثانية لابن عامر والكسائي وخلف في اختياره وقدرت بألفين فقط وهذا في المتصل والمنفصل كذلك. الرابعة دون الثالثة وقدرت بألف ونصف وهذا في المتصل لقالون ودوري أبي عمرو وابن كثير والسوسي وأبي جعفر ويعقوب.
[البدور الزاهرة: 17]
وأما في المنفصل فلا تتحقق هذه المرتبة إلا لقالون ودوري أبي عمرو على وجه المد لهما.
وأما المكي والسوسي وأبو جعفر ويعقوب فليس لهم في المنفصل إلا القصر كما سبق. وذهب فريق من المحققين ومنهم الإمام الشاطبي إلى أن للمد مرتبتين فحسب، طولي لورش وحمزة في المنفصل والمتصل، وقدرت بثلاث ألفات كما تقدم. ووسطي وقدرت بألفين فقط وهى في المتصل لقالون وابن كثير وأبى عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي وأبى جعفر ويعقوب وخلف في اختياره. وأما في المنفصل فهي لقالون ودوري أبي عمرو على وجه المد لهما ولابن عامر وعاصم والكسائي وخلف عن نفسه، وأما ابن كثير والسوسي وأبو جعفر ويعقوب فلا تتحقق عندهم هذه المرتبة لأن مذهبهم قصر المنفصل كما علمت. وينبغي أن تعلم أنك إذا قرأت لقالون مثلا بمد المنفصل قدر ألف ونصف على المذهب الأول تعين أن تسوى به المتصل فتمده قدر ألف ونصف كذلك، وإذا مددت المنفصل لقالون مثلا قدر ألفين على المذهب الثاني تعين أن تمد المتصل له قدر ألفين كذلك - وإذا قرأت لعاصم بمد المنفصل قدر ألفين ونصف على المذهب الأول وجب أن تمد المتصل هذا المقدار، وإذا قرأت له بمد المنفصل قدر ألفين فقط على المذهب الثاني تعين مد المتصل هذا القدر أيضا وهكذا. فيجب رعاية كل مذهب على حدة وعدم خلط مذهب بآخر. ولنضرب لك مثلا يوضح هذين المذهبين أتم إيضاح فنقول: إذا اجتمع المنفصل والمتصل كما إذا قرأت من قوله تعالى " والذين يؤمنون بما أنزل إليك " إلى قوله تعالى " وأولئك هم المفلحون " فإذا قرأت لقالون أو ابن كثير أو أبي عمرو أو أبي جعفر أو يعقوب بقصر المنفصل جاز لك في المتصل مده ثلاث حركات على المذهب الأول وأربعا على المذهب الثاني. وإذا قرأت لقالون والدوري عن أبي عمرو بمد المنفصل ثلاث حركات على المذهب الأول تعين في المتصل مده كذلك. وإذا قرأت لهما بمد المنفصل أربعا على المذهب الثاني تعين مد المتصل كذلك.
وإذا قرأت لعاصم بمد المنفصل خمس حركات على المذهب الأول مددت المتصل خمسا كذلك، وإذا مددت المنفصل أربعا على المذهب الثاني مددت له المتصل كذلك، وليس لابن عامر والكسائي وخلف عن نفسه إلا المد بقدر ألفين فقط على كلا المذهبين سواء في ذلك المتصل والمنفصل. كما أنه ليس لورش وحمزة على كلا المذهبين إلا المد بقدر ثلاث ألفات لا فرق في ذلك بين المتصل والمنفصل فتدبر. وهذا إذا تقدم المنفصل على المتصل كما ذكر.
أما إذا تقدم المتصل على المنفصل كما إذا قرأت من قوله تعالى: إن الذين كفروا سواء عليهم - إلى وعلى أبصارهم غشاوة.
فإذا قرأت لقالون أو دوري أبي عمرو بمد المتصل ثلاثا على المذهب الأول مددت المنفصل ثلاثا أو قصرته.
وإذا مددت المتصل لهما أربعا على المذهب الثاني مددت المنفصل أربعا أو قصرته، وإذا قرأت لابن كثير أو السوسي أو أبي جعفر أو يعقوب بمد المتصل ثلاثا على المذهب الأول
[البدور الزاهرة: 18]
أو أربعا على المذهب الثاني قصرت المنفصل فقط لأن مذهبهم فيه القصر لا غير، وإذا قرأت للشامي أو الكسائي أو خلف عن نفسه بمد المتصل أربعا مددت المنفصل كذلك إذ ليس لهم في المدين إلا هذا المقدار على كلا المذهبين. وإذا قرأت لعاصم بمد المتصل خمسا على المذهب الأول تعين مد المنفصل خمسا، وإذا مددت له المتصل أربعا على المذهب الثاني تعين مد المنفصل كذلك، وقد علمت أن ورشا وحمزة ليس لهما في المدين إلا الإشباع على كلا المذهبين.
واعلم أن من يمد المتصل بقدر ألف ونصف وصلا يمده كذلك وقفا ويجوز له في حالة الوقف مده بقدر ألفين أو ثلاث مراعاة للسكون العارض. ومن يمده بقدر ألفين في حالة الوصل يمده كذلك في حالة الوقف ويجوز له مده في هذه الحالة بقدر ثلاث ألفات. ومن يمده حالة الوصل قدر ألفين ونصف يمده كذلك في حالة الوقف، ويجوز له مده حينئذ بقدر ثلاث ألفات، ومن يمده وصلا بقدر ثلاث ألفات لا يجوز له وقفا إلا ذلك، وكل هذا مع السكون المحض ومع الإشمام إن كان مرفوعا، وأما الروم فلا يكون إلا كحالة الوصل فلا يمد في حالة الروم إلا بمقدار ما يمد عند الوصل والله تعالى أعلم، ولا يجوز القصر لأحد لأن في ذلك إلغاء السبب الأصلي وهو الهمز واعتبار السبب العارض. وهو السكون.
" وبالآخرة " قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وحذف الهمزة.
وهذا مذهبه في كل همزة متحركة وقعت بعد ساكن صحيح كهذا، ونحو من آمن، وبعاد إرم، وخلوا إلى بشرط أن يكون الساكن آخر كلمة وألا يكون حرف مد وأن تكون الهمزة أول الكلمة الثانية، فإن كان الساكن حرف مد نحو وفي أنفسكم فلا نقل فيه بل فيه المد. وقرأ أيضا بالقصر والتوسط والإشباع في البدل، وهذا مذهبه في مد البدل لا فرق في ذلك بين البدل المحقق نحو آمنوا. أو المغير بالنقل نحو الإيمان والأولى. وابني آدم وألفوا آباءهم. وقد أوتيت. أو المغير بالإبدال نحو " لو كان هؤلاء آلهة " أو التسهيل نحو ءآلهتنا، وإنما لم يمنع التغير في الهمز من التوسط والمد نظرا لعروض هذا التغير، والمعتبر إنما هو الأصل، وأقوى الأوجه الثلاثة في البدل القصر فينبغي تقديمه على التوسط والطول. وقرأ كذلك بترقيق راء بالآخرة لوجود الكسرة الأصلية قبلها فيكون لورش في هذه الكلمة ثلاثة أحكام النقل ومد البدل والترقيق، وقرأ خلف عن حمزة وخلاد بخلاف عنه بالسكت على لام التعريف وصلا، وأما في الوقف فيجوز لكل منهما وجهان السكت والنقل ولا يجوز الوقف عليهما لحمزة من الروايتين بالتحقيق من غير سكت، وإذا وقف الكسائي على هذه الكلمة أمال ما قبل هاء التأنيث قولا واحدا.
واعلم أن مد البدل أقوى من المد العارض للسكون وعلى هذا يكون في هذه الآية لورش ستة أوجه قصر البدل وعليه في العارض ثلاثة أوجه القصر والتوسط والمد، وتوسط البدل عليه توسط العارض ومده - ومد البدل عليه مد العارض فقط.
[البدور الزاهرة: 19]
" أولئك " مد المتصل وقد سبق بيان مذاهب القراء العشرة فيه مستوفي. ولو وقف عليه حمزة يكون له فيه وجهان بالنسبة للهمزة الثانية، وهما تسهيلها مع المد والقصر.
" وأولئك " مثل الأول غير أن لحمزة أربعة أوجه عند الوقف عليه: تحقيق الهمزة الأولى أو تسهيلها بين الهمزة والواو، وعلى كل منهما تسهيل الثانية مع المد والقصر.
" عليهم ءأنذرتهم أم " قرأ قالون بخلف عنه والمكي وأبو جعفر بصلة ميم عليهم وءأنذرتهم وصلا ونظرًا لوجود الهمزة يكون المد عند هؤلاء الواصلين مدا منفصلا فيكون للمكي وأبي جعفر فيه القصر قولا واحدا، ويكون فيه لقالون القصر والمد وقد عرفت مقدار المد المنفصل عنده على المذهبين السابقين، وقرأ ورش كذلك بالصلة ولكن مع المد المشبع لأنه يمد المنفصل كذلك كما تقدم.
وقرأ حمزة ويعقوب بضم الهاء من عليهم وصلا ووقفا، والباقون بكسرها. وقرأ قالون وأبو عمرو وأبو جعفر بتسهيل الهمزة الثانية بينها وبين الألف مع إدخال ألف بينهما. وقرأ ابن كثير ورويس بتسهيل الثانية من غير إدخال، ولورش وجهان: الأول مثل المكي ورويس والثاني إبدالها ألفا، وحينئذ يلتقي ساكنان هذه الألف والنون التي بعدها فيمد مدا مشبعا بقدر ثلاث ألفات ولهشام وجهان كذلك وهما التحقيق والتسهيل مع الإدخال في كل منهما، وقرأ الباقون بالتحقيق بدون إدخال، وقرأ خلف عن حمزة بخلف عنه بالسكت على ميم عليهم وعلى ميم ءأنذرتهم، وصلا ووقفا، والسكت يكون من غير تنفس وهذا مذهبه في كل ساكن وقع آخر كلمة وأتت بعده همزة. وإذا وقف حمزة على ءأنذرتهم وحدها، كان له فيها وجهان تسهيل الهمزة الثانية وتحقيقها. أما إذا وقف على " عليهم ءأنذرتهم " فيكون لخلف أربعة أوجه السكت وتركه وعلى كل تسهيل الهمزة الثانية وتحقيقها. ويكون لخلاد وجهان فقط وهما تسهيل الهمزة وتحقيقها إذ لا سكت عنده.
واعلم أن حمزة لا نقل له في ميم الجمع في نحو ءأنذرتهم أم، بل له فيه وفي أمثاله التحقيق لخلف وخلاد، والسكت لخلف وحده كما تقدم.
المد الذي يكون بين الهمزتين عند من يمد مقداره ألف واحدة أي حركتان فقط وقد ذهب بعض العلماء إلى أن هذا المد من قبيل المد المتصل نظرا لوجود شرط المد وهو الألف وسببه وهو الهمز في كلمة واحدة. ولكن جمهور العلماء والمحققين على عدم الاعتداد بهذه الألف لأنها عارضة، وإنما أتى بها لتكون حاجزة بين الهمزتين ومبعدة لإحداهما عن الأخرى لصعوبة النطق بهمزتين متلاصقتين، فتأمل.
" غشاوة لهم " و " من يقول " قرأ خلف عن حمزة بإدغام التنوين في الواو، وإدغام النون الساكنة في الياء من غير غنة، وقرأ الباقون بالإدغام مع الغنة.
" آمنا بالله وباليوم الآخر " في كل من آمنا والآخر مد بدل وإن كان الأول محققا والثاني مغيرا بالنقل، والمعتمد وجوب التسوية بينهما وعدم التفرقة فيقصران معا ويوسطان ويمدان كذلك
[البدور الزاهرة: 20]
لورش وهكذا كل ما شابهه. وإذا نظرت إلى الوقف العارض في بمؤمنين كان لورش ستة أوجه قصر البدلين مع ثلاثة العارض وتوسطهما مع توسط العارض ومده ومدهما مع مد العارض ولا تنس ما في لفظ الآخر لخلف وخلاد عن حمزة وصلا ووقفا، وقد تقدم ذلك في وبالآخرة.
" بمؤمنين " أبدل همزة ورش والسوسي وأبو جعفر وصلا ووقفا وحمزة عند الوقف.
وحققه غيرهم مطلقا.
" وما يخدعون " قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بضم الياء وفتح الخاء وألف بعدها وكسر الدال والباقون بفتح الياء وإسكان الخاء بلا ألف وفتح الدال، وخلاف القراء إنما هو في الموضع الثاني المقيد بقوله تعالى " وما " وأما الموضع الأول وهو يخادعون الله فاتفقوا على قراءته كقراءة نافع ومن معه في الموضع الثاني.
" عذاب أليم " نقل ورش حركة الهمزة إلى ما قبلها ثم حذف الهمزة، ولخلف وجهان السكت على الساكن المفصول وتركه إن وصل أليم بما بعده فإن وقف على أليم كان له ثلاثة أوجه السكت والنقل وتركهما. وأما خلاد فليس له في الساكن المفصول إلا التحقيق من غير سكت إذا وصل أليم بما بعده فإن وقف عليه كان له وجهان النقل والتحقيق بلا سكت.
" يكذبون " قرأ الكوفيون بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال، والباقون بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال.
" قيل " في الموضعين، قرأ هشام والكسائي ورويس بإشمام كسرة القاف الضم. قال صاحب غيث النفع: وكيفية ذلك أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر، والباقون بكسرة خالصة. انتهى مع بعض زيادة.
" السفهاء ألا " قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بإبدال الهمزة الثانية واوا خالصة مفتوحة، والباقون بتحقيقها ولا خلاف بين القراء العشرة في تحقيق الأولى، وقد أشبعنا الكلام على ما يجوز من الأوجه في المد المتصل الموقوف عليه لكل القراء فارجع إليه عند قوله تعالى " بما أنزل إليك " أول هذه السورة.
بقى أن نبين لك ما لحمزة وهشام من الأوجه على مثل هذا فنقول: إن هشاما وحمزة يبدلان الهمزة ألفا عند الوقف من جنس ما قبله وحينئذ يجتمع ألفان فيجوز حذف إحداهما تخلصا من اجتماع ساكنين في كلمة واحدة، ويجوز إبقاؤهما لجواز اجتماع الساكنين عند الوقف. فعلى حذف إحداهما يحتمل أن يكون المحذوف الأولى وأن يكون الثانية فعلى تقدير أن المحذوف هي الأولى يتعين القصر لأن الألف حينئذ تكون مبدلة من همزة فلا يجوز فيها إلا القصر مثل بدأ وأنشأ عند الوقف لهما. وعلى تقدير أن المحذوف هي الثانية يجوز المد والقصر لأنه حرف مد وقع قبل همز مغير بالبدل ثم الحذف. وعلى إبقائهما يتعين المد بقدر
[البدور الزاهرة: 21]
ثلاث ألفات. ووجه ذلك أن في الكلمة ألفين الألف الأولى والألف الثانية المبدلة من الهمزة وتزاد ألف ثالثة للفصل بين الألفين فيمد ست حركات لأن مقدار الألف حركتان، وعلى هذا يكون في الوقف عليه وجهان القصر والمد. ويكون القصر على تقدير حذف الأولى أو الثانية.
ويكون المد على تقدير إبقاء الألفين أو حذف الثانية. وصرح العلماء بجواز التوسط فيه قياسا على سكون الوقف فيكون فيه ثلاثة أوجه عند إبدال الهمزة ألفا وهى القصر والتوسط والمد - وفيه وجهان آخران وهما تسهيل الهمزة بين بين مع رومها ويكون ذلك مع المد والقصر، ووجه اشتراط روم الهمزة مع تسهيلها وعدم الاكتفاء بالتسهيل أن الوقف بالحركة الكاملة لا يجوز فمجموع الأوجه الجائزة لهشام وحمزة في الوقف على السفهاء وأمثاله خمسة، وهذه الأوجه الخمسة تجوز أيضا في الوقف على الهمز المتطرف الواقع بعد ألف إذا كان مجرورا أيضا نحو من السماء.
واعلم أن هشاما يشارك حمزة في هذه الأوجه كلها ولا فرق بينه وبينه إلا في وجه التسهيل مع المد فإن حمزة يمد بمقدار ثلاث ألفات وهشاما بمقدار ألفين ولا يخفي أن الروم في هذا وأمثاله يكون بلا تنوين.
" وإذا خلوا إلى " فيه لورش وحمزة ما في " عذاب أليم " وصلا ووقفا.
" مستهزءون " هو مد بدل ففيه لورش الثلاثة: القصر والتوسط والمد وهذا عند الوصل، أما إذا وقف عليه فإذا كان يقرأ بمد البدل فلا يقف هنا إلا بالمد سواء اعتد بالعارض أم لا؛ لأن سبب المد لم يتغير حالة الوقف بل ازداد قوة بسبب سكون الوقف وإن كان يقرأ بتوسط البدل فله عند الوقف التوسط إن لم ينظر إلى العارض والمد إن نظر إليه. وإذا كان يقرأ بالقصر فله عند الوقف القصر إن لم يعتد بالعارض وله التوسط والطول إن اعتد به، وقس على هذا ما ماثله، ولحمزة عند الوقف ثلاثة أوجه الأول: تسهيل الهمزة بينها وبين الواو وهذا مذهب سيبويه. الثاني: إبدالها ياء خالصة وهذا مذهب الأخفش، الثالث: حذف الهمزة مع ضم الزاي، هذه هي الأوجه الصحيحة وهناك أوجه أخرى لا تصح القراءة بها، ولذا أهملنا ذكرها. وقرأ أبو جعفر بالحذف وضم الزاي مطلقا.
" يستهزئ " فيه وأمثاله نحو يبرئ وينشئ عند الوقف لهشام وحمزة خمسة أوجه تقديرا وأربعة عمليا.
الأول: إبدال الهمزة ياء ساكنة على القياس.
الثاني: تسهيلها بين بين مع الروم.
الثالث: إبدالها ياء مضمومة على الرسم وعلى مذهب الأخفش ثم تسكن للوقف فيتحد هذا الوجه مع الوجه الأول في العمل ويختلف في التقدير. الرابع: كالثالث ولكن مع الإشمام.
[البدور الزاهرة: 22]
الخامس: إبدالها ياء مضمومة أيضا مع الروم.
" أضاءت " لحمزة عند الوقف عليه تسهيل الهمزة الثانية مع المد والقصر، وقس على هذا نظائره من كل همزة وقعت متوسطة بعد ألف سواء كانت مفتوحة كهذا أم مضمومة نحو نساؤكم أم مكسورة نحو نسائكم - وليس لهشام في مثل هذا إلا التحقيق لأنه إنما يشارك حمزة في تغيير الهمز المتطرف فحسب.
" لا يرجعون " اتفق الأئمة العشرة على القراءة في هذا الموضع بفتح الياء وكسر الجيم.
" لا يبصرون " قرأ ورش بترقيق الراء. وكذا يرقق كل راء مفتوحة أو مضمومة وقعت في وسط الكلمة أو في آخرها بشرط أن يكون قبلها كسرة أصلية أو ياء ساكنة، نحو فراشا والطير ويغفر وسيروا وهذا إذا لم يقع بعدها حرف استعلاء ولم تتكرر فإن وقع بعدها حرف استعلاء أو تكررت فإنها تفخم لجميع القراء نحو الصراط وفرارا، ولا يشترط مباشرة الكسرة للراء فإن حال بين الكسرة والراء ساكن فإنها ترقق له أيضا لأن الساكن حاجز غير حصين نحو إكراه والذكر بشرط ألا يكون هذا الساكن حرف استعلاء فإن كان حرف استعلاء وجب تفخيمها نحو إصرا، ووقرا، واستثنوا من حروف الاستعلاء الخاء فقط فألحقوها بحروف الاستفال لضعفها بالهمس ولذلك رققوا " إخراج " حيث وقع. وإن وقع بعدها حرف استعلاء فخمت أيضًا للجميع نحو إعراضا؛ وهناك كلمات خرجت عن هذه القواعد سنقفك عليها في مواضعها إن شاء الله تعالى.
" من السماء " فيه عند الوقف عليه لحمزة وهشام ما في " السفهاء " من الأوجه.
" فيه " وصل الهاء ابن كثير وحده.
" ظلمات ورعد وبرق يجعلون " أدغم خلف عن حمزة بلا غنة والباقون مع الغنة.
" أضاء " فيه عند الوقف لحمزة وهشام إبدال الهمزة مع القصر والتوسط والمد وليس فيه غير ذلك، وكذا الحكم في كل همز متطرف مفتوح وقع بعد ألف نحو شاء وجاء وهكذا.
" أظلم " غلظ ورش اللام.
" وأبصارهم " فيه عند الوقف عليه لحمزة وجهان: تحقيق الهمزة وتسهيلها وكذلك الحكم في كل همز اعتبر متوسطا بسبب دخول حرف من الحروف الزوائد عليه، وهي ها نحو هأنتم ويا نحو يا آدم، واللام نحو لأنفسكم. والباء نحو بأبصارهم. والواو كهذا والفاء نحو فإذا. والهمزة نحو ءأنذرتهم، والسين نحو سأصرف، والكاف نحو كأنهم. ولام التعريف نحو الأنهار.
فالحروف الزوائد الواقعة في القرآن عشرة كما علمت، والتغيير في الهمز الواقع بعدها يكون حسب القواعد فيكون بإبدال الهمزة المفتوحة بعد الكسر ياء خالصة نحو بأسمائهم. وبإبدال
[البدور الزاهرة: 23]
المضمومة بعد الكسر ياء خالصة مضمومة أو تسهيلها بين بين نحو ولأتم، وبتسهيل البواقي بين بين. والتغيير في الهمز الواقع بعد لام التعريف لا يكون إلا بالنقل.
" شيء " قرأ ورش بالتوسط والمد وصلا ووقفا وكذا في كل ما ماثله من كل لين وقع بعده همزة في كلمة واحدة سواء كان حرف اللين ياء كهذا وكهيئة أو واوا نحو السوء بفتح السين وإذا وقفت على مثل هذا فله فيه أربعة أوجه التوسط والطول وعلى كل منهما السكون المحض والروم. فإذا كان مرفوعا كان له عند الوقف ستة أوجه: التوسط والمد وعلى كل السكون المحض والروم والإشمام، أما إذا كان منصوبا نحو شيئا فليس له فيه إلا الوجهان التوسط والطول. وأما خلف عن حمزة فله في هذا اللفظ السكت قولا واحدا عند الوصل سواء كان منصوبا أم مجرورًا أم مرفوعا، ولخلاد وجهان عند الوصل أيضا السكت وتركه، وأما عند الوقف فان كان منصوبا فلحمزة فيه وجهان " الأول: النقل أي نقل حركة الهمزة إلى الياء وحذف الهمزة، الثاني: الإدغام أي إبدال الهمزة ياء وإدغام الياء التي قبلها فيها، وهذا مذهب حمزة في الوقف على كل كلمة فيها همزة وكان قبلها ياء أصلية كما هنا فله فيها النقل والإدغام. وإن كان مجرورًا كما هنا فله فيه أربعة أوجه النقل والإدغام. وعلى كل منهما السكون المحض والروم.
وإن كان مرفوعا فله فيه ستة أوجه: النقل والإدغام وعلى كل منهما السكون المحض والإشمام والروم.
" يأيها " مد منفصل وتقدمت مذاهب القراء فيه: ولو وقف عليه لحمزة كان فيه ثلاثة أوجه: تحقيق الهمزة مع المد، وتسهيلها مع المد، والقصر لأنه متوسط بحرف من الحروف الزوائد.
" فراشًا " رقق ورش راءه.
" بناءًا " ليس لورش فيه مد بدل لأن الألف فيه مبدلة من التنوين لأجل الوقف فهي عارضة فلا يعتد بها، وهكذا جميع ما ماثله نحو دعاء ونداء وهزؤا وملجأ. ولحمزة فيه عند الوقف تسهيل الهمزة مع المد والقصر كما في أضاءت، ولا شيء فيه لهشام نظرا لتوسط الهمز بالألف المبدلة من التنوين وإن لم يكن لها صورة.
" فأتوا " أبدل همزة في الحالين ورش والسوسي وأبو جعفر وفي الوقف فقط حمزة وليس له فيه إلا الإبدال وإن كانت الفاء فيه زائدة نظرا لعدم إمكان النطق بالهمزة إلا متصلة بالفاء فكأن الهمزة في هذه الحال متوسطة بنفسها، وقس على هذا ما أشبهه.
" شهداءكم " فيه لحمزة وقفا ما في بناء.
" الأنهار " لا نخفي ما فيه من النقل لورش وصلا ووقفا. وفيه لخلف عن حمزة وصلا السكت فقط، ووقفا السكت والنقل، وفيه لخلاد وصلا السكت وتركه، ووقفا السكت والنقل كخلف وليس فيه تحقيق من غير سكت. قال ابن الجزري: لا أعلم هذا الوجه - التحقيق من
[البدور الزاهرة: 24]
غير سكت - في كتاب من الكتب، ولا في طريق من الطرق - عن حمزة لأن أصحاب عدم السكت على لام التعريف عن حمزة أو عن أحد من رواته حالة الوصل مجمعون على النقل وقفا لا أعلم بين المتقدمين في هذا خلافا منصوصا يعتمد عليه، وقد رأيت بعض المتأخرين يأخذ بهذا لخلاد اعتمادا على بعض شروح الشاطبية، ولا يصح ذلك في طريق من طرقها، انتهى.
" خالدون " منتهى الربع بالإجماع.
الممال
هدى معا لدى الوقف عليهما وبالهدى أمال الثلاثة الأصحاب، وقللها ورش بخلف عنه، أبصارهم معا أمالهما أبو عمرو ودوري على، وقللهما ورش بلا خلاف، بالكافرين وللكافرين أمالهما أبو عمرو ودوري الكسائي ورويس وقللهما ورش بلا خلاف. الناس المجرور أماله دوري أبي عمرو وحده. فزادهم أماله ابن ذكوان وحمزة، شاء أماله ابن ذكوان وحمزة وخلف، طغيانهم وآذانهم أمالهما دوري على. غشاوة أمالها الكسائي بلا خلاف. ومطهرة أمالها بالخلاف.
" وههنا فوائد ".
" الأولى " ذكرنا ضمن الممال قولا واحدا للأصحاب لفظ هدى المنون عند الوقف عليه وهذا هو الصواب.
وأما ما ذكره الشاطبي من الخلاف في إمالته في قوله: وقد فخموا التنوين وقفا - الخ، ومراده بالتفخيم الفتح وبالترقيق الإمالة - فهو مذهب نحوي لا أدائي دعا إليه القياس لا الرواية كما قاله المحقق ابن الجزري ولذا لم يذكر الداني وغيره من أئمة الفن في كتاب الإمالة سوى الإمالة في هذا اللفظ وأمثاله، قال صاحب (غيث النفع) وقد حكى غير واحد من أئمتنا الإجماع على هذا.
" الثانية " ذكرنا أن الكسائي يميل غشاوة قولا واحدا، ومطهرة بخلف عنه. وذلك أن للكسائي في إمالة هاء التأنيث أو ما قبلها في الوقف مذهبين: الأول وهو المختار أنها تمال إذا وقع قبلها حرف من حروف " فجثت زينب لذود شمس " وهى خمسة عشر حرفا نحو خليفة وبهجة وثلاثة وميتة وأعزة وخشية وجنة وحبة وليلة ولذة وقوة وبلدة وعيشة ورحمة وخمسة.
وكذلك تمال إذا وقع قبلها حرف من الحروف الأربعة المجموعة في لفظ " أكهر " بشرط أن يقع قبل كل حرف منها ياء ساكنة أو كسرة متصلة أو منفصلة بساكن نحو كهيئة وفئة والمؤتفكة، وآلهة، ووجهة وكبيرة ولعبرة، وتفتح إذا وقع قبلها حرف من الحروف العشرة
[البدور الزاهرة: 25]
المجموعة في قول الشاطبي " حق ضغاط عص خظا " نحو النطيحة وطاقة وبعوضة وصبغة والصلاة وبسطة وسبعة وخالصة وموعظة والصاخة، وكذلك تفتح إذا كان قبلها حرف من حروف " أكهر " ولم يكن قبلها ياء ساكنة أو كسرة متصلة أو منفصلة بساكن نحو النشأة وبراءة وامرأة والشوكة وببكة والتهلكة ومباركة وسفاهة وحسرة والعمرة والحجارة وسفرة، والمذهب الثاني: أنها تمال عند جميع حروف الهجاء ما عدا الألف.
وقد اختلف العلماء في إمالة هاء التأنيث عند الكسائي هل هي ممالة مع ما قبلها أو الممال ما قبلها فقط، فذهب إلى الأول بعض العلماء ومنهم الداني والشاطبي، وذهب الجمهور إلى الثاني وجعل ابن الجزري هذا الخلاف لفظيا حيث قال: ولا يمكن أن يكون بين القولين خلاف فباعتبار حد الإمالة وأنه تقريب الفتحة من الكسرة والألف من الياء فإن هذه الهاء لا يمكن أن يدعى تقريبها من الياء ولا فتحة فيها فتقرب من الكسرة، وهذا مما لا يخالف فيه الداني ومن حذا حذوه، وباعتبار أن الهاء إذا أميل ما قبلها فلابد أن يصحبها في صورتها حال من الضعف خفي يخالف حالها إذا لم يكن قبلها ممال وإن لم يكن الحال من جنس التقريب إلى الياء فسمي ذلك المقدار إمالة، وهذا ممالا يخالف فيه الجمهور انتهى.
" الثالثة " ذكرنا في الممال أن لفظ الناس المجرور يميله دوري أبي عمرو قولا واحدًا ولا إمالة فيه لغيره، وهذا هو الصواب الذي لا معدل عنه، وأما قول الشاطبي: وخلفهم في الناس في الجر حصلا، فقد قال فيه العلماء إن الخلاف موزع، ومعنى كلامه أنه اختلف عن أبي عمرو فروى عنه الدوري الإمالة، وروى عنه السوسي الفتح، والله أعلم.
المدغم
" الصغير " فما ربحت تجارتهم لجميع القراء.
" الكبير " الرحيم ملك. فيه هدى، قيل لهم معا لذهب بسمعهم، خلقكم، جعل لكم، وقد وافق رويس السوسي على إدغام لذهب بسمعهم ولكن بخلف عنه.
" وهنا فوائد "
" الأولى " إذا ذكرت شيئا من الإدغام الصغير فسأعزوه لقارئه، وأما الإدغام الكبير فأترك عزوه لأنه معلوم أنه للسوسى وحده من طريق الشاطبية وأصلها في جميع الأمصار والأعصار.
" الثانية " إذا كان قبل الحرف المدغم حرف علة سواء كان حرف مد ولين أم حرف لين فقط فيجوز فيه من الأوجه ما يجوز عند الوقف من القصر والتوسط والمد. فلا فرق عندهم بين المسكن للإدغام والمسكن للوقف. ومن الإشارة بالروم والإشمام، ففي نحو يقول ربنا سبعة أوجه وفي نحو الصالحات سندخلهم أربعة أوجه، وكلها معروفة. وفي نحو كيف فعل ثلاثة أوجه
[البدور الزاهرة: 26]
فقط، وإذا لم يكن قبل الحرف المدغم حرف علة فان كان منصوبا فلا شيء فيه سوى الإدغام الخالص نحو وشهد شاهد. وإن كان مضموما نحو سيغفر لنا ففيه ثلاثة أوجه: الإدغام المحض بلا روم ولا إشمام؛ والإدغام المحض مع الإشمام، والإدغام غير المحض مع الروم. وإن كان مجرورا نحو إلى الجنة زمرا ففيه وجهان: الإدغام الخالص من غير إشمام ولا روم، والإدغام غير الخالص مع الروم.
وقد منع العلماء الروم والإشمام في الحرف المدغم إذا كان باء والمدغم فيه باء أو ميم نحو نصيب برحمتنا ويعذب من، أو كان ميما والمدغم فيه ميم أو باء نحو يعلم ما وأعلم بكم، ومنع بعض أهل الأداء الروم والإشمام في الفاء المدغمة في مثلها نحو تعرف في، ووجه منع الروم والإشمام في الباء والميم والفاء أن هذه الحروف تخرج من الشفة، وحينئذ يتعذر فعلهما في الإدغام دون الوقف، وذهب بعض المحققين إلى جواز الروم في الصور السابقة دون الإشمام، والمراد بالروم هنا الإخفاء والاختلاس، وهو الإتيان بمعظم الحركة.
واعلم أن هناك فرقا بين الإشمام في باب الوقف والإشمام هنا، فالإشمام في باب الوقف هو ضم الشفتين عقب إسكان الحرف المضموم إشارة إلى أن حركة هذا الساكن هي الضم.
وأما الإشمام في هذا الباب فهو ضم الشفتين مع مقارنة النطق بالإدغام. ولا يعزب عن ذهنك أن الإشمام خاص بالحروف المضمومة والمرفوعة فحسب، وأن الروم يدخل المرفوعة والمضمومة والمجرورة والمكسورة. ولا تخفى عليك الأمثلة، والله تعالى أعلم.
" أن يضرب " أدغمه خلف عن حمزة بغير غنة، والباقون مع الغنة، ومثله كثيرا ويهدي به كثيرا وما الخ...
" كثيرا معا " رقق راءهما ورش.
" به إلا " هو منفصل وإن لم يكن حرف المد ثابتا رسما فيكفي ثبوته في اللفظ.
" يوصل " فخم ورش لامه وصلا، وله عند الوقف وجهان: الترقيق، والتفخيم، والثاني أرجح نظرًا لعروض السكون، وللدلالة على حكم الوصل.
" الخاسرون " رقق راءه ورش.
" ثم إليه ترجعون " وصل ابن كثير هاء الضمير وصلا. وقرأ يعقوب ترجعون بفتح التاء وكسر الجيم على البناء للفاعل، والباقون بضم التاء وفتح الجيم على البناء للمفعول.
" فسواهن " وقف يعقوب عليه بهاء السكت، وغيره بحذفها.
" وهو " قرأ قالوون وأبو جعفر والبصري وعلى بسكون الهاء والباقون بالضم، ووقف عليه يعقوب بهاء السكت.
" إني جاعل " لا خلاف بين القراء في إسكان يائه.
[البدور الزاهرة: 27]
" إني أعلم " هذه أول ياء إضافة وقعت في القرآن الكريم، وقد قرأ بفتحها وصلا نافع والمكي والبصري وأبو جعفر وإذا وقفوا أسكنوها كما هو ظاهر، وقد فرق العلماء بين ياءات الزوائد وياءات الإضافة بفروق ثلاثة: الأول: أن ياءات الإضافة ثابتة في رسم المصاحف بخلاف ياءات الزوائد. الثاني: أن ياءات الإضافة زائدة على الكلمة فلا تكون لامًا لها أبدا فهي كهاء الضمير وكافه. وياءات الزوائد تكون أصلية وزائدة فتجيء لاما للكلمة نحو يسر ويوم يأت والداع والمناد.
الثالث: أن الخلاف في ياء الإضافة دائر بين الفتح والإسكان؛ وفي الزوائد دائر بين الحذف والإثبات.
" آدم " لا يخفى ما فيه لورش من البدل وكذا ما في " أنبئوني " وكذا ما في الأسماء لورش وحمزة وصلا ووقفا.
" أنبئوني " فيه لحمزة عند الوقف ثلاثة أوجه: التسهيل بين بين، والإبدال ياء خالصة.
والحذف ولأبي جعفر الحذف في الحالين.
" هؤلاء إن " فيه همزتان متفقتان من كلمتين، وقد اختلف فيهما مذاهب القراء، وإليك بيانها مفصلة.
قرأ قالون والبزي بتسهيل الأولى مع المد والقصر، ووجه المد النظر للأصل ووجه القصر الاعتداد بعارض التسهيل. ومن القواعد المقررة أن كل حرف مد وقع قبل همز مغير بأي نوع من أنواع التغيير يجوز مده على الأصل وقصره رعاية للتغيير العارض، ولقالون في هاء التنبيه القصر والتوسط لأنه مد منفصل، فعلى القصر يجوز مد أولاء وقصره لما ذكر، وعلى المد يتعين مد أولاء لأن مده من قبيل المتصل ومدها من قبيل المنفصل، وسبب المتصل ولو كان متغيرا أقوى من سبب المنفصل فلا يصح قصر الأقوى مع مد الأضعف وعلى هذا يصير لقالون ثلاثة أوجه فإذا ضربت في وجهي الصلة والسكون في ميم الجمع تصير الأوجه ستة فإذا ضربت هذه في ثلاثة صادقين فتصير
[البدور الزاهرة: 28]
الأوجه ثمانية عشر وجها وكلها صحيحة مقروء بها، وللبزي وجهان: تسهيل الأولى مع المد والقصر وعلى كل ثلاثة صادقين فتصير أوجهه ستة، وهى صحيحة أيضا.
وقرأ ورش وقنبل وأبو جعفر ورويس بتسهيل الثانية بين بين، ولورش وقنبل وجه آخر: وهو إبدالها حرف مد من جنس حركة ما قبلها، أي إبدالها ياء ساكنة فيمد للساكن طويلا ولورش وحده وجه ثالث وهو إبدالها ياء مكسورة خالصة فيكون لورش ثلاثة أوجه فإذا ضربت في ثلاثة البدل آدم وأنبئوني تصير الأوجه تسعة، فإذا نظرت إلى صادقين تصير الأوجه ثمانية عشر وجها قصر البدل وعليه ثلاثة هؤلاء وعلى كل منها ثلاثة صادقين فتصير الأوجه على قصر البدل تسعة ثم توسط البدل وعليه ثلاثة هؤلاء وعلى كل منها التوسط والمد في صادقين فتصير أوجه التوسط في البدل ستة ثم مد البدل وعليه ثلاثة هؤلاء مع مد صادقين فتصير أوجه مد البدل ثلاثة فقط فمجموع الأوجه ثمانية عشر وجها، هذا هو الصحيح.
ولقنبل في الآية ستة أوجه: تسهيل الثانية أو إبدالها حرف مد وعلى كل ثلاثة صادقين.
ولأبى جعفر ورويس في الآية ثلاثة أوجه وهى أوجه صادقين على تسهيل الهمزة الثانية.
وقرأ أبو عمرو بإسقاط إحدى الهمزتين، والجمهور على أن الساقطة الأولى، وذهب البعض إلى أنها الثانية، وعلى قول الجمهور يكون لأبى عمرو في أولاء القصر والمد عملا بقاعدة...
" وإن حرف مد قبل همز مغير " إلخ.
وعلى هذا يكون للسوسي وجهان فقط: التغيير بالإسقاط مع القصر والمد لأنه يقصر المنفصل قولا واحدا فإذا ضرب هذان الوجهان في ثلاثة صادقين تكون أوجهه ستة ويشترك معه الدوري في هذه الأوجه إذا قصر المنفصل. وأما إذا مده فلا يكون له في أولاء إلا المد لأننا إذا جرينا على مذهب الجمهور وهو أن الساقطة الأولى يكون مد أولاء من قبيل المنفصل فحينئذ يجب تسويته بالمنفصل قبله. وإذا جرينا على أن الساقطة الثانية على مذهب البعض يكون المد من قبيل المتصل وحينئذ لا يسوغ قصره بحال. والخلاصة أن مد أولاء مختلف في كونه منفصلا أو متصلا، وعلى كلتا الحالتين لا يجوز قصره مع مد المنفصل قبله لأنه إن قدر منفصلا وجبت تسويته بما قبله وإن قدر متصلا وجب مده في ذاته ولو قصر ما قبله فما بالك إذا مد، وقرأ الباقون بتحقيقهما.
واعلم أن محل اختلاف القراء في الهمزتين من كلمتين في تغيير الأولى أو الثانية إنما هو في حال وصل إحداهما بالأخرى أما عند الوقف على الأولى فيتعين تحقيقهما للجميع كما يتعين تحقيق الثانية حين الابتداء بها. واعلم أن لحمزة عند الوقف على هؤلاء خمسة عشر وجها، وبيانها أن الهمزة الأولى فيها التحقيق مع المد والتسهيل مع المد والقصر، وعلى كل من هذه الأوجه الثلاثة تجرى الأوجه الخمسة في الهمزة الأخيرة وقد سبق بيانها فتكون الأوجه خمسة عشر وجها، وقد منع العلماء منها وجهين: الأول تسهيل الأولى مع المد مع تسهيل الثانية بالروم مع القصر. الثاني تسهيل الأولى مع القصر مع تسهيل الثانية بالروم مع المد. ولهشام حالة الوقف خمسة الثانية ولا شيء له في الأولى.
" يآدم " لا يخفى ما فيه لورش، وفيه لحمزة وقفا تحقيق الهمزة مع المد وتسهيلها مع المد والقصر.
" أنبئهم " أجمع القراء العشرة على تحقيق همزه وصلا ووقفا إلا حمزة فأبد له في الوقف مع ضم الهاء وكسرها والوجهان صحيحان.
" بأسمائهم " فيه لحمزة وقفا أربعة أوجه تحقيق الأولى وإبدالها ياء خالصة وعلى كل تسهيل الثانية مع المد والقصر.
" أنبأهم " فيه لحمزة وقفا التسهيل في الهمزة الثانية فقط.
" إني أعلم " حكمها حكم الأولى وقد سبق بيانه.
[البدور الزاهرة: 29]
" والأرض " لا يخفى ما فيه لورش وحمزة في الحالين.
" للملائكة اسجدوا " قرأ أبو جعفر بضم تاء الملائكة وصلا والباقون بكسرها، وفيه لحمزة وقفا التسهيل مع المد والقصر.
" لآدم " فيه لحمزة وقفا تحقيق الهمزة وإبدالها ياء محضة، ولا يخفى ما فيه لورش وقد اجتمع في هذه الآية بدل وذات ياء.
وهي أبي. ولورش فيهما أربعة أوجه قصر البدل وعليه فتح ذات الياء وتوسط البدل مع تقليل ذات الياء والمد مع الفتح والتقليل وهكذا الحكم في كل موضع اجتمع فيه بدل وذات ياء وتقدم البدل على ذات الياء كما هنا، فإن تأخر البدل كما في قوله تعالى " فتلقى آدم " فعلى فتح ذات الياء قصر البدل ومده، وعلى التقليل التوسط والمد.
" شئتما " أبدل همزه وصلا ووقفا السوسي وأبو جعفر وعند الوقف حمزة. وحققه الباقون.
" فأزلهما " قرأ حمزة بزيادة ألف بعد الزاي وتخفيف اللام والباقون بحذف الألف وتشديد اللام ولحمزة وقفا تحقيق الهمزة وتسهيلها.
" فتلقى آدم من ربه كلمات "
قرأ ابن كثير بنصب آدم ورفع كلمات، والباقون برفع آدم ونصب كلمات بالكسرة الظاهرة لأنه جمع مؤنث سالم، وقد تقدم ما فيه لورش من حيث البدل وذات الياء.
" يأتينكم " أبدله ورش والسوسي وأبو جعفر في الحالين وحمزة عند الوقف.
" فلا خوف عليهم "
قرأ يعقوب بفتح الفاء بلا تنوين، والباقون بالرفع والتنوين. وضم حمزة ويعقوب هاء عليهم وصلا ووقفا.
" بآياتنا " فيه لحمزة وقفا تحقيق الهمزة وإبدالها ياء خالصة، وفيه البدل لورش بأوجهه الثلاثة
" إسرائيل " لا تمد فيه الياء لورش لأنه مستثنى من البدل. ولا ترقق راؤه لأنه اسم أعجمي وفيه لأبي جعفر التسهيل مع المد والقصر وصلا ووقفا. ولحمزة الوجهان عند الوقف فقط.
" نعمتي التي " أجمع العشرة على فتح يائه.
" بعهدي أوف بعهدكم " أجمعوا على إسكان يائه.
" فارهبون وفاتقون ".
قرأ يعقوب بإثبات ياء زائدة فيهما في الحالين، والباقون بالحذف كذلك.
" الصلاة " فخم اللام ورش:
" الراكعين " آخر الربع.
[البدور الزاهرة: 30]
الممال
استوى، فسواهن، أبى، فتلقى هدى، عند الوقف، أمال الجميع الأصحاب، وقللها ورش بخلف عنه، فأحياكم، أمالها على وقللها ورش بخلف عنه، هداي، أمالها دوري على وقللها ورش بخلفه، النار أمالها أبو عمرو والدوري، وقللها ورش بلا خلاف، الكافرين أمالها أبو عمرو والدوري ورويس وقللها ورش بلا خلاف، خليفة فيها الإمالة للكسائي قولا واحدا، ولا تقليل ولا إمالة لأحد في: أول كافر به.
المدغم
الكبير: قال ربك، ونحن نسبح بحمدك، لك قال؛ أعلم ما معا. حيث شئتما، آدم من، إنه هو.
" تنبيهات: الأول " كل ما يمال وصلا فهو وقفا كذلك، فإذا وقفت على نحو النار والأبرار والناس والمحراب وما إلى ذلك مما أميل من أجل الكسرة المتطرفة فأمله لمن مذهبه الإمالة وصلا وقلله لمن مذهبه التقليل وصلا. ولا تعتبر السكون مانعا من الإمالة أو التقليل لأنه عارض.
" الثاني ": إذا وقع قبل الحرف المدغم ساكن صحيح نحو ونحن نسبح بحمدك، في المهد صبيا، خذ العفو وأمر، من العلم مالك، ففيه مذهبان: الأول مذهب المتقدمين وهو: إلحاقه بما ليس قبله ساكن صحيح فيجوز فيه الإدغام المحض، كما يجوز فيه الإشارة بالروم والإشمام إن كان مرفوعا أو مضموما. وبالروم فقط إن كان مجرورًا أو مكسورا، والثاني مذهب كثير من متأخري أهل الأداء: وهو اختلاس حركته وعدم إدغامه إدغاما محضا، وحجتهم في ذلك أن في إدغامه إدغاما خالصا جمعا بين الساكنين على غير حده وذلك أنه لا يجوز الجمع بين الساكنين إلا إذا كان الأول منهما حرف علة سواء كان حرف مد ولين أم حرف لين فقط، أما إذا كان الأول ساكنا صحيحا فلا يجوز إلا حالة الوقف فقط نظرا لعروض السكون.
وهؤلاء محجوجون بما ثبت من القراءات المتواترة التي فيها الجمع بين الساكنين وصلا كقراءة أبي جعفر في فنعما هي، ويخصمون، أمن لا يهدي، وقد صحح المحقق ابن الجزري المذهبين.
" الثالث ": ذكرنا ضمن المدغم: إنه هو، وهذا هو الصحيح المقروء به لوجود شرط الإدغام وهو التقاء المدغم بالمدغم فيه خطا. ولأن الصلة عبارة عن إشباع حركة الهاء تقوية لها فلم يكن لها استقلال، ولهذا تحذف للساكن فلم يعتد بها. وقد تقدم أن السوسي له في مثل " حيث شئتما " سبعة أوجه: القصر والتوسط والمد مع السكون المحض ومثلها مع الإشمام والروم مع القصر فلا تغفل.
[البدور الزاهرة: 31]
" أتأمرون " أبدل همزه وصلا ووقفا ورش والسوسي وأبو جعفر وحمزة عند الوقف
" والصلاة " تقدم قريبا.
" لكبيرة إلا " فيه لورش ترقيق الراء والنقل. وفيه السكت، وتركه لخلف عن حمزة.
" إسرائيل " سبق قريبا.
" شيئا " لورش فيه التوسط والمد وصلا ووقفا، ولخلف عن حمزة السكت قولا واحدا وصلا، ولخلاد السكت وتركه وصلا أيضا. ولحمزة فيه بتمامه عند الوقف وجهان: الأول نقل حركة الهمزة إلى الياء وحذف الهمزة فيصير النطق بياء مفتوحة خفيفة بعدها ألف، الثاني إبدال الهمزة ياء وإدغام الياء التي قبلها فيها فيصير النطق بياء مشددة بعدها ألف.
" ولا يقبل " قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بالتاء الفوقية على التأنيث، والباقون بالياء التحتية على التذكير.
" سوء " فيه لحمزة وهشام وقفا وجهان: الأول نقل فتحة الهمزة إلى الواو ثم تسكن للوقف.
الثاني إبدال الهمزة واوا مع إدغام الواو التي قبلها فيها.
" أبناءكم " فيه لحمزة وقفا تسهيل الهمزة الثانية مع المد والقصر ومثله " نساءكم ".
" بلاء " فيه لحمزة وهشام وقفا خمسة أوجه ثلاثة الإبدال والتسهيل بالروم مع المد والقصر وقد سبق مثله.
" واعدنا " قرأ أبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب بحذف الألف بعد الواو، والباقون بإثباته.
" بارئكم " قرأ أبو عمرو بخلف عن الدوري بإسكان الهمزة، والوجه الثاني للدوري هو اختلاس حركتها وهو الإتيان بمعظمها وقدر بثلثيها، ولا إبدال فيه للسوسي نظرا لعروض السكون.
ولم يذهب إلى الإبدال إلا ابن غلبون فلا يقرأ به لانفراده به. وإذا وقف عليه لحمزة كان فيه وجه واحد، وهو التسهيل بين بين.
" نؤمن " إبداله ظاهر، ومثله " شئتم ".
" وظللنا " غلظ ورش اللام الأولى المشددة ومثله لام " ظلمونا ".
" نغفر لكم خطاياكم ".
قرأ نافع وأبو جعفر بياء تحتية مضمومة مع فتح الفاء. وقرأ ابن عامر بتاء فوقية مضمومة مع فتح الفاء. والباقون بالنون المفتوحة والفاء المكسورة. واتفق العشرة على قراءة " خطاياكم " هنا على وزن قضاياكم.
" قولا غير الذي قيل "
قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين في الغين مع الغنة، والباقون بالإظهار. ورقق ورش راء غير ولا يخفى ما في قيل.
" يفسقون " آخر الربع.
[البدور الزاهرة: 32]
الممال لفظ موسى كله، موسى الكتاب حين الوقف عليه. السلوى، أمال ذلك كله بلا خلاف الأخوان وخلف، وقلله البصري وورش بخلف عنه، وأمال الدوري عن الكسائي لفظ بارئكم معا ولا تقليل فيه لورش، ونرى الله عند الوقف على نرى يميله الأخوان وخلف والبصري بلا خلاف ويقلله ورش بلا خلاف كذلك. وأما عند وصل نرى بلفظ الجلالة فلا إمالة فيه إلا للسوسي وحده بخلف عنه وحينئذ يجوز له في لفظ الجلالة الترقيق والتفخيم. فيكون له ثلاثة أوجه: الفتح ويتعين عليه تفخيم لفظ الجلالة. والإمالة وعليها الترقيق والتفخيم في لفظ الجلالة. وهذا بخلاف ما إذا رققت الراء لورش قبل لفظ الجلالة نحو أفغير الله أبتغي. ولذكر الله، فلا يجوز في لفظ الجلالة إلا التفخيم لوقوعه بعد فتح أو ضم. ولا عبرة بترقيق الراء، وهذا إذا وجدت الألف وحذفت للساكن لفظا، أما إذا حذفت الألف وصلا ووقفا للجازم نحو: أو لم ير الإنسان فلا إمالة فيه لأحد، ويوقف على الراء بالسكون. خطاياكم أمال الألف التي بعد الياء الكسائي وحده وقللها ورش بخلف عنه.
المدغم
" الصغير " اتخذتم. أظهر الذال ابن كثير وحفص ورويس وأدغمها الباقون، نغفر لكم: أدغم الراء في اللام أبو عمرو بخلف عن الدوري.
" الكبير " ويستحيون نساءكم، من بعد ذلك، إنه هو، نؤمن لك، حيث شئتم، قيل لهم.
" لن نصبر " رقق الراء ورش في الحالين، وغيره وقفا فقط.
" طعام واحد " أدغم خلف عن حمزة التنوين في الواو بلا غنة وأدغم غيره مع الغنة.
" وخير " رقق الراء ورش مطلقا، وغيره وقفا.
" اهبطوا مصرا " لا خلاف في تفخيم رائه لأن الفاصل حرف استعلاء.
" سألتم " فيه لحمزة عند الوقف التسهيل فقط.
" عليهم الذلة " قرأ البصري بكسر الهاء والميم وصلا وبكسر الهاء وإسكان الميم وقفا، وقرأ حمزة ويعقوب بضم الهاء والميم وصلا وبضم الهاء وإسكان الميم وقفا، وقرأ الكسائي وخلف بضم الهاء والميم وصلا وبكسر الهاء وإسكان الميم وقفا، وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم وصلا وبكسر الهاء وإسكان الميم وقفا.
" وباؤا بغضب " لا يخفى ما فيه من البدل لورش ولحمزة في الوقف عليه التسهيل مع المد والقصر.
[البدور الزاهرة: 33]
" النبيين " قرأ نافع بالهمز، والباقون بالياء المشددة، ولا يخفى ما فيه من البدل لورش.
" والصابئين " قرأ نافع وأبو جعفر بحذف الهمزة، والباقون بإثباتها، ولحمزة فيه وقفا وجهان الأول كمنافع؛ والثاني التسهيل بين بين.
" قردة خاسئين " رقق ورش راء قردة، وأخفى أبو جعفر التنوين في الخاء مع الغنة، والوقف على خاسئين لحمزة كالوقف على الصابئين.
" يأمركم " إبدال همزة لا يخفى، وقرأ البصري بخلف عن الدوري بإسكان الراء، والوجه الثاني للدوري اختلاس ضمة الراء، والباقون بالضمة الكاملة.
" هزوا " قرأ حفص بالواو بدلا من الهمزة وصلا ووقفا مع ضم الزاي وقرأ خلف العاشر بإسكان الزاي مع الهمز وصلا ووقفا. وقرأ حمزة بإسكان الزاي مع الهمز وصلا، وله في الوقف وجهان الأول: نقل حركة الهمزة إلى الزاي وحذف الهمزة فيصير النطق بزاي مفتوحة بعدها ألف، الثاني: إبدال الهمزة واوا على الرسم، وقرأ الباقون بضم الزاي مع الهمز وصلا ووقفا.
" ما هي " معا وقف عليه يعقوب بهاء السكت قولا واحدا.
" تؤمرون " إبداله جلي لورش والسوسي وأبي جعفر مطلقا، ولحمزة وقفا.
" بكر " رقق راءه ورش، وكذا تثير.
" قالوا الآن " قرأ ورش وابن وردان بنقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها فتصير اللام مفتوحة قال صاحب (غيث النفع) إذا كان قبل لام التعريف المنقول إليها حركة الهمزة حرف من حروف المد نحو: وإذا الأرض مدت، وأولي الأمر، وأنكحوا الأيامى، فلا خلاف بين أئمة القراءة في حذف حرف المد لفظا. ولا يقال إن حرف المد إنما حذف للسكون، وهو قد زال بالنقل. لأنا نقول التحريك في ذلك عارض فلا يعتد به، وبعض من لا علم عنده يثبت حرف المد في مثل هذا حال النقل وهو خطأ في القراءة وإن كان يجوز في العربية، وكذلك إذا كان قبل لام التعريف ساكن صحيح نحو: فمن يستمع الآن، بل الإنسان. وتحرك هذا الساكن لأجل الساكن بعده فإذا قرئ بالنقل وزال هذا الساكن به فلا تزيل حركة الساكن الأول بل تبقيه على حركته نظرا لعروض حركة ما بعده، ولا يخفى ما لورش من ثلاثة البدل. وينبغي أن تعلم أنك إذا وقفت على قالوا وبدأت بلفظ الآن فإن بدأت بهمزة الوصل جاز لك ثلاثة البدل، وإن تركت همزة الوصل وبدأت باللام تعين القصر في البدل ولا يخفى ما لحمزة في لفظ الآن وصلا ووقفا.
" جئت فادارأتم "، أبدلهما السوسي وأبو جعفر وصلا ووقفا وحمزة عند الوقف.
" اضربوه " وصل الهاء ابن كثير.
" فهي " أسكن الهاء قالون وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وضمها الباقون ووقف عليه يعقوب بهاء السكت.
[البدور الزاهرة: 34]
" الماء " الوقف عليه لحمزة وهشام لا يخفى.
" من خشية الله " إخفاء أبي جعفر جلي.
" تعملون " قرأ ابن كثير بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب وهو آخر الربع.
الممال
استسقى وأدنى، أمالهما الأصحاب وقللهما ورش بخلف عنه.
لفظ موسى كله والموتى بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه، النصارى، أماله الأصحاب والبصري وقلله ورش، شاء، أماله ابن ذكوان وحمزة وخلف، المسكنة، قسوة، بقرة، عند الوقف عليها أمال ما قبل هاء التأنيث فيها الكسائي بلا خلف عنه في الأول والثاني وبخلف في الثالث.
المدغم
" الكبير " من بعد ذلك معا، ولا إدغام في ميثاقكم لسكون ما قبل القاف، والله أعلم.
" أن يؤمنوا لكم " لا يخفى ما فيه من الإدغام بغير غنة لخلف ومن الإبدال.
" عقلوه " وصل هاءه المكي.
" ما يسرون " رقق الراء ورش.
" إلا أماني " قرأ أبو جعفر بتخفيف الياء مفتوحة وصلا وساكنة وقفا، والباقون بتشديدها.
" أيديهم " ضم الهاء يعقوب في الحالين.
" سيئة " فيه لحمزة وقفا إبدال الهمزة ياء خالصة.
" خطيئته " قرأ المدنيان بزيادة ألف بعد الهمزة على الجمع، والباقون بحذف الألف على الإفراد ولورش فيه ثلاثة البدل. ولحمزة إن وقف عليه وجه واحد، وهو إبدال الهمزة ياء وإدغام الياء قبلها فيها وليس له إلا هذا الوجه لأن الياء فيه زائدة.
" إسرائيل " فيه لأبى جعفر تسهيل الهمزة الثانية مع المد والقصر وصلا ووقفا، وفيه لحمزة الوجهان وقفا مع التفاوت في مقدار المد بينهما، ولا ترقيق في رائه لورش، ولا توسط ولا مد له في بدله.
" لا تعبدون " قرأ ابن كثير والأخوان بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
" حسنا " قرأ يعقوب والأصحاب بفتح الحاء والسين، والباقون بضم الحاء وإسكان السين.
" تظاهرون " قرأ الكوفيون بتخفيف الظاء، والباقون بتشديدها.
" أسارى " قرأ حمزة بفتح الهمزة وإسكان السين وبحذف الألف بعدها، والباقون بضم الهمزة وفتح السين وإثبات ألف بعدها.
" تفادوهم " قرأ المدنيان وعلي وعاصم ويعقوب بضم التاء وفتح الفاء وألف بعدها.
والباقون بفتح التاء وسكون الفاء وحذف الألف بعدها.
" إخراجهم " رقق الراء ورش.
[البدور الزاهرة: 35]
" يعملون أولئك " قرأ نافع وابن كثير وشعبة ويعقوب وخلف العاشر بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب.
" بالآخرة " فيه لورش ترقيق الراء وفيه البدل وقد اجتمع مع ذات ياء قبله ففيه أربعة أوجه فتح ذات الياء وعليه القصر والمد في البدل والتقليل وعليه التوسط والمد. وفيه لخلف وصلا السكت بلا خلاف، ولخلاد السكت وتركه، وأما عند الوقف ففيه لحمزة السكت والنقل فقط.
" القدس " قرأ المكي بسكون الدال، والباقون بضمها.
" بئسما " أبدل همزة ورش السوسي وأبو جعفر في الحالين، وحمزة عند الوقف.
" أن ينزل " قرأ المكي والبصريان بإسكان النون وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي.
" قيل " لا يخفى ما فيه، وكذلك " وهو " ولا يخفى وقف يعقوب عليه بهاء السكت.
" فلم " وقف عليه البزي بهاء السكت بخلف عنه ويعقوب بلا خلاف، والباقون بسكون الميم من غير سكت.
" أنبياء " قرأ نافع بالهمز قبل الألف، والباقون بالياء بدلا من الهمز. ومده متصل لجميع القراء حتى نافع عملا بأقوى السببين.
" مؤمنين " إبداله لا يخفى وصلا ووقفا، وهو آخر الربع.
الممال
معدودة عند الكسائي وقفا بلا خلاف، ومثله الجنة، بلى واليتامى وتهوى أمالها الأصحاب وقللها ورش بخلفه. النار ودياركم وديارهم أمالها أبو عمرو والدوري وقللها ورش، الكافرين أمالها أبو عمرو والدوري ورويس وقللها ورش، القربى والدنيا معا وموسى الكتاب عند الوقف على موسى وعيسى ابن مريم لدى الوقف على عيسى أمالها الأصحاب وقللها البصري بلا خلاف وورش بخلاف عنه. للناس أمالها دوري أبي عمرو. أسرى أمالها الأصحاب والبصري وقللها ورش. جاء الثلاثة أمالها ابن ذكوان وخلف وحمزة.
واعلم أن لفظ خلا لا إمالة ولا تقليل فيه لأحد لأنه واوي.
المدغم
" الصغير " اتخذتم، أدغم الذال في التاء غير حفص والمكي ورويس، ولا خلاف في إظهار لام من يفعل ذلك لفقد شرط الإدغام، وهو جزم اللام، واللام هنا مرفوعة.
" الكبير " يعلم ما، الكتاب بأيديهم. إسرائيل لا. الزكاة ثم على أحد الوجهين.
[البدور الزاهرة: 36]
قيل لهم. وافقه رويس على إدغام الكتاب بأيديهم بخلف عنه. ولا إدغام في ميثاقكم لسكون ما قبل القاف، والله تعالى أعلم.
" في قلوبهم العجل " قرأ البصريان وصلا بكسر الهاء والميم. وقرأ الأصحاب وصلا بضمهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم وصلا، وأما عند الوقف فكلهم يكسرون الهاء ويسكنون الميم.
" بئس ما " سبق قريبا.
" يأمركم " قرأ البصري بخلف عن الدوري بسكون الراء، والوجه الثاني للدوري اختلاس ضمها، وهو الإتيان بمعظم الحركة. وقدر بثلثيها، والباقون بالضمة الكاملة.
" ولن يتمنوه " جلي لخلف والمكي.
" أيديهم " ضم الهاء يعقوب في الحالين.
" والله بصير بما يعملون " قرأ يعقوب بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب. رقق ورش راء بصير.
" لجبريل " قرأ المدنيان والبصريان والشامي وحفص بكسر الجيم والراء بلا همزة، والمكي كذلك ولكن مع فتح الجيم. وقرأ شعبة بفتح الجيم والراء وبعدها همزة مكسورة.
وقرأ كذلك الأصحاب ولكن بزيادة ياء ساكنة بعد الهمزة، ولحمزة إن وقف عليه التسهيل فقط.
" وميكال " قرأ المدنيان بهمزة مكسورة بعد الألف من غير ياء بعدها وقرأ حفص والبصريان من غير همز ولا ياء. وقرأ الباقون بهمزة مكسورة بعد الألف وياء ساكنة بعدها، ولحمزة فيه التسهيل مع المد والقصر.
" ولكن الشياطين " قرأ ابن عامر والأصحاب بتخفيف النون وإسكانها ثم تكسر تخلصا من التقاء الساكنين. والشياطين بالرفع، والباقون بتشديد النون وفتحها ونصب الشياطين.
" بين المرء " فيه وقفا لحمزة وهشام وجهان: الأول نقل حركة الهمزة إلى الراء وحذف الهمزة مع إسكان الراء للوقف مفخمة، الثاني مثله ولكن مع روم الراء مرققة.
" من خلاق " قرأ أبو جعفر بإخفاء النون في الخاء مع الغنة، ومثله من خير.
" ولبئس ما " ظاهر، ومثله خير لو، ومثله أن ينزل.
" العظيم " آخر الربع.
الممال
جاء معا لابن ذكوان وحمزة وخلف، موسى أماله الأصحاب وقلله البصري بلا خلف وورش بخلف عنه. هدى لدى الوقف أماله الأصحاب وقلله ورش بخلفه. بشرى واشتراه
[البدور الزاهرة: 37]
أمالهما الأصحاب والبصري وقللهما ورش بلا خلاف، الناس معا أمالهما دوري أبي عمرو للكافرين معا أمالهما البصري والدوري ورويس، وقللهما ورش. سنة للكسائي بلا خلاف وخالصة بخلاف عنه.
المدغم
" الصغير " ولقد جاءكم، أدغمه البصري وهشام والأصحاب، اتخذتم، أدغمه غير حفص والمكي ورويس.
" الكبير " البينات ثم. العظيم ما.
" ننسخ " قرأ ابن عامر النون الأولى وكسر السين، والباقون بفتحهما.
" أو ننسها " قرأ المكي والبصري بفتح النون الأولى والسين وهمزة ساكنة بين السين والهاء. والباقون بضم النون وكسر السين من غير همز ولا إبدال فيه للسوسي إذ هو من المستثنيات ولا يخفى ما لورش من النقل والبدل في من آية ومن التوسط والمد في شيء، وله فيهما عند الاجتماع أربعة أوجه: قصر البدل، وتوسط اللين، ثم توسطهما ثم مد البدل مع توسط اللين ومده.
وقد عرفت أن لخلف عن حمزة في مثل: ألم تعلم أن الله وجهين السكت وتركه وأن له السكت قولا واحدا في لفظ شيء المخفوض والمرفوع في حالة الوصل. وأن لخلاد في الأول ترك السكت قولا واحدا وفي الثاني السكت وتركه. وقد سبق أن لحمزة وهشام في الوقف على شيء المخفوض أربعة أوجه النقل مع السكون والروم والإدغام معهما كذلك. واعلم أنه يتعين حذف التنوين من المنون عند الوقف عليه بالروم.
" والأرض " سبق أن لحمزة في الوقف عليه وجهين فقط: السكت، والنقل ولا تحقيق له عند الوقف أصلا.
" أن تسألوا " فيه لحمزة وقفا وجه واحد، وهو نقل حركة الهمزة إلى السين وحذف الهمزة فينطق بسين مفتوحة وبعدها اللام.
" بأمره " فيه لحمزة عند الوقف عليه وجهان: تحقيق الهمزة وإبدالها ياء خالصة. وإذا وقفت بالروم على هاء الضمير تعين حذف الصلة.
" الصلاة " ظاهر لورش وكذا من خير لأبى جعفر، وأيضا تجدوه لابن كثير.
" أمانيهم " قرأ أبو جعفر بتخفيف الياء ساكنة، ويلزمه كسر الهاء لوقوعها بعد ياء ساكنة والباقون بضم الياء مشددة مع ضم الهاء.
" وهو " أسكن الهاء قالون وأبو جعفر والبصري وعلى، ووقف عليه يعقوب بهاء السكت
" فله أجره " هو مد منفصل لأن حرف المد وإن لم يوجد في الخط فهو موجود في اللفظ.
[البدور الزاهرة: 38]
" ولا خوف عليهم " قرأ يعقوب بفتح الفاء وحذف التنوين، وقرأ هو وحمزة بضم الهاء عليهم وصلا ووقفا.
" خائفين " فيه لحمزة وقفا تسهيل الهمز مع المد والقصر.
" لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة " لورش أربعة أوجه: الفتح وعليه القصر والمد: والتقليل وعليه التوسط والمد وقد تقدم مثله.
" فثم " وقف عليه رويس بهاء السكت بلا خلاف.
" عليم وقالوا ": قرأ الشامي بحذف الواو قبل القاف، والباقون بإثباتها.
" كن فيكون " قرأ الشامي بنصب نون فيكون، والباقون برفعه، وينبغي للقارئ أن يقف بالروم في قراءة الجمهور ليفرق بين القراءتين.
" بشيرا ونذيرا والخاسرون " ترقيقه لورش جلي.
" ولا تسأل " قرأ نافع ويعقوب بفتح التاء وجزم اللام، والباقون بضم التاء ورفع اللام.
" إسرائيل " لا يخفى ما فيه لأبى جعفر وحمزة.
" ولا يقبل منهما عدل " لا خلاف بين القراء في قراءته بالياء التحتية.
" شيئا " فيه لورش التوسط والمد مطلقا، ولحمزة النقل والإدغام وقفا.
" ينصرون " آخر الربع.
الممال
موسى، والدنيا، أمالهما الأصحاب وقللهما البصري بلا خلاف وورش بالخلاف. نصارى والنصارى الثلاثة أمالها الأصحاب والبصري وقللها ورش بلا خلاف. بلى وسعى وقضى وترضى وهدى الله لدى الوقف والهدى أمالها الأصحاب، وقللها ورش بخلفه. جاءك. أماله ابن ذكوان وحمزة وخلف.
المدغم
" الصغير " فقد ضل، أدغمه ورش والبصري والشامي والأصحاب.
" الكبير " تبين لهم، كذلك قال معا، يحكم بينهم، أظلم ممن، يقول له، هدى الله هو، العلم مالك..
واعلم أن إدغام السوسي في يحكم بينهم ليس إدغاما حقيقة، وإنما هو إخفاء مع غنة فيصير النطق به كالنطق بقوله. " ومن يعتصم بالله " لأن ذلك حكم الميم الساكنة إذا وليتها الباء.
" إبراهيم " قرأ هشام جميع ما في هذه السورة بفتح الهاء وألف بعدها. واختلف عن ابن
[البدور الزاهرة: 39]
ذكوان في هذه السورة فقط فله وجهان: الأول كهشام والثاني بكسر الهاء وياء بعدها كقراءة الباقين.
" فأتمهن " لحمزة فيه التحقيق والتسهيل ووقف عليه يعقوب بهاء السكت قولا واحدا.
" عهدي الظالمين " قرأ حفص وحمزة بإسكان الياء مع حذفها لالتقاء الساكنين.
والباقون بفتحها.
" واتخذوا " قرأ نافع والشامي بفتح الخاء، والباقون بكسرها.
" مصلى " غلظ ورش اللام وصلا فإذا وقف فله التغليظ مع الفتح والترقيق مع التقليل، والأول أرجح.
" طهرا " رقق ورش الراء.
" بيتي " قرأ نافع وأبو جعفر وهشام وحفص بفتح الياء، والباقون بإسكانها ولا يخفى أن هذا في حال الوصل، وأما في حال الوقف فكلهم بالإسكان.
" فأمتعه " قرأ الشامي بإسكان الميم وتخفيف التاء، والباقون بفتح الميم وتشديد التاء.
" وأرنا " قرأ المكي والسوسي ويعقوب بإسكان الراء، وقرأ الدوري عن أبي عمرو بإخفاء كسرتها أي اختلاسها، والباقون بالكسرة الكاملة على الأصل.
" فيهم، ويزكيهم، وعليهم " قرأ يعقوب بضم الهاء في الثلاثة في الحالين، ووافقه حمزة في الثالث في الحالين كذلك.
" ووصى " قرأ المدنيان والشامي بهمزة مفتوحة صورتها ألف بين الواوين مع تخفيف الصاد، والباقون بحذف الهمزة مع تشديد الصاد.
" شهداء إذ " أجمع القراء على تحقيق الهمزة الأولى من الهمزتين المختلفتين في الحركة إذا وقعتا في كلمتين، واختلفوا في الثانية منهما فذهب البعض إلى تحقيقها وذهب البعض إلى تغييرها ولها صور خمسة، وهذه إحدى صورها، وسنتكلم على حكم كل صورة في موضعها إن شاء الله تعالى. أما حكم هذه الصورة فذهب المدنيان والمكي والبصري ورويس إلى تسهيلها بينها وبين الياء، وذهب الباقون إلى تحقيقها.
" قولوا آمنا بالله " الآية. لا يخفى ما فيها من قراءة نافع في لفظ النبيون، وفيها لورش أربعة أوجه: قصر البدل في آمنا وأوتي معا والنبيون وعليه فتح ذات الياء وتوسط البدل فيما ذكر وعليه التقليل ومد البدل وعليه الفتح والتقليل.
" وهو " معا أسكن الهاء قالون والبصري وعلي وأبو جعفر، وضمها الباقون ووقف عليه يعقوب بالهاء، وقد تقدم غير مرة.
" أم تقولون " قرأ ابن عامر وحفص والأخوان وخلف ورويس بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
[البدور الزاهرة: 40]
" قل ءأنتم " حكمها للقراء العشرة كحكم ءأنذرتهم أول السورة. غير أنه ينبغي أن تعلم مذهب حمزة في الوقف عليه مع قل، فأما خلف فله خمسة أوجه السكت على اللام وتركه، وعلى كل منهما تسهيل الثانية وتحقيقها فتصير أربعة أوجه. والخامس نقل حركة الهمزة الأولى إلى اللام ويتعين عليه تسهيل الثانية ويمتنع على النقل تحقيق الثانية ووجه ذلك أن الأولى إذا خففت بالنقل فالثانية أولى بهذا التخفيف، وإن كان تخفيفها بالتسهيل لا بالنقل، ولخلاد ثلاثة أوجه ترك السكت على اللام مع تسهيل الثانية وتحقيقها، والنقل وعليه التسهيل فقط.
" ومن أظلم " فيه لورش النقل وتغليظ اللام، ولا يخفى ما فيه لحمزة وصلا ووقفا.
" عما تعملون تلك " لا خلاف بين القراء في قراءته بالخطاب.
" عما كانوا يعملون " آخر الربع.
الممال
ابتلى، مصلى لدى الوقف، ووصى، اصطفى، بالإمالة للأصحاب، والتقليل لورش بالخلاف، للناس معا بالإمالة لدوري أبي عمرو، موسى، عيسى، الدنيا، بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري بلا خلاف، ولورش بالخلاف، النار بالإمالة للبصري والدوري والتقليل لورش، نصارى معا بالإمالة للأصحاب والبصري والتقليل لورش بلا خلاف.
المدغم
" الصغير " وإذ جعلنا، أدغمه أبو عمرو وهشام، وأظهره الباقون.
" الكبير " قال لا ينال، إبراهيم مصلى، إسماعيل ربنا، إذ قال له، قال لبنيه، ونحن له الأربعة، أظلم ممن، ولا يخفى عليك أنه لا يجوز إدغام إبراهيم بنيه لسكون ما قبل الميم، ولا إدغام.
" أتحاجوننا " لأن إدغام المثلين في كلمة إنما هو في:
" مناسككم " بالبقر، وما سلككم بالمدثر، والله تعالى أعلم.
" قبلتهم التي " فيها: من القراءات ما في:
" قلوبهم العجل ".
" يشاء إلى " وهذه صورة من صور اجتماع الهمزتين المختلفتين المتلاقيتين في كلمتين ولا خلاف في تحقيق الأولى كذلك، وأما الثانية فقد قرأ المدنيان والمكي والبصري ورويس بتسهيلها بين بين، وعنهم أيضا إبدالها واوا خالصة مكسورة، والباقون بتحقيقها.
[البدور الزاهرة: 41]
" صراط " قرأ قنبل ورويس بالسين، وقرأ خلف عن حمزة بالصاد مشمة صوت الزاي والباقون بالصاد الخالصة.
" لرءوف " قرأ البصريان والأخوان وشعبة وخلف بحذف الواو بعد الهمزة؛ والباقون بإثباتها، وفيها ثلاثة البدل لورش، وفيها لحمزة وقفا التسهيل.
" عما يعملون ولئن " قرأ ابن عامر والأخوان وأبو جعفر وروح بتاء الخطاب، والباقون ياء الغيبة، ولو وقف حمزة على ولئن فله التسهيل والتحقيق.
" أبناءهم " فيه لحمزة تسهيل الهمزة المتوسطة مع المد والقصر وكذلك أهواءهم.
" هو موليها " قرأ ابن عامر بفتح اللام وألف بعدها والباقون بكسر اللام وياء ساكنة بعدها.
" الخيرات " فيه ترقيق الراء لورش.
" عما تعملون ومن حيث خرجت " قرأ أبو عمرو بالياء على الغيب، والباقون بالتاء على الخطاب.
" لئلا " قرأ ورش بإبدال الهمزة ياء خالصة مفتوحة، ولحمزة فيه وقفا وجهان: الأول كورش، والثاني تحقيق الهمزة.
" واخشوني " أجمع القراء على إثبات هذه الياء وصلا ووقفا.
" ولأتم " فيه لحمزة وقفا ثلاثة أوجه: إبدال الهمزة ياء محضة وتسهيلها بينها وبين الواو وتحقيقها.
" فاذكروني أذكركم " قرأ المكي بفتح الياء، والباقون بإسكانها، ولا خلاف بين القراء في إسكان ياء واشكروا لي وصلا ووقفا.
" ولا تكفرون " أثبت يعقوب ياءه وصلا ووقفا، والباقون بالحذف في الحالين.
" والصلاة " لمن يقتل، بل أحياء ولكن، عليهم صلوات وأولئك. كله جلي، وقد تقدم مرارا.
" المهتدون " آخر الربع.
الممال
الناس معا وبالناس وللناس لدوري أبي عمرو، ولاهم، هدى الله عند الوقف على هدى، ترضاها أمالها الأصحاب، وقللها ورش بخلفه، نرى أمالها الأصحاب والبصري
[البدور الزاهرة: 42]
وقللها ورش بلا خلف، حجة، والحكمة ورحمة فيها الإمالة قولا واحدا للكسائي، جاء لابن ذكوان وحمزة وخلف.
المدغم
" الكبير " لنعلم من، فلنولينك قبلة، الكتاب بكل، والله أعلم.
" ومن تطوع خيرا " قرأ الأصحاب ويعقوب بالياء التحتية وتشديد الطاء وجزم العين.
والباقون بالتاء الفوقية وتخفيف الطاء وفتح العين.
" شاكر " لا يخفى لورش، وكذلك وأصلحوا.
" عليهم " ضم الهاء حمزة ويعقوب في الحالين.
" الرياح " قرأ الأصحاب بإسكان الياء وحذف الألف بعدها على الإفراد، وغيرهم بفتح الياء وألف بعدها على الجمع.
" ولو يرى " قرأ نافع وابن عامر ويعقوب بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة.
" إذ يرون " قرأ الشامي بضم الياء، والباقون بفتحها.
" أن القوة لله جميعا وأن الله " قرأ أبو جعفر ويعقوب بكسر الهمزة فيهما، والباقون بفتحها فيهما.
" تبرأ " لحمزة عند الوقف عليه وجه واحد، وهو إبدال الهمزة ألفا وكذلك فنتبرأ عند الوقف.
" بهم الأسباب " حكمها حكم في قلوبهم العجل.
" تبرءوا " فيه لورش ثلاثة البدل، وفيه لحمزة عند الوقف وجهان التسهيل والحذف فيصير النطق بواو ساكنة بعد الراء.
" يريهم الله " قرأ البصري وصلا بكسر الهاء والميم، وقرأ الأخوان وخلف ويعقوب بضمهما وصلا، والباقون بكسر الهاء وضم الميم وصلا، وأما عند الوقف فكلهم يكسرون الهاء إلا يعقوب فيضمها.
" خطوات " قرأ نافع والبزي والبصري وشعبة وحمزة وخلف بإسكان الطاء، والباقون بضمها.
" يأمركم " وقيل تقدم وكذلك الوقف على آباءنا ودعاء ونداء لحمزة.
" بالسوء " فيه لحمزة وهشام وقفا أربعة أوجه: النقل مع السكون والروم والإدغام معهما فهو مثل شيء المخفوض.
" آباؤهم لا يعقلون شيئا " اجتمع فيه بدل ولين ففيه أربعة أوجه قصر البدل مع توسط اللين ثم توسطهما ثم مد البدل مع توسط اللين ومده، وكذا الحكم في كل ما ماثله.
[البدور الزاهرة: 43]
" الميتة " قرأ أبو جعفر بتشديد الياء، والباقون بالتخفيف.
" فمن اضطر " قرأ البصريان وعاصم وحمزة بكسر النون وضم الطاء. وأبو جعفر بضم النون وكسر الطاء، والباقون بضمهما معا، ولا خلاف بينهم في ضم همزة الوصل ابتداء نظرا لضم الطاء ولا عبرة بكسرها عند أبي جعفر لعروضها، فأبو جعفر يوافق غيره في ضم همزة الوصل ابتداء.
" يزكيهم " ضم هاءه يعقوب.
" بالمغفرة " رقق راءه ورش.
الممال
الهدى وبالهدى بالإمالة للأصحاب، والتقليل لورش بخلف عنه للناس والناس معا لدوري البصري، فأحيا بالإمالة للكسائي والتقليل لورش بخلفه، يرى الذين عند الوقف على يرى للأصحاب والبصري بالإمالة ولورش بالتقليل بلا خلاف، وأما عند الوصل فلا إمالة فيه إلا للسوسي بخلف عنه ولا تقليل فيه لورش، النهار والنار معا للبصري والدوري بالإمالة ولورش بالتقليل قولا واحدا، وأما الصفا فلا إمالة فيه ولا تقليل لأحد لأنه واوي.
المدغم
" الصغير " إذ تبرأ، أدغمه أبو عمرو والأخوان وخلف وهشام، بل نتبع. أدغمه الكسائي ولابد من الغنة حال الإدغام كما هو ظاهر.
" الكبير " قيل لهم، والعذاب بالمغفرة، الكتاب بالحق، ووافقه رويس على إدغام الأخير فقط ولكن بخلف عنه، ولا إدغام في فلا جناح عليه لأن الحاء لا تدغم في العين إلا في فمن زحزح عن النار فقط، والله أعلم.
" ليس البر " قرأ حفص وحمزة بنصب الراء والباقون برفعها.
" ولكن البر " قرأ نافع والشامي بتخفيف النون وكسرها ورفع البر، والباقون بفتح النون مشددة ونصب راء البر.
" والنبيين " قرأ نافع بالهمز، والباقون بياء مشددة، ولا يخفى ما فيه من البدل لورش ولا يخفى ما في هذه الآية لورش في البدل وذات الياء من الأوجه الأربعة.
" البأساء والبأس " أبدل الهمز فيهما السوسي وأبو جعفر وصلا ووقفا، وحمزة عند الوقف وأوجهه الخمسة في الوقف على الأول ظاهرة وهى لهشام كذلك وإن تفاوتا لأن حمزة يبدل الهمز الساكن المتوسط، وهشام يحققه. ولحمزة عند التسهيل وجهان المد بقدر ثلاث ألفات
[البدور الزاهرة: 44]
والقصر بقدر ألفين، ولهشام هذان الوجهان أيضا ولكن يمد بقدر ألفين فقط. فيكون بينهما تفاوت من جهتين.
" بإحسان " وقف عليه حمزة بتسهيل الهمز وتحقيقه. وقد اجتمع في هذه الآية.
" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى " بدل وذوات ياء ولفظ شيء.
ولورش فيها ستة أوجه: الأول: قصر البدل وعليه فتح ذوات الياء وتوسط شيء. الثاني: توسط البدل وعليه تقليل ذوات الياء مع توسط شيء. الثالث والرابع: مد البدل وعليه فتح ذوات الياء مع توسط شيء ومده. الخامس والسادس: مد البدل وعليه تقليل ذوات الياء مع توسط شيء ومده أيضا.
" يا أولي " لحمزة في الوقف عليه ثلاثة أوجه التحقيق مع المد والتسهيل مع المد والقصر.
" فمن خاف " قرأ أبو جعفر بإخفاء النون في الخاء مع الغنة؛ وغيره بالإظهار من غير غنة.
" موص " قرأ شعبة والأصحاب ويعقوب بفتح الواو وتشديد الصاد. والباقون بإسكان الواو وتخفيف الصاد.
" فأصلح " غلظ ورش لامها.
" مريضا أو " لا يخفى ما فيه لورش وخلف عن حمزة، ومثله من أيام أخر وإذا وقفت على أخر، فلخلف عن حمزة ثلاثة أوجه: السكت والنقل وتركهما ولخلاد وجهان النقل وتركه من غير سكت وهذا لو انفرد، أما إذا اجتمع مع مفصول قبله فلا بد من مراعاة حالة الاجتماع فإذا قرأت لخلف أو خلاد بترك السكت فيما قبله فلك فيه وجهان: النقل، والتحقيق بلا سكت، وإذا قرأت لخلف بالسكت فيما قبله فلك فيه النقل والسكت.
" فدية طعام مسكين " قرأ نافع وابن ذكوان وأبو جعفر بحذف تنوين فدية وجر طعام وجمع مساكين وفتح نونه بغير تنوين، والباقون بتنوين فدية ورفع طعام وإفراد مساكين وكسر نونه منونة إلا هشاما فقرأ بجمع مساكين كقراءة نافع ومن معه.
" فمن تطوع " قرأ الأصحاب بالياء التحتية مع تشديد الطاء وإسكان العين، والباقون بالتاء الفوقية وتخفيف الطاء وفتح العين.
" خيرا فهو خير له " لا يخفى حكمها، وكذلك خير لكم.
" القرآن " قرأ المكي بنقل حركة الهمزة إلى الراء وحذف الهمزة في الحالين، وكذلك حمزة عند الوقف وليس لورش فيه توسط ولا مد نظرا للساكن الصحيح الذي قبل الهمز وهكذا كل ما جاء من لفظه في القرآن الكريم معرفا أو منكرا.
[البدور الزاهرة: 45]
" اليسر والعسر " قرأ أبو جعفر بضم السين فيهما، والباقون بالإسكان.
" ولتكلموا العدة " قرأ شعبة ويعقوب بفتح الكاف وتشديد الميم، والباقون بإسكان الكاف وتخفيف الميم.
" ولتكبروا الله " رقق ورش راءه وينبغي أن تحذر من ترقيق لفظ الجلالة لأنه مفخم للجميع لوقوعه بعد ضم.
" الداع إذا دعان " قرأ ورش وأبو عمرو وأبو جعفر بإثبات الياء فيهما في الوصل دون الوقف وقرأ يعقوب بإثبات الياء فيهما في الحالين واختلف عن قالون فروى عنه إثباتهما وصلا كورش ومن معه وروى عنه حذفهما في الحالين، والوجهان صحيحان مقروء بهما وإن كان الحذف أكثر وأشهر، والباقون بحذفهما في الحالين. وينبغي أن تعلم أن لقالون في هذه الآية ستة أوجه حذف الياءين مع سكون الميم وصلتها وإثبات الياءين مع القصر والتوسط في الداعي إذا لأنه من قبيل المد المنفصل وعلى كل منهما السكون والصلة.
" فليستجيبوا لي " أجمع القراء على إسكان يائه.
" وليؤمنوا بي " قرأ ورش بفتح يا " بي " وصلا وإسكانها وقفا، والباقون بالإسكان في الحالين.
" هن " وقف عليه يعقوب بهاء السكت، وكذا لهن وباشروهن ولا تباشروهن.
" فالآن " قرأ ورش وابن وردان بالنقل، وثلاثة البدل لا تخفى، ولحمزة في الوقف عليه وجهان: السكت والنقل.
" تعلمون " آخر الربع.
الممال
وآتى معا عند الوقف عليه، واليتامى واعتدى وهدى لدى الوقف عليه، والهدى وهديكم أمال الجميع الأصحاب، وقللها ورش بخلفه. القربى والقتلى لدى الوقف والأنثى وبالأنثى أمالها الأصحاب وقللها البصري بلا خلاف، وورش بخلاف عنه. خاف أمالها حمزة للناس معا.
والناس أمالها دوري أبي عمرو رحمة أمالها الكسائي وقفا بلا خلاف، ولا يغيب عن ذهنك أن عفا واوي فلا إمالة ولا تقليل فيه لأحد.
المدغم
" الكبير " طعام مسكين، شهر رمضان، يتبين لكم المساجد، تلك، ولا إدغام في بعد ذلك لوقوع الدال مفتوحة بعد ساكن، ولا في سميع عليم، وفدية طعام لوجود التنوين، ولا في أحل لكم لوجود التشديد، وقد سبق لنا بيان مذهبي القراء في إدغام الحرف الذي قبله ساكن صحيح عند قوله تعالى: (ونحن نسبح بحمدك) وشهر رمضان مثله، فيجري فيه المذهبان السابقان، فعلى المذهب الأول يكون فيه الإدغام مع السكون المحض، ومع الإشمام ومع الروم، وعلى المذهب الثاني لا يكون فيه إلا الروم المعبر عنه بالإخفاء أو الاختلاس.
[البدور الزاهرة: 46]
" وليس البر بأن " أجمع القراء على قراءة لفظ البر هنا بالرفع.
" البيوت " قرأ ورش والبصريان وأبو جعفر وحفص بضم الباء والباقون بكسرها.
" ولكن البر " قرأ نافع وابن عامر بكسر نون لكن على أصل التقاء الساكنين مخففة ورفع البر، والباقون بفتح النون مشددة ونصب البر.
" وأتوا البيوت " أبدل همزه ورش السوسي وأبو جعفر في الحالين وحمزة عند الوقف.
" ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم " قرأ الأخوان وخلف بفتح تاء الأول وياء الثاني وإسكان القاف فيهما، وضم التاء بعدها، وحذف الألف من الكلمات الثلاث، والباقون بإثبات الألف فيها، مع ضم تاء الأول وياء الثاني، وفتح القاف فيهما مع كسر تاءيهما، ولا خلاف في حذف الألف في فاقتلوهم.
" رءوسكم " ثلاثة البدل فيه لورش لا تخفي، وفيه لحمزة وقفا وجهان: التسهيل والحذف.
قال ابن الجزري: والحذف أولى عند الآخذين بالرسم.
" رأسه " أبدل الهمز فيه السوسي وأبو جعفر وصلا ووقفا، وحمزة عند الوقف.
" فيهن " ضم الهاء يعقوب في الحالين، ووقف بهاء السكت بلا خلاف عنه.
" فلا رفث ولا فسوق ولا جدال " قرأ المكي والبصريان برفع الثاء والقاف مع التنوين، ووافقهم أبو جعفر، وانفرد بتنوين جدال مع الرفع، والباقون بالفتح بلا تنوين في الثلاث.
" واتقون " قرأ أبو عمرو وأبو جعفر بإثبات الياء وصلا فقط، وقرأ يعقوب بإثباتها في الحالين.
" من خير، ومن خلاق " جلي لأبى جعفر. وكذا واستغفروا لورش.
" ذكرا " فيه لورش التفخيم، وهو المقدم في الأداء والترقيق، وهذا من حيث انفراده فإن نظر إليه مع ما قبله من البدل وهو آباءكم، فيكون فيه خمسة أوجه: قصر البدل مع التفخيم والترقيق، والمد مع الوجهين أيضا، والتوسط مع التفخيم، ويمتنع الترقيق مع التوسط، وكذا الحكم في جميع ما ماثله. نحو سترا وحجرا، وسيأتي الكلام على كل في موضعه إن شاء الله تعالى.
" الحساب " آخر الربع.
الممال
الأهلة، وكاملة، والتهلكة للكسائي بخلف عنه في الأخير، للناس والناس لدوري البصري، اتقى واعتدى معا، وأذى لدى الوقف، وهداكم بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه.
[البدور الزاهرة: 47]
الدنيا والتقوى بالإمالة للأصحاب، والتقليل للبصري وورش بخلف عنه. الكافرين بالإمالة للبصري والدوري ورويس، والتقليل لورش، النار مثله ما عدا رويسا.
المدغم
" الكبير " حيث ثقفتموهم مناسككم. يقول ربنا معا ولا إخفاء في ميم الحرام في باء بالشهر لسكون ما قبل الميم، ولا في أشد ذكرا لتشديد الدال.
وهو: قيل، رءوف، ولبئس، كله جلي.
" في السلم " قرأ المدنيان والمكي والكسائي بفتح السين، والباقون بكسرها.
" خطوات " سبق قريبا في: إن الصفا.
" ظلل " لا تفخيم فيه لورش لضم الظاء.
" والملائكة وقضي الأمر " قرأ أبو جعفر بخفض تاء والملائكة، والباقون برفعها.
" ترجع الأمور " قرأ المدنيان والمكي والبصري وعاصم بضم التاء وفتح الجيم، والباقون بفتح التاء وكسر الجيم. وتقدم حكم الوقف على أمثاله لحمزة غير مرة.
" إسرائيل " النبيين، ظاهر.
" ليحكم " قرأ أبو جعفر بضم الياء وفتح الكاف، والباقون بفتح الياء وضم الكاف.
" بإذنه " فيه لحمزة تسهيل الهمزة وتحقيقها في الوقف.
" يشاء إلى صراط " البأساء سبق آنفا.
" حتى يقول " قرأ نافع برفع اللام، والباقون بنصبها.
" وعسى أن تكرهوا شيئا " اجتمع فيه لورش ذات ياء ولين فله فيه وأمثاله أربعة أوجه: فتح ذات الياء، وعليه توسط اللين ومده، وتقليل ذات الياء وعليه الوجهان في اللين أيضا.
" وإخراج " رقق ورش راءه.
" رحمت الله " وقف عليه بالهاء المكي والبصريان والكسائي، والباقون بالتاء.
" رحيم " آخر الربع.
الممال
اتقى، تولى، سعى، فهدى الله عند الوقف، متى واليتامى وعسى معا، أمال الجميع الأخوان وخلف، وقللها ورش بخلفه.
" الناس " الثلاثة لدوري أبي عمرو، " الدنيا " الثلاثة أمالها الأصحاب وقللها البصري وورش بخلف عنه، "مرضات" للكسائي.
[البدور الزاهرة: 48]
كافة، بينة، والملائكة، القيامة، رحمت، واحدة أمالها كلها الكسائي لدى الوقف بلا خلاف جاءتكم، جاءته، وجاءتهم، أمالها ابن ذكوان وحمزة وخلف. النار أمالها البصري والدوري وقللها ورش بلا خلاف عنه.
قال صاحب غيث النفع: فائدتان. الأولى ذكر الداني وغيره أن جميع ما يميله الأخوان أو انفرد به على يميله ورش إلا ثلاث كلمات مرضات ومشكاة وكلاهما، قلت: ويزاد رابعة وهي الربا. الثانية لو وقف الكسائي على مرضات وقف بالهاء، ولو وقف غيره وقف بالتاء.
المدغم
" الكبير " يعجبك قوله، وإذا قيل له، زين للذين؛ الكتاب بالحق، ليحكم بين الناس، وما اختلف فيه، ولا إدغام في غفور رحيم لكونه منوّنا.
" فيهما " ضم الهاء يعقوب وصلا ووقفا.
" إثم كبير " قرأ الأخوان بالثاء المثلثة، والباقون بالباء الموحدة.
" قل العفو " قرأ أبو عمرو برفع الواو، والباقون بالنصب.
" والآخرة " لا يخفى ما فيه لورش وحمزة في الحالين، وكذلك " فإخوانكم " وأيضا قل إصلاح.
" لأعنتكم " قرأ البزي بخلف عنه بتسهيل همزه وصلا ووقفا، والباقون بالتحقيق، وهو الطريق الثاني للبزي، والتسهيل مقدم في الأداء لأنه مذهب الجمهور عنه، ولحمزة وقفا التحقيق والتسهيل.
" يؤمن ويؤمنوا " جلي وصلا ووقفا.
مؤمنة خير. أخفى أبو جعفر التنوين في الخاء مع الغنة، ومثله مؤمن خير، ولا يخفى ما فيهما من الإبدال.
" يطهرن " قرأ شعبة والأخوان وخلف بفتح الطاء والهاء مع التشديد فيهما، والباقون بسكون الطاء وضم الهاء مخففة.
" شئتم " أبدل همزه في الحالين السوسي وأبو جعفر، وفي الوقف فقط حمزة.
" يؤاخذكم معا " قرأ ورش وأبو جعفر بإبدال الهمزة واوا خالصة وصلا ووقفا، وحمزة كذلك عند الوقف فقط، ولا خلاف عن ورش في قصره، وكل من يمد حرف المد بعد الهمز استثناه. ولذلك قال ابن الجزري لا خلاف في استثناء يؤاخذ، فإن رواة المد مجمعون على استثنائه.
" يؤلون " أبدله في الحالين ورش والسوسي وأبو جعفر، وفي الوقف حمزة.
[البدور الزاهرة: 49]
" الطلاق معا والمطلقات " وإصلاحا وطلقها معا وطلقتم معا وظلم، فخم ورش اللام في الجميع.
" بأنفسهن " لهن. أرحامهن، وبعولتهن، بردهن، ولهن، عليهن، وقف يعقوب على الجميع بهاء السكت، وضم الهاء في عليهن.
" قروء " لحمزة وهشام في الوقف عليه إبدال الهمزة واوا، وإدغام الواو قبلها فيها مع السكون المحض والروم وليس فيه نقل نظرا لزيادة الواو.
" الآخر. بإحسان " جلي.
" آتيتموهن شيئا " فيه لورش أربعة أوجه قصر البدل وعليه توسط اللين ثم توسطهما ثم مد البدل عليه الوجهان، ولحمزة في الوقف على شيئا النقل والإدغام.
" يخافا " قرأ حمزة وأبو جعفر ويعقوب بضم الياء، والباقون بفتحها.
" فإن خفتم " عليهما هزوا، نعمت الله جلي.
" ضرارا " راؤه مغلظ للجميع لوجود التكرار.
" وأنتم لا تعلمون " آخر الربع.
الممال
للناس معا، والناس لدوري أبي عمرو، الدنيا بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه. اليتامى، وأذى لدى الوقف، وأزكى بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلفه، شاء بالإمالة لابن ذكوان وحمزة وخلف، النار بالإمالة للبصري والدوري والتقليل لورش، أنى بالإمالة للأصحاب والتقليل لدوري أبي عمرو، وورش بخلفه.
المدغم
" الصغير " يفعل ذلك لأبي الحارث. فقد ظلم لورش والبصري والشامي والأصحاب.
" الكبير " المتطهرين نساؤكم، آيات الله هزوا، ولا إدغام في غفور رحيم ولا في سميع عليم للتنوين ولا في يحل لهن ولا يحل لكم وفلا تحل له لوجود التشديد.
" أولادهن رزقهن وكسوتهن " وقف يعقوب عليه بهاء السكت.
" لا تضار " قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب برفع الراء مشددة، وقرأ أبو جعفر بسكون الراء مخففة، والباقون بفتح الراء مشددة، وهو عند الجميع مد لازم لالتقاء الساكنين.
" فصالا " لورش تغليظ اللام وترقيقها والوجهان صحيحان، والتغليظ مقدم، فإذا ضمت إلى البدل وهو آتيتم كان له خمسة أوجه: ترقيق اللام. وعليه ثلاثة البدل ثم التغليظ وعليه في البدل التوسط والمد فحسب، ويمتنع القصر على التغليظ.
[البدور الزاهرة: 50]
" عليهما " لا يخفى.
" ما آتيتم " قرأ ابن كثير بقصر الهمزة والباقون بمدها.
" النساء أو " هذه صورة أخرى من صور اجتماع الهمزتين المختلفتين في كلمتين، وقد قرأ المدنيان والمكي والبصري ورويس بتحقيق الأولى وإبدال الثانية ياء خالصة، والباقون بتحقيقهما.
" سرا " رقق ورش الراء قولا واحدا فليس من باب ذكرا.
" تمسوهن " معا، قرأ الأخوان وخلف بضم التاء وإثبات ألف بعد الميم فيمد لذلك مدا طويلا، والباقون بفتح التاء من غير ألف ولا مد، ووقف عليها يعقوب بهاء السكت.
" قدره " معا قرأ ابن ذكوان وحفص والأصحاب وأبو جعفر بفتح الدال والباقون بسكونها.
" بيده " قرأ رويس بقصر الهاء أي اختلاس حركتها، والباقون بإشباعها.
" الصلوات " والصلاة، فإن خفتم، كله ظاهر.
" وصية " قرأ المدنيان والمكي وشعبة والكسائي ويعقوب وخلف في اختياره برفع التاء، والباقون بنصبها.
" غير إخراج " رقق ورش الراء فيهما.
" فإن خرجن " فيه الإخفاء لأبي جعفر.
" وللمطلقات " غلظ اللام ورش.
" لعلكم تعقلون " آخر الربع.
الممال
للتقوى والوسطى بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه " الرضاعة وفريضة " عند الوقف للكسائي بخلف عنه والفتح أرجح.
المدغم
" الكبير " النكاح حتى، يعلم ما، ولا تدغم حاء جناح في عين عليهما ولا في عين عليكم لقصر الإدغام على " زحزح عن النار ".
" فيضاعفه " قرأ نافع وأبو عمرو والأخوان وخلف بتخفيف العين وألف قبلها مع رفع الفاء وقرأ المكي وأبو جعفر بتشديد العين وحذف الألف مع رفع الفاء. وقرأ الشامي ويعقوب بتشديد العين وحذف الألف مع نصب الفاء. وقرأ عاصم بالتخفيف والنصب.
[البدور الزاهرة: 51]
" كثيرة " فيه ترقيق الراء لورش.
" ويبسط " قرأ نافع والبزي وشعبة والكسائي وروح وأبو جعفر بالصاد. وقرأ قنبل وأبو عمرو وهشام وحفص ورويس وخلف عن حمزة وفي اختياره بالسين. وقرأ ابن ذكوان وخلاد بالصاد والسين.
" وإليه ترجعون " قرأ يعقوب بفتح التاء وكسر الجيم، والباقون بضم التاء وفتح الجيم.
" الملأ " فيه لحمزة وقفا وجهان الإبدال والتسهيل مع الروم.
" إسرائيل " " لنبي " " نبيهم " كله ظاهر.
" عسيتم " قرأ نافع بكسر السين، والباقون بفتحها.
" وأبنائنا " فيه لحمزة عند الوقف تحقيق الأولى وتسهيلها وعلى كل تسهيل الثانية مع المد والقصر.
" عليهم القتال " جلي.
" الملائكة " فيه لحمزة وقفا التسهيل مع المد والقصر.
" بصطة " لا خلاف بين العشرة من طريقي التيسير والتحبير أنها بالسين.
" يشاء " لا يخفى ما فيه لحمزة وهشام عند الوقف.
" فصل " فيه لورش التفخيم وصلا، والوجهان وقفا.
" منه ويطعمه " وصل الهاء ابن كثير.
" فليس مني " متفق على إسكان يائه.
" مني إلا " فتح ياءه المدنيان والبصري وأسكنها الباقون.
" غرفة " قرأ المدنيان والمكي والبصري بفتح الغين، والباقون بضمها.
" بيده " سبق قريبا.
" فئة " معا. قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء خالصة مفتوحة في الحالين. وكذلك قرأ حمزة إن وقف.
" ولولا دفع الله " قرأ نافع وأبو جعفر ويعقوب بكسر الدال وفتح الفاء وألف بعدها والباقون بفتح الدال وإسكان الفاء من غير ألف.
" المرسلين " آخر الربع.
الممال
" ديارهم، وديارنا " بالإمالة للبصري والدوري والتقليل لورش " الكافرين " بالإمالة للبصري والدوري ورويس والتقليل لورش " أحياهم " بالإمالة للكسائي والتقليل لورش بخلف عنه.
[البدور الزاهرة: 52]
" الناس " معا لدوري أبي عمرو " موسى " معا بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه؛ " أنى " بالإمالة للأصحاب والتقليل لدوري أبي عمرو وورش بخلف عنه " اصطفاه، وآتاه " بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه وزاده بالإمالة لحمزة وابن ذكوان بخلف عنه.
المدغم
" فقال لهم الله - وقال لهم نبيهم " معا " جاوزه هو والذين، داود جالوت " ولا إدغام في " سميع عليم " لتنوينه ولا في " يؤت سعة " للجزم والفتح كما لا إدغام في " لا طاقة لنا اليوم بجالوت " لوقوع الميم بعد ساكن.
" القدس " قرأ المكي بإسكان الدال والباقون بضمها.
" لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " قرأ المكي والبصريان بالفتح من غير تنوين في الثلاثة والباقون بالرفع مع التنوين في الثلاثة.
" الأرض معا، وبإذنه " لا يخفى.
" أيديهم " ضم الهاء يعقوب في الحالين.
" شاء " فيه لحمزة وهشام إبدال الهمزة مع القصر والتوسط والمد، وليس هناك فرق ما بين حمزة وهشام.
" يؤوده " فيه لورش ثلاثة البدل، وفيه لحمزة وجهان وقفا تسهيل الهمزة بينها وبين الواو ثم حذفها فيصير النطق بواو ساكنة بعد الياء وبعدها الدال المضمومة.
" وهو " جلي وصلا ووقفا.
" لا إكراه في الدين " رقق راءه ورش.
" أولياؤهم " فيه وقفا لحمزة تسهيل الهمزة الثانية مع المد والقصر.
" إبراهيم " الأربعة، قرأ هشام بفتح الهاء وألف بعدها. واختلف عن ابن ذكوان، فروي عنه كهشام، وروي عنه كسر الهاء وياء بعدها كالباقين.
" ربي الذي " قرأ حمزة بإسكان الياء وصلا ووقفا وتسقط في حالة الوصل لسكون ما بعدها والباقون بفتحها وصلا وإسكانها وقفا.
" أنا أحيي " قرأ نافع وأبو جعفر بإثبات ألف أنا وصلا ووقفا، والباقون بحذفها وصلا وإثباتها وقفا.
وعلى إثباتها وصلا يكون مدها من قبيل المنفصل فيقرأ لكل حسب مذهبه.
" وهي " حكمها حكم هو وصلا ووقفا.
[البدور الزاهرة: 53]
" مائة " أبدل أبو جعفر همزه ياء خالصة في الحالين وكذلك حمزة عند الوقف وليس له غير هذا الوجه.
" يتسنه " قرأ الأخوان وخلف ويعقوب بحذف الهاء وصلا وإثباتها وقفا، الباقون بإثباتها في الحالين.
" ننشزها " قرأ ابن عامر والكوفيون بالزاي المعجمة والباقون بالراء المهملة ولا يخفى ترقيق الراء لورش.
" قال أعلم " قرأ الأخوان بوصل همزة أعلم مع سكون الميم في حالة وصل قال بأعلم وإذا ابتدآ كسرا همزة الوصل، والباقون بهمزة قطع مفتوحة وصلا وابتداء مع رفع الميم.
" أرني " قرأ المكي والسوسي ويعقوب بإسكان الراء والدوري باختلاس كسرتها والباقون بكسرة كاملة.
" ليطمئن " فيه لحمزة وقفا تسهيل الهمزة فقط.
" فصرهن " قرأ حمزة وخلف وأبو جعفر ورويس بكسر الصاد ويلزمه ترقيق الراء، الباقون بضم الصاد ويلزمه تفخيم الراء.
" جزءًا " قرأ شعبة بضم الزاي، وأبو جعفر بحذف همزته وتشديد زايه والباقون بإسكان الزاي وبالهمز منونا ولحمزة وقفا نقل حركة الهمزة إلى الزاي مع حذف الهمزة وإبدال التنوين ألفا.
" يضاعف " قرأ المكي والشامي وأبو جعفر ويعقوب بتشديد العين وحذف الألف، والباقون بتخفيف العين وإثبات الألف.
" يشاء " تقدم ما فيه وأمثاله لحمزة وهشام وقفا.
" ولا خوف عليهم " قرأ يعقوب بفتح الفاء من غير تنوين، والباقون بالرفع مع التنوين وضم هاء عليهم وصلا ووقفا ووافقه حمزة في عليهم.
" ولا هم يحزنون " آخر الربع.
الممال
" عيسى ابن مريم " لدى الوقف على عيسى، الوثقى، الموتى. أمالها الأخوان وخلف، وقللها البصري وورش بخلفه، شاء الثلاثة، وجاءتهم أمالها ابن ذكوان وحمزة وخلف، النار أمالها البصري والدوري وقللها ورش.
" آتاه وبلى وأذى " لدى الوقف أمالها الأصحاب وقللها ورش بخلفه، أنى أمالها الأصحاب وقللها دوري البصري وورش بخلف عنه، حمارك أمالها البصري والدوري وابن ذكوان بخلف عنه وقللها ورش، للناس أمالها دوري البصري، حبة أمالها الكسائي وقفا بلا خلاف، ولا إمالة قطعا للكسائي في هاء يتسنه لأنها هاء سكت لا هاء تأنيث.
[البدور الزاهرة: 54]
المدغم
" الصغير " قد تبين للجميع " لبثت " كله أدغمه البصري والشامي والأخوان وأبو جعفر. " أنبتت سبع سنابل " أدغمه البصري والأخوان وخلف.
" الكبير " يأتي يوم، يشفع عنده، يعلم ما، قال لبثت، تبين له.
" معروف ومغفرة خير " جلي لورش وخلف عن حمزة وأبي جعفر.
" رثاء " قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة الأولى ياء خالصة وصلا ووقفا، وكذلك حمزة عند الوقف وليس له فيها إلا هذا الوجه، وله في الثانية مع هشام الإبدال مع الأوجه الثلاثة.
" مرضات " وقف الكسائي عليها بالهاء والباقون بالتاء.
" بربوة " قرأ ابن عامر وعاصم بفتح الراء والباقون بالضم. ولا ترقيق لورش في الراء لأن الكسرة التي قبلها غير لازمة.
" أكلها " قرأ نافع والمكي والبصري بإسكان الكاف والباقون بضمها.
" فطل " لا تفخيم فيه لورش لأن اللام مرفوعة وهو لا يفخم من اللام إلا ما كان مفتوحا بشروطه وقد تقدمت.
" ولا تيمموا " قرأ البزي وصلا بتشديد التاء مع المد الطويل لالتقاء الساكنين، وإنما ثبت حرف المد في هذا وأمثاله.
ولم يحذف على الأصل كما حذف في نحو " ولا الذين ". لأن الإدغام هنا طارئ على حرف المد فلم يحذف المد لأجله. بخلاف إدغام اللام في الذين ونحوه فإنه لازم وليس بطارئ على حرف المد فحذف حرف المد الذي قبله في ولا لأجله، فإذا ابتدأ خفف.
" ويأمركم " تقدم مثله في هذه السورة.
" ومن يؤت الحكمة " قرأ يعقوب بكسر تاء يؤت وإذا وقف أثبت الياء والباقون بفتح التاء.
" خيرا كثيرا " رقق الراء فيهما ورش.
" فنعما " قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بفتح النون وكسر العين، وقرأ ورش وابن كثير وحفص ويعقوب بكسر النون والعين، وقرأ أبو جعفر بكسر النون وإسكان العين. واختلف عن قالون والبصري وشعبة، فروي عنهم وجهان: الأول: كسر النون واختلاس كسرة العين وهذا هو الذي ذكره الشاطبي، الثاني: كسر النون وإسكان العين كقراءة أبي جعفر.
[البدور الزاهرة: 55]
وعلى هذا الوجه أكثر أهل الأداء وقد ذكره في التيسير فلا يضر عدم ذكره في الشاطبية إذ هو مذكور في أصلها. قال في النشر: والوجهان صحيحان عنهم وعلى هذا كان ينبغي للشاطبي ذكر هذا الوجه حيث إنه ذكره في التيسير. واتفق القراء على تشديد الميم.
" ونكفر " قرأ نافع والأخوان وأبو جعفر وخلف بالنون وجزم الراء. وقرأ المكي والبصريان وشعبة بالنون ورفع الراء، وقرأ الشامي وحفص بالياء ورفع الراء.
" سيئاتكم " فيه لحمزة وقفا إبدال الهمزة ياء خالصة. ولا يخفى ما فيه من البدل.
" خبير " آخر الربع.
الممال
" أذى " لدى الوقف، والأذى، بالإمالة للأخوين وخلف والتقليل لورش بخلف عنه، الناس لدوري البصري.
" الكافرين " بالإمالة للبصري والدوري ورويس والتقليل لورش، أنصار حكمها حكم سابقتها ما عدا رويسا فلا إمالة له فيها، مرضات أمالها الكسائي وحده.
المدغم
" الكبير " الأنهار له، ولا إدغام في أن تكون له لسكون ما قبل النون.
" يحسبهم " قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر بفتح السين والباقون بكسرها.
" ولا خوف عليهم " سبق قريبا.
" سرا " رقق الراء ورش.
" فأذنوا " قرأ شعبة وحمزة بفتح الهمزة وألف بعدها وكسر الذال والباقون بإسكان الهمزة وفتح الذال، وأبدل ورش والسوسي وأبو جعفر الهمزة في الحالين، ولحمزة فيها وقفا التحقيق والتسهيل.
" عسرة " قرأ أبو جعفر بضم السين والباقون بإسكانها.
" ميسرة " قرأ نافع بضم السين والباقون بفتحها.
" وأن تصدقوا " قرأ عاصم بتخفيف الصاد والباقون بتشديدها.
" يوما ترجعون " قرأ أبو عمرو ويعقوب بفتح التاء وكسر الجيم، والباقون بضم التاء وفتح الجيم.
" شيئا " فيه لورش التوسط والمد ولحمزة وقفا النقل والإدغام وتقدم مثله مرارا.
" أن يمل هو " قرأ أبو جعفر بإسكان الهاء والباقون بضمها.
[البدور الزاهرة: 56]
" الشهداء أن " قرأ المدنيان والمكي والبصري ورويس بإبدال الهمزة الثانية ياء خالصة والباقون بتحقيقها، ولا خلاف بينهم في تحقيق الأولى.
" أن تضل " قرأ حمزة بكسر الهمزة والباقون بفتحها.
" فتذكر " قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بإسكان الذال وتخفيف الكاف مع نصب الراء، والباقون بفتح الذال وتشديد الكاف مع نصب الراء إلا حمزة فبرفعها.
" الشهداء إذا " قرأ المدنيان والمكي والبصري ورويس بتسهيل الهمزة الثانية بينها وبين الياء وعنهم إبدالها واوا خالصة والباقون بتحقيقها، وأجمعوا على تحقيق الأولى.
" ولا تسأموا " فيه لحمزة وقفا نقل حركة الهمزة إلى السين مع حذف الهمزة.
" تجارة حاضرة " قرأ عاصم بنصب التاء فيهما والباقون بالرفع، ولا يخفى ترقيق ورش راء حاضرة.
" ولا يضار " قرأ أبو جعفر بتخفيف الراء وإسكانها والباقون بالتشديد مع الفتح، وكلهم يشبعون المد لأجل الساكن.
" عليم " آخر الربع.
الممال
" هداهم، فانتهى، توفى، مسمى " لدى الوقف وأدنى، بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلاف عنه.
" بسيماهم، وإحداهما " معا بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري. ولورش بالخلاف عنه الأخرى بالإمالة للأصحاب والبصري والتقليل لورش، النهار والنار وكفار بالإمالة للبصري والدوري والتقليل لورش. الربا كله للأصحاب ولا تقليل فيه لورش. جاءه بالإمالة لابن ذكوان وحمزة وخلف. والشهادة للكسائي عند الوقف عليه بلا خلاف. وعسرة وميسرة بخلاف عنه إلا أن الفتح فيه أشهر من الإمالة وليس في هذا الربع مدغم.
" فرهان " قرأ ابن كثير وأبو عمرو بضم الراء والهاء من غير ألف والباقون بكسر الراء وفتح الهاء وألف بعدها.
" فليؤد " قرأ ورش وأبو جعفر بإبدال الهمزة واوا في الحالين، وكذلك حمزة إن وقف.
" الذي اؤتمن " أبدل همزة حال الوصل ورش والسوسي وأبو جعفر ياء خالصة لأن همزة الوصل تذهب في الدرج فيصير قبل الهمزة كسرة، والكسرة لا يجانسها إلا الياء، وكذلك قرأ حمزة عند الوقف على اؤتمن. أما لو وقفت على الذي وابتدأت بقوله اؤتمن، فحينئذ يجب الابتداء لكل القراء بهمزة مضمومة وهي همزة الوصل وبعدها واو ساكنة لأن أصله اؤتمن
[البدور الزاهرة: 57]
بهمزتين الأولى مضمومة وهي همزة الوصل. والثانية ساكنة هي فاء الكلمة، فيجب إبدال الثانية حرف مد مجانسا لحركة ما قبلها، عملا بقول الشاطبي، وإبدال أخرى الهمزتين لكلهم الخ.
ولا توسط فيه ولا مد لورش لأنه من المستثنيات في قول الشاطبي وما بعد همز الوصل إيت إلخ. قال صاحب الغيث لأن همزة الوصل عارضة والابتداء بها عارض، فلم يعتد بالعارض انتهى.
" فيغفر ويعذب " قرأ الشامي وعاصم وأبو جعفر ويعقوب برفع الراء والباء من الفعلين والباقون بجزمهما.
" وكتبه " قرأ الأخوان وخلف بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها على التوحيد، والباقون بضم الكاف والتاء على الجمع.
" لا تفرق " قرأ يعقوب بالياء والباقون بالنون.
" لا تؤاخذنا " أبدل ورش وأبو جعفر الهمزة واوا خالصة مفتوحة وكذلك حمزة عند الوقف ولا توسط ولا مد فيه لورش كما سبق.
" أخطأنا " أبدل همزه السوسي وأبو جعفر مطلقا وحمزة عند الوقف.
" إصرا " راؤه مفخم لجميع القراء للفصل بين الراء والكسرة بحرف الاستعلاء.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البقرة, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir