دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 8 ذو الحجة 1429هـ/6-12-2008م, 10:36 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

بِسمِ اللَّهِ الرحمنِ الرحيمِ
مُقَدِّمَةُ الناظِمِ

1- قالَ مُحَمَّدٌ هُوَ ابنُ مالِكِ = أَحْمَدُ رَبِّيَ اللَّهَ خيرَ مالِكِ
2- مُصَلِّياً على النبيِّ الْمُصْطَفَى = وآلِهِ المُسْتَكْمِلِينَ الشَّرَفَا
3- وأَسْتَعِينُ اللَّهَ في أَلْفِيَّهْ = مَقَاصِدُ النحوِ بِهَا مَحْوِيَّهْ
4- تُقَرِّبُ الأقْصَى بلفظٍ مُوجَزِ = وتَبْسُطُ البَذْلَ بوَعْدٍ مُنْجَزِ
5- وتَقْتَضِي رِضًى بغيرِ سُخْطِ = فائِقَةً ألْفِيَّةَ ابْنِ مُعْطِي
6- وَهْوَ بِسَبْقٍ حائزٌ تَفْضِيلاَ = مُسْتَوْجِبٌ ثَنَائِيَ الْجَمِيلاَ
7- واللَّهُ يَقْضِي بِهِبَاتٍ وَافِرَهْ = لِي وَلَهُ في دَرَجَاتِ الآخِرَهْ
هذه مُقَدِّمَةُ الناظِمِ، ضَمَّنَها الْحَمْدَلَةَ والصلاةَ على النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وعلى آلِه، والاستعانةَ باللَّهِ تعالى على هذه الأَلْفِيَّةِ التي ذَكَرَ بعضَ صِفَاتِها، ثم أَشَارَ إلى تَقَدُّمِ العَلاَّمَةِ ابنِ مُعْطِي في هذا الْمَجالِ.
قولُه: (قالَ مُحَمَّدٌ هُوَ ابنُ مالِكِ) نَسَبَ نفْسَه إلى جَدِّهِ، لشُهرتِه به، وإلاَّ فأَبوهُ (عبدُ اللَّهِ) فهو محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ مالِكٍ الطَّائِيُّ الْجَيَّانِيُّ، أبو عبدِ اللَّهِ، أحَدُ الأئمَّةِ في علومِ العربيَّةِ، وُلِدَ في حدودِ سنةِ 598هـ في (جَيَّانَ) بالأَنْدَلُسِ، وانْتَقَلَ إلى دِمَشْقَ فتُوُفِّيَ بها سنةَ 672هـ، له مؤلَّفاتٌ عَديدةٌ؛ منها (الأَلْفِيَّةُ)، و(الكافيةُ الشافيةُ) وشَرْحُها، و(إكمالُ الإعلامِ بِمُثَلَّثِ الكلامِ)، وغيرُها كثيرٌ.
قولُه: (أَحْمَدُ رَبِّيَ اللَّهَ خيرَ مالِكِ) الحمْدُ هو الاعترافُ للمحمودِ بصِفاتِ الكمالِ معَ مَحَبَّتِه وتَعظيمِه، و(خيرَ) منصوبٌ: إمَّا بعامِلٍ محذوفٍ وُجوباً تقديرُه: أمْدَحُ، أو على أنه حالٌ لازِمَةٌ.
قولُه: (مُصَلِّياً على النبيِّ الْمُصْطَفَى): (مُصَلِّياً) حالٌ مُقَدَّرَةٌ، والحالُ الْمُقَدَّرَةُ هي التي تَحْدُثُ فيما بعدُ؛ كقولِه تعالى: {فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} والصلاةُ على النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا تَقَعُ وقتَ حَمْدِه للهِ، وإنما تَقَعُ بعدَ الانتهاءِ منه.
قولُه: (وآلِهِ المُسْتَكْمِلِينَ الشَّرَفَا) إنْ كانَ بفَتْحِ الشينِ فهو مفعولٌ به منصوبٌ بالفَتحةِ الظاهرةِ، والألِفُ للإطلاقِ، وإنْ كانَ بضَمِّ الشينِ فهو نَعْتٌ ثانٍ لـ (لآلِ) مجرورٌ بكسْرَةٍ مُقَدَّرَةٍ على الأَلِفِ؛ لأنه مَقصورٌ مِن الممدودِ، وأصْلُه: (الشُّرَفَاءُ) جَمْعُ شَريفٍ: كظريفٍ وظُرَفَاءَ، والشريفُ مَن جَمَعَ عُلُوَّ النسَبِ معَ حَميدِ الصفاتِ وعُلُوِّ القَدْرِ، وعلى هذا يكونُ مفعولُ (الْمُسْتَكْمِلِينَ) محذوفاً تقديرُه: أنواعَ الفضائِلِ.
قولُه: (وأَسْتَعِينُ اللَّهَ في أَلْفِيَّهْ) أي: أَطْلُبُ العَوْنَ مِن اللَّهِ تعالى، وفي الحديثِ: ((اللَّهُمَّ لاَ سَهْلَ إِلاَّ مَا جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ إِذَا شِئْتَ سَهْلاً))، أخْرَجَه ابنُ السُّنِّيِّ عن أنَسٍ في (عمَلُ اليومِ والليلةِ)، وصَحَّحَه ابنُ حِبَّانَ، وقالَ الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ: هذا حديثٌ صحيحٌ.
وقولُه: (في أَلْفِيَّهْ)، (في) بمعنى (على)؛ لأنَّ الاستعانةَ وما تَصَرَّفَ مِنها تَتَعَدَّى بـ (على)؛ قالَ تعالى: {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.
و(أَلْفِيَّةْ) أيْ: عَدَدُ أبياتِها أَلْفُ بيتٍ، مِن كامِلِ بَحْرِ الرَّجَزِ، وقد قيلَ: إنها تَنْقُصُ سِتَّةَ أبياتٍ، وقيلَ: أكثَرَ، وقد وُجِدَ مِن شُرَّاحِها مَن يَزيدُ أو يُنْقِصُ بعضَ الأبياتِ.
وقد جاءَتْ مُقَدِّمَةُ الأَلْفِيَّةِ في سبعةِ أبياتٍ، والْخِتَامُ في أربعةٍ.
والباقِي يَخْتَصُّ بالمادَّةِ العِلْمِيَّةِ وعَدَدُها 991 بيتاً حَسَبَ عَدِّي لها، وهي الطبعةُ التي عليها (شَرْحُ ابنِ عَقيلٍ) وغيرُه.
وقولُه: (مَقَاصِدُ النَّحْوِ بها مَحْوِيَّهْ) وصَفَها بذلك ليَعْتَنِيَ بها الطالِبُ حِفْظاً وفَهْماً، ومقاصِدُ النحْوِ: مُهِمَّاتُه، ومعنى (مَحْوِيَّهْ) أيْ: مَجموعةٌ.
قولُه: (تُقَرِّبُ الأقْصَى بلفظٍ مُوجَزِ) أيْ: تُقَرِّبُ المعنى البعيدَ وغوامِضَ المسائِلِ، تُقَرِّبُها للأفهامِ (بلفْظٍ مُوجَزِ) أيْ: قليلِ الحروفِ كثيرِ المعنى.
قولُه: (وتَبْسُطُ البَذْلَ بوَعْدٍ مُنْجَزِ) البَذْلُ؛ أي: العطاءُ، وتَبْسُطُ؛ أيْ: تُوَسِّعُ، والوَعْدُ الْمُنْجَزُ: الْمُوَفَّى به بسُرعةٍ.
قولُه: (وتَقْتَضِي رِضًى بغيرِ سُخْطِ) أيْ: تَطْلُبُ الرضا مِن قارِئِها غيرَ مَشوبٍ بالسُّخْطِ، فلا يَعْتَرِضُ على مُؤَلِّفَها كَثيراً.
قولُه: (فائِقَةً ألْفِيَّةَ ابْنِ مُعْطٍ) وهو الشيخُ أبو الْحَسَنِ يحيى بنُ عبدِ الْمُعْطِي بنِ عبدِ النُّورِ الزَّوَاوِيُّ، نِسبةً إلى زَوَاوَةَ - اسمِ قَبيلةٍ مَوْطِنُها شَمالُ إِفْرِيقِيَّةَ - وُلِدَ سنةَ 564هـ في (بِجَايَةَ) على ساحِلِ البحْرِ الأبيضِ، وهو صاحِبُ الأَلْفِيَّةِ المشهورةِ وغيرِها مِن الكتُبِ، وقد شَرَحَ ألْفِيَّتَه كثيرون؛ منهم عبدُ العزيزِ الْمَوْصِلِيُّ مِن عُلماءِ القرْنِ السابعِ، وشَرْحُه مطبوعٌ في مُجَلَّدَيْنِ، ماتَ ابنُ مُعْطٍ سنةَ 628هـ بِمِصْرَ، رَحِمَهُم اللَّهُ جَميعاً.
وأَلْفِيَّةُ ابنِ مالِكٍ تَفُوقُ ألْفِيَّةَ ابنِ مُعْطٍ لَفْظاً ومعنًى.
أمَّا اللفْظُ: فلأنها مِن بَحْرٍ واحدٍ، وهو بَحْرُ الرَّجَزِ، وألفيَّةُ ابنِ مُعْطٍ مِن الرَّجَزِ والسريعِ، كما نَصَّ هو على ذلك.
ومعنًى: لأنها أكْثَرُ منها أَحكاماً، كذا قيلَ في توضيحِ عِبارةِ ابنِ مالِكٍ, وهذا لا يَعْنِي الأَفْضَلِيَّةَ الْمُطْلَقَةَ:
فأوَّلاً: أنَّ ابنَ مُعْطٍ هو صاحِبُ الفِكرةِ، وهو الْمُبْدِعُ في هذا المجالِ، فقد كَتَبَ ألْفِيَّتَه على نَسَقٍ ونَمَطٍ لم يُسْبَقْ إليه، وكفاه بذلك فَخْراً، وابنُ مالِكٍ سارَ على مِنوالِه.
وثانياً: أنَّ لأَلْفِيَّةِ ابنِ مُعْطٍ مَزايَا ليسَتْ لأَلْفِيَّةِ ابنِ مالِكٍ يَتَبَيَّنُها الدارِسُ لهما:
منها أنَّ ألْفِيَّةَ ابنِ مُعْطٍ مَملوءةٌ بالآياتِ القرآنيَّةِ والشواهِدِ الشِّعْرِيَّةِ، وهذا قليلٌ في أَلْفِيَّةِ ابنِ مالِكٍ.
ومنها أنه يَبدَأُ بالتعريفِ ثم يَذكُرُ الأحكامَ، وهذا مَفقودٌ في مواضِعَ مُهِمَّةٍ مِن الأَلْفِيَّةِ.
ومنها سَلاسَةُ الأسلوبِ، وسُهولةُ التعبيرِ، وإشراقُ المعنى.
وفي أَلْفِيَّةِ ابنِ مالِكٍ يَظهَرُ حُسْنُ الترتيبِ والتبويبِ والتنظيمِ والتنسيقِ، مما يَجعَلُها سَهْلَةَ الاستيعابِ، في حينِ أنَّ أَلْفِيَّةَ ابنِ مُعْطٍ خَلَتْ مِن التبويبِ؛ فإنه قد نَظَمَها نَظْماً مُتَّصِلاً وكأنها تَبْحَثُ في موضوعٍ واحدٍ.
جَزَى اللَّهُ هذينِ العالِمَيْنِ خَيْراً على ما بَذَلاَ مِن جُهْدٍ ووَقْتٍ.
قولُه: (وَهْوَ بسَبْقٍ حائزٌ تَفضيلاَ) أيْ: هو أفْضَلُ مِنِّي؛ لسَبْقِه إيَّايَ, فإنَّ ابنَ مالِكٍ وُلِدَ سنةَ 598 هـ أو 600 هـ، وماتَ سنةَ 672 هـ، وابنُ مُعْطٍ وُلِدَ سنةَ 564 هـ وماتَ سنةَ 628 هـ.
قولُه: (مُسْتَوْجِبٌ ثَنَائِيَ الْجَميلاَ) أيْ: لانْتِفَاعِي بما أَلَّفَه واقتدائِي به، وهو يُشيرُ بذلك إلى فَضْلِ المتَقَدِّمِ على الْمُتَأَخِّرِ، وما يَسْتَحِقُّه السلَفُ مِن ثناءِ الْخَلَفِ ودُعائِهم, فإنَّ ابنَ مالِكٍ تابِعٌ لابنِ مُعْطٍ في هذا النوعِ مِن التأليفِ ومُستفيدٌ منه؛ لأنَّ ابنَ مُعْطٍ كَتَبَ ألفيَّتَه على نَسَقٍ لم يُسْبَقْ إليه كما تَقَدَّمَ.
وقولُه:

واللَّهُ يَقْضِي بِهِباتٍ وَافِرَهْ = لِي ولَهُ في دَرَجَاتِ الآخِرَهْ
هذا دُعاءٌ مِن ابنِ مالِكٍ, ولو عَمَّ المسلمينَ بالدعاءِ لكانَ أَوْلَى، وقَدَّمَ نفْسَه لحديثِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ كانَ إذا ذَكَرَ أحداً فدَعَا له بَدَأَ بنفْسِه. روَاه التِّرْمِذِيُّ، وهو حديثٌ صحيحٌ.
والْهِبَاتُ: أي: العَطايا، (وَافِرَهْ) أيْ: تَامَّةٍ.


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ألفية, خطبة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir