دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #23  
قديم 28 ذو الحجة 1439هـ/8-09-2018م, 07:45 PM
محمد رمضان وافي محمد رمضان وافي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 86
افتراضي تعديل لفظ الجلالة

مجلس مذاكرة دورة فضل علم التفسير للشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله
المجموعة الثانية
س1: بيّن بإيجاز أوجه فضل علم التفسير.
الإجابة:
لعلم التفسير فضائلُ عديدةٌ مهمةٌ، تدل اللبيب على ما ورائها، وتُعرفه ببعض دلائلها وآثارها؛ ليتفكر فيها، ويتعرف أسباب إقبال العلماء على هذا العلم الجليل، وهي:
1- أن علم التفسير مُعين على فهم كلام الله عز وجل، ومعرفة مراده، ومَن أُوتي فهم القرآن فقد أوتي خيرًا كثيرًا.
ففهم القرآن يفتح لطالب العلم أبوابًا من العلم يغفل عنها غيره، بل ربما سمع كلمة من رجل فذكرته بآية كان يتأملها، فيُفتح له بذلك باب أو أبواب من العلم، قال عكرمة مولى ابن عباس: «إني لأخرج إلى السوق، فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لي خمسون بابًا من العلم» رواه ابن سعد في الطبقات بإسناد صحيح.
2- أن علم التفسير يتعلق بأشرف الكلام وأحسنه وأصدقه وأحكمه، وأعظمه بركةً وأجله قدرًا، وهو كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
3- أن مُتعلِّم علم التفسير من أعظم الناس حظًّا وأوفرهم نصيبًا من فضائل العلم؛ وذلك أن الله فضل العلم وشرفه وشرف أهله ورفع درجتهم، والعلم بالقرآن هو أفضل العلوم وأحسنها وأشرفها وأجمعها، وقد فصَّل الله في القرآن كل شيء، فمن ابتغى العلم من أفضل أبوابه وأحسنها، فعليه بتدبر القرآن وتفهمه ومعرفة معانيه وتفسيره، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «من أراد العلمَ فليثوّر القرآن، فإنَّ فيه علمَ الأوَّلين والآخرين»، قال بعض أهل العلم: تثوير القرآن قراءته ومفاتشة العلماء في تفسيره ومعانيه.
4- أن علم التفسير يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة، قال تعالى: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101].
5- أن علم التفسير من أعظم الأسباب المعينة على صلاح القلب والعمل لمن حسنت نيته في طلبه، فإنه يبصر به ما بينه الله في الكتاب من البصائر والهدى، ويكثر من تلاوة القرآن وتدبره والتفكر فيه، فيتبصر ويتذكر، ويخشع وينيب، ويعرف علل قلبه ونفسه، وكيف يطهر قلبه ويزكي نفسه بما يعرف من هُدى القرآن.
6- أن المفسِّر وارث للنبي صلى الله عليه وسلم في أعظم إرثه، وهو بيان معاني القرآن الكريم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية» رواه البخاري.
7- أن المفسِّر كثير الاشتغال بالقرآن ومعانيه وهداياته، بل يكاد يكون أكثر وقته في مصاحبة القرآن تلاوة وتدبرًا ودراسة، وهذا من أجلِّ أنواع مصاحبة القرآن، أن يكون مصاحبته مصاحبة تلاوة وتفقه فيه واهتداء بهداه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في آخر حياته لما سُجن في سجن القلعة: «قد فتح الله عليَّ في هذه المرَّة من معاني القرآن، ومن أصول العلم بأشياءَ كان كثيرٌ من العلماءِ يتمنَّونَها، وندمتُ على تضييعِ أكثرِ أوقاتي في غيرِ معاني القرآن». اهـ.
8- أن علم التفسير يُدخل صاحبه في زمرة خير هذه الأمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» رواه البخاري.
فهذه ثمانية أوجه مَنْ تأملها حق التأمل أيقن بفضل علم التفسير، وأن الاشتغال به اشتغال بخير العلوم وأجلِّها.
س2: كيف تستفيد من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى؟
الإجابة:
ينبغي عليَّ أن أجتهد في تعلم علم التفسير ومعرفة معانيه وهداياته، وأن أتعلم كيف أدعو بالقرآن، وكيف أُبين ما أنزل الله فيه من الهدى للناس، وكيف أُبصرهم بما يحتاجون إلى التبصير فيه من بصائر القرآن وبيناته، وكيف أدعوهم إلى الله بأساليبَ حسنةٍ مبنيةٍ على تبصير القرآن وإنذاره وتبشيره.
وقد كان للصحابة رضي الله عنهم عناية بالتذكير بالقرآن والدعوة به، فكانوا يفسرون القرآن لطلاب العلم، ويبينون للناس ما يُشكل عليهم، ويجيبون أسئلة السائلين عن مسائل التفسير، وينبهون على ما يشيع من الخطأ في فهم بعض الآيات.
س3: اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن.
الإجابة:

يتفاوت الناس في فهم القرآن تفاوتًا كبيرًا، فيقرأ الرجلان من أهل العلم الآية الواحدة، فيظهر لأحدهما من العلم بها وبما تضمنته من المعاني واللطائف البديعة أضعاف ما يظهر لصاحبه، وهذا أمر معروف مُشتهِر بين أهل العلم؛ والسبب في ذلك تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص.
قال ابن القيم رحمه الله: (والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص، وأن منهم مَن يفهم مِن الآيةِ حُكْمًا أو حُكْمين، ومنهم مَنْ يفهم منها عشرة أحكام أو أكثر من ذلك، ومنهم مَن يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه ودون إيمائه وإشارته وتنبيهه واعتباره، وأخصُّ من هذا وألطفُ ضَمُّه إلى نصٍّ آخر متعلّق به؛ فيفهم من اقترانه به قدرًا زائدًا على ذلك اللفظ بمفرده، وهذا باب عجيب من فهم القرآن لا يتنبَّه له إلا النادرُ من أهلِ العلمِ؛ فإنَّ الذهن قد لا يشعر بارتباط هذا بهذا وتعلقه به، وهذا كما فهم ابن عباس من قوله: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15] مع قوله: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة: 233] أنَّ المرأة قد تلدُ لستةِ أشهر، وكما فهم الصدّيق من آية الفرائضِ في أوَّل السورةِ وآخرِها أنَّ الكلالةَ مَنْ لا وَلدَ لهُ ولا والد). اهـ.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir