دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ذو الحجة 1429هـ/18-12-2008م, 02:04 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي اسم المرة، واسم الهيئة


وفَعْلَةٌ لِمَرَّةٍ كجَلْسَةْ =وفِعْلَةٌ لِهَيئةٍ كجِلْسَةْ
في غيرِ ذي الثلاثِ بالتَّا الْمَرَّةْ = وشَذَّ فيهِ هيئةٌ كالْخِمْرَةْ


  #2  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 12:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


وفَعْلَةٌ لِمَرَّةٍ كجَلْسَةْ = وفِعلةٌ لِهَيئةٍ كجِلْسَهْ ([1])

إذا أُريدَ بَيانُ الْمَرَّةِ مِن مَصْدَرِ الفعْلِ الثلاثيِّ قِيلَ : فَعْلَةٌ، بفَتْحِ الفاءِ، نحوُ: ضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً، وقَتَلْتُهُ قَتْلَةً.
هذا إذا لم يُبْنَ المصدَرُ على تاءِ التأنيثِ، فإنْ بُنِيَ عليها وُصِفَ بما يَدُلُّ على الوَحْدَةِ([2]) نحوُ: نِعمَةٍ ورَحمةٍ، فإذا أُريدَ المرَّةُ وُصِفَ بوَاحِدَةٍ. وإنْ أُريدَ بَيانُ الهيئةِ منه قِيلَ : فِعْلَةٌ، بكَسْرِ الفاءِ، نحوُ: جَلَسَ جِلْسَةً حَسَنَةً، وقَعَدَ قِعْدَةً، ومَاتَ مِيتَةً.
في غيرِ ذي الثلاثِ بالتَّا الْمَرَّهْ = وشَذَّ فيه هيئةٌ كالْخِمْرَهْ ([3])
إذا أُريدَ بَيانُ الْمَرَّةِ مِن مَصْدَرِ الْمَزيدِ على ثَلاثَةِ أحْرُفٍ زِيدَ على الْمَصدَرِ تاءُ التأنيثِ، نحوُ: أَكْرَمْتُه إِكرامَةً، ودَحْرَجْتُه دِحْرَاجَةً.
وشَذَّ بِناءُ فِعْلَةٍ للهَيئةِ مِن غيرِ الثلاثِيِّ؛ كقولِهم: هي حَسَنَةُ الْخِمْرَةِ. فبَنَوْا فِعْلَةً مِن اخْتَمَرَ، و: هو حسَنُ العِمَّةِ. فبَنَوْا فِعْلَةً مِن تَعَمَّمَ.


([1])، (وفَعْلَةٌ) مُبتَدَأٌ، (لِمَرَّةٍ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبَرُ المبتَدَأِ، (كجَلْسَهْ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٌ لمُبْتَدَأٍ محذوفٍ، وقولُه: (وفِعْلَةٌ لِهيئَةٍ كجِلْسَهْ) في الإعرابِ مِثْلُ الشَّطْرِ الأوَّلِ.

([2]) الْمَصدَرُ الْمَبْنِيُّ على التاءِ إمَّا أنْ يَكونَ أوَّلُه مَفتوحاً؛ كرَحْمَةٍ ونِعْمَةٍ، وإمَّا أنْ يَكونَ أوَّلُه مَضموماً، مِثلُ كُدْرَةٍ وزُرْقَةٍ وحُمْرَةٍ، وإمَّا أنْ يَكونَ أوَّلُه مَكسوراً، نحوُ: نِشْدَةٍ وذِرْبَةٍ، فإنْ كانَ أوَّلُه مَفتوحاً وأُريدَ الدَّلالةُ على الْمَرَّةِ منه وُصِفَ بالواحدةِ، كما قالَ الشارِحُ؛ لِيَتَمَيَّزَ الدالُّ على الحدَثِ مِن الدالِّ على الْمَرَّةِ، أمَّا إنْ كانَ أوَّلُه مَضموماً أو مَكسوراً وأُريدَ الدَّلالةُ على الْمَرَّةِ منه، فإنه يَكفِي فتْحُ أوَّلِه، وبهذا الفتْحِ يَتميَّزُ الدالُّ على الْمَرَّةِ مِن الدالِّ على الحدَثِ، ومِن تَقريرِ الكلامِ على هذا التَّفصيلِ تَعلَمُ أنَّ إطلاقَ الشارِحِ غيرُ مُستقيمٍ.

([3])، (في غيرِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ حالٌ مُقَدَّمٌ على صاحِبِه، وهو الضميرُ الْمُسْتَكِنُّ في خبَرِ المبتَدَأِ الآتي، وغيرِ مُضافٌ و(ذي) مُضافٌ إليه، وذي مُضافٌ و(الثلاثِ) مُضافٌ إليه، (بالتَّا) قُصِرَ ضَرورةً: جارٌّ ومَجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبَرٌ مقَدَّمٌ، (الْمَرَّهْ) مُبْتَدَأٌ مؤَخَّرٌ، و(شَذَّ) فعْلٌ ماضٍ، (فيه) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بشَذَّ، (هَيْئَةٌ) فاعِلُ شَذَّ، (كالْخِمْرَهْ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٌ لمُبْتَدَأٍ محذوفٍ.


  #3  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 12:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


فَصْلٌ: ويُدَلُّ علَى المَرَّةِ مِن مَصْدَرِ الفِعْلِ الثُّلاثِيِّ بفَعْلَةٍ –بالفَتْحِ- كجَلَسَ جَلْسَةً ولَبِسَ لَبْسَةً([1]) ، إلا إنْ كانَ بِنَاءُ المَصْدَرِ العَامِّ عَلَيْهَا؛ فيُدَلُّ علَى المَرَّةِ مِنْهُ بالوَصْفِ، كرَحِمَ رَحْمَةً وَاحِدَةً.
ويُدَلُّ على الهَيْئَةِ بفِعْلَةٍ –بالكَسْرِ- كالجِلْسَةِ والرِّكْبَةِ والقِتْلَةِ، إلا إنْ كانَ بِنَاءُ المَصْدَرِ العَامِّ علَيْهَا؛ فيُدَلُّ على الهَيْئَةِ بالصِّفَةِ ونَحْوِهَا، كنَشَدَ الضَّالَّةَ نِشْدَةً عَظِيمَةً([2]).
والمَرَّةُ مِن غَيْرِ الثُّلاثِيِّ بزِيَادَةِ التَّاءِ علَى مَصْدَرِهِ القِيَاسِيِّ كانطِلاقَةٍ واسْتِخْرَاجَةٍ فإنْ كانَ بِنَاءُ المَصْدَرِ العَامِّ علَى التَّاءِ دُلَّ علَى المَرَّةِ بالوَصْفِ كإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ واسْتِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ.
ولا يُبْنَى مِنْ غَيْرِ الثُّلاثِيِّ مَصْدَرٌ للهَيْئَةِ، إلاَّ مَا شَذَّ مِن قَوْلِهِم: اخْتَمَرَتْ خِمْرَةً، وانْتَقَبَتْ نِقْبَةً، وتَعَمَّمَ عِمَّةً، وتَقَمَّصَ قِمْصَةً([3]).


([1]) وشَذَّ مِن ذلك ما حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِن قَوْلِهِم: أَتَيْتُهُ إِتْيَانَةً، ولَقِيتُهُ لِقَاءَةً.

([2]) اعْلَمْ أَوَّلاً أنَّ اسْمَ المَرَّةِ لا يُشْتَقُّ مِن كُلِّ مَصْدَرٍ، بَلْ يُشْتَقُّ مِن مَصَادِرِ الأَفْعَالِ الدَّالَّةِ على عَمَلٍ مِن أَعْمَالِ الجَوَارِحِ الظَّاهِرَةِ كالمَشْيِ والجُلُوسِ والقِيَامِ والوُقُوفِ، أمَّا الأَفْعَالُ التي تَدُلُّ علَى عَمَلٍ مِن أَعْمَالِ الجَوَارِحِ البَاطِنَةِ كالعِلْمِ والجَهْلِ، أو التي تَدُلُّ على أَوْصَافٍ جِبِلِّيَّةٍ ثَابِتَةٍ كالحُسْنِ والظُّرْفِ والجُبْنِ والبُخْلِ والكَرَمِ فلا يُشْتَقُّ مِن مَصَادِرِهَا اسْمٌ للمَرَّةِ.
ثُمَّ اعْلَمْ ثَانِياً أنَّهُ لا فَرْقَ في المَصْدَرِ الذي تَأْخُذُ مِنْهُ اسْمَ المَرَّةِ أو اسْمَ الهَيْئَةِ بَيْنَ المَصْدَرِ الخَالِي مِن الزِّيَادَةِ كالضَّرْبِ والفَتْحِ والمَصْدَرِ المُشْتَمِلِ علَى حَرْفٍ مِن حُرُوفِ الزِّيَادَةِ كالجُلُوسِ والقُعُودِ واللِّقَاءِ والزَّفِيرِ، بلْ تَأْخُذُهُمَا مِن المَصْدَرِ الخَالِي مِن الزِّيَادَةِ بفَتْحِ أَوَّلِهِ وزِيَادَةِ تَاءٍ في آخِرِه حِينَ تُرِيدُ المَرَّةَ. وبِكَسْرِ أَوَّلِهِ وزِيَادَةِ التَّاءِ في آخِرِه حِينَ تُرِيدُ الهَيْئَةَ، وتَأْخُذُهُمَا مِن المَصْدَرِ المُشْتَمِلِ على زِيَادَةٍ بطَرْحِ الزِّيَادَةِ أَوَّلاً ثُمَّ بفَتْحِ أَوَّلِ الحُرُوفِ الأَصْلِيَّةِ وزِيَادَةِ التَّاءِ عِنْدَ إِرَادَةِ المَرَّةِ، وبطَرْحِ الزِّيَادةِ وكَسْرِ أوَّلِ الحروفِ الأصلِيَّةِ وزِيادةِ التَّاءِ عندَ إرادةِ الهَيْئَةِ.
ثُمَّ اعْلَمْ ثالثاً أنَّهُ إذا كانَ لفِعْلٍ وَاحدٍ مَصْدَرانِ؛ أَحَدُهُما قِيَاسِيٌّ والآخَرُ سَمَاعِيٌّ مِثْلُ أَمَرَهُ بِأَمْرٍ أَمْراً وإِمَارَةً فإنَّ المُعْتَبَرَ هو المَصْدَرُ القياسِيُّ دونَ السَّمَاعِيِّ، وكذلك إنْ كانَ له مَصْدَرانِ قِيَاسِيَّانِ أحدُهُما غالبٌ والآخرُ قَلِيلٌ، أو كانَ له مصدرانِ سَمَاعِيَّانِ؛ فإنَّ المُعْتَبَرَ هو الغالبُ مِنْهُمَا.
ثُمَّ اعْلَمْ أنَّهُ إذا كانَ المَصْدَرُ المَسْمُوعُ مَبْنِيًّا مِن أَوَّلِ الأمرِ على التَّاءِ فإنْ كانَ أوَّلُهُ مَفْتُوحاً كرَحْمَةٍ ورَأْفَةٍ وخَشْيَةٍ؛ [دَللْتَ] علَى المَرَّةِ بالوَصْفِ وعلى الهَيْئَةِ بكَسْرِ أوَّلِهِ، وإنْ كانَ أوَّلُهُ مَكْسُوراً كدِرْبَةٍ – وهي الحَذْقُ – وكنِشْدَةٍ؛ دَلَلْتَ علَى المَرَّةِ بفَتْحِ أوَّلِهِ وعلى الهَيْئَةِ بالوَصْفِ، وإنْ كَانَ أوَّلُهُ مَضْمُوماً نَحْوُ: الكُدْرَةِ والحُمْرَةِ؛ فَتَحْتَ أوَّلَهُ عندَ إِرَادَةِ المَرَّةِ وكَسَرْتَهُ عندَ إِرَادَةِ الهَيْئَةِ، وهذا هو الصَّوَابُ في هذه المَسْأَلَةِ.

([3]) مَعْنَى اخْتَمَرَت غَطَّتْ رَأْسَهَا بالخِمَارِ – بكَسْرِ الخَاءِ المُعْجَمَةِ – ومَعْنَى انْتَقَبَت غَطَّتْ وَجْهَهَا بالنِّقَابِ – بكَسْرِ النُّونِ – وإنَّمَا لَمْ يُؤْخَذْ مِن مَصْدَرِ غَيْرِ الثُّلاثِيِّ اسْمٌ للهَيْئَةِ؛ لأنَّهُ يَتَرَتَّبُ على ذلك هَدْمُ بِنْيَةِ الكَلِمَةِ بحَذْفِ ما قُصِدَ إلى إِثْبَاتِهِ فِيهَا، ألا تَرَى أنَّ في مَصْدَرِ غَيْرِ الثُّلاثِيِّ زِيَادَةً كَالألفِ والنُّونِ في الانْفِعَالِ، والألفِ والتَّاءِ في الافْتِعَالِ، والألفِ والسِّينِ والتَّاءِ في الاستِفْعَالِ، وأنَّ هذه الزِّيَادَاتِ قد قَصَدُوا إلى زِيَادَتِها لأغْرَاضٍ مَعْنَوِيَّةٍ، فإذا أَرَدْتَ أن تَبْنِيَ زِنَةً للهَيْئَةِ كما فَعَلْتَ في الثُّلاثِيِّ كانَ مِمَّا لا بُدَّ منْهُ أن تَحْذِفَ هذه الزِّيَادَاتِ، فتَهْدِمُ البِنَاءَ الذي أُسِّسَ على غَرَضٍ، ومِنْ أَجْلِ هذا اجْتَنَبُوا القَصْدَ إلى بِنَاءٍ خَاصٍّ بالهَيْئَةِ مِن غَيْرِ الثُّلاثِيِّ، واكْتَفَوْا بنَفْسِ المَصْدَرِ الأَصْلِيِّ مع الوَصْفِ إنْ دَعَت الحَالُ إليه.



  #4  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 12:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني


455 - وَفَعْلَةٌ لِمَرَّةٍ كَجَلْسَهْ = وفِعْلَةٌ لِهَيْئَةٍ كَجِلْسَهْ
(وفَعْلَةٌ) بالفتحِ (لِمَرَّةٍ كَجَلْسهْ) ومَشْيَة، وضَرْبَة (وفِعْلَةٌ) بالكسرِ (لِهَيْئَةٍ كَجِلْسَةٍ) ومِشْيَة وضِرْبَة
تنبيهٌ: مَحَلُّ ما ذكَرَ إذا لم يكن المصدرُ العامُ على "فَعْلَةٍ" بالفتح نحو: "رَحْمَة" أو "فِعْلَة" بالكسرِ، نحوُ: "ذِرْبَة ٍ" فإنْ كانَ كذلك فلا يدلُّ على المرَّةِ أو الهيئَةِ إلا بقرينِةٍ أو بوصفٍ، نحوُ: "رَحْمَةٍ واحدةٍ " و"ذِرْبَةٍ عَظِيمَةٍ ".
456 - فِي غَيْرِ ذِي الثَّلاَثِ باِلتَّا المرَّهْ = وَشَذَّ فِيهِ هَيْئَةٌ كَالخِمْرَهْ
(فِي غَيْرِ ذِي الثَّلاَثِ باِلتَّا المرَّهْ) نحو: "انْطَلَقَ انْطِلاَقَةً" و"اسْتَخْرَجَ اسْتِخْرَاجَةً" فإنْ كانَ بناءُ مصدرِه العامِّ على التاءِ دلَّ على المرَّةِ منه بالوصفِ كـ"إِقَامَةٍ واحدةٍ" و"اسْتِقَامَةِ واحدةٍ" (وَشَذَّ فيه هَيْئَةٌ كالخِمْره) مِن اخْتَمَرَ وَالعِمَّةُ مِنْ تَعَمَّمَ والنِّقْبَةِ مِنِ انْتَقَبَ.
خاتمةٌ: يصاغُ مِنَ الثلاثيِّ "مَفْعَل" فتفتحُ عينُه مرادًا به المصدرُ أو الزمانُ أو المكانُ، إنِ اعتلَّتْ لامُه مطلقًا، نحوُ: "مَرْمَى ومَغْزَى ومَوْقَى" أو صَحَّتْ ولمْ تُكْسَرْ عينُ مضارعِه، نحوُ: "مَقْتَلْ ومَذْهَبْ" فإنْ كُسِرَتْ فُتِحَتْ في المرادِ به المصدرُ نحوُ: مَضْرِبْ وكُسِرَتْ فِي المُرَادِ به الزَّمَانُ أو المكانُ نحوُ: مَضْرِبْ وتُكْسَرُ مُطْلَقًا عندَ غيرِ طَيِّئٍ فيما صحَّتْ لامُه وفاؤُه واوٌ، نحوُ: مَوْرِد وموقِفُ ومَوْئلِ ْوشَذَّ من جميعِ ذلك ألفاظٌ معروفةٌ ذكَرَها في (التسهيلِ).
ويعاملُ غيرُ الثلاثيِّ معاملةَ الثلاثيِّ في ذلك فَمَنْ أرادَ ذلكَ بَنَى منه اسمَ مفعولٍ وجعَلَه بإزاءِ مَا يقْصِدُه مِنَ المصدرِ كمَا مرَّ أو الزمانِ أو المكانِ ومنه {بِسْمِ اللَّه مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} وقوله [من البسيط]:
716 - الحَمْدُ للَِّهِ مُمْسَانَا وَمُصْبَحَنَا = بِالخَيْرِ صَبَّحَنَا رَبِّي وَمَسَّانَا

  #5  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 12:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


اسْمُ المَرَّةِ وَاسْمُ الهَيْئَةِ
455- وَفَعْلَةٌ لِمَرَّةٍ كَجَلْسَهْ = وَفِعْلَةٌ لِهَيْئَةٍ كَجِلْسَهْ
456- فِي غَيْرِ ذِي الثَّلاثِ بِالتَّا المَرَّهْ = وَشَذَّ فِيهِ هَيْئَةٌ كَالْخِمْرَهْ
تَقَدَّمَ أنَّ المصدرَ لا يَدُلُّ بذاتِهِ إلاَّ على المعنى المُجَرَّدِ، فلا يَدُلُّ على عَدَدٍ ولا هَيئةٍ ولا شيءٍ آخَرَ غيرِ هذا المعنى المجرَّدِ، فإذا أُريدَ دَلالَتُهُ على شيءٍ زائدٍ فلا بُدَّ مِنْ بعضِ التغييرِ اليسيرِ والزيادةِ اللفظيَّةِ القَليلةِ؛ لأنَّ زيادةَ الْمَبْنَى تَدُلُّ على زِيادةِ المعنى، ومِنْ ذلكَ ما يُسَمَّى باسمِ الْمَرَّةِ واسمِ الهيئةِ.
فاسمُ المرَّةِ: مَصدرٌ يَدُلُّ على وُقوعِ الحدَثِ مَرَّةً واحدةً؛ نحوُ: رُبَّ أَكْلَةٍ مَنَعَتْ أَكْلاتٍ، فـ(أَكْلَةٍ) مَصدَرٌ يَدُلُّ على وُقوعِ الحدَثِ، وهوَ (الأَكْلُ)، مَرَّةً واحِدَةً.
وهوَ يكونُ على وزْنِ (فَعْلَةٍ) بفتْحِ الفاءِ إذا كانَ الفعْلُ ثُلاثيًّا كما مُثِّلَ، فإنْ كانَ غيرَ ثُلاثِيٍّ كانَ على وَزْنِ المصدَرِ بزياةِ تاءٍ في آخِرِهِ؛ نحوُ: أغْفَى المريضُ إِغْفَاءَةً، وكَبَّرَ الْمُصَلِّي تَكبيرةً.
واسمُ الهيئةِ: مَصدَرٌ يَدُلُّ على هَيْئَةِ الفعْلِ حينَ وُقوعِهِ؛ نحوُ: لا تَمْشِ مِشْيَةَ الْمُخْتَالِ، فـ(مِشْيَةَ) مَصدَرٌ يَدُلُّ على هيئةِ الفعْلِ، وهوَ (الْمَشْيُ)، حينَ وُقوعِهِ.
وهوَ يكونُ على وَزْنِ (فِعْلَةٍ) بكسْرِ الفاءِ إذا كانَ الفِعلُ ثُلاثيًّا كما مُثِّلَ، ولا يُصاغُ اسمُ الهيئةِ مِنْ فعْلٍ غيرِ ثُلاثيٍّ. وشَذَّ قولُهم: هِيَ حَسَنَةُ الْخِمْرَةِ، فبَنَوْا (فِعْلَةً) مِن (اخْتَمَرَ)، وهوَ غيرُ ثُلاثيٍّ.
وإذا كانَ المصدَرُ مَختوماً بالتاءِ في الأصْلِ دُلَّ منهُ على الْمَرَّةِ بالوصْفِ؛ نحوُ: دَعَوْتُهُ لِزِيَارَتِي دَعْوَةً واحدةً.
وإذا كانَ المصدَرُ مُمَاثِلاً لِلْهَيْئَةِ في الوزْنِ دُلَّ منهُ على الهيئةِ بالوصْفِ أوْ بالإضافةِ؛ نحوُ: نَشَدَ الضَّالَّةَ نِشْدَةً عَظيمةً، أوْ نِشْدَةَ المَلْهُوفِ.
وهذا مَعْنَى قولِهِ: (وفَعْلَةٌ لِمَرَّةٍ كجَلْسَهْ.. إلخ)؛ أيْ: أنَّ المصدَرَ الدالَّ على الْمَرَّةِ يكونُ بـ(فَعْلَةٍ)، والمصدَرَ الدالَّ على الهيئةِ يكونُ بـ(فِعْلَةٍ). ثمَّ ذَكَرَ أنَّ الدَّلالةَ على (الْمَرَّةِ) مِنْ مَصدَرِ غيرِ الثلاثيِّ تكونُ بزيادةِ التاءِ في آخِرِ الْمَصدَرِ، أمَّا الهيئةُ فلا تَجِيءُ منهُ، وما وَرَدَ مِنْ ذلكَ فهوَ شَاذٌّ، ثمَّ ذَكَرَ الْمِثالَ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المرة،, اسم

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir