دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ذو الحجة 1429هـ/18-12-2008م, 01:58 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي إعمال اسم المفعول


وكُلُّ ما قُرِّرَ لاسمِ فاعلِ = يُعْطَى اسمَ مَفعولٍ بلا تَفاضُلِ
فَهْوَ كفعلٍ صِيغَ للمفعولِ فِي = مَعناهُ كالْمُعْطَى كَفافًا يَكْتَفِي
وقدْ يُضافُ ذا إلى اسمٍ مُرتَفِعْ = مَعْنًى كمَحمودُ المقاصِدِ الوَرِعْ


  #2  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 12:11 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


وكلُّ ما قُرِّرَ لاسمِ فاعلِ = يُعْطَى اسمَ مَفعولٍ بلا تَفاضُلِ ([1])
فَهْوَ كفِعْلٍ صِيغَ للمفعولِ فِي = مَعناهُ كالْمُعْطَى كَفَافاً يَكْتَفِي ([2])

جميعُ ما تَقَدَّمَ في اسمِ الفاعِلِ مِن أنَّه إنْ كانَ مُجَرَّداً عَمِلَ إنْ كانَ بمعنَى الحالِ أو الاستقبالِ، بِشَرْطِ الاعتمادِ، وإنْ كانَ بالألِفِ واللامِ عَمِلَ مُطلَقاً، يَثْبُتُ لاسمِ المفعولِ، فتَقولُ: "أمَضروبٌ الزَّيدانِ الآنَ أو غَداً"، أو "جاءَ الْمَضروبُ أَبُوهما الآنَ أو غَداً أو أَمْسِ". وحُكْمُه في الْمَعْنَى والعمَلِ حُكْمُ الفعْلِ الْمَبْنِيِّ للمَفعولِ، فيَرْفَعُ المفعولَ كما يَرفَعُه فِعْلُه، فكَمَا تَقولُ: "ضُرِبَ الزَّيْدانِ" تَقولُ: "أَمَضروبٌ الزَّيدانِ" وإنْ كانَ له مَفعولانِ رُفِعَ أحَدُهما ونُصِبَ الآخَرُ، نحوُ: "الْمُعْطَى كَفافاً يَكتَفِي"، فالمفعولُ الأوَّلُ ضَميرٌ مُستَتِرٌ عائدٌ على الألِفِ واللامِ، وهو مَرفوعٌ؛ لقِيامِه مَقامَ الفاعِلِ،، و"كَفافاً" الْمَفعولُ الثانِي.

وقد يُضافُ ذا إلى اسمٍ مُرتَفِعْ = مَعْنًى كـ: مَحمودُ المقاصِدِ الوَرِعْ ([3])
يَجوزُ في اسْمِ المفعولِ أنْ يُضافَ إلى ما كانَ مَرفوعاً به، فتَقولُ في قولِكَ: "زَيدٌ مَضروبٌ عَبْدُه": "زَيْدٌ مَضْرُوبُ العَبْدِ"، فتُضيفُ اسمَ المفعولِ إلى ما كانَ مَرفوعاً به، ومِثْلُه "الوَرِعُ مَحمودُ الْمَقاصِدِ"، والأصْلُ: "الورِعُ مَحمودٌ مَقَاصِدُه"، ولا يَجوزُ ذلك في اسْمِ الفاعِلِ([4])؛ فلا تَقولُ: "مَرَرْتُ برَجُلٍ ضارِبِ الأبِ زَيْداً" تُريدُ "ضارِبٍ أَبوهُ زَيداً".



([1]) (وكُلُّ) مبتَدَأٌ، وكُلُّ مُضافٌ و(ما) اسمٌ مَوصولٌ مُضافٌ إليه، (قُرِّرَ) فعْلٌ ماضٍ مَبنيٌّ للمَجهولِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُستَتِرٌ فيه، والجُملَةُ لا مَحَلَّ لها صِلَةٌ، (لاسْمِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بقُرِّرَ، واسْمِ مُضافٌ و(فَاعِلِ) مُضافٌ إليه، (يُعْطَى) فعْلٌ مُضارِعٌ مَبنيٌّ للمَجهولِ، ونائِبُ الفاعلِ ضميرٌ مُستَتِرٌ فيه، وهو المفعولُ الأوَّلُ، (اسمَ) مَفعولٌ ثانٍ ليُعْطَى، واسمَ مُضافٌ و(مَفعولٍ) مُضافٌ إليه، وجُملةُ الفعْلِ ومَفْعُولَيْهِ في مَحَلِّ رفْعٍ خَبَرُ المبتَدَأِ، (بلا تَفَاضُلِ) الجارُّ والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بيُعْطَى، ولا التي هي هنا اسمٌ بمعنَى غيرِ مُضافٌ (وتَفَاضُلِ) مُضافٌ إليه، وقد سَبَقَ نَظيرُه مِراراً.

([2]) (فَهْوَ) ضميرٌ منْفَصِلٌ مُبتدَأٌ، (كفِعْلٍ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِمَحذوفٍ خَبَرُ المبتدَأِ، (صِيغَ) فعْلٌ ماضٍ مَبنيٌّ للمَجهولِ، ونائبُ الفاعلُ ضميرٌ مُستَتِرٌ فيه، والجُملَةُ في مَحَلِّ جَرٍّ صِفَةٌ لفِعْلٍ، (للمَفعولِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بصِيغَ، (في مَعناهُ) الجارُّ والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بما تَضَمَّنَه الكافُ في قولِه: كفِعْلٍ. مِن مَعْنَى التَّشبيهِ، ومعنَى مُضافٌ والضميرُ مُضافٌ إليه، (كالمُعْطَى) الكافُ جَارَّةٌ لقَوْلٍ مَحذوفٍ كما سَبَقَ مِراراً، و(ألْ) في قولِه: (الْمُعْطَى) مَوصولةٌ مُبتَدَأٌ، يَكونُ إعرابُها على ما بعْدَها، وفي (الْمُعْطَى) ضميرٌ مُستَتِرٌ يَعودُ على (أل) نائبُ فاعِلٍ، وهذا الضميرُ مَفعولٌ أوَّلُ، (كَفافاً) مَفعولٌ ثانٍ للمُعْطَى، وجُملَةُ (يَكْتَفِي) مِن الفعْلِ المضارِعِ وفاعِلِه الْمُستَتِرِ فيه في مَحَلِّ رفْعٍ خبَرُ المُبْتَدَأِ الذي هو (ألِ) الْمَوصولةُ.

([3]) وقد حرْفُ تَقليلٍ، (يُضافُ) فعْلٌ مُضارِعٌ مَبنيٌّ للمَجهولِ، (ذا) نائبُ فاعِلِ يُضافُ، (إلى اسمٍ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بيُضافُ، (مُرتَفِعْ) صِفَةٌ لاسمٍ، (معنًى) تَمييزٌ، أو مَنصوبٌ بنَزْعِ الخافِضِ، (كمَحمودُ) الكافُ: اسمٌ بمعنَى مِثْل خَبَرُ مبتَدَأٍ مَحذوفٍ؛ أيْ: وذلك مِثْلُ، مَحمودُ: خبَرٌ مُقَدَّمٌ، ومحمودُ مُضافٌ و(الْمَقاصِدِ) مُضافٌ إليه، (الوَرِعْ) مُبتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ.

([4]) اسمُ الفاعِلِ إمَّا أنْ يَكونَ فعْلُه قَاصِراً كضامِرٍ وطاهِرٍ، وإمَّا أنْ يَكونَ فعْلُه متَعَدِّياً لواحِدٍ كراحِمٍ وضارِبٍ، وإمَّا أنْ يَكونَ فعْلُه متَعَدِّياً لاثنينِ؛ كالمعْطِي والسائلِ، فإنْ كانَ اسمُ الفاعِلِ مِن فعْلٍ قاصِرٍ جازَتْ إضافتُه إلى مَرفوعِه إِجماعاً، إنْ أُريدَ به الدوامُ، ويَصِيرُ حِينَئذٍ صِفَةً مُشَبَّهَةً، كضامِرِ البطْنِ وطاهِرِ النفْسِ ومانِعِ الجارِ، وحامِي الذِّمَارِ، وإنْ كانَ مِن فعْلٍ مُتَعَدٍّ لاثنينِ امتَنَعَتْ إضافتُه لِمَرفوعِه إجماعاً، وإنْ كانَ مِن فعْلٍ مَتَعَدٍّ لواحِدٍ فللنُّحاةِ فيه ثَلاثةُ أقوالٍ:
أوَّلُها: لا يَجوزُ أنْ يُضافَ لِمَرفوعِه مُطْلَقاً، وهو رأيُ جَمهرَةِ النُّحاةِ.
وثانيها: تَجوزُ إضافتُه لِمَرفوعِه إنْ لم يَلتبِسْ فاعِلُه بِمَفعولِه؛ كالْمِثالِ الذي ذَكَرَه الشارِحُ.
وثالثُها: تَجوزُ إضافتُه إنْ حُذِفَ مَفعولُه، وهو رأيُ ابنِ عُصفورٍ، ويَشهَدُ له قولُ الشاعِرِ:
ما الراحمُ القلْبِ ظَلاَّماً وإنْ ظَلَمَا = ولا الكريمُ بِمَنَّاعٍ وإنْ بَخِلاَ
فقَدْ أَضافَ، (الراحِمُ) إلى (القَلْبِ) وأَصْلُه فاعِلُه.


  #3  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 12:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


هذَا بَابُ إِعْمَالِ اسْمِ المَفْعُولِ
وهو: مَا دَلَّ علَى حَدَثٍ ومَفْعُولِهِ، كـ (مَضْرُوبٍ) و(مُكْرَمٍ)(44).
ويَعْمَلُ عَمَلَ فِعْلِ المَفْعُولِ، وهو كاسْمِ الفَاعِلِ؛ فِي أنَّهُ إنْ كَانَ بأل عَمِلَ مُطْلَقاً([1]) ، وإنْ كَانَ مُجَرَّداً عَمِلَ بشَرْطِ الاعْتِمَادِ وكَوْنِهِ للحَالِ أو الاسْتِقْبَالِ.
تَقُولُ: (زَيْدٌ مُعْطًى أَبُوهُ دِرْهَماً) الآنَ أو غَداً كما تَقُولُ: (زَيْدٌ يُعْطَى أَبُوهُ دِرْهَماً) وتَقُولُ: (المُعْطَى كَفَافاً يَكْتَفِي)(46) ، كمَا تَقُولُ: (الذِي يُعْطَى أَو أُعْطِيَ) فالمُعْطَى: مُبْتَدَأٌ، ومَفْعُولُهُ الأوَّلُ مُسْتَتِرٌ عَائِدٌ إلَى (أل)، وكَفَافاً: مَفْعُولٌ ثَانٍ، ويَكْتَفِي: خَبَرٌ.
ويَنْفَرِدُ اسْمُ المَفْعُولِ([2]) عَن اسْمِ الفَاعِلِ بجَوَازِ إِضَافَتِهِ إلَى مَا هو مَرْفُوعٌ بهِ في المَعْنَى، وذلك بَعْدَ تَحْوِيلِ الإسْنَادِ عَنْهُ إلى ضَمِيرٍ رَاجِعٍ للمَوْصُوفِ، ونَصْبِ الاسْمِ علَى التَّشْبِيهِ.
تَقُولُ: (الوَرَعُ مَحْمُودَةٌ مَقَاصِدُهُ)، ثُمَّ تَقُولُ: (الوَرَعُ مَحْمُودٌ المَقَاصِدَ) بالنَّصْبِ، ثُمَّ تَقُولُ: (الوَرَعُ مَحْمُودُ المَقَاصِدِ)(48) بالجَرِّ.


([1]) انْظُرْ في المُرَادِ بالإِطْلاقِ ههنا ما ذَكَرْنَاهُ في مَطْلَعِ بَابِ إِعْمَالِ اسْمِ الفَاعِلِ.

([2]) في هذه المَسْأَلَةِ تَفْصِيلٌ، وحَاصِلُهُ أنَّ اسْمَ الفَاعِلِ إمَّا أنْ يَكُونَ مَأْخُوذاً مِن مَصْدَرِ فِعْلٍ لازِمٍ، وإمَّا أنْ يَكُونَ مَأْخُوذاً مِن مَصْدَرِ فِعْلٍ مُتَعَدٍّ لوَاحِدٍ، وإمَّا أنْ يَكُونَ مَأْخُوذاً مِن مَصْدَرِ فِعْلٍ مُتَعَدٍّ لأكْثَرِ مِن وَاحِدٍ.
فإنْ كانَ مَأْخُوذاً مِن فِعْلٍ لازِمٍ كقَائِمٍ وقَاعِدٍ وجَالِسٍ ونَافِذٍ – فإنَّهُ يَجُوزُ أنْ يُضَافَ إلى مَرْفُوعِهِ بغَيْرِ خِلافٍ، تَقُولُ: (مُحَمَّدٌ قَائِمُ الأبِ، ونَافِذُ القَوْلِ).
وإنْ كَانَ مَأْخُوذاً مِن مَصْدَرِ فِعْلٍ مُتَعَدٍّ لأَكْثَرِ مِن مَفْعُولٍ وَاحِدٍ فإنَّهُ تَمْتَنِعُ إِضَافَتُهُ إلى مَرْفُوعِهِ، وقَدْ قِيلَ: إنَّ هذَا المَنْعَ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ بَيْنَ النُّحَاةِ، وفي كَلامِ الشَّاطِبِيِّ مَا يُفِيدُ أنَّ فيهِ خِلافاً.
وإنْ كَانَ اسْمُ الفَاعِلِ مَأْخُوذاً مِن مَصْدَرِ فِعْلٍ يَتَعَدَّى لمَفْعُولٍ وَاحِدٍ كضَارِبٍ وظَالِمٍ؛ فقَدِ اخْتَلَفَ النُّحَاةُ فِي جَوَازِ إِضَافَتِهِ إلى مَرْفُوعِهِ، فجُمْهُورُهُم على أنَّهُ لا يَجُوزُ فيهِ ذلك مُطْلَقاً، نَعْنِي سَوَاءٌ أَحُذِفَ مَفْعُولُهُ أم ذُكِرَ، وسَوَاءٌ أُمِنَ اللَّبْسُ أم لم يُؤْمَنْ، واخْتَارَ ابْنُ مَالِكٍ وِفَاقاً لأبِي عَلِيٍّ الفَارِسِيِّ أنَّهُ تَجُوزُ إِضَافَتُهُ لمَرْفُوعِهِ بشَرْطِ أَمْنِ اللَّبْسِ، سَوَاءٌ أذُكِرَ مَنْصُوبُهُ بَعْدَ الإضَافَةِ أم حُذِفَ، واخْتَارَ ابْنُ عُصْفُورٍ وابْنُ أَبِي الرَّبِيعِ أنَّهُ تَجُوزُ إِضَافَتُهُ إلى مَرْفُوعِهِ بشَرْطِ أن يُحْذَفَ مَنْصُوبُهُ ولا يُذْكَرَ في الكَلامِ.
ويَدُلُّ لصِحَّةِ إِضَافَتِهِ إلى مَرْفُوعِهِ وهو مَأْخُوذٌ مِن مَصْدَرِ فِعْلٍ يَتَعَدَّى لوَاحِدٍ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
مَا الرَّاحِمُ القَلْبِ ظَلاَّماً وَإِنْ ظُلِمَا = وَلاَ الكَرِيمُ بِمَنَّاعٍ وَإِنْ حُرِمَا
وهذا البَيْتُ يَصْلُحُ دَلِيلاً لمَذْهَبِ ابْنِ مَالِكٍ ولمَذْهَبِ ابْنِ عُصْفُورٍ.



  #4  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 12:14 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني


437 - وَكُلُّ مَا قُرِّرَ لِاسْمِ فَاعِلٍ = يُعْطَى اسْمَ مَفْعُولٍ بِلاَ تَفَاضُلِ
438 - فَهُوَ كَفِعْلٍ صِيغَ لِلْمَفْعُولِ فِي = مَعْنَاهُ كـ"المُعْطِي كَفَافًا يَكْتَفِي"
(وَكُلُّ مَا قُرِّرَ لِاسْمِ فَاعِلٍ) مِنَ الشروطِ (يُعْطَى اسْمَ مَفْعُولٍ) وهو: ما دلَّ على الحدثِ ومفعولِه (بِلاَ تَفَاضُلِ) فإنْ كانَ بـ "أل" عمِلَ مطلقًا وإلا اشْتُرِطَ الاعتمادُ، وأنْ يكونَ الحالُ أو الاستقبالُ، فإذا اسْتَوْفَى ذلك (فَهُوَ كَفِعْلٍ صِيغَ لِلْمَفْعُولِ فِي = مَعْنَاهُ)، وعملُهُ: فإنْ كانَ متعدِّيًا لواحدٍ رفَعَه بالنيابةِ وإنْ كانَ متعدِّيًا لاثنينِ أو ثلاثةٍ رَفَعَ واحدًا بالنيابةِ وَنَصبَ مَا سِوَاهُ، فالأوَّلُ نَحوُ: "زيدٌ مضروبٌ أبوه" فـ "زيدٌ": مبتدأٌ و"مضروبٌ" خبرُه وأبوه: رُفِعَ بالنيابةِ، والثاني (كَالمُعْطِي كَفَافًا يَكْتَفِي) فالمعطِي: مبتدأٌ و"أل" فيه موصولٌ صلتُه "معطي" وفيه ضميرٌ يعودُ إلى "أل" مرفوعٌ المَحَلُ بالنيابةِ، وهو المفعولُ الأوَّلُ و"كَفَافًا" المفعولُ الثاني، و"يكتفِي": خبرُ المبتدأِ، والثالثُ نحوُ: "زيدٌ مُعْلَمٌ أبوه عمرًا قائمًا" فـ "زيدً" مبتدأٌ و"مُعْلَمٌ" خبرُه و"أبوه" رُفِعَ بالنيابةِ وهو المفعولُ الأوَّلُ و"عمرًا" المفعولُ الثاني و"قائمًا": الثالثُ.

439 - وَقَدْ يُضَافُ ذا إلى اسمٍ مُرْتَفِعْ = معنًى كـ"مَحْمُودُ المَقَاصِدِ الورعْ "
(وَقَدْ يُضَافُ ذا) أي: اسمُ المفعولِ (إلى اسمِ مُرْتَفِعْ) به (معنًى) بعدَ تحويلِ الإسنادِ عنه إلى ضميرِ الموصوفِ، ونصبِه على التشبيهِ بالمفعولِ به (كمَحْمُودُ المَقَاصِدِ الوَرَعِ) أصلُه: الورع ُمحمودةٌ مقاصدُهُ فـ "مقاصدُهُ" رُفِعَ بـ "محمودةٌ" على النيابةِ فحُوِّلَ إلى "الورعُ محمودُ المقاصدَ" بالنصبِ على ما ذُكِرَ ثم حُوِّلَ إلى "محمودُ المقاصدِ" بالجرِّ.

تنبيهٌ: اقتضى كلامُه شيئينٍ: الأَوَّلُ: انفرادُ اسمِ المفعولِ عن اسمِ الفاعلِ بجوازِ الإضافةِ إلى مرفوعِه كما أشارَ إليه بقولِه: "وَقَدْ يُضَافُ ذَا" وفي ذلك تفصيلٌ: وهو أنَّهُ إذا كانَ اسمُ الفاعلِ غيرَ متعدٍّ وقصَدَ ثبوتَ معناه عُومِلَ معاملةَ الصفةِ المشبَّهَةِ وساغَتْ إضافتُه إلى مرفوعِه فتقولُ: "زيدٌ قائمُ الأب" – برفع "الأبُ" ونصبُه وجرِّه – على حدِّ "حَسَن الوجه"، وإنْ كانَ متعدِّيًا لواحدٍ فكذلك عندَ الناظمِ بشرطِ أمنِ اللَّبْسِ، وفاقًا للفارسيِّ، والجمهورُ على المنعِ، وفصَّلَ قومٌ فقالُوا: إِنْ حُذِفَ مفعولُه اقتصارًا جازَ وإلا فلا وهو اختيارُ ابنِ عصفورٍ وابنِ أبي الربيعِ، والسماعُ يوافقُه كقولِه [من البسيط]:
710 - مَا الراحِمُ القَلْبِ ظَلاَّمًا وَإِنْ ظُلِمَا = وَلَا الكَرِيمُ بِمَنَّاعٍ وَإِنْ حُرِمَا
وإنْ كانَ متعدِّياً لأكثرَ لم يجُزْ إلحاقُه بالصفةِ المشبَّهَةِ قالَ بعضُهم: بلا خلافٍ.
الثاني: اختصاصُ ذلك باسمِ المفعولِ القاصرِ وهو المصوغُ من المتعدِّي لواحدٍ كمَا أشارَ إليه تمثيلُه وصرَّحَ به في غيرِ هذا الكتابِ وفي المتعدِّي ما سبَقَ في اسمِ الفاعلِ المتعدِّي.

خاتمةٌ: إنَّما يجوزُ إلحاقُ اسمِ المفعولِ بالصفةِ المشبَّهةِ إذا كانَ على وزنِه الأصليِّ، وهو أنْ يكونَ مِنَ الثلاثيِّ على وزنِ "مَفْعُولٍ" ومِنْ غيرِه على وزنِ المضارعِ المبنيِّ للمفعولِ، فإنْ حُوِّلَ عن ذلك إلى "فَعِيلٍ" ونحوِه مما سيأتي بيانُه لمْ يجُزْ فلا يقالَ: "مررْتُ برجُلٍ كحَيِلٍ عينِهِ" ولا "قَتِيلٍ أبيِه" وقد أجازَه ابنُ عصفورٍ، ويحتاجُ إلى السمَاعِ. واللَّه أعلَمُ.


  #5  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 12:15 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


عمَلُ اسمِ المفعولِ
437- وَكُلُّ مَا قُرِّرَ لاسْمِ فَاعِلِ = يُعْطَى اسْمَ مَفْعُولٍ بِلا تَفَاضُلِ
438- فَهْوَ كَفِعْلٍ صِيغَ لِلْمَفْعُولِ فِي = مَعْنَاهُ كَالْمُعْطَى كَفَافاً يَكْتَفِي
تَقَدَّمَ ممَّا يَعملُ عملَ الفعلِ: المصدَرُ واسمُهُ، واسمُ الفاعلِ، وصِيَغُ المبالَغَةِ، وذَكَرَ هنا اسمَ المفعولِ، وهوَ:
تعريفُ اسْمِ المفعولِ:
اسمٌ مُشْتَقٌّ للدَّلالةِ على معنًى مُجَرَّدٍ، وعلى مَنْ وَقَعَ عليهِ ذلكَ المعنى.
مِثَالُهُ: مُنِحَ الفَائِزُ جائزةً، فهوَ مَمْنُوحٌ. فاسمُ المفعولِ (مَمْنُوحٌ) يَدُلُّ على معنًى مُجَرَّدٍ، وهوَ (مَنْحُ الجائزةِ)، غيرِ مُقَيَّدٍ بزَمانٍ، ويَدُلُّ على الذاتِ التي وَقَعَ عليها مَنْحُ الجائزةِ.
واسمُ المفعولِ يَعْمَلُ عمَلَ فِعْلِهِ المبنيِّ للمجهولِ. فإنْ كانَ مُحَلًّى بِـ(أَلْ) عَمِلَ مُطْلَقاً بلا شَرْطٍ؛ نحوُ: المفقودُ مالُهُ حَزينٌ، فـ(المفقودُ): مبتدأٌ، (مالُهُ): نائبُ فاعلٍ لاسمِ المفعولِ، والهاءُ: مضافٌ إليهِ، (حَزينٌ): خبرُ المبتدأِ. قالَ تعالى في مَصَارِفِ الزَّكَاةِ: {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ}، فـ(قُلُوبُهم): نائبُ فاعلٍ لاسمِ المفعولِ، والميمُ: علامةُ الجمْعِ، والهاءُ: مُضافٌ إليهِ.
وإنْ كانَ اسمُ المفعولِ مُجَرَّداً عَمِلَ إذا تَوَفَّرَتْ لهُ الشروطُ التي اشتُرِطَتْ لِعَمَلِ اسمِ الفاعلِ؛ مِنْ كَوْنِهِ للحالِ أو الاستقبالِ، واعتمادِهِ على شَيْءٍ مِمَّا تَقَدَّمَ.
فَيَرْفَعُ نائِبَ الفاعلِ إذا كانَ فِعْلُهُ مُتَعَدِّياً لواحدٍ، فتقولُ: العلْمُ معروفةٌ فَوَائِدُهُ، فـ(معروفَةٌ): خبرُ المبتدأِ، وهوَ اسمُ مفعولٍ فِعْلُهُ: (عُرِفَ) الْمُتَعَدِّي لواحدٍ، (فَوَائِدُهُ): نائبُ فاعلٍ، والهاءُ: مضافٌ إليهِ.
وإنْ كانَ فِعْلُهُ مُتَعَدِّياً لأَكْثَرَ رُفِعَ واحدٌ بالنيابةِ، ونُصِبَ غيرُهُ؛ نَحْوُ: الْمُجِدُّ مَمْنُوحٌ جائزةً، فـ(الْمُجِدُّ): مُبتدأٌ، (ممنوحٌ): خبرُ المبتدأِ، وهوَ اسمُ مفعولٍ، وفيهِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ هوَ نائبُ الفاعلِ، وهوَ المفعولُ الأوَّلُ في الأصْلِ، (جَائِزَةً): مفعولٌ ثانٍ منصوبٍ، والأصْلُ: مَنَحْتُ الْمُجِدَّ جَائِزَةً، ثمَّ بُنِيَ للمجهولِ فقيلَ: مُنِحَ المُجِدُّ جائِزةً.
ومِنْ إعمالِهِ قَوْلُهُ تعالى: {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ}، فـ ( النَّاسُ ): نائبُ فاعلٍ لاسمِ المفعولِ.
وهذا معنى قولِهِ: (وَكُلُّ ما قُرِّرَ لاسمِ فاعلِ.. إلخ)؛ أيْ: كُلُّ ما تَقَرَّرَ لاسمِ الفاعلِ مِن العملِ والشروطِ ممَّا ذَكَرَهُ ابنُ مالكٍ يَثْبُتُ لاسمِ المفعولِ (بِلا تَفَاضُلِ)؛ أيْ: بلا زيادةٍ في أحَدِهما على الآخَرِ، وهَذَا لا يُستفادُ مِنْ أوَّلِ البيتِ، فَلَيْسَ تَوكيداً، ثمَّ بَيَّنَ أنَّ اسمَ المفعولِ مثلُ الفعْلِ الْمَبنيِّ للمجهولِ في المعنى، وهوَ الدَّلالةُ على الحدَثِ الواقِعِ على الذاتِ، فإنْ قيلَ: إنَّ الكلامَ في العمَلِ لا في المعنى، فالجوابُ: إمَّا لأنَّ عَمَلَهُ مُسَبَّبٌ عنْ كونِهِ بمعنى فِعْلِهِ، فأَطْلَقَ السببَ وأرادَ الْمُسَبَّبَ، أوْ لأنَّ العملَ داخِلٌ تحتَ قولِهِ: (وَكُلُّ مَا قُرِّرَ لاسمِ فاعلِ.. ).
والفاءُ في قولِهِ: (فَهْوَ كَفِعْلٍ)، هيَ الفاءُ الفصيحةُ على الأَظْهَرِ؛ أيْ: إذا أَرَدْتَ عمَلَ اسمِ المفعولِ المُسْتَوْفِي للشروطِ فهوَ كفِعْلٍ.. إلخ. ثمَّ مَثَّلَ بقولِهِ: (المُعْطَى كَفَافاً يَكتفِي)، فـ(الْمُعْطَى): مُبتدأٌ، و(أَلْ) فيهِ مَوصولةٌ، وفي (المُعْطَى) ضميرٌ مُسْتَتِرٌ يعودُ على (أَلْ) نَائِبُ فاعلٍ، وهذا الضميرُ هوَ المفعولُ الأوَّلُ في الأصْلِ، (كَفَافاً): مفعولٌ ثانٍ لاسمِ المفعولِ، وجُملةُ (يَكْتَفِي) خبرُ المبتدأِ، والكَفَافُ: كَسَحَابٍ، ما يَكْفِي مِن القُوتِ.

إِضَافَةُ اسْمِ المفعولِ إلى مَرْفُوعِهِ
439- وَقَدْ يُضَافُ ذَا إلَى اسْمٍ مُرْتَفِعْ = مَعْنًى كَمَحْمُودُ المَقَاصِدِ الْوَرِعْ
تَقَدَّمَ أنَّ اسمَ المفعولِ يَعملُ عَمَلَ الفعْلِ الْمَبْنِيِّ للمجهولِ، فيَرْفَعُ نائبَ الفاعلِ، سواءٌ كانَ اسماً ظاهراً أوْ ضميراً. وذَكَرَ هنا أنَّهُ يَجوزُ - بِقِلَّةٍ - أَنْ يُضافَ اسمُ المفعولِ إلى نائبِ فاعلِهِ الظاهِرِ، فيَصيرَ نائبُ الفاعلِ مَجروراً في اللفْظِ، مَرفوعاً في الْمَحَلِّ؛ مُراعاةً لأَصْلِهِ؛ نحوُ: العلْمُ مَعْرُوفَةٌ فوائدُهُ، فتقولُ: العلْمُ مَعروفُ الفوائدِ، بإضافةِ اسمِ المفعولِ إلى مَرفوعِهِ.
وهذا معنى قولِهِ: (وقدْ يُضافُ ذَا إلى اسمٍ مُرْتَفِعْ)؛ أيْ: قدْ يُضافُ اسمُ المفعولِ إلى الاسمِ المرفوعِ بهِ، وهوَ نائبُ الفاعلِ، ثمَّ ذَكَرَ الْمِثالَ.
وأَصْلُهُ: الوَرِعُ محمودٌ مَقَاصِدُهُ، وقولُهُ: (مَعْنًى)؛ أيْ: مِنْ جِهَةِ المعنى؛ لكونِهِ نائبَ فاعِلٍ قَبِلَ الإضافةَ كما تَقَدَّمَ.
وظاهِرُ كلامِهِ أنَّ اسمَ المفعولِ يَنفرِدُ بجوازِ الإضافةِ إلى مَرفوعِهِ دُونَ اسمِ الفاعلِ، لَكِنْ في اسمِ الفاعلِ تَفصيلٌ نَذكُرُهُ إنْ شاءَ اللَّهُ في بابِ الصفةِ الْمُشَبَّهَةِ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اسم, إعمال

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir