دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > الرسالة التدمرية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 ذو الحجة 1429هـ/14-12-2008م, 08:21 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التوضيحات الأثرية للشيخ: فخر الدين بن الزبير المحسِّي


الخاتِمَةُ

الدِّينُ ما جاءِ به الرسولُ وكان عليه أصحابُه.
قولُه: ( وإنما دِينُ اللهِ ما بَعَثَ به رُسُلَه وأَنْزَلَ به كُتُبَه، وهو الصراطُ المستقيمُ، وهو طريقُ أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خيرِ القُرونِ، وأَفْضَلِ الأُمَّةِ وأَكرمِ الْخَلْقِ على اللهِ تعالى بعدَ النبِيِّينَ قالَ تعالى: { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}.

فرَضِيَ عن السابقينَ الأوَّلينَ رِضَاءً مُطْلَقًا ورَضِيَ عن التابعينَ لهم بإحسانٍ، وقد قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأحاديثِ الصحيحةِ: "خَيْرُ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِ ثُمَّ الَّذِي يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ.

وكان عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ يقولُ:" مَن كان منكم مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَن قد ماتَ، فإنَّ الحيَّ لا تُؤْمَنُ عليه الفِتنةُ، أولئك أصحابُ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَرُّ هذه الأمَّةِ قُلوبًا وأَعْمَقُها عِلْمًا وأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا، قومٌ اختارَهُمُ اللهُ لصُحْبَةِ نبيِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإقامةِ دِينِه فاعْرِفُوا لهم حَقَّهُم وتَمَسَّكُوا بِهَدْيِهِم فإنهم كانوا على الْهَدْيِ الْمُستقيمِ".

وقالَ حُذَيْفَةُ بنُ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عنهما:" يَا مَعْشَرَ القُرَّاءِ استَقِيمُوا وخُذُوا طريقَ مَن كان قَبْلَكم فواللهِ لئن اتَّبَعْتُمُوهُمْ لقد سَبَقْتُمْ سَبقًا بَعِيدًا ولئن أَخَذْتُمْ يَمِينًا وشِمالاً لقد ضَلَلْتُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا".
وقد قالَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه: " خَطَّ لنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا، وخَطَّ لنا خُطُوطًا عن يَمينِه وعن شِمالِه، ثم قالَ: "هَذَا سَبِيلُ اللهِ، وَهَذِهِ سُبُلٌ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ:{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}.

التوضيحُ

بعدَ أنْ بَيَّنَ شيخُ الإسلامِ رَحِمَه اللهُ تعالى أُصولَ هذا الدِّينِ وأَهَمَّ ما يَنبغِي تُجاهَ ربِّ العالمينَ، وقد قَارَبَتِ الرسالةُ على الْخِتامِ ذَكَرَ هنا أنَّ الدِّينَ الْحَقَّ هو ما بَعَثَ اللهُ به رُسُلَه، وأَنْزَلَ به كُتُبَهُ وهو طريقُ قادَةِ الإسلامِ من الصَّحابَةِ الكِرامِ، فاللهُ سبحانَه وتعالى أَخْبَرَ أنه رَضِيَ عنهم رِضاءً مُطْلَقًا، وشَرَطَ فيمَن جاءَ بعدَهم أن يَتْبَعَهُم بإحسانٍ حتى يَنالوا رِضَى الرحمنِ، كما قالَ تعالى: { وَالسَّابَقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} وأنَّ هِدايةَ اللاحقينَ مَنُوطَةٌ بالسيْرِ على خُطَى السابقينَ كما قالَ تعالى: { فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ} أي:فُرْقَةٍ وعَداوةٍ، بل تَوَعَّدَ مَن خالَفَ نَهْجَهُم بالانحرافِ في الدنيا والعذابِ في الآخِرةِ كما قالَ تعالى: { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.

وما كُلُّ ذلك إلا لصِحَّةِ دِيانتِهم وتَحقيقِهم لتوحيدِ ربِّهم وقد بَيَّنَ اللهُ ذلك بقولِه: { وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} فإنَّ اللهَ تعالى اختارَهم لِحَمْلِ دينِه وصُحْبَةِ نَبيِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلذلك كانوا أحَقَّ من غيرِهم في التزامِ كلمةِ التَّقْوَى وهي" لا إلهَ إلا اللهُ" على قولِ الأكثرينَ، والآياتُ في فضْلِ الصحابةِ والثناءِ عليهم كثيرةٌ مشهورةٌ وقد قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" والقرْنُ: من الاقترانِ، والمرادُ هنا: الطائفةُ الْمُقترِنَةُ بِمِقدارٍ مُعَيَّنٍ كالدِّينِ أو السِّنِّ أو نحوِهما، ومنه الأقرانُ وهم الطُّلابُ الْمُقْتَرِنون بشيخٍ أو مَشايخَ، واخْتُلِفَ في تحديدِ القَرْنِ على أقوالٍ كثيرةٍ، وأَرْجَحُها أنَّ القَرْنَ مُعْتَبَرٌ بمعظَمِ الناسِ، فإذا كان مُعْظَمُ الناسِ هم الصحابَةَ فهذا القرْنُ الأوَّلُ، وإذا كان مُعْظَمُهم هم التابعينَ فهذا القرْنُ الثاني، وإذا كان مُعْظَمُهُم من أَتباعِ التابعينَ فهذا القَرْنُ الثالثُ. وقد وَرَدَت الأحاديثُ وفي بعضِها الشَّكُّ في زيادةِ قَرْنٍ رابعٍ، ولذلك اخْتُلِفَ في قُرونِ السلَفِ هل هي ثلاثةٌ أمْ أَربعةٌ مع اتِّفاقِهم على أنَّ القَرْنَ الخامسَ ليس منها، ونَظَمَ بعضُهم هذا الخِلافَ بقولِه:

ثلاثةٌ من القُرونِ سلَفُ = وخامسٌ بلا خِلافٍ خَلَفُ
ورابعُ القرونِ فيه اخْتُلِفَا = هل سلَفٌ أَمْ خَلَفُ مَن خَلَفَا

ولكنَّ المشهورَ أنها ثلاثةٌ:
ثم ذَكَرَ شيخُ الإسلامِ أقوالَ الصحابةِ في ذلك، ومنها أثَرُ حذيفةَ الثابتِ في البخاريِّ وفيه:" يا مَعْشَرَ القُرَّاءِ استَقِيموا وخُذُوا طريقَ مَن كان قبلَكم" والمقصودُ بالقُرَّاءِ العُلَماءُ؛لأنَّ الصحابةَ وأَتباعَهم كانوا يَأخُذُون القرآنَ مع فَهْمِ مَعانيه والعمَلِ بما فيه، وذَكَرَ أثَرَ ابنِ مسعودٍ وهو ثابتٌ عن غيرِه، وفيه:" مَن كان مِنكم مُسْتَنًّا... وفيه ثَناءٌ جميلٌ على أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وبجميعِ ما سَبَقَ وغيرِه يُعْلَمُ ضَلالُ الرَّافِضَةِ الذين طَعَنوا في أصحابِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنابِذِينَ للقرآنِ والسُّنَّةِ، وما أحسَنَ ما قالَ فيهم الإمامُ القَحطانيُّ في نُونيَّتِه الشهيرةِ:

إنَّ الروافِضَ شرُّ مَن وَطِئَ الْحَصَى = منْ كُلِّ إنْسٍ ناطِقٍ أو جانِّ
مَدَحُوا النبيَّ وخَوَّنُوا أصحابَهُ = ورَمَوْهُمُ بالظلْمِ والعُدْوَانِ
حَبُّوا قَرابَتَهُ وسَبُّوا صَحْبَهُ = جِذْلانِ عندَ اللهِ مُنْتَقِضَانِ
فكأنَّما آلُ النبيِّ وصَحْبُهُ = رُوحٌ يَضُمُّ جميعَها جَسَدَانِ
فئتانِ عَقْدُهُما شريعةُ أحْمَدَ = بأبي وأُمِّي ذانِكَ الفئتانِ
فئتانِ سالِكتانِ في سُبُلِ الْهُدَى = وهما بِدِينِ اللهِ قائمتانِ

وأخيرًا ذَكَرَ حديثَ ابنِ مسعودٍ في وَصِيَّةِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قولِه تعالى: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} ومِثلُ هذه الوصيَّةِ في مُسْنَدِ أحمدَ من حديثِ ثَوبانَ أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: " ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَعَلَى جَنْبَتَي الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلاَ تَتَعَوَّجُوا، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ فَإِذَا أَرَادَ الْإِنْسَانُ أَنْ يَفْتَحَ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الأَبْواَبِ قَالَ: وَيْحَكَ لاَ تَفْتَحْهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، فَالصِّرَاطُ الْإِسْلاَمُ وَالسُّورَانِ حُدودُ اللهِ تعالى، والأبوابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللهِ تَعَالَى، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللهِ وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقَ وَاعِظُ اللهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ".

وفي ذِكْرِ هذا الفصْلِ في هذه الرسالةِ فائدةٌ عظيمةٌ فإنَّ شيخَ الإسلامِ بعدَ أن بَيَّنَ أحوالَ أهْلِ الْمِلَّةِ وما أَصابَهُمْ من فُرقَةٍ وضَلالٍ بَيَّنَ هنا أنَّ الصِّراطَ المستقيمَ هو السُّنَّةُ وهو ما عليه أَصحابُ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي ذلك اقتداءٌ برسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي وَعَظَ أصحابَه مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ بعدَ أن أَدَّى الأَمَانَةَ وبَلَّغَ الرسالةَ، فقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا." وهذا ما شَرَحَه شيخُ الإسلامِ هنا – ثم قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ" وهذه الوَصيَّةُ هي ما أَرادَ بيانَها شيخُ الإسلامِ هنا، واللهُ الهادِي إلى سَواءِ السبيلِ.

سؤالُ الْهِدايةِ

قولُه: ( وقد أَمَرَنَا سبحانَه وتعالى أن نقولَ في صلاتِنا: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} وقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" الْيَهُودُ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ، وَالنَّصَارَى ضَالُّونَ" وذلك أنَّ اليهودَ عَرَفُوا الحقَّ ولم يَتَّبِعُوهُ، وَالنَّصَارَى عَبَدُوا اللهَ بِغَيْرِ عِلْمٍ" وَلِهَذَا كانَ يُقالُ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْعَالِمِ الْفَاجِرِ، وَالْعَابِدِ الْجَاهِلِ، فَإِنَّ فِتْنَتَهُمَا فِتْنَةٌ لِكُلِّ مَفْتُونٍ.

وقالَ سبحانَه وتعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى}.
قالَ ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: " تَكَفَّلَ اللهُ لِمَن قَرَأَ القرآنَ وعَمِلَ بما فيه: أن لا يَضِلَّ في الدُّنيا، ولا يَشْقَى في الآخِرَةِ، وقرأَ هذه الآيةَ، وكذلك قولُه تعالى: { ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} فأَخْبَرَ سبحانَه وتعالى أنَّ هؤلاءِ مُهتدونَ مُفْلِحونَ، وذلك خِلافُ المغضوبِ عليهم والضالِّينَ).

التوضيحُ

قد أَمَرَ اللهُ تعالى أن نَسألَه الْهِدايةَ على الدوامِ في جميعِ الصلواتِ فنَقْرَأَ قولَه: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ } ولا يَستَغْنِي أحَدٌ عن طَلَبِ هذه الْهِدايةِ،بل ضَرورتُه إليها فوقَ كلِّ ضرورةٍ، وقولُ البعضِ: إذا كنا مُهْتَدِينَ فلماذا نَسألُ الْهِدايةَ؟ قولٌ معلومُ البُطلانِ، وذلك أنَّ المجهولَ لنا من الْحَقِّ أَضعافُ ما نَعْلَمُ، وما لا نُريدُ فِعْلَه كَسَلاً وتَهَاوُنًا في فَضْلِه كثيرٌ، وما لا نَستطيعُ فِعْلَه مع إِرادتِنا له كذلك، وما نَعرِفُه إِجمالاً ولا نَهْتَدِي لتفاصيلِه مِمَّا يَفوتُ الْحَصْرَ، فكلُّ ذلك كنا مُحتاجِينَ إ لى الْهِدايةِ التامَّةِ الكاملةِ، فمَن كَمُلَتْ عندَه كان سؤالُ الهدايةِ سؤالَ تَثبيتٍ واستقامةٍ واستمرارٍ ومُداومةٍ، كما قالَ تعالى: { يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} وكما قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ فَاسْأَلُوا اللهَ أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ)). فالعبْدُ مُضْطَرٌّ إلى الْهِدايةِ على الدوامِ، والْهِدايةُ على أَرْبَعِ مراتِبَ، مُرَتَّبَةٌ كما يَلِي:

الْهِدايةُ العامَّةُ لجميعِ المخلوقاتِ منذُ خَلْقِها فيُولَدُ الصغيرُ ويَهتدي إلى أُمِّه وإلى الرَّضاعِ وغيرِ ذلك، فهذه هِدايةٌ فِطْرِيَّةٌ ويَدُلُّ عليها قولُه تعالى: { الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}

هدايةُ البيانِ والدَّلالةِ - وقد سَبَقَتْ هي والتي تَلِيهَا في الْمُقَدِّمَةِ – وهي الْهِدايةُ التي جاءَ بها الرسُلُ عليهم السلامُ.
هدايةُ التوفيقِ والإلهامِ وهي بعدَ البيانِ ومُتَرَتِّبَةٌ عليها.

الْهِدايةُ على الصراطِ يومَ القِيامةِ، وهي مُتَرَتِّبَةٌ على هِدايةِ التوفيقِ، فمَن وُفِّقَ وهُدِيَ في هذه الدنيا هُدِيَ في الصراطِ إلى الْجَنَّةِ، ويَدُلُّ عليها قولُه تعالى: { وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} فأَخْبَرَ أنهم قُتِلُوا ثم وَعَدَهم بالْهِدايةِ بعدَ ذلك، ومِثلُه قولُه: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}.

ثم قَسَمَ اللهُ سُبحانَه وتعالى عِبادَه بِحَسَبِ الْهِدايةِ وعَدَمِها إلى ثلاثةِ أقسامٍ:

أهْلِ الْهِدايةِ، ومَغضوبٍ عليهم، وضالِّينَ، ولا رابعَ لهم، ووَجْهُ هذه القِسْمَةِ أنَّ العَبْدَ لا يَخْلُو من أَحَدِ أمْرَيْنِ: إمَّا أن يكونَ جاهلاً بالحَقِّ، وإمَّا أن يكونَ عالِمًا به، والعالِمُ: إمَّا أن يكونَ عامِلاً بالْحَقِّ مُوافِقًا له، وإمَّا أن يكونَ جاحِدًا بالْحَقِّ مُخالِفًا له، فالجاهِلُ بالحَقِّ ضالٌّ، والعالِمُ العامِلُ مُهْتَدٍ، والعالِمُ الجاحِدُ مَغضوبٌ عليه، وقد أَشارَ اللهُ تعالى في كتابِه إلى أنَّ الضالِّينَ هم النَّصَارَى كما في قولِه تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ }.

وسِياقُ الآياتِ عن النَّصَارَى، وأنَّ الْمَغضوبَ عليهم هم اليهودُ كما في قولِه تعالى: { قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللهِ مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ} والسياقُ عن اليهودِ، وهذا من تفسيرِ القرآنِ بالقرآنِ، وأمَّا السُّنَّةُ فقد صَرَّحَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك في قولِه: (( الْيَهُودُ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ والنَّصَارَى ضَالُّونَ )).وذلك أنَّ اليهودَ عَرَفُوا الحقَّ ولم يَتَّبِعُوه، والنَّصَارَى عَبَدُوا اللهَ بغيرِ عِلْمٍ، ولهذا قالَ طائفةٌ من السلَفِ: مَن انْحَرَفَ من عُلَمَائِنا ففيه شَبَهٌ من اليَهودِ، ومَن انْحَرَفَ من عُبَّادِنا ففيه شَبَهٌ بالنَّصَارَى، وقالَ ابنُ الْمُبارَكِ " تَعَوَّذُوا باللهِ من فِتنةِ العالِمِ الفاجِرِ والعابِدِ الجاهِلِ، فإنَّ فِتْنَتَهما فِتنةٌ لكلِّ مَفتونٍ".

قالَ الإمامُ ابنُ القيِّمِ: { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} وهم أهْلُ فَسادِ القَصْدِ الذين عَرَفُوا الحقَّ وعَدَلُوا عنه: {وَالضَّالِّينَ} وهم أهْلُ فَسادِ العلْمِ الذين جَهِلُوا الْحَقَّ ولم يَعْرِفُوهُ.

وقد قابَلَ اللهُ تعالى بينَ الهدايةِ والضلالِ في مَواضِعَ من كِتابِه وذَكَرَ لازِمَ الْهِدايةِ، وهو النعيمُ، ولازِمَ الضَّلالِ، وهو الشَّقاءُ والجَحيمُ. فهذه أَرْبَعةُ أمُورٍ جَمَعَها اللهُ في قولِه: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} فالْمُتَّبِعُ لا يَضِلُّ في الدنيا؛ لأنه مُهْتَدٍ باتِّباعِه، ولا يَشْقَى في الآخِرَةِ؛ لأنَّ مَصيرَه النعيمُ، وضِدُّه الْمُعْرِضُ ضَالٌّ في الدنيا شَقِيٌّ في الآخِرَةِ، لذلك قالَ ابنُ عبَّاسٍ:" تَكَفَّلَ اللهُ لِمَنْ قَرأَ القرآنَ وعَمِلَ بما فيه أنْ لا يَضِلَّ في الدنيا ولا يَشْقَى في الآخِرَةِ. وقَرَأَ هذه الآيةَ" ومِثْلُه قولُه تعالى - في أوائِلِ البقرةِ بعدَ ذِكْرِه لِخِصَالِ المؤمنينَ: { أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

أي على هُدًى مِن رَبِّهِمْ في الدنيا ومُفلِحون في الآخِرَةِ، ومِثلُه قولُه تعالى: { أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} فهم مُهْتَدُون في الدنيا ولهم الأَمْنُ في الآخِرَةِ يومَ الفَزَعِ الأكبَرِ.

ثم خَتَمَ شيخُ الإسلامِ رَحِمَه اللهُ تعالى بقولِه:-

( فَنَسْأَلُ اللهَ العظيمَ أن يَهْدِيَنا وسائرَ إخوانِنا صِراطَه المستقيمَ، صِراطَ الذين أَنْعَمَ عليهم من النبيِّينِ والصِّدِّيقِينَ والشهداءِ والصالحينَ وحَسُنَ أولئكَ رَفِيقًا، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ، والحمْدُ للهِ رَبِّ العالمينَ، وصَلَّى اللهُ على خَيْرِ خَلْقِه عَبْدِه ورسولِه مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآلِه وصَحْبِه وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدِّينِ).

جَمَعَه وَرَتَّبَهُ
فَخْرُ الدِّينِ بنُ الزُّبَيْرِ بنِ عَلِيٍّ الْمَحَسِّيُّ
وقد تَمَّ جَمْعُ الأصْلِ بحمْدِ اللهِ وتوفيقِه ليلةَ الخميسِ 19/ 12/ 1418 هـ ثم أُضِيفَ إليه وأُعِدَّ للطبْعِ خلالَ شهرِ رَمضانَ عامَ 1419 هـ ( والحمْدُ للهِ على الدوامِ.. على الْهُدى والرَّشَدِ والتمَامِ).
خُلاصَةُ ما في الأصْلِ الثاني.
يَجِبُ الإيمانُ بِمَراتِبِ القدَرِ الأربعِ، وهي: العلْمُ والكِتابةُ والمشيئةُ والْخَلْقُ.
ويَجِبُ الإيمانُ بشَرْعِ اللهِ، وهو مُتَضَمِّنٌ لتحقيقِ العُبوديَّةِ للهِ وَحْدَه على وَفْقِ ما جاءَ به الرسولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهما التوحيدُ والرسالةُ.
دِينُ الأنبياءِ واحدٌ، وهو الإسلامُ، وإن اخْتَلَفَت شرائعُهم.
الإسلامُ عامٌّ وخاصٌّ، فالعامُّ هو الاستسلامُ للهِ وَحْدَه، والخاصُّ هو شريعةُ القرآنِ.
جميعُ الرُّسُلِ دَعَوْا إلى توحيدِ الأُلوهيَّةِ وكان الْمُشركونَ مُقِرِّينَ بالرُّبوبيَّةِ.
التوحيدُ عندَ أهْلِ السنَّةِ ثلاثةُ أقسامٍ: الأُلوهيَّةُ، والرُّبوبيَّةُ، والأسماءُ والصفاتُ. وخالَفَ المُتَكَلِّمون، فقَسَمُوه إلى توحيدِ الذاتِ، والصفاتِ، والأفعالِ، فأَهْمَلُوا الأُلوهيَّةَ، وخَالَفَ الصوفيَّةُ فقَسَمُوه إلى توحيدِ العامَّةِ، والخاصَّةِ، وخاصَّةِ الخاصَّةِ.
مَن يَنْفِي القدَرَ ويُثْبِتُ الشرْعَ خيرٌ مِمَّنْ يَنْفِي الشرْعَ ويُثْبِتُ القَدَرَ.
الفِرَقُ الْمُنْحَرِفَةُ في القَدَرِ ثلاثةٌ: مَجوسيَّةٌ، ومُشرِكِيَّةٌ، وإبليسيَّةٌ.
الناسُ تُجاهَ الأسبابِ ثلاثةُ أقسامٍ: طرَفان ووَسَطٌ، فمنهم مَن أنْكَرَها، ومنهم مَن غَلاَ فيها، وأهْلُ السنَّةِ هو الوَسَطُ، أَثْبَتُوا تأثيرَها بإذنِ اللهِ.
تَبَيَّنَ فَسادُ مَقولةِ الفَلاسفةِ وأَتْبَاعِهم" إنَّ الواحدَ لا يَصْدُرُ عنه إلا واحدٌ".
الناسُ في مسألةِ التحسينِ والتقبيحِ على ثلاثةِ مَذَاهِبَ.
الْمَذْهَبُ الأوَّلُ للمُعتَزِلَةِ: وهو أنَّ التحسينَ والتقبيحَ عقْلِيٌّ، ويَتَرَتَّبُ عليه الثوابُ والعِقابُ.
الْمَذْهَبُ الثاني للأشاعِرَةِ: وهو أنَّ التحسينَ والتقبيحَ شَرْعِيٌّ فقط.
الْمَذهَبُ الثالثُ لأهْلِ السنَّةِ: أنه قد تُدْرَكُ بعضُ الأشياءِ بالعَقْلِ، ولكن لا يَتَرَتَّبُ الثوابُ والعِقابُ إلا بالشرْعِ.
مَن يَحْتَجُّ بالقَدَرِ، ولا يَلْتَفِتُ لغيرِه مُخالِفٌ للحِسِّ والعَقْلِ.
الفَناءُ يُطْلَقُ ويُرادُ به إحدى ثلاثةِ أمورٍ.
فَناءٌ عن إرادةِ السِّوَى، وفَناءٌ عن شُهودِ السِّوَى، وفَناءٌ عن وُجودِ السِّوَى.
أَصْلاَ الشرْعِ؛ العِبادةُ والاستغفارُ، وأَصْلاَ القَدَرِ؛ الاستعانةُ والصبْرُ.
الناسُ في عِبادةِ اللهِ واستعانتِه أربعةُ أَقسامٍ:
مَن يَعْبُدُ اللهَ ويَستعينُ به وهم المؤمنون.
مَن يَعْبُدُه ولا يَستعينُ به.
ومَن يَستعينُ به ويَتَوَكَّلُ عليه دونَ عِبادتِه.
ومَن لا يَفْعَلُ أحدَهما، وهو أَضَلُّ هذه الأقسامِ.
دِينُ اللهِ ما بَعَثَ اللهُ به رُسُلَه وسارَ عليه أصحابُه.
الإنسانُ مُحتاجٌ إلى طَلَبِ الْهِدايةِ على الدوامِ.
الْهِدايةُ أرْبَعُ مَرَاتِبَ: الْهِدايةُ العامَّةُ، وهِدايةُ الدَّلالةِ، ثم هِدايةُ التوفيقِ، ثم الْهِدايةُ إلى دخولِ الْجَنَّةِ.



المُنَاقَشَةُ

اذْكُرْ مَرَاتِبَ القَدَرِ مع الأدلَّةِ؟
ما الذي يَتَضَمَّنُه الإيمانُ بالشرْعِ؟
ما دِينُ الأنبياءِ جَمِيعًا؟
عَرِّفِ الإسلامَ وبَيِّنْ أنواعَه؟
ما الأدلَّةُ على أنَّ أوَّلَ الأنبياءِ يُبَشِّرُ بآخِرِهم، وآخِرُهم يُصَدِّقُ بأَوَّلِهِم؟
هل مَن سَبَقَ من الأمَمِ الْمُتَّبِعَةِ لرُسُلِهِم مُسلمون أمْ لا؟ وما ثَمَرَةُ الخِلافِ؟
هل زَعَمَ أَحَدٌ أنَّ للعالَمِ صانِعَيْنِ متكافِئَيْنِ؟ وهل وَقَعَ الشرْكُ في الربوبيَّةِ أمْ لا؟ فَصِّلِ القولَ في ذلك؟
اذكُرْ أنواعَ التوحيدِ عندَ كلٍّ مِمَّا يَلِي مع التوضيحِ:
1- عندَ أهْلِ السُّنَّةِ 2- عندَ الصوفيَّةِ 3- عندَ المُتَكَلِّمينَ.
وَازِنْ بينَ الفِرَقِ التي ضَلَّتْ في الشرْعِ والقَدَرِ؟
اذْكُر الفِرَقَ الثلاثةَ التي انْحَرَفَتْ في القَدَرِ مع بيانِ سببِ التسميةِ؟
بَيِّنْ مَواقِفَ الناسِ من الأسبابِ مع التوضيحِ والمُنَاقَشَةِ؟
ناقِشْ قولَ مَن قالَ: إنَّ اللهَ لا يَصْدُرُ عنه إلا واحدٌ، مع بيانِ القائلينَ بها، والمقصودِ من قولِهم؟
ما وجهُ احتياجِ الناسِ إلى الشرْعِ؟
تَكَلَّمْ عن مسألةِ التحسينِ والتقبيحِ من خلالِ ما يَلِي:
1- الْمُرادُ بالمسألةِ 2- مَحَلُّ النِّزَاعِ 3- الأقوالُ فيها.
4- مُنَاقَشَةُ الأقوالِ 5- ما يُبْنَى عليها.
اذْكُرْ بعضَ الألفاظِ الْمُجْمَلَةِ للصوفيَّةِ وبَيِّنْ وُجوهَ حَمْلِها؟
اذْكُرْ أَقسامَ الفَناءِ مع التوضيحِ؟
بَيِّنْ أَصْلَي الشرْعِ وأَصْلَي القَدَرِ مع الأدلَّةِ؟
ما حُكْمُ الاحتجاجِ بالقَدَرِ في المعاصي وعلى ماذا يُحْمَلُ احتجاجُ آدَمَ به مع موسى؟
اذْكُرْ مَواقِفَ الناسِ من العِبادةِ والاستعانةِ؟
بَيِّنْ فَضائلَ الصحابةِ؟
ما وَجْهُ حاجةِ الناسِ إلى الْهِدايةِ، وطَلَبِها على الدوامِ؟
ما مَرَاتِبُ الْهِدايةِ الأربَعِ؟ فلما كان تأويل

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, دين

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir