تسجيل حضور يوم الأربعاء وفائدة من درس اليوم
’’إياك نعبد وإياك نستعين‘‘: نفردك وحدك بالعبادة خضوعاً وانقياداً محبة وتعظيماً وخوفاً ورجاءً، ولا نستعين في عبادتنا إياك وفي كل أمورنا وحوائجنا على أحد سواك.
والعبادة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هي ’’اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال والأحوال الظاهرة والباطنة‘‘، شروطها ثلاثة: المحبة والإنقياد والتعظيم قال تعالى: "هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين‘‘.
هذا من الناحية الشرعية أما من الجانب اللغوي: قال أبو منصور الأزهري ’’ومعنى العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع، ويقال طريق معبد إذا كان مذللا كثرة الوطء‘‘ أي كمال الذل مع كمال المحبة والتعظيم.
والعبادة لا تتحقق إلا بالإستعانة بالله المعبود الحق، فهو المعطي المانع النافع الضار، وهو الذي بيده الأمر كله، والإستعانة هي طلب العون في جلب نفع و دفع شر، وتشمل الدعاء والتوكل والإستغاثة والإستهداء وغيرها، فالعبد في جميع حالاته مفتقر إلى ربه محتاج إليه ولا يستغي عنه في أي حال من الأحوال لأنه جل في علاه هو المستعان الذي بيده تحقيق النفع ودفع الضر.
تحقيق الإستعانة يكون بأمرين: 1- صدق الإلتجاء إلى الله تعالى وتفويض الأمر له، 2- حسن الإتباع لهدى الله جل وعلا ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
الإستعانة قسمان:
القسم الأول: استعانة العبادة المقترنة بالمحبة والخوف والرجاء والرغة والرهبة التي أوجب الله علينا إخلاصها له، وهذه لا يجوز صرفها لغير الله، ومن صرفها لغير الله فهو كافر.
القسم الثاني: استعانة التسبب وهو بذل الأسباب رجاء نيل المطالب مع اعتقاد أنها لا تنفع ولا تضر إلا بأمر الله وفضله.