دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ربيع الأول 1440هـ/29-11-2018م, 03:28 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة
(من الآية 11 حتى الآية 25)


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)
}.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.
2. حرّر القول في:
مرجع الهاء في قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله}.

المجموعة الثانية:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
2. حرّر القول في:
المراد بالتشابه في قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.
2. حرّر القول في:
معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.



_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 ربيع الأول 1440هـ/1-12-2018م, 07:42 PM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.
في هذه الآية الكريمة يبين الله تعالى لعباده المؤمنين صفة من صفات المنافقين الملازمة لهم في كل مكان وزمان، هي دعواهم الإصلاح والتقريب بين المؤمنين والكافرين، ﴿فإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض والإفساد في الأرض يكون بالكفر ومنابذة دين الله تعالى وموالاة الكافرين واتخاذهم أولياء، والإفساد بالمعصية وتجاوز حدود الشارع الحكيم، فكما أن عمارة الأرض تكون بطاعة الله تعالى وحسن عبادته فإن فسادها بانتهاك الحرمات وترك الطاعات.
﴿قالوا إنما نحن مصلحون هذه دعوى المنافقين الباطلة التي يظهرونها ويخفون وراءها الشك والريب والنفاق، فهم يجحدون إفسادهم ويدّعون أنهم يسعون للإصلاح بين المؤمنين والكافرين من أهل الكتاب وغيرهم، كما أنهم ينشرون نفاقهم ويبثون سموهم في مجتمع المسلمين من التشكيك في الدين وصد المؤمنين عن إقامة شعائر الإسلام وتزهيدهم في اتباع السنة ومحاربة دين الله تعالى والدعوة لموالاة الكافرين، كل ذلك وهو يحملون شعار الإصلاح والتجديد والتحديث لما فيه الخير والمنفعة.
﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ تكذيب الله تعالى لهم ، فهو سبحانه العليم بما تخفي صدورهم وما تنطوي عليه قلوبهم من النفاق والكذب والخديعة، فما يزعمون أنه الإصلاح هو عين الفساد والخراب ، لذلك جاءت لفظة" المفسدون" بالألف واللام التي تتضمن المبالغة في وصفهم بالإفساد وملازمته لهم.
﴿ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ لجهلهم بربهم سبحانه، وبحالهم السيء الذي اعتادته قلوبهم وتمرنت عليه طباعهم وأخلاقهم ؛ فلا يشعرون بفسادهم وقبيح فعلهم ،ويحسبون أنهم على هدى وأنها دعاة إصلاح وتوفيق.

2. حرّر القول في:
معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.
في معنى استهزاء الله بالمنافقين عدة توجيهات للعلماء:
1. هي تسمية العقوبة باسم الذنب، قول جمهور العلماء والوجه المختار عند علماء اللغة وعليه وجهوا نظائر ذلك في القرآن الكريم، وهو استعمال شائع في العربية، وفيه إخبارٌ من اللّه تعالى أنّه يجازيهم جزاء الاستهزاء، فأخرج خبره عن جزائه إيّاهم وعقابه لهم مخرج خبره عن فعلهم الّذي عليه استحقّوا العقاب، وهذا كمال العدل منه سبحانه. ذكر هذا القول الزجاج وابن عطية وابن كثير.
2. استدراجهم من حيث لا يعلمون، فأظهر لهم سبحانه من أحكامه في الدنيا خلاف ما لهم في الآخرة ، وأنعم عليهم استدراجا واستمهالاً، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير ، وقال هو المختار عند ابن جرير.
3. إن الله تعالى يفعل بهم في الآخرة أفعالا هي في تأمل البشر هزو ، ذكره ابن عطية عن ابن عباس والحسن وابن كثير عن ابن جرير.
4. توبيخه إيّاهم، ولومه لهم على ما ركبوا من معاصيه، والكفر به، ذكره ابن كثير.
5. على سبيل الجواب، كقول الرّجل لمن يخدعه إذا ظفر به: أنا الّذي خدعتك، ولم تكن منه خديعةٌ، والمعنى أن هذا الفعل حاق بهم، ذكره ابن كثير.
والله أعلم.

تم الجواب وبالله التوفيق.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 ربيع الأول 1440هـ/1-12-2018م, 10:30 PM
عبد الكريم محمد عبد الكريم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 194
افتراضي


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
1- من أعظم العقوبات أن يستمر الإنسان في ضلاله وغيه و هو يظن أنه على هدى، و هذا يوجب على العبد أن يتعلق بربه و أن يلتزم أمره و يجتنب نهيه و أن يسأله الهداية سبحانه [وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ].
2- عمارة الأرض بالطاعة و خرابها بالمعصية، فقد جعل الله المعاصي إفساد في الأرض، فبهذا تكون الطاعات و القرب إصلاح و إعمار للأرض[لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ].
3- فضيلة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر وأنه واجب على أفراد الأمة و أنه لا قيام لها بدونه [وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ] فبوجود من يقول الحق و يأمر بالخير يتبين الطريق الحق الموصل إلى الله و لو خفت هذا النداء لظهر الباطل و أصبح أهله يدعون أنهم على الحق فيلتبس على الأجيال الحق من الباطل.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.

يضرب الله سبحانه و تعالى لنا مثلا حسيا لما يعيشه المنافق في خلجات نفسه من التردد و الشك، فالمنافق يسمع الحق و ربما ولج نور الهدى إلى قلبه؛ غير أنه ينكص على عقبه و يرتد على دبره، و مثل حال هؤلاء المنافقين [ كصيب] فالمطر حين ينزل يكون معه ظلمة و رعد و برق، و كذلك القرآن معه زواجر و وعيد و معه نور يقذف في القلوب الصادقة، غير أن المنافق لا يحب سماع الحق و لا يرغب في الهداية للخير فهو يعرض عنه بأي وسيلة، فلا يريد أن يقترب اليقين من قلبه فيجعل أصابعه تحول بينه و بين سماع الهدى، غير أن هذا التصرف لا يدي شيئا فالحق أبلج و هو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، فلن تحول بينه و بين القلوب أصابع غادرة و لا أفكار ساذجة، و هذا الصنيع من المنافق في سذاجته و سخافته كمن يضع أصابعه في أذنيه حين يسمع الصواعق و هو يظن أن فعله هذا ينجيه من الموت[يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ] فهذا الصنيع لن يغني عنهم شيئا كما أن وضع المنافق أصابعه في أذنه لكي لا يسمع الحق لن يغني عنه شيئا، فالله الذي له الأمر من قبل و من بعد قد أحاط بالكافرين إحاطة القادر المقتدر جل في علاه، فهو قادر على أن يوقع بهم ما يشاء متى شاء، و لهذا كان الحق واضحا اشد الوضوح فضرب الله مثلا بقوله [ يكاد البرق يخطف أبصارهم] من شدة وضوحه، فالحق لن يحجبه شيء و لن يمنعه مانع لأن الله شاء أن ينتشر و أن يظهر على كل باطل، و حال هؤلاء المنافقين أنهم يحاولون استغلال ما يصلح لهم من الدين ورد ما لا يشتهون، فحين يكون الدين منتصرا و هم في سعة كانوا في صف المسلمين غير أنهم في ساعة البلاء ينكصون على أعقابهم و يظهرون ما خفي من حالهم، و سيكون جزاهم في الآخرة من جنس عملهم، فالنور على الصراط بقدر الأعمال؛ و من كان مراوغا في الدنيا سيجازى بنور يخذله في أحلك الأوقات، فيعطى نوا يمشي به حتى إذا كان على الصراط ذهب النور و بقي في ظلمة على مدحضة و مزلة يترقب السقوط و هو ساقط في قعر جهنم لسقوطه في اختبار الدنيا فكما قدم الفاني على الباقي خسر الباقي يوم الوعيد و كما كان يظهر الإيمان ويخفي النفاق ظهر له النور ثم اختفى، و الله قادر على سلبهم الأسماع و الأبصار فهو القادر على كل شيء سبحانه. نسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين و أن يجنبنا طريق النفاق و المنافقين.

2. حرّر القول في:
مرجع الهاء في قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله}.

1- قال جمهور العلماء : عائد على القران. ثم اختلفوا :
• من مثل نظمه و رصفه و فصاحته و عليه الأكثر.
• و قيل مثله في غيوبه و صدقه و قدمه.
2- و قيل : عائد على محمد صلى الله عليه وسلم، ثم اختلفوا :
• من أمي صادق مثله.
• من ساحر أوكاهن أو شاعر مثله على زعمكم.
3- و قيل عائد على الكتب القديمة التوراة و الانجيل و الزبور.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 ربيع الأول 1440هـ/1-12-2018م, 10:54 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

مجلس المذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة من11->25
ج1:- فوائد سلوكية ووجه الدلالة من " وإذا قيل لهم لا تفسدوا .." 11->12
1- أن يسعى الإنسان جاهدا في عمل الأمور الصالحه النافعة للآخرين ، والتي من شأنها صلاح آمره وإصلاح ما حوله من أي شأن فيه فساد أو سوء ، وذلك بنشر الطاعات وإقامة الخير ،وجه الدلالة ، مفهوم المخالفة من قوله تعالى " وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض .." ، أي إن الأصل أن السعي في الحياة إنما هو من أجل الإصلاح والاعتماد وليس الإفساد.
2- أن يتجنب الإفساد لأي من خصال الإفساد في الأرض ، أو الاتصاف بها ، سواء من عمل المعاصي أو تضييع الفرائض أو الشك في الدين .
وجه الدلالة :- أن الله سبحانه نهى عن الإفساد في الأرض عموما، من أي وجه ،قال تعالى " وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض ".وذلك من خلال أوامر الأنبياء والمرسلين بالوحي الإلهي ،والدعاة الصالحين .
3-أن يحذر الإنسان أن يكون على أي حال من أحوال الفساد والإفساد وهو لا يشعر بذلك ، أو لا يدرك أن أعماله فاسدة أو مفسدة لغيره ، من خلال التفطن للأعمال ، والإستزاده من العلم الذي يتضمن الأحكام الدالة على الحلال من الحرام ، والحق من الضلال ، ومعرفة حقوق الآخرين ؛ وعدم التلبس بظلمهم بأي حال من الأحوال ، وجه الدلالة من قوله تعالى" ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " فقد يتلبس الإنسان بالفساد والإفساد من حيث لا يشعر، من خلال جهله وعدم معرفته بالأحكام التشريعيه ، غفلة منه أو عن تعمد.
المجموعة الاولى ؛
1-
تفسير قوله تعالى " أو كصيب من السماء فيه ظلمات .."19->20
- مثل يضربه الله للمنافقين :-
جعل دين الاسلام لهم مثلا فيما ينالهم من الشدائد والخوف، وجعل ما يستضيئون من البرق مثلا لما يستضيئون به من الإسلام ، وما ينالهم من الخوف في البرق بمنزلة ما يخافونه من القتل : مثلهم لهذا أو هذا . ظلمات :- بالجمع ، ظلمة الليل .
وظلمة الدجن ، ومن حيث تتراكب وتتزايد جمعت ، وكون الدجن مظلما هول وغم للنفس ، خلاف السحاب اذا أغلى دجنه ، فإنه سار جميل .
مثل الله القرآن بِالصيب لما فيه من الإشكال عليهم ، والعمى : هو الظلمات ، وما فيه من الوعيد ، والزجر هو الرعد وما فيه من النور والحجج الباهرة ، التي تكاد أن تبهرهم هو البرق وتخوفهم وتروعهم ،
وحذرهم هو جعل أصابعهم في آذانهم وفضح نفاقهم ، واشتهار كفرهم ، وتكاليف الشرع التي يكرهونها من الجهاد والزكاة هي الصواعق .
وهو مثل ضرب لضرب آخر من المنافقين ، وهم قوم يظهر لهم الحق تارة ويشكون تارة أخرى . فقلوبهم حال شكهم وكفرهم وترددهم كمطر ، أو سحاب .
والأشهر المطر :- نزل من السماء في حال الظلمات وهي الشكوك والكفر والنفاق .
ورعد :- ما يزعج القلوب من الخوف ، فإن من شأن المنافقين الخوف الشديد والفزع .
والبرق :- ما يلمع في قلوب هؤلاء الضرب من المنافقين أحيانا من نور الإيمان ، ولا يجدي حذرهم شيئا ، لأن الله محيط بهم بقدرته ، وهم تحت مشيئته وإرادته . الصواعق :- نار تنزل من السماء وقت الرعد الشديد. يكاد البرق يخطف أبصارهم :
المعنى :- تكاد حجج القرآن وبراهينه وآياته تبرههم، ومن جعل البرق في المثل : الزجر والوعيد قال :يكاد ذلك يصيبهم .
والمعنى :- كلما سمع المنافقون القرآن وظهرت لهم الحجج أنسو ومشو معه ، فإذا نزل من القرآن ما يعمون فيه ويضلون به أو يكلفونه : قاموا: أي ثبتوا على نفاقهم .
و كلما صلحت أحوالهم في زروعهم ومواشيهم وتوالت عليهم النعم قالوا دين محمد مبارك ، وإذا نزلت بهم مصيبة أو شدة سخطوه وثبتوا على نفاقهم .
وكلما خفي عليكم نفاقهم وظهرلكم منهم الإيمان مشوا فيه ، فإذا افتضحوا عندكم قاموا ، وخص الأسماع والأبصار : لتقدم ذكرها ويشبه ذلك :-
أن الله لو شاء لأوقع بهم ما يتخوفونه من الزجر والوعيد ، أو لفضحهم عند المؤمنين ،وسلط المؤمنين عليهم .
" يكاد البرق..."
لشدته وقوته في نفسه ، وضعف بصائرهم ، وعدم ثباتها للإيمان.
و يكاد محكم القرآن يدل على عورات المنافقين .
ويكاد البرق لشدة ضوء الحق ، "كلما أضاء لهم مشوا فيه"
كلما ظهر لهم

من الإيمان شيء استأنسوا به واتبعوه ، "وإذا أظلم عليهم قاموا "
وتارة يعرض لهم الشكوك أظلمت قلوبهم فوقفوا حائرين .
و كلما أصاب المنافقين من عز الإسلام اطمأنوا إليه ، وإن أصاب الإسلام نكب قاموا ليرجعوا إلى الكفر.
فهم يعرفون الحق ويتكلمون به ، فهم من قولهم به على استقامة "وإذا أظلم عليهم قاموا"
فإذا ارتكسوا منه إلى الكفر قاموا متحيرين . فهذه حال الناس يوم القيامة حسب عملهم من النور الذي يضيء لهم الطريق ، فينطفىء عليهم .
"إن الله على كل شي قدير"
ووصف الله نفسه بالقدرة هنا :-
لأنه حذّر المنافقين بأسه وسطوته وأخبرهم أنه بهم محيط ،وأنه على اذهاب أسماعهم وأبصارهم قدير وهذين المثلين مظروبان لصنف واحد من المنافقين ، وتكون او بمعنى الواو ، أو تكون للتخيير ، مثل هذا أو هذا .
أو للتساوي وأي مثل منهما مطابق لحالهم وهذا يكون باعتبار جنس المنافقين ، فإنهم أصناف ولهم أحوال وصفات ، وبما يعتمدونه من الأقوال والأفعال ، فجعل هذين المثلين لصنفين منهم أشد مطابقة لأحوالهم وصفاتهم .
ج2:-
"وإن كُنتُم في ريب مما نزلنا على عبدنا.."
في ريب :- شك
بسورة من مثله :/
1- من مثل القران .
2- من بشر مثله .
وادعوا :- أي من استدعيتم طاعته ، و رجوتم معونته في الإتيان بسورة من مثله وهذه الآية :-
تقتضي أن الخطاب المتقدم إنما هو لجماعة المشركين الذين تحدوا.
مثله:- الضمير يعود على القرآن ،
من مثل نظمه ورصفه وفصاحته في معانية وإيجازه.
أو في مثله في غيوبه وصدقه وقدمه
وتكون من :
إما :
1- زائدة
2- لبيان الجنس.
3- للتبعيض
أو :- الضمير في " من مثله " عائد على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،
-من أمي صادق مثله .
- من ساحر أو كاهن أو شاعر مثله على زعمكم أيها المشركون .
أو :- " من مثله" عائد على الكتب القديمة التوراة والإنجيل والزبور .
والأقرب الأول ،والقول الثاني مستلزم للأول ،حيث أن الرسول محمد عليه السلام هو المرسل به،
والثالث بعيد.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 ربيع الأول 1440هـ/1-12-2018م, 11:29 PM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
1- اذا طمست بصيرة المرء فكل الذي يفعله من ضلال و فساد يراه صلاح ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)
2- الشرع هو من يحدد ما هو صلاح او فساد في الارض لا الأهواء و الأنفس فمن اتبع هواه ضَل (أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ)
3- من ظاهر و والى المكذبين بالله و رسله و نصرهم على المؤمنين كان من المفسدين في الارض و ان كان ظاهر الصلاح او زعم ذلك رغما عنه ،قال تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.
الصيّب في اللغة: المطر، وكل نازل من علو إلى أسفل
و الرعد : قيل: «الرعد اصطكاك أجرام السحاب». وأكثر العلماء على أن الرعد ملك، وذلك صوته يسبح ويزجر السحاب
البرق : روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن البرق ملك يتراءى،
والصاعقة: قال الخليل: «هي الواقعة الشديدة من صوت الرعد يكون معها أحيانا نار، ثم حكى الخليل عن قوم من العرب «الساعقة» بالسين ،وقال النقاش: «يقال صاعقة وصعقة وصاقعة بمعنى واحد»
ومعنى خطفت الشيء في اللغة واختطفته: أخذته بسرعة.
روي عن ابن مسعود أنه قال: «إن رجلين من المنافقين هربا من النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين فأصابهما هذا المطر الذي ذكر الله وأيقنا بالهلاك، فقالا: ليتنا أصبحنا فنأتي محمدا ونضع أيدينا في يده، فأصبحا وأتياه وحسن إسلامهما، فضرب الله ما نزل بهما مثلا للمنافقين».
ما زالت الآيات هنا تتحدث عن المنافقين و أحوالهم في تلقي الدين الإسلامي و الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم و ما جاء به من القران فقد ضرب الله مثل حالهم و ماجاءهم الله تعالى به القران كالمطر النازل من السماء و من المعلوم نزول الأمطار تكون مصحوبة بالرعد و البرق و الغيوم الكثيرة التي تحجب ضوء الشمس فيحل الظلام فشبه الله عز وجل ما يصيبهم من شك في القران بالظلمات و ما يصيبهم من خوف في ءايات الزجر و الوعيد في القران كالخوف من الرعد و صوته الذي يهز القلوب و شبه النور الذي يأتيهم احيانا عند مجالستهم للمسلمين بالبرق وقد ينالهم من هذا البرق الاذى فهم يخشونه كما يخشون ان ينالهم من الاسلام القتل ( يحسبون كل صيحة عليهم ) ثم قال الله تعالى : {يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصّواعق حذر الموت واللّه محيطٌ بالكافرين} فهم أثناء خوفهم من سماع ما يكرهونه من النواهي و الزواجر و القتال يضعون أصابعهم في ءاذهم خشية أن يسمعوا ءايات تفضحهم و تخبر بهم فينالون القتل او الموت و قد شبه الله ما يفضحهم من النواهي و الزواجر بالصواعق فما يأتيهم من ءايات تفضح امرهم تنزل عليهم نزول الصاعقة على الشيء فتدمره فهم يحذرون من الموت و القتل و يضعون أصابعهم في ءاذانهم و لم يعلموا ان الله عز وجل محيط بهم و لا يغني حذرهم عنهم شيئا فالله محيط بهم بمشيئته و قدرته عليهم كما قال تعالى: {هل أتاك حديث الجنود * فرعون وثمود * بل الّذين كفروا في تكذيبٍ * واللّه من ورائهم محيطٌ}
ثم قال تعالى {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}
أي يوشك النور و القران الذي سمعه في مجالسة المسلمين ان يذهب بأبصارهم من شدة مافيه من الآيات الفاضحة لهم و الآيات الزاجرة لمنهجهم و كلما جاءهم ضوء من الاسلام مشوا في الاسلام و قالوا انا معكم و اذا جاءت ءايات تزجرهم و تنهاهم عما هم فيه او تفضحهم على ماهم عليه من النفاق قاموا و ثبتوا على نفاقهم و لم يمشوا مع المسلمين فهم كما ذكر الله حالهم في عبادة الله :{ومن النّاس من يعبد اللّه على حرفٍ فإن أصابه خيرٌ اطمأنّ به [وإن أصابته فتنةٌ]} الآية [الحجّ: 11]».
و هكذا حالهم يوم القيامة يوم يعطى الناس نورهم على قدر إيمانهم فمنهم من يعطى نوره على قدر فرسخ و منهم من يعطى نوره مد بصره و منهم من يضئ له نوره تارة و ينطفئ تارة اخرى على الصراط و منهم من يضيء ثم ينطفئ الى العتمة و هو حال المنافقين {يوم يقول المنافقون والمنافقات للّذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا}[الحديد: 13] وقال في حقّ المؤمنين: {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنّاتٌ} الآية [الحديد: 12]، وقال تعالى: {يوم لا يخزي اللّه النّبيّ والّذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنّك على كلّ شيءٍ قديرٌ} [التّحريم: 8]، و ورد عن ابن عبّاسٍ، قال: «ليس أحدٌ من أهل التّوحيد إلّا يعطى نورًا يوم القيامة، فأمّا المنافق فيطفأ نوره، فالمؤمن مشفقٌ ممّا يرى من إطفاء نور المنافقين، فهم يقولون: ربّنا أتمم لنا نورنا»
ثم قال الله تعالى { … ولو شاء الله لذهب بسمعهم و أبصارهم } قال ابن عباس : «لما تركوا من الحقّ بعد معرفته»، أي لو شاء الله عليهم أن يذهب بسمعهم فلا يسمعون شيء يمشون معه فيتبعون به المؤمنين و لذهب كذلك بأبصارهم فلا يرون حقا و لا الايمان لانه لا ينفعهم سماع القران و لا رؤية الحق فيطمس الله على سمعهم و ابصارهم { صم بكم عمي فهم لا يرجعون}
ثم قال تعالى { … إن الله على كل شيء قدير}
قال ابن عبّاسٍ: « أي إنّ اللّه على كلّ ما أراد بعباده من نقمةٍ، أو عفوٍ، قديرٌ.».
و ختمت الآيات بقوله ( ان الله على كل شيء قدير) لمناسبتها لما قبلها من الآيات فقد حذر الله المنافقين من بسطه و سطوته و اخبرهم انه محيط بما يعملون و انه قادر على ذهاب سمعهم و ابصارهم فهو قادر سبحانه و تعالى على كل شيء إنما أمره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون،
2. حرّر القول في:
مرجع الهاء في قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله}.
اختلاف العلماء في مرجع الهاء في الضمير المتصل في كلمة ( مثله ) الى فرقتين
احدى الفرقتين قالت:يرجع هاء الضمير الى القران الكريم كما قال جمهور العلماء منهم مجاهدٌ وقتادة، واختاره ابن جريرٍ. بدليل قوله: {فأتوا بعشر سورٍ مثله} ذكر ذلك عبد الحق الأندلسي و ابن كثير
الفرقة الثانية قالت: يرجع الى الرسول صلى الله عليه وسلم و ذكره كذلك عبد الحق الأندلسي و ابن كثير في. تفسيره
و على القول الاول رجوع الهاء الى القران الكريم اختلفوا في ماذا في القران تحداهم أن يأتوا بمثله و الأكثر على ان ياتوا بمثله في النظم و الرصافة و البلاغة و فصاحة معانيه التي اشتهروا بها كعرب ( وهذا قول حذاق النظر و المعرفة ) و تكون -من- هنا للتبعيض او لبيان الجس
و قال اخرون بمثله في صدقه و غيوبه و قدمه و تكون -من- هنا للأقدم و تكون زائدة او لبيان الجنس
و القول على أن القران تحداهم ان يأتوا بمثله في البلاغة و الطلاقة و الفصاحة أبين و أقوى
و كذلك اختلف العلماء في قول الفرقة التي قالت يرجع هاء الضمير الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى عدد أقول
1- فأتوا بسورة من شخص أمي صادق مثله
2- فأتوا بسورة من ساحر او كاهن او مجنون او شاعر مثله كم يزعم فيه المشركون
و قالت طائفة ان هاء الضمير ترجع الى الكتب السابقة من التورة و الإنجيل و الزبور و المعنى ءاتوا بسورة من مثله من التورة او الإنجيل او الزبور
و القول الراجح بين قولي الطائفتين هو ان هاء الضمير ترجع الى القران الكريم حيث تحدا الله عز وجل مشركي العرب في غير ما اية بان ياتوا بمثله او بعشر سُوَر من مثله او بسورة من مثله {فأتوا بسورةٍ من مثله}في البلاغة و الفصاحة و قد عجزوا عن ذلك 0

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 ربيع الأول 1440هـ/2-12-2018م, 04:46 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

(عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:


{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

- حرص المؤمن على تجنب الكفر وموالاة الكفار, وعدم اقتراف المعاصي , فإنها من أعظم ما يفسد الأرض .
وجه الدلالة قوله تعالى : { لا تفسدوا في الأرض }.
- تعظيم الله تعالى في قلوبنا , فهو العالِم بِسرّنا ونجوانا , فهو القاهر فوق عباده , والقادر الذي لا يعجزه أن يكشف زيف وكذب الكاذبين وإظهاره.
وجه الدلال قوله تعالى : { ألا إنهم هم المفسدون }.
- حري بالمؤمن أن يرفع الجهل عن نفسه , ليدرك الأمور على حقائقها , فلا يتخبط وهو لا يشعر بسقيم جهله.
و جه الدلالة قوله تعالى : { ولكن لا يشعرون}.

المجموعة الأولى:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:

{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.


بعد أن ذكر تعالى بالآيات السابقة حقيقة وصف المنافقين , ثم ضرب المثل زيادة في الكشف والبيان , فكان المثل الأول كمثل رجل أوقد نارا في ليلة مظلمة قد استدفأ وأنار بها حتى إذا طفئت ناره استوحش وبقي حائرا , وهذا حال المنافقين الذين أظهروا كلمة الإيمان فاقتبسوا النور من المؤمنين وأمنوا على أنفسهم وأموالهم وألادهم , فذلك نورهم، فلما ماتوا عادوا إلى الظلمة والخوف.
ثم ضرب الله تعالى لنا المثل الثاني فقال تعالى :
{ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ } : يخبر تعالى أن قلوب المنافقين في حالة من الريب والكفر والتردد, فشبه تعالى المطر الشديد الغزيز الذي ينزل على جماعة من الناس , فتصاحبه ظلمات بعضها فوق بعض , فقصف الرعد, والصواعق المحرقة التي تجعلهم يضعون أصابهم في آذانهم من شدة الهول والذعر , كالقرآن إذا نزل جعل المنافقون يسدون آذانهم لئلا يسمعوه فيميلوا إلى الإيمان وترك دينهم , فهم يرون الإيمان بمثابة الموت, لكن الله تعالى محيط بالكافرين علما وقدرة فلا يفوتونه ولا يعجزونه.
{ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }: يقارب البرق من شدته أن يسلب أبصارهم فيعمون لشدة ضوء الحق , ومع ذلك فكلما أضاء نور الإسلام عزة وشوكة مشوا في ضوئه فاستأنسوا به واطمأنوا , وإذا أظلم الطريق عليهم بنزول الشدة والابتلاء اعترت قلوبهم الشكوك فيقفون في أماكنهم حياري خائفين. ولولا إمهال الله لهم لسلب سمعهم وأبصارهم, وهو قادر على ذلك في كل وقت, إنه على كل شيء قدير.

2. حرّر القول في:
مرجع الهاء في قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله}.

- القرآن, ذكره الزجاج ,وقاله جمهور العلماء كما ذكره ابن عطية, وقاله مجاهد وقتادة كما ذكره ( الطبري وابن كثير) .
واستدل الزجاج وابن كثير أن قوله تعالى: { من مثله } كما قال تعالى : {فأتوا بعشر سور مثله مفتريات}.
- محمد صلى الله عليه وسلم , ذكره الطبري , ذكره ابن عطية , وذكره ابن كثير .
- بشر , ذكره الزجاج.
- الكتب القديمة التوراة والإنجيل والزبور, ذكره ابن عطية .

والذي رجحه الطبري وذكره في تفسيره : (والتّأويل الأول الّذي قاله مجاهد وقتادة هو التأويل الصحيح؛ لأن اللّه جل ثناؤه قال في سورة أخرى: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورةٍ مثله} ومعلوم أن السورة ليست لمحمد بنظير ولا شبيه، فيجوز أن يقال: فأتوا بسورة مثل محمد).

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 ربيع الأول 1440هـ/3-12-2018م, 07:07 PM
سعود الجهوري سعود الجهوري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 346
افتراضي

اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.


- سمى سبحانه وتعالى معصية الله إفسادا في الأرض، فعلى العبد أن يكون مصلحا في الأرض باتباع أوامر الله سبحانه وتعالى في شئونه كلها، وأن معصية الله إفساد في الأرض وتتأذى منها الخلائق كلها، وأن صلاح الأرض باتباع دين الله سبحانه وتعالى وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، وكل ما عدى ذلك فهو إفساد، وإن سمي بأي اسم.
- أن المعاصي وخاصة الكبائر تفسد القلب وتعمي بصيرته، فتنقلب الحقائق على الإنسان، فيرى ويستحسن ما كان يستنكره، ويستقبح ما كان يستحسنه، فيصبح محكما لهواه في أموره كلها، والنفس متقلبة في نظرها للأمور. وأما من جعل حكمه مبني على أساس الدين والتقوى لله، فهواه موافق للشرع، وإن أخطأ في شيء فسرعان ما يعود إلى الجادة إذا تبين له الحق بدليله، فهو مذعن منقاد للدليل متى ما تبين، وما ذاك له إلا بتوفيق الله له وإحسانه.
فيتبين أن المنافقين قالوا: (إنما نحن مصلحون) لفساد بصيرتهم، وقد قال تعالى عنهم (هم المفسدون) وقال تعالى عنهم: (صم بكم عمي فهم لايرجعون).
- أن المعاند للحق رجوعه للحق متعسر، وأما الذي يريد الحق ويسعى له ويسلك طريقه، فرجوعه للحق ييسره الله له ويوفقه، فعلى طالب العلم أن يكون ساعيا للحق في أمورها كلها، وأن يكون نظره موجها للحق بدليله، فيوفقه الله له وييسر له الانقياد لطريق الحق، ويرشده إلى الهدى، وينير بصيرته.
وأما حال المنافقين المعاندين فلم تزدهم آيات الله المبينة لحالهم إلا كفرا، فشابهت حالهم حاله اليهود.


المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.


ذكر سبحانه وتعالى في هذه الآيات حال المنافقين التي كانوا عليها مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذه الحال إذا تأملها المتأمل؛ تنطبق عليهم وعلى من جاء بعدهم ممن سار على طريقتهم، قال تعالى: ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض)، "إذا" ظرف زمان ذكره ابن عطية، ورد على قول المبرد وأن "إذا" ظرف مكان لتضمنها جثة، قال ابن عطية: "إذا" ظرف زمان لتضمنها مصدر كسائر ظروف الزمان،وفي قولنا فإذا زيد، هي بمعنى فإذا حضور زيد، وكقول العرب " اليوم خمر وغدا أمر" والمعنى وجود خمر ووقوع أمر.
وقيل: أصلها "قوِل" على وزن الأفعال الماضية التي تبنى لما لم يسم فاعله، وذكر الزجاج أن سبب صرفها إلى "قيل" أن ذلك لأن العين من الفعل في "قال" ولكن الكسرة نقلت إلى القاف، فيجب أن تلزم السكون في سائر التصاريف، وقال: يجوز في غير القرآن "قول ذلك" ، وأفصح اللغات "قيل" و "غيض" في ما لم يسم فاعله في هذا الباب، وذكر ابن عطية أن الكسائي وابن عامر قرأ بالضم في أوائل "قيل" و "غيض".
والضمير في "لهم" عائد على المنافقين، (فإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض)، والإفساد في الأرض يكون بمعصية الله سبحانه وتعالى، لأن صلاح الأرض والسماء بطاعة الله سبحانه وتعالى ، والانتهاء عن معاصيه، وهذا عام في كل معصية فهي إفساد في الارض، وكلما كانت المعصية أكبر كان الإفساد أكبر، فأعظم الإفساد في الأرض الشرك بالله، وقد خص بعض المفسرين الإفساد في الأرض في الآية بالصد عن دين الله والموالاة الكفرية، لاختصاص المنافقين بها ولمجيء آيات كثيرة وصفتهم بها، وهذا من التفسير بالمثال، فكل ما فعلوه من معاصي هو من الإفساد بالأرض.
ثم ذكر تعالى جوابهم إذا نهوا عن الإفساد في الأرض، قال تعالى: (إنما نحن مصلحون)، وورد في معنى قولهم هذا أقوال لأهل العلم:
الأول: ظنهم أنهم مصلحون في أنفسهم، وجحود منهم إذا اتهموا بالإفساد في الأرض، استكبارا وعتوا، وهو حاصل ما قال به مجاهد ورواه عنه ابن كثير.
الثاني: إقرارهم بأن ما تسمونه إفسادا هو إصلاح بالنسبة إليهم، فيوالون الكفار، ويسعون في الإصلاح بينهم وبين المسلمين، وأورده ابن عطية.
فانقلبت عليهم حقائق الأمور، فأصبحوا يرون الإفساد إصلاحا، ويرون الإصلاح إفسادا، وهذا جزاء عدل من الله لمن علم الحق وبلغه، فلم يتبعه وانصرف إلى غيره بتركه والإعراض عنه.
قال تعالى: ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)،
ألا: للاستفتاح، ( إنهم هم المفسدون)، هم: مبتدأ، المفسدون: خبره، والجملة الاسمية في محل رفع خبر "إن"، و "أل" في قوله تعالى "المفسدون" للعهد الذهني لقوله تعالى قبلها " لا تفسدوا" ، ذكر ذلك الجرجاني، وقال ابن عطية و"أل" تتضمن المبالغة فيصح المجيء بها وإن لم يتقدم ذكر الإفساد.
وفي قوله (ألا إنهم هم المفسدون) تأكيد وحصر الإفساد فيهم، ثم ذكر استدرك بذكر العلة التي جاء قولهم بناء عليها، من أنهم مصلحون في الأرض، قال تعالى :( ولكن لا يشعرون)، والمعنى على قولين كما تقدم في تفسير الآية السابقة:
الأول: لا يشعرون أنهم مفسدون، وهذا قول من فسر الآية السابقة بأن قولهم بالإصلاح مبني على اعتقاد منهم أنهم مصلحون بما يفعلونه من سعي للإصلاح مع الكفار وغيرها من المعاصي.
الثاني: لا يشعرون أن الله يفضحهم، وهذا على قول من فسر الآية السابقة بأنهم قالوا ذلك استمرارا على حالهم واستكبارا على الحق.
والراجح والله أعلم ان المراد انهم لا يشعرون أنهم مفسدون، لتقدم ذكر الإفساد وادعاء الإصلاح منهم، وأما المعنى العام فيشمل القولين، فمن ادعى انه مصلح بترك ما أمر الله به ورسوله، سواء كان جاحدا مستكبرا من نفسه، أو كان معتقدا أنه مصلح بفعله وأنه يرى الإفساد إصلاحا، فهو يدخل في معنى هذه الآية، وما حصله له ذلك إلا لفساد البصيرة لتركه الحق بعد ما تبين، إما لتكبره وعناده، أو لسوء مقصده وطريقته، فانقلبت عليه الحقائق.


2. حرّر القول في:
معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.

ورد في معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين أقوال لأهل العلم، وحاصلها ترجع إلى أقوال:
الأول: في الدنيا، بإظهار لهم من الأحكام والأحوال خلاف ما لهم في الآخرة، ومثال ذلك: عصمة الدماء والأموال، وأما حالهم في الآخرة فهم في عذاب مقيم، وحالهم على النقيض من حالهم في الدنيا، وهو حاصل ما قاله ابن عباس وذكره عنه ابن كثير، وذكره الزجاج، وذكره ابن عطية، واختاره ابن جرير ونصره، كما ذكر ذلك ابن كثير.
وذكر ابن جرير أن السخرية على وجه الانتقام والمقابلة بالعدل والمجازاة لا تمتنع، وهذا هو منهج السلف في ذكر هذه الصفات مقيدة، لتدل على الكمال لله مقيدة كما جاءت هنا.
ومن أدلة هذا القول، قوله تعالى: ( يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب) وقوله تعالى: (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين)، وقوله تعالى: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون).
الثاني: أخذهم من حيث لا يعلمون، وأورده الزجاج ، وذكر استدلال من قال بهذا القول، بقوله تعالى: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون).
الثالث: تسمية جزاء الذنب باسمه، وإن لم يكن هو، قال الزجاج هو قول أهل اللغة، وأورده ابن عطية وابن كثير.
فأخرج خبره عن جزائه إيّاهم وعقابه لهم مخرج خبره عن فعلهم الّذي عليه استحقّوا العقاب في اللّفظ، وإن اختلف المعنيان.
واستدل من قال بهذا القول بأن الوصف هنا نظير قوله تعالى: ( وجزاء سيئة سيئة مثلها) فالأول: ظلم والثاني: عدل، وبقوله تعالى: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم).
قال ابن عطية والعرب تستعمل ذلك، ومن قوله عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن احد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
الرابع: في الدنيا بتوبيخهم وفضحهم، وأورده ابن كثير.
الخامس: في الآخرة بانطفاء نورهم وما لهم من أحوال، تدل على سخرية الله بهم جزاء وفاقا عدلا، وأورده ابن عطية عن ابن عباس والحسن، وذكره وابن كثير.
والراجح هو القول الأول، وهو ما اختاره ابن جرير، وأن المعنى إظهار ما لهم من أحكام وأحوال على النقيض من حالهم في الآخرة، وحالهم في الآخرة على النقيض من حال المسلمين، فيكون لهم من انطفاء نورهم وغيرها من الأحوال التي تدل على سخرية الله بهم جزاء عدلا وفاقا منه سبحانه وتعالى مقابلا لحالهم في الدنيا.
وهذا هو منهج السلف في إثبات ذلك لله مقيدا بذكره ليدل على كماله سبحانه وتعالى، فإن اتفق اللفظ فالمعنى مختلف، وهذا له وجه في اللغة كما ذكر في القول الثالث، ولكن أخطأت بعض الفرق بوصف أن ذلك مجازا في اللغة، فقد يشتبه المعنى على هذا القول، فهذه الصفات تثبت لله مقيدة، كما ذكر ابن جرير أن السخرية على وجه الانتقام والمقابلة بالعدل والمجازاة لا تمتنع.
وينصر هذا القول كذلك قوله تعالى بعدها: (ويمدهم في طغيانهم يعمهون)، فيزيدهم في طغيانهم، فتنة لهم واستدراجا.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ربيع الأول 1440هـ/4-12-2018م, 12:09 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

مجلس مذاكرة سورة البقرة القسم الثاني

اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
1) الإحتراز من الذنوب والمعاصي فهي نذير شؤم على حياة الإنسان وممحقة للبركة ولزوم التقوى فهي سبب لطيب العيش وصلاح الأحوال ونزول البركات , وجه الدلالة من الآية : ( لا تفسدوا في الأرض) ذكر العلماء الإفساد يكون بالمعاصي والكفر , ومثله قوله تعالى : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) .
2) جعل الآخرة هي مناط عمل الإنسان وغايته وهمته لها فإذا صلحت آخرته أصلح الله له دنياه . ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) , يظنون أنهم مصلحون لكن لأن الدنيا هيا همتهم وإلههم شهواتهم عاد عليهم ما يرونه صلاح بالخراب والفساد .
3) تلاوة القرآن بتدبر فهو سبب لليقين بالحقائق بإذن الله , فالقرآن يخبرنا أنه لا سبيل لصلاح الدنيا إلا بصلاح الآخرة , وأداة الإستثناء والتوكيد والحصر والضمير المنفصل أتت في الآية لتبين أن الذي طلب صلاح الدنيا بغير الدين فقد أفسد من حيث أراد أن يصلح .
المجموعة الثانية:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
هذا مثل مضروب في المنافق الذي يتزين بالظاهر ويحاكي المسلمين بأفعالهم وأقوالهم مصانعة ورياء .
واستوقد : أي طلب من غيره أن يوقد له على المشهور من باب استفعل .
ووجه الشبه في المثل المضروب في( المنافق المشبه ) (بالمشبه به وهو المستوقد نارا) فيه أوجه :
1) تجملهم أولاً بالظاهر بالإسلام هو استيقادهم للنار , ثم ذهاب ضوئها هو كشف حقيقتهم للمسلمين , " الزجاج + ابن عطية "
2) استيقادم للنار هو ظاهرهم ومحاكاتهم للمسلمين في الأقوال والأفعال مصانعةً ورياء وذهاب نورهم هو في الآخرة عندما يذهب الله بنور المنافقين ,: ( انظرونا نقتبس من نوركم ) ذكره الزجاج والحسن البصري .
3) هي فيمن آمن ثم كفر بالنفاق , فإيمانه بمنزلة النار التي أضاءت وكفره بمنزلة انطفائها وذهاب ضوئها , " ذكر عن ابن عباس ومجاهد والسدي .
4) إقبال المنافقين من المسلمين بمنزلة النار ثم إنصرافهم إلى مردتهم وشياطينهم كإنطفائها .
5) نطقهم بلا إله إلا الله والقرآن كإضاءة النار واعتقادهم الكفر بقلوبهم كإنطفائها .
6) شبههم في اشترائهم الضلالة بالهدى وصيرورتهم بعد التبصرة إلى العمى بمن استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله وانتفع بها وأبصر بها ما عن يمينه وشماله طفئت ناره وصار في ظلمة شديدة وهذه دلالة على انهم آمنوا ثم كفروا .
وجواب ( لما ) ذهب , ويعود الضمير من ( نورهم ) على المستوقد أي المنافق .
وقيل جواب لما مضمر , وهو طفئت والضمير في ( نورهم ) والضمير على هذا يعود للمنافقين ويكون الإخبار بهذا الحال يكون في الآخرة عند ذهاب نورهم وهو قوله تعالى : ( فضرب بينهم بسور له باب )
وقوله تعالى : ( وتركهم في ظلمات ) بناءٍ على هذه الأقوال إما ظلمة الكفر والنفاق في الدنيا أو ظلمة العذاب وذهاب النور في الآخرة .
وقوله تعالى : ( صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون )

الأصم الذي لا يسمع
الأبكم : 1)الذي ولد أخرس 2) مسلوب الفؤاد 3) الأبكم الذي لا يفهم ولا ينطق فإذا فهم فهو أخرس .
قرأها ابن مسعود وحفصة أم المؤمنين ( صماً بكماً عمياً ) ونصبت على الحال من ( مهتدين )
ومن جعل الضمير في " نورهم " للمنافقين لا للمستوقدين نصب هذه الصفات الحال من الضمير في " تركهم " .
قال ابن عباس : لا يسمعون الهدى ولا يبصرونه ولا يعقلونه .
( لا يرجعون ) إلى الهدى والإسلام , ذكر عن السدي والربيع بن أنس وقتادة .

2. حرّر القول في:
المراد بالتشابه في قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}
القول الأول : يشبه بعضه بعضاً في الجودة والحسن .
مستدلين أصحاب هذا القول بقوله : ( هذا الذي رزقنا من قبل ) أي في الجنة
القول الثاني : يرون ثمره فيميزون أجناسه حيث أشبه منظره ما كان في الدنيا , فيقولون : ( هذا الذي رزقنا من قبل ) أي في الدنيا , وهو قول ابن مسعود وابن عباس وقتادة ومجاهد .
القول الثالث : يشبه بعضه بعضاً في الصورة ويختلف في الطعم ," ابن عباس , مجاهد , أبي العالية " وذكره الزجاج وابن عطية .
قال عكرمة : " يشبه ثمر الدنيا في المنظر ويباينه في جل الصفات " .
القول الرابع : المعنى هذا الذي وعدنا به في الدنيا كأنهم رزقوه في الدنيا , إن وعد الله منجز .
القول الخامس : إن ثمر الجنة إذا قطف منه شئ خرج في الحين في موضعه مثله ف ( هذا ) إشارة عائدة على الخارج في موضع المجني .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 ربيع الأول 1440هـ/6-12-2018م, 09:06 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة
(من الآية 11 حتى الآية 25)



أحسنتم، سدّد الله خطاكم.
نذكّر بما تمّت الإشارة إليه في تصحيح أول مجالس تفسير سورة البقرة أن المسائل التي لا تتعلّق بتفسير الآية ليس مطلوبا بيانها في سؤال التفسير، لكن يؤخذ من المسائل ما له تعلّق فقط بالمعنى، فلو أن ابن عطية مثلا تناول مسألة من مسائل القراءات فيها وجهان للقراءة، فلو كان لكل وجه معنى فهذه مسألة تفسيرية يجب أن يشملها الجواب، أما إن كانت أوجه القراءة مما لا يختلف فيها المعنى فليست مطلوبة، وكذلك المسائل اللغوية وغيرها.


المجموعة الأولى:
1: عبد الكريم محمد أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتك أن تنسب الأقوال في سؤال التحرير.


2: عبد الكريم الشملان أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتك أن تنسب الأقوال في سؤال التحرير.




3: ميمونة التيجاني أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.
- صوغي الفوائد في صورة سلوك، لأنه لا يتبيّن من كلامك السلوك المستفاد، كالفائدة الأولى مثلا.


4: نادية عبده أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- التفسير فيه اختصار.
- القول الثالث في سؤال التحرير ليس له علاقة بمرجع الضمير، إنما هو بيان للمعنى أي فأتوا بسورة من بشر مثله، على أن مرجع الضمير هو النبي صلى الله عليه وسلم.



المجموعة الثانية:
5: رشا عطية اللبدي ج
بارك الله فيك ونفع بك.
- في سؤال التفسير يجب شرح المثل أولا بالتفصيل ثم بيان وجه الشبه بين المنافقين وبين ذلك المستوقد النار.
- في سؤال التحرير توجد ملاحظات على طريقة نسبتك للأقوال، فأنت لم تنسبي القول الأول، وفي الثاني نسبتيه إلى من روي عنه من السلف دون أن تذكري من نقله عنهم من المفسّرين، فانتبهي جيدا أننا ننسب القول لمن ذكره من المفسّرين، وإن كان مأثورا عن أحد من السلف فإننا نسبه له ثم نذكر من نقله أو رواه عنهم من المفسّرين.
ويلاحظ أنك أدخلتِ أقوالا لا تعلّق لها بالمسألة أصلا، وهو القول الرابع، فليس فيه شيء يتعلّق بالتشابه.
والأقوال في المسألة تحتاج ضبطا أفضل.
- خصمت نصف درجة للتأخير.



المجموعة الثالثة:
6: حليمة السلمي ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتك سؤال الفوائد.
- بالنسبة لسؤال التحرير: ننتبه إلى أن تقرير مسائل الصفات يكون من تفاسير أهل السنة وليس من تفاسير الأشاعرة، ويراجع التعليق على تحرير الأستاذ "سعود" للفائدة.


7: سعود الجهوري أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أحسنت في سؤال الفوائد، ولكن لم تستدلّ لها، فاعتنِ بالدليل بعد ذلك، بارك الله فيك.
- سِر في تفسيرك لآيات سورة البقرة تماما كما كنت تفسّر آيات الأجزاء الثلاثة الأخيرة التي درستها في المستويات السابقة، أن يكون محور الكلام هو مسائل التفسير، أضف إليها ما لها تأثير في المعنى من المسائل الأخرى كالمسائل اللغوية ومسائل القراءات، أما التفصيل في المسائل التي ليس لها أثر في المعنى فليس مطلوبا في سؤال "فسّر بإيجاز".
- أحسنت في سؤال التحرير، ولو لاحظت الأقوال لوجدتها تدخل تحت قسمين: قسم فيه إثبات لصفة استهزاء الله تعالى بالمنافقين، وقسم ادّعى أن إثباتها غير جائز في حقّه تعالى فتأوّلها بدافع التنزيه، وكما تفضّلت فإن مذهب أهل السنة والجماعة أننا نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه مع اعتقادنا أنها صفة كمال لله تعالى تليق به سبحانه، ولو راجعنا الأقوال نجد كثيرا منها يثبت هذه الصفة لله تعالى ويذكر صورا لذلك في الدنيا والآخرة.
- خصمت نصف درجة للتأخير.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 ربيع الأول 1440هـ/7-12-2018م, 12:56 PM
هويدا فؤاد هويدا فؤاد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 164
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة (من الآية 11 حتى الآية 25)

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة
(من الآية 11 حتى الآية 25)


1. (
عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
الفوائد السلوكية المستنبطة من الآيتين:
1- قبول النصيحة والنقد من الآخرين، واتهام النفس بالتقصير، والبحث عن موضع الخلل وإصلاحه.
وجه الدلالة: مفهوم المخالفة من فعل من ذمهم الله تعالى بقوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}.
2- الإنشغال بالعلم الشرعى الذى يتبين به صحة الأعمال، حتى لا يكون العبد ممن قال فيه الله تعالى: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} الكهف: 104
وجه الدلالة: خداع المنافقين لأنفسهم، وهم يحسبون أنهم على صواب.
3- الزيادة والإكثار من الطاعات بجميع أنواعها -القاصرة والمتعدية- بنية الإصلاح فى الأرض.
وجه الدلالة: لما بين الله تعالى أن ما يفعله المنافقون فساد فى الأرض، فتكون الزيادة من الطاعات ونشر العلم، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من الإصلاح فى الأرض بمفهوم المخالفة.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.
لما أخبر الله تعالى عن صفات المنافقين الباطنة، أردف ذلك بما يدل عليه من أقوالهم الظاهرة، حتى لا يشتبه أمره على المؤمنين، فقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} أى: بكفركم، والعمل بالمعصية، وموالاة الكفار، ولا تصدوا غيركم عن دين الله، لأنّ صلاح الأرض والسّماء بطّاعة الله تعالى، فكأنّ الفساد من جهة المنافق حاصل لأنه هو الذي غر المؤمنين بقوله الذي لا حقيقة له، ووالى الكافرين على المؤمنين، ولو أنّه استمرّ على حالته الأولى لكان شرّه أخفّ، ولو أخلص العمل للّه وتطابق قوله وعمله لأفلح وأنجح، فكان جوابهم {قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} وهذا الجواب متضمن ثلاثة أمور: الأول: أنهم يظنون أنهم مصلحون بين الكفار والمؤمنين، فلذا يولونهم، والثاني: أن موالاتهم للكفار من باب صلة الأرحام، فتكون بذلك صلاحا، والثالث: أن يريدوا أن هذا الذي يسمونه إفساداً هو عندنا إصلاح، وهذا استمرار منهم على النفاق. فبين تعالى فساد قولهم بقوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ} فجعل الفساد ثابتا محصورا فيهم، وأكد ذلك بعدة مؤكدات منها:
1- أداة التنبيه " ألا"
2- إنّ المؤكدة
3- ضمير الفصل "هم"
4- كون الجملة أسمية معرفة الطرقين.
أى: ألا إنهم هم الذين بلغوا الغاية فى الإفساد {وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} أنهم مفسدون –وهذا من الطبع على القلب عقوبة لهم فيزدادوا ضلال إلى ضلالهم-، أو: أنهم لا يشعرون أن الله يعلم كذبهم ويفضحهم.



2.
حرّر القول في:
معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.
الأقوال فى معنى استهزاء اللّه بالمنافقين:
القول الأول:أن أظهر لهم من أحكامه في الدنيا من عصمة دمائهم وأموالهم خلاف الّذي لهم عنده في الآخرة، يعني من العذاب والنّكال، كما أظهروا من الإسلام خلاف ما أسرّوا، حاصل ما ذكره الزجاج، وما ذكره ابن كثير من قول الطبرى عن ابن عباس.
القول الثانى: ما أعد الله لهم فى الآخرة، فيفعل بهم أفعالا هي في تأمل البشر هزو حسبما يروى أن النار تجمد كما تجمد الإهالة فيمشون عليها ويظنونها منجاة فتخسف بهم، وما يروى أن أبواب النار تفتح لهم فيذهبون إلى الخروج، وكما قال تعالى: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للّذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا فضرب بينهم بسورٍ له بابٌ باطنه فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب}، قول ابن عباس والحسن، والطبرى، وهو حاصل ما ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير.
القول الثالث: أخذه إياهم من حيث لا يعلمون، كما قال عزّ وجلّ: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}، وذلك أنهم بدوام نعم الله الدنيوية عليهم يظنون أنه راض عنهم وهو تعالى قد حتم عذابهم، فهذا على تأمل البشر كأنه استهزاء، حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.
القول الرابع: إخبارٌ من اللّه تعالى أنّه يجازيهم جزاء الاستهزاء، ويعاقبهم عقوبة الخداع فأخرج خبره عن جزائه إيّاهم وعقابه لهم مخرج خبره عن فعلهم الّذي عليه استحقّوا العقاب في اللّفظ، وإن اختلف المعنيان كما قال تعالى:{وجزاء سيّئةٍ سيّئةٌ مثلها} الشّورى: 40، فالثانية ليست سيئة في الحقيقة، ولكنها سميت سيئة لازدواج الكلام، وقوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه} البقرة: 194، فالأوّل ظلمٌ، والثّاني عدلٌ، فهما وإن اتّفق لفظاهما فقد اختلف معناهما، وهو الوجه المختار عند أهل اللغة، والعرب تستعمل ذلك كثيرا، ومنه قول الشاعر [عمرو بن كلثوم]: ألا لا يجهلن أحد علينا ....... فنجهل فوق جهل الجاهلينا، حاصل ما ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير.
القول الخامس: استهزاؤه بهم توبيخه إيّاهم، ولومه لهم على ما ركبوا من معاصيه، والكفر به، قول الطبرى عن جماعة، ذكره ابن كثير.
القول السادس:هذا وأمثاله على سبيل الجواب، كقول الرّجل لمن يخدعه إذا ظفر به: أنا الّذي خدعتك، ولم تكن منه خديعةٌ، ولكن قال ذلك إذ صار الأمر إليه، مثل قوله تعالى:{ومكروا ومكر اللّه واللّه خير الماكرين}آلأ عمران:54، و{اللّه يستهزئ بهم} على الجواب، والله لا يكون منه المكر ولا الهزء، والمعنى: أنّ المكر والهزء حاق بهم، قول الطبرى عن جماعة، ذكره ابن كثير.

ورجح الطبرى القول الأول وانتصر له، واختار أهل اللغة القول الرابع، ولا تعارض بين الأقوال إذ يجازيهم الله بالعقوبة العاجلة فى الدنيا أو يؤخرهم إلى أجل مسمى، أو يجمع عليهم العقوبتين، والله تعالى أعلى وأعلم.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 30 ربيع الأول 1440هـ/8-12-2018م, 11:23 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

1.تدبر الآيات التي ورد فيها ذكر المنافقين لمعرفة صفاتهم وحقيقة أمرهم، للحذر منهم ومن مشابهتهم.
وجه الدلالة: ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).

2. سؤال الله العافية ولزوم دعاء( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، فلا يأمن الحي على نفسه الفتنة، ولا يغتر بعلمه، فإن زلة العالم أشد من زلة الجاهل، ولا يزكي نفسه.
وجه الدلالة: ( قالوا إنما نحن مصلحون).

3.قبول النصيحة، فإن كانت من مخلص استقام حال المرء، وإن كانت من منافق تبين شره من استقامة المنصوح.
4.إن الخير في قبول النصح، كما ورد عن أحد الصحابة رضي الله عنهم- ولعله عمر بن الخطاب- أنه قال:" لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين."



المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.

يخبر الله عز وجل عن صفات المنافقين، تحذيرا منهم، ومن متابعتهم، وذكر ما يكون من حالهم عند النُصح لهم، فيقول عز وجل: ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض) إي إذا نُصح أهل النفاق بترك معصية الله، وتحقيق الإيمان الصادق به، وعدم الصد عن سبيله، والكف عن موالاة الكفار ، (قالوا إنما نحن مصلحون) وقولهم هذا إما إنكارا للإفساد الواقع منهم، وهم بذلك مستمرون على النفاق، باقون عليه، وإما أن يكون محاولة إظهار وجه الصلاح من فسادهم الذي يزعموه الآخرون، وذلك بإقرارهم بموالاة الكفار ممن تربطهم بهم القرابة، أو بمداخلتهم الكفار سعيا منهم للإصلاح بين المؤمنين والكافرين، ثم يحق الله ما هو حقا فيخبر عن حقيقتهم التي حاولوا مداراتها فقال تعالى : (ألا إنهم هم المفسدون)على الحقيقة مهما أنكروا الإفساد، أو ادعوا الإصلاح،( ولكن لا يشعرون) أن الله تعالى يفضحهم حين أنكروا ، أو لا يشعرون بكونهم مفسدون لزعمهم أن ما يفعلونه إصلاحا.

2. حرّر القول في:
معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.

ذكر المفسرون أوجه في معنى استهزاء الله بالمنافقين وهى:

1.إظهار الله لأحكامه في الدنيا بعصمة دمائهم، وأموالهم، خلاف ما لهم في الآخرة من عذاب وعقوبة.
وهذا من جنس عملهم فلما أظهروا الإسلام جعل الله لهم الحفظ في الدنيا، ولما أبطنوا الكفر فاستحقوا عقاب الله لهم على كفرهم في الآخرة.

وهذا القول ذكره الزجاج في تفسيره، وكذا ذكره ابن عطية وأشار إلى أن ابن عباس والحسن ذهبا إلى هذا المعنى.
-وقد ذهب ابن جرير يوجه هذا القول وينصره، فقال أن الصفات التي جاء فيها اللعب والعبث كالمكر والخداع والسخرية فهى ممتنعة منتفية عن الله عز وجل إجماعاً، وتجوز على وجه الانتقام والعدل من الكافرين، فهو أثبت تلك الصفات لله على الحقيقة ولكنها تكون مقيدة وليس على إطلاقها.
واستدل ابن جرير برواية عن ابن عباس في قول الله تعالى: (الله يستهزئ بهم)، قال: يسخر بهم للنقمة منهم.
--------------------------------
2. استدراجهم بالنعم ثم أخذهم من حيث لا يعلمون، فيفتح الله عليهم الدنيا، ويغدق عليهم النعم فيعتقدون أن ذلك إكراما، وإنما هو على الحقيقة استدراجا.
واستدل الزجاج على هذا القول، بقول الله تعالى: ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون).
وقد ذكره ابن عطية في تفسيره على أنه واحد من الأوجه المفسرة لمعنى( الله يستهزئ بهم).
--------------------------------
3. مجازاتهم بالعذاب ، وجاءت تسمية العذاب باسم الذنب؛ ليُعلم أن العقاب إنما جاء على هذا الذنب، وهو معلوم في طريقة العرب.
-قال الزجاج بأن هذا القول هو المختار عند أهل اللغة.
واستدل بقول الله تعالى: ( وجزاء سيئة سيئة مثلها)، فالسيئة الأولى هى الذنب، وفيه الظلم، والسيئة الثانية هى العقوبة وجاءت عدلا من الله عز وجل.
وقول الله تعالى: ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)فالأول ظلم، والثاني ليس بظلم.

-وقال ابن عطية أن هذا القول هو ما قال به جمهور العلماء.
واستدل على استعماله عند العرب بقول الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا ....... فنجهل فوق جهل الجاهلينا

-وذكره ابن جرير، فيما ذكره ابن كثير في تفسيره،
وقال ابن جرير بأن هذا التوجيه يصلح لما كان من نظائر هذه الآية.
--------------------------------
4.توبيخ الله إياهم ، ولومهم على ما فعلوه من معاصٍ، وكفرهم به.
ذكره ابن جرير في تفسيره، فيما ذكره ابن كثير في تفسيره.

وهذا القول يُمكن أن يحمل على القول الأول فإن الله عز وجل موبخ عباده الكافرين على إعراضهم عن الحق، ومعذبهم على ذلك يوم القيامة،
ومن الذل والإهانة الواقع لهم يوم القيامة التوبيخ والتقريع على أعظم ذنب، والله تعالى أعلم.
--------------------------------
5. ما يفعله الله بهم يوم القيامة، فيحسبون أنهم ناجون ثم يتبين لهم حقيقة مآلهم وأنهم إلى العذاب يُساقون.

-ذكره ابن جرير فيما ذكره ابن كثير في تفسيره.
واستدل ابن جرير بقول الله تعالى: ( يوم يقول المنافقون والمنافقات للّذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا فضرب بينهم بسورٍ له بابٌ باطنه فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب).
_وبقول الله تعالى: (ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ).

وهذا القول يمكن أن يُحمل على القول الأول ، فيكون الاستهزاء بهم في الآخرة بسوء العاقبة.
ويمكن أن يُحمل على القول الثاني وهو استدراجهم في الدنيا ، ثم ملاقاتهم العذاب في الآخرة.
والله تعالى أعلم.
--------------------------------
6.أن استهزاء الله بالمنافقين على سبيل الجواب، أي أنهم حين وقع منهم الاستهزاء استهزأ الله بهم جوابا على فعلهم، ولا يكون ذلك الفعل منه، بل كأن ما وقع منهم من مكر وهزء حاق بهم.
ذكره ابن جرير فيما ذكره ابن كثير في تفسيره.
وكأن هذا القول فيه نفي أن يقع الاستهزاء من الله عز وجل بالمنافقين، وهذا القول مردود عليه بما ذكره ابن جرير وبينه في توجيهه للقول الأول.
--------------------------------
الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 4 ربيع الثاني 1440هـ/12-12-2018م, 02:08 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم..

هويدا فؤاد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وزادك توفيقا.
ويرجى مراجعة التعليق على سؤال التحرير في تقويم الأستاذ "سعود" للفائدة.
- خصمت نصف درجة للتأخير.


إنشاد راجح أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ويرجى مراجعة التعليق السابق على سؤال التحرير.
- خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12 رجب 1440هـ/18-03-2019م, 04:08 PM
صالحة الفلاسي صالحة الفلاسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 242
افتراضي

عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائدسلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{
وَإِذَا قِيلَلَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
1. إذا كان الإفساد في الأرض بفعل المعاصي ، فساهم بإصلاح الأرض بفعل الطاعات وأكثر من الحسنات. وَإِذَا قِيلَلَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ.
2. إذا أردت فعلا أن تعرف هل أردت بعملك فعلا الإصلاح ، ففتش في نيتك وإراداتك فقد تظهر لك الخفيات. إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ.
3. تضرع إلى الله بأن يريك الله الحق حقا ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه ، فإن من أعظم البليات تقلب القلب وقلب الحقائق واعتقاد الباطل من الحقائق أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ.
المجموعةالثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول اللهتعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَايَشْعُرُونَ (12)}.
جاءت هذه الآيات في سياق وصف المنافقين الذين كانوا يتخفون بين المؤمنين ،فذكر حالهم و نفى الله إيمانهم الذي تلبسوا به ، وأظهر خداعهم لله ولرسوله وللمؤمنين الذي هو في أصله خداع لأنفسهم ، وما كان هذا منهم إلا لمرض أصاب قلوبهم فزادهم الله به مرضا ، ثم شرع في هذه الآيات بيان جرأتهم في قلب الحقائق:
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أي للمنافقين لَا تُفْسِدُوا والفساد هو الكفر والعمل بالمعصية ، فِي الْأَرْضِ أي لا تعصوا في الأرض بفعلكم المعاصيومن تضييعكم الفرائضوشككم في دين الله وكذبكم على المؤمنين وموالاتكم للكافرين ، حجدوا أنهم مفسدون لنفاقهمو قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أي أنهم على الهدى مصلحون ، يريدون الإصلاح بين الكفار والمؤمنين فلذلك هو يداخلون الكفار، و ما كان من موالاتهم للكفار فهم يريدون به وصل قرابتهم ، وهم في هذا جمعوا بين الفساد في الأرض ، وإظهارهم أنه فعلهم ليس إفساد بل إصلاح ، قلبا منهم للحقائق ، وفعلهم للباطل واعتقاده حقا ، وهذا يعظم معصيتهم ولا يرجى معه توبتهم.
فكذب الله سبحانه وتعالى قولهم وأنكر فعلهم بقوله َألَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ أي إن هذا الذي يزعمون أنه إصلاح هو عين الفساد وَلَكِنْ لَايَشْعُرُونَ بأنهم مفسدون أو أنهم لا يشعرون أن الله يفضحهم ومظهر أمرهم ولكن أكثرهم لا يعلمون والله المستعان على ما يبطنه المنافقون.

2. حرّر القولفي:
معنى استهزاء اللهتعالىبالمنافقين.
أورد العلماء عدة أقوال في معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين:
القول الأول: أن يظهر للمنافقين من أحكامه في الدنيا من عصمة دمائهم وأموالهم خلاف ما لهم في الآخرة وهو العذاب الشديد والنكال بهم. وأنه فاعل بهم ذلك يوم القيامة في قوله تعالى {يوم يقول المنافقون والمنافقات للّذين آمنوا انظرونانقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا فضرب بينهم بسورٍ له بابٌ باطنهفيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب } ذكره الزجاج وابن عطية ورجحه ابن جرير وابن كثير هذا لقول وعللوا لأنّ المكر والخداع والسّخرية على وجهاللّعب والعبث منتفٍ عن اللّه، عزّ وجلّ، بالإجماع، وأمّا على وجه الانتقاموالمقابلة بالعدل والمجازاة فلا يمتنع ذلك.واستدل له ابن كثير بقول ابن عباس بما روي عن ابن عباس في تفسيره ل{الله يستهزيء بهم} قال: يسخر بهم للنقمة منهم.
القول الثاني: أن استهزاء الله بهم يكون بأن يستدرجهم ثم يأخذهم من حيث لا يعلمون ، وذلك يأن يغدق عليهم النعم في الدنيا حتى يظنون أن الله راض عنهم وهو قد أقر عذابهم. واستدل له بقوله تعالى {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
القول الثالث: أن يجازيهم على هزئهم بالعذاب ، فسمى جزاء الذنب باسمه وسميت العقوبة باسم الذنب ، وهو إخبار من الله تعالى أنه يجازيهم جزاء الاستهزاء ويعاقبهم عقوبة الخداع ، واستدل له بقوله تعالى {يخادعون الله وهو خادعهم} وقوله:{وجزاء سيئة سيئة مثلها} ، وبقول الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا.فنجهل فوق جهلالجاهلينا
وهذا القول قال به جمهور العلماء وهو الوجه المختار عند أهل اللغة. ذكره الزجاج وابن عطية ابن كثير.

القول الرابع:إن الله يفعل بهم أفعالا هي عند البشر هزوا ، فيروى أن النار تجمد كما تجمد الإهاله فيمشون عليها ويظنونها منجاه ثم تخسف بهم ، وهو قول لابن عباس والحسن ، وذكره ابن عطية.
القول الخامس: أن استهزاؤه بهم هو توبيخه إياهم ، ولومه لهم على ما ركبوا من معاصيه بالكفر ،ذكر هذا القول ابن كثير.
القول السادس: أن هذا يكون على سبيل الجواب، كقول الرجل لمن يخدعه إذا ظفر به: أنا الذي خدعتك ، ولم تكن منه خديعة ولكن قال ذلك إذ صار الأمر إليه ، واستدل له بقوله تعالى:{ ومكروا ومكر اللّه واللّه خيرالماكرين} و قوله:{ اللّه يستهزئ بهم} على الجواب ، والله لا يكون منه المكر ولا الهزء ،والمعنى: أن المكر والهزء حاق بهم. ذكره ابن كثير.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 13 رجب 1440هـ/19-03-2019م, 04:37 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم



صالحة الفلاسي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- راجعي التعليق على سؤال التحرير في تقويم الأستاذ سعود.
- خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir