دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 محرم 1439هـ/5-10-2017م, 03:52 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية ، وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 محرم 1439هـ/7-10-2017م, 12:23 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب على المجموعة الأولى

الجواب الأول:
بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.

لما أحسن العبد الثناء على ربه و أظهر فاقته و أنه لا قوة له إلا بربه أُذن له بسؤال سيده و مليكه، فأرشده الله تعالى إلى أعظم و أكمل دعاء و أحبه إليه ألا و هو الهداية إلى الصراط المستقيم، و لمن التزم هذا الأدب في الدعاء حريٌّ أن يستجاب لصاحبه.
كما أن هذا الدعاء يحمل معنى الإرشاد و الدلالة أي أرشدنا و بيّن لنا طريق الحق، و يحمل أيضا معنى التوفيق و الإلهام أي وفقنا للعمل بما علمتنا فنمتثل ما أمرتنا به و نتجنب ما نهيتنا عنه.
و لكن هذا الدعاء يشمل أمرا آخر و معنا ثالثا لا غنى للعبد عنه، فكم من عالم عاملٍ بعلمه قد زاغ و انحرف عن الطريق، فالعبد بحاجة إلى أن يثبت على ما هو عليه فهذا هو المعنى الثالث الذي تضمنه هذا الدعاء: الثبات على الخير الذي هو عليه.
فهذا الدعاء هو باب الفوز و الفلاح في الدنيا و الآخرة فهو قائم على العلم النافع و العمل الصالح و الثبات على ذلك.

الجواب الثاني:
بيّن معنى الصراط لغة.

الصراط لغة هو الطريق الواضح الواسع السهل الذي لا اعوجاج فيه، من سلكه وصل للمطلوب المرغوب، كقول جرير بن عطيّة بن الخطفى:
أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم.
و الأصل في الكلمة السين أي: السراط، و معناه أنه يسترط المارة أي يسعهم جميعا كما ذكر أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة.
وقال ابن القيم رحمه الله: (الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول).

الجواب الثالث:
ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟

ماذا أنعم الله عليهم؟ الجواب غير مذكور و الحكمة من عدم ذكر متعلق الإنعام للتعميم فيشمل جل وجوه الإنعام التي تكتمل بها هداية العبد، و هذا أجمع للمعاني النافعة.
فأنعم الله عليهم بالهداية و بالرغبة فيها و التوفيق لها و الثبات عليها و الإعانة و صرف كل ما يعيق العبد و يثبطه عن طاعة ربه، و من النعم أيضا أن يقيه الفتن و التخبط فيها، و يصرف عنه كيد شياطين الإنس و الجن...و غيرها من النعم التي يُوصل بها إلى كمال الهداية و تمامها.

الجواب الرابع:
ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟

في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} فعُرف الصراط و عُيّن ب (ال) للعهد الذهني و خُصص بصفة الاستقامة {المستقيم}، فالطرق كثيرة جدا، ولكن صراط الله عز وجل واحد، فمن أراد النجاة فعليه بسلوكه.
و لكن قد يطرأ على القارئ او المستمع سؤال: ما هو هذا الصراط؟ فيأتي الجواب بلفظ الصراط مضافا لزيادة التأكيد على أنه صراط واحد فقال سبحانه: { صراط الذين أنعمت عليهم}، كما جيء به مضافا حتى يُستأنس به.
فإذا عرف الإنسان أن هذا الطريق ولو كان فيه ما فيه من المشقات قد سلكه سالكون قبله حتى قطعوه وبلغوا ما بلغوا فإن ذلك يخفف عليه و يؤنس وحشته، فنبه تبارك وتعالى على الرفيق في هذا الطريق وهو نعم الرفيق ، كأنه يقول : لا تستوحش يا عبدي من قلة السالكين ومن كثرة إعراض المعرضين عن هذا الصراط {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} ولكن هذا الطريق قد سار فيه أقوام هم خيار الناس، فيسير و يصبر على الوحشة وما يصيبه من الأذى، وبالتالي فإنه لا يكترث بالمخالفين والمعرضين و إن كثروا، كما قال بعض السلف: "عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين".

الجواب الخامس:
ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟

توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود، وتفسير الضالين بالنصارى، كما قال ابن أبي حاتم في تفسيره: (ولا أعلم بين المفسرين في هذا الحرف اختلافا) و السبب أن:
كلا من وصف اليهود بالمغضوب عليهم و النصارى بالضلال صار سمة تميزهم بين الخلائق، فالغضب على اليهود هو غضب خاص ناسب شناعة أفعالهم من قتل و خيانة، مع إعراضهم و عزوفهم عن الحق الذي يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، كما أنهم أمة عناد و كبر و حسد، على عكس النصارى فقد خُصوا بالضلال لأنهم أمة جهل و غلو و هوى، يتعبدون الله بغير علم و لا هدى، فاتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله تعالى فضلوا.

الجواب السادس:
بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

- الأسلوب الغالب على رسالة الشيخ هو الأسلوب العلمي ممزوجا بالأسلوب البياني، فهي رسالة موجهة في خطابه إلى طلبة العلم، بل يمكن استعمال هذه المنهجية مع العوام لأن الشيخ حرص في رسالته على استعمال أسلوب سهل مع انتقائه لألفاظ واضحة لا لبْس فيها، و ما وُجد فيه صعوبة سعى الشيخ إلى إيضاحه و تقريب معناه لأذهان المخاطبين.
- عدم اكتفائه بتفسير الألفاظ التي قد يصعب فهمها، بل يسعى لاستخراج الفوائد و الأحكام المرتبطة بالآية فهذا الأسلوب أقرب لتبليغ و إيصال مراد الله من كلامه، فيستفاد أنه على المفسر أن يسعى في تفسيره لذكر بعض الفوائد المستفادة و الأحكام المستنبطة عقب تفسير الآية.
- محاولته لذكر مناسبة الآية لما قبلها من الآيات لارتكاز أسلوبه على الأسلوب العلمي، فيستفاد أنه على المفسر أن يحرص على هذا الجانب فهو يعين على الفهم و كذلك على بيان جمال القرآن و تسلسل أفكاره و ترابطها.
- كثرة استدلاله و استشهاده على ما يقول من القرآن و السنة و أقوال السلف، فيستفاد أن المفسر لا غنى له عن تفسير كلام الله بكلام الله و بسنة رسوله صلى الله عليه و سلم بفهم سلف الأمة فهذا يزيد كلامه بيانا و قوة و قبولا.
- استدلاله في التفسير بأقوال أهل اللغة، فالقرآن نزل بلسان عربي مبين، فيستفاد أن المفسر لا غنى له عن كلام اللغويين في كتاب الله فهم من أهم المراجع في فهم كتاب الله تعالى.
- لوحظ في مطلع تفسيره لكل آية ذكره لمقاصد تلك الآية، و هذا فيه فائدة ملموسة و هو أن هذا الأسلوب من شأنه إعطاء لمحة قريبة عن مراد الله تعالى من تلك الآية و هذا من أهم الأمور التي يجب الاعتناء بها لتيسير فهم كتاب الله تعالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 محرم 1439هـ/7-10-2017م, 07:13 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
عُدي فعل الهداية بنفسه في الآية ليعم المعنى جميع مطالب العبد المتعلقة بالهداية, فيكون طلبه هو الهداية التامة التي منها:
- طلبه من ربه هداية الدلالة والإرشاد, ليميز بين الحق والباطل, وتكون له بصيرة صحيحة تُوقد من نصوص الوحي.
- وطلبه هداية التوفيق والإلهام, فيصبح مراده وهواه تبعا لمراد الله سبحانه وتعالى, فييسر الله أمره, ويعينه الله على العمل بما علم.
- وطلبه الثبات على الأمر, والعصمة من ضلال الشبهات أو الشهوات.
- وطلبه ثمرات الهداية, ففي الدنيا: ما يجد من السكينة والطمأنينة وانشراح الصدر, فيعلم أنه يسير على طريق الأنبياء والصالحين, وفي الآخرة: الهداية على الصراط, والهداية لمنزله في الجنة.
- كذلك طلبه من ربه الوصول إلى المراتب العالية في الهداية.

س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
وصف الصراط بأنه مستقيم هو وصف كاشف تأكيدا على استقامته، وهو كالتأكيد بنفي العوج عنه, مثل قوله تعالى:"الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما", وقوله:"محصنات غير مسافحات", فيزيد هذا التأكيد كون هذا الطريق صواب كله, لا اعوجاج فيه ولا ضلال.

س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
لما طلب لعبد من ربه الهداية, طلب طريقها, وهو طريق من منّ الله عليهم بالهداية التامة, فالإنعام في الآية هو الإنعام الخاص بهداية التوفيق والإلهام, والإعانة على العصمة من الفتن الحاصلة بأنواعها.
فيشمل الإنعام جميع ما يختص بالهداية التامة, فينعم الله على العبد لمعرفة أسبابها ليهتدي إلى طريقها, وينعم عليه ويوفقه لإرادة اتباعها والعمل بما تقتضيه, وينعم عليه ويعينه على الثبات, فيصرف عنه المعوقات وييسر له سبلها ليداوم على ما هو فيه من خير ونعمة, وينعم عليه بتذوق ثمرتها في الدنيا قبل الآخرة, فهو إنعام شامل محيط بجميع ما يحتاجه العبد لسلوك الصراط المستقيم الموصل إلى جنات النعيم.

س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
لا يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم, فالآية عامة, والعبرة بعموم اللفظ, كما إن وصفهم بالمغضوب عليهم والضالين له سبب, فمن فعل فعلهم وتشبه بهم, استحق الجزاء المترتب على الاتصاف بهذه الأوصاف.
لذلك نهانا النبي عليه الصلاة والسلام, عن التشبه بهم, وأخبر بأن "من تشبه بقوم فهو منهم", وأخبرنا بأن سيكون هناك من أمته من يتبع سننهم, فقال:"تتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا شبرا وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم»، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فمن».
لذلك من عرف الحق ولم يعمل به كان متشبها باليهود, ومن عبد الله بغير علم بل بالغلو والشرك كان متشبها بالنصارى.

س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟
اختلف أهل اللغة في معنى "لا" على أقوال:
الأول: إنها زائدة ، وهو قول معمر بن المثنى ، ورده الفراء وابن جرير.
الثاني: إنها بمعنى "غير" ، وجيئ بها للتنويع بين الحروف، وهذا معنى قول الفراء.
وشاهده قراءة عمر :"غير المغضوب عليهم . وغير الضالين" وهي مع صحتها إلا إن القراء أجمعوا على تركها لإجماع الصحابة على ترك القراءة بما خالف المصحف الإمام.
الثالث:لإزالة الوهم أن "الضالين عطف على الذين" قاله مكي بن أبي طالب في الهداية وقول الواحدي في البسيط.
حيث قال الواحدي: "لو لم تدخل (لا) لاحتمل أن يكون قوله: (والضالين) منسوقا على قوله: (صراط الذين أنعمت عليهم والضالين)، فلما احتمل ذلك أدخل فيه (لا) ليحسم هذا الوهم".
الرابع: إنها مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى "غير"، ذكره مكي وابن القيم.
الخامس: إنها تفيد المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كل نوع بمفرده،فأفادت بأن المراد صراطا غير هؤلاء وغير هؤلاء، ذكره ابن القيم.
السادس: لإزالة الالتباس بأن المغضوب عليهم والضالين وصفين لطائفة واحدة, فجاءت "لا" للتأكيد على أن المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة عليها، ذكره ابن القيم, وهو أحد الأوجه التي ذكرها في بديع الفوائد, وهو أحسن ما قيل في هذه المسألة.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
من الفوائد:
- شمول التفسير وتغطيته لأغلب المسائئل الواردة في السورة, وهذا مما يثري التفسير, ويجعله ذا فائدة عظيمة لطالب العلم.
- معرفة ما ورد من أقوال مختلفة في المسألة, ومعرفة من ذهب إليها من اهل العلم.
- معرفة الترجيح بين هذه الأقوال, مع سببه ودليله.
- تمييز الصحيح من الضعيف من الموضوع فيما ورد من أحاديث أو آثار تخص المسألة.
- التعرف على اللمسات البيانية التي استنبطها العلماء من السورة.
- معرفة بعض الأحكام التي جاء توضيحها, حتى يتسنى اتباعهاو ومعرفة ما جاء التحذير منه حتى يُبتعد عنه.
- الخروج بفوائد تزيد الإيمان بسبب زيادة العلم التفصيلي المتعلق بمسائل سورة الفاتحة, فزيادة العلم تقتضي زيادة العمل لكل من: القلب والجوارح.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 محرم 1439هـ/7-10-2017م, 10:22 PM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي إجابة المجلس الثالث من تفسير سورة الفاتحة

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم }.


إجابة السؤال الأول:
قد يتعدى فعل الهداية باللام مثل قوله تعالى : {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}،
وقديتعدى ب " إلى " مثل قوله تعالى: : {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} ،
وقد يأتي معدّى بنفسه كما في هذه الآية {اهدنا الصراط المستقيم} ،
وكل تعدية بحرف تُعطي معنى بحسب مقاصد الآية وما يحتمله السياق ؛ فالتعدية باللام لتحقيق ثمرة الهداية وبيان اختصاصها بالمهتدي ، ففي قوله تعالى : {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} أي يتحقّق لمن اتّبع هداه أقوم الأمور في كلّ شيء من شؤونه؛ وهذه الثمرة تتفاضل بتفاضل اتّباع الهدى؛ فمن كان أحسن اتّباعاً لهدى القرآن كان نصيبه من ثمرة الهداية أعظم.
وفي قوله تعالى : {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} التعدية باللام هنا تُضمِّن فعل الهداية معنى الدعوة أي تدعوهم إلى صراط مستقيم مع كونك على الهداية ، فمع اهتدائك تدعوهم إلى صراط مستقيم دعوة حقّ أنت مهتدٍ فيها ،
أما في الآية موضوع السؤال {اهدنا الصراط المستقيم} تعدى الفعل بنفسه لِيُفيد جميع المعاني السابقة من هداية الدلالة والإرشاد وهداية التوفيق ؛فهو معنى جامع لكل ما تقدّم من البيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة.
كما قال ابن القيم رحمه الله: " فالقائل إذا قال : {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف؛ فتأمَّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها)ا.هـ.

س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟


إجابة السؤال الثاني :
الفائدة من وصف الصراط بالمستقيم مع كونه في اللغة لايسمى صراط حتى يكون مستقيما فله فائدتان :
أولا: من الناحية البيانية :للتأكيد على استقامته، وهذا كما يؤكَّد وصف الاستقامة بانتفاء العوج؛ فتقول: طريق مستقيم غير معوجّ، فنفي العوج وصف مؤكّد للاستقامة ، كما في قوله تعالى في مطلع سورة الكهف: : { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا . قيّما}.
ثانيا: من جهة أخرى:يفيد بأنَّ هذا الصراط صوابٌ كلّه لا خطأ فيه ولا ضلال، وأنَّ من هُدي إليه فقد هدي للحقّ والدين القيّم، كما قال ابن جرير رحمه الله : "وإنّما وصفه اللّه بالاستقامة، لأنّه صوابٌ لا خطأ فيه".

س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}.


إجابة السؤال الثالث:
الإنعام في القرآن على نوعان :
1. إنعام عام : للمؤمنين والكافرين وهو إنعام فتنة وابتلاء كما في قوله: ﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
2. إنعام خاص : وهو إنعام اجتباء ومِنّة وهداية لما يُحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال.
والإنعام في هذه الآية هو من النوع الثاني الخاص الذي هو مِنَّة واجتباء ؛ بالهداية الخاصة والتوفيق والإعانة وصرف المعوّقات والوقاية من الفتن وكيد الشيطان وشرّ النفس. ، فالعبد يحتاج إلى إنعام يعرِّفه سبيل الهدى ثم إنعام لإرادة اتباع هذا السبيل ثم إنعام لإعانته على سلوك سبيله وصرف الموانع والقواطع عنه في طريقه ثم إنعام بالثبات والاستقامه فيه ثم إنعام بتوفيقه للمداومة على سلوك هذا الصراط المستقيم ؛ فكان قوله :{صراط الذين أنعمت عليهم}كافياً في وصف الصراط المستقيم الذي يريد الهداية إليه وفيه ؛ لأنه يشمل كلَّ ما ذُكِر وغيره من معاني الإنعام الخاص.

س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.


إجابة السؤال الرابع:
لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.
ولكن اجتمعت أقوال السلف على :
- أن سبب الغضب على اليهود أنَّهم لم يعملوا بما علِموا؛ فهم يعرفون الحقّ كما يعرفون أبناءهم، لكنَّهم استكبروا وعاندوا وشاقوا الله ورسوله فاستحقوا غضب الله وعذابه ، وأيضا كل من فعل فِعلهم فعرف الحق ولم يعمل به استحق نفس الوصف والجزاء من سخط الله وغضبه.
- وأنَّ النصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل، متبّعين في عباداتهم أهواءهم، قائلين على ربّهم ما ليس لهم به علم؛ فكانوا ضُلّالاً لأنَّهم عبدوا الله بغير ما شرع وبالابتداع في دينهم واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله فيُحرمون لهم ما أحل الله ويُحِلون لهم ما حرم الله فِتِلك عبادتهم؛ فمن اتبع سبيلهم وفعل فِعلهم من عبادة الله بأهوائهم بغير ما شرع وأمر بل بِما ليس لهم به علم فقد استحق وصفهم وجزاءهم من الضلال البعيد والخسران المبين.

س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟


إجابة السؤال الخامس:
معنى " لا " في قوله تعالى : { ولا الضالين } فيه أقوال :
1) القول الأول : أنها زائدة ، وهو قول معمر بن المثنى ، وردّه الفراء وابن جرير.
2) القول الثاني :أنها بمعنى "غير" ، والإتيان بها هنا للتنويع بين الحروف، وهذا معنى قول الفراء.
- والدليل على هذا القول قراءة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: {غير المغضوب عليهم . وغير الضالين} وهي قراءة صحيحة الإسناد عنه، لكن أجمع القراء على تركها لمخالفتها للمصحف الإمام .
3) والقول الثالث: أنها جاءت لئلا يتوّهم أن "الضالين عطف على الذين" وهذا قول مكي بن أبي طالب في الهداية وقول الواحدي في البسيط.
قال الواحدي: (لو لم تدخل (لا) لاحتمل أن يكون قوله: (والضالين) منسوقا على قوله: (صراط الذين أنعمت عليهم والضالين)، فلما احتمل ذلك أدخل فيه (لا) ليحسم هذا الوهم)ا.هـ
4) والقول الرابع: هي مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى "غير"، وهذا القول ذكره مكي بن أبي طالب وابن القيّم.
5) القول الخامس: لإفادة المُغايرة بين الوصفين وبين الصراطين لئلا يُتوهم أن الوصفين لطائفة واحدة أو أن الصراط الآخر مشترك بين الطائفتين ؛ فدخلت "لا" للتصريح بأنّ المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء ، وهذا ملخص لوجهين مما ذكره ابن القيم في بدائع الفوائد.
- ورجح الشيخ عبد العزيز الداخل القول بأن " لا " جاءت للمغايرة بين الوصفين لئلا يُتوهم أن الوصفين لطائفة واحدة ، للتأكيد على أنه المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة عليها وقال عنه هو من أحسن ماقيل في المسألة.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.


- إجابة السؤال السادس:
- ما استفدته من أسلوب الشيخ الداخل في منهجية تفسير سورة الفاتحه:
- يغلب على أسلوبه أسلوب التقرير العلمي الذي يعتني بعرض المسائل بدقة وتحريرها من أقوال العلماء المختلفة والترجيح بينها ، و بيان علة الأقوال الضعيفة.
- اعتنى الشيخ بعرض جميع ما تشمله آيات السورة من مسائل بتسلسل منظم بدءا بذكر مقصد كل آية ثم المسائل اللغوية يليها مسائل القراءات التي لها علاقة بمعاني الآية ثم المسائل التفسيرية وقد يتخلل ذلك بعض المسائل الأخرى الاستطرادية التي لها علاقة مباشرة بتفسير الآية .
- يُركز الشيخ على المسائل التي لها علاقة مباشرة بفهم معاني الآيات ويستنبط منها الفوائد العلمية والسلوكية التي تخدم جانب التدبر والعمل بالآيات.
- تطرق الشيخ لبعض المسائل اللغوية التي تخدم معاني الآيات ومنها مسائل معاني الحروف وما تُفيده من معاني مختلفة حسب سياق كل آية.
- اهتم الشيخ بالاستدلال بالأدلة المختلفة من القرءان والسنة التي تُوضح معاني الآيات تطبيقا لطرق تفسير القرآن بالقرآن وبالسنه وبِفَهم الصحابة والتابعين.
- يعتني الشيخ بإيراد جميع الأقوال ثم الترجيح بينها بمعايير الترجيح الصحيحة.
- مما يُلاحظ عناية الشيخ حفظه الله بالتنبيه على الأدلة الصحيحة والضعيفة في فضائل يعض الآيات.
- وأخيرا التبرؤ من الحول والقوة إلى حول الله وقوته وتفويض العِلم بمعاني الآيات في النهاية إلى علم الله تعالى بقوله " الله أعلم بمراده" والاعتراف بالتقصير والعجز مُلاحظ في أسلوب الشيخ حفظه الله في نهاية كل درس هذا مع ما منّ الله تعالى به على الشيخ من العلم النافع الغزير ، نسأل الله له البركة والزيادة فيه وأن يتقبل منه صالح عمله وأن يُعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما ينفعنا.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 محرم 1439هـ/7-10-2017م, 11:24 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

المجموعة الثالثة

س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
الحكمة من عدة أوجه منها :
1/أن القلب يتقلب وحاجة المسلم للهداية والثبات متجددة .
قال الزجاج: (ومعنى {اهدنا} وهم مهتدون: ثبّتنا على الهدى، كما تقول للرجل القائم: قم لي حتى أعود إليك. تعني: اثبُتْ لي على ما أنت عليه)
2/أن الهداية ة قائمة على العلم والعمل ،والمؤمن محتاج للعلم والبصيرة في أمور دينة ،والإعانة على الطاعة .
3/أن الهداية الإجمالية لاتغني عن الهداية التفصيلية .
4/أن المؤمن يتعرض كثير للفتن فهو محتاج للهداية فإن لم يهده الله ضل .
5/أن لكل عبد حاجات خاصة للهداية ،بما يناسب حاله ،وإن لم يهده الله لم يهتد .


س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
أختلفت أقوالهم على خمسة :
1/ دين الإسلام ،وهو قول جابر بن عبد الله، و الضحاك عن ابن عباس، و محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
وهذا القول هو أشهر الأقوال وأصلها لشموليته على مراتب الدين
استدلّ بعض المفسّرين لهذا القول بحديث النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)).
2/كتاب الله وهو قول عبدالله بن مسعود
دليله /عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله).
3/هو ماكان عليه النبي صلى الله عليه وأصحابه وهو قول ابن مسعود .
دليله /روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة).
4/النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ،قاله ابن عباس وأبو العالية الرياحي .
وهذا القول له سبب وهو /بعد مقتل عثمان وظهور الفرق؛ فأرادا أن يبيّنا للناس أن الصراط المستقيم ما كانت الأمة مجتمعة عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ليحذرا بذلك مما أُحدثَ بعده؛ فإنَّ كلّ تلك الفرق كانت تقول بالانتساب إلى الإسلام.
5/الحق وهو قول مجاهدبن جبر

*الراجح منها كما قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)
ويجب التنبه عند نقل مثل هذه الأقوال المأثورة عن السلف بالإتيان بنصها كاملة من غير نقصان حتى لايحصل إلتباس.


س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
1/إنعام عام ،وهو إنعام فتنة وإبتلاء، وهو يشمل المؤمن والكافر ، وهذ الإنعام حجة على العباد ليخلصوا العبادة للمنعم .
قال تعالى : ﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
2/إنعام خاص ، وهو إنعام إجتباء ومنة ،ويكون بالهداية لما يحبه ويرضاه .
قال تعالى : ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾


س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
1/توحيد الرب جل وعلا ، والتصريح بذكر إنعامه ، وأنه لولا نعمته لم يهتد أحد على الصراط المستقيم .
2/أبلغ في التوسل والثناء على الله تعالى ، بأن يلحقه بمن أنعم عليهم من أهل الهداية .
3/هذه الصيغه أفضل في الدعاء والتقرب والتضرع .
4/من مقتضى شكر النعمة ذكر المنعم ونسبة النعمة إليه .


س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
المغضوب عليهم هم اليهود ،وسبب غضب الله عليهم أن لم يعملوا بما علموا ،وهم أهل شقاق وعناد وكبر وحسد وقسوة قلب فاستحقوا غضب الله .
الضالين هم النصارى الذين عبدوا الله على جهل متبعين أهواهم ،مبتدعين على دينهم ،فضلوا بذلك ضلالا بعيدا .


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1/شمولية المسائل التي تطرق لها ،ولم يكتفي على التفسير للمعاني فقط .
2/إهتمامه بذكر أقوال السلف وحسن الترتيب والصياغة للأقوال .
3/سهولة الألفاظ وعدم التعقيد .
4/ التطرق للهدايات والفوائد المستنبطة من الآيات .
5/استدلاله على الأقوال بمايتناسب معها من (القرآن ، السنة ،أقوال السلف )

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 محرم 1439هـ/8-10-2017م, 03:48 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الرابعة:
إجابة السؤال الأول: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
لا خلاف بين أهل العلم على أن المنفرد يدعو بهذا الدعاء كما أنزله الله بصيغة الجمع، واختلفوا في الحكمة من ذلك على ثلاثة أقوال:
القول الأول:لأنَّ كلَّ عضو من أعضاء العبد وكل حاسة ظاهرة وباطنة مفتقرة إلى هداية خاصة بها، فكأن كل عضو من أعضاء العبد يطلب الهداية ، وهذا القول ضعيف ، قال ابن القيم : "عرضته عل ابن تيمية فاستضعفه جدا" ً، لأن القائل { اهدني} يسأل الهداية لجملته ظاهرِه وباطنِه؛ فلا يحتاج أن يستشعر لكل عضو مسألة تخصه يفرد لها لفظة.

والقول الثاني: ليتضمّن دعاؤه الدعاء لإخوانه المسلمين بالهداية؛ فيكون له أجر بالدعاء لنفسه ولإخوانه، وليحظى بدعوة الملَك له بمثل ما دعا لإخوانه، وهذا القول ذكر معناه ابن كثير في تفسيره.
وهو قول صحيح في نفسه ولكنه لا يكفي وحده في الجواب .
والقول الثالث:الجمعُ هنا نظير الجمع في قوله تعالى: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}، ومطابق لهما، وهذا جواب ابن القيّم رحمه الله قال ما معناه :"والإتيان بضمير الجمع في الموضعين أحسن وأفخم فإن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب تعالى وإقرار بالفاقة إلى عبوديته واستعانته وهدايته؛ فأتى به بصيغة ضمير الجمع أي: نحن معاشر عبيدك مقرون لك بالعبودية، فيكون هذا أحسن وأعظم موقعاً عند الملك من أن يقول أنا عبدك ومملوكك، لأن ذلك يتضمن أن عبيدك كثيرٌ جداً، وأنا واحدٌ منهم وكلنا مشتركون في عبوديتك والاستعانة بك وطلب الهداية منك فقد تضمن ذلك من الثناء على الرب بسعة مجده وكثرة عبيده وكثرة سائليه الهداية ما لا يتضمنه لفظ الإفراد ".
إجابة السؤال الثاني: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
التعريف في الصراط للعهد الذهني ؛ فصراط الله واحد لا غير؛ معهود في الذهن، وهذا يفيد الحصر ،كما يفيد أيضاً معنى التشريف والتفضيل والكمال، كمن يقول للطبيب : أعطني الدواء الناجع ؛ فهو أبلغ من قوله أعطني دواءاً ناجعاً، لأنه يدل على أنه يطلب أفضل ما لديه، وهو الدواء الذي يكون أحقّ بالتعريف مما دونه من الأدوية.
إجابة السؤال الثالث :ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
قد تنوّعت عبارات السلف رحمهم الله تعالى في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم:
فمنهم من قال: هم الملائكة والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين الذين أنعم الله عليهم بطاعته وعبادته، ومنهم من قال هم "النبيون "، ومنهم من قال هم" المؤمنون" ، ومنهم من قال هم "المسلمون".
وهذه الأقوال كلها صحيحة ،من باب اختلاف التنوع ، و لا تعارض بينها، وهي من باب التفسير بالمثال لتوضيح المعنى للسائل والمستمع، فيقع الاختلاف في اللفظ بحسب سؤال السائل ومقتضى الخطاب والحاجة إلى البيان، فيذكر المفسّر بعض معنى الآية بما يفيد السائل والمستمع، وليس مراده أن الآية لا تحتمل إلا هذا المعنى .
وكلّ هؤلاء من طبقات الذين ذكرهم الله في سورة النساء من الذين أنعم الله عليهم.

إجابة السؤال الرابع: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
الهداية على مرتبتين:
المرتبة الأولى:هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها:العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية،ثمرتها:إرادة الحقّ والعمل به.
ولابد لكي تتحقّق للعبد الهداية أن يجمع بين الهدايتين؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل.
وتأتي لفظة "الهداية " في النصوص تارة بمعنى الدلالة والإرشاد كما في قوله تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى }وتأتي تارة مراداً بها هداية التوفيق كما في قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء}وتأتي أحياناً بما يحتملهما كما في قوله تعالى: {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}.

والمهتدون على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى:الذين تحقق لهم أصل الهداية، ومعهم أصل الإيمان ، وأصل الإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً، فأدّوا الفرائض وما صحّ به إسلامهم، واجتنبوا نواقض الإسلام، مع اقترافهم لبعض الكبائر وتفريطهم في بعض الواجبات؛ فأصحاب هذه الدرجة مسلمون، لكنَّهم ظالمون لأنفسهم بسبب ما ارتكبوا من المعاصي.
وهؤلا موعودون بدخول الجنة لصحة إسلامهم ، ولكنهم قد يستحقون العذاب لتفريطهم في بعض الواجبات واقترافهم لبعض المحرمات ، إلا أنّهم إن دخلوا النار لايخلدون فيها ، فبعد تطهيرهم يخرجون منها ، ويعفو الله عمن يشاء منهم.
والدرجة الثانية: المتقّون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات؛ فنجوا بذلك من العذاب، ولم يدخلوا النار وفازوا بالجنة وكريم الثواب.
والدرجة الثالثة:الذين معهم كمال الإيمان ، وهم المحسنون، وهم أكمل الناس هداية، وأحسنهم عملاً، يعبدون الله كأنهم يرونه ؛ فاجتهدوا في إحسان أداء الواجبات، والكفّ عن المحرّمات، وأحسنوا التقرّب إلى الله تعالى بالنوافل حتى أحبّهم.
وقد جمع الله هذه الأصناف الثلاثة في قوله تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ(32)جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)}.
فالظالمون لأنفسهممن الذين اصطفاهم الله هم أصحاب الكبائر من المسلمين؛ اصطفاهم الله على غيرهم من الكفار والمنافقين، وهم على ظلمهم لأنفسهم موعودون بدخول الجنّة لصحّة إسلامهم لكنّهم على خطر من العقوبة على بعض ذنوبهم.
والمقتصدون هم المتقون.
والسابقون بالخيراتهم المحسنون، نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم بمنّه وكرمه، وأن يهدينا لما هداهم إليه.


أثر معرفة ذلك:
1- عندما نقرأ { اهدنا الصراط المستقيم} في كل ركعة من الصلاة نستحضر ونجمع القلوب على هذه المعاني ، فلا تكون كلمة فقط باللسان ، بل يتوجه القلب إلى الله طالباً منه أن يحقق له الهداية بأنواعها ، وأن يجعله من أهل الإحسان أهل درجة السابقين بالخيرات.
2- يستحضر العبد أن هداية التوفيق بيد الله عز وجل وحده فيلجأ إليه ولا يتعلق قلبه إلا به في هدايته لما يحب ويرضى ، ويطلب منه أن يوفقه للعمل بما يعلم ، لأنه من الخذلان أن يتخلف العمل عن العلم.
3- أن يتقرب العبد إلى الله بحب أهل الإسلام الموحدون ،ولا يكون في صدره كراهية ولا بغض لأحد منهم ؛ فهولاء جميعا ممن اصطفاهم الله.

إجابة السؤال الخامس: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟
ذكر المفسرون أجوبة كثيرة على هذا السؤال الذي أثاره شيخ المفسرين ابن جرير الطبري منها:
1-أن الله تعالى وَسَم كلَّ طائفة بما تُعرفُ به، حتى صارت كلّ صفة كالعلامة التي تعرف بها تلك الطائفة، وهذا حاصل جواب ابن جرير.
2-من المعروف عن اليهود كثرة الاعتداء والتعنّت وقتل الأنبياء وغير ذلك مما أوجب لهم غضباً خاصّا، والنصارى ضلوا من أوّل كفرهم دون أن يقع منهم ما وقع من اليهود، وهذا حاصل جواب ابن عطية.
3- اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل، وهذا جواب ابن القيّم وتبعه تلميذه ابنُ كثير رحمهما الله.
4- وظهر للشيخ عبد العزيز الداخل وجه آخر، وهو التنبيه على سببي سلبِ نعمة الهداية:
-
فمن ترك العمل بالعلم استحقّ سلب نعمة الهداية؛ لمقابلته نعمة الله تعالى بما يُغضب الله كما فعلت اليهود. - ومن أعرض عن العلم الذي جاء من عند الله ضلَّ عن الصراط المستقيم، وابتدع في دين الله ما لم يأذن به الله؛ كما فعلت النصارى.
واستحضار هذا المعنى مما يقوّي في نفس المؤمن الحرص على اتّباع هدى الله واجتناب ما يعرّض العبد للحرمان من نعمة الهداية إلى الصراط المستقيم.

إجابة السؤال السادس: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1- الأسلوب الذي اتبعه الشيخ في رسالته هو الأسلوب العلمي ولكنه لا يخلو من اللفتات البيانية والوعظية ، وهذه المنهجية تناسب طلبة العلم كما أن العوام يمكنهم الاستفادة منها جيداً .
2- الأسلوب يعد من أجمل الأساليب فهو السهل الممتنع ، فهو واضح لا لبس فيه، والألفاظ قوية واضحة قريبة من الأذهان ، مع حسن الصياغة.
3- الاهتمام بمقاصد الآيات مما ييسر فهمها.
4- كثرة استخراج الفوائد والاستنباطات التي تخدم جانب العمل والتدبر.
5- ذكر الشيخ الأقوال وجمعها جمعا علمياً ، وتعقب الضعيف منها وذكر علته .
6- لم تخلو الرسالة من ذكر المناسبات بين الآيات وهي من الأمور المعينة على قوة الفهم وبيان جمال القرآن وترابطه وإعجازه.
7- كثرة الاستدلال بالقرآن والسنة وأقوال السلف مما يزيد الكلام وضوحاً وقوة.
8- الاهتمام بأقوال اللغويين لأن ذلك لا غنى عنه في فهم كتاب الله.
9- يتبرأ الشيخ من حوله وقوته ويفوض العلم لله ويقول دائما : "والله أعلم بمراده "وهذا والله أعلم من إخلاصه في عمله نسأل الله له دوام التوفيق.
------------

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 محرم 1439هـ/8-10-2017م, 09:58 PM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى
.


المجموعة الثانية:

س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
ليس العبادة في سؤالهم للهداية وحصول الإجابة لهم في رتبة واحدة، بل إنهم متفاوتون في ذلك من وجوه منها:
1- حضور القلب؛ إذ أن الله لا يستجيب لقبل غافل لاهٍ، وليس دعاء الغافل كالمستحضر لقرب ربه المدرك لما يدعو به.
2- الإحسان في الدعاء؛ والناس في ذلك الإحسان متفاوتون فمنهم من يدعو دعاء اضطرار وإلحاح وملء قلبه خضوع تام ورغبة ورهبة من الله، ومنهم من هو دون ذلك، وبحسبه يحصل النصيب من الهداية.
3- مقاصد الداعي من سؤال االله الهداية، والأكمل في ذلك هو سؤال الهداية التامة التي يبصر بها الحقّ، ويُجَنب بها سبيل الضلال وأن يسأل الله أن يهديه بما هدى به عباده المحسنين.

س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم.
المراد بالصراط المستقيم هو ما فسّره الله به في الآية التي تليها بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته.
وقد تنوعت عبارات السلف في التعريف بالصراط المستقيم من غير اختلاف في مدلول تلك العبارات، وقد أُثر عنهم في ذلك خمسة أقوال:
الأول: دين الإسلام، وهو أشهر الأقوال وأصلها وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
ودليله عند بعض المفسّرين ما ورد من حديث النوَّاس بن سمعان رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)).
الثاني: هو كتاب الله تعالى، قال به ابن مسعود رضي الله عنه.
الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهو رواية أخرى عن ابن مسعود.
الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، وقول آخر عن أبي العالية والحسن البصري.
وسبب هذا القول من ابن عباس وأبي العالية ما حصل بعد مقتل عثمان من الفتنة وظهور الفرق؛ فأرادا أن يبيّنا للناس أن الصراط المستقيم ما كانت الأمة مجتمعة عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ليحذرا بذلك مما أُحدثَ بعده.
الخامس: هو الحقّ، وهو قول مجاهد بن جبر عن ابن أبي حاتم. وهو بيان لوصف الصراط
وما سبق من الأقوال كله صحيح وإنما هو على سبيل التنوع في التعبير عن المدلول الواحد قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد).

س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
تظهر الحكمة من ذلك في أمور :
- التنبيه على علّة كونهم من المُنعم عليهم، وهي الهداية.
-: قطع التعلّق بالأشخاص ونفي التقليد المجرّد عن القلب؛ واستشعار العلم بأنّ اتّباع من أمرنا باتّباعهم إنما هو امتثال لأمر الله.
-: التعميم لجميع طبقات المنعَم عليهم؛ وذلك بذكرهم بالوصف الجامع فهو أوجز وأبلغ وأعمّ فائدة. وتعميم الهداية التي حصلت لهؤلاء إلى جميع تفاصيل الطريق المستقيم.

س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
مما ورد عن أهل العلم في الحكمة من تقديم المغضوب عليهم على الضالين ما يلي:
1- مراعاة فواصل الآيات، وهو جواب صحيح، غير أنه لا يستقلّ بنفسه. ذكره ابن عاشور
2- أن اليهود متقدمون في الزمان على النصارى. ذكره ابن القيم
3- أن تقديم اليهود لقربهم فقد كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، بخلاف النصارى، ذكره ابن القيم أيضًا، ويشكل عليه أنَّ سورة الفاتحة مكية إلا إذا كان المراد أنَّ منازل اليهود في يثرب أقرب من منازل النصارى في نجران والشام؛ وفيه بعد.
4- أنه بدأ باليهود لكونهم أغلظ كفرًا من النصارى. ذكره الإمام ابن القيّم رحمه الله، وذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله،.
5- لإفادة الترتيب في التعوّذ، وذلك بنفي الأضعف بعد نفي الأقوى مع رعاية الفواصل، وهو حاصل جواب ابن عاشور.
6-لأن الغضب يقابل الإنعام، فتقديم ذكر المغضوب عليهم أحسن مقابلة من تقديم ذكر الضالين، وهو خلاصة جواب أبي حيان وذكر ابن القيّم أنّه أحسن الوجوه.
7- لأنَّ أوّل ذنب عصي الله به هو استكبار إبليس عن السجود لآدم وهومن جنس ذنوب المغضوب عليهم؛ حيث أنه عصيان عن علم ومعرفة، فناسب تقديم المغضوب عليهم. زاده د.فاضل السامرائي

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
من حكم ذلك ما يلي:
-إفادة عموم الغاضبين وكثرتهم. قال الشيخ حفظه الله:"والأظهر أنَّ ذلك لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم، وأنه غضب الملك الجبّار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات وفي الأرض، فيجد آثار ذلك الغضب في كلّ حال من أحواله".
كما أن التعبير بالاسم دون يشير إلى معنى ملازمة ذلك الوصف - الغضب- لهم وتمكنه منهم، وذلك على قاعدة أن الاسم يفيد الثبوت والاستمرار بخلاف الفعل فقد يفيد الوقوع ولو مرة واحدة فكان التعبير به أدل على المعنى.
- أنَّ ذلك جارٍ على الطريقة المعهودة في القرآن من أن إضافة أفعال الإحسان والرحمة والجود إلى الله تعالى، وحذف الفاعل في أفعال العدل والجزاء والعقوبة، وذلك على سبيل التأدب مع الله تعالى، ولئلا يُتوهم في حق الله تعالى ما نزه نفسه عنه وشواهده في القرءان كثير منها: قول الله تعالى (وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً) وقوله:(الذي خلقني فهو يهدين. والذي هو يطعمني ويسقين. وإذا مرضت فهو يشفين).
- أنّه ترك إسناد الفعل إليه سبحانه؛ ليكون أبلغ في التبكيت والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم؛ بخلاف فعل الإنعام قبله المسند إليه سبحانه وما يتضمنه من التشريف والتكريم والعناية بالمنعَم عليهم. ذكر الوجهين الأخيرين الإمام ابن القيم رحمه الله.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
- الاعتماد على ما صح من الأحاديث والآثار في تفسير الآيات، أو فضائل السور.
- العناية بأقوال المفسرين مع التفريق بين ما هو على سبيل التنوع وتحتمله الآية، وما هو على سبيل التضاد مما يحتاج إلى الترجيح أو الجمع.
- الرجوع عند تفسير الآية إلى نظائرها، لاستخلاص معنى الصحيح، فإن كتاب الله يفسر بعضه بعضا.
- الاهتمام والعناية بالمسائل اللغوية وعدم إغفالها وذلك لأثرها البالغ في الوصول للمعنى الصحيح، كمسألة معاني حروف الجر وحذف المتعلق وذكره، وغير ذلك.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 محرم 1439هـ/10-10-2017م, 12:58 AM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}

للعلماء فيها ثلاثة أقوال:
الأول: لأن كل عضو من أعضاء العبد بحاجة إلى هداية خاصة، تنزيلا لكل عضو بمنزلة السائل المسترشد، حكاه ابن القيم واستضعفه ابن تيمية جدا.
الثاني: ليتضمن دعاؤه الدعاء لنفسه ولإخوانه؛ فيكون له أجر الدعاء له ولهم، ويحظى بدعوة الملك له بالمثل، ذكره ابن كثير بمعناه.
الثالث: الجمع هنا أحسن وأفخم؛ فإن المقام مقام تضرع وافتقار إلى الرب جل وعلا، وإقرار بالفاقة والاحتياج إلى عبوديته وإعانته وهدايته سبحانه وتعالى، ذكره ابن القيم وأبدع فيه وأجاد.

س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
التعريف للعهد الذهني، المفيد لمعنى الحصر، فهو صراط واحد لا غير.
وهو مع ذلك يفيد التشريف والتفضيل والكمال.

س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
المنعم عليهم هم المذكورون في قوله تعالى: {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}
وقد اختلفت عبارات المفسرين في ذلك، مع رجوعها لما ورد في الآية، ولا تعارض بين أقوالهم، بل هي من باب التفسير بالمثال لإيضاح المعنى للسائل والمستمع، فيقع الاختلاف في اللفظ والبيان بحسب ذلك.

س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
الهداية على مرتبتين:
الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به.
ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل.
وثمرة ذلك: أن من لم يعرف الحقّ لا يهتدي إليه، ومن عرفه لكن لم تكن في قلبه إرادة صحيحة له فهو غير مهتدٍ.

والمهتدون على ثلاث درجات:
الأولى: الذين تحقق لهم أصل الهداية، فهم مسلمون، ولهم نصيب من الهداية بحسب ما معهم من الإيمان، لكنَّهم ظالمون لأنفسهم بما ارتكبوا من المعاصي.
الثانية: المتقّون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات؛ فنجوا من العذاب، وفازوا بكريم الثواب.
الثالثة: المحسنون، وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنّهم يرونه، فاجتهدوا في إحسان أداء الواجبات، والكفّ عن المحرّمات، وأحسنوا التقرّب إلى الله تعالى بالنوافل حتى أحبّهم الله.
وأصحاب كلّ درجة يتفاضلون فيها تفاضلاً كبيراً.
وقد جمع الله هذه الأصناف الثلاثة في قوله تعالى: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)}.

وأثر معرفة ذلك على استحضاره عند سؤال الهداية يتمثل في الآتي:
أنّ لكل داعٍ بالهداية مقصدٌ من دعائه؛ والله تعالى يعطي كلَّ سائل ما أراده بسؤاله.
فأهل الإحسان مقصدهم جمع مراتب الهداية وبلوغ أعلى درجاتها؛ ويشهدون شدّة حاجتهم إلى أن يُبصرّهم الله بالحقّ في جميع شؤونهم.

ومَن دونهم كلٌّ بحسب مقصده وعزيمته وصدق إرادته، حتى يكون منهم من يذكر الدعاء وهو لا يدري ما يقول.
وقد رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل )).


س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟
ذكر العلماء في ذلك أقوال؛ تتلخص في الآتي:
1. أن الله تعالى وَسَم كلَّ طائفة بما تُعرفُ به، حتى صارت كلّ صفة كالعلامة التي تعرف بها تلك الطائفة، وهذا حاصل جواب ابن جرير.
2. أنَّ أفاعيل اليهود من الاعتداء والتعنّت وقتل الأنبياء وغيرها أوجبت لهم غضباً خاصّا، والنصارى ضلوا من أوّل كفرهم دون أن يقع منهم ما وقع من اليهود، وهذا حاصل جواب ابن عطية.
3. أن اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل، وهذا جواب ابن القيّم وتبعه ابنُ كثير رحمهما الله.

4. التنبيه على سببي سلبِ نعمة الهداية: وهما ترك العمل بالعلم، والإعراض عن العلم. ذكره الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله.


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
أولا: الطريقة المثلى في جمع مسائل الآية، وصياغة عناوين لها.
ثانيا: الطريقة المثلى في جمع أقوال العلماء في المسائل، وتلخيصها وحسن صياغتها.
ثالثا: التركيز على المسائل المتعلقة بالتفسير، والإفاضة في عرضها.
رابعا: التنبيه على المسائل الاستطرادية، وعرضها بإيجاز.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 محرم 1439هـ/10-10-2017م, 11:14 PM
رزان المحمدي رزان المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 255
افتراضي


المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب)ا.هـ.
ولا تتحقق الهداية إلا بالجمع بين هداية الدلالة والإرشاد وهداية التوفيق والإلهام ، وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل.
والهداية للحق منة من الله عز وجل ، وأنَّه يحول بين المرء وقلبه؛ فإن شاء أن يقيم قلبه أقامه، وإن شاء أن يزيغه أزاغه.
ولذلك كان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بتثبيت قلبه؛ كما في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول: (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))
فقلت: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟
قال: (( نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء)).
وقد روي نحو هذا الحديث عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
كلّ حذف في القرآن فله حكمة،والأظهر أنَّ الحذف للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية،وهذا نظير حذف متعلّق أفعل التفضيل في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ وذلك لإرادة العموم؛ أي أقوم في كل شيء يُحتاج إليه من أبواب الدين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
أنّ ذكره في كلّ موضع له حكمة ومناسبة وفائدة لا تتحقق في غيره.
ففي الموضع الأول كان الأهمّ للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة، وأنه طريق واحد كما دلّ عليه معنى التعريف والعهد الذهني.
وفي الموضع الثاني: أتى ذكر الصراط معرّفاً بالإضافة إلى الذين يُستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنَّه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
روي هذا القول عن ابن مسعود ولا يصحّ عنه، وإنما نُسب إليه لما رواه ابن جرير في تفسيره من طريق السدّي الكبير عن أبي مالكٍ وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله تعالى: «{غير المغضوب عليهم} هم اليهود، {ولا الضّالّين} هم النّصارى».
وهذا الإسناد ليس بمتحقق أنه لهذا الأثر، وإنما هو إسناد تفسير السدّي كلّه؛ فإنّه جمع صحيفة أبي مالك الغفاري عن ابن عباس في التفسير، وصحيفة أبي صالح مولى أمّ هانئ عن ابن عباس، وصحيفة مرة الهمداني عن ابن مسعود، وجمع معها نسخاً أخرى يرويها بأسانيده عن بعض الصحابة رضي الله عنهم، ولم يبيّن أسانيده إلى هؤلاء الصحابة، وقد يكون فيمن روى عنهم الضعيف والمتروك، ولم يميز روايات بعضهم من بعض، وإنما وأدخل هذه الصحف بعضها في بعض، وكمَّل بعضها ببعض، وساقها مساقاً واحداً من غير تمييز، ووضع لهذا الكتاب إسنادا واحداً في أوّله؛ فكان ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما يروون ما يذكره السدّي في تفسيره مفرّقاً بإسناد واحد مختصر: "عن السدي عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم"، ويكررون هذا الإسناد في كلّ ما يروونه من تفسير السدي.
ولذلك فلا يصحّ أن ينسب ما قاله في كتابه ذلك إلى ابن مسعود ولا إلى ابن عباس، وإنما ينسب إلى السدّي نسبة اختيار.
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
- ذكر جميع أقوال المفسرين ويبين عللها وترجيحاتها مع ذكر الأدلة والشواهد .
- دائما ما يستعين بالأسلوب الوعظي في تفسيره للآيات .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 محرم 1439هـ/12-10-2017م, 06:26 AM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

إجابة المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}؟

فعل الهداية في القرآن له أنواع فقد يأتي معدى ب(إلى)وقد يأتي معدى باللام وقد يأتي معدى بنفسه ولكل نوع دلالته ولكل حرف معنى يدل عليه،فجاء الفعل هنا معديا بنفسه ليشمل جميع معاني الحروف من الدلالة والارشاد والتوفيق وغيرها.

س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
وصفه بالاستقامه تأكيدا على استقامته وذلك مثل قول طريق مستقيم غير معوج،وكذلك يفيد بأن هذا الطريق صواب كله لا ضلال فيه.

س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}:
المراد به الإنعام الخاص بالهداية الخاصة ويشمل الهداية إلى الطريق الصحيح وتبصيره به ثم الإنعام عليه باتباع هذا الطريق وصرف الشواغل عنه ثم الإنعام عليه بتثبيته على الطريق ومداومته على الحق وصرف الشيطان وكيده عنه.

س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
لا لا يلزم ذلك بل كل من فعل فعلهم استحق مثل عقابهم فسبب الغضب على اليهود هو إعراضهم عن الحق مع علمهم به فيدخل في ذلك من يعرف الحق ولايؤمن به،أما النصارى فسبب ضلالهم هو جهلهم فيهم يعبدون الله لكن على جهل فكل من فعل فعلهم فعبد الله وهو جاهل بشرعه فهو ضال.

س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟
تعددت أقوال أهل اللغة في معناها على أقوال:
1_أنها زائدة قاله معمر ورده الفراء وابن جرير.
2_أنها بمعنى غير وأتي بها للتنويع قاله الفراء واستدلوا بقراءة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: {غير المغضوب عليهم . وغير الضالين} وهي قراءة صحيحة الإسناد عنه، لكن أجمع القراء على تركها .
3_أتي بها لئلا يتوّهم أن "الضالين عطف على الذين" قاله مكي
4_أنها مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى(غير) قاله مكي وابن القيم
5_لتفيد المغايرة بين الصراطين فالمعنى غير صراط المغضوب عليهم وغير صراط الضالين وهما صراطان مختلفان قاله ابن القيم.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1_ حسن استخلاص المسائل من التفاسير وانتقاء المهم منها.
2_ترتيب المسائل حسب سياق الآيات.
3_ذكر جميع الأقوال عند المسائل الخلافية ونسبتها لأصحابها ثم الرد عليها مع الترجيح.
4_تجنب الاستطراد وحشو الكلام مما يعين الطالب على التركيز على المادة العلمية النافعة.
5_تخريج الأحاديث الواردة في التفسير ومعرفة الصحيح من الضعيف منها.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23 محرم 1439هـ/13-10-2017م, 10:22 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

أحسنتم بارك الله في مثابرتكم وحرصكم، ونفعكم بهذه الدورة ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

المجموعة الأولى :

o عبّاز محمد .أ+
أحسنت نفعك الله بك.

o رزان محمد. ج+
أحسنتِ وفقكِ الله.
ج2: اختصرتِ في الإجابة ، نوصيكِ بمراجعة إجابة الطالب عبّاز محمد.
ج4: ولابن القيّم وابن عاشور أقوال يستحب الإشارة إليها.
ج5: الإجابة لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في وصفهم ونذكر الحديث.
تم خصم نصف درجة على التأخير.

المجموعة الثانية:
o حليمة محمد أحمد.أ
أحسنتِ نفع الله بكِ.
تمّ خصم نصف درجة على التأخير.


المجموعة الثالثة :
o مها الحربي.أ
أحسنتِ وفقكِ الله.
ج5: فاتكِ ذكر الأدلة على إجابتكِ.

المجموعة الرابعة :
o مها محمد.أ+
ممتازة جدا وفقكِ الله.
ج6: لم تخلو؛ والصّواب لم تخلُ ؛لأنّ الفعل المعتل الآخر يُحذف آخره في حالة الجزم.

o رقية إبراهيم عبد البديع.أ
أحسنتِ سددكِ الله.

تم خصم نصف درجة على التأخير .

المجموعة الخامسة :

o فداء حسين. أ+
أحسنتِ نفع الله بكِ.

o إيمان شريف أ+
أحسنتِ نفع الله بكِ.

o بيان الضعيان.أ

أحسنتِ نفع الله بكِ.

تم خصم نصف درجة على التأخير .

- تمّ بفضل الله -

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 25 محرم 1439هـ/15-10-2017م, 05:44 AM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
إن دخول المسلم في الإسلام هو أصل الهداية؛ لكنّه يحتاج إلى هدايات أخرى:
1-أن الهداية قائمة على العلم و العمل، فالمسلم يسأل الله الهدى ليهتدي لأنفع العلم و أحسن العمل.
2. أنّ الهداية الإجمالية أي الهداية لدخول الإسلام لا تغني عن الهداية التفصيلية التي هي في جميع أمور الدين.
3.أن القلب يتقلب كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"إن القلوب بين اصبعين و من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء"، فالهداية هنا بمعنى التثبيت على الصراط المستقيم.
4.أن الفتن التي تعرض للمؤمن كثيرة، فلو أنه سأل الهداية بصدق لأعاذه الله منها.
5. أن العبد محتاج لهدايات خاصة به تناسب حاله، فهو محتاج لهداية خاصة في أمر من أموره، و مثل ذلك طالب علم مثلا يعسر عليه فهم شيء ما في العلم، فيدعو الله بأن يهديه في تلك المسألة ، فهذه هداية خاصة.


س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
القول الأول: دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
- وروى الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: « {الصراط المستقيم} هو الإسلام، وهو أوسع ما بين السماء والأرض» رواه الحاكم وصححه.
- وقال عاصم الأحول: قال أبو العالية: «تعلَّموا الإسلام؛ فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا». رواه عبد الرزاق في مصنّفه وابن نصر المروزي في السنة، وابن وضاح في البدع، والآجرّي في الشريعة.

والقول الثاني: هو كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
- روى منصور بن المعتمر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله). إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهذا القول صحيح في نفسه باعتبار أنَّ من اتّبع القرآن فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم.

والقول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة).

والقول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
- عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما». رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه، ورواه محمد بن نصر المروزي في السنة مقطوعاً على أبي العالية.
وهذا القول له سبب، وإنما قاله ابن عباس وأبو العالية الرياحي بعد مقتل عثمان وظهور الفرق؛ فأرادا أن يبيّنا للناس أن الصراط المستقيم ما كانت الأمة مجتمعة عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ليحذرا بذلك مما أُحدثَ بعده؛ فإنَّ كلّ تلك الفرق كانت تقول بالانتساب إلى الإسلام.

القول الخامس: هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.
وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنَّه الحقّ، لأنّ كلَّ ما اتّبع سواه فهو باطل.

قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
فالإنعام فيه عديد من المعاني:
*إنعام يعرّفه بسبيل الهدى ويبصّره به.
*إنعام لإرادة اتّباع الهدى
*إنعام لإعانته على سلوك سبيله وصرف القواطع والمعوّقات عنه
*إنعام بتثبيته
*إنعام بتوفيقه للمداومة على سلوك هذا الصراط.

س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
فيجد آثار ذلك الغضب في كلّ حال من أحواله.
وهذا نظير بغض الله تعالى لمن يبغض من عباده، كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض).
وكما في صحيح ابن حبان من حديث عثمان بن واقد العمري، عن أبيه، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».
والمقصود أنَّ إبهام ذكر الغاضب هنا من فوائده عموم الغاضبين وكثرتهم.
والتعبير بالاسم دون الفعل لما في الاسم من الدلالة على تمكّن الوصف منهم، وأنَّه ملازم لهم، ففيه من المعنى ما لا يفيده قول: (غضبت عليهم) لأنه قد يدلّ على وقوع الغضب مرّة واحدة.
وذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى وجهين بديعين آخرين:
أحدهما: أنَّ ذلك جارٍ على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه؛ تأدّباً مع الله جلّ وعلا، ولئلا يقع في بعض النفوس ما لا يصحّ من المعاني التي يُنزّه الله عنها، كما في قول الله تعالى فيما حكاه عن الجنّ {وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً}
وقول إبراهيم الخليل: {الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين}.
فمن ذلك قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم} فأسند الضمير إليه جلَّ وعلا، وقوله: {المغضوب عليهم} حذف ذكر الفاعل، وقوله: {الضالين} أسند الفعل إلى من قام به، ولم يقل (الذين أضللتهم) لئلا يُفهم من ذلك نوع عذر لهم، مع أنّ ضلالهم بقضاء الله وقدره.
ومنها: أنّ ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم؛ بخلاف المنعم عليهم ففي إسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله {أنعمت عليهم} ما يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم.

س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
أكثر أهل السلف علة أن المغضوب عليهم هو اليهود و الضالين هم النصارى عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما في قوله تعالى: «{غير المغضوب عليهم} قال: «يعني اليهود الّذين غضب اللّه عليهم»،{ولا الضّالّين} قال: «وغير طريق النّصارى الّذين أضلّهم اللّه بفريتهم عليه».
والمقصود من تفسيرالسلف لهم بهذا الوصف يقتضي تعميمه، أي أن المغضوب عليهم هم اليهود و من سلك طريقهم في ترك العمل بالعلم، فهم أخذوا العلم و حفظوه و لكنهم لم يعملوا به، و أما المغضوب عليهم فهم النصارى و من نهج منهجهم في العمل بدون علم فعبدوا الله على أهوائهم فضلوا و أضلوا.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل
-الدقة في استخراج المسائل التفسيرية و احكام ترتيبها
-تعدد أقوال السلف في المسألة الواحدة
-الاعتناء بالتفسير اللغوي و ذكر أقوال علماء اللغة

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 1 صفر 1439هـ/21-10-2017م, 07:27 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب الجريدي مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
إن دخول المسلم في الإسلام هو أصل الهداية؛ لكنّه يحتاج إلى هدايات أخرى:
1-أن الهداية قائمة على العلم و العمل، فالمسلم يسأل الله الهدى ليهتدي لأنفع العلم و أحسن العمل.
2. أنّ الهداية الإجمالية أي الهداية لدخول الإسلام لا تغني عن الهداية التفصيلية التي هي في جميع أمور الدين.
3.أن القلب يتقلب كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"إن القلوب بين اصبعين و من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء"، فالهداية هنا بمعنى التثبيت على الصراط المستقيم.
4.أن الفتن التي تعرض للمؤمن كثيرة، فلو أنه سأل الهداية بصدق لأعاذه الله منها.
5. أن العبد محتاج لهدايات خاصة به تناسب حاله، فهو محتاج لهداية خاصة في أمر من أموره، و مثل ذلك طالب علم مثلا يعسر عليه فهم شيء ما في العلم، فيدعو الله بأن يهديه في تلك المسألة ، فهذه هداية خاصة.


س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
القول الأول: دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
- وروى الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: « {الصراط المستقيم} هو الإسلام، وهو أوسع ما بين السماء والأرض» رواه الحاكم وصححه.
- وقال عاصم الأحول: قال أبو العالية: «تعلَّموا الإسلام؛ فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا». رواه عبد الرزاق في مصنّفه وابن نصر المروزي في السنة، وابن وضاح في البدع، والآجرّي في الشريعة.

والقول الثاني: هو كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
- روى منصور بن المعتمر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله). إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهذا القول صحيح في نفسه باعتبار أنَّ من اتّبع القرآن فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم.

والقول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة).

والقول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
- عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما». رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه، ورواه محمد بن نصر المروزي في السنة مقطوعاً على أبي العالية.
وهذا القول له سبب، وإنما قاله ابن عباس وأبو العالية الرياحي بعد مقتل عثمان وظهور الفرق؛ فأرادا أن يبيّنا للناس أن الصراط المستقيم ما كانت الأمة مجتمعة عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ليحذرا بذلك مما أُحدثَ بعده؛ فإنَّ كلّ تلك الفرق كانت تقول بالانتساب إلى الإسلام.

القول الخامس: هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.
وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنَّه الحقّ، لأنّ كلَّ ما اتّبع سواه فهو باطل.

قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
فالإنعام فيه عديد من المعاني:يأتي على معنيين أساسيين : إنعام عام :وهو إنعام فتنة وابتلاء، وإنعام خاص: منّة واجتباء، ونستدل لكل منها .
*إنعام يعرّفه بسبيل الهدى ويبصّره به.
*إنعام لإرادة اتّباع الهدى
*إنعام لإعانته على سلوك سبيله وصرف القواطع والمعوّقات عنه
*إنعام بتثبيته
*إنعام بتوفيقه للمداومة على سلوك هذا الصراط.

س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
فيجد آثار ذلك الغضب في كلّ حال من أحواله.
وهذا نظير بغض الله تعالى لمن يبغض من عباده، كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض).
وكما في صحيح ابن حبان من حديث عثمان بن واقد العمري، عن أبيه، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».
والمقصود أنَّ إبهام ذكر الغاضب هنا من فوائده عموم الغاضبين وكثرتهم.
والتعبير بالاسم دون الفعل لما في الاسم من الدلالة على تمكّن الوصف منهم، وأنَّه ملازم لهم، ففيه من المعنى ما لا يفيده قول: (غضبت عليهم) لأنه قد يدلّ على وقوع الغضب مرّة واحدة.
وذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى وجهين بديعين آخرين:
أحدهما: أنَّ ذلك جارٍ على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه؛ تأدّباً مع الله جلّ وعلا، ولئلا يقع في بعض النفوس ما لا يصحّ من المعاني التي يُنزّه الله عنها، كما في قول الله تعالى فيما حكاه عن الجنّ {وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً}
وقول إبراهيم الخليل: {الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين}.
فمن ذلك قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم} فأسند الضمير إليه جلَّ وعلا، وقوله: {المغضوب عليهم} حذف ذكر الفاعل، وقوله: {الضالين} أسند الفعل إلى من قام به، ولم يقل (الذين أضللتهم) لئلا يُفهم من ذلك نوع عذر لهم، مع أنّ ضلالهم بقضاء الله وقدره.
ومنها: أنّ ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم؛ بخلاف المنعم عليهم ففي إسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله {أنعمت عليهم} ما يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم.
!!! لخّصي الإجابة بأسلوبكِ وفقكِ الله.
س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
أكثر أهل السلف علة؟؟ أن المغضوب عليهم هو اليهود و الضالين هم النصارى عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما في قوله تعالى: «{غير المغضوب عليهم} قال: «يعني اليهود الّذين غضب اللّه عليهم»،{ولا الضّالّين} قال: «وغير طريق النّصارى الّذين أضلّهم اللّه بفريتهم عليه».
والمقصود من تفسيرالسلف لهم بهذا الوصف يقتضي تعميمه، أي أن المغضوب عليهم هم اليهود و من سلك طريقهم في ترك العمل بالعلم، فهم أخذوا العلم و حفظوه و لكنهم لم يعملوا به، و أما المغضوب عليهم فهم النصارى و من نهج منهجهم في العمل بدون علم فعبدوا الله على أهوائهم فضلوا و أضلوا.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل
-الدقة في استخراج المسائل التفسيرية و احكام ترتيبها
-تعدد أقوال السلف في المسألة الواحدة
-الاعتناء بالتفسير اللغوي و ذكر أقوال علماء اللغة
بارك الله فيكِ وسددكِ.
الدرجة :ب
-تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 1 صفر 1439هـ/21-10-2017م, 11:35 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
الهداية غلى الإسلام هي أصل الهداية لكنه يحتاج إلى هدايات كثيرة ومتنوعة من وجوه
1- الهداية قائمة على العلم والعمل وهما يتفاضلان فيحتاج للبصيرة في الدين والإعانة على الطاعة وترك المعصية
2- الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلة
3- القلب يتقلب فالحاجة متجددة
4- الفتن تتعرض يوميا ومن لم يهده الله ضل والمقصر قد تصيبه فتنة يتضرر بها وبعقوبتها
5- لكل عبد حاجات خاصة للهداية بما يناسب حاله
__________

س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
تنوعت عبارات السلف في المراد بالصراط المستقيم على أقوال
الأول : دين الإسلام
واستدل له بحديث " ضرب الله مثلا صراطا مستقيما ..... فالصراط الإسلام " وأن الإسلام إذا اطلق شمل الدين كله
الثاني: كتاب الله
واستدلوا له بقول علي في القرآن " وهو حبل الله المتين وهو الصراط المستقيم "كما نقل عن ابن مسعود فيه أثرا
الثالث : النبي (صلى الله عليه وسلم ) وصاحباه
سببه : اختلاف الناس بعد عثمان وهو مروي عن أبي العالية الرياحي
الرابع : ما كان عليه النبي (صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه
وفيه أثر عن ابن مسعود " الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله "
الخامس : الحق مروي عن مجاهد
حقيقته : أنه وصف للصراط بأنه الحق
وكلها متلازمة وهي من قبيل التفسير بالمثال فمن لازم الحق فقد لازم الإسلام ومن لازم الإسلام لزم ما أمر به الرسول وصاحباه وهو ما جاء في القران فكلها متلازمة
___________
س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
1-إنعام عام
كما في قوله تعالى " كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا " أي عام للمؤمنين والكافرين
2-إنعام خاص كما في قوله تعالى " ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا "
وهو إنعام الهداية لما يحبه ويرضاه
_____________

س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
أسند الإنعام إلى الله تعالى
1- توحيد الرب جل وعلا والتصريح بإنعامه
2- أنه أبلغ في التوسل والثناء
3- أن هذا اللفظ أنسب للمناجاه والدعاء والتقرب لله
4- أن مقتضى الإنعام الشكر وأصله الذكر
بينما أبهم الغاضب
1- لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم
2- أبلغ في تكبيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات اليهم
وهما على طريقة القرآن في اسناد الخير وابهام الشر تأدبا مع الله تعالى ولئلا يقع في النفوس من المعاني ما لا يصح
__________

س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

المغضوب عليهم : اليهود
الضالين : النصارى
ولا يقتصر الوصف عليهم بل يتعدى لكل من فعل فعلهم يتلبس بوصفه
سبب ذلك : أن اليهود علموا الحق ولم يعملوا به
والنصارى ضلوا في عملهم وزاغت بصيرتهم واتخذوا أحبارهم ورهبانهم مشرعين لهم لم يهتدوا للعلم ولم يسلكوا سبله فزاغو وضلوا
قال سفيان ابن عيينه " من زاغ من علمائنا أشبه اليهود ومن زاغ من عبادنا أشبه النصارى "
__________________
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1- الرجوع في النقول لأصل القائل دون الاعتماد على النقل ممن نقل عنه باستثناء الكتب التي لا يعرف أصول المؤلف إلا منها
2- البحث في سبب الخلاف سواء فقهي أو لغوي أو غيرهما يدلنا على تأصيل للمسألة والترجيح بطريقة صحيحة وعلمية رصينة
3- مظان المسائل في كل تفسير أو المراجع التي تتصل به فتسلسل المرويات في المسانيد وتفسير ابن جرير والسيوطي وابن أبي حاتم ونحوهم أما مسائل المقاصدية فعند ابن القيم وابن عاشور وغيرهما كما تفاسير العربية وغير ذلك
4- العناية باستقصاء المسائل وما لها من مردود علمي وعملي على طالب علم التفسير في الانتفاع بالقرآن ونيل شرف هداياته
5- التدرب على التحرير العلمي لاختلاف المفسرين

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 3 صفر 1439هـ/23-10-2017م, 08:37 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة احمد صابر مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
الهداية إلى الإسلام هي أصل الهداية لكنه يحتاج إلى هدايات كثيرة ومتنوعة من وجوه
1- الهداية قائمة على العلم والعمل وهما يتفاضلان فيحتاج للبصيرة في الدين والإعانة على الطاعة وترك المعصية
2- الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلة
3- القلب يتقلب فالحاجة متجددة
4- الفتن تتعرض يوميا ومن لم يهده الله ضل والمقصر قد تصيبه فتنة يتضرر بها وبعقوبتها
5- لكل عبد حاجات خاصة للهداية بما يناسب حاله
__________

س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
تنوعت عبارات السلف في المراد بالصراط المستقيم على أقوال
الأول : دين الإسلام
واستدل له بحديث " ضرب الله مثلا صراطا مستقيما ..... فالصراط الإسلام " وأن الإسلام إذا اطلق شمل الدين كله
الثاني: كتاب الله
واستدلوا له بقول علي في القرآن " وهو حبل الله المتين وهو الصراط المستقيم "كما نقل عن ابن مسعود فيه أثرا
الثالث : النبي (صلى الله عليه وسلم ) وصاحباه
سببه : اختلاف الناس بعد عثمان وهو مروي عن أبي العالية الرياحي
الرابع : ما كان عليه النبي (صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه
وفيه أثر عن ابن مسعود " الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله "
الخامس : الحق مروي عن مجاهد
حقيقته : أنه وصف للصراط بأنه الحق
وكلها متلازمة وهي من قبيل التفسير بالمثال فمن لازم الحق فقد لازم الإسلام ومن لازم الإسلام لزم ما أمر به الرسول وصاحباه وهو ما جاء في القران فكلها متلازمة
___________
س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
1-إنعام عام
كما في قوله تعالى " كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا " أي عام للمؤمنين والكافرين
2-إنعام خاص كما في قوله تعالى " ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا "
وهو إنعام الهداية لما يحبه ويرضاه
_____________

س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
أسند الإنعام إلى الله تعالى
1- توحيد الرب جل وعلا والتصريح بإنعامه
2- أنه أبلغ في التوسل والثناء
3- أن هذا اللفظ أنسب للمناجاه والدعاء والتقرب لله
4- أن مقتضى الإنعام الشكر وأصله الذكر
بينما أبهم الغاضب
1- لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم
2- أبلغ في تكبيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات اليهم
وهما على طريقة القرآن في اسناد الخير وابهام الشر تأدبا مع الله تعالى ولئلا يقع في النفوس من المعاني ما لا يصح
__________

س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

المغضوب عليهم : اليهود
الضالين : النصارى
ولا يقتصر الوصف عليهم بل يتعدى لكل من فعل فعلهم يتلبس بوصفه
سبب ذلك : أن اليهود علموا الحق ولم يعملوا به
والنصارى ضلوا في عملهم وزاغت بصيرتهم واتخذوا أحبارهم ورهبانهم مشرعين لهم لم يهتدوا للعلم ولم يسلكوا سبله فزاغو وضلوا
قال سفيان ابن عيينه " من زاغ من علمائنا أشبه اليهود ومن زاغ من عبادنا أشبه النصارى "
__________________
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1- الرجوع في النقول لأصل القائل دون الاعتماد على النقل ممن نقل عنه باستثناء الكتب التي لا يعرف أصول المؤلف إلا منها
2- البحث في سبب الخلاف سواء فقهي أو لغوي أو غيرهما يدلنا على تأصيل للمسألة والترجيح بطريقة صحيحة وعلمية رصينة
3- مظان المسائل في كل تفسير أو المراجع التي تتصل به فتسلسل المرويات في المسانيد وتفسير ابن جرير والسيوطي وابن أبي حاتم ونحوهم أما مسائل المقاصدية فعند ابن القيم وابن عاشور وغيرهما كما تفاسير العربية وغير ذلك
4- العناية باستقصاء المسائل وما لها من مردود علمي وعملي على طالب علم التفسير في الانتفاع بالقرآن ونيل شرف هداياته
5- التدرب على التحرير العلمي لاختلاف المفسرين

أحسنتِ بارك الله فيكِ.
الدرجة: أ
تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir