دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 ربيع الأول 1438هـ/14-12-2016م, 01:43 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة تفسير سور الحاقة والمعارج ونوح

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
ب:
المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.

ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.

ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.

المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:

{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا
لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)}.

2: حرّر القول في كل من:

أ: القراءات في قوله: {وجاء فرعون ومن قبله} ومعناه على كل قراءة.
ب: المراد بالنفخة في قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة}، وسبب نعتها بالواحدة.
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالرسول في قوله تعالى: {فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية}.
ب: سبب دعاء نوح عليه السلام على قومه.
ج: الدليل على حرمة نكاح المتعة.

المجموعة الثالثة:

1. فسّر قوله تعالى:
{فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)}.

2: حرّر القول في كل من:

أ: المراد باليوم في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة}.
ب: المراد بالنار في قوله تعالى: {مما خطئياتهم أغرقوا فأدخلوا نارا}.
3: بيّن ما يلي:
أ: مراتب العلم.
ب:
المراد بالمعارج في قوله تعالى: {من الله ذي المعارج}.
ج: الدليل على أن السماوات مبنيّة حقيقة وليست غازات كما يدّعي البعض.

المجموعة الرابعة:

1. فسّر قوله تعالى:
{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12)}.

2: حرّر القول في كل من:
أ: متعلّق العتوّ في قوله: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية}.
ب: القراءات في قوله تعالى: {كأنهم إلى نصب يوفضون}، ومعنى الآية على كل قراءة.
3: بيّن ما يلي:
أ: معنى تعدية السؤال بالباء في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
ب: معنى {ريح صرصر}.
ج:
خطر الابتداع.

المجموعة الخامسة:

1. فسّر قوله تعالى:

{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)}.
2: حرّر القول في كل من:
أ:
المراد بالروح في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه}.
ب:
معنى قوله تعالى: {وإنه لحسرة على الكافرين}.
3: بيّن ما يلي:
أ:
معنى المداومة على الصلاة في قوله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}.
ب: مناسبة الجمع بين الإيمان بالله والحضّ على الإطعام في قوله تعالى: {إنه كان لا يؤمن بالله العظيم . ولا يحضّ على طعام المسكين}.
ج:
فضل الاستغفار.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ربيع الأول 1438هـ/16-12-2016م, 06:19 PM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

السؤال العام
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
1_التنويع في أساليب الدعوة مرة بالترهيب ومرة بالترغيب وذلك من قوله(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء.....أنهارا)استخدم نوح هنا أسلوب الترغيب ولما لم يجد نفعا استخدم أسلوب الترهيب فقال(مالكم لا ترجون لله وقارا).

2_الصبر في الدعوة وعدم استعجال النتيجة ويستفاد ذلك من صبر نوح عليهم ألف سنة إلا خمسين عاما ثم دعا عليهم ولم بعجل بالدعاء من بداية الدعوة.

3_معرفة طبيعة المخاطب وماهي الطريقة الأنجح في دعوته هل هي الإسرار أم الإعلان وذلك يؤخذ من قوله تعالى( ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا).

4_أن يكون الهدف من الدعوة هو الشفقة على المدعو والرغبة في دخوله الجنة وليس لهوى في النفس أو تشفيا وذلك لقوله(وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم)فهدفه مغفرة ذنوبهم.

5_تذكير المدعو بنعم الله عليه مما يشعره بالخجل من ذنبه مثلما قال نوح لهم(ألم تروا كيف خلق الله.....فجاجا).

6_أن يعلم الداعي أنه ليس بالضرورة أن تحصل الإستجابه فلا ييأس ولايكل ولايظن أنه نقص فيه بل هذا نوح أول الأنبياء لم تجد دعوته مع قومه نفعا.

المجموعة الخامسة:
1. فسّر قوله تعالى:
{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) }.

(كَلَّا إِنَّهَا لَظَى):
يبين الله عزوجل أنه لا مفر للكافرين الذين حق عليهم العذاب ولا مجال لتحقيق أمنيتهم بالعودة فمصيرهم جهنم شديدة الحر والتلهب.

(نَزَّاعَةً لِلشَّوَى):
من شدة حرها أنها تسلخ الجلد واللحم عن العظام ومنها جلد الوجه والرأس فلا يبقى منها شيء ثم تعود لهم مرة أخرى ليشتد عليهم العذاب.


(تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى* وَجَمَعَ فَأَوْعَى):
تنادي النار يوم القيامة أهلها _نعوذ بالله منها_وهم من أدبر عن الحق في الدنيا وأعرض عنه،وجمع المال ومنع حق الله فيه.

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالروح في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه}.

ذكر المفسرون أربعة أقوال في المراد بالروح وهي:
1/خلقٌ من خلق اللّه يشبهون النّاس وليسوا أناسًا،قاله صالح وذكره عنه ابن كثير.

2/جبريل عليه السلام، ويكون من باب عطف الخاصّ على العامّ،ذكره ابن كثير والأشقر.

3/ ملك عظيم غير جبريل،ذكره الأشقر.

4/ اسم جنسٍ لأرواح بني آدم، فإنّها إذا قبضت يصعد بها إلى السّماء، ذكره ابن كثير والسعدي.

دليلهم: الحديث: عن البراء مرفوعًا -الحديث بطوله في قبض الرّوح الطّيّبة-قال فيه: "فلا يزال يصعد بها من سماءٍ إلى سماءٍ حتّى ينتهي بها إلى السّماء السّابعة". رواه الإمام أحمد وأبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجه.


ب: معنى قوله تعالى: {وإنه لحسرة على الكافرين}.

1_إنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين يوم القيامة قاله قتادة وابن جرير ذكره ابن كثير.

2_ إنّ القرآن والإيمان به لحسرةٌ على الكافرين، ولهذا قال ها هنا: {وإنّه لحقّ اليقين} هذا حاصل ماذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
والمعنيان متقاربان فتكذيبهم بالقرآن وعدم الإيمان به هو سبب حسرتهم وندامتهم يوم القيامة.

3: بيّن ما يلي:
أ: معنى المداومة على الصلاة في قوله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}.

1_يحافظون على أوقاتها وواجباتها، قاله ابن مسعودٍ ومسروقٌ وإبراهيم النّخعيّ،ذكره عنهم ابن كثير وذكره السعدي والأشقر.

2_ السّكون والخشوع، كقوله: {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون} ومنه الماء الدّائم، أي: السّاكن الرّاكد. قاله عتبة بن عامرٍ ذكره عنه ابن كثير.

3_الّذين إذا عملوا عملًا داوموا عليه وأثبتوه، كما جاء في الصّحيح عن عائشة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "أحبّ الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ"،ذكره ابن كثير

ب: مناسبة الجمع بين الإيمان بالله والحضّ على الإطعام في قوله تعالى: {إنه كان لا يؤمن بالله العظيم . ولا يحضّ على طعام المسكين}.

لأن المؤمنين يتوجب عليهم حقين:
حق لله تعالى بأن يوحدوه ولا يشركوا به شيئا،وحق للعباد بعضهم على بعض من الإحسان والمعاونة ولهذا أمر الله عزوجل بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة.

ج: فضل الاستغفار.
فضائل الاستغفار كثيرة ومما ذكر منها في قصة نوح عليه السلام:
1_سبب لمغفرة الذنوب.
2_سبب لنزول الغيث.
3_جالب للرزق من المال.
4_سبب لكثرة الأولاد.
5_سبب لحصول الخيرات من إنبات الزرع وخصوبة الأرض وكثرة الأنهار.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 ربيع الأول 1438هـ/16-12-2016م, 11:44 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
1/لابد للداعي أن يكون واضح الدعوه (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) )
2/أن يبين للمدعو فوائد استجابته للدعوه وثمارها دنيويا واخرويا
(يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) )
3/تنويع دعوته (سرا وجهرا ، جماعة وانفراد ، يتحين أوقات راحته وصفاء ذهنه )
(قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) )
4/أن يبين للمدعوا عظمة الله وتفضله عليه بنعمه وتدبيره لأموره وأنه لاأحد يستحق العباده إلا من اتصف بصفات الكمال
(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا)
5/أن يكون الداعي على بصيره بما يدعوا إليه (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ )

المجموعة الثانية:

. فسّر قوله تعالى:
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)}.
(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ) يخبر الله عن حال الأشقياء يوم القيامه أنهم يعطون صحائفهم التي فيها أعمالهم بشمالهم تمييزا لهم وخزيا وعارا فيبشر بدخول النار فيقول من شدة الندم (ياليتني لم أوت كتابيه )
( وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ) ياليتني لم ابعث ولم أحاسب
(يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ) ياليتها كانت الموته التي لاحياة بعدها
( مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ ) يقول الشقي يوم القيامه لم يدفع عني مالي ولاجاهي بل خلص بي إلى سؤ العذاب
( هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) لم تنفع الجنود الكثيره ولا الأملاك بل ذهب ذلك كله هباء منثورا
( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ) يأمر الله الزبانيه أن تأخذ الشقي من المحشر بعنف ،وتضع الأغلال في عنقه ،ثم تورده إلى جهنم
( ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) أي ادخلوه في جهنم ويذوق حرها
( ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ) أي ادخلوا سلسله من سلاسل الجحيم في دبره وتخرج من فمه ويعلق فلايزال يعذب هذاء العذاب الفضيع

2: حرّر القول في كل من:
أ: القراءات في قوله: {وجاء فرعون ومن قبله} ومعناه على كل قراءة.
1/قرئ بكسر القاف، أي: ومن عنده في زمانه من أتباعه من كفّار القبط.
2/وقرأ آخرون بفتحها، أي: ومن قبله من الأمم المشبهين له.
ذكره ابن كثير في تفسيره

ب: المراد بالنفخة في قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة}، وسبب نعتها بالواحدة.
المراد بها /
1/نفخة القيام لربّ العالمين والبعث والنّشور ،روي عن الربيع هذاء القول ذكره ابن كثير والسعدي في تفسيره
2/النفخه الأولى ذكره الأشقر
العله من نعتها بواحده /لأنّ أمر اللّه لا يخالف ولا يمانع، ولا يحتاج إلى تكرارٍ وتأكيدٍ.

3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالرسول في قوله تعالى: {فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية}.
اسم جنس ،أي كل أمه كذبت برسولهم الذي أرسل إليه ،كما قال: {كلٌّ كذّب الرّسل فحقّ وعيد}

ب: سبب دعاء نوح عليه السلام على قومه.
سبب دعوته على قومه لتمردهم وكفرهم واستمرارهم على عصيانه ومكروا مكرا عظيما ،وبعد أن أوحي إليه أنهم لن يؤمنوا به أيس منهم ودعا عليهم

ج: الدليل على حرمة نكاح المتعة.
(فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) سورة المعارج
لكونها غير زوجه مقصودة ولاملك يمين

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 ربيع الأول 1438هـ/17-12-2016م, 10:33 AM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
ما استفته من فقه الدعوة في قصة نوح عدة أمور:
1- الصبر على الدعوة في سبيل الله و المداومة عليها دون كلل أو ملل و الصبر على أذى المخالفين و المسيئين، فقد صبر نوح ألف سنة إلا خمسين عاما ، ليلا و نهارا، سرا و علانية و المشركون يصدون و يعرضون عنه ويستهزؤون به، "إني دعوت قومي ليلا و نهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا .....إسرارا "
2-المحرك لهذا الصبر هو تقوى الله عز و جل و ابتغاء مرضاته، وحب الخير للناس والخوف عليهم من عذاب الله، فالنبي هو أعلم الناس بالله و أسمائه و صفاته.
3-الدعوة لتوحيد الله و عبادته و نبذ الشرك صغيره و كبيره من أولويات الدعوة، و هذا يدخل ضمن فقه الأولويات، "أن اعبدوا الله و اتقوه".
ثم التدرج في الدعوة بذكر وجوب الاستغفار من الذنوب و أجر المستغفرين ثم ذكر آلاء الله و نعمة و الأدلة و البراهين على قدرته و عظمته من خلال بديع خلقه.
4-الدعوة يجب أن تكون واضحة مبينة ببراهين و قرائن صحيحة، و يراوح فيها الداعية بين الترهيب من عقاب الله و شر عذابه و الترغيب في رحمة الله و مغفرته و جناته، "إني لكم نذير مبين".



المجموعة الرابعة:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) {و جاء فرعون و من قبله من الأمم الكافرة -و المؤتفكات -و هم قوم لوط، بالخاطئة و هي الكفر و التكذيب بالرسل }. فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) {أي أن كلا من هؤلاء القوم كذبوا الرسول الذي أرسل إليهم و عصوا أمره في توحيد الله و عبادته، فأهلكهم الله و أخذهم أخذة شديدة أليمة}. إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11){و هذا الطوفان حدث في زمن نوح عليه السلام، أي لما علا الماء و جاوز حده أنقذ الله رسوله نوح عليه السلام و من آمن من قومه على الجارية و هي السفينة و أهلك جميع الكفار، و هذا مما يمتن الله به على الناس لأنه أنقذ آباءهم الأولين من الغرق برحمته و فضله ، فجميع الناس من نسل نوح عليه السلام و المؤمنين الذين كانوا معه على السفينة}. و لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12){اي جعلنا لكم من جنسها ما تركبون به فوق الماء، أو تذكرة بمعنى أنها ستبقى موعظة و عبرة و ذكرى لنا نتذكر بها أول سفينة صنعت و كيف نجى الله المؤمنين و أتباع الرسل و أهلك جميع الكافرين، و تعيها أذن واعية بمعنى تسمع سمعا صحيحا و تحفظ ما تسمع فيعيه القلب و يعقله فينتفع بهذا السماع صاحبه.
2: حرّر القول في كل من:
أ: متعلّق العتوّ في قوله: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية}.
متعلق العتو على قولين:
*عتت على قوم عاد حتى نقبت أفئدتهم، ذكره بن كثيرة السعدي.
* عتت على خزانها، ذكره السعدي و قال: هذا قول كثير من المفسرين.
ب: القراءات في قوله تعالى: {كأنهم إلى نصب يوفضون}، ومعنى الآية على كل قراءة.
قرئت بقراءتين:
*قرئت بفتح النون و إسكان الصاد بمعنى الشيء المنصوب كالعلم و الراية.
*قرئت بضم النون و الصاد بمعنى الصنم .
ذكرها بن كثير.
3: بيّن ما يلي:
أ: معنى تعدية السؤال بالباء في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
فيها أقوال:
*كأن هناك كلمة مقدرة و المعنى: أي يستعجل سائل بعذاب واقع، ذكره بن كثير.
*"باء" بمعنى "عن" و المعنى سأل سائل عن عذاب واقع. قاله العوفي عن بن عباس، ذكره بن كثير.
*أي بمعنى دعا نوع بعذاب واقع، قالت بن أبي نجيح، ذكره بن كثير ووافقه السعدي و الأشقر.

ب: معنى {ريح صرصر}.
شديدة البرودة.

ج: خطر الابتداع.
الابتداع في الدين أمر عظيم و نلحظ هذا من خلال سورة نوح عليه السلام"و قالوا لا تذرن آلهتكم. .." فهؤلاء الآلهة قوم صالحون اتخذ لهم قومهم تماثيل و صورا لما ماتوا، و السبب في ذلك تحفيزهم على العبادة و تنشيط أنفسهم لها، فلما ماتوا و جاء أبناءهم من بعدهم زين لهم الشيطان ما كان يعمل آباؤهم فاتخذوهم أربابا من دون الله.
فنلاحظ من خلال هذه الآية كيف و أن البدعة و إن كانت في ظاهرها حسنة فهي تغيير في الدين و هي من أعظم الذنوب، لأن الله يحب أن يعبد كما يشرع هو و ليس حسب أهوائنا أو حسب ما نريد، فلو أن كل أحد غير شيئا و لو كان ضئيلا لتغير الدين و لم يبق منه شيء، و لذلك بالعبادة أصلها الإخلاص و الاتباع .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 ربيع الأول 1438هـ/17-12-2016م, 12:14 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على السؤال العام:
- على العبد أن يصبر في دعوته إلى الله تعالى و لا يتعجل ثمرة الدعوة، كما صبر نوح عليه السلام قرابة ألف سنة على دعوة قومه.
- وعليه أن يصبر على الحق الذي هو عليه كما يصبر أهل الباطل على الباطل الذي هم عليه، قال تعالى:{ وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً}.
- على الداعية إلى الله ألا ييأس من قلة المستجيبين لدعوته، بل عليه أن يستمر، فرُبَّ رجل يهتدي على يديه خير له من حمر النَّعم.
- على الداعية أن يجتهد في استعمال شتَّى الطرق الدعوية، كما تعددت طرق دعوة نوح عليه السلام: في السر، و الجهر، و في الليل، و النهار...إلخ،فلا يُعَلق دعوته في المساجد فقط، قال تعالى:{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي . . .} الآيات.
- على الداعية أن لا يُيئِّس الخلق من سعة رحمة و مغفرة الله تعالى، كقوله تعالى: { فَقُلْتُ استغفروا رَبَّكُمْ إنه كان غفارا }.
- و على الداعية ألا يعتمد على الرجاء فقط في دعوته، بل عليه أن يربطه بالتخويف من الله تعالى و عذابه مثل قوله تعالى:{ قَالَ ياقوم إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}.
- من أجَلّ الأساليب الناجعة في إيقاظ القلوب من غفلتها: التذكير بعظمة الخالق و بنعمه على خلقه، فليحرص الداعية أن يجعل لهذا الأسلوب حظا من دعوته، قال تعالى:{ أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ الله سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً....} و قوله:{ والله جَعَلَ لَكُمُ الأرض بِسَاطاً}.

الجواب على المجموعة الثالثة

1. فسّر قوله تعالى:
{فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36)} أي: ما بال هؤلاء الكافرين حواليك يا محمد صلى الله عليه و سلم مسرعين؟ و قد اختلف في المراد بهذا الإسراع، قيل: يسارعون في تكذيبك، و قيل: يسرعون إليك ثم يكذبونك، وبعضهم فسر ذلك بالإسراع بالنظر، ينظرون إليك ومظهرين التهكم والاستهزاء بك، وقيل: مسرعين نافرين منك هاربين كما قال تعالى: {فما لهم عن التّذكرة معرضين (49) كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ (50) فرّت من قسورةٍ}.
{ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37)} ( عِزِينَ ) جمع عزة وهى الجماعة، أي أن هؤلاء الكفار يجلسون في جماعات متفرقة عن يمين وشمال مع حال من الإعراض والاستهزاء.
{أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38)} أي: أيطمع كل واحد من هؤلاء الكافرين أن يدخل الجنة التي هي محل نعيمنا وكرامتنا بدون إيمان صادق، ولا عمل نافع؟ و قد ذُكر في سبب نزول الآية أن المشركين كانوا يقولون: لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلن معهم، فنزلت الآية.
{ كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)} أي: ليس الأمر كما يزعمون من أنهم سيدخلون الجنة قبل المؤمنين بل مأواهم جهنم. و هذه الآية جاءت تقريرا لوقوع البعث و العذاب اللاحق بهم في ذلك اليوم، فالذي خلقهم من نطفة قادر على إعادتهم و بعثهم بل هو أهون عليه كما قال تعالى: {فلينظر الإنسان ممّ خلق خلق من ماءٍ دافقٍ يخرج من بين الصّلب والتّرائب إنّه على رجعه لقادرٌ... }، أو يكون المعنى أنهم قد خُلقوا من ماء مهين، ومن كان كذلك فلا يليق به أن يتكبر، فقد أخرج أحمد و ابن ماجة، أن رسوا الله صلى الله عليه و سلم قرأ:{فَمَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ... كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ} ثم بزق صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على كفه، ووضع عليها أصبعه، وقال: يقول الله: (يا ابن آدم أنى تعجزنى وقد خلقتك من مثل هذه حتى اذا استويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد ، فجمعت ومنعت حتى اذا بلغت التراقى قلت : أتصدّق ، وأنى أوان الصدقة ).
{فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)} أي: أقسم برب مشارق الشمس و القمر و الكواكب ومغاربها، أو بمعنى أقسم برب مشارق الشمس ومغاربها باعتبار أن لها في كل يوم من أيام السنة مشرقا معينا ومغربا معينا، وجملة (إِنَّا لَقَادِرُونَ): جواب القسم، أي: إنا لقادرون على أن نستبدل هؤلاء الكفرة العصاة بقوم هم أفضل منهم وأطوع لله، و بعضهم حمل المعنى في يوم القيامة بمعنى أن الله تعالى قادر على إعادتهم بأبدان خير من هذه يوم القيامة، و إذا أردنا ذلك، لا يفوتنا شيء، ولا يعجزنا أمر.

2: حرّر القول في كل من:

أ: المراد باليوم في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة}.

ورد فيه أقوال:
الأول: يوم الحساب، ذكره ابن عباس و عكرمة و الضحاك و ابن زيد، ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر.
و ذكر ابن كثير أحاديث تؤيد هذا القول، منها:
- عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما من صاحبٍ كنزٍ لا يؤدّي حقّه إلّا جعل صفائح يحمى عليها في نار جهنّم، فتكوى بها بجهته وجنبه وظهره، حتّى يحكم اللّه بين عباده في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ ممّا تعدّون، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار". وذكر بقيّة الحديث في الغنم والإبل كما تقدّم، وفيه: "الخيل الثلاثة؛ لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجلٍ وزرٌ" إلى آخره. رواه مسلم و الإمام أحمد.
- و ما رواه الإمام أحمد، فعن أبي سعيد قال: قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده، إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ يصليها في الدنيا". و ذكر ابن كثير أن في السند ضعفا.
الثاني: يوم قبض الروح في الدنيا و عروجها إلى السماء ، ذكره السعدي.
و قد استدل السعدي على هذا القول لأن السياق قبل هذه الآية يدل عليه، فالمشركون استعجلوا العذاب في الدنيا، و كذلك قوله: {الروح} أي أرواح بني آدم، فإنها إذا قبضت يصعد بها إلى السماء.
الثالث: المراد باليوم: الدنيا أي عمرها منذ خلقها الله تعالى إلى قيام الساعة، ذكره مجاهد و عكرمة، ذكره ابن كثير.
الرابع: هو يوم الفصل بين الدنيا والآخرة، ذكره محمد بن كعب، ذكره ابن كثير و عقب قائلا أن هذا القول غريب جدا.

و الظاهر أن القولين الأولان هما ما تحتمله الآية كما ذكر ذلك السعدي و الله أعلم.

ب: المراد بالنار في قوله تعالى: {مما خطئياتهم أغرقوا فأدخلوا نارا}.

قيل: أنها نار توقد في قبورهم كما ذكر ذلك الأشقر.
و قيل: نار جهنم يصلونها، ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر.

3: بيّن ما يلي:

أ: مراتب العلم.

للعلم مراتب:
الأولى: إلقاء السمع وإصغاؤه.
الثانية: حسن الفهم.
الثالثة: الحفظ.
الرابعة: التعليم.
الخامسة: العمل به ومراعاة حدوده.
فالمراتب الثلاث الأولى قد جُمعت في قوله تعالى: {وتعيها أذنٌ واعيةٌ} أي: وتسمع و تفهم هذه النعمة و تحفظها أذنٌ واعية، كما قال ابن عبّاس في معنى الآية: حافظة سامعة وقال قتادة: {أذنٌ واعيةٌ} عقلت عن اللّه فانتفعت بما سمعت من كتاب اللّه.
أما المرتبة الرابعة فهي من قوله تعالى عن نوح عليه السلام: {يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} فهو يُعلمهم ما فيه نجاتهم.
و المرتبة الخامسة: فمن بين الآيات الدالة عليها قوله تعالى واصفا حال صاحب اليمين و هو يقول:{ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} فهو قد علم بقدومه على الله، فعمل لذلك اليوم.

ب: المراد بالمعارج في قوله تعالى: {من الله ذي المعارج}.

ورد فيه قولان هما:
الأول: ذو العلوّ و الدرجات و الفواضل و النعم، ذكره ابن عباس و قتادة، ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر.
الثاني: معارج الملائكة (السماء) يعني الدرجات التي تصعد فيها الملائكة في السماء، قاله مجاهد، ذكره ابن كثير و الأشقر.
و الآية قد تحتمل كلا المعنيين، فإن من أنواع الأدلة الدالة على علو الله عز وجل على خلقه: الإخبار بعروج الملائكة و صعودها إليه سبحانه، و الله أعلم.

ج: الدليل على أن السماوات مبنيّة حقيقة وليست غازات كما يدّعي البعض.

- قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} يعني: أن كل سماء فوق الأخرى، بُنيت بعضها فوق بعض.
- و قال أيضا: {وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} الانشقاق لا يكون إلا في الشيء الصلب القوي المحكم، أما ما كان من طبيعة غازية فلا يتشقق و لا يتصدع، و حتى ابن جريج فسر الآية بقوله تعالى: {وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا} و أين نجد الأبواب؟ حتما في الأبنية.
- و قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} الشيء المذاب يقال له: "المهل"، و الشيء الصلب المتماسك هو الذي يذاب.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ربيع الأول 1438هـ/17-12-2016م, 03:18 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.

- إذا كان الداعية من قومه, كان هذا أقرب لسماع قوله وقبول دعوته, لأنه يكون أعلم بهم وأقرب, كذلك يكون في نظرهم مظنة أن يكون مراعيا لهم, ومشفقا عليهم, قال تعالى:"إنا أرسلنا نوحا إلى قومه".
- أن يكون دافع الدعوة هو طاعة الله فيما أمر من نشر دينه وبيانه للناس, و ابتغاء وجه الله الكريم, والشفقة والنصح للمسلمين, فلا يكون همه الشماتة أو التشهير أو فضح عيوب الآخرين , وهذا من قوله: "أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم", وقال:"وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم".
- يجب على من يتولى أم الدعوة أن يكون لديه المقدرة على بيان الحق للناس بطريقة سلسة واضحة لا لبس فيها, حتى لا يتسبب في وقوع الناس في الحيرة والاضطراب من حيث لا يدري, قال تعالى:"قال يا قوم إني لكم نذير مبين", والشاهد"مبين".
- يجب على الداعية أن يكون عالما بما يدعو إليه, قال تعالى:"أن اعبدوا الله واتقوه" ولا سبيل لمعرفة العبادة مما يحبه الله ويرضاه إلا عن طريق العلم, فيتعلم هو ثم يدعو.
- يجب على الداعية أن يكون رفيقا رحيما في دعوته, فلا يؤذي بلسانه أحد, ومن باب أولى بيده, بل يخاطبهم بما يقربهم إليه, قال تعالى:"قال يا قوم", فذكرهم بأنه منهم وهم منه.
- استعمال الرغيب والترهيب في الدعوة, وكل بحسب المقام, لكن لا يغلب جانب على آخر, فيصبح الناس ما بين إفراط وتفريط, وهذا من قوله:"يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون".
- من سلك طريق الدعوة إلى الله, فعليه أن لا يبخل بوقته وجهده في سبيل ربه, فلا يتأتى هذا بالسكون والراحة, وهذا من قوله:"وقال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا".
- صبر الداعية على ما يلاقيه من أذى قولي أو فعلي من الناس, فلا يكون هذا مانعا له من المضي في دعوته, فكل صاحب دعوة حق لا بد له من التعرض للأذية, لأن الغالب على الناس كراهية من يذكرهم بما هم عليه من خطأ, قال تعالى:"وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا".
- تنويع أساليب الدعوة حتى يكون لكل وسيلة وقعا جديدا على النفس, فمن لا تصلح معه وسيلة, تصلح معه أخرى, وهذا من قوله:" ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا".
- تذكير الناس بربهم, وبما أنعم به عليهم, فمن طبيعة الإنسان الغفلة, والذكرى تنفع, والقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها, كذلك تنبيههم إلى التفكر والنظر في آيات الله الشرعية والكونية, حتى تحصل لهم المنفعة المرجوة من هذا, وهذا من قوله: "ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا"وما جاء مثلها من الآيات.
- تذكير الناس بالموت والحياة الآخرة, لتلين قلوبهم لذكر الله, وتزهد قلوبهم في الدنيا, وينقطع تعلقهم بها, وهذا من قوله:"ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا".
- الاستمرار في الدعوة وعدم اليأس أو انتظار الثمرة, وهذا يفهم من طول مدة دعوة نوح عليه السلام, مع شدة حرصه على دعوة قومه, وتنوع أساليب دعوته لهم, مع استمرارهم على كفرهم, وتنوع أساليبهم في أذيته.
- غضب الداعي يجب أن يكون في الله, فيغضب إذا انتهكت حرمات الله, ويغضب إن راى الشرك قد طغى وانتشر, ولا يغضب ممن يدعوه لأسباب شخصية, أو مصالح أو مطامع ذهبت من يده, وهذا من قوله تعالى:"وقالوا لا تذرن آلهتكم"إلى قوله"وقد اضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا", والشاهد أن غضب نوح كان لكفرهم بالله وليس لما حصل له من اذية.
- شكوى الداعية يجب أن تكون لله وحده, فهو القادر على معونته ونصره وهداية قومه, وهذا من قوله:"قال نوح رب إنهم عصوني".
- حسن دعاء الداعية لمن حوله من المؤمنين على اختلاف جنسياتهم, فهذا أدعى في تقوية أواصر الأخوة الإيمانية لأنها الأساس في العلاقة بين المسلمين, وجواز الدعاء على الظلمة إن استحكم شرهم, وتعدى أذاهم إلى الغير, وبعد استنفاد جميع الوسائل والجهد معهم, قال تعالى:" رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا".

المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:
{فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)}.
"فمال الذين كفروا قبلك مهطعين" بعد أن جاءت صفات المؤمنين المستقيمة المهذبة التي أورثهم إياها فهمهم وتدبرهم للقرآن المجيد, جاء ذكر الكفار لبيان واسع الفرق بينهم, فجاء السؤال الاستنكاري عن سبب تكذيبهم للنبي عليه الصلاة والسلام, وسرعتهم في تكذيب ما جاء به من الوحي, مع كونهم عاشوا معه, وعرفوه وعلموا حاله من الصدق, وشاهدوا ما جاء به المعجزات بأعينهم التي كانوا يديمون النظر بها إليه عليه الصلاة والسلام, وشاهدوا كل ذلك عيانا, وهم مع هذا:
"عن اليمين وعن الشمال عزين": متفرقين عنه, يمنة ويسرة, جماعات وشيعا, كل بما لديه فرح, فلم ينصروه, بل تعددت اقوالهم فيه, فهم مختلفون فيما يوردون من أسباب لتكذيبه, فمرة يقولون: ساحر, ومرة كاهن, ومرة مجنون, فهم مخالفون للكتاب، مختلفون في الكتاب، متّفقون على مخالفة الكتاب.
"أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم": ومع سوء حالهم, واختلافهم, وتفرقهم عن النبي عليه الصلاة والسلام, وتكذيبهم بما جاء به, فهم يطمحون ويمنون انفسهم بدخول جنة الخلد كما سيدخلها المؤمنون, فأنكر الله عليهم سفه عقولهم وبعد أحلامهم.
"كلا إنا خلقناهم مما يعلمون": ثم جاء التقرير بوقوع البعث والحساب الذي أنكره الكفار واستبعدوا حوثه, فقالوا مستهزئين:"أإذا كنا عظاما نخرة", فاستدل الله عليهم بالبداءة, فهو الذي خلق الإنسان و"لم يكن شيئا مذكورا", من " ماء مهين" يستقذره الإنسان, فإن اصاب ثيابه شيىء منه, سارع فغسله, فهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا, عاجز ناقص, فالذي خلقه من عدم لقادر على أن يعيده بعد موته, "وهو أهون عليه", سبحانه.
"فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون": ثم بعد أن استدل بالبداءة, جاء القسم بخالق ومالك ومدبر السموات والأرض, الذي جعل فيها جهات تشرق منها الكواكب لتبدو وتظهر, وجعل فيها جهات هي مغارب, تغرب منها الكواكب, وهذا في كل يوم, وهو من آيات الله الباهرة, فخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس, "أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها", فهذه المخلوقات العظيمة, مشاهدة للجميع, ويدرك مدى إتقانها وإحكام خلقها كل من ينظر إليها, فمن كانت قدرته مطلقة, لا يعجزه أن يبعث من يموت, لهذا قال:
"على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين": فهو قادر سبحانه على أن يعيدهم يوم القيامة, فيجعل لهم أبدانا خيرا من أبدانهم التي بليت, ويعيد فيها أرواحهم, ليقوموا ويحاسبوا على جميع ما عملوه في هذه الحياة الدنيا, ثم ليعذبوا, والله سبحانه وتعالى, قادر, لا يعجزه شيئ في الأرض ولا في السماء, "ومن أصدق من الله حديثا".

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد باليوم في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة}.

وردت أربعة اقوال متباينة في المراد ب"يوم" في الآية:
القول الأول: أن المراد يوم القيامة، وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام, حيث جاء في الحديث الذي رواه مسلم وأحمد وغيرهما:"ما من صاحب كنز لا يؤدي حقه إلّا جعل صفائح يحمى عليها في نار جهنم، فتكوى بها بجهته وجنبه وظهره، حتّى يحكم اللّه بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون..."إلى آخر الحديث الذي رواه عنه أبو هريرة, وقال بهذا القول ابن عباس, وعكرمة والضحاك وابن زيد, ذكره ابن كثير, وأورد للحديث أكثر من طريق, وقال:والغرض من إيراده هاهنا قوله:"حتّى يحكم اللّه بين عباده، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة", وذكر هذا القول السعدي والأشقر.
القول الثاني: إن المراد باليوم هو المسافة ما بين العرش إلى أسفل سافلين, وهو قول ثان لابن عباس ومجاهد, وذكر ابن كثير قول ابن عباس في تفسير الآية:"في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة", قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنة", رواه عنه مجاهد, رواه ابن أبي حاتم, ذكره ابن كثير, وقاله السعدي.
القول الثالث: هو مدة بقاء الدنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام الساعة، وهو قول ثان لمجاهد, وقاله عكرمة, واستدل ابن كثير بقول مجاهد في قوله تعالى:"في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة", قال: الدنيا عمرها خمسون ألف سنة, وذلك عمرها يوم سماها اللّه تعالى يوم، "تعرج الملائكة والروح إليه في يوم", قال: اليوم: الدنيا. رواه عنه ابن جريج, رواه ابن أبي حاتم, ذكره ابن كثير.
القول الرابع: أي اليوم الفاصل بين الدنيا والآخرة، قاله محمد بن كعب, ذكره ابن كثير وعلق عليه بقوله:وهو قول غريب جدا.

ب: المراد بالنار في قوله تعالى: {مما خطئياتهم أغرقوا فأدخلوا نارا}.
ورد في المراد ب"نارا" قولان متباينان:
الأول: أن المراد هنا عذاب القبر, فبعد أن غرقت أجسامهم, تقلت أرواحهم من تيار البحار إلى حرارة النار، ليذقوا العذاب فيها, وهذا خلاصة قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
الثاني: المراد نار الآخرة, ذكره الأشقر.

3: بيّن ما يلي:
أ: مراتب العلم.

مراتب العلم ثلاثة:
الأولى: علم اليقين, وهو ما كان طريقه السماع والخبر.
الثانية: عين اليقين, وهو ما كان طريق إدراكه ومعرفته البصر والمشاهدة, فهو أقوى يقينا من الأول, لأن الخبر ليس كالمعاينة.
الثالثة: حق اليقين: وهو العلم المدرك بالذوق والمباشرة, فهو ثابت صادق, لا يتزلزل, ولا يتطرق إليه أدنى شك.

ب: المراد بالمعارج في قوله تعالى: {من الله ذي المعارج}.
ورد في المراد ب"المعارج" قولان متباينان:
الأول: إنها صفة لله عز وجل, فهو ذو العلو والعظمة والفواضل والدرجات والنعم والتدبير لسائر الخلق, وهذا مجموع قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
الثاني: أي: ذي المصاعد التي تصعد بها الملائكة, قاله الأشقر.

ج: الدليل على أن السماوات مبنيّة حقيقة وليست غازات كما يدّعي البعض.
قوله تعالى:"ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا", أي طبقة فوق طبقة, وهذا يدل على أنها شيئ محسوس, وليست مجرد غازات كما يزعمون.
وقوله تعالى:" وانشقت السماء فهي يومئذ واهية", ولا يحصل الانشقاق إلا في الأشياء المبنية بناء حقيقيا, فالغازات لا يقال فيها"انشقت" بل تتطاير أو تتبخر, بل تشقق السماء فيه دلالة على عظم بنائها وشدته واحكامه.
وقوله تعالى:"يوم تكون السماء كالمهل", أي تذوب كما يذوب المعدن من الرصاص والنحاس والفضة, وهذا الأمر لا يحدث إلا لما كان له جرم, فالسماء بعد تشققها تذوب كالرصاص.

ملاحظة:
بعد أن نشرته اكتشف إن الأخ عباز قد اختار نفس المجموعة, لأن الإجابة تستغرق مني وقتا ليس بالقصير عادة, وكنت قد أجبت على المجموعة الثانية ثم اكتشفت أيضا أن هناك من سبقني إليها, فالتكرار حصل مني بدون قصد, وسأنشر اجابتي عن المجموعة الثانية كذلك.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 ربيع الأول 1438هـ/17-12-2016م, 03:33 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الثانية:
فسّر قوله تعالى:
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)}.

"وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه": بعد أن أخبر رب العزة عن حال المؤمنين وفوزهم العظيم, وسعادتهم بذلك, ذكر جال الكافرين الجاحدين نعم ربهم عليهم, لتكون تذكرة وعظة لعلهم يرجعون إلى ربهم توبة وإنابة قبل موتهم, فوصف هيئة استلامهم لكتاب أعمالهم التي أحصاها الله عليهم, فهم يستلمونها من وراء ظهورهم, بعد ليّ أيديهم, ليزدادوا ذلا, فيأخذوها بشمالهم وهم في أشد حالات الحسرة والندم بعد قراءة ما فيها من خزي وعار أضاعوا فيه أعمارهم, ثم لا يملكوا إلا أن يدعوا على أنفسهم متمنيين أن لم تكن هذه الساعة قد جاءت, ولا أنهم قد أخذوا هذا الكتاب واستلموه.
"ولم أدر ما حسابيه":ويتمنون لو أنهم ما عرفوا ولا دروا ما هو جزائهم, فهو جميعه عليهم لا شيئ لهم, , لذلك يتابعوا الدعاء بقولهم:
"يا ليتها كانت القاضية": فلما تيقنوا ما ينتظرهم من عذاب, تمنوا لو أن موتتهم كانت الموتة الأخيرة التي لا حياة بعدها, بعد أن كانوا يكرهون الموت وهم أحياء في الدنيا, فنسوا الموت, فكفروا بلقاء ربهم فلم يعملوا لما سيكون بعده من حساب, وهذا كقول الكافر يوم القيامة:"يا ليتني كنت ترابا".
"ما أغنى عني ماليه":ثم يتذكر ماله الذي ضيع عمره في جمعه وكنزه, "وجمع فأوعى", فلم يراع حق الله فيه, ولم يراع حق الخلق, فكان ماله وبالا عليه بعد أن كان مصدرا لسعادته واستكباره عن الحق, واحتقاره للخلق.
"هلك عني سلطانية":كذلك لم ينفعه الجاه ولا المنزلة, ولا كثرة الجنود, ولا رفعة مكانته وقوة حجته, بل ذهب هذا كله أدراج الرياح, وكان حجة عليه لا له, وسببا في زيادة العذاب والمهانة, لأنه هو الذي حمله على الطغيان والاستكبار, كما وصفهم الله تعالى بقوله:"كلا إن الإنسان لطغى أن رآه استغنى".
"خذوه فغلوه": ثم وهو غارق في أشد حالاتالندم والحسرة والخيبة, يأتي أمر الله تعالى لملائكة العذاب, أن "خذوه فغلوه", لا أخذا عاديا, بل تسارع الملائكة المأمورين ليشدوا يديه بقيود وأغلال إلى عنقه, ليزداد عليه الذل والهوان, فلا يستطيع حراكا, ومن هذه حاله, يجر جرا على وجهه كما قال تعالى:"الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم".
"ثم الجحيم صلوه":ويأمرهم تعالى بأن يقذفوه في النار ليغرق فيها, ويحيطه لهيبها من كل جانب, يتقلب في نارها وحميمها وسمومها, "يوم تقلب وجوههم في النار" على جمرها وحجارتها, لا ينفك عنه عذابها.
"ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه":ثم يكون الأمر بأن يجعلوه في سلسة من حلق منتظمة, تدخل من دبره وتخرج من فيه, فيعلق فيها, ليذوق العذاب الشديد المستمر, "إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون", فيا عظيم ندمهم وغبنهم وحسرتهم وألمهم, خالدين فيها, لا خروج ولا موت, وذلك بما قدمت أيديهم وعملت في الدنيا من أعمال ندموا عليها حين لا ينفع الندم ولا الحسرة ولا الاعتذار.

2: حرّر القول في كل من:
أ: القراءات في قوله: {وجاء فرعون ومن قبله} ومعناه على كل قراءة.
القراءة الأولى:"ومن قِبله" قرئ بكسر القاف, ويكون المعنى: وجاء مع فرعون ومع معه من أهل بلده مصر من الأقباط.
القراءة الثانية:"ومن قبله" بفتح القاف, ويكون المعنى: وجاء من كان قبل قوم فرعون من الأمم الذين كذبوا بالله ورسله, وهم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم.

ب: المراد بالنفخة في قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة}، وسبب نعتها بالواحدة.
ورد في المراد ب"النفخة" قولان:
الأول: إنها النفخة الأخيرة, وهو قول الربيع, ذكره ابن كثير.
الثاني: هي نفخة الفزع, النفخة الأولى التي ينفخها إسرافيل ليقوم الناس من قبورهم, وهذا مجموع أقوال ابن كثير والسعدي والأشقر.
وقال ابن كثير بالقول الثاني ورجحه, واستدل بالآية التي جاءت بعدها وهي قول الله تعالى:"وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة".
وقد جاء وصفها ب"واحدة" تأكيدا بأن أمر الله واحد, ليس له مخالف ولا ممانع, فلا يحتاج أمره إلى تكرار أو تأكيد سبحانه.

3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالرسول في قوله تعالى: {فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية}.

المراد ب"رسول" في الآية, أي كل رسول أرسل إلى قومه فكذبوه وعصوه, فهو اسم جنس, وقد بعث الله لكل أمة رسولا, لكن الحاصل إن من كذب برسول فقد كذب بجميع الرسل, كما قال تعالى:"كذبت قوم نوح المرسلين", مع إنهم لم يكذبوا إلا برسولهم,

ب: سبب دعاء نوح عليه السلام على قومه.
لأن نوح عليه الصلاة والسلام, آيس من إيمان قومه لما اخبره الله تعالى إنه لن يؤمن منهم إلا من قد آمن, فبقاؤهم وهم على كفرهم مفسدة محضة لهم ولغيرهم, فهم مصدرا للضلال والظلمة, لا نور معهم ينتفعون به أو ينفعون به غيرهم, وحتى من سيخرج من اصلابهم, سيكون حاله مثلهم, فقد عاش نوح عليه السلام, معهم وخالطهم وعلم أن هذه حالهم مما بدر منهم من أعمال عاملوه بها هو ومن آمن معه.

ج: الدليل على حرمة نكاح المتعة.
قوله تعالى:"والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين", فبينت هذه الآيات ما يحل للمسلم وطئه من زوجة وملك يمين, ثم قال تعالى:"فمن ابتغى وؤاء ذلك فأولئك هم العادون", أي المتجاوزون لحدود الله, لأنها ليست بزوجة مقصودة ولا ملك يمين.
لكونِها غيرَ زوجةٍ مَقصودةٍ، ولا مِلْكِ يَمينٍ)

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 ربيع الأول 1438هـ/17-12-2016م, 10:34 PM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

)
إجابة السؤال العامّ (:
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول

.
1- الصبر على الأذى وعدم استعجال النتائج ، فقد دعا سيدنا نوح قومه مدة ألف سنة إلا خمسين عاما، بذل فيها غاية جهده ، قال تعالى:{إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه}، وقد أفرد الله عز وجل قصة سيدنا نوح عليه السلام وحدها بسورة لطول لبثه فيهم.
2- تنوع طرق الدعوة فقد دعا سيدنا نوح قومه وجمع بين الترغيب والترهيب، قال تعالى { أن أنذر قومكم}، فالنذارة هي التخويف والترهيب ، وقال تعالى{يغفر لكم } وهذا من البشارة التي جاء بها نوح عليه السلام والترغيب، كما أنه وعدهم بكثرة الأموال والأولاد إن هم أطاعوا الله عز وجل .
3- الداعي إلى الله يجب أن يوضح دعوته بكلام مبين لا لبس فيه ؛ قال تعالى: {إني لكم نذير مبين} ، أي واضح البرهان.
4- الدعوة في جميع الأوقات والأحوال ليلاً ونهاراً وبشتى الأساليب والصبر على ذلك ، قال تعالى: { قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً}ا ، فالداعي إن لم يتمكن من الدعوة نهاراً دعا ليلا ، على حسب ما يناسب المدعو وفي الوقت الملائم له، والأسلوب المناسب ، فليس من المصلحة دعوة من كان مشغولاً أو متعباً ، لذلك على الداعية أن يختار الوقت الملائم للمدعوين مخافة إحداث السآمة والملل.
5- تنوع الأسلوب الدعوي ، فإذا وجد الدعاة أن الدعوة الجهرية العامة على المستوى الجماعي ؛ كالتجمعات والمؤتمرات أنفع وأجدى قاموا بها ، قال تعالى على لسان سيدنا نوح:{دعوتهم جهاراً} ، ثم دعاهم على المستوى الأقل قال تعالى:{ثم إني أعلنت لهم} ، ثم دعاهم الدعوة السرية الخاصة الفردية ويدل عليها قوله تعالى:{ وأسررت لهم إسراراً} ، وهذه الأساليب الثلاثة الجهر والعلن والسر استغرقت وقت نوح عليه السلام كله في الدعوة.
6- الشكوى إلى الله وحده عند وجود مشاكل أو أذى من المدعوين، قال تعالى : {قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً فلم يزدهم دعائي إلا فراراً }.
7- الداعية يوجه المدعويين للنظر والتأمل في عظمة الله وقدرته في خلق السموات والأرض وخلق الناس ، وهذا يثمر في قلوبهم تعظيم الله عز وجل وتوحيده ، قال تعالى على لسان سيدنا نوح { ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقاً}، { والله أنبتكم من الأرض نباتاً}.
------
المجموعة الخامسة:
إجابة السؤال الأول:فسّر قوله تعالى:
{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا(21)}.
{كلا} أي لا حيلة ولا مناص يوم القيامة للمجرمين ، وقد حقت عليهم كلمة ربك ، وذهب نفع الأقارب والأصدقاء ، واستحالت أمنية المجرمين وماودوه من الافتداء، ثم يصف الله عز وجل النار قائلاً { إنها لظى} ولظى من أسماء النار ، وسميت به ، لشدة لظاها واشتعالها وحرارتها، {نزاعة للشوى} أي تنزع الشوى وهو جلدة الرأس ، أو مادون العظم من اللحم ، أو هامته و مكارم وجهه وأطرافه ، فهي تنزع اللحم حتى تصل إلى العظم ، بل تحرق كل شيء فيه ويبقى فؤاده يصيح ، وتبري اللحم والجلد عن العظم حتى لاتترك فيه شيئاً ، وياله من عذاب!! .{تدعو} أي تنادي النار إلى نفسها،تدعوهم بلسان طلق ذلق ، ثم تلتقطهم من بين أهل المحشر كما يلتقط الطير الحب، ذلك لأنهم -كما قال الله عنهم -كانوا ممن{ أدبر} أي أدبر عن الإيمان فكذب بقلبه،{وتولى} أي ترك العمل بجوارحه. {وجمع فأوعى} أي جمع المال بعضه على بعض ، وربما من أي طريق كان ، وجعله في أوعية وصناديق وأوكاه بالأقفال ، ومنع حق الله فيه من الزكاة والنفقات الواجبة والمستحبة ، فجمع بين التكذيب بقلبه، والتولي بجوارحه ، والانكباب على الدنيا وجعلها أكبر همه،{إن الإنسان خلق هلوعاً} أي : جنس الإنسان عموماً ، مجبول على هذا الخلق الدنيء في أصل خلقته ؛ أنه هلوع ، والهلع فسره الله عز وجل بقوله {إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً} وهذا من تفسير القرآن بالقرآن المتصل ، والمعنى: إذا أصابه الشر والضر من فقر أو مرض أو ذهاب محبوب أو نحو ذلك، فهو كثير الجزع ينخلع قلبه من شدة الرعب ، وييأس أن يحصل له بعد ذلك خير، {وإذا مسه الخير منوعاً} أي: وإذا حصل له الخير بأن أنعم الله عليه بالمال والسعة والخصب ونحو ذلك ، فهو شديد الحرص كثير المنع والإمساك يمنع حق الله في ذلك ، فيجزع في الضراء ويمنع في السراء، فالهلع أشد الحرص وأسوأ الجزع وأفحشه ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"شر ما في رجلٍ شحٌ هالعٌ وجبنٌ خالعٌ".

إجابة السؤال الثاني:حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالروح في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه}.
اختلف المفسرون في المراد بالروح على أقوال:
القول الأول:هم خلق من خلق الله يشبهون الناس وليسوا أناساً، مروي عن أبي صالح وذكره ابن كثير.
القول الثاني:المراد جبريل، ويكون من باب عطف الخاص على العام، ذكره ابن كثير والأشقر.
القول الثالث:اسم جنس لأرواح بني آدم كلها برها وفاجرها، وهذا عند الوفاة ، واستدل ابن كثير لذلك بالأحاديث الواردة في قبض الروح الطيبة وصعودها إلى السماء ؛ كحديث البراء، وأما أرواح الفجار فتعرج فإذا وصلت إلى السماء لا يؤذن لها وتعاد إلى الأرض، وهذا حاصل كلام ابن كثير والسعدي.
القول الرابع:ملك آخر عظيم غير جبريل، ذكره الأشقر.
الراجح :والله أعلم أنه جبريل عليه السلام ، فقد قال تعالى: (نزل به الروح الأمين) ، ويحتمل أن يكون المقصود أرواح بني آدم ، أما القول الأول والرابع فهو قول ضعيف يفتقر إلى نقل.

ب: معنى قوله تعالى: {وإنه لحسرة على الكافرين}.
اختلف المفسرون في معنى الآية على قولين وسبب الخلاف عود الضمير في "إنه" :
القول الأول:المعنى:( وإن التكذيب لحسرة على الكافرين) مروي عن قتادة وحكاه ابن جرير ، وذكره ابن كثير .
القول الثاني:المعنى:( وإن القرآن والإيمان به لحسرة في نفس الأمر على الكافرين) ،لأنهم لما كفروا به ، ورأوا يوم القيامة ما وعدهم به تحسروا ؛ إذ لم يهتدوا به ، ففاتهم الثواب وحصلوا على أشد العذاب، وهذا حاصل كلام السعدي وابن كثير والأشقر واستدل له ابن كثير بقول الله تعالى:{ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين} ، وقوله تعالى:{ وحيل بينهم وبين ما يشتهون}.
الراجح:الآية تحتمل المعنيين ، فلا تنافي بينهما أصلا ، ويمكن الجمع بينهما في معنى الآية : فتكذيبهم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به وأعظمه القرآن ، هو سبب حسرتهم والعياذ بالله يوم القيامة.
إجابة السؤال الثالث:بيّن ما يلي:
أ: معنى المداومة على الصلاة في قوله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}.
يشمل معنى المداومة على الصلاة كل ما يلي:
1- المحافظة على أوقاتها ؛ من غيرتقديم ولا تأخير، بشروطها وواجباتها وأركانها ومكملاتها وسننها.
2- المراد بالدوام السكون والخشوع - ومنه الماء الدائم أي الراكد الساكن- فالخشوع هو لب الصلاة وروحها والصلاة الخاشعة هي الصلاة التي تنفع صاحبها.
3- المداومة على الصلاة ، والمواظبة عليها ، والمقصود أنهم ليسوا كمن يفعلها وقتاً دون وقت .
4- لا يشغلهم عنها شاغل ،حريصون عليها ، فهي في مقدمة أولوياتهم ، فيؤدون الصلاة المكتوبة لوقتها.

ب: مناسبة الجمع بين الإيمان بالله والحضّ على الإطعام في قوله تعالى: {إنه كان لا يؤمن بالله العظيم . ولا يحضّ على طعام المسكين}.
جمع الله عز وجل في الآية بين الإيمان به والحض على الإطعام ذلك لأن مدار السعادة ومادتها أمران، بل أن الدين الإسلامي قائم على دعامتين هما:
1- إخلاص العبادة لله ؛ الذي أصله الإيمان بالله ، أي : الإحسان في عبادته إخلاصاً ومتابعة لرسوله.
2- الإحسان إلى عباد الله بأنواع الإحسان المختلفة ، بالقول والفعل والمال والجاه ؛ والذي من أعظمها دفع ضرورة المحتاجين بإطعامهم ما يتقوتون به.


ج: فضل الاستغفار.
ورد في آيات سورة نوح ما يشير إلى فضل الاستغفار نشير إلى بعضها:
1- الاستغفار والتوبة سبب لمغفرة الذنوب ، فمهما عظمت الذنوب فالله عز وجل يغفرها ، فهو الغفار أي: كثير المغفرة للمذنبين ،قال تعالى : (قلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً) ، وإذا غُفر ذنب العبد انشرح صدره وسكنت نفسه واطمأن قلبه.
2- إذا غفر الله ذنب العبد حين يستغفره بصدق وإخلاص ، يندفع عنه العقاب فيسلم من عقوبات الدنيا وكوارثها وفتنها ، ويسلم من عقوبة الآخرة ، ويحصل له الثواب وهذا من أعظم آثار الاستغفار.
3- الاستغفار من أعظم أسباب جلب المطر وحصول أنواع الأرزاق في الدنيا، فالمطر سبب لحياة العباد والبلاد ، وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه صعد المنبر ليستسقي ، فلم يزد على الاستغفار وقرأ الآيات في الاستغفار ، ومنها هذه الآية { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً} ثم قال: لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء ، التي يستنزل بها المطر .
4- الاستغفار سبب لكثرة الأموال ، فبالاستغفار تحصل سقيا السماء ، فتنبت الأرض من بركاتها ، ويدر الضرع ، وتكثر الأموال التي يدرك بها العباد ما يطلبون من الدنيا ، كما أن الاستغفار سبب لكثرة الأموال من كل الأنواع من الذهب والفضة والعقار والأثاث وغير ذلك ، لقوله تعالى:{ويمددكم بأموال} ، فخزائن الله عز وجل لاتنفد، والاستغفار سبب للمدد من فضله وخزائنه ، وكثرة الأموال خير إذا استعين بها على طاعة الله عز وجل.
5- الاستغفار سبب لكثرة الذرية الطيبة والأولاد الصالحين ، والبركة فيهم ، قال تعالى:{ قلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين } ، والأولاد زينة الحياة الدنيا كما قال تعالى{ المال والبنون زينة الحياة الدنيا} .
6- الاستغفار سبب لصحة البدن والسلامة من العاهات والآفات ، جاء في سورة هود قوله تعالى:{ واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم}.
7- الاستغفار هو الدواء الناجح من الذنوب والخطايا ، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار دائماً بقوله ( ياأيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة).
8- الاستغفار سبب لتفريخ الهموم والكروبات ، قال صلى الله عليه وسلم (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب)
-----

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 ربيع الأول 1438هـ/17-12-2016م, 10:34 PM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

)
إجابة السؤال العامّ (:
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول

.
1- الصبر على الأذى وعدم استعجال النتائج ، فقد دعا سيدنا نوح قومه مدة ألف سنة إلا خمسين عاما، بذل فيها غاية جهده ، قال تعالى:{إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه}، وقد أفرد الله عز وجل قصة سيدنا نوح عليه السلام وحدها بسورة لطول لبثه فيهم.
2- تنوع طرق الدعوة فقد دعا سيدنا نوح قومه وجمع بين الترغيب والترهيب، قال تعالى { أن أنذر قومكم}، فالنذارة هي التخويف والترهيب ، وقال تعالى{يغفر لكم } وهذا من البشارة التي جاء بها نوح عليه السلام والترغيب، كما أنه وعدهم بكثرة الأموال والأولاد إن هم أطاعوا الله عز وجل .
3- الداعي إلى الله يجب أن يوضح دعوته بكلام مبين لا لبس فيه ؛ قال تعالى: {إني لكم نذير مبين} ، أي واضح البرهان.
4- الدعوة في جميع الأوقات والأحوال ليلاً ونهاراً وبشتى الأساليب والصبر على ذلك ، قال تعالى: { قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً}ا ، فالداعي إن لم يتمكن من الدعوة نهاراً دعا ليلا ، على حسب ما يناسب المدعو وفي الوقت الملائم له، والأسلوب المناسب ، فليس من المصلحة دعوة من كان مشغولاً أو متعباً ، لذلك على الداعية أن يختار الوقت الملائم للمدعوين مخافة إحداث السآمة والملل.
5- تنوع الأسلوب الدعوي ، فإذا وجد الدعاة أن الدعوة الجهرية العامة على المستوى الجماعي ؛ كالتجمعات والمؤتمرات أنفع وأجدى قاموا بها ، قال تعالى على لسان سيدنا نوح:{دعوتهم جهاراً} ، ثم دعاهم على المستوى الأقل قال تعالى:{ثم إني أعلنت لهم} ، ثم دعاهم الدعوة السرية الخاصة الفردية ويدل عليها قوله تعالى:{ وأسررت لهم إسراراً} ، وهذه الأساليب الثلاثة الجهر والعلن والسر استغرقت وقت نوح عليه السلام كله في الدعوة.
6- الشكوى إلى الله وحده عند وجود مشاكل أو أذى من المدعوين، قال تعالى : {قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً فلم يزدهم دعائي إلا فراراً }.
7- الداعية يوجه المدعويين للنظر والتأمل في عظمة الله وقدرته في خلق السموات والأرض وخلق الناس ، وهذا يثمر في قلوبهم تعظيم الله عز وجل وتوحيده ، قال تعالى على لسان سيدنا نوح { ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقاً}، { والله أنبتكم من الأرض نباتاً}.
------
المجموعة الخامسة:
إجابة السؤال الأول:فسّر قوله تعالى:
{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا(21)}.
{كلا} أي لا حيلة ولا مناص يوم القيامة للمجرمين ، وقد حقت عليهم كلمة ربك ، وذهب نفع الأقارب والأصدقاء ، واستحالت أمنية المجرمين وماودوه من الافتداء، ثم يصف الله عز وجل النار قائلاً { إنها لظى} ولظى من أسماء النار ، وسميت به ، لشدة لظاها واشتعالها وحرارتها، {نزاعة للشوى} أي تنزع الشوى وهو جلدة الرأس ، أو مادون العظم من اللحم ، أو هامته و مكارم وجهه وأطرافه ، فهي تنزع اللحم حتى تصل إلى العظم ، بل تحرق كل شيء فيه ويبقى فؤاده يصيح ، وتبري اللحم والجلد عن العظم حتى لاتترك فيه شيئاً ، وياله من عذاب!! .{تدعو} أي تنادي النار إلى نفسها،تدعوهم بلسان طلق ذلق ، ثم تلتقطهم من بين أهل المحشر كما يلتقط الطير الحب، ذلك لأنهم -كما قال الله عنهم -كانوا ممن{ أدبر} أي أدبر عن الإيمان فكذب بقلبه،{وتولى} أي ترك العمل بجوارحه. {وجمع فأوعى} أي جمع المال بعضه على بعض ، وربما من أي طريق كان ، وجعله في أوعية وصناديق وأوكاه بالأقفال ، ومنع حق الله فيه من الزكاة والنفقات الواجبة والمستحبة ، فجمع بين التكذيب بقلبه، والتولي بجوارحه ، والانكباب على الدنيا وجعلها أكبر همه،{إن الإنسان خلق هلوعاً} أي : جنس الإنسان عموماً ، مجبول على هذا الخلق الدنيء في أصل خلقته ؛ أنه هلوع ، والهلع فسره الله عز وجل بقوله {إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً} وهذا من تفسير القرآن بالقرآن المتصل ، والمعنى: إذا أصابه الشر والضر من فقر أو مرض أو ذهاب محبوب أو نحو ذلك، فهو كثير الجزع ينخلع قلبه من شدة الرعب ، وييأس أن يحصل له بعد ذلك خير، {وإذا مسه الخير منوعاً} أي: وإذا حصل له الخير بأن أنعم الله عليه بالمال والسعة والخصب ونحو ذلك ، فهو شديد الحرص كثير المنع والإمساك يمنع حق الله في ذلك ، فيجزع في الضراء ويمنع في السراء، فالهلع أشد الحرص وأسوأ الجزع وأفحشه ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"شر ما في رجلٍ شحٌ هالعٌ وجبنٌ خالعٌ".

إجابة السؤال الثاني:حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالروح في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه}.
اختلف المفسرون في المراد بالروح على أقوال:
القول الأول:هم خلق من خلق الله يشبهون الناس وليسوا أناساً، مروي عن أبي صالح وذكره ابن كثير.
القول الثاني:المراد جبريل، ويكون من باب عطف الخاص على العام، ذكره ابن كثير والأشقر.
القول الثالث:اسم جنس لأرواح بني آدم كلها برها وفاجرها، وهذا عند الوفاة ، واستدل ابن كثير لذلك بالأحاديث الواردة في قبض الروح الطيبة وصعودها إلى السماء ؛ كحديث البراء، وأما أرواح الفجار فتعرج فإذا وصلت إلى السماء لا يؤذن لها وتعاد إلى الأرض، وهذا حاصل كلام ابن كثير والسعدي.
القول الرابع:ملك آخر عظيم غير جبريل، ذكره الأشقر.
الراجح :والله أعلم أنه جبريل عليه السلام ، فقد قال تعالى: (نزل به الروح الأمين) ، ويحتمل أن يكون المقصود أرواح بني آدم ، أما القول الأول والرابع فهو قول ضعيف يفتقر إلى نقل.

ب: معنى قوله تعالى: {وإنه لحسرة على الكافرين}.
اختلف المفسرون في معنى الآية على قولين وسبب الخلاف عود الضمير في "إنه" :
القول الأول:المعنى:( وإن التكذيب لحسرة على الكافرين) مروي عن قتادة وحكاه ابن جرير ، وذكره ابن كثير .
القول الثاني:المعنى:( وإن القرآن والإيمان به لحسرة في نفس الأمر على الكافرين) ،لأنهم لما كفروا به ، ورأوا يوم القيامة ما وعدهم به تحسروا ؛ إذ لم يهتدوا به ، ففاتهم الثواب وحصلوا على أشد العذاب، وهذا حاصل كلام السعدي وابن كثير والأشقر واستدل له ابن كثير بقول الله تعالى:{ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين} ، وقوله تعالى:{ وحيل بينهم وبين ما يشتهون}.
الراجح:الآية تحتمل المعنيين ، فلا تنافي بينهما أصلا ، ويمكن الجمع بينهما في معنى الآية : فتكذيبهم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به وأعظمه القرآن ، هو سبب حسرتهم والعياذ بالله يوم القيامة.
إجابة السؤال الثالث:بيّن ما يلي:
أ: معنى المداومة على الصلاة في قوله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}.
يشمل معنى المداومة على الصلاة كل ما يلي:
1- المحافظة على أوقاتها ؛ من غيرتقديم ولا تأخير، بشروطها وواجباتها وأركانها ومكملاتها وسننها.
2- المراد بالدوام السكون والخشوع - ومنه الماء الدائم أي الراكد الساكن- فالخشوع هو لب الصلاة وروحها والصلاة الخاشعة هي الصلاة التي تنفع صاحبها.
3- المداومة على الصلاة ، والمواظبة عليها ، والمقصود أنهم ليسوا كمن يفعلها وقتاً دون وقت .
4- لا يشغلهم عنها شاغل ،حريصون عليها ، فهي في مقدمة أولوياتهم ، فيؤدون الصلاة المكتوبة لوقتها.

ب: مناسبة الجمع بين الإيمان بالله والحضّ على الإطعام في قوله تعالى: {إنه كان لا يؤمن بالله العظيم . ولا يحضّ على طعام المسكين}.
جمع الله عز وجل في الآية بين الإيمان به والحض على الإطعام ذلك لأن مدار السعادة ومادتها أمران، بل أن الدين الإسلامي قائم على دعامتين هما:
1- إخلاص العبادة لله ؛ الذي أصله الإيمان بالله ، أي : الإحسان في عبادته إخلاصاً ومتابعة لرسوله.
2- الإحسان إلى عباد الله بأنواع الإحسان المختلفة ، بالقول والفعل والمال والجاه ؛ والذي من أعظمها دفع ضرورة المحتاجين بإطعامهم ما يتقوتون به.


ج: فضل الاستغفار.
ورد في آيات سورة نوح ما يشير إلى فضل الاستغفار نشير إلى بعضها:
1- الاستغفار والتوبة سبب لمغفرة الذنوب ، فمهما عظمت الذنوب فالله عز وجل يغفرها ، فهو الغفار أي: كثير المغفرة للمذنبين ،قال تعالى : (قلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً) ، وإذا غُفر ذنب العبد انشرح صدره وسكنت نفسه واطمأن قلبه.
2- إذا غفر الله ذنب العبد حين يستغفره بصدق وإخلاص ، يندفع عنه العقاب فيسلم من عقوبات الدنيا وكوارثها وفتنها ، ويسلم من عقوبة الآخرة ، ويحصل له الثواب وهذا من أعظم آثار الاستغفار.
3- الاستغفار من أعظم أسباب جلب المطر وحصول أنواع الأرزاق في الدنيا، فالمطر سبب لحياة العباد والبلاد ، وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه صعد المنبر ليستسقي ، فلم يزد على الاستغفار وقرأ الآيات في الاستغفار ، ومنها هذه الآية { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً} ثم قال: لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء ، التي يستنزل بها المطر .
4- الاستغفار سبب لكثرة الأموال ، فبالاستغفار تحصل سقيا السماء ، فتنبت الأرض من بركاتها ، ويدر الضرع ، وتكثر الأموال التي يدرك بها العباد ما يطلبون من الدنيا ، كما أن الاستغفار سبب لكثرة الأموال من كل الأنواع من الذهب والفضة والعقار والأثاث وغير ذلك ، لقوله تعالى:{ويمددكم بأموال} ، فخزائن الله عز وجل لاتنفد، والاستغفار سبب للمدد من فضله وخزائنه ، وكثرة الأموال خير إذا استعين بها على طاعة الله عز وجل.
5- الاستغفار سبب لكثرة الذرية الطيبة والأولاد الصالحين ، والبركة فيهم ، قال تعالى:{ قلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين } ، والأولاد زينة الحياة الدنيا كما قال تعالى{ المال والبنون زينة الحياة الدنيا} .
6- الاستغفار سبب لصحة البدن والسلامة من العاهات والآفات ، جاء في سورة هود قوله تعالى:{ واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم}.
7- الاستغفار هو الدواء الناجح من الذنوب والخطايا ، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار دائماً بقوله ( ياأيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة).
8- الاستغفار سبب لتفريخ الهموم والكروبات ، قال صلى الله عليه وسلم (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب).
-----

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 ربيع الأول 1438هـ/17-12-2016م, 10:49 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
1- على الداعية أن يكون واضحا في دعوته مبينا لها (إني لكم رسول مبين).

2- أول الدعوة: إلى التوحيد ونبذ الشرك (أن اعبدوا الله واتقوه).
3- على الداعية أن يراعي حال المدعوين ويخاطبهم على قدر عقولهم وأن ينوع لهم في أساليب الدعوة ويتخولهم بالموعظة في مختلف الأوقات ترغيبا وتأليفا (إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا).
4- على الداعية أن يكون صابرا محتسبا في دعوة قومه؛ فيصبر على نفورهم واستكبارهم عن الحق، كما يصبر على أذاهم، ويستمر في دعوتهم (إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا).
5- من أهم وسائل الدعوة: مسلك الترغيب (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا )
6- من أهم وسائل الدعوة: مسلك الترهيب، ويكون بعد الترغيب (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا).
7- من وسائل الدعوة: الحث على التفكر في خلق السماوات والأرض وما فيهن وفي خلق الأنفس (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)})
8- مشروعية الدعاء على الكفار المحاربين الصادين عن سبيل الله، ليستريح البلاد والعباد والشجر والدواب من فسقهم وفجورهم (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا).
9- من نصح الداعية لأمته: دعاؤه لهم وبدئه بالأقرب فالأقرب (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا).
المجموعة الخامسة:
1. فسّر قوله تعالى:

{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)}.
(كَلَّا إِنَّهَا لَظَى)
ردع وزجر لهذا العاصي عن أمانيه، فهذه النار التي سيلقى فيها والتي لا يقدر أحد على حجزه عنها، تتلظى لهبا وسعيرا وقد اشتد حرها.
(كَلَّا إِنَّهَا لَظَى)
تنزع جلد الرأس وتنزع اللحم عن العظم وتنزع الأطراف والساقين ومكارم الوجه، كما تنزع الأعضاء ويبقى الفؤاد يصيح -والعياذ بالله-، على أقوال.
(تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى)
هذه النار تنادي أهلها وتدعوهم إليها وتقحمهم فيها، وأهلها هم كل معرض عن الحق محارب له صاد عن سبيله.
(وَجَمَعَ فَأَوْعَى)
فتدعو إليها كل مدبر عن الحق جامع للمال مانع حقه من صدقة وزكاة وصلة ونفقات.
(إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا)
يخبر تعالى عن الإنسان من حيث هو إنسان مجبول على الصفات الذميمة من البخل والشح والهلع، فهو مفطور على شدة الفزع والخوف إذا أصابه ضر أو فاته خير.
(إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا)
فيجزع ويهلع ويفزع وييأس وينخلع قلبه حين يصيبه سوء أو مكروه.
(وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا)
بينما يحرص ويبخل ويمنع الخير عن الخلق حين يناله الخير ورغد العيش، فلا هو صابر على الضراء ولا على السراء شكر.

2: حرّر القول في كل من:
أ:
المراد بالروح في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه}.
في المراد به أقوال:
1- أنهم خلقٌ من خلق اللّه. يشبهون النّاس، وليسوا أناسًا. قاله أبو صالح وذكره ابن كثير.
2- أنه جبريل عليه السلام، فيكون من عطف الخاص على العام. ذكره ابن كثير والأشقر.
3- أن يكون اسم جنسٍ لأرواح بني آدم، فإنّها إذا قبضت يصعد بها إلى السّماء، فأما أرواح الأبرار فيؤذن لها، وأما أرواح الفجار فلا يؤذن لها وتعاد إلى الأرض. ذكره ابن كثير والسعدي.
واستدل له ابن كثير:
بحديث البراء، وبما رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجه، بإسنادهم عن البراء مرفوعًا -الحديث بطوله في قبض الرّوح الطّيّبة-قال فيه: "فلا يزال يصعد بها من سماءٍ إلى سماءٍ حتّى ينتهي بها إلى السّماء السّابعة". قال: واللّه أعلم بصحّته، فقد تكلم في بعض رواته، ولكنّه مشهورٌ، وله شاهدٌ.
وذكر قوله تعالى: {يثبّت اللّه الّذين آمنوا بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة ويضلّ اللّه الظّالمين ويفعل اللّه ما يشاء}.
4- أنه ملك آخر عظيم غير جبريل. ذكره الأشقر.

ب:
معنى قوله تعالى: {وإنه لحسرة على الكافرين}.
في مرجع الضمير قولان:
1- وإنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين يوم القيامة. قاله ابن جرير وحكاه عن قتادة بمثله. ذكره ابن كثير.
2- وإن القرآن والإيمان به لحسرة في نفس الأمر على الكافرين يوم القيامة. رواه ابن أبي حاتمٍ، من طريق السّدّيّ، عن أبي مالكٍ.
واستدل بقوله تعالى: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به}، وقوله تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون}، ولهذا قال ها هنا: {وإنّه لحقّ اليقين}. ذكره ابن كثير وهو حاصل كلام السعدي والأشقر.


3: بيّن ما يلي:
أ:
معنى المداومة على الصلاة في قوله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}.
فيها أقوال:
1- قيل: معناه يحافظون على أوقاتها وواجباتها. قاله ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ.
2- قيل: المراد بالدّوام هاهنا السّكون والخشوع، كقوله: {قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 1، 2]. قاله عتبة بن عامرٍ. ومنه الماء الدّائم، أي: السّاكن الرّاكد.
3- قيل: المراد بذلك الّذين إذا عملوا عملًا داوموا عليه وأثبتوه، كما في الصّحيح عن عائشة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "أحبّ الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ". قالت: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا عمل عملًا داوم عليه.
قال قتادة في قوله: {الّذين هم على صلاتهم دائمون} ذكر لنا أنّ دانيال، عليه السّلام، نعت أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يصلّون صلاةً لو صلّاها قوم نوحٍ ما غرقوا، أو قوم عادٍ ما أرسلت عليهم الرّيح العقيم، أو ثمود ما أخذتهم الصّيحة. فعليكم بالصّلاة فإنّها خلق للمؤمنين حسنٌ. ذكرهم ابن كثير.

4- المراد أنهم مُدَاوِمونَ عليها في أَوقاتِها بشُروطِها ومُكَمِّلاَتِها. ذكره السعدي والأشقر، وهو حاصل كلام ابن كثير.

ب: مناسبة الجمع بين الإيمان بالله والحضّ على الإطعام في قوله تعالى: {إنه كان لا يؤمن بالله العظيم . ولا يحضّ على طعام المسكين}.
لأنَّ مَدارَ السعادةِ ومادَّتَها أمرانِ:
الإخلاصُ لِلَّهِ الذي أَصْلُه الإيمانُ باللَّهِ والإحسانُ إلى الخَلْقِ بوُجوهِ الإحسانِ الذي مِن أَعْظَمِها دفْعُ ضَرُورةِ المُحتاجِينَ بإطعامِهم ما يَتَقَوَّتُونَ به، وهؤلاءِ لا إخلاصَ ولا إحسانَ؛ فلذلكَ استَحَقُّوا ما استَحَقُّوا،
فإنّ للّه على العباد أن يوحّدوه ولا يشركوا به شيئًا، وللعباد بعضهم على بعضٍ حقّ الإحسان والمعاونة على البرّ والتّقوى؛ ولهذا أمر اللّه بإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة، وقبض النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يقول: "الصّلاة، وما ملكت أيمانكم".


ج: فضل الاستغفار.
1- سبب مغفرة الذنوب (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10).
2- سبب نزول المطر وحصول أنواع الرزق والمنافع الدينية والدنيوية من رغد العيش وسعة الرزق وكثرة الأموال والبنين والزروع والحدائق والثمار و غير ذلك من أنواع المنافع ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10).يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)).

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 ربيع الأول 1438هـ/17-12-2016م, 11:22 PM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي الحاقة -المعارج- نوح

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
- أن الدعوة تحتاج إلى تحديد الهدف، وصياغته بوضوح، مع بيان المحفزات والمرغبات للمدعوين وبيان مالهم وما عليهم ،في حال الإقبال أو الإدبار دليله:( قال يا قوم إني لكم نذير مبين* إن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون * يغفر لكم..... لوكنتم تعلمون).
- على الداعية اتخاذ كل الإجراءات الممكنة والمتاحة واستفراغ جهده في سبيل إيصال دعوته دليله:(قال رب إني دعوت قومي ليلًا ونهارًا...إلى قوله لتسلكوا منها سبلًا فجاجًا)
- ضرورة التنويع في أساليب الدعوة والخطاب بما يستدعيه حال المخاطبين، كما ظهر ذلك في الأسلوب المباشر في قوله:(إني دعوت قومي ليلا ونهارا ..) واستخدام الاستدلال العقلي واستثارة ذهن المدعوين نحو ما يتوقع أن يغفل عنه (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقًا ...سبلًا فجاجًا).
- ضرورة اللجأ إلى الله عز وجل في كل أمر، لا سيما في أمر الدعوة ؛ لأن بيده مفاتيح القلوب وتصريفها، والشكوى إليه لتسديد الداعي في وجهته دليله:(قال رب إني دعوت قومي... واستكبروا استكبارا) (قال رب إنهم عصوني ...).
- على المؤمن إن يلزم الاستغفار في كل حين فهو سبيل لجلب إلوان الخيرات وتفريج الكروب:(فقلت استغفروا ربكم ....ويجعل لكم أنهارا)

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.


تفسير قوله تعالى: (قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) )
في هذه الآيات إخبار عن ما جرى من قوم نوح -عليهم السلام- في مقابل دعوته لهم ، فبين الله تعالى على لسان نوح أنهم قابلوا ما بذله لهم من الدعوة سرا وعلانية وترغيبا وترهيبا، قبلوا ذلك كله بالعصيان والتكذيب ، واتبعوا من أشرافهم ورؤسائهم من مُتَّع بنعم الله من المال والولد –استدراجًا - فلم تكن إلا سببًا في خسارتهم وبعدهم عن الحق .
تفسير قوله تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) )
هؤلاء القوم المعاندون لم يكتفوا بالإعراض بل إنهم مكروا مكرًا عظيمًا بليغًأ ودبروا في سبيل هذه المعارضة والمعاندة وإقناع متبوعيهم أنهم على الحق وهم سيتبرؤون منهم يوم القيامة، وتكون بينهم الخصومة فيقول التابعون {بل مكر اللّيل والنّهار إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أندادًا}
تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) )
وهذا طرف من مكرهم وتسويلهم لهم ألا يتركوا آلهة آبائهم ، ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر هذه أسماء لأصنامهم الّتي كانوا يعبدونها من دون اللّه. وهي أسماء رجالٍ صالحين من قوم نوحٍ، عليه السّلام، نصبوا لهم أنصابًا بعد موتهم؛ لتذكرهم بعبادتهم ، وذلك وحي الشيطان لهم، فلما تباعد الزمان ودُرس العلم توجه إليها من بعدهم بالعبادة .
تفسير قوله تعالى: (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) )
أي أن هؤلاء الكبراء قد أضلوا بتلك الأصنام خلقًا كثيرًا فقد استمر يعبدونها بعدهم أزمانًا
وقوله: {ولا تزد الظّالمين إلا ضلالا} يدعو نوح عليه السلام على قومه لاستكبارهم وعنادهم، بأن يزيدوا ضلالًا إلى ضلالهم وخسارة إلى خسارتهم ، أو أن المعنى أن يضلوا في مكرهم وصرفهم الناس عن الحق.
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.

- سؤال الكفار عن العذاب .ذكره ابن كثير عن ابن عباس عن العوفي
- هو النضر بن الحارث بن كلدة ذكره ابن كثير عن ابن عباس
- دعاء الكافر بوقوع عذاب الآخرة نقله ابن كثير عن مجاهد وهو قولهم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}
- واد يسيل بالعذاب في جهنم يوم القيامة نقله ابن كثير عن ابن زيدٍ وغيره وهو قول ضعيف
- والأقوال الأول والثاني والثالث متوافقة تدل في معنى واحد وهو أن السؤال متضمن لدعائهم على أنفسهم بالعذاب وقد ذكر أن هذا السؤال كان على لسان الحارث بن كلدة ولهذا اعتبرها ابن كثير قولًا واحدًا وهو القول الصحيح ؛ لدلالة السياق عليه.
ب: المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.
ورد فيه عدة أقوال:
- الصّيحة الّتي أسكتتهم، والزّلزلة الّتي أسكنتهم. ذكره ابن كثير عن قتادة . وذكره السعدي والأشقر
- الذنوب والطغيان ذكره ابن كثير عن مجاهد و الرّبيع بن أنسٍ وابن زيدٍ.
- عاقر الناقة ذكره ابن كثير عن السّدّي
والصحيح الأول واختاره ابن جرير

3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.
الحاقة أي: يوم القيامة وهو اسم من أسمائها.
سميت بذلك لتحقق وقوعها ، وتجلي الحقائق فيها من وعد ووعيد وسر وعلانية.

ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.
في هذه الآية نسبة القرءان الكريم لمحمد عليه الصلاة والسلامة نسبة تبليغ لا نسبة ابتداء وتأليف ، كما نسبه الله تعالى في موضع سورة التكوير إلى الرسول الملكي جبريل عليه السلام فقال:( إنه لقول رسول كريم) وهذا بيان لشرف القرءان حيث اختص به أشرف رسله من البشر وأكملهم خصالًا وأخلاقًا، وأشرف الرسل من الملائكة وأعظمهم عنده قدرًا وهو جبريل عليه السلام.
ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
ورد في نهاية سورة الحاقة قوله تعالى:( تنزيل من رب العالمين * ولو تقول علينا بعض الأقاويل* لأخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين) وهذا دليل على صدقه ؛ فإن الله يخبر أن النبي عليه الصلاة والسلام لو كذب على ربه- وحاشاه- لكان عقوبته ما ذكر في الآية.وهذا متضمن الثناء على النبي عليه الصلاة والسلام وتأكيد على أمانته وسمو أخلاقه حيث أتت هذه الآيات بعد قوله تعالى:(إنه لقول رسول كريم) التي تشتمل على تزكية صريحة للنبي عليه الصلاة والسلام.

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 19 ربيع الأول 1438هـ/18-12-2016م, 12:04 AM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

الفوائد التى استفدتها فى فقه الدعوة من تفسير سورة نوح عليه السلام :
1 – لزوم الدعوة إلى الله تعالى والعمل بها طوال الوقت حتى تكون هى الشغل الشاغل لمن تصدر لها حتى وهو لم يمارسها يفكر فى وسائلها .
قال تعالى على لسان سيدنا نوح عليه السلام " قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا ".
2- محاولة الدعوة بشتى السبل حسب حال المتلقى وظروفه فتارة تكون جهرا كما فى الأمور العامة التى ينبغى الجهر بها لفائدة الجميع ، وتارة تكون سرا بين الداعى والمدعو حتى يستفيض معه ويبسط له فى الحديث .
قال تعالى مخبرا عن دعوة سيدنا نوح عليه السلام لقومه " ثم إنى دعوتهم جهارا ثم إنى أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا ".
3- تنوع أسلوب الداعى بين الترغيب والترهيب ويكون أيضا حسب حال المتلقى ، فدعوة من هو غارق فى الذنوب والمعاصى ومستمر فيها ظنا منه أن لا مخرج منها ؛ تكون دعوته بالترغيب فيما عند الله وبيان أنه تعالى يغفر الذنوب جميعا مهما عظمت ومهما أسرف الإنسان على نفسه بالمعاصى إذا آب ورجع إلى ربه تائبا راغبا فيما عنده وذكر آيات الترغيب كما قال تعالى " قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "سورة الزمر
أما دعوة من هو غارق فى شهواته مضيع لحقوق خالقه مستهتر لا يهتم بعاقبته مسوف للطاعة ؛ فتكون دعوته بالترهيب وذكر آيات الترهيب عله يرتدع ويتعظ كما قال تعالى " نبىء عبادى أنى أنا الغفور الرحيم وأن عذابى هو العذاب الأليم ".
وقد استعمل سيدنا نوح عليه السلام هذا التنوع فى دعوته مع قومه ، قال تعالى مخبرا عنه عليه السلام منبها قومه أن الله تعالى إذا أوقع عليهم عذابه إن لم يطيعوه فلا راد لأمره " إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون " ،
ورغبهم فيما عند الله تعالى إن أطاعوه واتبعوا رسوله وأقلعوا عن ما هم فيه من الشرك بسعادة الدنيا والآخرة فقال لهم " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا "

4- ينبغى للداعى لفت انتباه المدعوين إلى عظيم قدرة الله تعالى وأنه عز وجل لا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء ، وأيضا التحدث عن آيات الله الواضحة الظاهرة المعجزة حولنا فكل ذلك يحمل السامع على التفكر واستشعار مدى عظمة الرب جل شأنه ، ومدى هوان العبد وضعفه واحتياجه لرب جليل قدير يحميه ويرعاه فيطيعه ويتبع داعى الخير الذى يدعوه إليه بإذن الله .
وقد حدث سيدنا نوح عليه السلام قومه عن عظيم قدرة الله تعالى فى أنفسهم وفى الكون فقال لهم " ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا ".
5- الصبر الصبر الصبر فكم هو ضرورى جدا لمن سلك سبيل الدعوة إلى الله تعالى ، لأنه طريق قد يلاقى فيه أذى كثيرا فى سبيل الله ولكن المؤمن المحتسب لا يضره ذلك لأنه يعلم يقينا أن هذا طبيعى وينتظر الأجر من الله وحده ويوقن أن عليه فقط التبليغ أما النتائج والهداية فهى بيد الله تعالى ، ولنا فى سيدنا نوح أسوة طيبة إذ صبر على دعوة قومه أكثر من تسعمائة عام ونوّع فى دعوته لهم ورغم ذلك قابلوه بالفرار والعناد وسوء الأدب معه ،بل والدعوة إلى التشبث بأصنامهم وترك ما يدعو إليه سيدنا نوح عليه السلام.
قال تعالى " فلم يزدهم دعائى إلا فرارا "
قال تعالى " وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فى ءاذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا "
قال تعالى " وقالوا لا تذرن ءالهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ".




المجموعة الثانية
الجواب الأول :
قال تعالى " وأما من أوتى كتابه بشماله فيقول ياليتنى لم أوت كتابيه "
يخبر عز وجل عن حال الأشقياء والعياذ بالله وأن الواحد منهم يُعطى كتابه بشماله فضيحة له وخزيا وعارا ، وحينها يندم أشد الندم ويتحسر على حاله لما وجد من سوء أعماله المسطورة فى كتابه فيتمنى لو أنه لم يؤت كتابه المخزى المبشر بسوء العاقبة .
قال تعالى " ولم أدر ما حسابيه ياليتها كانت القاضية "
يخبر تعالى أيضا عن حال هؤلاء الأشقياء وندمهم وحسرتهم على حالهم حتى أن أحدهم يتمنى حين يؤت كتابه بشماله لو أنه ما علم هذا الحساب
الذى يحمله إلى سوء المآل ودوام العذاب . بل ويتمنى أن الموتة الأولى فى الدنيا هى الموتة الأخيرة ويتمنى لو أنه لم يبعث بعدها مرة أخرى حتى لا يرى كتابه ولا يتعرض للحساب ولا يلقى ما ينتظره من فظيع العذاب .
قال تعالى " ما أغنى عنى ماليه هلك عنى سلطانيه "
سلطانيه : السلطان هو الجاه والمنصب والملك والجنود.
يستمر الشقى فى حسرته وندمه على ما آل إليه وخاصة حين ينظر حوله فلم يجد سوى نفسه موقوف للحساب والجزاء وذهب عنه كل ما كان له فى دنياه لم يغن عنه شىء ولم يدفع عنه عذاب ولم يشفع له عند ربه . فحينها يقول ما أغنى عنى مالى الذى كان معى فى الدنيا وما نفعنى فى آخرتى لأنى لم أقدمه لآخرتى فينفعنى بل كان وبال علىّ. وحتى جاهى ومنصبى لم يشفع لى ولم يدفع عن من عذاب الله من شىء .
قال تعالى " خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه "
فغلوه : قيدوه فى الأغلال .
صلوه : اغمروه فى لهيبها وحرها .
سلسلة : حلق منتظمة .
فاسلكوه : فانظموه فيها .
يأمر الله عز وجل الزبانية الغلاظ الشداد بأن يأخذوا هذا العبد الشقى ويجمعوا يده إلى عنقه ويغلوه بالأغلال ثم يغمروه فى الجحيم ليُقلب فى لهيبها ويصلى سعيرها والعياذ بالله ، وحين يأمر المولى تعالى بذلك يبتدره سبعون ألف ملك كل منهم يريد أن يغله والعياذ بالله .
ثم ينظمه الزبانية فى سلسلة بشعة كل حلقة منها قدر حديد الدنيا فيدخلوها فى دبره حتى تخرج من فيه ، فأى عذاب أبشع من هذا والعياذ بالله ، وأى نعيم فى الدنيا يستحق من أجله أن يصلى العبد هذا الشقاء السرمدى .


الجواب الثانى :
1- القراءات فى قوله تعالى " وجاء فرعون ومن قبله " :
قُرأت بفتح القاف " ومن قَبله" مثل قراءة حفص
المعنى : وجاء فرعون ومن شابهه من الأمم الكافرة قبله .
قرأت بكسر القاف " ومن قِبله "
المعنى : أى جاء فرعون ومؤيديه ممن حوله من كفار القبط .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2- المراد بالنفخة فى قوله تعالى " فإذا نفخ فى الصور نفخة واحدة " :
هى نفخة البعث والقيام لرب العالمين .
سبب نعتها بالواحدة : لأن أمر الله عز وجل لا يُكرر ولا يخالف .


الجواب الثالث :
1- المراد بالرسول فى قوله تعالى " فعصوا رسول ربهم ":
هو اسم جنس للرسول أى عصوا الرسول الذى أرسله الله تعالى إليهم ، ومعلوم أن كل من كذب رسول واحد فقد كذب بكل الرسل كما أخبر عز وجل عن الأمم السابقة المكذبة لرسلهم وقال " كذبت عاد المرسلين " رغم أن رسولهم هو هود عليه السلام وأيضا قال تعالى " كذبت ثمود المرسلين " رغم أنه تعالى أرسل إليهم نبيه صالح عليه السلام ؛ لكن من كذب رسول واحد فقد كذب المرسلين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- سبب دعاء سيدنا نوح عليه السلام على قومه هو طول مكثه بينهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، وخبرته بهم وعلمه بحالهم ، وأنه لا فائدة منهم ولا رجاء فيهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3- الدليل على حرمة نكاح المتعة من سورة المعارج قال تعالى " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ".

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19 ربيع الأول 1438هـ/18-12-2016م, 12:23 AM
منال انور محمود منال انور محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 168
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول
لقد ضرب نوح عليه السلام مثالاً لما يجب أن يكون عليه من رزقه الله أن يكون من أهل الدعوة وقد استفدت منه:
1- أن أول مايجب على الداعى تعلمه علماً يقينياَ يتشبع هو به أولا ثم يعيش حياته عليه مؤدى حقوقه هو أولاَ ثم من يسر الله له أن يدعوهم هو التوحيد فهو أهم وأعظم مطلوب من أجله خلق الله الخلق وأقام الدنيا والحساب فى الآخرة.
الدليل:(أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون).
2- الترغيب من أساليب الدعوة التى ينبغى علىّ إستخدامها فى مجال الدعوة لما لها من أثر نفسى إيجابى .
الدليل:( يغفر لكم من ذنوبكم).
3- المثابرة على من أدعوهم وعدم اليأس منهم حتى لو كانوا غير مستجيبين.
الدليل : (قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاءى إلا فراراَ ).
4- التنوع فى أساليب الدعوة لما يناسب المكان والزمان والشخصية حتى تؤتى ثمارها .
الدليل (ثم إنى دعوتهم جهارا *ثم إنى أعلنت لهم وأسررت إسرارا ).
5- الترغيب فى الدعوة و إنها أثرها فى الدنيا أيضاَ وليس فى الآخرة فقط وأن بأعمال تبدوا بسيطة لكن أثرها عظيم .
الدليل(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراَ يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراَ ).
6- الإستدلال بآيات الله الكونية على عظم’ الخالق واستحقاقه سبحانه بالعبادة.
الدليل : (وقد خلقكم أطوارا *ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاَ *وجعل القمر فيهن نوراَ وجعل الشمس سراجاَ ) وغيرها من الآيات المذكورة .
المجموعة الرابعة:
(وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9)فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12).
بعد ذكر الأمتين الطاغيتين عاد وثمود ذكر سبحانه غيرهم من الطغاة كفرعون (وجاء فرعون ومن قبله) والمقصود بمن قبله إذا ’قرأت القاف مفتوحة بمعنى الأمم المشابهة له المكذبين وإذا ’قرأت القاف مكسورة أى من عنده فى زمانه من كفار القبط ويشابههم فى الكفر والتكذيب (المؤتفكات)وهى من كذب الرسل كقوم لوط وكلهم اشتركوا فى (الخاطئة)أى تكذيبهم بالرسل والشرك والمعاصى ولذلك كان فعلهم (فعصوا رسول ربهم )سواء رسول الله إليهم أوالرسل فمن كذب رسول الله فقد كذب الجميع فكان جزاؤهم (فأخذهم أخذة رابية)أى أخذة شديدة زائدة عن الحد ‘ثم يذكر سبحانه منته على بنى آدم(إنا لما طغا الماء )بدعاء نوح عليه السلام على قومه بعد تكذيبهم له فامتن عليهم (حملناكم فى الجارية) نجى قوم نوح ومن فى أصلابهم باقى الخلق فى السفينة التى تجرى على الماء وذلك(لنجعلها لكم تذكرة )لنجعلها لكم ياأمة محمد سواء جنس السفينة مما تركبون أو سفينة نوح التى أدركها أوائل هذه الأمة والأول أظهر لدلالة السياق عليه تذكركم كيف نجى الله من آمن به من أهل الأرض (وتعيها آذن واعية )تحفظها وتعقلها وليس ذلك إلا لأولوا الألباب بخلاف أهل الإعراض والغفلة ليس لهم انتفاع بآيات الله لعدم وعيهم بها .
: حرّر القول في كل من
أ: متعلّق العتوّ في قوله: *وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية*
متعلق العتو : ريح شديدة الهبوب عتت عليهم حتى نقبت عن أفئدتهم خرجت وعتت على الخزًان بغير حساب ولارحمة ولابركة. خلاصة ماذكره بن كثير والسعدى والأشقر .
ب: القراءات في قوله تعالى: {كأنهم إلى نصب يوفضون}، ومعنى الآية على كل قراءة.
القراءات هى:
- نصب بفتح النون واسكان الصاد وهو مصدر بمعنى المنصوب .
ويكون معنى الآية : انهم إلى المنصوب يسرعون .
-قراءة أخرى بضم النون والصاد وهو الصنم قرأه الحسن البصرى وذكره ابن كثير.
ويكون معنى الآية :كأنهم فى إسراعهم للموقف كما كانوا فى الدنيا يهرولون إلى النصب أيهم يستلمه أولاً .ذكره ابن كثير
3:بيّن ما يلي:
أ: معنى تعدية السؤال بالباء في قوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع)
جاءت الباء للتضمين أى متضمن معنى الدعاء كأن المعنى أن دعا داع على نفسه استهزاءَ وتعنتاَ وتعجيزاَ بعذاب واقع والعذاب واقع لامحالة والدليل ( ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده ). ذكره ابن كثير والأشقر .
ب: معنى ريح صرصر:
ريح باردة قوية شديدة الهبوب لها صوت أبلغ من الرعد .خلاصة ماذكره ابن كثير والسعدى والأشقر.
ج: خطر الابتداع : .
الابتداع أمر خطير لما له من عواقب وخيمة ولنا فى قوم نوح عليه السلام العبرة فقد بدأ الأمر بحب الصالحين والذين كانوا يعلمونهم الدَين وكانوا صالحين فرضوا ببدعة بناء التماثيل لهم لمجرد عدم نسيانهم وليكونوا سببا فى تنشيطهم على العبادة فكانت وسيلة الشيطان بعد زمن أن يزين لهم عبادة تلك الأصنام فلما طال الزمن ونسخ العلم عبدت.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 19 ربيع الأول 1438هـ/18-12-2016م, 02:10 AM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي إجابة المجلس الثالث: مجلس مذاكرة تفسير سور الحاقة والمعارج ونوح

المجموعة الرابعة:
السؤال العامّ لجميع الطلاب:
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول
1- تنوع أساليب الدعوة إلى الله وإختلاف الطرق والأوقات فسيدنا نوح دعا بالليل والنهار سرا وجهرا
(قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا ) (ثم إنى دعوتهم جهارا – ثم إنى أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا)
2- الدعوة تكون ما بين الترهيب والترغيب فسيدنا نوح رهب ببيان قدرة الله ورغب ببيان نعمه
ما لكم لا ترجون لله وقارا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)
3- بيان فضل الاستغفار فسيدنا نوح دعا قومه للاستغفار وانه مفتاح لأرزاق الله
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)
4- الصبرفى الدعوة فسيدنا نوح صبر مئات السنين على قومه قبل أن يدعوا عليهم و دعى عليهم لأن بقاؤهم كان مفسدة لهم ولغيرهم
وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)
5- الدعاء للمؤمنين إقتداءاً بدعاء سيدنا نوح
(رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)
___________________________________.
1. فسّر قوله تعالى:
{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12)}.
(وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ )يخبرالله تعالى أن فرعون جاء ومن قبله من الأمم السابقة الكافرة أمثال قوم لوط أو ومن عنده من أتباعه بفعلتهم الطاغية وهى التكذيب والعصيان (فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً ) كذب الجميع رسلهم فأخذهم الله أخذه عظيمة شديدةومن جملة أولئك قوم نوح لما عبدوا غير الله ودعا عليهم ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ) لكن امتن الله على المؤمنين بأن حملهم فى السفينة الجارية على وجه الأرض وأهلك من فى الأرض جميعا (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)وأبقينا لكم من جنسها ما تركبون الآن فى البحار عبرة وعظة تدل على قدرة الله وبديع صنعه فإن جنس الشىء مذكر بأصله كى يعقلها أولوا الألباب وقيل أبقينا سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة والأول أرجح . والله أعلم .
_____________________________________
2:
حرّر القول في كل من:
أ: متعلّق العتوّ في قوله: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية}.
- عتت علي قوم عاد بغير رحمة ولا بركة حتى نقبت عن أفئدتهم . وهو خلاصة قول قتادة والربيع والسدى والثورى والضحاك ذكره عنهم ابن كثيرو ذكره السعدى والاشقر .
- عتت على الخزنة فخرجت بغير حسابٍ وهو قول علىذكره عنهم ابن كثير وذكره كذلك السعدى .
- زادت على الحد ذكره السعدى والاشقر .

_____________________________________

ب: القراءات في قوله تعالى: {كأنهم إلى نصب يوفضون}، ومعنى الآية على كل قراءة.
1- وقد قرأ الجمهور: (نَصْبٍ ) بفتح النون وإسكان الصاد وهو مصدر بمعنى المنصوبكأنهم يجيبون الداعى يسرعون إلى شىء ننصوب كأنه علم أو راية يتسابقون إليه .
2- وقرأ الحسن البصري: (نُصُبٍ) بضم النون والصاد وهو الصنم أي: كأنهم في إسراعهم إلى الموقف كما كانوا في الدنيا يهرولون إلى النصب إذا عاينوه يوفضون يبتدرون أيهم يستلمه أول.
__________________________________
3: بيّن ما يلي:
أ: معنى تعدية السؤال بالباء في قوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع(
- ذلك سؤال الكفار عن عذاب اللّه ودعائهم وهو واقع لا محالة أى كقوله: {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده} وحرف الباء مقدر والسائل هو النضر ابن الحارث حين قال: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} وهو قول ابن عباس ومجاهد والنسائىذكره ابن كثير كذلك ذكره السعدى والاشقر .
- واد في جهنم، يسيل يوم القيامة بالعذاب. وهذا القول ضعيف، بعيد عن المراد.وهو قول ابن زيدذكره ابن كثير
_____________________________________________
ب: معنى (ريح صرصر).
- رياح باردة قوية شديدة الهبوب لها صوت أبلغ من صوت الرعد القاصف. وهذا خلاصة قول قتادة والربيع والسدى والثورى ذكره عنهم ابن كثير كما ذكره السعدى والاشقر .
_________________________________________
ج: خطر الابتداع.
قال النبى صلى الله عيه وسلم (عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ )
ومن شروط قبول العمل : الاخلاص لله تعالى واتباع سنة النبى صلى الله عليه وسلم
وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النارومثال للابتداع :
ما حدث فى زمن نبى الله نوح حيث كان هناك أناس صالحين وعندما ماثوا أقاموا لهم التماثيل وكانوا يزورونهم كى يذكرونهم بعبادة الله وبتوالى الأجيال أصبحت تعبد من دون الله ومن هنا كانت نشأة عبادة الأصنام .
_______________________________________

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 19 ربيع الأول 1438هـ/18-12-2016م, 09:30 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي إجابة عن المجموعة الثانية

المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:*
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا*‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)}.
يخبر تعالى عن حال الأشقياء يوم القيامة فيقول " وأما من أوتي كتابه بشماله " يعطون كتبهم بشمائلهم تمييزا لهم وزيادة وفضيحة فيقولون حزنا وكربا "يا ليتني لم أوت كتابيه " أي لم أعط " ولم أدر ما حسابيه " ولم أدر أي شيء حسابي ليتني كنت نسيا منسيا " يا ليتها كانت القاضية " ليتها كانت موتة لا حياة بعدها
ثم ينحسر على حاله فيقول " ما أغنى عني ماليه " ما نفعني مالي في الدنيا لأني لم أقدم منه شيئا ولا دفع عني في الآخرة شيئا " هلك عني سلطانيه " وذهب عني منصبي وجاهي فلم ينفعاني أيضا ولا لي حجة أحاج بها عند الله
فيقول تعالى للملائكة الزبانية الغلاظ الشداد "خذوه فغلوه " ضعوا الأغلال في عنقه وارموا به في النار فاغمروه فيها ليصلى حرها "ثم الجحيم صلوه. ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه " ثم في سلسلة من حلق منتظمة كل حلقة فيها قدر حديد الدنيا طولها سبعون ذراعا بذراع للملك تدخل من دبره فتخرج من فيه أو من منخريه .... اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك
_______________
2: حرّر القول في كل من:
أ: القراءات في قوله: {وجاء فرعون ومن قبله} ومعناه على كل قراءة.
قرأت قبله بفتح القاف أي ومن قبله من الأمم المشابهين له
وقرأت قبله بكسر القاف وفتح الباء أي ومن معه من أتباعه من كفار القبط
__________________
ب: المراد بالنفخة في قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة}، وسبب نعتها بالواحدة.*
اختلف المفسرون فيها على قولين
الأول : أن المراد النفخة الأولى نفخة الفزع ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
وهي التي تخرج فيها الأرواح لتدخل الأجساد
الثاني : أن المراد النفخة الثانية مروي عن الربيع بن أنس
سبب نعتها بالواحدة . . لأن أمر الله لا يخالف ولا يمانع
___________________
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالرسول في قوله تعالى: {فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية}.
اختلفت عبارات المفسرين فيه على قولي
الأول : أنه اسم جنس يعم جميع الرسل ذكره ابن كثير والسعدي
واستدلوا له بأن من كذب برسول فقد كذب بهم جميعا كما قال تعالى كثيرا في الشعراء "كذبت قوم نوح المرسلين " مع أنهم لم يكذبوا إلا رسوله
الثاني : رسولهم المرسل إليهم ذكره الأشقر
وسبب الخلاف نوع أل فالأول جعلها للجنس والثاني جعلها للعهد
_______________
ب: سبب دعاء نوح عليه السلام على قومه.
قال تعالى على لسان نوح " إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا "
يا رب إن تركتهم سيضلوا من تخلقهم بعدهم ولن يلدوا إلا فاجرا في الأعمال كافر القلب فلا مصلحة ترجى منهم وهذا من خبرته بهم ألف سنة إلا خمسين عاما وقد صدقه الله بالطوفان
_______________
ج: الدليل على حرمة نكاح المتعة.
قال تعالى " والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون "
استدل السعدي بالآية على تحريم نكاح المتعة ﻻنها ليست زوجة مقصودة ولا ملك يمين

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 19 ربيع الأول 1438هـ/18-12-2016م, 10:03 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح.

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
من الأمور الخاصة بفقه الدعوة والمستفادة من سورة نوح ما يلي:
1. أن يكون الداعية ممتثلا لأمر الله تعالى مبادرا إليه فيكون قدوة لمن يدعوهم فلا يكون ممن يقولون ما لا يفعلون وذلك كما في قوله تعالى (إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم * قال يا قوم إني لكم نذير مبين)
2. أن يكون الداعية واضح في دعوته فيوضح ما ينذر به وما ينذر عنه ويوضح لهم كيفية النجاة من ذلك وأن يبين ذلك بيانا شافيا وذلك كما في قوله تعالى (إني لكم نذير مبين)
3. من أهم ما يدعوا إليه الداعية التوحيد فهو أصل هذا الدين وأصل جميع الأديان وله أنزل الله الرسل والأنبياء وذلك كما في قوله تعالى (أن أعبدوا الله واتقوه وأطيعون) أي بعد التوحيد وعبادة الله وحده وعدم الشرك يدعوا إلى طاعة الله بالامتثال لأوامره والبعد عما ينهي عنه ثم طاعة الرسول فيما يخبر به عن رب العزة
4. على الداعية أن لا يمل ولا يكل من الدعوة إلى الله وأن لا يشتكي قومه إلا لله فالله وحده هو الذي يلين القلوب فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء كما في قوله تعالى (قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا)
5. الهدف من الدعوة هو حصول المقصود منها أو بعض ذلك المقصود وغن لم يحدث أيا من ذلك قلا فائدة من الاستمرار في الدعوة وذلك في قوله تعالى (فلم يزدهم دعائي إلا فرارا)
6. أن يقوم الداعية باستخدام كل الطرق والسبل الممكنة في دعوته فيدعوا قومه جهرا ويدعوهم علنا وسرا حتى يجد أفضل الطرق كما في قوله تعالى (ثم إني دعوتهم جهارا * ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا)
7. على الداعية أن يبدأ مع قومه بأسلوب الترغيب كما في قوله تعالى (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين * ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) فإذا شعر الداعية بأن قومه لم يستجيبوا لأسلوب الترغيب فعليه العدول إلى الترهيب فقد يكون هو الأفضل مع قومه كما في قوله تعالى (ما لكم لا ترجون لله وقارا)
8. ومن الأمور التي يجب على الداعية استخدامها في دعوته هي عرض نعم الله تعالى التي أنعم بها علينا ومخلوقاته التي تثبت بالقطع والبرهان أنه لا إله إلا هو كما في قوله تعالى (ألم تر كيف خلق الله سبع سماوات طباقا * وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا * والله أنبتكم من الأرض نباتا * ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا * والله جعل لكم الأرض بساطا * لتسلكوا منها سبلا فجاجا)
9. ولقرب الداعية من ربه عز وجل فعليه أن يكون دائم الدعاء لنفسه وللمؤمنين بأن يغفر الله لهم ويثبتهم على الدين وأن يكون عاما في دعائه ولا يخصص إلا من يستحق التخصيص كما في قوله تعالى (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات) وأيضا يدعوا على الظالمين بالهلاك فهم وبال عليه وعلى المؤمنين كما في قوله تعالى (ولا تزد الظالمين إلا تبارا)

المجموعة الخامسة:
1. فسّر قوله تعالى:
{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)}.
بعدما وصف الله تعالى حال العاصي يوم القيامة ومحاولته لفداء نفسه من عذاب النار بكل شيء ممكن حتى بنيه وأهله وزوجته يبين لنا الله عز وجل صعوبة هذه النار واستحالة الفكاك منها وعظيم عذابها لأهلها وأن كل محاولات هذا العاصي سوف تبوء بالفشل

كَلَّا إِنَّهَا لَظَى: أي هذه النار التي يحاول العاصي الفكاك منها حرها شديد ولهيبها عظيم ونارها محرقة
نَزَّاعَةً لِلشَّوَى: وهذه النار من شدة حرها تنزع الجلد واللحم ومعالم الوجه والأطراف وكل شيء من الأعضاء الظاهرة والباطنة
تدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى: وهذه النار من له مصيرها وتناديه من بين الخلائق في ذلك اليوم فهي تلتقطهم كما يلتقط الطائر الحب فهم معروفون لها بأنهم من تركوا إتباع الحق وأعرضوا عنه
وَجَمَعَ فَأَوْعَى: كذلك تدعوهم لها لأنهم جمعوا المال في الدنيا وخزنوه فوق بعضه ولم يخرجوا حق الله فيه فهم من أهل النار ولذلك تناديهم ليدخلوها ويعذبوا فيها أشد العذاب
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا: أي من حرص هذا الإنسان على الدنيا خلقه الله هلوعا أي شديد الحرص على الدنيا أشد الحرص وأسوأ الجزع وأفحشه
إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا: ومن صفات هذا الانسان أنه إذا مسه الضر جزع وفزع وانخلع قلبه فلو أصابه مرض أو فقر جزع ولم يصبر على قضاء الله وقدره ولم يرضى به
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع) أي أن هذا الانسان إذا مسه خير جمعه ولم ينفق منه ولم يخرج حق الله فيه وأمسكه لنفسه فقط

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالروح في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه}.
المراد بالروح في قوله تعالى (تعرج الملائكة والروح إليه) ذكر فيه المفسرون أربعة أقوال:
1. قال أبو صالح هم خلق من خلق الله يشبهون الناس وليسوا أناسا وذكر ذلك بن كثير وعلق عليه بقوله: قلت: يحتمل أن يكون المراد به جبريل ويكون ذلك من باب عطف الخاص على العام
2. يحتمل أن يكون اسم جنس لأرواح بني آدم فإنها إذا قبضت يصعد بها إلى السماء ذكر ذلك بن كثير أيضا
3. أسم جنس يشمل الأرواح كلها برها وفاجرها وهذا عند الوفاة فأما أرواح الأبرار فتعرج بها الملائكة إلى السماء ويؤذن لها فتصعد حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله تعالى أما أرواح الفجار فلا يؤذن لها وتعود للأرض ذكر ذلك السعدي
4. الروح هي جبريل وقيل ملك آخر عظيم غير جبريل ذكره الأشقر
فهذه أربعة أقوال مختلفة فيما بينها ولكن القول الأول ليس عليه دليل ولم يتفق عليه أي من باقي المفسرين والله أعلم

ب: معنى قوله تعالى: {وإنه لحسرة على الكافرين}.
1- قال بن جرير أن التكذيب سيكون حسرة على الكافرين يوم القيامة وحكى ذلك أيضا قتادة وذكرهما بن كثير
2- يحتمل عود الضمير في (إنه) على القرآن أي وإن القرآن والإيمان به لحسرة على الكافرين ذكر ذلك بن كثير وأستدل عليه بقوله تعالى (وحيل بينهم وبين ما يشتهون)
3- قال السعدي: فإنهم لما كفروا به ورأوا ما وعدهم به حقا أي القرآن حسب سياق الآيات تحسروا إذ لم يهتدوا به ففاتهم الثواب وحصلوا على العقاب
4- قال الأشقر: أي القرآن حسرة وندامة على الكافرين يوم القيامة
فيمكن الجمع بين هذه الأقوال إلى قولين:
1- عود الضمير على التكذيب وذكره بن كثير
2- عود الضمير على القرآن وذكره بن كثير والسعدي والأشقر
ويمكن الجمع بين الأقوال حيث أن التكذيب هو تكذيب بالقرآن أيضا والله أعلم

3: بيّن ما يلي:
أ: معنى المداومة على الصلاة في قوله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}.
قيل في معنى المداومة على الصلاة ما يلي:
1- المحافظة على أوقاتها وواجباتها ذكر ذلك بن كثير
2- السكون والخشوع فيها ذكره بن كثير
3- المداومة عليها وإثباتها ذكره بن كثير
4- مداومون عليها في أوقاتها بشروطها ومكملاتها ذكر ذلك السعدي
5- لا يشغلهم عنها شاغل ذكره الأشقر
فيكون معنى المداومة: المحافظة على الصلاة في أوقاتها بشروطها ومكملاتها بخشوع وسكون والمداومة على ذلك أبدا

ب: مناسبة الجمع بين الإيمان بالله والحضّ على الإطعام في قوله تعالى: {إنه كان لا يؤمن بالله العظيم . ولا يحضّ على طعام المسكين}.
مناسبة الجمع بين الإيمان بالله والحض على الإطعام أن الأول حق الله والثاني حق خلقه وكلا الحقين مأمور بهم ومحاسبون عليهم

ج: فضل الاستغفار.
قال تعالى (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين * ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) ومن هذه الآيات نجد أن من فوائد الاستغفار ما يلي:
1- مغفرة الذنوب
2- حصول المطر والرزق من جنات ذات ثمار وبها أنهار جارية
3- زيادة المال والبنون

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 21 ربيع الأول 1438هـ/20-12-2016م, 07:29 PM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي

اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
يستفاد من خلال دراسة تفسير سورة نوح أمور من فقه الدعوة يحسن بالداعي إلى الله مراعاتها، ومنها:
- على الداعي إلى الله أن يتلطف في دعوته، وأن ينتقي أطايب الألفاظ في خطاب المدعوين، كالألفاظ التي تعبر عن صدق الشعور ووثيق الترابط والانتماء بينه وبينهم، فمن ذلك ما ذكره الله عن نوح عليه السلام: (قال يا قومِ إني لكم نذير مبين) فناداهم بوصفهم قومه.
- من بلاغة الدعوة أن يفصح الداعي في ابتداء دعوته عن مقصود الدعوة، كما قال نوح عليه السلام: (إني لكم نذير مبين).
- كلما كان الخطاب أكثر وضوحاً وأبلغ بياناً كان أدعى لقبوله، من هذا وصف نوح نفسه بأنه (نذير مبين) فإنه أبان بياناً شافياً لا لبس فيه.
- أن يجعل الداعي في تقدمة دعوته ذكر زبدة ما يدعوهم إليه ثم ينشر بساط دعوته بالإفصاح المبين؛ فإن نوحاً عليه السلام ذكر لقومه زبدة دعوته أولاً فقال: (أن اعبدوا الله واتقوه).
- أن يسلك الداعي بالمدعوين سبيل الترغيب فيذكر لهم الثمرات التي يظفرون بها إن استجابوا: (يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى).
- من الترغيب الناجع أن يذكر لهم الداعي ما يجنون من خير الدنيا العاجل مما حبب إليهم وزُيِّن في نفوسهم من متاع الدنيا ولذاتها: (يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً).
- يسلك الداعي بالمدعوين أيضاً سبيل الترهيب والتخويف من مغبات الإعراض وردِّ الدعوة: (إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون).
- من الترهيب البليغ أن يُذَكَّر المدعوون بعظمة الله وجلاله وأنه أحق أن يُخشَى ويُعَظَّم ويُخَافُ بأسه (ما لكم لا ترجون لله وقاراً).
- الداعي إلى الله كلما كان أصدق في دعوته كان أدوم عليها فلا يتركها مللاً ولا كللاً ولا يثنيه عنها إعراضٌ ولا صدود، بل يمضي عليها مخلصاً محتسباً (قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً).
- الداعي إلى الله بصدق يكون تام النصح للمدعوين حريصاً عليهم، فهو يأتيهم بكل باب يظن أنه يحصل منه المقصود (ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً).
- من تحرِّي الداعي لقبول المدعوين وتخَوُّلِه إياهم أن ينوِّع لهم بين الجهر والدعوة العامة وبين الإسرار والدعوة الفردية؛ رجاء أن تؤتي الوسائل أكلها (ثم إني دعوتهم جهاراً. ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً).
- من أعظم ما يجعله الداعي إلى الله نصب عينيه أن يُعَرِّف المدعوين بربهم؛ ليعرفوه سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله وجلاله وكماله وجماله (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً. يرسل السماء عليكم مدراراً. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً).
- يذكر الداعي من يدعوهم بنعمة الخلق والإيجاد وما يتبعها من منن ونعم؛ فإن الذي انفرد بالخلق والتدبير البديع متعين أن يفرد بالعبادة والتوحيد (ما لكم لا ترجون لله وقاراً. وقد خلقكم أطواراً).
- مما يصبغ الدعوة صبغة القبول أن يعضدها الداعي بذكر الحجج والبراهين العقلية التي تخاطب عقول المدعوين فتحملهم على الاستجابة، ومن ذلك ما ذكر نوح لقومه من برهان عقلي على إثبات البعث (والله أنبتكم من الأرض نباتاً. ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً) فالذي أنشأ الإنسان قادر على إعادته بعد الموت.
- يحسن بالداعي أن يحض المدعوين على إعمال فكرهم فيما يحيط بهم من الآيات الكونية الباهرة الشاهدة بعظمة خالقها وجلاله ومجده وسلطانه (ألم ترو كيف خلق الله سبع سموات طباقاً. وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً).
- النفوس مجبولة على محبة من أحسن إليها، وحينما يستثير الداعي هذه الفطرة في النفوس بذكر مظاهر إحسان الله إلى خلقه ورحمته ورأفته بهم، وسعة فضله عليهم، وتسخير ما في السموات وما في الأرض لهم، فإن ذلك من أبلغ الخطاب وأحسنه؛ فالعظيم الرحيم هو المستحق للعبادة والحب والإجلال والتعظيم (وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً)، (والله جعل لكم الأرض بساطاً. لتسلكوا منها سبلاً فجاجاً).
المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)}.
(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ)
بعد أن ذكر الله تعالى حال السُّعداء في الآخرة أتبعه بذكر حال الأشقياء، وهذا من عادات القرآن أنه يذكر حال كلٍّ من الفريقين.
فهؤلاء الأشقياء - إذا كانت عرصات القيامة - أُعطي الواحد منهم كتابه بشماله ليمتاز ويعرف خزياً وعاراً وفضيحةً فيندم حينئذ غاية الندم، ويقول حزناً وكرباً وهمّاً وغمّاً (يا ليتني لم أوتَ كتابيه) أي لم أعطه لِمَا رأى فيه من سيئاته، ولأن هذا الكتاب يبشر بدخول النار والخسار الأبدي.
(وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ)
ولما يرى كتابه ويعلم أن حسابه كله عليه يتمنى أن لو كان نسياً منسياً ولم يبعث ولم يدرِ أي شيء حسابه.
(يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ)
ويتمنى حينئذ أن موتته كانت موتةً دائمة لا حياة بعدها ولا بعث، فتمنى الموت بعد أن كان أكره شيء إليه لما رأى سوء عمله، والعذاب الذي يصير إليه.
(مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ)
ثم تذكر ماله، فازداد حسرةً أن رآه وبالاً عليه، لم يقدِّم منه لآخرته شيئاً، وليس ينفعه اليوم في الافتداء من عذاب الله، فقد ذهب وقت نفعه، فلا يدفع عنه عذاب الله وبأسه، ولا يخلصه منه.
(هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ)
وتذكر سلطانه فإذا هو قد ذهب واضمحل كان لم يكن! قد زال الجاه العريض وذهبت الجنود الكثيرة والعُدَد الخطيرة أدراج الرياح، فخلص إليه الأمر فرداً وحيداً تغشاه الهموم والأتراح، لا معين له، ولا مجير، ولا يُغني عنه من الله أحد.
وفُسِّر السلطان هنا أيضاً بالحجة، فالمراد أن حجته قد ضلَّت عنه، ففي ذلك اليوم لا تنفع الحجج والمعاذير، فشهود المرء جوارحه وأركانه، لا يخفى على الله منه شيء.
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ)
فحينئذٍ يؤمر بعذابه فيقال للزبانية الغلاظ الشداد (خذوه فغلوه) أي اجمعوا يده إلى عنقه بالأغلال واجعلوا في يمينه غلِّاً يخنقه، فتبتدره الزبانية تأخذه عنفاً من المحشر فتغلُّه. وقد ورد في الآثار أنه يبتدره سبعون ألف ملك وقيل أربعمائة ألف ملك أيهم يجعل الغل في عنقه، فلا يبقى شيء إلا دقه الملك فيقول له: ما لي ولك؟ فيقول: إن الرب عليك غضبان، فكل شيء عليك غضبان. نعوذ بالله من غضبه وعقابه.
(ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ)
أي أدخلوه فيها ليصلى حرَّها، واغمروه فيها وقلِّبوه على جمرها ولهبها، لا جرم أن الزبانية تبتدره فتغلّه ثم تورده إلى جهنم، فتصليه إياها.
(ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ)
السلسلة: هي الحلق المنتظمة، قال كعب: كل حلقة منها قدر حديد الدنيا، ومعنى ذرعها: طولها، قال العوفي عن ابن عباس: بذراع الملك.
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن رصاصة مثل هذه -وأشار إلى مثل جمجمة – أُرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمائة سنةٍ، لبلغت الأرض قبل الليل، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفاً الليل والنهار، قبل أن تبلغ قعرها أو أصلها". أخرجه الإمام أحمد.
فيأمر الله الزبانية أن يسلكوه أي ينظموه فيها، فتدخل في دبره وتخرج من فمه، حتى لا يقوم على رجليه، ويُنظمون فيها كما يُنظم الجراد عند الشوي، ويعلقون فيها فلا يزالون يعذبون هذا العذاب الفظيع. اللهم أجرنا من النار.

2:
حرّر القول في كل من:
أ: القراءات في قوله: {وجاء فرعون ومن قبله} ومعناه على كل قراءة.
في كلمة (قبله) قراءتان:
الأولى: كسر القاف (ومن قِبله)، والمعنى: ومن عنده في زمانه من أتباعه من كفار القبط.
الثانية: فتح القاف (ومن قَبله)، والمعنى: ومن قبله من الأمم المشابهين له.
ب: المراد بالنفخة في قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة}، وسبب نعتها بالواحدة.
ذكر المفسرون في المراد بالنفخة أقوال:
القول الأول: أنها نفخة القيام لرب العالمين والبعث والحساب، وهي التي يكون فيها دخول كل روح في جسدها، فإذا الناس قيام لرب العالمين. قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني: أنها النفخة الأولى. قاله الأشقر.
القول الثالث: أنها النفخة الأخيرة. ذكره ابن كثير عن الربيع.
ورجح ابن كثير أنها نفخة القيام لرب العالمين بدلالة السياق لأنه قال بعدها (وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة).
ونُعِتت بالواحدة تأكيداً لها؛ فإن أمر الله لا يخالف ولا يمانع ولا يُحتاج إلى تكرار وتأكيد.
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالرسول في قوله تعالى: {فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية}.
كلمة (رسول) في الآية جنس يدخل فيه كل رسول أرسله الله؛ فإن كلّاً من هؤلاء كذب الرسول الذي أرسله الله إليهم كما قال تعالى: (كلٌّ كذب الرسل فحق وعيد)، ودعوة الرسل واحدة فمن كذَّب رسولاً واحداً كان مكذِّباً بجميع الرسل، كما قال تعالى: (كذبت قوم نوح المرسلين)، (كذبت عاد المرسلين)، (كذبت ثمود المرسلين).
ب: سبب دعاء نوح عليه السلام على قومه.
دعا نوح عليه الصلاة والسلام على قومه الكفار؛ لأنه علم - من خبرته بهم وكثرة مخالطته إياهم ومزاولته لأخلاقهم - أن بقاءهم مفسدة محضة لهم ولغيرهم؛ فإنهم إن بقوا أضلوا من بعدهم، ولم يلدوا إلا فاجر الأعمال كفَّار القلب، ولهذا سأل نوح ربه أن يهلكهم جميعاً.
ج: الدليل على حرمة نكاح المتعة.
نكاح المتعة محرم، يدل على ذلك قوله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).
ووجه دلالة الآيات: أنها امتدحت هؤلاء بأنهم يحفظون فروجهم عن كل محرم، ولم يُستَثن إلا الزوجة والسرية، ونكاح المتعة مباين لهما إذ هو إتيان من ليست بزوجة مقصودة ولا سرية مملوكة.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 23 ربيع الأول 1438هـ/22-12-2016م, 12:07 PM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

المجلس الثالث: مجلس مذاكرة تفسير سور الحاقة والمعارج ونوح
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
تعلمنا من خلال دراستنا لسورة نوح أمورا في الدعوة:
1/ تعريف الداعية بنفسه وبدعوته باختصار، مفصح عن نذارته ، مبين عن حجته، {ياقوم إنّي لكم نذير مبين}.
2/ترتيب الأولويات في الدعوة، أولا الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له وتقواه ثم طاعة الرسول لأنه يستمد الأوامر من الله عز وجل، {أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون}.
3/ التحفيز وبيان الأمور المترتبة على الطاعة من الأجر والثواب ومغفرة الذنوب وغيره، { يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى...}.
4/ أن يبين الداعية للمدعو أن الأجل الذي وضعه الله عزّ وجل لليوم الآخر لا يبدل { إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
5/تخيّر الأوقات المناسبة للدعوة على حسب حال المدعو {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا}
6/ الدأب على الدعوة وتحين الفرص فالداعي يجب أن يكون فطنًا في دعوته فينوع في أساليبه يدعو جهرا تارة ويزاوج بين ال‘لان والإسرار تارة ويدعو سرا تارة أخرى {ثم إني دعوتهم جهارًا ثمّ إنّي أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارًا}
7/ على الداعية أن يرغب المدعو في خيري الدنيا والآخرة ويربط لهم بين العبادة والمغفرة وحصول الخيرات وجلب الأرزاق كما فعل نوح عليه السلام ربط لهم بين الاستغفار وجلب الأرزاق، {فقلت استغفروا ربكم إنّه كان غفّارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهارًا}
8/ أن يعلّق الداعية المدعو بالله عزّ وجل ويبين له أسماءه وصفاته، {...إنه كان غفّارًا}.
9/ التودد للمدعو والاستنكار عليه بصيغة سؤال، {مالكم لا ترجون لله وقارا}
10/ أن يذكّر الداعية المدعو بخلقه، {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، {.... وقد خلقكم أطوارًا}.
11/أن يوجه الداعية المدعو إلى التأمل والتفكر في الكون ، في خلق السماء، في الشمس والقمر ، وفي الظواهر الكونية،{ ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقًا وجعل القمر فيهن نورًا وجعل الشمس سراجًا}.
12/ أيضًا أن يوجه الداعية المدعو إلى النظر في نشأته من الأرض، وعودته إليها بالموت وهنا تقرير بالبعث،{والله أنبتكم من الأرض نباتًا ثمّ يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجًا}.
13/ تذكير الداعية المدعو بالنعم الجليلة من الله عزّ وجل وتيسير الحياة لهم على هذه البسيطة، {والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلًا فجاجًأ}
14/ الدعاء على الظالمين المعتدين عند اليأس من إيمانهم، {قال نوح ربٍّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّاًر}.
15/ أن يبين الداعية سبب دعوته على الظالمين،{ إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلّا فاجرًا كفّارًا}.
16/ أن يدعو الداعية لنفسه ولوالديه وللمؤمنين بالمغفرة والرحمة وكل خير،{ ربّ اغفر لي ولوالديّ ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا.
17/ أن يكون الداعية صبّورًا جلدًا في الدعوة كما كان نوح عليه السلام فهذه السورة بيّنت لنا كيف يكون الداعية، وما هي الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الداعية من الصبر، وحسن الخلق ، والحلم، والعلم، والذكاء، والحنكة، والحكمة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.

{قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا}. بعد أن دعا نوح قومه لعبادة الله عزّ وجل وسلك في ذلك كل طريق وبذل جهده بصبر جميل ولم يجد منهم الا الإنكار والاستهزاء لجأ نوح عليه السلام وشكا له ما وجده من قومه فقال: إنّ هؤلاء القوم عصوني في أمرتهم به، وأتبعوا الملاء منهم ذوي الأموال والأولاد الذين لم يزيدوهم إلا خسارة في الدنيا والآخرة .
{وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} أي مكروا مكرًا عظيما في معاداة نوح عليه السلام وصد دعوته.
{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}ومن مكرهم العظيم أن رؤسائهم قالوا للأتباع لا تتركوا عبادة الهتكم ، ثم بيّنوا لهم هذه الآلهة بأسمائها ودا وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وهؤلاء كانوا قوما صالحين في فلما ماتوا زين الشيطان لقومهم أن يصوروا صورهم لينشطوا على الطاعة إذا رأوها ثم جاء من بعدهم فزين لهم ابليس عبادتها بعد أن قال لهم أسلافكم كان يعبدوها فعبدوها من دون الله.
{وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا} أي هؤلاء الرؤساء أضلوا كثيرًا من الخلق ،كما فعل فرعون بأتباعه{فاستخفّ قومه فأطاعوه}، فدعا عليهم نوح عليه السلام لما يئس من طاعتهم ، بمزيد من الضلال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
ذكر بن كثير في المراد بالسائل عدة أقوال:

القول الأول: النضر بن الحارث بن كلدة، قاله سعيد بن جبير عن ابن عباس، ذكره بن كثير والأشقر، في قول آخر له.
القول الثاني: هو سؤال الكفّار عن عذاب الله يوم القيامة وهو واقع، قاله العوفي عن ابن عباس أيضًا.
القول الثالث: دعا داعٍ بعذاب واقع يقع في الآخرة ، وهو قولهم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}، قاله بن أبي نجيح عن مجاهد، ذكره بن كثير ووافقه السعدي والأشقر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ب: المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.
ذكر بن كثير عدة أقوال في المراد بالطاغية:
القول الأول: الصيحة قاله قتادة وهو اختيار بن جرير، ووافقه السعدي والأشقر.
القول الثاني: الذنوب والطغيان، قاله مجاهد والربيع بن أنس، وذكره بن كثير.
القول الثالث: عاقر الناقة، قاله السدي، وذكره بن كثير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.

المراد بـ "الحاقّة" هي القيامة أو من أسماء يوم القيامة .
سبب تسميتها "الحاقّة" لأنه تظهر فيها حقائق الأمور، ويتحقق الوعد والوعيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.
أي مبلغًا به لأن من شأن الرسول أن يبلغ عن المرسل، وهذ الكلام دال على عظمة من تكلم به وجلال أوصافه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
النبي صلى الله عليه وسلم صادق فيما بلغ عن ربه والدليل قوله تعالى {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ}
ولو تقول أي إنه صلى الله عليه وسلم لا يتقول على الله عزّ وجل.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 25 ربيع الأول 1438هـ/24-12-2016م, 12:44 PM
هيئة التصحيح 8 هيئة التصحيح 8 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 282
افتراضي تصحيح

تصحيح المجلس الثالث، مستوى ثالث، المجموعة الثانية
حياكم الله مجددا طلاب المستوى الثالث
أحسنتم جميعا، بارك الله فيكم ونفع بكم، وزادكم علما وفهما.. أثني على أدائكم جميعا فقد لمست اجتهادا مشكورا في كل الإجابات ..
ولزيادة التحسين في سؤال التفسير نكتب دائما مقدمة مناسبة، بعض الآيات المطلوب تفسيرها في هذا المجلس لها علاقة مباشرة بما قبلها، يمكنكم التقديم بذكر المناسبة بينها وبين ما قبلها من آيات، أو ذكر موضوع الآيات.. بوركتم.

المجموعة الأولى:

حليمة محمد أحمد ( +أ )
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. وزادك من فضله.
- س 2
أ : السؤال عن السائل تحديدا، وقد ذكر المفسرون أنه إما أن يكون النضر، أو أن المقصود الكفار عموما أما بقية الأقوال التي ذكرتيها فهي متعلقة بمسائل أخرى.
كما ذكر ابن كثير قولا آخر وضعفه وهو أن المعنى واد يسيل في جهنم ، ولعل من قال بهذا المعنى رجع إلى قراءة سأل بغير همز وهو ضعيف كما ذكر ابن كثير ولا تعارض بين القولين الأول والثاني.

- س3
ب : بالإضافة لما ذكرت أنه بمعنى التبليغ، نذكر ما قاله الأشقر أنه بمعنى التلاوة ج: مما يثبت صدق النبي صلى الله عليه وسلم أن الله الحكيم سبحانه لم يكن ليدعه ويؤيده بالمعجزات وهو كاذب ، فلو كان كاذبا لأخذ وعذب.

إشراقة جيلي ( أ )
أحسنت بارك الله فيك، وأحسن إليك.
- س1
أحسنت تفسير الآيات لكن نتطلع لمزيد من الدقة في ذكر جميع المسائل التي ذكرها المفسرون، مثال: أن زيادة المال والولد كانت على سبيل الاستدراج، الأقوال في معنى قوله تعالى{ ولا تزد الظالمين إلا ضلالا}
- س2
أ: السائل إما النضر أو الكفار عموما، القول الثالث الذي ذكرتيه عبارة عن تفسير لمعنى سأل سائل، وليس قولا ثالثا، ب: أحسنت أضيفي أن القول الأول قال به ابن كثير، ج مما يثبت صدق النبي صلى الله عليه وسلم أن الله الحكيم سبحانه لم يكن ليدعه ويؤيده بالمعجزات وهو كاذب ، فلو كان كاذبا لأخذ وعذب.
- س3
ب: معنى كون القرآن قول الرسول : إما لأنه مبلغ كما ذكرت، أو بمعنى التلاوة.
بإذن الله نستلم منك الواجب في وقته في المرات القادمة ..

المجموعة الثانية:
ملاحظة عامة:
في السؤال الثاني ب المراد بالنفخة في قوله تعالى { ونفخ في الصور نفخة واحدة }، من المفسّرين من ذهب إلى أن المراد بها النفخة الأولى، وقيل الأخيرة أي نفخة البعث، وسبب نعتها بالواحدة تأكيدا لها وأن أمر إذا جاء فإنه لا يخالف ولا يمانع.


مها الحربي( أ )
أحسنت وبوركت، وزادك الله من فضله.
- س1
أحسنت في تفسير الآيات لكن فاتك مع الاختصار بعض المسائل مثل: أن سلطانيه قد تكون بمعنى الحجة، معنى سلسلة، معنى ذرعها..
- س 2
ب: ارجعي للملاحظة العامة.
- س 3
ب: سبب دعاء نوح عليهم، بالإضافة لما ذكرت من يأسه من صلاحهم مع طول مكثه، مذكور في الآية التي تلي الدعاء { إنك إن تذرهم .. } وقد نص السعدي على ذلك

فداء حسين ( أ )
أحسنت بارك الله فيك، وسدد خطاك.
- س1
أحسنت بذكر مقدمة لتفسير الآيات، أحسنت في تفسير الآيات عموما، نتطلع للمزيد من الدقة في ذكر جميع الأقوال التي أوردها المفسرون، مثال: لم تذكري معنى ذرعها.
- س 2
ب: ارجع للملاحظة العامة
- س3
ب: لابد من توضيح السبب المباشر المذكور في الآية التالية { إنك إن تذرهم ...} وقد نص السعدي على ذلك
انتبهي للأخطاء المطبعية.. خاصة في الآيات، بوركت ووفقت.

مروة كامل ( أ )
أحسنت، نفع الله بك وسددك
- س1
نتطلع إلى لمزيد من الدقة في ذكر جميع المسائل، مثال: لم تذكري أن سلطانية بمعنى حجة.
- س2
ب: ارجعي للملاحظة العامة.
- س3
ب: مع ما ذكرتيه، لابد من توضيح السبب المباشر المذكور في الآية التالية { إنك إن تذرهم .} وقد نص السعدي على ذلك.

فاطمة احمد صابر ( ج+)
أحسنت، بارك الله فيك وسدد خطاك، لكن لماذا لم تجيبي على السؤال العام؟؟
- س2
ب: ارجعي للملاحظة العامة.
- س3
أ : لا يوجد في الآية (ال) التعريف في كلمة رسول لذلك لا يستقيم تبريرك للخلاف، ولم يذكر في الدرس إلا قولا واحدا هو أن رسول اسم جنس، أي كل أمة كذبت رسولها المرسل إليها، ومن كذب برسول فقد كذب بالجميع.
تلوين العناوين وبعض النقاط الهامة دون مبالغة يضفي على إجابتك جمالا ، ونعده من حسن العرض

لولوة الحمدان ( أ + )
أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله
- س1
أحسنت التقديم للآيات، كما أحسنت التفسير بأسلوب وعظي جميل ، واستوعبت المسائل بارك الله فيك ونفع بك.
- س2
ب ارجعي للملاحظة العامة.
- س3
ب:إجابتك صحيحة لكن لو ذكرت الآية في سبب دعاء نوح على قومه{ إنك إن تذرهم .. }
بارك الله فيك وزادك علما وفهما.

بإذن الله سنستلم الواجب منك في وقته في الأيام القادمة

المجموعة الثالثة:
ملاحظة عامة:
الفقرة أ من السؤال الثاني: المحصلة أن الأقوال أربعة، ثلاث منها زمن، وفي الرابع يراد به المسافة التي تقطعها الملائكة في يوم من أيام الدنيا ما لو سارها الشخص العادي لقطعها في مدة خمسين ألف سنة وبنفس سرعة صعود الملائكة تصعد الأرواح أيضا فهي تصعد مع الملائكة كما هو معلوم فالمراد بيان المسافة بين الأرض والسماء وهذا يكون في الدنيا، ونحرر الأقوال ونذكر من قال بها كما تعودنا.

عباز محمد ( أ )
أحسنت ، بارك الله فيك وزادك من واسع فضله. وامتن عليك برحمته وكرمه.
- س1
نتطلع إلى المزيد من الدقة في كتابة جميع المسائل مثال: لم تذكر فائدة نفي القسم، ولا مقصد القسم.
- س2
أ: لا نقول كما تقدم، وأنت لم تقدمه هنا ، تعبيرك فيما ذكرت أنه القول الثاني ( يوم قبض الروح في الدنيا) لا يصح، إذ المقصود المسافة التي تصعدها الملائكة والروح، وهو مشابه للقول الأول عند ابن كثير ولم تذكر ذلك، وارجع للملاحظة العامة.

- س3
أ: أشكرك على اجتهادك في البحث عن الجواب ، المقصود بالسؤال هنا هو ما ذكره السعدي عند تفسير قوله تعالى: { وإنه لحق اليقين} [الحاقة: 51] فقد ذكر مراتب العلم الثلاثة

فداء حسين ( أ )
أحسنت زادك الله علما وفهما.
- س1
أحسنت بذكر مقدمة للآيات في سؤال التفسير، نتطلع إلى المزيد من الدقة في كتابة جميع المسائل مثال: معنى مهطعين كان يحتاج إلى مزيد من التوضيح، لم تذكري سبب نزول أيطمع ، من معاني {على أن نبدل أمثالهم } أن يكون الاستبدال في الدنيا، لم تذكريه.
- س2
ب : أحسنت المسألة فيها قولان، لكن الأشقر هو الذي ذكر القولين في المراد بالنار، وعليه وجد الخلاف أما ما ذكره ابن كثير والسعدي من أنها النار فلم يحدد، وتحمل على نار الآخرة خاصة والسعدي قال العقوبة الأخروية

- س3
ب: أحسنت في استخلاص القولين من كلام المفسرين، ابن كثير أيضا ذكر القول الثاني ( معارج السماء ) واذكري من ذكر قوله من السلف كابن عباس وقتادة هنا

بارك الله فيك لا تشقي على نفسك، بإعادة المجلس، العبرة في النظر في اختيار الزملاء قبل البدء، أما إذا انتهيت فلا بأس.

المجموعة الرابعة:
في الفقرة أ من السؤال الثالث ، تعدية الفعل بالباء تدل على وجود فعل محذوف، نقدره بالتقريب بما يناسب الحرف أو المعنى لذلك اختلفت عبارات المفسرين في الفعل المحذوف، فمنهم من قدره دعا ومنهم من قال استعجل...وهنا قاعدة اسمها الحذف والتضمين تدرسونها لا حقا بإذن الله. وإن كان بعض النحويين يرى أن الباء هنا بمعنى عن، حتى تستقيم التعدية ، بناء على أن بعض الحروف تتبادل، لكن الأصح مذهب الحذف والتضمين.

زينب الجريدي ( ب+ )
بارك الله فيك وأحسن إليك.
- س1
- أحسنت في تفسير الآيات، لكن نتطلع إلى المزيد من الدقة في ذكر جميع المسائل، مثل: معنى مؤتفكات، رابية ، قبله بالقراءتين.
- س2
أ: أحسنت باستخلاص القولين من كلام المفسرين، لكن ابن كثير ذكر القولين، كما أنك لم تشيري إلى اختيار الأشقر ، أيضا أشيري إلى من قال بالتفسير من السلف، ب: لم تبيني معنى الآية بناء على كل قراءة.
- 3س
أ: بارك الله فيك انتبهي من الأخطاء المطبعية، وما ذكرته من أقوال إنما هو عبارات عبر بها المفسرون عن تقديرهم للفعل المحذوف، ارجعي للملاحظة العامة. ب : مع ذكرنا لشدة برودة الريح نذكر قوتها وشدة هبوبها وأن لها صوتا كصوت الرعد القاصف ونذكر من قال بذلك من المفسرين.

تلوين العناوين وبعض النقاط الهامة دون مبالغة يضفي على إجابتك جمالا ، ونعده من حسن العرض.

منال أنور محمود ( أ )
أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله.
- س2
أ: عتت يعني جاوزت الحد، وفي المسألة قولين إما أنها عتت على الملائكة يعني تجاوزتهم ولم تخرج بتقديرهم كما هي العادة، أو عتت على قوم عاد، ونحرر الأقوال كما تعودنا ونذكر من قال بها.
- س3
أ: في معنى الباء أقوال لم تذكريها تجدين الإجابة في الملاحظة العامة .

هدى محمد ( أ )
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- س1
أحسنت في تفسير الآيات، لكن نتطلع إلى المزيد من الدقة في ذكر جميع المسائل مثل: وجه الامتنان على المخاطبين بقوله حملناكم، معاني ( تعيها، رابية)
- س2
أ: القول الثالث الذي ذكرتيه يمكن ضمه للقول الأول، فيكون في المسألة قولين فقط إما العتو على قوم عاد أو على الخزنة.
- س3
المطلوب معنى تعدية الباء تحديدا تجدين الإجابة في الملاحظة العامة.

المجموعة الخامسة
بارك الله فيكم ، في السؤال الثاني ب بما أن السؤال كان عاما في المعنى ولم يطلب تحرير الخلاف فقط، فلو وضحتم معنى ( حسرة )، بالإضافة لتحرير الخلاف. يعنى نذكر أن حسرة بمعنى ندامة على الكافرين سواء القرآن أو التكذيب .

بيان الضعيان ( ب )
أحسنت بارك الله فيك وأحسن إليك، أجدت في استخراج الفوائد من القصة.
- س1
نسيت اكمال تفسير الآيات كما هو مطلوب في السؤال قدر الله وما شاء فعل.
- س2
ب: لم تذكري الأدلة التي استشهد بها ابن كثير،

تلوين العناوين وبعض النقاط الهامة دون مبالغة يضفي على إجابتك جمالا ، ونعده من حسن العرض

مها محمد ( أ+)
أحسنت بارك الله فيك وأحسن إليك.وزادك من فضله.

رقية عبد البديع ( أ )
أحسنت، بارك الله فيك، ونفع بك.
- س1
كلما وجد الدليل من الكتاب أو السنة في تفسير الآيات فاعتني بذكره، وفقك الله
- س2
أ: آية { يثبت الله الذين آمنوا .. } لا علاقة لها بتحرير هذه المسألة، ب: ما رواه ابن أبي حاتم عن ابي مالك هو أن الحسرة بمعنى الندامة، ولا علاقة له بالسؤال هنا.
- س3
أ: اختلف تعبير المفسرين عن معنى المداومة والخلاصة المداومة على الصلاة بسكون وخشوع ، وحفظ أركانها وواجباتها وأوقاتها ومكملاتها، ب: تجني النسخ.

محمد عبد الرزاق ( أ )
أحسنت باستخلاص الفوائد، بارك الله فيك، ونفع بك.
- س1
- أحسنت بكتابة مقدمة لتفسير الآيات بارك الله فيك وزادك من فضله.
- س2
أ: قول ابن كثير ((يحتمل أن يكون المراد به جبريل)) متوافق مع أحد قولي الأشقر فنعده قولا واحدا، وننسبه لابن كثير والأشقر، قول ابن كثير ((يحتمل أن يكون اسم جنس لبني آدم)) متوافق مع اختيار السعدي، فنعده قولا واحدا وننسبه لابن كثير، والسعدي ، نعد قول الأشقر ((ملك آخر عظيم غير جبريل)) قولا رابعا، فتكون المحصلة أربعة أقوال 1/ جبريل،2/ ملك آخر، 3/ خلق يشبهون بني آدم 4/ اسم جنس لبني آدم.
بوركت ووفقت، وزادك الله علما وفهما.


بارك الله فيكم جميعا وجعلكم كالغيث أينما حل نفع.


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 2 ربيع الثاني 1438هـ/31-12-2016م, 02:01 AM
غيمصوري جواهر الحسن مختار غيمصوري جواهر الحسن مختار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 159
افتراضي


المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:
))فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ))
يقول تعالى للمشركون الذين كانوا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلّم وهم شاهدون له ولما أرسل الله به إليهم من الهدى , وما أيّده الله من البينات, وهم مع كل ذلك يفرون عنه مسرعين , فرقا فرقا وشيعا شيعا .
((ِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ))
أي متفرّقين حال من مهطعين , في حال تفرّقهم واختلافهم ,قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : فهم مخالفون للكتاب , مختلفون في الكتاب متفقون على مخالفة الكتاب , و عن ابن عباس : (عزين )أي العصب من النّاس عن اليمين والشمال معرضين مستهزئون به . وعن قتادة أي فرقا حول النبي صلى الله عليه وسلّم لا يرغبون في كتاب الله , ولا في نبيه صلى الله عليه , فهم في اختلافهم وتفرقهم قطعا متفرقة وجماعات متنوّعة كلّ منهم بما لديهم فرحين , يعني عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وعن شماله جماعات متفرقة . حاصل ما ذكره كل من \ ك س ش
((أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ))
أيطمع هؤلاء –والحالة هذه –من فرارهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونفورهم عن الحقّ – أن يدخلوا جنّات نعيم ؟ كلا , بل مأواهم جهنّم فلم يقدّموا سوى الكفر والجحود لربّ العالمين , \ك س
وذكر الأشقر أن سبب نزول الآية : كان المشركون يقولون لئن دخل هؤلاء الجنّة لندخلنّ قبلهم , فنزلت . ((كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ))
ثمّ قال تعالى مقررا المعاد والعذاب بهم الذي أنكروا كونه واستبعدوا وجوده مستدلا عليهم بالبداءة التي الإعادة أهون منها وهم معترفون بها , فقال(( إنّا خلقناهم مما يعلمون )) أي من المني الضّعيف من ماء دافق يخرج من بين الصّلب والتّرائب فهم ضعفاء لا يملكون لأنفسهم نفع لا ضرّ ولا موت ولا حياة ولا نشور , فهم من القدر الذي يعلمونه فلا ينبغي لهم هذا التّكبر . حاصل ماذكره \ ك س ش
((فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ ((
الذي خلق السّموات والأرض وجعل مشرقا ومغربا وسخّر الكواكب تبدوا من مشارقها وتغيب في مغاربها وتقدير الكلام : ليس الأمر كما يزعمون أنّ لا معاد ولا حساب , ولا بعث ولا نشور , بل كلّ ذلك واقع وكائن لامحالة وجيء ب ( لا ) في ابتداء القسم للدلالة على أنّ المقسم عيله نفي , وهو الرّد على زعمهم الفاسد في نفي يوم القيامة , وفي خلق السماوات والأرض وتسخير ما فيها من المخلوقات من الحيوانات والجمادات وسائر صنوف الموجودات , ما شاهدو فيها من عظيم قدرة الله تعالى أبلغ من إقامة القيامة , ففي الآية إقسام منه تعالى بالمشارق والمغارب لما فيه من الآيات الباهرات على البعث وقدرته على تبديل أمثالهم , وهم باعيانهم , حاصل ما قاله \ ك س ش
((علَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ .((
في معنى الآية وجهين في التفسير
الوجه الأوّل : أي يوم القيامة نعيدهم بأبدان خير من هذه فإنّ قدرته صالحة لذلك ( وما نحن بمسبوقين ) بعاجزين كما قال تعالى (( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين لى أن نسوّي بنانه )) وقول للسعدي حيث قال وهم بأعيانهم .
الوجه الثاني : ((على أن نبدّل خيرا منهم )) أي : أمّة تطيعنا ولا تعصينا وجعلها , كقوله تعالى (( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم )) ك ش
ورجح ابن كثير القول الأول فقال : والمعنى الأوّل أظهر لدلالة الآيات الأخر عليه والله أعلم .
2:
حرّر القول في كل من:
أ: المراد باليوم في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة(
القول الأوّل :أن المراد به المسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل السّافلين , وهو قرار الأرض السّابعة . ك س
القول الثاني : أنّ المرابه مدّة بقاء الدّنيا منذ خلق الله هذا العالم إلى قيام السّاعة . عن مجاهد ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) قال : الدّنيا عمرها خمسون ألف سنة . وذلك عمرها يوم سمّاها الله تعالى يوم , ( تعرج الملائكة والرّوح إليه في يوم ) : اليوم : الدّنيا . ك
القول الثالث : أنّه اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة , وعقّب عليه ابن كثير فقال : وهو قول غريب جدا وساق بسنده إلى محمد بن كعب : ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) قال : هو يوم الفصل بين الدّنيا والآخرة
القول الرّابع : أنّ المراد به يوم القيامة وساق بسنده إلى ابن عباس : ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) يوم القيامة , وبه قال الضحاك وابن زيد , وعن أبي سعيد قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) ما أطول هذا اليوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (( والذي نفسي بيده إنّه ليخفّف على المؤمن حتى يكون أخفّ عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدّنيا )) ك س ش
القول الخامس : أنها مقدار عروج الملائكة ,من ابتداء العروج إلى وصولها ما حدّ لها وما نتهى إليه من الملأ الأعلى . س

ب: المراد بالنار في قوله تعالى: {مما خطئياتهم أغرقوا فأدخلوا نارا(
أي نقلوا من تيار البحار إلى حرارة النّار , ذهبت أجسادهم في الغرق وأرواحهم للنّار والحرق , أي نار الآخرة, وقيل عذاب القبر , حاصل ما ذكره كل من \ ك س ش
3: بيّن ما يلي:
أ: مراتب العلم.
مراتب العلم اليقين وهو العلم الثابث الذي لا يتزلزل ولا يزول ولليقين ثلاث مراتب كل منها أعلى من الآخر
أولا : علم اليقين وهو العلم المستفاد من الخبر .
ثانيا : عين اليقين وهو العلم المدرك بحاسة البصر .
ثالثا: حقّ اليقين وهو العلم المدرك بحاسة الذوق والمباشرة . ذكره السّعدي عند قوله تعالى(( وإنّه لحق اليقين ) سورة الحاقة .


ب: المراد بالمعارج في قوله تعالى: {من الله ذي المعارج ((
القول الأوّل : المعارج : قال ابن عباس ذو الدّرجات \ك
القول الثاني : يعني العلوّ والفواضل . قول علي بن طلحة عن ابن عباس ومثله قال قتادة .
القول الثالث : معارج السّماء , قول مجاهد.
القول الرّابع : ذو العلوّ والجلال والعظمة والتدبير لسائر الخلق . س
القول الخامس : ذي المصاعد التي تصعد فيها الملائكة \ش
القول السّادس : المعارج العظمة . ش


ج: الدليل على أن السماوات مبنيّة حقيقة وليست غازات كما يدّعي البعض.
قال تعالى(( ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهنّ نورا وجعل الشّمس سراجا والله أنبتكم من الأرض نباتا ...))

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 26 ربيع الثاني 1438هـ/24-01-2017م, 10:33 PM
هيئة التصحيح 8 هيئة التصحيح 8 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 282
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تصحيح المجلس الثالث: مجلس مذاكرة تفسير سور: الحاقة، والمعارج، ونوح ، ( تتمة).


غيمصوري جواهر الحسن مختار( ب )
س1
أحسنت بارك الله فيك وإن كنا نطمع للمزيد من تحري المسائل، وذكر ما يرد من آيات وأحاديث يستدل بها المفسر.
س2
أ : ما ذكرته في القول الأول مشابه لما ذكرته في القول الخامس، وارجع للملاحظة العامة، بارك الله فيك.
ب: في سؤال التحرير حرر المسألة كما تعودنا ( نذكر مقدمة توضح أن في المسألة أقوال، ثم نذكر القول الأول ومن قال به والقول الثاني ومن قال به و......... وإن وجد دليل أو ترجيح نذكره..)

س3
ب: ما ذكرته من أقوال يمكن جمعه تحت قولين في المسألة ، ارجع لإجابة زملائك في المجموعة مع مراعاة النظر في التصحيح.
ج : في سؤال الاستدلال أذكر وجه الدلالة ، يمكنك الاستفادة من إجابة الزملاء.

نشكرك على أداء المجلس ونسأل الله لنا ولك الثبات.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 4 جمادى الأولى 1438هـ/31-01-2017م, 04:40 PM
محمد شمس الدين فريد محمد شمس الدين فريد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 163
افتراضي

أعتذر جدا على التأخير.
بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال الأول:
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.

1- أهمية أن يكون الداعيةُ من نفس القوم المدعوين؛ يخالطهم ويتكلم بلسانهم ويعرف واقعَهم. يستفاد من قوله تعالى: "إنا أرسلنا نوحا إلى قومه"
2- ضرورة وضوحِ لغة الداعية وقوة بيانه. يستفاد من قول نوح عليه السلام: "إني لكم نذير مبين".
3- تنويع وسائل وأساليب الدعوة وأوقاتِها. يستفاد من نوح عليه السلام: "ثم إني دعوتهم جهارًا، ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارًا"، "ومن قوله: "قال رب إني دعوت قومي ليلًا ونهارًا".
4- الداعية الحقُّ هو الذي يربط المدعوين بالله تعالى لا بنفسه، ويُفهِم الناسَ أن طاعتهم إياه لا تكون إلا تابعةً لطاعة الله وتقواه سبحانه. يستفاد من قول نوح عليه السلام: "أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون".
5- من أساليب الدعوة إلى الله: تقديم الترغيب على الترهيب. يستفاد من قول نوح عليه السلام: "يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى" ترغيب، "إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون" ترهيب.
6- من وسائل الدعوة الناجعة: تبيين فوائدِ العبادات ومصالحِها الدنيوية والأخروية. يستفاد من قول نوح عليه السلام: "فقلت: استغفروا ربَّكم؛ إنه كان غفارًا؛ يرسل السماء عليكم مدرارا؛ ويمددكم بأموال وبنين؛ ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم انهارًا".
7- من أساليب الدعوة المهمة: الاستدلال العقلي بتوحيد الربوبية الذي تُقرُّه الفطرُ الإنسانية الأصيلة السليمة على توحيد الألوهية الذي يتفرَّق به الناسُ يوم القيامة إلى مؤمنٍ مصيره الجنان وكافرٍ مصيره النيران. يستفاد من قول نوح عليه السلام لقومه: "ما لكم لا ترجون لله وقارًا، وقد خلقكم أطوارًا، ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقًا، وجعل القمر فيهن نورا، وجعل الشمس سراجًا، والله أنبتكم من الأرض نباتًا، ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجًا، والله جعل لكم الأرض بساطًا؛ لتسلكوا منها سبلا فجاجًا"

المجموعة الأولى:
1- فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.
بعد أن بين لنا سبحانه وتعالى حال نوح في دعوته لقومه، وكيف أنه عليه السلام قد سلك كل السبل في دعوتهم والسعي في هدايتهم، وأنه لم يألُ جهدًا في بلاغهم ما أرسله الله به، يقصُّ علينا سبحانه ما ذكره نوح عليه السلام ـــ والله العليمُ بما قال ـــ من نتيجة تلك الدعوة وأثرها على قومه، فيقول عز وجل: "قال نوح ربِّ إنهم عصوني" أي لم يجيبوا دعوتي ولم ينصاعوا لأمري، "واتبعوا من لم يزده مالُه وولده إلا خسارا" أي إنهم امتنعوا عن الإيمان وسارعوا في الكفر باتباع دعاة الباطل الذين استدرجهم الله وأملى لهم بإمدادهم بالمال والبنين ممن سيكون عليهم حسرة وخسارا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، "ومكروا مكرًا كبارًا" أي إن المتبوعين قد مكروا مكرا عظيما في سبيل إغواء الأتباع واستقطابهم، أو أنهم جميعا بالغوا في المكر لمعاندة الحق وأهله، أو أنهم قد مكروا مكرا عظيما بتحريشهم سفلتهم على قتل نوح عليه السلام، وتؤيد الآية التالية القولَ الأول؛ حيث إنه من جملة مكرهم لإغواء الناس أنهم قالوا ما حكاه نوحٌ: "وقالوا لا تذرنَّ آلهتكم ولا تذرن ودًّا ولا سواعًا ولا يغوثَ ويعوقَ ونسرًا" فهاهم يحرضون الناس على الصبر على عبادة أصنامهم وعدم الانصياع لما جاء به نوح عليه السلام من وحي يؤيده العقل الصريح والفطرة السليمة، وقد ذكر ابن عباس رضي الله عنهما أن تلك الأصنام هي ما آلت إليه النُّصُب التي أقامها سلفُ قوم نوح لرجال صالحين هم ودٌّ وسواعٌ ويغوثُ ويعوقُ ونسرٌ تعظيما لهم وإبقاء لذكرهم؛ فاستدرجهم الشيطان جيلا بعد جيل حتى غلَوْا فيهم وعبدوهم، فكانت حيلةً إبليسيةً نتج عنها نشوءُ عبادة الأصنام في بني آدم؛ فأرسل الله نوحًا ليزيلها ويعيد الناس إلى التوحيد؛ فأبى الظالمون إلا الهلاك، ثم قال نوح: "وقد أضلوا كثيرا" أي إن هؤلاء الكبراء أو الأصنام قد أضلوا العباد وأفسدوا الأرض بالشرك الخبيث الذي انتشر وشاع في أرجائها، فحيث قد اختار الظالمون الهلاك واشتروا الضلالة بالهدى؛ فلا سبيل عليهم إلا بالدعاء والتضرع إلى الله أن يزيد الظالمين ضلالا يؤول بهم إلى استحقاق العذاب والاستئصال من الله تعالى ذي الأخذ الشديد والعذاب الأليم، فقال نوح عليه السلام: "ولا تزد الظالمين إلا ضلالا".

2-حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
القول الأول: أن السائل هو النضر بن الحارث بن كلدة. ذكره ابن كثير عن ابن عباس والأشقر.
القول الثاني: أنهم كفار قريش جميعا. ذكره ابن كثير عن ابن عباس والسعدي.
القول الثالث: واد في جهنم يسيل بالعذاب. وقد ذكره ابن كثير عن ابن زيد مضعفا إياه.
القولان الأول والثاني لا يتمانعان ويمكن حمل المراد بالسائل عليهما.
ب: المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.
القول الأول: هي الصيحة التي أهلكت بها ثمود. ذكره ابن كثير عن قتادة وذكر أنه اختيار الطبري، والسعدي، والأشقر.
القول الثاني: هي الذنوب التي كانت سببا في هلاكهم. ذكره ابن كثير عن مجاهد والربيع وابن زيد.
القول الثالث: هو عاقر الناقة. ذكره ابن كثير عن السدي.
والراجح هو القول الأول؛ لدلالة السياق عليه، حيث إنه ذكر عادا بعد ذلك وذكر ما حصل لهم به العذابُ وهي الريح الصرصر العاتية.
3-بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.
الحاقة من أسماء يوم القيامة، وسبب تسميتها بذلك:
1- فيها يتحقق الوعد والوعيد.
2- تحقُّ وتنزل بالخلق.
3- تظهر فيها حقائق الأمور ومخبآت الصدور.


ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.
المعنى أن القرآنَ الكريم قولٌ مضافٌ إلى محمد صلى الله عليه وسلم من جهة أنه يبلغه للعالمين لا أنه هو من أنشأه، كما قد أضافه تعالى في سورة التكوير: "إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين" إلى جبريل عليه السلام من جهة أنه يبلغه للرسول البشري محمد صلى الله عليه وسلم.
ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
يستفاد هذا من قوله تعالى: "ولو تقوَّل علينا بعض الأقاويل؛ لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين"، ففي الآية دلالةٌ عقلية واضحة لمن ألقى السمع وهو شهيد على صدق محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن الله تعالى الذي يؤمن هؤلاء بوجوده وبانفراده بالخلق والملك يؤمنون كذلك بتمام قدرته ونفاذ أمره= لم يكن ليدع أحدا من الناس يكذب عليه ويدعي أنه مرسل من قِبَله، ثم يؤيده وينصره على أعدائه! فالعقول السليمة والأفهام المستقيمة تمنع هذا قطعا، فحيث إنه تعالى قد وفَّق محمدا صلى الله عليه وسلم للبلاغ عنه ومنعه من الأعداء وأيده ونصره؛ فهذا دليل واضح صريح على صدقه في بلاغه عن ربه تعالى وأنه رسول مبين وصادق أمين.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 11:43 PM
مريم عادل المقبل مريم عادل المقبل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 59
افتراضي

بسم الله زعلى بركة الله ..
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
-ان يتحلى الداعية بمحاورة المدعو والتلطف معاه .. وبيان الغرض من دعوته وهذا مما يستفاد من الايتين 2و 3
-ان يجمع الداعية في دعوته بين اسلوبي الترغيب والترهيب .. وهذه الفائده مستفادة من الايه 5
- ان الداعية لابد له من زاد يتقوى به من التقرب لله ومناجاته والدعاء والتضرع بين يديه والشكوى اليه من عصيان المدعويين او غفلته ودعائه لهم وان يكون همه في ذلك استصلاحهم وهدايتهم وليس مجرد اقامة الحجة عليهم .. هذا مما يستفاد من الايات من 5الى 9
- من الاهمية ذكر فوائد التوبة والاستغفار وانها سبب في فرح الله بالعبد وانها سبب للخير والبركة في الدنيا والاخره .. من الايات 10 الى 12
- ربط المدعو بالله وتذكيره بفضل الله عليه ابتداء بالخلق وتسخير الارض وما فيها له وان يشكر الله على ذلك بتوحيده وطاعته .. من الايه 15 الى 20
- الدعاء للمؤمنين والمؤمنات .. والدعاء على الكافرين المعتدين والمفسدين في الارض بعد التيقن من غوايتهم وافسادهم وطغيانهم ..من الايه 28


**
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي) اي استمروا على عصياني ولم يجيبوا دعوتي ، فشكاهم الى الله وهو اعلم بذلك ، (وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) واتبع الاصغر رؤسائهم واهلرالثروة منهم ، والذين لم يزدهم كثرة المال والولد الاضلالا في الدنيا وعقوبة في الاخره .

وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)
اي مكروا مكرا كبيرا وعظيما وهو تحريشهم سفلتهم على قتل نوح عليه السلام
( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ ) اي لا تتركوا عبادة الهتكم ، وهي الاصنام والصور التي كانت لهم ثم عبدتها العرب بعد ذلك .. (وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) اي لا تتركوا عبادة هؤلاء ، وهذه أسماء قوم صالحين كانوا بعد ادم ونوح ، فنشأ بعدهم قوم يقتدون بهم في العبادة ، فوسوس لهم ابليس بتصويرهم لينشطوا في العبادة ففعلوا ،فنشأ بعدهم قوم ، فقال ابليس ان الذين قبلكم انما كانوا يعبدون هذه الصور فاعبدوهم فبدأت عبادة الاوثان من ذلك الوقت .. روي هذا عن محمد بن كعب ذكره ابن كثير ..

وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا)
اي اضل رؤساؤهم وكبراؤهم كثيرا من الناس ، وقيل : المراد الاصنام ، اضلت كثيرا من الناس .
( وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)}
ولا تزد الظالمين الا ضلالا وخسرانا ،وقيل ضلالا في مكرهم .

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
1-قال ابن كثير : دعا داع واستفتح مستفتح ، وزاد الاشقر : دعا على نفسه بالعذاب .
2- يستعجل سائل بعذاب واقع (فيه تضمين دل عليه حرف التاء كأنه مقدر ) ذكر هذا ابن كثير
3-قيل أنه النضر بن حارث بن كلده .
4- قال ابن عباس : (سؤال الكفار عن عذاب الله وهو واقع )
وزاد مجاهد (يقع في الآخره )
5- واد في جهنم يسيل يوم القيامة بالعذاب .. وهو قول ضعيف بعيد المراد ، وماسبق من الاقوال صحيح لدلالة السياق عليه .
ذكر ماسبق ابن كثير في تفسيره

ب: المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.
- قال قتادة وابن جرير : هي الصيحه التي اسكتتهم ، والزلزلة التي اسكنتهم ، ذكر ذلك ابن كثير ، وزاد السعدي والاشقر : (انها الصيحة العظيمة التي تصدعت منها قلوبهم وزهقت منها ارواحهم ، فاصبحوا موتى لا يرى الا مساكنهم )
-قال مجاهد : (الطاغيه هي الذنوب ) ذكره ابن كثير
- رُوي عن الربيع بن أنس وابن زيد : (أنها الطغيان ، وقرأ بن زيد : «كذبت ثمود بطغواها ») ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره .


3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.
هي القيامة ، وسميت بذلك لأنه يتحقق فيها الوعد والوعيد ، ولأنها تحق وتنزل بالخلق ، وتظهر فيها حقائق الأمور وخفايا الصدور وهي يوم الحق .. ذكر ذلك المعني ابن كثير والسعدي والأشقر في تفاسيرهم .

ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.
اي إن القران لتلاوة رسول كريم ، وإنه لقول يبلغه رسول كريم يريد به جبريل ، أضافه اليه على معنى التبليغ ، لأن الرسول من شأنه أن يبلغ عن المرسل .

ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
أقسم الله بما يبصر الخلق من جميع الاشياء وما لا يبصرونه ، فدخل في ذلك كل الخلق ، بل يدخل في ذلك ذاته المقدسة .. فاقسم تعالى بذلك على صدق الرسول بما جاء به من هذا القران وأن الرسول بلغه عن الله ، ونزه الله رسوله عما رماه به أعداؤه في أنه شاعرىاو ساحر او كاهن ، وأن الذي حملهم على ذلك كبرهم وعدم ايمانهم وتذكرهم .

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 11:47 PM
مريم عادل المقبل مريم عادل المقبل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 59
افتراضي

(عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
-ان يتحلى الداعية بمحاورة المدعو والتلطف معاه .. وبيان الغرض من دعوته وهذا مما يستفاد من الايتين 2و 3
-ان يجمع الداعية في دعوته بين اسلوبي الترغيب والترهيب .. وهذه الفائده مستفادة من الايه 5
- ان الداعية لابد له من زاد يتقوى به من التقرب لله ومناجاته والدعاء والتضرع بين يديه والشكوى اليه من عصيان المدعويين او غفلته ودعائه لهم وان يكون همه في ذلك استصلاحهم وهدايتهم وليس مجرد اقامة الحجة عليهم .. هذا مما يستفاد من الايات من 5الى 9
- من الاهمية ذكر فوائد التوبة والاستغفار وانها سبب في فرح الله بالعبد وانها سبب للخير والبركة في الدنيا والاخره .. من الايات 10 الى 12
- ربط المدعو بالله وتذكيره بفضل الله عليه ابتداء بالخلق وتسخير الارض وما فيها له وان يشكر الله على ذلك بتوحيده وطاعته .. من الايه 15 الى 20
- الدعاء للمؤمنين والمؤمنات .. والدعاء على الكافرين المعتدين والمفسدين في الارض بعد التيقن من غوايتهم وافسادهم وطغيانهم ..من الايه 28


**
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي) اي استمروا على عصياني ولم يجيبوا دعوتي ، فشكاهم الى الله وهو اعلم بذلك ، (وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) واتبع الاصغر رؤسائهم واهلرالثروة منهم ، والذين لم يزدهم كثرة المال والولد الاضلالا في الدنيا وعقوبة في الاخره .

وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)
اي مكروا مكرا كبيرا وعظيما وهو تحريشهم سفلتهم على قتل نوح عليه السلام
( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ ) اي لا تتركوا عبادة الهتكم ، وهي الاصنام والصور التي كانت لهم ثم عبدتها العرب بعد ذلك .. (وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) اي لا تتركوا عبادة هؤلاء ، وهذه أسماء قوم صالحين كانوا بعد ادم ونوح ، فنشأ بعدهم قوم يقتدون بهم في العبادة ، فوسوس لهم ابليس بتصويرهم لينشطوا في العبادة ففعلوا ،فنشأ بعدهم قوم ، فقال ابليس ان الذين قبلكم انما كانوا يعبدون هذه الصور فاعبدوهم فبدأت عبادة الاوثان من ذلك الوقت .. روي هذا عن محمد بن كعب ذكره ابن كثير ..

وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا)
اي اضل رؤساؤهم وكبراؤهم كثيرا من الناس ، وقيل : المراد الاصنام ، اضلت كثيرا من الناس .
( وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)}
ولا تزد الظالمين الا ضلالا وخسرانا ،وقيل ضلالا في مكرهم .

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
1-قال ابن كثير : دعا داع واستفتح مستفتح ، وزاد الاشقر : دعا على نفسه بالعذاب .
2- يستعجل سائل بعذاب واقع (فيه تضمين دل عليه حرف التاء كأنه مقدر ) ذكر هذا ابن كثير
3-قيل أنه النضر بن حارث بن كلده .
4- قال ابن عباس : (سؤال الكفار عن عذاب الله وهو واقع )
وزاد مجاهد (يقع في الآخره )
5- واد في جهنم يسيل يوم القيامة بالعذاب .. وهو قول ضعيف بعيد المراد ، وماسبق من الاقوال صحيح لدلالة السياق عليه .
ذكر ماسبق ابن كثير في تفسيره

ب: المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.
- قال قتادة وابن جرير : هي الصيحه التي اسكتتهم ، والزلزلة التي اسكنتهم ، ذكر ذلك ابن كثير ، وزاد السعدي والاشقر : (انها الصيحة العظيمة التي تصدعت منها قلوبهم وزهقت منها ارواحهم ، فاصبحوا موتى لا يرى الا مساكنهم )
-قال مجاهد : (الطاغيه هي الذنوب ) ذكره ابن كثير
- رُوي عن الربيع بن أنس وابن زيد : (أنها الطغيان ، وقرأ بن زيد : «كذبت ثمود بطغواها ») ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره .


3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.
هي القيامة ، وسميت بذلك لأنه يتحقق فيها الوعد والوعيد ، ولأنها تحق وتنزل بالخلق ، وتظهر فيها حقائق الأمور وخفايا الصدور وهي يوم الحق .. ذكر ذلك المعني ابن كثير والسعدي والأشقر في تفاسيرهم .

ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.
اي إن القران لتلاوة رسول كريم ، وإنه لقول يبلغه رسول كريم يريد به جبريل ، أضافه اليه على معنى التبليغ ، لأن الرسول من شأنه أن يبلغ عن المرسل .

ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
أقسم الله بما يبصر الخلق من جميع الاشياء وما لا يبصرونه ، فدخل في ذلك كل الخلق ، بل يدخل في ذلك ذاته المقدسة .. فاقسم تعالى بذلك على صدق الرسول بما جاء به من هذا القران وأن الرسول بلغه عن الله ، ونزه الله رسوله عما رماه به أعداؤه في أنه شاعرىاو ساحر او كاهن ، وأن الذي حملهم على ذلك كبرهم وعدم ايمانهم وتذكرهم .

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 25 محرم 1439هـ/15-10-2017م, 04:09 PM
هيئة التصحيح 10 هيئة التصحيح 10 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 424
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تتمة تصحيح المجلس الثالث: مجلس مذاكرة تفسير سور الحاقة والمعارج ونوح


محمد شمس الدين فريد أ
أحسنت بارك الله فيك.
- خصمت نصف درجة للتأخير


مريم عادل المقبل ج+
ج2:أ- القول الأول والثاني والرابع ممكن تجمع في قول واحد وهو الكفار الداعون باستعجال العذاب.
ب- الذنوب والطغيان قول واحد وفاتك القول الثالث: أن المراد بالطاغية: عاقر الناقة.
ج3: ج- وكذلك قال تعالى:
"ولو تقوَّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين" وتنظر إجابة الأخ محمد شمس الدين فريد


والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir