دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأقسام العلمية العامة > القراءة المنظمة > صفحات الطلاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 شوال 1432هـ/7-09-2011م, 07:48 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي صفحة الطالة: ليلى باقيس

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب ( أمراض القلوب وشفاؤها) لابن تيمية رحمه الله

مقاصد الكتاب:
التعرف على أمراض القلب وسبيل الشفاء والتخلص منها، وأن صلاح القلب في حياته واستنارته بالعلم النافع والعمل الصالح؛ فتلك أغذية له، وحياة القلب مقدّمة على حياة البدن؛ لأن حياة القلب هي السبيل إلى السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، ولذا أورد المصنف السبل التي تعين على صلاح وحياة القلوب.
وبين المصنف أن فساد القلب ومرضه لشبهة أو شهوة؛ يجعل الإنسان ضعيفا أمام الفتن ما ظهر منها وما بطن، فإن عرضت عليه شبهة تأثر بها، وإن عرضت عليه شهوة مال إليها، وأن القلب الحي الصحيح هو القلب الحيي المعمور بالإيمان والتوحيد المقبل على الله بالإنابة إليه والخوف منه، وهذا هو السبيل لحياة القلوب وصلاحها، وأما القلب المريض هو ما غلب عليه الجهل والظلم وسئ الأخلاق والأهواء.

السناد:
بدأ المصنف بذكر الأدلة من القرآن في إثبات مرض القلب، وأنه كما يعتري البدن ضعف ومرض لفساد فيه؛ فكذلك القلب يعتريه الضعف والمرض لفساد حصل له، ثم ساق الآيات التي تفسّر مرض القلب تارّة بالشك والريب وتارّة بالشهوة، وأن مريض القلب أكثر عرضة من غيره لتشرّب الفتن، وكذلك أتى المصنف بآيات من كتاب الله ليؤكد أن حياة البدن دون حياة القلب من جنس حياة البهائم.
كذلك ساق المصنف آيات تحث على تزكية النفس والسعي إلى إصلاح القلب وتطهيره من كل تخليطاته من الذنوب والمعاصي وأنه بذلك تتم حياة القلب واستنارته.
أيضا ساق المصنف أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع القلوب والأسباب المعينة على صلاحها، وأحاديث أخرى في أمراض القلوب والتحذير منها.
كما نقل المصنف بعض النقولات من كلام السلف يعتضد بها.
كذلك من السناد تمثيل المصنف لأمراض القلوب بمثالين:
الأول: الحسد الناشئ عن البغض والكراهية وهو مرض من أمراض النفس، يصاحبه تمنّي زوال النعمة عن المحسود، أما أن يتمنى مثله أو أفضل منه فهو الحسد المسمّى بالغبطة وأنه منهيّ عنه إلا فيما يقرّب إلى الله، وفيه أورد أمثلة: كمنافسة عمر بن الخطاب لأبي بكر الصديق، ومنافسة الأنصار بعضهم لبعض في الخير.
وأشار إلى أن الدرجة العليا: أن يعرض الإنسان بقلبه عن هذا، بحيث لا ينظر إلى حال الغير.
واستدل على هذا المرض بآيات وأحاديث.
الثاني:مرض الشهوة والعشق؛ بين فيه حد العشق بأنه المحبة المفرطة الزائدة عن الحد، وأنها تؤدي بصاحبها -إن لم يتحصن منها بالتقوى والصبر- إلى فساد دينه وعرضه، ثم عقله وجسمه.
وذكر المصنف أن القلوب مفطورة على حب الله وعبادته، وما ابتلي بالعشق أحد إلا لنقص توحيده وإيمانه.
والقلب كلما كان أكثر إخلاصا لله وإقبالا على القرآن بتدبر آياته ومعانيه لم يبتلى بشيء من هذه الأمراض.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 شوال 1432هـ/10-09-2011م, 01:11 PM
أم البراء صبرين جلاييف أم البراء صبرين جلاييف غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: مصر...أرض الكنانة
المشاركات: 1,621
افتراضي

حياك الله أختي ليلى باقيس :
أعتذر منك أخية و لكن يتوجب عليك إعادة التطبيق لما عليه من الملاحظات التالية :
1- الهدف من تطبيقات الدرس الأول هو كيفية استخلاص العناصرالمتضمنة من الرسالة , و يعني تذكرين العناصر ( المقاصد ) بألفاظ مقتضبة قليلة دون إطالة في الشرح مدعومة بالسناد و هو ( الآية أو الحديث أو الأثر الذي استدل به المؤلف على ما أراده بالعنصر ) .
مثلاً لو ذكرنا : بيان مرض القلب كمقصد يكون سناده قوله تعالى : {في قلوبهم مرض}
2- المقصد الرئيسي يكتب في صورة عنوان قصير مقتضب يوضح مضمون الرسالة الكلي .
يعني هنا : المقصد الرئيسي : أمراض القلوب و طرق علاجها .
3- أغفلت الكثير من المقاصد كأسباب مرض القلب و طرق العلاج .
أعيدي التطبيق و آمل أن تستعيني بالنظر في التطبيقات السابقة لزملائك و الملاحظات عليها للاستفادة و التعلم لا للتقليد و كذا الترتيب في تطبيقات هذا الدرس بالبدء بالترتيب الأقل بدءاً من تطبيق 1و الصعود في التطبيقات أفضل لأنه ينمي لديك الملكة بصورة مركزة.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 ذو القعدة 1432هـ/3-10-2011م, 10:15 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إعادة التطبيق الرابع؛ لكتاب: أمراض القلوب وشفاؤها, لابن تيمية رحمه الله.

أولا: المقصد الرئيسي للكتاب هو: أمراض القلوب وشفاؤها كما جاء في العنوان.

ثانيا: عناصر الكتاب (المقاصد) مع ذكر السناد لكل منها:

- مرض القلب هو نوع فساد يحصل له // السناد: "في قلوبهم مرض", والتمثيل بمرض البدن.
ويفسّر تارّة بالشك والرّيب //السناد: فسر مجاهد وقتادة "في قلوبهم مرض" أي: شك,
وتارّة بالشهوة. السناد: // "فيطمع الذي في قلبه مرض"

- ومرض القلب ألم يحصل في القلب // السناد: "ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم", والتمثيل بألم الغيظ من عدو
كالشك والجهل يؤلم القلب // السناد: قوله صلى الله عليه وسلم: (هلا سألوا إذا لم يعلموا؟
وشفاؤه العلم واليقين. // السناد: ( فإن شفاء العي السؤال)

- والقلب له موت؛ فيموت بالجهل المطلق // السناد: قد نستدل عليه بقول علي أو حذيفة: (القلوب أربعة: قلب أجرد فيه سراج يزهر...)
وله مرض؛ ويمرض بنوع من الجهل
وله شفاء
وحياته وموته ومرضه وشفاؤه أعظم من حياة
البدن وموته ومرضه وشفائه.

- ومرض القلب إذا ورد عليه شبهة أو شهوة //السناد: "ليجعل ما يُلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض"
قوّت مرضه, وإن حصلت له حكمة وموعظة // وأن المرض يقوى بمثل سببه ويزول بضده
كانت من أسباب صلاحه وشفائه .

- القرآن شفاء لما في الصدور ومن في قلبه //السناد: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين"
أمراض الشبهات والشهوات.

- ويغتذي القلب من الإيمان والقرآن بما يزكّيه // السناد: كما يغتذي البدن بما ينمّيه
ويؤيّده.

- والقلب يحتاج أن يتربّى فينمو ويزيد حتى // السناد: كحاجة البدن أن يُربّى بالأغذية المصلحة له,
يكمل ويصلح ولا بد مع ذلك من منع ما يضرّه // ومنع ما يضرّه.

- ومما يزكو به القلب:
1- الصدقة. //السناد: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها"
2- ترك الفواحش. //السناد: "قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها"
3- ترك المعاصي. // " "
4- التوحيد والإيمان: وهو حقيقة //السناد: "وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة"
"لا إله إلا الله" وهو أصل ما تزكو به القلوب.

5- وأيضا: صلاح القلب في العدل وفساده //السناد: "لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت"
ومرضه في الظلم بأنواعه.
6- والعمل له أثر في القلب //السناد: "من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها"
فإن للحسنة لنورا في القلب
وإن للسيئة لظلمة في القلب.
7- وأصل صلاح القلب هو حياته واستنارته // السناد: "أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به.."
وإنما هو بنور الإيمان والعلم //وفي الدعاء: (اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا)

- والقلب الحي المنوّر يسمع ويبصر ويعقل //السناد: "ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء.."
والقلب الميت لا يسمع ولا يبصر.

- والقلب الحي يكون صاحبه حيّا فيه حياء //السناد: قوله صلى الله عليه وسلم: (الحياء من الإيمان)
يمنعه من القبائح, بخلاف الميت الذي لا // وقوله صلى الله عليه وسلم : (.. والبذاء والبيان شعبتان من النفاق)
حياة فيه ولا إيمان يزجره عن القبائح.

- وحياة البدن دون حياة القلب من جنس // السناد: "أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام.."
حياة البهائم.


- ومن أمراض القلوب:
1- الحسد: والتحقيق أنه البغض والكراهة لما يراه // السناد: "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.."
من حسن حال المحسود.
وهو نوعان:
أ‌- الحسد المذموم: وهو كراهة للنعمة عليه مطلقا. // السناد: "من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم.."

ب‌- الغبطة: أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب // السناد: قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الحكمة..)
أن يكون مثله أو أفضل منه.

- وإعراض القلب عن هذا بحيث لا ينظر إلى حال الغيرأفضل.//السناد:حديث عبدالله مع الأنصاري وقوله:(لا أجد على أحد من المسلمين في نفسي غشّا ولا حسدا)

- والحسد يوجب البغي // السناد: "من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم"
- إن عمل بموجبه صاحبه كان ظالما مستحقا للعقوبة // السناد: "فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره"
إلا أن يتوب, وكان المحسود مظلوما مأمورا بالصبر
والتقوى وأن يعفو ويصفح.
-ومن استعمل معه التقوى والصبر فيكره ذلك من نفسه // السناد: كما جرى لزينب بنت جحش رضي الله عنها
, فإنه لا يضره ما لم يعد به يدا أو لسانا, ونفعه الله
بتقواه.

2- البخل. // السناد: (وأي داء أدوأ من البخل)

3- الشح. // السناد: "ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"


4- مرض الشهوة والعشق // السناد: "فيطمع الذي في قلبه مرض"
وهو حب النفس لما يضرها
وقد يقترن به بغضها لما ينفعها.
- وشفاؤه: بزوال ذلك الحب المذموم من قلبه. //السناد: في الحديث: (إن الله يحمي عبده المؤمن الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه الطعام..)

- ولا يوصف الله بالعشق, // السناد: الجمهور لا يطلقون هذا اللفظ في حق الله, قالوا: العشق مذموم مطلقا.
فالعشق هو المحبّة المفرطة الزائدة على الحد.

- وهو من الأمراض التي تفسد دين صاحبها وعرضه, // السناد: "فيطمع الذي في قلبه مرض"
ثم قد تفسد عقله ثم جسمه.

- ومن ابتلي بالعشق فعفّ وصبر فإنه يثاب على تقواه. // السناد: "وأما من خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى"

- والقلب إنما خلق لأجل حب الله تعالى, // السناد: (كل مولود يولد على الفطرة..)
وهذه هي الفطرة: وهي محبته وعبادته سبحانه.

- والقلب إذا كان محبّا لله وحده مخلصا له الدين // السناد: "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين"
لم يبتل بحب غيره.

- فالقلب: 1- المنيب إلى الله المحب له // السناد: "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.."
2- والخائف منه
فيه صارفان يصرفانه عن العشق.

- وصحة القلب بالإيمان تحفظ بالمثل: // السناد: كالبدن؛ الصحة فيه تحفظ بالمثل.
وهو كل ما يورث القلب إيمانا؛ من العلم النافع والعمل الصالح:
1- القرآن –سبق ذكره-
2- تحري الدعاء في أوقات الاستجابة.
3- الاستغفار.
4- ورد من أذكار النهار ووقت النوم.
5- الصبر على ما يعرض له.
6- إكمال الفرائض من الصلوات الخمس.
7- ليكن هجيراه: لا حول ولا قوة إلا بالله.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 ذو القعدة 1432هـ/6-10-2011م, 09:51 PM
أم البراء صبرين جلاييف أم البراء صبرين جلاييف غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: مصر...أرض الكنانة
المشاركات: 1,621
افتراضي

أختي ليلى باقيس : تلخيص طيب و إن كان ينقصه الترتيب و التنظيم , فكان من الأولى ذكرك أمراض القلوب أولاً منظمة و مرتبة و لا يترك المرض للذي يليه إلا بعد استيفاء أجزائه و مقاصده الفرعية و من ثم ذكر عناصر العلاج مرتبة ترتيباً يبدأ بأهمها ..
و لكنك أوفيت التطبيق حقه
و يمكنك الانتقال لتطبيقٍ آخر.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 ذو الحجة 1432هـ/15-11-2011م, 11:10 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي صفحة الطالة: ليلى باقيس

بسم الله الرحمن الرحيم

الرسالة التبوكية للإمام ابن القيم رحمه الله
المقصد الرئيسي للرسالة: الهجرة إلى الله بالقلب
سناده: هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله
- قدم المصنف لرسالته بمقدمة مهّد فيها لمقصده الرئيسي
ومما جاء في مقدمة المصنف:
كل عبد لا ينفك عن واجبين: واجب بينه وبين الله وواجب بينه وبين الخلق.
فما بينه وبين الله تعالى: فهو إيثار طاعته وتجنب معصيته، فيقوم بهذا الواجب إخلاصًا لله ومحبة وعبوديّة.
وما بين العبد وبين الخلق: من المعاشرة والمعاونة والصحبة؛ فالواجب عليه فيها أن يكون اجتماعه بهم تعاونا على مرضاة الله وطاعته، التي هي غاية سعادة العبد وفلاحه، ولا سعادة له إلا بها، وهي البر والتقوى اللذان هما جماع الدين كله، فيقوم بهذا الواجب لمحض النصيحة والإحسان ورعاية الأمر.
وكل خلل يدخل على العبد في أداء هذين الواجبين إنما هو من عدم مراعاتها علما وعملا.
السناد: قوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب"

ويمكن تقسيم مقاصد الرسالة إلى ثلاثة تقسيمات كالتالي:
الهجرة إلى الله بالقلب (وهو المقصد الرئيسي).
الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سفر الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

الهجرة إلى الله بالقلب: أهم ما يقصده العبد ويقطع به منازل سفره إلى الله وينفق فيه بقية عمره.
فهي فرض عين على كل أحد في كل وقت.
السناد: لأنه لا انفكاك لأحد من وجوبها، وهي مطلوب الله ومراده من العباد.
وتتضمن:
أن يهاجر بقلبه من محبة غير الله إلى محبته.
ومن عبودية غيره إلى عبوديته.
ومن خوف غيره ورجائه والتوكل عليه إلى خوف الله ورجائه والتوكل عليه.
ومن دعاء غيره وسؤاله والخضوع له والذل له والاستكانة له إلى ربّه وسؤاله والخضوع له والذل له والاستكانة له.
وهذا بعينه معنى الفرار إليه، وهو متضمن لتوحيد الإلهية.
السناد: قال تعالى: "ففروا إلى الله" والتوحيد المطلوب من العبد هو الفرار من الله إليه.
وأما الفرار منه إليه: متضمن لتوحيد الربوبية وإثبات القدر، وأن كل ما في الكون من المكروه والمحذور الذي يفر منه العبد، فإنما أوجبته مشيئة الله وحده، فإذا فرّ العبد إلى الله فإنما يفرّ من شيء إلى شيء وجد بمشيئة الله وقدره، فهو في الحقيقة فارّ من الله إليه.
السناد: (قوله صلى الله عليه وسلم: لا ملجأ ولا منجى منك إليك.)
وهذا مما يوجب للعبد انقطاع تعلّق قلبه عن غير الله بالكلّية خوفا ورجاء ومحبّة، فلا يبقى في قلبه خوف من غير خالقه وموجده، فالفرار من الله إليه هو معنى الهجرة إلى الله تعالى.
والهجرة إلى الله تتضمّن هجران ما يكرهه، وإتيان ما يحبّه ويرضاه.
السناد: (قال صلى الله عليه وسلم: المهاجر من هجر ما نهى الله عنه)
وأصلها: الحب والبغض.
السناد: المهاجر من شيء إلى شيء لا بد أن يكون ما يهاجر إليه أحبّ مما يهاجر منه، فيؤثر أحبّ الأمرين إليه على الآخر.
وإذا كان نفس العبد وهواه وشيطانه يدعونه إلى خلاف ما يحبّه الله ويرضاه، وداعي الإيمان يدعوه إلى مرضاة ربّه، فعليه في كل وقت أن يهاجر إلى الله، ولا ينفك في هجرة حتى الممات.
السناد: يقرن سبحانه بين الإيمان والهجرة في القرآن في غير موضع لتلازمهما واقتضاء أحدهما للآخر.
وهذه الهجرة تقوى وتضعف بحسب قوّة داعي المحبّة في قلب العبد، فكلما كان الداعي في قلب العبد أقوى كانت الهجرة أقوى وأتمّ وأكمل، وإذا ضعف الداعي ضعفت الهجرة حتى أنه لا يكاد يشعر بها علما ولا يتحرّك بها إرادة.
ولا يعرض عن هذه الهجرة الواجبة إلا من غشيت بصيرته وضعفت معرفته بمراتب العلوم والأعمال، فلا يحصّل فيها علمًا ولا إرادة.

الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحدّها: سفر الفكر في كل مسألة من مسائل الإيمان، ونازلة من نوازل القلوب، وحادثة من حوادث الأحكام إلى معدن الهدى ومنبع النور المتلقي من فم الصادق المصدوق.
السناد: فإنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
وهذه الهجرة فرض على كل مسلم.
السناد: هي مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهي تتضمن:
حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
السناد: قال تعالى: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم"
وهذه الأولوية تتضمن أمورا:
- أن يكون أحب إلى العبد من نفسه، ويلزم ذلك كمال الانقياد والطاعة والرضى والتسليم لأمره.
السناد: لأن الأولويّة أصلها الحب.
- أن لا يكون للعبد حكم على نفسه أصلا بل الحكم على نفسه للرسول صلى الله عليه وسلم.
السناد: فحكمه صلى الله عليه وسلم أعظم من حكم الوالد على ولده والسيد على عبده.
ومن سلك هذه الطريقة استقام له سفر الهجرة، واستقام له علمه وعمله، وأقبلت وجوه الحق إليه من كل جهة.
ولا تحصل هذه الأولويّة لعبدٍ عزل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عن منصب التحكيم، ورضي بحكم غيره، واطمأن إليه أعظم من طمأنينته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزعم أن الهدى لا يُتلقى من مشكاته وإنما يتلقى من دلالات العقول، إلى غير ذلك.
السناد: قال تعالى: "فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا"
طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقوله صلى الله عليه وسلم هو الحجّة الواجب اتباعها على الخلق كافّة.
فالهداية في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا في غيرها، فإن تطيعوه فهو حظكم وسعادتكم وهدايتكم.
فسعادة الدارين في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وما يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم يجب طاعته فيه، وإن لم يكن مأمورًا بعينه في القرآن، فتجب طاعته صلى الله عليه وسلم مفردة ومقرونة.
السناد: قال تعالى: "قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمّل وعليكم ما حمّلتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين"
أقسام الناس من الهجرة النبوية ومنازلهم فيها:
- أهل الشقاء من الأتباع والمتبوعين:
وهم: كل من اتخذ خليلا غير الرسول صلى الله عليه وسلم فهو متبع لأولياء من دون الله.
السناد: قال تعالى: "ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا"
فكل خليلين متخالّين على خلاف طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مآل خلّتهم إلى العداوة واللعنة.
السناد: قال تعالى: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"
- أهل الشقاء من الأتباع:
وهم المخالفون لمتبوعيهم، فالمتبوعون كانوا على هدى، وأتباعهم ادّعوا أنهم كانوا على طريقتهم ومنهاجهم، وهم مخالفون لهم سالكون غير طريقتهم، فيتبرءون منهم يوم القيامة.
السناد: قال تعالى: "إذ تبرّأ الذين اتّبعوا من الذين اتّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب"
وهذه حال كل من اتخذ من دون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وليجة وأولياء، يوالي لهم ويعادي لهم، ويرضى لهم ويغضب لهم، فإن أعماله كلها باطلة يوم القيامة حسرات عليه مع كثرتها.
السناد: قال تعالى: "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورًا"
- أما الأتباع من أهل السعادة فنوعان:
أتباع لهم حكم الاستقلال؛ الذين ثبت لهم رضى الله عنهم، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة.
السناد: قال تعالى: "والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه"
وأتباع المؤمنين من ذرّيتهم الذين لم يثبت لهم حكم التكليف في الدنيا، أخبر سبحانه أنه ألحق الذرّيّة بآبائهم في الجنّة، فضلا منه سبحانه وتعالى.
السناد: قال تعالى: "والذين آمنوا واتبعتهم ذرّيّتهم ألحقنا بهم ذرّيّتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين"


يتبع..

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 ذو الحجة 1432هـ/15-11-2011م, 11:12 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

سفر الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
من أعظم التعاون على البر والتقوى؛ التعاون على سفر الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم باليد واللسان والقلب مساعدة ونصيحة وتعليما وإرشادا ومودة.
السناد: قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى"
زاد سفر الهجرة:
العلم الموروث عن خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، ولا زاد له سواه.
السناد: (قوله صلى الله عليه وسلم: مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا..)
طريق سفر الهجرة:
هو بذل الجهد واستفراغ الوسع.
ولا سبيل إلى ركوب هذا الظهر إلا بأمرين:
- أن لا يصبو في الحق إلى لوم لائم.
- أن تهون عليه نفسه في الله، فيقدم حينئذ ولا يخاف الأهوال.
السناد: فالنفس متى خافت أحجمت وتأخرت.
ولا يتم له هذان الأمران إلا بالصبر.
مركب سفر الهجرة:
صدق اللجأ إلى الله، والانقطاع إليه بكليّته، وتحقيق الافتقار إليه من كل وجه، والضراعة إليه، وصدق التوكل فيه والاستعانة به.
السناد: هذا الذي يُرجى له أن يتولّى الله هدايته وأن يكشف له ما خفي على غيره من طريق هذه الهجرة ومنازلها.
وعموده في ذلك هو: دوام التفكّر وتدبر آيات القرآن، بحيث يستولي على الفكر ويشغل القلب.
السناد: إذا صارت معاني القرآن مكان الخواطر من قلبه وهي الغالبة عليه؛ حينئذ تمكّن الإيمان من قلبه فيستقيم سيره ويتضح له الطريق.
رفيق الطريق:
القلب لما تحوّل لهذا السفر طلب رفيقا يأنس به في السفر، فلم يجد إلا معارضًا أو لائمًا مصرّحًا ومعرّضًا.. وينبغي للعبد أن لا يتوقف في سيره، بل يسير ولو وحيدًا غريبًا.
السناد: فانفراد العبد في طريق طلبه دليل على صدق المحبّة.
خاتمة الرسالة:
أهمية الرسالة وغايتها: سفر الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أهم ما يحصل به التعاون على البر والتقوى، فجعلها المصنف هديّته المعجّلة إلى أصحابه ورفقائه في طلب العلم.
السناد: إنما الهديّة النافعة كلمة يهديها الرجل إلى أخيه المسلم.
وصية لمن أراد هذا السفر:
- عليه بمرافقة العلماء.
السناد: قال بعض السلف: شتان بين أقوام موتى تحيى القلوب بذكرهم وبين أقوام أحياء تموت القلوب بمخالطتهم.
- وحسن المعاشرة مع الخلق.
السناد: قال تعالى: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"
- والمشاورة والتوكل على الله.
السناد: قال تعالى: "وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل على الله"
وأول الأمر وآخره: هو مقابلة الله وحده والانقطاع إليه بكلّيّة القلب، ودوام الافتقار إليه.
وسناد ذلك كله: ثلاث كلمات كان يكتب بها بعض السلف: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ومن عمل لآخرته كفاه الله مؤنة دنياه"

والحمدلله

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 ذو الحجة 1432هـ/19-11-2011م, 08:50 AM
أم البراء صبرين جلاييف أم البراء صبرين جلاييف غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: مصر...أرض الكنانة
المشاركات: 1,621
افتراضي

أختي ليلي باقيس : حياك الرحمان .. تلخيص طيب ....و إن كنت آمل منك المزيد من الاقتضاب عند ذكر المقاصد و لكنه تلخيص وفى بأغلب مقاصد الرسالة و لذا فيمكنكم الانتقال للتطبيق التالي ...وفقك المولى سبحانه


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 ذو الحجة 1432هـ/25-11-2011م, 02:11 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي صفحة الطالة: ليلى باقيس

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الوسائل المفيدة للحياة السعيدة: للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله.
المقصد الرئيسي: كما هو في العنوان: أسباب راحة القلب وسروره وزوال همومه وغمومه.
السناد: يسعى له –وهو مطلب- كل أحد، وبه تحصل الحياة الطيبة.
مقدمة المؤلف: ومما جاء فيها تمهيدا لهذا المقصد:
أسباب راحة القلب وزوال همومه عديدة(دينية وطبيعية وعلمية) ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأما من سواهم فإنها وإن حصلت لهم من وجه، فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت.
السناد: قال تعالى: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة .."
وأن منهم من أصاب منها كثيرا فعاش عيشة هنيئة.
ومنهم من أخفق فيها كلها فعاش عيشة الشقاء.
ومنهم من هو بين بين، بحسب ما وفق له.
مقاصد الكتاب: أسباب راحة القلب وزوال همومه.
1) أعظمها وأصلها هو الإيمان والعمل الصالح.
السناد: قال تعالى: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة.."
فالمؤمنون العاملون بمقتضى إيمانهم: يتلقون المحاب والمسار بقبول لها وشكر عليها واستعمال لها فيما ينفع، ويتلقون المكاره والمضار بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته، وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه، والصبر الجميل لما ليس لهم عنه بد.
السناد: قال صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كلّه خير، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ..)
وغير المؤمن: يتلقى المحاب بأشر وبطر وطغيان، ومع ذلك فهو غير مستريح القلب، خوفا من زوال محبوباته وكثرة المعارضات الناشئة عنها.
السناد: ولأن النفوس لا تقف عند حد.
ويتلقى المكاره بقلق وجزع وخوف.
السناد: لأنه لا يرجو ثوابا ولا صبر عنده يسلّيه ويهوّن عليه وذلك لفقد الإيمان الذي يحمل على الصبر.
2) الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف.
السناد: بها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها.
والمؤمن المحتسب يؤتيه الله أجرا عظيمًا، ومن جملة الأجر العظيم: زوال الهم والغم، فله أكمل الحظ والنصيب منها.
السناد: قال تعالى: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيمًا"
3) الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة.
السناد: فهي تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه وتنسيه إياه.
وينبغي أن يكون الشغل مما تأنس به النفس وتشتاقه.
السناد: هذا أدعى لحصول هذا المقصود النافع.
وهو سبب مشترك بين المؤمن وغيره، ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلّمه أو يعلّمه، وبذلك العمل الذي يعمله، ولذلك أثره الفعّال في دفع الهم والغموم والأحزان.
4) اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل، وعن الحزن على الوقت الماضي.
السناد: استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن.
فيكون العبد ابن يومه، فذلك مما يوجب تكميل الأعمال ويتسلى به العبد عن الهم والحزن.
فيجتهد فيما ينفعه، ويسأل ربه نجاح مقصده ويستعينه على ذلك، مع عدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار، أو الاستسلام للأمور الماضية النافذة.
السناد: قال صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ..)
5) الإكثار من ذكر الله، فله تأثير عجيب في انشراح الصدر وطمأنينته.
السناد: قال تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
6) التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة.
السناد: فمعرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم ويحث العبد على الشكر.
وبالمقابلة بين نعم الله التي لا تحصى، وبين ما يصيب العبد من المكروه، لم يكن للمكروه إلى النعم نسبة.
والمصائب إذا أدّى العبد فيها وظيفة الصبر والرضى هانت وطأتها وخفّت مؤنتها، فتنسيه حلوة أجرها مرارة صبرها.
7) استعمال إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)
فيزول قلقه وهمّه، ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله التي فاق فيها غيره ممن هو دونه فيها.
8) السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم، وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور:
وذلك بنسيان ما مضى من المكاره التي لا يمكنه ردّها، وأن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال.
ويجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله، مما يتوهمه من فقر أو خوف ..، ويعلم أنها بيد العزيز الحكيم، فيتّكل على ربه، وبذلك يطمئن قلبه وتصلح أحواله.
9) استعمال دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لصلاح المستقبل الديني والدنيوي مع اجتهاده لتحقيق ذلك.
السناد: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ..)
وأيضا: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ..)
10) أن يسعى في تخفيف النكبات:
بأن يقدّر أسوأ الاحتمالات، ويوطّن على ذلك نفسه، ثم يسعى إلى تخفيف ما يمكن تخفيفه بحسب الإمكان، مع اعتماده في ذلك على الله وحسن الثقة به.
السناد: توطين النفس على احتمال المكاره يهوّنها ويزيل شدّتها.
11) قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة.
السناد: فالإنسان متى استسلم للخيالات أوقعه ذلك في الهموم والغموم.
12) اعتماد القلب على الله، وتوكله عليه، فلم يستسلم للأوهام ولا للخيالات السيئة.
السناد: قال تعالى: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
وبذلك تندفع الهموم والغموم، ويحصل للقلب قوة وانشراح وسرور.
13) العمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إذا كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر) وذلك من وجهين:
- الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن.
وذلك في كل من بينك وبينه علاقة واتصال كالزوجة والقريب .. ، فتوطّن نفسك على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو أمر تكرهه.
- المداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبّة تجاه الخلق.
ففيه بقاء الصفاء وحصول الراحة بين الأطراف وزوال الهم والقلق.
والعلاقات الاجتماعية: ينبغي للحازم أن يوطن نفسه على المزعجات فيها، كما وطّنها من قبل للمزعجات والكوارث في الأمور الكبار، ويسأل الله الإعانة عليها وبذلك تسهل عليه الأمور ويبقى مطمئن النفس مستريحا.
14) أن يعلم أن حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة قصيرة جدا، فلا يقصّرها بالهم والاسترسال مع الأكدار، فيشح بحياته أن يذهب كثير منها نهبا للهموم والأكدار.
وهذا سبب مشترك بين البر والفاجر.
15) أن لا يدع الاحتمال الضعيف مما يخافه يغلب الاحتمالات الكثيرة القوية في السلامة منها.
16) أن تعرف أن أذية الناس لك وخصوصا في الأقوال السيئة لا تضرك، بل تضرهم، إلا إن اشتغلت بالاهتمام بها.
17) أ ن تعلم أن حياتك تبع لأفكارك، فإن كانت أفكارك نافعة فحياتك طيبة، وإلا فالأمر بالعكس.
18) وطّن نفسك على أن لا تطلب الشكر إلا من الله.
السناد: قال تعالى: "لا نريد منكم جزاء ولا شكورا"
19) اجعل الأمور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها، ولا تلتفت للأمور الضارّة.
واستعن بالراحة وإجماع النفس على الأعمال المهمّة.
20) حسم الأعمال في الحال والتفرّغ في المستقبل.
السناد: لأن الأعمال إذا لم تحسم اجتمع عليك العمل السابق واللاحق، فتشتد وطأتها.
21) تخيّر من الأعمال النافعة الأهم فالأهم، وخذ ما تميل نفسك إليه.
السناد: فإن ضدّه يحدث السآمة والملل.
واستعن على ذلك بالفكر الصحيح والمشاورة، السناد: فما ندم من استشار.
وادرس ما تريد فعله درسًا دقيقا فإذا عزمت فتوكّل على الله. السناد: إن الله يحب المتوكلين.

والحمد لله.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 محرم 1433هـ/26-11-2011م, 04:18 PM
أم البراء صبرين جلاييف أم البراء صبرين جلاييف غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: مصر...أرض الكنانة
المشاركات: 1,621
افتراضي

أختي ليلى باقيس : تلخيص طيب ..و لكن أيضاً ننبه على عدم الاستطراد في توضيح المقصد فقط جملة المقصد المجملة و لكنه تلخيص جيد ..وفقكم الله ..يمكنك الانتقال للتطبيق التالي أخية..

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 صفر 1433هـ/11-01-2012م, 08:33 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
التطبيق الثالث: الوصية الجامعة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
المقصد العام للرسالة: هي وصايا وتوجيهات وجهها شيخ الإسلام ابن تيمية لرجل استنصحه من المسلمين.
المقاصد العامة للرسالة: هي الوصايا والتوجيهات التي وجهها شيخ الإسلام ابن تيمية للسائل:
أولا: الوصية بما فيه صلاح الدين والدنيا.
ليس أنفع من وصية الله والرسول صلى الله عليه وسلم وهي؛ التزام التقوى.
السناد: قال تعالى: "ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله"
وتفسيرها وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل.
السناد: قال صلى الله عليه وسلم: (يا معاذ؛ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)
وهي جامعة لمن عقلها واتبعها.
وبيان جمعها:
1) اتق الله حيثما كنت.
أداء لحق الله من عمل الصالح وإصلاح الفاسد، محققا للتقوى في السر والعلانية.
2) وأتبع السيئة الحسنة تمحها.
السناد: فالذنب للعبد كأنه أمر حتم.
فالكيس يأتي من الحسنات ما يمحو به السيئات، والحسنات: هي كل ماندب الله إليه.
السناد: أنفع ما للخاصة والعامة، العلم بما يخلص النفوس مما تلطخت به من أمور الجاهلية والتشبه بالأمتين المغضوب عليهم والضالين.
وإن كانت الحسنة من جنس السيئة كانت أبلغ في المحو.
والعناية بهذا من أشد ما بالإنسان الحاجة إليه.
السناد: لتلطخ الإنسان بأشياء هي من أحوال الجاهلية.
3) وخالق الناس بخلق حسن.
وهذا حق الناس.
وجماع الخلق الحسن: تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك.
وحسن الخلق يدخل في مسمى التقوى.
السناد: التقوى تجمع حقوق الله وحقوق العباد.
وكمال الإيمان في كمال حسن الخلق.
السناد: قال صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)
- ثم أرشده إلى:
ينبوع الخير وأصله؛ وهو إخلاص العبد لربه عبادة واستعانة.
فيقطع العبد تعلق قلبه من المخلوقين ويجعل همته ربه تعالى.
السناد: قال تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين"
- ومن أحكم العمل بهذه الوصية:
لا يمكن أن يوصف ما يعقبه ذلك.
ثانيا: التنبيه على أفضل الأعمال الصالحة بعد الواجبات:
وهذا يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه، وما يناسب أوقاتهم.
لكن في الجملة أفضلها: ملازمة ذكر الله دائما.
السناد: جاء في الحديث: (سبق المفردون؟ قالوا: يا رسول الله ومن المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات)
وأقل ذلك:
1) ملازمة الأذكار المأثورة
سواء المؤقتة في أول النهار وآخره ..
أو المقيدة مثل ما يقال عند الأكل والشرب ..
2) وملازمة الذكر المطلق وأفضله: لا إله إلا الله.
وفي أحوال يكون (سبحان الله والحمدلله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله) أفضل منه.
3) وكل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرب إلى الله من تعلم علم وتعليمه وأمر بالمعروف ... فهو من ذكر الله.
ومن اشتبه عليه أمر فعليه بالاستخارة المشروعة، والدعاء متحريا الأوقات الفاضلة.
السناد: ما ندم من استخار الله تعالى، والدعاء مفتاح كل خير ما لم يعجّل.
ثالثا: وفي بيان أرجح المكاسب:
1) فالتوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن به، وخصوصا للمهتم بأمر الرزق.
السناد: قال تعالى في الحديث القدسي: (كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ..)
2) يأخذ المال بسخاوة نفس ليُبارك له فيه، ولا يأخذه بإشراف وهلع.
السناد: (من أصبح والدنيا أكبر همه شتت الله عليه شمله... ومن أصبح والآخرة همه جمع الله عليه شمله ..)
وفي تعيين مكسب على مكسب من صناعة وتجارة .. فهذا يختلف باختلاف الناس، وعلى الإنسان الاستخارة فيه.
السناد: فيها من البركة ما لا يُحاط.
ثم ما تيسر له فلا يتكلف غيره، إلا أن يكون فيه كراهة شرعية.
رابعا: وفي الإرشاد إلى كتاب يعتمده في علم الحديث وغيره من العلوم الشرعية:
فهذا باب واسع، يختلف باختلاف نشء الإنسان في البلاد.
لكن جماع الخير: أن تستعين بالله في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
السناد: هو الذي يستحق أن يُسمى علما.
ولتكن همتك؛ فهم مقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم في أمره ونهيه وسائر كلامه.
واجتهد أن تعتصم في كل باب من أبواب العلم بأصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وإذا اشتبه عليك أمر مما اختلف فيه الناس؛ فعليك بالدعاء.
السناد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم رب جبريل .. اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك..)
- وأنفع الكتب المصنفة: صحيح محمد بن إسماعيل.
ولكن وحده لا يقوم بأصول العلم وتمام المقصود.
السناد: إذ لابد من معرفة أحاديث أخر.
ومن نوّر الله قلبه هداه، ومن أعماه لم تزده الكتب إلا حيرة وضلالا.
السناد: قال صلى الله عليه وسلم لأبي لبيد الأنصاري: (أو ليست التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم)
والحمدلله.
جزاك الله خيرا


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 5 ذو الحجة 1434هـ/9-10-2013م, 09:44 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

التطبيق الثامن: مقدمة المرتبع الأسنى للشيخ المشرف العام عبدالعزيز الداخل حفظه الله
المقصد العام للكتاب كما هو مكتوب: معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته والتعبد له بمقتضاها.
مقاصد المقدمة:
-بيان أهمية علم العبد بربه تعالى وأسمائه وصفاته وأحكامه.
فهو أشرف العلوم. السناد: معلومه بارئ البريات.
وأفضلها. السناد: من ثمراته رؤية الملك العلام ومرافقة خيرة الأنام في جنات النعيم.
وأجلها. السناد: هو أساس الإيمان.
وأنبلها. السناد: يحمل النفس على مكارم الأخلاق.
وهو العلم الجدير بأن تصرف نفائس الأوقات في تحصيله. السناد: الحاجة إليه لا تعدلها حاجة.
وكل علم لا يوصل إليه ولا يعين عليه مضيعة وقت ومجلبة مقت. السناد: حسرة حرمانه لا تعدلها حسرة.
وبهذا يتبين:
أن الضلال في جميع أبواب الدين أصله الجهل بالله تعالى وأسمائه وصفاته وأحكامه وما يجب له ويمتنع عليه. السناد: كضلال القدرية والجبرية في باب أفعال العباد.
وأن العبد إذا تأمل أسماء الله الحسنى وفقه معانيها ولوازمها وآثارها واستقر ذلك في قلبه نزه الله عن كل نقص وعيب. السناد: قوله تعالى: "سبحان ربك رب العزة عما يصفون"
وأن منهج الاستدلال بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى من أعظم المناهج الدالة على بطلان أقوال الضالين. السناد: قوله تعالى: "قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني" فكونه الغني ينفي أن يكون له ولد.
وكلما قويت معرفة العبد بالله وبأسمائه وصفاته قوي الإنكار في قلبه وجسده للدعاوى الباطلة.
السناد: قوله تعالى: "قالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا إدا. تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض.."
-بيان أن فعل المعاصي والتقصير في الطاعات سببه الجهل بالله وما يستحقه من التعبد بمقتضى أسمائه وصفاته. السناد: العلم بأن الله سميع بصير شديد العقاب .. خير زاجر عن المعصية.
فالإقدام على المعصية يكون حين يغيب نور العلم بالله وأسمائه أو يضعف. السناد: قوله تعالى: "أرأيت إن كذب وتولى. ألم يعلم بأن الله يرى"
وعلم العبد بالله وبأسمائه وصفاته ولوازمها وآثارها واستقرار ذلك في قلبه يثمر عملا صالحا وحالا مرضيا تقربا إلى الله. السناد: قوله تعالى: "وتوكل على العزيز الرحيم. الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين"
ويضعف العزم وتفتر الهمة بضعف نور هذا العلم. السناد: قوله تعالى: "وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم .."
وإذا علم العبد بما لله من الأسماء الحسنى والصفات العلى تحركت دواعي الرجوع إلى الله في قلبه. السناد: قال تعالى: "أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم"
-بيان أن الأسماء الحسنى والصفات العلى تجتذب القلوب إلى عبادة الله وتوحيده. السناد: قال تعالى: "وما من إله إلا إله واحد"
فالعبد إذا علم معاني أسماء الله الحسنى وفقه لوازمها وآثارها تعبّد الله بمقتضاها. السناد: فيجتنب المنكرات ويُسارع في الخيرات.
ولا يزال العبد يتزكّى في ضوء الأسماء الحسنى تزكية إيمانية كريمة. السناد: يتجلى أثر هذا الإيمان في تحلّيه بمكارم الأخلاق واتباع رضوان الله.
-بيان أن أسماء الله الحسنى وصفاته العلى هي؛
قرة عين العابد المستقيم. السناد: "ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون. فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين"
وسلوة خاطر المحزن المستضيم. السناد: "فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون"
ونُصرة المسلم المظلوم. السناد: "قال كلا إن معي ربي سيهدين"
وفرج المهموم والمغموم. السناد: "وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين"
ومتنفس البائس المكروب. السناد: "فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.."
والعلم بالله وما له من الأسماء الحسنى والصفات العلى تغمر قلب المظلوم إيمانا ويقينا تندفع معه رغبة الانتقام من الغير. السناد: قوله صلى الله عليه وسلم لملك الجبال: (بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ..)
وإذا استبطأ المظلوم النصر والفرج مع ما يغمه به الشيطان من الوساوس والخطرات أرشده الله إلى التفكر في آلائه وأسمائه وآياته. السناد: فالظلم ثقيل وهذا مما يسكّن النفس ويطمئن القلب ويسلّي المحزون.
-بيان أن الإيمان بأسماء الله الحسنى يهدي المؤمن إلى عبادة الله عزوجل كأنه يراه وهذه هي مرتبة الإحسان. السناد: يقذف الله في قلبه نورا عظيما وفرقانا مبينا.
-ثم انتقل الشيخ إلى التعريف بالكتاب وعمله فيه؛
فبين كيف كانت هداية الله له إلى جمع وترتيب هذا المصنف.
وأن أصله مباحث تتعلق بشرح الأسماء الحسنى من كتب ابن القيم رحمه الله.
مع بيان عمله في الجمع والترتيب والتبويب والتنسيق لمباحث هذا الكتاب.
وما هي مشكلات البحث التي ظهرت حال إعداد هذا الكتاب وكيف كانت معالجتها.
وأخيرا؛ بيان المعنى اللغوي لاسم الكتاب (المرتبع الأسنى في رياض الأسماء الحسنى)، ومناسبة هذه التسمية.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالب, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir