دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 رمضان 1439هـ/20-05-2018م, 02:56 PM
حسن محمد حجي حسن محمد حجي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 316
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم.
ج1: محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي تابعة لمحبة الله جل جلاله وهي محبة في الله والمحبة على أنواع كما قسمها أهل العلم :
1- محبة الله وهي أصل الإيمان والتوحيد.
2- ومحبة في الله وهي محبة الأنبياء والرسل وأتباعهم ومحبة مايحبه الله من الأعمال والأزمتة والأماكن وغيرها وهذه تابعة لمحبة الله فمن أحب الله أحب كل ما يحبه الله.
3- محبة مع الله وهي محبة الشرك وحب المشركين لآلهتهم.
4- المحبة الطبيعية ، وهذه قد تدخل في باب ما يحبه الله إذا أعانت على عبادته ، وقد تدخل في باب ما يبغضه الله إذا أعانت على معصيته ، وأما إذا لم تعن على عبادته ولا على معصيته فهي تبقى على أصلها مباحة.
*ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم داخلة في النوع الثاني وهي المحبة في الله ومحبة كل ما يحبه الله وليست محبة مع الله لأن المحبة مع الله شرك فهي تابعة لمحبة الله لأن الله يحبه فنحن نحبه صلى الله عليه وسلم .
فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة يجب تقديمها على جميع المخلوقين حتى على النفس لأنه أحب البشر إلى الله وخير الرسل وهو خاتمهم وهو رسول الله إلينا من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار فمن كمال الإيمان تقديم محبته على الوالد والولد والنفس والناس أجمعين كما في حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده و والده والناس أجمعين) وكما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم إلا من نفسي فقال صلى الله عليه وسلم : (ياعمر حتى أكون أحب إليك من نفسك) فقال عمر : أنت الآن أحب إلي من نفسي ، قال : (فالآن ياعمر) ، ومحبته صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا تابعة لمحبة الله تزيد كل ما زاد الإخلاص ومحبة الله وتنقص كل مانقص حب الله ، بعيدا عن شوائب الشرك كحبه مع الله أو ابتداع شيء في حقه ، فواجب محبته تصديقه فيما أخبر ، وطاعته فيما أمر ، واجتناب مانهى عنه وزجر ، وألا يعبد الله إلا بما شرع.

س2: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
ج2: سبب نزل هذه الآية :
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما انصرف من أحد وكان أبو سفيان لقي قافلة فسألهم: إلى أين فقالوا: إلى يثرب فقال أبلغوا محمدا أننا قد جمعنا لهم وسنغزوا يثرب فلما وصل القوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه بما قاله أبو سفيان قال صلى الله عليه وسلم : حسبنا الله ونعم الوكيل .
فقذف الله الرعب في قلوب المشركين وكفى الله المؤمنين القتال وعادوا ولم يمسسهم سوء.
* معنى الآية : الآية تبين كيف أن الشيطان يخوف جنده وأولياءه ، وأن الخوف عبادة لا يجوز صرفه لغير الله ، سواء خوف السر الذي يفعله عباد القبور يخوفون الناس بصاحب القبر وأنه قادر على أن يضر وينفع ويخوفون الدعاة إلى الله بها ، أو الخوف من الناس الذي يمنع من أداء الواجبات وترك المنكرات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في الآية ، فلا يجوز ترك الواجبات خوف من الناس أو الخرافات فما هي إلا من وساوس الشيطان لا تضر المؤمن الصادق ولا تخوفه وكل ما ضعف إيمان العبد تأثر بمثل هذه الوساوس ، فمن خاف الله وحده كفاه وأيده ونصره ، كما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والعاقبة للمتقين.
ومناسبة هذه الآية لكتاب التوحيد ظاهرة بينة، وهي أن الخوف العبادة عبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى.

س3: بيّن معنى التوكل وحكمه وثمرته.
ج3:التوكل لغة : هو الإعتماد والتفويض والكفاية.
واصطلاحا : هو الإعتماد على الله تعالى وحده وتفويض الأمر إليه واليقين بكفايته مع بذل الأسباب .
* حكم التوكل :
التوكل على الله فريضة لا يجوز صرفها لغير الله جل وعز ، وترتيب حكم من توكل على غير الله كما يلي:
1- التوكل على غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله كمغفرة الذنوب وشفاء المريض ، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة.
2- التوكل على غير الله فيما قدره الله عليه ، كالتوكل على الحاكم في جلب الرزق ، ورفع الظلم .
3- توكيل مخلوق آخر يقوم بعمل عنك نيابة وهو قادر عليه ، من باب بذل الأسباب التي هي من التوكل والقلب كله معلق بالله جل جلاله.
*ثمرة التوكل:
قال ابن القيم رحمه الله: جمع الله بين التوكل والعبادة ، وبين التوكل والإيمان ، وبين التوكل والتقوى ، وبين التوكل والإسلام ، وبين التوكل والهداية.
فظهر أن التوكل أصل لجميع مقامات الإيمان والإحسان ، ولجميع أعمال الإسلام .....انتهى كلامه رحمه الله.
فكل مازاد التوكل زاد الإيمان وكلما ضعف التوكل ضعف الإيمان.
ومن ثمراته أيضا أن من توكل الله عليه فهو حسبه وكافيه ومن كان الله كافيه فلن يصل إليه مخلوق بأذى حقيقي إنما يحصل له منه إيذاء الذي هو ظاهره مصبية وباطنه أجر وإحسان وزيادة في الإيمان ولذة وحلاوة ، وأما الأذى الحقيقي فلن يستطيع عليه مخلوق ولو كادته السماوات والأرض لجعل الله له مخرجا. انتهى بمعنى كلام ابن القيم.

س4: ما مناسبة باب قول الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} لكتاب التوحيد؟
ج4: مناسبة هذه الآية التي تحث على الخوف من الله جل وعلا وتحذر من الأمن من مكره من وجهين:
الوجه الأول : أن خوف العبادة لا يجوز صرفه لغير الله فمن خاف خوف عبادة من غير الله فهو مشرك ؛ كمن خاف من صاحب القبر أن يضره .
الوجه الثاني : أن من صفات المشركين الأمن من مكر الله وعدم الخوف من الله لأن الخوف من الله يحمل صاحبه على التوحيد وإفراد الله جل وعلا بهذه العبادة.

س5: بيّن خطر القنوط من رحمة الله وأثره السيء على نفس العبد، وبيّن علاج القنوط بدلالة الكتاب والسنة.
ج5: * خطر القنوط : قال تعالى : (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون).
- فبين الله تعالى أنه من صفة الضالين ، فهو طريق غير المؤمنين إذ أن المؤمنون يرجون رحمة ربهم.
- وأن من قنط من رحمة ربه فقد ترك عبادة من أهم العبادة التي لا يصح إيملن عبد بدونها وهي عبادة الرجاء ، فلا إيمان إلا بالسير بين الخوف والرجاء مع المحبة.
- أن التمادي في القنوط من رحمة الله طريق إلى المهلكة إذ قد تضعف نفس هذا القانط من رحمة الله ويقيم على المعاصي ولا يخرج منها.
- أن في القنوط من رحمة الله إساءة ظن بالله وجهل بكرمه وجوده وسعة رحمته ومغفرته.
* وعلاج القنوط يكون بما يلي:
1- بالعلم فمن علم أن الله عز وجل واسع المغفرة واسع الرحمة يفرح بتوبة عبده حري بأن يقبل على الله ويرجو رحمته كما في حديث صاحب الدابة الذي أخطأ من شدة الفرح (لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح ).
2- بالعمل بهذا العلم الذي تعلمه ولو علم أن اليسير من العمل الخالص لله عز وجل الموافق لشرعه تدركه به رحمة الله عز وجل لنفض عنه غبار الكسل ووحل الشيطان وحباله كما قال تعالى في الحديث القدسي : (أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)..........إلى قوله:(وإن أتاني يمشي أتيته هرولة).
3- التوبة النصوح وهي الإقبال على الله بصدق وعزم والإقلاع عن الذنب وتدخل في الدليلين السابقين.
4- مجالسة أهل العلم الصالحين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (المرء على دين خليله).

س6: ما الفرق بين الصبر والرضا؟
ج6: الفرق بينهما كما قال الشيخ صالح آل الشيخ :
- أن الصبر واجب وهو الرضى بقدر الله الذي هو فعله ، أي أن الله قدر علي بكذا فأنا راض بحكم الله.
- والرضى مستحب وهو زيادة على الصبر وهو أن يرضى بالمصيبة نفسها ، أي أني راض بالبلاء والقدر من مرض وأخذ ولد وغير ذلك.
وذكره ابن عثيمين رحمه الله -فيما أذكره- في أعلى درجات الصبر أي الرضى فمن هذه الجهة بينهما عموم وخصوص .

س7: اكتب رسالة قصيرة في التحذير من الرياء وبيان خطره وكيف ينجو منه العبد.
ج7: الرياء أمره خطير ، وطريقه غير رشيد ، فهو يضرب أصل من أصلي قبول العمل إذ لا قبول لعبادة إلا بالإخلاص لله وحدة ومتابعة سنة رسوله ، فهو يضرب أصل الإخلاص ، وهو طريق للشيطان لإزالة الإخلاص بالكلية من قلب العبد ، وهو موصل للشرك إذا تمادى فيه العبد حتى نسي ربه وصار عامة عمله رياء وسمعة ومن أجل الدنيا ، ومثل هذا ليس له في الآخرة من نصيب والله أغنى الشركاء عن الشرك ، فالرياء محبط للأعمال ، مغرور ومخدوع المرائي إذ لم يعرف قدر ربه فقرنه في النظر إلى عبادته بالمخلوقين ، ولم يعرف قدر ربه فلهم يهتم بلقائه كما أهمته مصالح دنياه ، مسكين قدم مخلوقا ضعيفا مثله على خالقه العزيز القوي الجبار المتكبر ، وقدم مصالح الدنيا الزائلة البائدة على ، مصالح الآخرة الدائمة ، فبما يقابل هذا المسكين ربه ؟
- فلا نجاة إلا بالإخلاص لله وحده ، ولا نجاة إلا بالحذر من سبل الشيطان الخفية المهلكة ، ولا نجاة إلا بمعالجة النفس على الإخلاص ومراقبتها ومحاسبتها أشد المحاسبة ، ولا نجاة إلا بكثرة الرجوع إلي الله والتعلق به والإستعانة به على العبادة والإستعاذه به من شر النفس والشيطان وشركه ، ولا نجاة إلا بمعرفة مآلات الرياء ومصير أهله على رؤوس الأشهاد الذين كان يرائيهم في الدنيا ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة وذكر عالما وقارءا ومجاهدا ، ولا نجاة إلا بخشية الله جل جلاله ، فالمرائي جاهل بربه مهما بلغ علمه ، أحمق مهلك لنفسه ولو ملك أعلى الشهادات في الدين لأنها ستشهد عليه فهو بعيد عن الحكمة ، إشترى الدنيا بالآخرة ، فلبئس البضاعة ويا حسرة على الثمن.

تمت بحمد الله وفضله.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 رمضان 1439هـ/4-06-2018م, 03:26 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن محمد حجي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم.
ج1: محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي تابعة لمحبة الله جل جلاله وهي محبة في الله والمحبة على أنواع كما قسمها أهل العلم :
1- محبة الله وهي أصل الإيمان والتوحيد.
2- ومحبة في الله وهي محبة الأنبياء والرسل وأتباعهم ومحبة مايحبه الله من الأعمال والأزمتة والأماكن وغيرها وهذه تابعة لمحبة الله فمن أحب الله أحب كل ما يحبه الله.
3- محبة مع الله وهي محبة الشرك وحب المشركين لآلهتهم.
4- المحبة الطبيعية ، وهذه قد تدخل في باب ما يحبه الله إذا أعانت على عبادته ، وقد تدخل في باب ما يبغضه الله إذا أعانت على معصيته ، وأما إذا لم تعن على عبادته ولا على معصيته فهي تبقى على أصلها مباحة.
*ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم داخلة في النوع الثاني وهي المحبة في الله ومحبة كل ما يحبه الله وليست محبة مع الله لأن المحبة مع الله شرك فهي تابعة لمحبة الله لأن الله يحبه فنحن نحبه صلى الله عليه وسلم .
فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة يجب تقديمها على جميع المخلوقين حتى على النفس لأنه أحب البشر إلى الله وخير الرسل وهو خاتمهم وهو رسول الله إلينا من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار فمن كمال الإيمان تقديم محبته على الوالد والولد والنفس والناس أجمعين كما في حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده و والده والناس أجمعين) وكما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم إلا من نفسي فقال صلى الله عليه وسلم : (ياعمر حتى أكون أحب إليك من نفسك) فقال عمر : أنت الآن أحب إلي من نفسي ، قال : (فالآن ياعمر) ، ومحبته صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا تابعة لمحبة الله تزيد كل ما زاد الإخلاص ومحبة الله وتنقص كل مانقص حب الله ، بعيدا عن شوائب الشرك كحبه مع الله أو ابتداع شيء في حقه ، فواجب محبته تصديقه فيما أخبر ، وطاعته فيما أمر ، واجتناب مانهى عنه وزجر ، وألا يعبد الله إلا بما شرع.

س2: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
ج2: سبب نزل هذه الآية :
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما انصرف من أحد وكان أبو سفيان لقي قافلة فسألهم: إلى أين فقالوا: إلى يثرب فقال أبلغوا محمدا أننا قد جمعنا لهم وسنغزوا يثرب فلما وصل القوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه بما قاله أبو سفيان قال صلى الله عليه وسلم : حسبنا الله ونعم الوكيل .
فقذف الله الرعب في قلوب المشركين وكفى الله المؤمنين القتال وعادوا ولم يمسسهم سوء.
* معنى الآية : الآية تبين كيف أن الشيطان يخوف جنده وأولياءه ، وأن الخوف عبادة لا يجوز صرفه لغير الله ، سواء خوف السر الذي يفعله عباد القبور يخوفون الناس بصاحب القبر وأنه قادر على أن يضر وينفع ويخوفون الدعاة إلى الله بها ، أو الخوف من الناس الذي يمنع من أداء الواجبات وترك المنكرات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في الآية ، فلا يجوز ترك الواجبات خوف من الناس أو الخرافات فما هي إلا من وساوس الشيطان لا تضر المؤمن الصادق ولا تخوفه وكل ما ضعف إيمان العبد تأثر بمثل هذه الوساوس ، فمن خاف الله وحده كفاه وأيده ونصره ، كما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والعاقبة للمتقين.
ومناسبة هذه الآية لكتاب التوحيد ظاهرة بينة، وهي أن الخوف العبادة عبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى.
[بارك الله فيك، عند الإجابة على سؤال التفسير لا نتطرق لأمور أخرى ونبتعد عن الإجابة، فتفسير الآية يتطلب شرح كل لفظة وبيان معناها]
س3: بيّن معنى التوكل وحكمه وثمرته.
ج3:التوكل لغة : هو الإعتماد والتفويض والكفاية.
واصطلاحا : هو الإعتماد على الله تعالى وحده وتفويض الأمر إليه واليقين بكفايته مع بذل الأسباب .
* حكم التوكل :
التوكل على الله فريضة لا يجوز صرفها لغير الله جل وعز ، وترتيب حكم من توكل على غير الله كما يلي:
1- التوكل على غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله كمغفرة الذنوب وشفاء المريض ، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة.
2- التوكل على غير الله فيما قدره الله عليه ، كالتوكل على الحاكم في جلب الرزق ، ورفع الظلم .
3- توكيل مخلوق آخر يقوم بعمل عنك نيابة وهو قادر عليه ، من باب بذل الأسباب التي هي من التوكل والقلب كله معلق بالله جل جلاله.
*ثمرة التوكل:
قال ابن القيم رحمه الله: جمع الله بين التوكل والعبادة ، وبين التوكل والإيمان ، وبين التوكل والتقوى ، وبين التوكل والإسلام ، وبين التوكل والهداية.
فظهر أن التوكل أصل لجميع مقامات الإيمان والإحسان ، ولجميع أعمال الإسلام .....انتهى كلامه رحمه الله.
فكل مازاد التوكل زاد الإيمان وكلما ضعف التوكل ضعف الإيمان.
ومن ثمراته أيضا أن من توكل الله عليه فهو حسبه وكافيه ومن كان الله كافيه فلن يصل إليه مخلوق بأذى حقيقي إنما يحصل له منه إيذاء الذي هو ظاهره مصبية وباطنه أجر وإحسان وزيادة في الإيمان ولذة وحلاوة ، وأما الأذى الحقيقي فلن يستطيع عليه مخلوق ولو كادته السماوات والأرض لجعل الله له مخرجا. انتهى بمعنى كلام ابن القيم.

س4: ما مناسبة باب قول الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} لكتاب التوحيد؟
ج4: مناسبة هذه الآية التي تحث على الخوف من الله جل وعلا وتحذر من الأمن من مكره من وجهين:
الوجه الأول : أن خوف العبادة لا يجوز صرفه لغير الله فمن خاف خوف عبادة من غير الله فهو مشرك ؛ كمن خاف من صاحب القبر أن يضره .
الوجه الثاني : أن من صفات المشركين الأمن من مكر الله وعدم الخوف من الله لأن الخوف من الله يحمل صاحبه على التوحيد وإفراد الله جل وعلا بهذه العبادة.

س5: بيّن خطر القنوط من رحمة الله وأثره السيء على نفس العبد، وبيّن علاج القنوط بدلالة الكتاب والسنة.
ج5: * خطر القنوط : قال تعالى : (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون).
- فبين الله تعالى أنه من صفة الضالين ، فهو طريق غير المؤمنين إذ أن المؤمنون يرجون رحمة ربهم.
- وأن من قنط من رحمة ربه فقد ترك عبادة من أهم العبادة التي لا يصح إيملن عبد بدونها وهي عبادة الرجاء ، فلا إيمان إلا بالسير بين الخوف والرجاء مع المحبة.
- أن التمادي في القنوط من رحمة الله طريق إلى المهلكة إذ قد تضعف نفس هذا القانط من رحمة الله ويقيم على المعاصي ولا يخرج منها.
- أن في القنوط من رحمة الله إساءة ظن بالله وجهل بكرمه وجوده وسعة رحمته ومغفرته.
* وعلاج القنوط يكون بما يلي:
1- بالعلم فمن علم أن الله عز وجل واسع المغفرة واسع الرحمة يفرح بتوبة عبده حري بأن يقبل على الله ويرجو رحمته كما في حديث صاحب الدابة الذي أخطأ من شدة الفرح (لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح ).
2- بالعمل بهذا العلم الذي تعلمه ولو علم أن اليسير من العمل الخالص لله عز وجل الموافق لشرعه تدركه به رحمة الله عز وجل لنفض عنه غبار الكسل ووحل الشيطان وحباله كما قال تعالى في الحديث القدسي : (أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)..........إلى قوله:(وإن أتاني يمشي أتيته هرولة).
3- التوبة النصوح وهي الإقبال على الله بصدق وعزم والإقلاع عن الذنب وتدخل في الدليلين السابقين.
4- مجالسة أهل العلم الصالحين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (المرء على دين خليله).

س6: ما الفرق بين الصبر والرضا؟
ج6: الفرق بينهما كما قال الشيخ صالح آل الشيخ :
- أن الصبر واجب وهو الرضى [
حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي والسخط، والجوارح عن لطم الخدود، وشق الجيوب ونحوهما]بقدر الله الذي هو فعله ، أي أن الله قدر علي بكذا فأنا راض بحكم الله. [هذا يدخل في الرضا]
- والرضى مستحب وهو زيادة على الصبر وهو أن يرضى بالمصيبة نفسها ، أي أني راض بالبلاء والقدر من مرض وأخذ ولد وغير ذلك.
وذكره ابن عثيمين رحمه الله -فيما أذكره- في أعلى درجات الصبر أي الرضى فمن هذه الجهة بينهما عموم وخصوص .

س7: اكتب رسالة قصيرة في التحذير من الرياء وبيان خطره وكيف ينجو منه العبد.
ج7: الرياء أمره خطير ، وطريقه غير رشيد ، فهو يضرب أصل من أصلي قبول العمل إذ لا قبول لعبادة إلا بالإخلاص لله وحدة ومتابعة سنة رسوله ، فهو يضرب أصل الإخلاص ، وهو طريق للشيطان لإزالة الإخلاص بالكلية من قلب العبد ، وهو موصل للشرك إذا تمادى فيه العبد حتى نسي ربه وصار عامة عمله رياء وسمعة ومن أجل الدنيا ، ومثل هذا ليس له في الآخرة من نصيب والله أغنى الشركاء عن الشرك ، فالرياء محبط للأعمال ، مغرور ومخدوع المرائي إذ لم يعرف قدر ربه فقرنه في النظر إلى عبادته بالمخلوقين ، ولم يعرف قدر ربه فلهم يهتم بلقائه كما أهمته مصالح دنياه ، مسكين قدم مخلوقا ضعيفا مثله على خالقه العزيز القوي الجبار المتكبر ، وقدم مصالح الدنيا الزائلة البائدة على ، مصالح الآخرة الدائمة ، فبما يقابل هذا المسكين ربه ؟
- فلا نجاة إلا بالإخلاص لله وحده ، ولا نجاة إلا بالحذر من سبل الشيطان الخفية المهلكة ، ولا نجاة إلا بمعالجة النفس على الإخلاص ومراقبتها ومحاسبتها أشد المحاسبة ، ولا نجاة إلا بكثرة الرجوع إلي الله والتعلق به والإستعانة به على العبادة والإستعاذه به من شر النفس والشيطان وشركه ، ولا نجاة إلا بمعرفة مآلات الرياء ومصير أهله على رؤوس الأشهاد الذين كان يرائيهم في الدنيا ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة وذكر عالما وقارءا ومجاهدا ، ولا نجاة إلا بخشية الله جل جلاله ، فالمرائي جاهل بربه مهما بلغ علمه ، أحمق مهلك لنفسه ولو ملك أعلى الشهادات في الدين لأنها ستشهد عليه فهو بعيد عن الحكمة ، إشترى الدنيا بالآخرة ، فلبئس البضاعة ويا حسرة على الثمن.
[ولو عضدت إجابتك بالأدلة لكان أجود]
تمت بحمد الله وفضله.



التقدير (ب+).
تم خصم نصف درجة لتأخر أداء الواجب.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir