دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > كتاب التوحيد لابن منده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الآخرة 1434هـ/28-04-2013م, 10:13 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي ذكر ما يستدلّ به من الكتاب والأثر على أنّ الله تعالى لم يزل متكلّمًا آمرًا ناهيًا بما شاء لمن شاء من خلقه

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ذكر ما يستدلّ به من الكتاب والأثر على أنّ الله تعالى لم يزل متكلّمًا آمرًا ناهيًا بما شاء لمن شاء من خلقه موصوفًا بذلك قال الله عز وجل واصفًا لكلامه وأمره وإرادته الّذي به خلق الخلق: {إنّما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}، وقال عز وجل: {ألا له الخلق والأمر}، فبان بقوله أنّ أمره غير خلقه، وبأمره خلق، ويخلق، وقال عز وجل: {حم والكتاب المبين} إلى قوله {أمرًا من عندنا} الآيات.
ذكر الأدلّة الواضحة من الأثر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ببيان ما تقدّم والفرق بين القول والعلم والإرادة والفعل
546 - أخبرنا عثمان بن أحمد بن هارون التّنّيسيّ، حدثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم. ح وأخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب، وعليّ بن إبراهيم بن يعقوب بدمشق، قالا: حدثنا أبو زرعة الدّمشقيّ، قال: حدثنا أبو مسهرٍ عبد العليّ بن مسهرٍ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن أبي ذرٍّ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله، أنّه قال: يا عبادي، إنّي حرّمت الظّلم على نفسي، وجعلته محرّمًا فيما بينكم، فلا تظالموا، يا عبادي، إنّكم تخطئون باللّيل والنّهار، وأنا أغفر الذّنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، كلّكم جائعٌ إلاّ من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلّكم عارٍ إلاّ من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم، وجنّكم وإنسكم،
[التوحيد: 3/129]
وحيّكم وميّتكم، كانوا على أتقى قلب رجلٍ لم يزد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخركم، وإنسكم وجنّكم، كانوا على أفجر قلب رجلٍ منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخركم، وإنسكم وجنّكم اجتمعوا في صعيدٍ واحدٍ، فسألوني فأعطيت كلّ إنسانٍ منهم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئًا، إلاّ كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسةً واحدةً، يا عبادي، إنّما هي أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلاّ نفسه. قال: وكان أبو إدريس إذا حدّث هذا الحديث جثى على ركبتيه.
رواه مروان بن محمّدٍ وغيره، عن سعيدٍ.
ورواه قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرّحبيّ، عن أبي ذرٍّ، إلى قوله: كما ينقص المخيط. وروي عن ابن غنمٍ، عن أبي ذرٍّ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم نحوه، وزاد فيه: إنّي جوّادٌ ماجدٌ، عطائي كلامٌ، وعذابي كلامٌ، وإذا أردت أمرًا فإنّما أقول له: كن فيكون.
[التوحيد: 3/130]
547 - أخبرنا خيثمة، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أبي، حدثنا عبيد الله بن عمرٍو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن سيّارٍ أبي الحكم، عن ابن غنمٍ بهذا.
[التوحيد: 3/130]
548 - أخبرنا خيثمة، حدثنا إسحاق بن سيّارٍ النّصيبيّ، حدثنا عمرو بن عاصمٍ، حدثنا همّام بن يحيى، عن قتادة بن دعامة، عن أبي قلابة الجرميّ، عن أبي أسماء الرّحبيّ، عن أبي ذرٍّ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربّه، قال: إنّي حرّمت الظّلم على نفسي وحرّمته على عبادي فلا تظالموا، وكلّ بني آدم يخطئ باللّيل والنّهار، ثمّ يستغفرني فأغفر له ولا أبالي، وقال: يا بني آدم، كلّكم كان ضالاً إلاّ من هديت، وكلّكم كان عاريًا إلاّ من كسوت، وكلّكم كان جائعًا إلاّ من أطعمته، وكلّكم كان ظمآنًا إلاّ من سقيته، فاستهدوني أهدكم، واستكسوني أكسكم، واستطعموني أطعمكم، واستسقوني أسقكم،
[التوحيد: 3/130]
ويا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخركم، وجنّكم وإنسكم، وصغيركم وكبيركم، وذكركم وأنثاكم، كانوا على قلب أتقاكم رجلاً ما زاد في ملكي، ولو أنّ أوّلكم وآخركم، وجنّكم وإنسكم، وصغيركم وكبيركم، وذكركم وأنثاكم، كانوا على قلب أكفر رجلٍ لم ينقص من ملكي شيئًا، إلاّ كما ينقص المخيط من البحر.
رواه أبو داود، وعبد الصّمد بن عبد الوارث، وابن رجاءٍ، وغيرهم عن همّامٍ.
[التوحيد: 3/131]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل إذا تكلّم بالوحي سمعه أهل السّماوات
روي ذلك عن عبد الله بن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وابن عمر مرفوعا وموقوفا، قال الله تعالى: {حتّى إذا فزّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربّكم قالوا الحقّ} الآية.
549 - أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا بحر بن نصرٍ، حدثنا ابن وهبٍ. ح وأخبرنا أبو الطّاهر أحمد بن عمرٍو، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهبٍ، حدثنا يونس بن يزيد، عن ابن شهابٍ الزّهريّ، عن عليّ بن الحسين، عن عبد الله بن عبّاسٍ، قال: حدّثني رجالٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار، أنّهم بينا هم جلوسٌ ليلةً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي بنجمٍ فاستنار، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا كنتم تقولون في الجاهليّة إذا رمي بمثل هذا؟، قالوا: الله ورسوله أعلم، كنّا نقول: ولد اللّيلة عظيمٌ ومات عظيمٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإنّها لا ترمى لموت أحدٍ، ولا لحياته، ولكنّ ربّنا إذا قضى أمرًا يسبّح حملة العرش، ثمّ يسبّح أهل السّماء الّذين يلونهم، حتّى يبلغ التّسبيح أهل السّماء الدّنيا، قال الّذين يلون حملة العرش: ماذا قال ربّكم، فيخبرونهم، فيسبّح أهل السّماوات حتّى يبلغ الخبر أهل هذه السّماء الدّنيا، فيخطف الجنّ السّمع، فيذهبون به إلى أوليائهم، فما جاءوا به على وجهه فهو حقٌّ، ولكنّهم يقرفون فيه فيزيدون، قال
[التوحيد: 3/131]
الله: {حتّى إذا فزّع عن قلوبهم} الآية.
رواه صالح بن كيسان، وعقيلٌ، والأوزاعيّ، وشعيبٌ، ومعمر بن راشدٍ.
[التوحيد: 3/132]
550 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب بدمشق، حدثنا أبو زرعة، حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافعٍ، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزّهريّ، عن عليّ بن حسينٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: حدّثني رجالٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث.
[التوحيد: 3/132]
بيانٌ آخر يدلّ على كلام الله عز وجل إذا أراد أمرًا قال الله عز وجل: {إنّما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}.
551 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة، حدثنا عبد الله بن الزّبير، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إذا قضى الله في السّماء أمرًا ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنّها سلسلةٌ على صفوان، فإذا فزّع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربّكم، قالوا: الحقّ وهو العليّ الكبير، والشّياطين بعضهم فوق بعضٍ، قال سفيان بيده وفرّج بين أصابعه وحرّكها ورفع يده، قال: إذا سمع الأعلى كلمةً رمى بها إلى الّذي يليه، فربّما أدركه الشّهاب قبل أن يلقيها، وربّما نبذه قبل أن يدركها، فينبذها بعضهم إلى بعضٍ حتّى ينتهي إلى الأرض فيلقيها على لسان الكاهن، أو السّاحر، فيكذب معها مائة كذبةٍ، فيقال: أليس قد أخبر أنّه يكون كذا وكذا، فيصدّق بالكلمة الّتي سمع.
هذا حديثٌ مشهورٌ عن ابن عيينة، رواه عليّ بن المدينيّ، وابن أبي عمر.
[التوحيد: 3/132]
552 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، وعبد الله بن إبراهيم المقري، قالا: حدثنا أحمد بن الفرات، أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمر بن راشدٍ، عن الزّهريّ، عن يحيى بن عروة بن الزّبير، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، إنّ الكهّان يحدّثونا بالشّيء يكون حقًّا، فقال: تلك كلمة الحقّ يختطفها الجنّيّ فيجعلها في أذن وليّه، فيزيد فيها أكثر من مائة كذبةٍ.
رواه هشام بن يوسف وغيره، رواه ابن جريجٍ، وشعيبٌ، وإسحاق بن راشدٍ.
ورواه أبو الأسود، عن عروة، عن عائشة، ثمّ من حديث الزّهريّ.
[التوحيد: 3/133]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل لم يزل متكلّمًا وعلى أنّ الكلمة والكلمات من كلامه قال الله عز وجل: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين}، وقال: {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك}، وقال: {وتمّت كلمة ربّك صدقًا وعدلاً} الآية، وقال: {حقّت كلمت ربّك}، وقال: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي}، وقال: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته}.
553 - أخبرنا عبدوس بن الحسين، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، حدثنا مسروق بن المرزبان أبو سعيد، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
[التوحيد: 3/133]
قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل فقالوا: سلوه عن الروح فذلك قوله {ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} فقالت اليهود: أوتينا علما كثيرا التوراة فمن أوتيها فقد أوتي خيرًاكثيرا فأنزل الله عز وجل {لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي} الآية.
رواه عبد الأعلى وغيره، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة.
[التوحيد: 3/134]
554 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى بن مندهٍ، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعودٍ أبو بشرٍ، حدثنا حفص بن عمر أبو عمر، ومحمّد بن كثيرٍ، قالا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، قال: سمعت أبا وائلٍ يحدّث، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.
[التوحيد: 3/134]
555 - أخبرنا عبد الرّحمن، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا محمّد بن كثيرٍ، حدثنا سفيان بن سعيدٍ، عن الأعمش، قال: وحدثنا عمر بن حفص بن غياثٍ، حدثنا أبي، قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية جميعًا عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن أبي موسى، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم نحوه، قال: وحدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير بن معاوية، عن منصورٍ، عن مالكٍ ...، عن أبي موسى، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
[التوحيد: 3/134]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يتعوّذ بكلمات الله عز وجل
556 - أخبرنا أبو عمرٍو أحمد بن محمّد بن إبراهيم، حدثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم بن مسلمٍ، حدثنا حنيفة بن مرزوقٍ، ويحيى بن عبد الله بن الضّحّاك الحرّانيّ، قالا: حدثنا اللّيث، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن جعفر بن ربيعة، عن يعقوب بن عبد الله الأشجّ، ذكر أنّ أبا صالحٍ أخبره، أنّه سمع أبا هريرة، يقول: لدغتني عقرب، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التّامّات من شرّ ما خلق لم يضرّك.
رواه جماعةٌ، عن اللّيث بن سعدٍ.
ورواه ابن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد والحارث بن يعقوب، عن يعقوب، عن القعقاع بن حكيمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة.
[التوحيد: 3/135]
557 - أخبرنا محمّد بن يعقوب، حدثنا بحر بن نصرٍ، حدثنا ابن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، وأبيه الحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ، عن القعقاع بن حكيمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، أنّه قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمّا إنّك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التّامّات من شرّ ما خلق لم يضرّك.
وبإسناده عن يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ، عن بسر بن سعيدٍ، عن سعد بن أبي وقّاصٍ، عن خولة بنت حكيمٍ، أنّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل: أعوذ بكلمات الله التّامّات من شرّ ما خلق، فإنّه لا يضرّه شيءٌ حتّى يرتحل منه.
[التوحيد: 3/135]
558 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، حدثنا محمّد بن عبد الملك بن مروان،
[التوحيد: 3/135]
حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا هشام بن حسّانٍ، حدثنا سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يمسي ثلاث مرّاتٍ: أعوذ بكلمات الله التّامّات من شرّ ما خلق لم يضرّه تلك اللّيلة، قال إسماعيل: كان أهلنا قد تعلّموها فكانوا يقولونها كلّ ليلةٍ، فلدغت جاريةٌ منهم لم تجد لها وجعًا.
[التوحيد: 3/136]
559 - أخبرنا محمّد بن يعقوب أبو بكرٍ البيكنديّ، حدثنا إسحاق بن الحسن الحربيّ، حدثنا القعنبيّ، وأخبرنا عمر بن الرّبيع بن سليمان، حدثنا بكر بن سهلٍ، حدثنا عبد الله بن يوسف، قالا: حدثنا مالك بن أنسٍ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ من أسلم: لو قلت حين نمت: أعوذ بكلمات الله التّامّات من شرّ ما خلق لم يضرّك.
روي من حديث الثّوريّ، وغيره، عن سهيلٍ متّصلاً.
[التوحيد: 3/136]
560 - أخبرنا عمر بن الرّبيع، حدثنا بكر بن سهلٍ، حدثنا عبد الله بن يوسف. ح وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشمٍ، حدثنا يحيى بن أيّوب، حدثنا يحيى بن كثير بن أنسٍ، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ، عن بسر بن سعيدٍ، عن سعد بن أبي وقّاصٍ، عن خولة بنت حكيمٍ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من نزل منزلاً فليقل: أعوذ بكلمات الله التّامّات من شرّ ما خلق، لم يضرّه شيءٌ حتّى يرتحل.
[التوحيد: 3/136]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يعوّذ الحسن والحسين، رضي الله عنهما بكلمات الله التّامّة من شرّ ما خلق
561 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى بن مندهٍ، حدثنا أبو مسعودٍ، قال: أحسب معاوية بن هشامٍ. ح وأخبرنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّاد، حدثنا محمّد بن أحمد بن أبي
[التوحيد: 3/136]
العوّام، حدثنا يزيد بن هارون، قالا: حدثنا سفيان بن سعيدٍ، عن منصور بن المعتمر، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعوّذ الحسن والحسين، يقول: أعوذكما بكلمات الله التّامّات من كلّ شيطانٍ وهامّةٍ، ومن كلّ عينٍ لامّةٍ، ويقول: كان إبراهيم يعوّذ بهما إسماعيل وإسحاق.
رواه جماعةٌ عن سفيان.
ورواه جريرٌ وغيره، عن منصورٍ.
[التوحيد: 3/137]
562 - أخبرنا حمزة بن محمّد الكنانيّ، حدثنا أبو عبد الرّحمن النّسائيّ، حدثنا محمّد بن قدامة، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ حسنًا وحسينًا: أعيذكما بكلمات الله التّامّات من كلّ شيطانٍ وهامّةٍ، ومن كلّ عينٍ لامّةٍ، وكان يقول: كان أبوكما يعوّذ بهما إسماعيل وإسحاق.
[التوحيد: 3/137]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: سبحان الله مداد كلماته
563 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعودٍ، أخبرنا أبو أسامة، حدثنا مسعر بن كدامٍ، عن محمّد بن عبد الله بن مولى، وأخبرنا عبد الرّحمن، حدثنا أبو مسعودٍ، حدثنا أبو عامرٍ، أخبرنا سفيان، يعني ابن سعيدٍ، عن محمّد بن عبد الرّحمن مولى آل طلحة، عن كريبٍ، عن ابن عبّاسٍ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم علّم جويرية بنت الحارث، فقال: قولي: سبحان الله عدد ما خلق، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته.
رواه محمّد بن بشرٍ وغيره، عن مسعرٍ.
ورواه جماعةٌ، عن سفيان بطوله.
ورواه غندرٌ، وخالد بن الحارث، عن شعبة، وجماعةٌ، عن ابن عيينة، عن محمّد بن عبد الرّحمن.
[التوحيد: 3/137]
564 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، حدثنا أبو يحيى محمّد بن سعيد بن غالبٍ، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا محمّد بن عبد الرّحمن، عن كريبٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: خرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم من عند جويرية، وكان اسمها: برّة فحوّل اسمها، وكره أن يقال: خرج من عند برّة، فخرج وهي في مصلاها، ورجع إليها فقال: لم تزالي في مصلاكي هذا؟ قالت: نعم لم أزل فيه قال: قلت بعدك أربع كلماتٍ ثلاث مرّاتٍ، لو وزنت بما قلت لوزنتهنّ: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته.
رواه الحميديّ، وابن المدينيّ، وابن أبي عمر.
[التوحيد: 3/138]
565 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعودٍ، أخبرنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن كريبٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان اسم جويرية، برّة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية.
[التوحيد: 3/138]
566 - أخبرنا حمزة بن محمّدٍ، حدثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيبٍ، حدثنا محمّد بن بشّارٍ، أخبرنا غندرٌ، حدثنا شعبةٌ، عن محمّد بن عبد الرّحمن مولى آل طلحة، عن كريبٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن جويرية: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ عليها وهي في المسجد تدعو، ثمّ مرّ بها قريبًا من نصف النّهار، فقال لها: ما زلت على ذلك؟ فقالت: نعم، فقال: ألا أعلّمك كلماتٍ تقوليهنّ: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه،سبحان الله مداد كلماته،سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله
[التوحيد: 3/138]
مداد كلماته.
وأخبرني أبي، حدّثني أبي، حدثنا أبو موسى، وبندارٌ، قالا: حدثنا غندرٌ، نحوه.
[التوحيد: 3/139]
567 - أخبرنا محمّد بن سعدٍ، وحمزة، قالا: حدثنا أحمد بن شعيبٍ، أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، حدثنا خالد بن الحارث، عن شعبة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن كريبٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: مرّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بجويرية وهي في ذكرٍ، ثمّ مرّ بها قريبًا من نصف النّهار، فقال لها: ما زلت بعد ها هنا؟، فقال: ألا أعلّمك كلماتٍ، سبحان الله عدد خلقه أعادها ثلاث مرّاتٍ، سبحان الله رضا نفسه ثلاث مرّاتٍ، سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرّاتٍ، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرّاتٍ.
[التوحيد: 3/139]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله تعالى كلّم آدم عليه السّلام قبلاً وقال تعالى: {اسكن أنت وزوجك الجنّة}.
568 - أخبرنا محمّد بن الحسين بن الحسن، حدثنا أحمد بن يوسف السّلميّ. ح وأخبرنا خيثمة، وأحمد بن محمّد بن زيادٍ، قالا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبّادٍ، قالا: حدثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن همّام بن منبّهٍ، سمع أبا هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق الله آدم وطوله ستّون ذراعًا، فلمّا خلقه الله قال: اذهب فسلّم على أولئك النّفر، وهم نفرٌ من الملائكة جلوسٌ، فاسمع ما يجيبونك به فإنّها تحيّتك وتحيّة ذرّيّتك، قال: فذهب فقال: السّلام عليكم، فقالوا: السّلام عليك ورحمة الله، قال: فكلّ من يدخل الجنّة على صورة آدم،
[التوحيد: 3/139]
طوله ستّون ذراعًا، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتّى الآن.
[التوحيد: 3/140]
569 - أخبرنا محمّد بن محمّد بن عبد الله بن حمزة، حدثنا محمّد بن أحمد بن أبي العوّام، حدثنا محمّد بن عبد العزيز الرّمليّ، حدثنا سليمان بن حيّان، حدثنا ابن أبي ذبابٍ، عن سعيد بن أبي سعيدٍ المقبريّ، ويزيد بن هرمزٍ، عن أبي هريرة، قال أبو خالدٍ وحدثنا محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: وحدّثني داود بن أبي هند، عن الشّعبيّ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمّا خلق الله آدم ونفخ فيه الرّوح عطس، فقال له ربّه: الحمد للّه، قال: الحمد للّه، فقال له ربّه: يرحمك ربّك، ائت أولئك الملأ من الملائكة، فقل: السّلام عليكم فأتاهم، فسلّم عليهم، فقالوا: وعليك السّلام ورحمة الله، ثمّ رجع إلى ربّه فبسط له يديه، فقال له: خذ واختر، فقال: اخترت يمين ربّي، وكلتا يديه يمينٌ، ففتحها فإذا فيها صورة ذرّيّته كلّهم، وإذا كلّ رجلٍ مكتوبٌ عنده أجله، وإذا آدم قد كتب له ألف سنةٍ، وذكر الحديث.
[التوحيد: 3/140]
570 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب، حدثنا أبو زرعة، حدثنا يحيى بن صالحٍ، حدثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، حدثنا الحارث بن عبد الرّحمن، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، قال:
[التوحيد: 3/140]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمّا خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس، فأذن الله بحمده، قال: فحمد الله، فقال له ربّه: رحمك ربّك.
[التوحيد: 3/141]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ آدم عليه السّلام كان نبيًّا مكلّمًا
571 - أخبرنا عليّ بن إبراهيم بن معاوية، حدثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، حدثنا أبو توبة الرّبيع بن نافعٍ، حدثنا معاوية بن سلامٍ، عن أخيه زيد بن سلامٍ، أنّه سمع أبا سلامٍ الحبشيّ، يقول: سمعت أبا أمامة الباهليّ، يقول: أتى رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أنبيًّا كان آدم؟، فقال: نعم، مكلّم.
هذا إسنادٌ صحيحٌ على رسم مسلمٍ والجماعة، إلاّ البخاريّ.
وروي من حديث القاسم أبي عبد الرّحمن وغيره، عن أبي أمامة، عن أبي ذرٍّ بأسانيد فيها مقالٌ.
[التوحيد: 3/141]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل كلّم الملائكة قبل خلق آدم عليه السّلام فقال: {إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} الآية إلى قوله: {قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طينٍ}.
572 - أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا سعدان بن نصر المخرمي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو في قوله: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء} فقيل لعبد الله: كان فيها أحد قبل آدم قال: نعم الجن بنو الجان.
[التوحيد: 3/141]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل لم يزل متكلّمًا وأنّ موسى عليه السّلام سمع كلامه قال الله عز وجل: {إنّي أنا ربّك}، وقال الله عز وجل: {إنّي أنا الله ربّ العالمين}.
وقال: {إنّي اصطفيتك على النّاس برسالاتي وبكلامي}، الآية، وقال عز وجل: {وقرّبناه نجيًّا}.
573 - أخبرنا أحمد بن عمرٍو أبو الطّاهر، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهبٍ، حدثنا هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنّ موسى قال: يا ربّ، آدم الّذي أخرجنا ونفسه من الجنّة، فأراه الله آدم، فقال: أنت أبونا؟ قال: نعم، قال: الّذي نفخ الله فيك من روحه، وعلّمك الأسماء كلّها، وأمر الملائكة سجدوا لك، أراه قال: وأسكنك جنّته، وخلقك بيده، قال: نعم، قال: فما حملك أن أخرجتنا ونفسك من الجنّة؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت موسى نبيّ بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: أنت الّذي كلّمك الله من وراء حجابٍ، لم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم، قال: فهل وجدت في كتاب الله أنّ ذلك كائنٌ في كتابه قبل أن أخلق، قال: بلى، قال: فبم تلومني على شيءٍ سبق القضاء فيه قبلي، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: فحجّ آدم موسى.
روي من حديث نافعٍ، عن ابن عمر، عن عمر بإسنادٍ فيه مقالٌ.
[التوحيد: 3/142]
574 - أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الأزاذيّ، حدثنا أبو مسعودٍ، ح وأخبرنا محمّد بن سعدٍ، حدثنا محمّد بن أيّوب، قالا: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ الطّويل، عن الحسن، عن جندب بن عبد الله،
[التوحيد: 3/142]
أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: احتجّ آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم، أنت الّذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسكنك جنّته، وأسجد لك ملائكته، فعلت ما فعلت، وأخرجت ولدك من الجنّة، قال: أنت موسى الّذي بعثك الله برسالته وكلامه، وآتاك التّوراة، وقرّبك نجيًّا، أنا أقدم أم الذّكر، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: فحجّ آدم موسى.
[التوحيد: 3/143]
575 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلمٍ، حدثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرٍو. ح وأخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، ومحمّد بن محمّد بن موسى، قالا: حدثنا أحمد بن مهديّ بن رستمٍ. ح وأخبرنا الحسن بن منصورٍ الإمام بحمص، حدثنا محمّد بن العبّاس بن معاوية، قالوا: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافعٍ، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزّهريّ، عن حميدٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجّ آدم وموسى، فقال موسى: أنت آدم الّذي خلقك الله بيده.
[التوحيد: 3/143]
576 - وأخبرنا أبو الطّاهر أحمد بن عمرٍو، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهبٍ، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهابٍ، عن حميد بن عبد الرّحمن، أنّه سمع أبا هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجّ آدم وموسى عند ربّهما فحجّ آدم موسى، فقال
[التوحيد: 3/143]
موسى: أنت آدم الّذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته وأسكنك جنّته، ثمّ أهبطت النّاس بخطيئتك إلى الأرض، فقال آدم: أنت موسى الّذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كلّ شيءٍ، وقرّبك نجيًّا، فبكم وجدت الله كتب التّوراة قبل أن يخلقني بأربعين عامًا، قال آدم: فهل وجدت فيها وعصى آدم ربّه فغوى؟ قال: نعم، قال: فتلومني على أن عملت عملاً كتبه الله عليّ أن أعمله، قبل أن يخلقني بأربعين سنةً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحجّ آدم موسى، واللّفظ ليونس.
رواه عقيلٌ، وابن سعدٍ، وقال معمرٌ وغيره عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، وقال الزّبيديّ عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب.
[التوحيد: 3/144]
577 - أخبرنا محمّد بن الحسين بن الحسن، حدثنا أحمد بن يوسف السّلميّ، أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمر بن راشدٍ، عن همّام بن منبّهٍ، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحاجّ آدم وموسى، فقال موسى: أنت آدم الّذي أغويت النّاس، وأخرجتهم من الجنّة إلى الأرض؟ فقال آدم: أنت موسى الّذي أعطاه الله كلّ شيءٍ، واصطفاه على النّاس برسالاته، فقال: نعم، قال: تلومني على أمرٍ قد كان كتب عليّ أن أفعل من قبل أن أخلق، فحجّ آدم موسى.
[التوحيد: 3/144]
578 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، وعليّ بن نصرٍ، قالا: حدثنا محمّد بن أيّوب بن يحيى الرّازيّ، حدثنا محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، حدثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التقى آدم وموسى، فقال موسى: أنت الّذي خلقك الله
[التوحيد: 3/144]
بيده، وأسكنك جنّته، وأمر الملائكة فسجدوا لك، أمرك أن لا تأكل من الشّجرة فأكلت منها، وأخرجتنا من الجنّة، فقال آدم: أنت موسى الّذي اصطفاك الله برسالاته، وأنزل عليك التّوراة، وكلّمك تكليمًا، أنت تلومني على شيءٍ أنت تجده في التّوراة قبل أن يخلق السّماوات والأرض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحجّ آدم موسى، فحجّ آدم موسى.
رواه اللّيث بن سعدٍ، عن محمّد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة.
[التوحيد: 3/145]
579 - أخبرنا أحمد بن عثمان، ومحمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: حدثنا عبد الرّحمن بن مسلمٍ، حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، عن الشّعبيّ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ومحمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: احتجّ آدم وموسى عليهما السّلام. وذكر الحديث.
رواه جماعةٌ، عن داود بن أبي هند منهم بشر بن المفضّل، ويزيد، وعبد الوهّاب وغيرهم.
ورواه حمّادٌ وغيره، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، وعن عمّار بن أبي عمّارٍ، عن أبي هريرة.
ورواه ابن عونٍ، وهشامٌ، ومهديّ بن ميمونٍ، وغيرهم، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة.
ورواه أسامة بن زيدٍ، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي هريرة، وعنه ابن وهبٍ.
[التوحيد: 3/145]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل كلّم موسى عليه السّلام لمّا أتى الشّجرة وكلّمه لمّا جاء لميقات الله عز وجل من جانب الطّور الأيمن قال الله تعالى حكاية عن موسى عليه السّلام لمّا أتى الشّجرة: {نودي يا موسى إنّي أنا ربّك}، إلى قوله: {إنّني أنا اللّه لا إله إلا أنا فاعبدني} الآية، وقال: {وناديناه من جانب الطّور الأيمن وقرّبناه نجيًّا}، وقال: {ولمّا جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربّه قال ربّ أرني أنظر إليك} الآية.
580 - أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل أبو عبد الرحمن، حدثنا محمد بن جعفر الودكاني ومحمد بن بكر، قالا: حدثنا إسماعيل بن زكريا الخلقاني، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة واصطفى موسى بالكلام واصطفى محمدا بالرؤية.
[التوحيد: 3/146]
581 - أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول، عن عامر الشعبي، وعكرمة، عن ابن عباس. وأخبرنا أحمد بن محمد بن عمر، حدثنا عبد الله بن
[التوحيد: 3/146]
أحمد بن حنبل، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا معاذ بن هشام، حدثنا أبي، عن قتادة بن دعامة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم.
[التوحيد: 3/147]
582 - وأخبرنا أبو الحسن، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا إسحاق إبراهيم بن زياد، حدثنا عباد بن عباد المهلبي، حدثنا يزيد بن حازم، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم.
[التوحيد: 3/147]
583 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، حدثنا محمّد بن مسلم بن وارة الرّازيّ، حدثنا يحيي بن صالحٍ الوحاظيّ، حدثنا حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إبراهيم خليل الله، وعيسى كلمة الله وروحه، وموسى الّذي كلّمه الله تكليمًا، ماذا أعطيت أنت؟ قال: ولد آدم كلّهم تحت لوائي يوم القيامة، وأنا أوّل من يفتح له باب الجنّة.
رواه إسرائيل.
[التوحيد: 3/147]
ذكر بيان آخر يدل على ما تقدم
584 - أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا هديّة بن عبد الوهاب، حدّثنا الفضل بن موسى الشيباني المروزي، حدّثنا سليمان الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال:
[التوحيد: 3/147]
لما انتهيت إلى مدين سألت عن الشّجرة الّتي كلّم الله منها موسى، فدللت عليها، قال: فأتيتها، فإذا شجرةٌ خضراء ترفّ، فتناولت ناقتي من ورقها فلاكته، فلم تستطع أن تبتلعه، فطرحته، فصلّيت على النّبيّ صلى الله عليه وسلم ورجعت.
رواه إسرائيل وغيره، عن أبي إسحاق نحوه، وقال أبو معاوية: عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبيه.
[التوحيد: 3/148]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل يكلّم جميع عباده المؤمنين بالرّضا
585 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، ومحمّد بن يعقوب، قالا: حدثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، قال: حدثنا ابن نميرٍ. ح وأخبرنا محمّد بن عمرو بن البختريّ الرّازيّ ببغداد، حدثنا عبد الله بن محمّد بن شاكرٍ أبو البختريّ، حدثنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، قالا: حدثنا سليمان بن مهران الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرّحمن، عن عديّ بن حاتمٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحدٍ إلاّ سيكلّمه ربّه ليس بينه وبينه ترجمانٌ ولا حجابٌ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلاّ شيئًا قدّمه، وينظر أشأم منه فلا يرى إلاّ شيئًا قدّمه، وينظر أمامه فلا يرى إلاّ النّار، فاتّقوا النّار ولو بشقّ تمرةٍ.
[التوحيد: 3/148]
586 - أخبرنا محمّد بن يعقوب الشّيبانيّ، حدثنا يحيى بن محمّد بن يحيى، حدثنا مسدّد بن مسرهدٍ، حدثنا عبد الواحد بن زيادٍ وعيسى بن يونس، عن الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرّحمن، عن عديّ بن حاتمٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحدٍ إلاّ سيكلّمه الله، فذكر نحوه.
[التوحيد: 3/149]
587 - أخبرنا محمّد بن سعدٍ، وحمزة بن محمّدٍ، وأحمد بن عيسى البيروتيّ، قالوا: حدثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيبٍ النّسائيّ، حدثنا يحيى بن حجرٍ، حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عديّ بن حاتمٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحدٍ إلاّ سيكلّمه الله ليس بينه وبينه ترجمانٌ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلاّ ما قدّم من عمله، وينظر أيسر منه فلا يرى إلاّ ما قدّم من عمله، وينظر بين يديه فلا يرى إلاّ النّار تلقاء وجهه، فاتّقوا النّار ولو بشقّ تمرةٍ.
قال سليمان الأعمش: وحدّثني عمرو بن مرّة الجمليّ مثله، وزاد فيه: ولو بكلمةٍ طيبةٍ.
رواه وكيعٌ، وأبو معاوية، وعمرو بن حفصٍ، عن أبيه، وزادوا فيه زيادةً.
ورواه شعبة، عن عمرو بن مرّة مختصرًا: اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرةٍ.
[التوحيد: 3/149]
588 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمر الورّاق، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثني أبي، حدثنا أبو معاوية، ووكيعٌ، وابن نميرٍ، قالوا: حدثنا الأعمش، عن خيثمة، عن عديّ بن حاتمٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من رجل إلاّ سيكلّمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمانٌ، ثمّ ينظر أيمن منه فلا يرى إلاّ شيئًا قدّمه، ثمّ ينظر أشأم منه فلا يرى إلاّ شيئًا قدّمه، ثمّ ينظر تلقاء وجهه فتستقبله النّار، قال: ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن استطاع منكم أن يقي وجهه النّار ولو بشقّ تمرةٍ
[التوحيد: 3/149]
فليفعل. قال وكيعٌ في حديثه: لما منكم من أحدٍ إلاّ سيكلّمه ربّه.
رواه أبو أسامة، عن الأعمش وزاد فيه: ولا حجابٌ يحجبه.
[التوحيد: 3/150]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل يكلّم جبريل عليه السّلام ويناديه
589 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، حدثنا محمّد بن إبراهيم بن مسلمٍ، حدثنا معاوية بن عمرٍو، حدثنا زهير بن معاوية، عن العلاء بن المسيّب، أنّ سهيل بن أبي صالحٍ حدّثه، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الله إذا أحبّ عبدًا نادى، قال لجبريل: إنّي أحبّ فلانًا فأحبّه، فيحبّه جبريل، فيقول لأهل السّماء: إنّ الله يحبّ فلانًا فأحبّوه، قال: فيحبّه أهل السّماء ويوضع له القبول في الأرض، قال العلاء بن المسيّب: فقلت: ما القبول؟ قال: المودّة بين النّاس.
رواه عبثرٌ، عن العلاء.
[التوحيد: 3/150]
590 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، حدثنا محمّد بن عبيد بن عتبة، حدثنا سعيد بن عمرٍو، حدثنا عبثرٌ، لم يذكر كلام العلاء في آخره.
[التوحيد: 3/150]
591 - أخبرنا عمر بن الرّبيع بن سليمان، حدثنا بكر بن سهيلٍ، حدثنا عبد الله بن يوسف، وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشمٍ الأذرعيّ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابرٍ، حدثنا ابن أبي مريم. ح وأخبرنا محمّد بن إبراهيم بن مروان الدّمشقيّ، حدثنا زكريّا بن يحيى بن إياسٍ، حدثنا قتيبة، قالوا: حدثنا مالك بن أنسٍ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحبّ الله العبد قال لجبريل: يا جبريل، إنّي قد أحببت فلانًا فأحبّه، فيحبّه جبريل.
[التوحيد: 3/150]
592 - وأخبرنا أحمد بن إبراهيم بن نافعٍ المصريّ، حدثنا يوسف بن يزيد أبو يزيد، حدثنا عبّاس بن طالبٍ، حدثنا أبو عوانة، عن سهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحبّ الله عبدًا دعا جبريل، فقال: إنّي قد أحببت فلانًا، قال: فيحبّه جبريل، قال: ثمّ ينادي في السّماء، إنّي قد أحببت فلانًا فأحبّوه، قال: فيحبّونه، ثمّ يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض فمثل ذلك.
رواه عبد العزيز بن الماجشون، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن المختار، وعاصم بن عمر، وحمّادٌ، ويعقوب.
ورواه ابن أبي حازمٍ، عن أبيه، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، وعبد الرّحمن بن عبد الله بن دينارٍ، عن أبيه، عن أبي صالحٍ.
[التوحيد: 3/151]
593 - أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن أبي رجاءٍ، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا محمّد بن الصّبّاح، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازمٍ، عن أبيه، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحبّ الله العبد نادى جبريل: يا جبريل، إنّي أحبّ عبدي فلانًا فأحبّوه، فينادي بها في حملة العرش فيحبّه حملة العرش، فيسمع أهل السّماء السّابعة لغط أهل حملة العرش، فيحبّه أهل السّماء السّابعة، ثمّ ينزل سماءً سماءً حتّى ينزل إلى سماء الدّنيا فيحبّه أهل سماء الدّنيا، ثمّ يهبط إلى الأرض فيحبّه أهل الأرض، والبغض مثل ذلك.
[التوحيد: 3/151]
بيانٌ آخر يدلّ على ما تقدّم وأنّ الله تعالى كلّم جبريل عليه السّلام والملائكة، لمّا خلق الجنّة والنّار
594 - أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن حمزة، ومحمّد بن محمّد بن يونس، قالا: حدثنا يونس، حدثنا أبو داود، حدثنا وهيب بن خالدٍ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ للّه ملائكةً سيّارةً فضلاً يلتمسون مجالس الذّكر، فإذا أتوا على قومٍ يذكرون الله جلسوا فأظلّوهم بأجنحتهم ما بينهم وبين السّماء الدّنيا، فإذا قاموا عرجوا إلى ربّهم، فيقول وهو أعلم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادٍ لك يسبّحونك، ويحمدونك، ويهلّلونك، ويكبّرونك، ويستجيرون بك من عذابك، ويسألون جنّتك، فيقول الله: وهل رأوا جنّتي وناري؟، فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوهما! فقد أجرتهم ممّا استجاروا، وأعطيتهم ما سألوا، فيقال: إنّ فيهم رجلٌ مرّ بهم وقعد معهم، فيقول: قد غفرت له، إنّهم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
رواه روح بن القاسم، وعبد العزيز بن المختار.
ورواه الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة وعنه مشهورٌ.
[التوحيد: 3/152]
595 - أخبرنا عليّ بن عيسى بن عبدويه، وعليّ بن محمّد بن نصرٍ، قالا: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن سعيدٍ، حدثنا أميّة بن بسطامٍ، حدثنا يزيد بن زريعٍ، حدثنا روح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّ للّه ملائكةً فضلاً يبتغون مجالس الذّكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه ذكرٌ جلسوا معهم حتّى يملئوا ما بينهم وبين السّماء الدّنيا ولا يزالون جلوسًا معهم
[التوحيد: 3/152]
حتّى يتفرّقوا، فإذا تفرّقوا صعدوا أو عرجوا إلى السّماء فيسألهم الله وهو أعلم، فيقول: من أين جئتم، فيقولون: أتيناك من عند عبادٍ لك في الأرض يحمدونك ويهلّلونك ويكبّرونك ويسبّحونك ويسألونك قال: وما يسألوني، قالوا: يسألونك جنّتك، فيقول: وهل رأوا جنّتي؟، فيقولون: لا، أي ربّ فيقول: كيف لو رأوا جنّتي، قالوا: ويستجيرونك، قال: وممّ يستجيروني، قال: فيقولون: من نارك، قال: فيقول: وهل رأوا ناري؟، قال: فيقولون: لا يا ربّ، قال: فيقول: وكيف لو رأوا ناري، قالوا: ويستغفرونك، قال: فيقول: قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم ممّا استجاروا، فيقولون: فيهم فلانٌ عبدك الخطّاء، إنّما مرّ فقعد، فيقول: وله قد غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
[التوحيد: 3/153]
596 - أخبرنا محمّد بن محمّد بن يعقوب، ومحمّد بن أحمد بن عمرٍو الطّوسيّ، قالا: حدثنا تميم بن محمّدٍ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ للّه ملائكةً فضلاً عن كتّاب النّاس يطوفون في الطّرق، ويلتمسون أهل الذّكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا هلمّوا إلى حاجاتكم، فتحفّهم بأجنحتها إلى سماء الدّنيا، فيسألهم ربّهم وهو أعلم بهم، ما يقول عبادي؟ يقولون: يكبّرونك، ويسبّحونك، ويحمدونك، ويمجّدونك، ويسألونك الجنّة، قال: فيقول: فهل رأوني؟ فيقولون: لا والله ما رأوك، قال: فيقول: لو أنّهم رأوني! قال: فيقولون: لو رأوك لكانوا أشدّ لك عبادةً، وأشدّ اجتهادًا، وأكثر لك تسبيحًا، قال: يقول: ما يسألون؟ فيقال: يسألونك الجنّة، فيقول: كيف لو رأوها! فيقولون: لو رأوها كانوا أشدّ عليها حرصًا، وأشدّ لها طلبًا، وأعظم فيها رغبةً، فيقول: وممّا يتعوّذون؟ فيقولون: من النّار، فيقول:
[التوحيد: 3/153]
هل رأوا النّار؟ فيقولون: ما رأوها، فيقول: كيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشدّ منها فرارًا، وأشدّ منها فرقًا وأشدّ لها مخافةً، فيقول: فإنّي أشهدكم أنّي قد غفرت لهم، فيقول ملكٌ من الملائكة: فيهم فلانٌ ليس منهم، إنّما جاء لحاجةٍ، قال الله: لا يشقى بهم جليسهم.
روى أحمد بن حنبلٍ، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، أو أبي سعيدٍ، شكّ الأعمش، وغيره لم يشكّ فيه، فقال: عن أبي هريرة.
[التوحيد: 3/154]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله تعالى يكلّم الملائكة ويسألهم عن عباده وهو أعلم بهم
597 - أخبرنا محمّد بن عبد الله بن المنذر، وأحمد بن محمّد بن إبراهيم، قالا: حدثنا محمّد بن أحمد بن النّضر، حدثنا معاوية بن عمر، حدثنا زائدة، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: يجتمع ملائكة اللّيل والنّهار في صلاة الفجر وصلاة العصر، فيجتمعون في صلاة الفجر، فيصعد ملائكة اللّيل ويثبت ملائكة النّهار، ويجتمعون في صلاة العصر، فيصعد ملائكة النّهار ويثبت ملائكة اللّيل، فيسألهم ربّهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلّون، وتركناهم وهم يصلّون.
رواه جريرٌ وغيره، وأبو عوانة.
[التوحيد: 3/154]
598 - أخبرنا محمّد بن الحسين، حدثنا أحمد بن يوسف، حدثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن همّامٍ، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكةٌ باللّيل وملائكةٌ بالنّهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثمّ يعرج إليه الّذين باتوا فيكم، فيسألهم ربّهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلّون، وأتيناهم وهم يصلّون.
[التوحيد: 3/155]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل يكلّم ملك الأرحام
599 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا محمّد بن كثيرٍ، حدثنا سفيان، قال: وحدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا حفص بن عمر، وسليمان بن حربٍ، وحجّاج بن منهالٍ، قالوا: حدثنا شعبة. ح وأخبرنا أحمد بن عبيدٍ الحمصيّ، حدثنا أحمد بن عليّ بن سعيدٍ القاضي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير بن عبد الحميد، وأبو معاوية، ووكيعٌ، قالوا: حدثنا سليمان بن مهران الأعمش، قال: وحدثنا أحمد بن عليٍّ، حدثنا سويد بن سعيدٍ، حدثنا أبو شهابٍ عبد ربّه بن نافعٍ، وعليّ بن مسهرٍ، قالا: حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصّادق المصدوق: إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين ليلةً، ثمّ يكون علقةً مثل ذلك، ثمّ يكون مضغةً مثل ذلك، ثمّ يبعث الله إليه ملكًا بأربع كلماتٍ، فيقول: اكتب أجله، ورزقه، وعمله، وشقيٌّ أو سعيدٌ، فإنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل الجنّة حتّى ما يكون بينه وبين الجنّة إلاّ ذراعٌ، فيغلب عليه الكتاب الّذي قد سبق فيختم له بعمل أهل النّار، فيدخل النّار، وإنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل النّار حتّى ما يكون بينه وبينها
[التوحيد: 3/155]
إلاّ ذراعٌ، فيغلب عليه الكتاب الّذي قد سبق فيختم له بعمل أهل الجنّة.
لفظ حديث أحمد بن عليٍّ، رواه جماعةٌ، عن الأعمش.
ورواه أبو الطّفيل، عن ابن مسعودٍ، وحذيفة بن أسيدٍ، وعنه أبو الزّبير، وعكرمة بن خالدٍ، سمعت عليّ بن محمّد بن نصرٍ، قال: سمعت العبّاس بن الفضل الأنماطيّ، يقول: سمعت خالي محمّد بن يزيد، يقول: رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام ومعه أبو بكرٍ، وعمر، أو عليٌّ ورجلٌ كان يكنّى أبا يعقوب الحضرميّ، أصابه في وجهه ذاك الرّيح الخبيث، فقلت: يا أبا يعقوب، ها هنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطى بما ابتلي، قلت: يا رسول الله.
حدثنا عن الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن عبد الله، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصّادق المصدوق، قال: أنا والّذي لا إله إلاّ هو حدّثت ابن مسعودٍ، فرحم الله عبد الله، ورحم زيد بن وهبٍ، ورحم من يحدّث بعده.
[التوحيد: 3/156]
600 - أخبرنا أحمد بن عبد الله السّامريّ، حدثنا عيسى بن عبد الله الطّيالسيّ، حدثنا زكريّا بن عديٍّ، حدثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالكٍ، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الله وكّل أو يوكل بالرّحم ملكًا ويقول: يا ربّ ما أكتب؟ فيقول: اكتب أجله، ورزقه، وشقيٌ أو سعيدٌ، هذا أو نحوه.
[التوحيد: 3/156]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله تعالى يكلّم الشّهداء قال الله تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربّهم} الآية.
وقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله: إنّ الله أحيا أباك فكلّمه كفاحًا.
601 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، وعبد الله بن إبراهيم، قالا: حدثنا أبو مسعودٍ، أخبرنا أسباط بن محمّدٍ، حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مرّة، عن مسروق بن الأجدع، قال: سألنا عبد الله بن مسعودٍ، عن قوله: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا}، فقال: أما إنّا قد سألنا عن ذلك، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ أرواحهم في أجواف طيرٍ خضرٍ لها قناديل معلّقةٌ بالعرش، تسرح في الجنّة حيث تشاء، ثمّ تأوي إلى تلك القناديل، فاطّلع عليهم ربّهم اطّلاعةً، فقال: هل تشتهون شيئًا فأزيدكموه؟ قالوا: وما نشتهي ونحن نسرح في الجنّة حيث نشاء، فلمّا رأوا أنّهم لا يتركوا أن يسألوا، قالوا: تردّ أرواحنا في أجسادنا، فنقتل في سبيلك مرّةً أخرى، فلمّا رأى أن ليس لهم حاجةً تركوا.
[التوحيد: 3/157]
602 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن العباس، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، ح وأخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، قالا: حدّثنا الحميديّ، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرّة، عن مسروقٍ، عن عبد الله، أنّه قرأ: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون} فقال: أما إنّا قد سألنا عن ذلك، يعني أرواح الشّهداء، فقيل: جعلت في أجواف طيرٍ خضرٍ تأوي إلى قناديل تحت العرش تسرح من الجنّة حيث شاءت، فاطّلع إليهم ربّك اطّلاعًا، فقال: هل تستزيدون شيئًا فأزيدكم؟ فلمّا رأوا أنّ لابدّ
[التوحيد: 3/157]
لهم من أن يسألوه، قالوا: تردّ أرواحنا في أجسادنا فنقتل في سبيلك مرّةً أخرى.
[التوحيد: 3/158]
603 - وأخبرنا إسماعيل بن يعقوب، ومحمّد بن محمّد بن عبد الله بن حمزة، قالا: حدثنا جعفر بن شاكرٍ، حدثنا عفّان بن مسلمٍ، حدثنا همّام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالكٍ: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعث سريّةً فقتلوا: وإنّ جبريل أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره أنّهم قد لقوا ربّهم فرضي عنهم وأرضاهم، قال أنسٌ: قد كنّا نقرأ: بلّغوا أقوامنا أنّا قد لقينا ربّنا فرضي عنّا وأرضانا.
[التوحيد: 3/158]
604 - أخبرنا أحمد بن عمرٍو أبو الطّاهر، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا عبد الله بن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، أنّ أبا عشانة حدّثه، قال: سمعت عبد الله بن عمرٍو، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ الله ليدعو يوم القيامة الجنّة فتأتي بزخرفها وزينتها، فيقول: أين عباد الّذين قاتلوا في سبيلي، وقتلوا وأوذوا وجاهدوا في سبيلي، ادخلوا الجنّة، فيدخلونها، بغير عذابٍ ولا حسابٍ، وتأتي الملائكة فيسجدون فيقولون: ربّنا نحن نسبّح بحمدك اللّيل والنّهار، من هؤلاء الّذين آثرتهم علينا؟ فيقول الرّبّ: هؤلاء عباد الّذين قاتلوا في سبيلي، فيدخل عليهم الملائكة من كلّ بابٍ، سلامٌ عليكم بما صبرتم إليه.
هذا إسنادٌ صحيحٌ على رسم أبي عيسى، والنّسائيّ، وأبو عشانة اسمه حيّ بن يؤمن مصريٌ، رواه عنه جماعةٌ.
[التوحيد: 3/158]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل يكلّم عبده يوم القيامة
605 - أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا محمّد بن إسحاق أبو بكرٍ الصّغانيّ. ح وأخبرنا أحمد بن عبيدٍ الحمصيّ، حدثنا أحمد بن عليّ بن سعيدٍ القاضي الحمصيّ، قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي النّضر، حدثنا أبو النّضر، حدثنا عبيد الله
[التوحيد: 3/158]
الأشجعيّ، حدثنا سفيان الثّوريّ، عن عبيدٍ المكتب، عن فضيل بن عمرٍو الفقيميّ، عن الشّعبيّ، عن أنس بن مالكٍ، قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، فقال: هل تدرون ممّا أضحك؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: من مخاطبة العبد ربّه، يقول: يا ربّ ألم تجرني من الظّلم، قال: يقول: بلى، قال: فإنّي لا أجيز على نفسي إلاّ شاهدًا منّي، قال: فيقول: {كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا}، وبالكرام الكاتبين عليك شهودًا، قال: فيختم على فيه، ويقال لأركانه: انطقي فتنطق بأعماله، قال: ثمّ يخلّي بينه وبين الكلام، قال: فيقول: بعدًا لكنّ وسحقًا، عنكنّ كنت أناضل.
رواه شريك، عن عبيد المكتب.
[التوحيد: 3/159]
606 - أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامعٍ، ومحمّد بن محمّد بن الأزهر ببخارى، قالا: حدثنا عليّ بن عبد العزيز، حدثنا حجّاج بن منهالٍ. ح وأخبرنا الحسين بن جعفرٍ الزّيّات بمصر، حدثنا يوسف بن يزيد، حدثنا أسد بن موسى، قالا: حدثنا حمّاد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله يوم القيامة: يا ابن آدم، ألم أحملك على الخيل والإبل، وأزوّجك النّساء، وجعلتك ترأس وتربع؟، قال: فيقول: بلى، قال: فيقول الله: فأين شكر ذلك؟.
[التوحيد: 3/159]
607 - أخبرنا محمّد بن محمّد بن يوسف، ومحمّد بن أحمد بن عمرٍو، قالا: حدثنا تميم بن محمّدٍ الطّوسيّ، أخبرنا عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بالرّجل يوم القيامة، فيقول الله: ألم أجعل لك
[التوحيد: 3/159]
مالاً وولدًا، وسخّرت لك الأنعام، والخيل، والإبل، وأذرك ترأس وتربع، قال: فيقول: بلى يا ربّ، قال: هل ظننت أنّك تلقاني يومك هذا، قال: فيقول: نعم، قال: فيختم على فيه، ويقال لفخذه: انطقي، قال: فذلك الّذي يعذر من نفسه ويغضب عليه.
وروى مالك بن سعدٍ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، وعن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى قوله: إنّك ملاقيّ، فيقول: لا، فيقول: اليوم أنساك كما نسيتني.
رواه ابن خزيمة، عن عبيد الله بن محمّدٍ الزّهريّ، عنه.
[التوحيد: 3/160]
بيان آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل يكلّم أربعةً وثلاثةً يعرضون عليه
608 - أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف الأصمّ، حدثنا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ، حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانيّ، وأبي عمران الجونيّ، عن أنس بن مالكٍ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يخرج من النّار أربعةٌ يعرضون على الله، فيؤمر بهم إلى النّار فيلتفت آخرهم فيقول: أي ربّ، قد كنت أرجو إذ أخرجتني منها ألاّ تعيدني فيها، فينجّيه.
[التوحيد: 3/160]
609 - أخبرنا محمّد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن جعفرٍ، حدثنا عبد الوهّاب. ح وأخبرنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثني أبي، حدثنا حجّاج بن محمّدٍ جميعًا، عن ابن جريجٍ، عن يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسارٍ، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ أوّل النّاس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثةٌ، رجلٌ استشهد فأتى الله به فعرّفه نعمه فعرفها، فقال له: وما عملت، قال: قاتلت في سبيلك حتّى
[التوحيد: 3/160]
استشهدت، قال: كذبت، ولكنّك قاتلت ليقال فلانٌ جريءٌ، قد قيل ذلك، ثمّ أمر به فسحب على وجهه إلى النّار، وأتي الله برجلٍ قد تعلّم القرآن وعلّمه، وقرأ القرآن، فعرّفه نعمه فعرفها، فيقال له: فما عملت، قال: تعلّمت العلم وعلّمته فيك، وقرأت القرآن فيك، فيقال: كذبت، ولكنّك تعلّمت، ليقال: فلانٌ عالمٌ، وفلانٌ قارئٌ، وقد قيل ذلك، ثمّ أمر به فسحب على وجهه إلى النّار، وأتي برجلٍ قد أعطاه الله من أنواع المال كلّه، فعرّفه نعمه فعرفها، فيقال له: ما عملت فيها، قال: ما تركت شيئًا من سبيلٍ تحبّ أن ينفق فيها إلاّ أنفقت فيها، فيقال: كذبت، ولكن أردت أن يقال جوّادٌ، وقد قيل ذلك، ثمّ أمر به فسحب على وجهه إلى النّار.
رواه خالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذٍ، والنّضر بن شميلٍ أتمّ من هذا.
[التوحيد: 3/161]
610 - أخبرنا الحسين بن جعفرٍ الزّيّات، حدثنا يوسف بن يزيد أبو يزيد، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: يؤتى بأنعم النّاس كان في الدّنيا يوم القيامة، فيقول: أصبغوه صبغةً في النّار، فيقول: يا ابن آدم، هل أصبت نعيمًا قطّ، هل رأيت قرّة عينٍ؟ هل رأيت سرورًا قطّ؟ فيقول: لا وعزّتك ما رأيت خيرًا، ولا سرورًا، ولا قرّة عينٍ، فيقال: ردّوه، ويؤتى بأشدّ النّاس كان بلاءً في الدّنيا وجهدًا، فيقول: أصبغوه صبغةً في الجنّة، فيقول: يا بن آدم، هل رأيت بؤسًا قطّ؟ فيقول: لا يا ربّ.
[التوحيد: 3/161]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل يكلّم يوم القيامة من رضي عنه من عباده ولا يكلّم من سخط عليه ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذابٌ أليمٌ قال الله عز وجل: {إنّ الّذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلا} الآية.
611 - حدثنا محمّد بن أيّوب بن حبيبٍ الرّقّيّ، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا معلّى بن أسدٍ، حدثنا عبد الواحد بن زيادٍ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثةٌ لا يكلّمهم الله يوم القيامة، ولا يزكّيهم، ولهم عذابٌ أليمٌ، رجلٌ على فضل ماءٍ بالطّريق يمنع ابن السّبيل، ورجلٌ بايع إمامًا لا يبايعه إلاّ للدّنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه سخط، ورجلٌ أقام سلعةً بعد العصر، فحلف بالله أنّه أخذها بكذا وكذا، فجاء رجلٌ فصدّقه فاشتراها.
[التوحيد: 3/162]
612 - حدثنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، حدثنا محمّد بن إبراهيم بن مسلمٍ، حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثةٌ لا يكلّمهم الله يوم القيامة، ولا يزكّيهمً، ولهم عذابٌ أليمٌ، رجلٌ بايع إمامًا لا يبايعه إلاّ للدّنيا، إن أعطاه منها ما يريد وفّى له: وإلاّ لم يف له، ورجلٌ بايع رجلاً سلعةً بعد العصر، فحلف بالله لقد أعطى بها كذا وكذا، فصدّقه فأخذها: ولم يعط بها ما قال، ورجلٌ على فضل ماءٍ بالطّريق يمنعه ابن السّبيل.
[التوحيد: 3/162]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله عز وجل كلّم ملك الموت ويكلّمه إذا شاء
613 - أخبرنا محمّد بن الحسين بن الحسن، حدثنا أحمد بن يوسف السّلميّ. ح وأخبرنا خيثمة، وأحمد بن محمّد بن زيادٍ، ومحمّد بن محمّد بن الأزهر، قالوا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قالا: حدثنا عبد الرّزّاق، عن معمر بن راشدٍ، عن همّام بن منبّهٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم وابن طاووسٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أرسل الله ملك الموت إلى موسى، فلمّا جاءه فقأ عينه، فرجع إلى ربّه، فقال له: أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت، قال: فردّ الله عينه، قال له: ارجع إليه، فقل له: ليضع يده على متن ثورٍ، فله ما غطّت يده بكلّ شعرةٍ سنةً، قال: أي ربّ، ثمّ مه، قال: ثمّ الموت، قال: فالآن: فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدّسة رميةً بحجرٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلو كنت ثمّ لأريتكم قبره بجنب الطّريق تحت الكثيب الأحمر.
رواه جماعةٌ، عن أبي هريرة، وقوله: فقأ عينه، ممّا سكت عنه رواة الآثار.
وروي هذا الحديث على التّصحيح، وسمعت من يذكر أنّ معناه: فقأ عين حجّته، واحتجّ بقول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه، قال: أنا فقأت عين الفتنة.
[التوحيد: 3/163]
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ الله تعالى لمّا خلق الرّحم كلّمه
614 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب الدّمشقيّ، حدثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرٍو، حدثنا يحيى بن صالحٍ الوحاظيّ، حدثنا سليمان بن بلالٍ، حدثنا معاوية بن أبي مزرّدٍ، عن أبي الحباب سعيد بن يسارٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
[التوحيد: 3/163]
خلق الله الخلق فلمّا فرغ منهم قامت الرّحم، فقال: مه، فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة، قال: نعم، ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، قالت: بلى، قال: فذلك لك، قال: ثمّ يقول أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم: {فهل عسيتم إن تولّيتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم}
[التوحيد: 3/164]
615 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب، مرّةً أخرى قال: أخبرني أبو زرعة، حدثنا يحيى بن صالحٍ، حدثنا سليمان بن بلالٍ، حدثنا معاوية بن أبي مزرّدٍ، عن سعيد بن يسارٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عزّ وجلّ للرّحم: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، قال أبو هريرة، واقرءوا إن شئتم: {فهل عسيتم} الحديث.
رواه خالد بن مخلدٍ، وابن أبي أويسٍ، عن سليمان.
[التوحيد: 3/164]
616 - أخبرنا عبد الله بن إبراهيم المقري، حدثنا أبو مسعودٍ أحمد بن الفرات، حدثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، حدثنا معاوية بن أبي المزرّد، حدثنا عمّي سعيد بن يسارٍ أبو الحباب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمّا خلق الله آدم فضل من طينته، فخلق منه الرّحم، فقامت، فقالت: هذا مقام العائذ بك، فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، ثمّ قرأ: {فهل عسيتم إن تولّيتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم}.
رواه ابن المبارك، وحاتم بن إسماعيل، وغيرهما، عن معاوية بن أبي مزرّدٍ.
[التوحيد: 3/164]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, ذكر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir