دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > الأسماء والصفات > الأسماء والصفات للبيهقي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ربيع الأول 1432هـ/24-02-2011م, 12:33 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي باب ما جاء في التردد

باب ما جاء في التردد

1029- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي إملاء، حدّثنا أبو العباس محمد بن إسحاق، حدّثنا محمد بن عثمان بن كرامة، حدّثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، قال: أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل قال: من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني عبدي أعطيته، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عثمان بن كرامة.
[الأسماء والصفات: 2/447]
1030- أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي فيما حكى عن أبي عثمان الحيري رحمه الله أنه سئل عن معنى هذا الخبر فقال: معناه: كنت أسرع إلى قضاء حوائجه من سمعه في الاستماع وبصره في النظر ويده في اللمس ورجله في المشي. أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا جعفر بن محمد، قال: قال الجنيد في معنى قوله: يكره الموت وأكره مساءته. يريد: لما يلقى من عيان الموت وصعوبته وكربه، ليس أني أكره له الموت، لأن الموت يورده إلى رحمته ومغفرته. وقال أبو سليمان رحمه الله: قوله: وكنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها وهذه أمثال ضربها، والمعنى والله أعلم ؛ توفيقه في الأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء وتيسير المحبة له فيها فيحفظ جوارحه عليه، ويعصمه عن مواقعة ما يكره الله من إصغاء إلى اللهو بسمعه، ونظر إلى ما نهى عنه من اللهو ببصره، وبطش إلى ما لا يحل له بيده، وسعي في الباطل برجله. وقد يكون معناه سرعة إجابة الدعاء، والإنجاح في الطلبة، وذلك أن مساعي الإنسان إنما تكون بهذه الجوارح الأربع، وقوله: ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، فإنه أيضا مثل، والتردد في صفة الله عز وجل غير جائز، والبداء عليه في الأمور غير سائغ، وتأويله على وجهين أحدهما: أن العبد قد يشرف في أيام عمره على
[الأسماء والصفات: 2/448]
المهالك مرات ذات عدد من داء يصيبه، وآفة تنزل به، فيدعو الله عز وجل فيشفيه منها، ويدفع مكروهها عنه، فيكون ذلك من فعله كتردد من يريد أمرا ثم يبدو له في ذلك فيتركه ويعرض عنه، ولا بد له من لقائه إذا بلغ الكتاب أجله، فإنه قد كتب الفناء على خلقه، واستأثر البقاء لنفسه، وهذا على معنى ما روي: إن الدعاء يرد البلاء والله أعلم. وفيه وجه آخر: وهو أن يكون معناه: ما رددت رسلي في شيء أنا فاعله ترديدي إياهم في نفس المؤمن، كما روي في قصة موسى وملك الموت صلوات الله عليهما، وما كان من لطمة عينه، وتردده عليه مرة بعد أخرى، وتحقيق المعنى في الوجهين معا: عطف الله عز وجل على العبد، ولطفه به والله أعلم
1032- أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمّد بن عبد الله بن بشران العدل، ببغداد، أخبرنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، أخبرنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السّلام، فلمّا جاءه صكّه ففقأ عينه، فرجع إلى ربّه عزّ وجلّ فقال: أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت قال: فردّ اللّه عزّ وجلّ عينه، فقال: ارجع إليه، فقل له يضع يده على متن ثورٍ، فله ما غطّى يده بكلّ شعرةٍ سنةٌ، فقال: أي ربّ، ثمّ ماذا؟ قال: ثمّ الموت قال: فالآن قال: فسأل اللّه أن يدنيه من الأرض المقدّسة رميةً بحجرٍ، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فلو كنت ثمّ لأريتكم قبره إلى جانب الطّريق بجنب الكثيب الأحمر
[الأسماء والصفات: 2/449]
1033- وأخبرنا أبو الحسين، أخبرنا إسماعيل، حدّثنا أحمد، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، أخبرنا همّامٌ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله قال: وأخبرني من سمع الحسن يحدّث عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله.
أخرجه البخاريّ ومسلمٌ في الصّحيح.
ورواه البخاريّ، عن محمود بن غيلان، ويحيى بن موسى.
ورواه مسلمٌ، عن محمّد بن رافعٍ، كلّهم عن عبد الرّزّاق دون حديث الحسن.
قال أبو سليمان الخطّابيّ: هذا حديثٌ يطعن فيه الملحدون وأهل البدع، ويغمزون به في رواته ونقلته، ويقولون: كيف يجوز أن يفعل نبيّ الله موسى هذا الصّنيع بملكٍ من ملائكة الله، جاءه بأمرٍ من أمره، فيستعصي عليه ولا يأتمر له؟ وكيف تصل يده إلى الملك، ويخلص إليه صكّه ولطمه؟ وكيف ينهنه الملك المأمور بقبض روحه، فلا يمضي أمر الله فيه؟ هذه أمورٌ خارجةٌ عن المعقول، سالكةٌ طريق الاستحالة من كلّ وجهٍ والجواب أنّ من اعتبر هذه الأمور بما جرى به عرف البشر، واستمرّت عليه عادات طباعهم، فإنّه يسرع إلى استنكارها والارتياب بها، لخروجها عن سوم طباع البشر، وعن سنن عاداتهم، إلاّ أنّه أمرٌ مصدره عن قدرة الله عزّ وجلّ، الّذي لا يعجزه شيءٌ، ولا يتعذّر عليه أمرٌ، وإنّما هو محاولةٌ بين ملكٍ كريمٍ وبين كليمٍ، وكلّ واحدٍ منهما مخصوصٌ بصفةٍ خرج بها عن حكم عوام البشر، ومجاري عاداتهم في المعنى الّذي خصّ به من آثره اللّه باختصاصه إيّاه، فالمطالبة بالتّسوية بينهما وبينهم فيما تنازعاه من هذا الشّأن حتّى يكون ذلك على أحكام طباع الآدميّين وقياس أحوالهم
[الأسماء والصفات: 2/450]
غير واجبةٍ في حقّ النّظر، وللّه عزّ وجلّ لطائف وخصائص يخصّ بها من يشاء من أنبيائه وأوليائه، ويفردهم بحكمها دون سائر خلقه، وقد أعطى موسى صلوات الله عليه النّبوّة، واصطفاه بمناجاته وكلامه، وأمدّه حين أرسله إلى فرعون بالمعجزات الباهرة: كالعصا، واليد البيضاء، وسخّر له البحر فصار طريقًا يبسًا، جاز عليه هو وقومه وأولياؤه، وغرق فيه خصمه وأعداؤه، وهذه أمورٌ أكرمه اللّه بها، وأفرده بالاختصاص فيها أيّام حيات ومدّة بقائه في دار الدّنيا، ثمّ إنّه لمّا دنا حين وفاته، وهو بشرٌ يكره الموت طبعًا، ويجد ألمه حسًّا، لطف له بأن لم يفاجئه به بغتةً، ولم يأمر الملك الموكّل به أن يأخذه قهرًا وقسرًا، لكن أرسله إليه منذرًا بالموت، وأمره بالتّعرّض له على سبيل الامتحان في صورة بشرٍ، فلمّا رآه موسى استنكر شأنه، واستوعر مكانه، فاحتجر منه دفعًا عن نفسه بما كان من صكّه إيّاه، فأتى ذلك على عينه الّتي ركّبت في الصّورة البشرّيّة الّتي جاءه فيها، دون الصّورة الملكيّة الّتي هو مجبول الخلقة عليها، ومثل هذه الأمور ممّا يعلّل به طباع البشر، وتطيب به نفوسهم في المكروه الّذي هو واقعٌ بهم، فإنّه لا شيء أشفى للنّفس من الانتقام ممّن يكيدها ويريدها بسوءٍ، وقد كان من طبع موسى صلوات الله وسلامه عليه فيما دلّ عليه، آيٌ من القرآن، حمًى وحدّةٌ، وقد قصّ علينا الكتاب ما كان من وكزه القبطيّ الّذي قضى عليه، وما كان عند غضبه من إلقائه الألواح، وأخذه برأس أخيه يجرّه إليه، وقد روي أنّه كان إذا غضب اشتعلت قلنسوته نارًا، وقد جرت سنّة الدّين بحفظ النّفس، ودفع الضّرر والضّيم عنها، ومن شريعة نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم ما سنّه فيمن اطّلع على محرم قومٍ من عقوبته في عينه، فقال: من اطّلع في بيت قومٍ بغير إذنهم فقد حلّ لهم أن يفقأوا عينه ولمّا نظر نبيّ اللّه
[الأسماء والصفات: 2/451]
موسى عليه السّلام إلى صورةٍ بشريّةٍ هجمت عليه من غير إذنٍ تريد نفسه، وتقصد هلاكه، وهو لا يثبته معرفةً، ولا يستيقن أنّه ملك الموت، ورسول ربّ العالمين، فيما يراوده منه، عمد إلى دفعه عن نفسه بيده وبطشه، فكان في ذلك ذهاب عينه وقد امتحن غير واحدٍ من الأنبياء صلوات الله عليهم بدخول الملائكة عليهم في صورة البشر، كدخول الملكين على داود عليه السّلام في صورة الخصمين، لمّا أراد اللّه عزّ وجلّ من تقريعه إيّاه بذنبه، وتنبيهه على ما لم يرضه من فعله، وكدخولهم على إبراهيم عليه السّلام حين أرادوا إهلاك قوم لوطٍ عليه السّلام، فقال: قومٌ منكرون، وقال: فلمّا رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم، وأوجس منهم خيفةً، وكان نبيّنا صلوات الله عليه أوّل ما بدئ بالوحي يأتيه الملك فيلتبس عليه أمره، ولمّا جاءه جبريل عليه السّلام في صورة رجلٍ فسأله عن الإيمان لم يتبيّنه، فلمّا انصرف عنه تبيّن أمره، فقال: هذا جبريل جاءكم يعلّمكم أمر دينكم وكذلك كان أمر موسى عليه السّلام فيما جرى من مناوشته ملك الموت وهو يراه بشرًا، فلمّا عاد الملك إلى ربّه عزّ وجلّ مستثبتًا أمره فيما جرى عليه، ردّ اللّه عزّ وجلّ عليه عينه وأعاده رسولا إليه بالقول المذكور في الخبر الّذي روّيناه، ليعلم نبيّ الله صلوات الله عليه إذا رأى صحّة عينه المفقوءة، وعود بصره الذّاهب، أنّه رسول الله بعثه لقبض روحه، فاستسلم حينئذٍ لأمره وطاب نفسًا بقضائه، وكلّ ذلك رفقٌ من الله عزّ وجلّ به، ولطفٌ به في تسهيل ما لم يكن بدٌّ من لقائه، والانقياد لمورد قضائه قال: وما أشبه معنى قوله: ما تردّدت عن شيءٍ أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت بترديد رسوله ملك الموت إلى نبيّه موسى عليهما الصّلاة والسّلام، فيما كرهه من نزول الموت به لطفًا منه بصفيّه، وعطفًا عليه والتّردّد على الله سبحانه غير جائزٍ، وإنّما هو مثلٌ يقرّب به معنى ما أراده إلى فهم السّامع، والمراد به ترديد الأسباب والوسائط من رسولٍ أو شيءٍ غيره، كما شاء سبحانه، تنزّه عن
[الأسماء والصفات: 2/452]
صفات المخلوقين وتعالى عن نعوت المربوبين، الّذين يعتريهم في أمورهم النّدم والبداء، وتختلف بهم العزائم والآراء ليس كمثله شيءٌ وهو السّميع البصير "
[الأسماء والصفات: 2/453]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir