دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الأولى 1431هـ/5-05-2010م, 08:42 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الطهارة: الباب الخامس: التيمم

الباب الخامس: في التيمم
الفرع الأول: في التيمم لعدم الماء
5287 - (خ م ط د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، حتى إذا كنّا بالبيداء - أو بذات الجيش - انقطع عقد لي، فأقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فأتى الناس إلى أبي بكر، فقالوا: ألا ترى إلى ما صنعت عائشة؟ قامت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبالناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء؟ فجاء أبو بكر ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء؟ فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرّك إلا مكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فخذي، فنام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله تعالى آية التيمم، فتيمّموا، فقال أسيد بن حضير - وهو أحد النّقباء -: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قالت عائشة: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته.
وفي رواية: أن عائشة قالت: «سقطت قلادة لي بالبيداء، ونحن داخلون المدينة، فأناخ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ونزل، فثنى رأسه في حجري راقدا، فأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة، وقال: حبست الناس في قلادة، فبي الموت لمكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد أوجعني، ثم إن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- استيقظ وحضرت الصبح، فالتمس الماء فلم يوجد، فنزلت {يا أيها الذين آمنوا، إذا قمتم إلى الصلاة، فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق، وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وإن كنتم جنبا فاطّهّروا، وإن كنتم مرضى أو على سفر، أو جاء أحد منكم من الغائط، أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء، فتيمّموا صعيدا طيّبا، فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه، ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهّركم وليتمّ نعمته عليكم لعلكم تشكرون} [المائدة: 6] قال أسيد بن حضير: بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر، ما أنتم إلا بركة لهم».
وفي أخرى «أنها استعارت من أسماء قلادة، فهلكت، فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناسا من أصحابه في طلبها، فأدركتهم الصلاة، فصلّوا بغير وضوء، فلما أتوا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- شكوا ذلك إليه، فنزلت آية التيمم، فقال أسيد بن حضير: جزاك الله خيرا، فوالله ما نزل بك أمر قطّ إلا جعل الله لك منه مخرجا، وجعل للمسلمين فيه بركة».
أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج «الموطأ» والنسائي الرواية الأولى.
وفي رواية أبي داود قالت: «بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسيد بن حضير وأناسا معه في طلب قلادة أضلّتها عائشة، فحضرت الصلاة، فصلّوا بغير وضوء، فأتوا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فذكروا ذلك له، فأنزلت آية التيمم».
زاد في رواية: «فقال لها أسيد: يرحمك الله، ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله للمسلمين ولك فيه فرجا».

[شرح الغريب]
التيمم: في اللغة: القصد: وهو في الشريعة: الفعل المعروف القائم مقام الوضوء.
النقباء: جمع نقيب: وهو المقدم على جماعة يكون أمرهم مردودا إليه، كالعريف أو أكبر منه، والمراد بالنقباء: الجماعة من الأنصار الذين أسلموا في العقبة، وهم سباق الأنصار إلى الإسلام، جعلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- نقباء على قومهم، وكان أسيد بن حضير منهم.
فبعثنا: بعثت البعير وغيره: إذا أثرته ليقوم.
فثنى رأسه في حجري: أي: عطفه ولواه.
فلكزني: اللكز والنخس واحد.

5288 - (د س) عمار بن ياسر - رضي الله عنه - «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عرّس بذات الجيش ومعه عائشة، فانقطع عقد لها من جزع ظفار،فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء،قال: فتغيّظ عليها أبو بكر، وقال حبست الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله على رسوله رخصة التّطهّر بالصعيد الطيّب، فقام المسلمون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فضربوا بأيديهم الأرض، ثم رفعوا أيديهم، ولم يقبضوا من التراب شيئا، فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط».
زاد في رواية: قال ابن شهاب في حديثه: «ولا يعتبر بهذا الناس» قال أبو داود: وكذلك رواه ابن إسحاق، قال فيه: عن ابن عباس، وذكر فيه «ضربتين»، كما ذكره يونس، ورواه معمر عن الزهري «ضربتين».
وفي رواية النسائي: «من جزع أظفار» وفيه: «فأنزل الله رخصة التيمم بالصعيد»، وفيه: «فلم ينفضوا من التراب شيئا» وانتهت روايته إلى قوله: «الآباط».
وفي أخرى «تيممنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمسحنا بوجوهنا وأيدينا إلى المناكب».
وفي أخرى لأبي داود «أنهم تمسّحوا وهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصعيد لصلاة الفجر، فضربوا بأكفّهم الصعيد، ثم مسحوا بوجوههم مسحة واحدة، ثم عادوا فضربوا بأكفّهم بالصعيد مرة أخرى، فمسحوا بأيديهم كلّها إلى المناكب والآباط من بطون أيديهم».
وفي أخرى نحوه، ولم يذكر المناكب والآباط.
قال ابن الليث - وهو عبد الملك بن شعيب -: «إلى ما فوق المرفقين».

[شرح الغريب]
عرس: التعريس: نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم أو الاستراحة.
أظفار: يروى هذا الحديث «جزع ظفار»، و«جزع أظفار» فأما ظفار بوزن: قطام، فهو مدينة باليمن، نسب الجزع إليها، وأما أظفار فهو اسم لنوع من الجزع يعرفونه.
الصعيد: التراب، وقيل: وجه الأرض، وأراد بالطيب: الطاهر منه،ومنه الاستطابة للاستنجاء، وهو تطييب الرجل نفسه بإزالة الأذى عنه.

5289 - (خ م د س) شقيق بن سلمة الأسدي: قال: «كنت جالسا مع عبد الله ابن مسعود وأبي موسى، فقال أبو موسى: أرأيت يا أبا عبد الرحمن: لو أن رجلا أجنب، فلم يجد الماء شهرا: كيف يصنع بالصلاة؟ فقال عبد الله: لا يتيمم، وإن لم يجد الماء شهرا، فقال أبو موسى: فكيف بهذه الآية في سورة المائدة {فلم تجدوا ماء فتيمّموا صعيدا طيّبا} [المائدة: 6]؟ فقال عبد الله: لو رخّص لهم في هذه الآية لأوشك إذا برد عليهم الماء أن يتيمّموا بالصعيد، قلت: وإنما كرهتم هذا لذا؟ قال: نعم، فقال أبو موسى لعبد الله: ألم تسمع قول عمار لعمر: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حاجة فأجنبت، فلم أجد الماء، فتمرّغت في الصعيد كما تمرّغ الدّابة، ثم أتيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فذكرت ذلك له، فقال: إنما يكفيك أن تصنع هكذا - وضرب بكفّيه ضربة على الأرض - ثم نفضها، ثم مسح بها ظهر كفه بشماله- أو ظهر شماله بكفّه - ثم مسح بها وجهه؟».
وعند مسلم: إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا، ثم ضرب بيديه إلى الأرض ضربة واحدة، ثم مسح الشّمال على اليمين، وظاهر كفّيه ووجهه، فقال عبد الله: أو لم تر عمر لم يقنع بقول عمار.
وفي رواية: «قال أبو موسى: فدعنا من قول عمار، فكيف تصنع بهذه الآية؟ فما درى عبد الله ما يقول؟».
وفي أخرى: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنما كان يكفيك أن تقول هكذا، وضرب بيديه الأرض، فنفض يديه، فمسح وجهه وكفيه».
أخرجه البخاري ومسلم، إلا أن مسلما لم يقل: «فقال: إنما كرهتم هذا لذا؟ قال: نعم».
وأخرجه أبو داود، وفيه - بعد قوله: «أن يتيمّموا بالعصيد» - «فقال له أبو موسى: وإنما كرهتم هذا لذا؟ قال: نعم، فقال له أبو موسى: ألم تسمع قول عمّار.. وذكره» وفيه «إنما كان يكفيك أن تصنع هكذا، فضرب بيده على الأرض فنفضها، ثم ضرب بشماله على يمينه، وبيمينه على شماله على الكفّين، ثم مسح وجهه... وذكر الحديث».
وفي رواية النسائي قال شقيق: «كنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى، فقال أبو موسى: أو لم تسمع قول عمّار لعمر: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حاجة، فأجتبت، فلم أجد الماء، فتمرّغت بالصعيد، ثم أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،فذكرت ذلك له، فقال: إنما [كان] يكفيك أن تقول هكذا، وضرب بيديه على الأرض ضربة، فمسح كفّيه، ثم نفضهما، ثم ضرب بشماله على يمينه، وبيمينه على شماله، على كفيه ووجهه؟ فقال عبد الله: أو لم تر عمر لم يقنع بقول عمار؟».

5290 - (خ م د س) عبد الرحمن بن أبزى: «أن رجلا أتى عمر فقال: إني أجنبت، ولم أجد ماء؟ فقال: لا تصلّ، فقال عمّار: أما تذكر يا أمير المؤمنين، إذ أنا وأنت في سريّة، فأصابتنا جنابة، فلم نجد الماء، فأما أنت؛ فلم تصلّ، وأما أنا: فتمعّكت في التراب وصليت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما يكفيك: أن تضرب بيديك الأرض، ثم تنفخ، ثم تمسح بهما وجهك وكفيك؟ فقال عمر: نولّيك ما تولّيت» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «كنت عند عمر، فجاءه رجل، فقال: إنا نكون بالمكان الشهر والشهرين؟ فقال عمر: أما أنا فلم أكن أصلي حتى أجد الماء، قال: فقال عمّار: يا أمير المؤمنين، أما تذكر إذ كنت أنا وأنت في الإبل، فأصابتنا جنابة، فأما أنا فتمعّكت،فأتيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فذكرت ذلك له، فقال: إنما [كان] يكفيك أن تقول هكذا، وضرب بيديه إلى الأرض، ثم نفخهما، ثم مسح بهما وجهه ويديه إلى نصف الذراع؟ فقال عمر: يا عمّار، اتّق الله،فقال: يا أمير المؤمنين، إن شئت والله لم أذكره أبدا، فقال عمر: كلا والله، لنولّينّك من ذلك ما تولّيت».
وله في أخرى في هذا الحديث: «فقال: يا عمار، إنما كان يكفيك هكذا، ثم ضرب بيديه إلى الأرض، ثم ضرب إحداهما على الأخرى، ثم مسح وجهه والذّراعين إلى نصف الساعد - ولم يبلغ المرفقين - ضربة واحدة».
وفي أخرى بهذه القصة «فقال: إنما كان يكفيك، وضرب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يده إلى الأرض، ثم نفخ فيها، ومسح بها وجهه وكفّيه» شك سلمة وقال: لا أدري فيه: «إلى المرفقين».يعني: أو «إلى الكفّين؟».
وفي أخرى بهذا الحديث قال: «ثم نفخ فيها، ومسح بها وجهه وكفيه إلى المرفقين، أو إلى الذراعين» قال شعبة: كان سلمة يقول: «الكفّين والوجه والذّراعين» فقال له منضور ذات يوم: انظر ما تقول؛ فإنه لا يذكر الذّراعين غيرك!.
[وفي أخرى قال: «فقال - يعني: النبيّ -صلى الله عليه وسلم- -: إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك إلى الأرض، فتمسح بهما وجهك وكفّيك.. وساق الحديث»].
وفي أخرى قال: «سمعت عمارا يخطب بمثله، إلا أنه لم ينفخ».
وأخرج النسائي الرواية الأولى، وفيها «فقال: إنما كان يكفيك، وضرب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بيديه الأرض، ثم نفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكفيه - وسلمة شك، لا يدري فيه: إلى المرفقين، أو الكفّين - فقال: نولّيك ما تولّيت».
وأخرج رواية أبي داود الأولى، وفيها: «فقال عمار: أتذكر يا أمير المؤمنين، حيث كنت بمكان كذا وكذا، ونحن نرعى الإبل فتعلم أنا أجنبنا؟ قال: نعم، قال: فأما أنا فتمرّغت في التراب، فأتينا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فضحك، فقال: إن كان الصعيد لكافيك، وضرب بكفيه إلى الأرض، ثم نفخ فيهما، ثم مسح وجهه وبعض ذراعيه؟ فقال: اتّق الله يا عمار، فقال: يا أمير المؤمنين، إن شئت لم أذكره، قال: لا، ولكن نولّيك من ذلك ما تولّيت».
وله في أخرى «أن رجلا سأل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن التيمم، فلم يدر ما يقول، فقال عمار: أتذكر حيث كنا في سريّة فأجنبت فتمعّكت في التراب، فأتيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنما كان يكفيك هذا؟ - وضرب شعبة بيديه على ركبتيه، ونفخ في يديه، ومسح بهما وجهه وكفّيه مرة واحدة -».
وفي أخرى مثل الأولى وقال: «ثم نفخ [فيهما]، فمسح بهما وجهه وكفيه - شك سلمة وقال: لا أدري، فيه: إلى المرفقين، أو إلى الكفين - قال عمر: نولّيك من ذلك ما تولّيت» قال شعبة: كان [يقول]: الكفين والوجه والذراعين، فقال له منصور: ما تقول؟ فإنه لا يذكر: «الذراعين» أحد غيرك، فشك سلمة فقال: لا أدري ذكر الذّراعين، أم لا.
وفي أخرى «قال عمار: أجنبت وأنا في الإبل، فلم أجد ماء، فتمعّكت في التراب تمعّك الدابة، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بذلك، فقال: إنما كان يجزيك من ذلك التيمّم».
وفي رواية أخرى لأبي داود: «أنهم تمسّحوا وهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصعيد لصلاة الفجر، فضربوا بأكفّهم الصعيد، ثم مسحوا وجوههم مسحة واحدة، ثم عادوا فضربوا بأكفّهم الصعيد مرة أخرى، فمسحوا بأيديهم كلّها إلى المناكب والآباط من بطون أيديهم».
وفي أخرى نحو هذا: قال: «فقام المسلمون فضربوا بأكفهم التراب ولم يقبضوا من التراب شيئا.. فذكر نحوه، ولم يذكر المناكب والآباط قال ابن الليث: إلى ما فوق المرفقين».
وفي أخرى قال: «سألت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن التيمم، فأمرني: ضربة واحدة للوجه والكفين».
وفي أخرى: سئل قتادة عن التيمم، فقال: عن عمار: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إلى المرفقين».
وفي رواية النسائي قال: «تيمّمنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمسحنا بوجوهنا وأيدينا إلى المناكب».
وأخرج الترمذي من هذا الحديث بطوله: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمره بالتيمم للوجه والكفّين».
قال الترمذي: وقد روي عنه أنه قال: «تيمّمنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المناكب والآباط» ولقلّة ما أخرج لم نثبت له علامة.

[شرح الغريب]
سرية: السرية: قطعة من الجيش تبلغ أربعمائة ينفذون في مقصد.
فتمعكت: التمعك: التمرغ في التراب.
نوليك ما توليت: أي: نكلك إلى ما قلت، ونرد إليك ما وليته نفسك، ورضيت لها به.

5291 - (خ م س) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا معتزلا لم يصلّ في القوم، فقال: يا فلان، ما منعك أن تصلّي مع القوم؟ فقال: يا رسول الله أصابتني جنابة، ولا ماء، فقال: عليك بالصعيد، فإنّه يكفيك».
أخرجه البخاري والنسائي، وقد أخرجه البخاري ومسلم في جملة حديث طويل، وهو مذكور في المعجزات من «كتاب النبوة» من حرف النون.

5292 - (د ت س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: «اجتمعت غنيمة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا أبا ذر، أبد فيها، فبدوت إلى الرّبذة، فكانت تصيبني الجنابة، فأمكث الخمس والسّتّ، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو ذرّ: فسكتّ، فقال: ثكلتك أمّك أبا ذرّ، لأمّك الويل، فدعا لي بجارية سوداء، فجاءت بعسّ فيه ماء، فسترتني بثوب، واستترت بالراحلة، واغتسلت، فكأني ألقيت عنّي جبلا، فقال: الصعيد الطيّب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين، فإذا وجدت الماء فأمسّه حلدك، فإن ذلك خير».
وفي رواية «غنيمة من الصدقة».
وفي أخرى قال رجل من بني عامر: «دخلت في الإسلام، فهمّني ديني، فأتيت أبا ذر، فقال أبو ذر: إني اجتويت المدينة، فأمر لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذود وبغنم، فقال لي: اشرب من ألبانها - قال حماد: وأشك: في أبوالها - فقال أبو ذر: فكنت أعزب عن الماء ومعي أهلي، فتصيبني الجنابة، فأصلي بغير طهور، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنصف النهار وهو في رهط من أصحابه، وهو في ظل المسجد، فقال: أبو ذر: فقلت: نعم، هلكت يا رسول الله، قال: وما أهلكك؟ قلت: إني كنت أعزب عن الماء، ومعي أهلي، فتصيبني الجنابة، فأصلي بغير طهور، فأمر لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بماء، فجاءت به جارية سوداء بعسّ يتخضخض، ما هو بملآن، فتستّرت إلى بعير فاغتسلت، ثم جئت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا ذر، إن الصّعيد الطّيّب طهور وإن لم تجد الماء إلى عشر سنين، فإذا وجدت الماء فأمسّه جلدك».
أخرجه أبو داود، وقال: «أبوالها» ليس بصحيح في هذا الحديث، قال: وليس في أبوالها إلا حديث أنس، تفرّد به أهل البصرة.
وفي رواية الترمذي مختصرا، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الصعيد الطيّب طهور المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليمسّه بشرته، فإن ذلك خير».
وفي رواية «إن الصعيد الطّيّب وضوء المسلم».
وأخرجه النسائي مثل الترمذي إلى قوله: «عشر سنين».

[شرح الغريب]
ابد: بدوت: إذا خرجت إلى البادية، وهي الصحراء البعيدة من المدن والقرى، والمراد: كن في هذه الإبل بالبادية.
الثكل: فقد الولد، فكأنه دعاء عليه بالموت.
بعسّ: العس: قدح ضحم.
بالراحلة: الراحلة: البعير القوي على الأسفار والأحمال.
اجتويت: المنزل والبلد: إذا استوخمته فلم يوافق طبعك، فتغير له مزاجك، وهو افتعلت، من الجوى: المرض.
بذود: الذود من الإبل: من الثلاثة إلى العشرة.
أعزب: عزب عن المكان يعزب: إذا بعد.

5293 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «سئل عن التيمم، فقال: إنّ الله قال في كتابه حين ذكر الوضوء: {فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق} [المائدة: 6]، وقال في التيمم: {فامسحوا بوجوهكم وأيديكم} [المائدة: 6] وقال: {والسّارق والسّارقة فاقطعوا أيديهما} [المائدة: 37] وكانت السّنّة في القطع: الكفّين، إنما هو الوجه والكفّين.- يعني: التيمم-» أخرجه الترمذي.
5294 - (س) طارق بن شهاب: «أن رجلا أجنب فلم يصلّ فأتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال: أصبت، فأجنب آخر فتيمم وصلى، فأتاه، فقال نحو ما قال للآخر - يعني: أصبت-» أخرجه النسائي.
الفرع الثاني: في تيمم الجريح
5295 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال: «أصاب رجلا جرح في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم احتلم، فأمر بالاغتسال، فاغتسل فمات، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: قتلوه، قتلهم الله، ألم يكن شفاء العيّ السؤال؟» أخرجه أبو داود.
وفي رواية رزين «ثم احتلم، فسأل من لا علم له بالسّنّة: هل له رخصة في التيمم؟ فقالوا له: لا، فاغتسل فمات، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: قتلوه قتلهم الله، ألم يكن شفاء العي السؤال؟ فإنما كان يكفيه أن يتيمم، وأن يعصب على جرحه خرقة، ثم يمسح عليها، ويغسل سائر جسده».

[شرح الغريب]
قتلهم الله: يقال: قتله الله، وقاتله الله: إذا دعا عليه بالقتل والهلاك.
العي: قصور الفهم، وشفاء هذا المرض: بالسؤال عما جهله ليعرف.

5296 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «خرجنا في سفر، فأصاب رجلا منا حجر فشجّه في رأسه، فاحتلم، فسأل أصحابه: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات، فلما قدمنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخبر بذلك، قال: قتلوه، قتلهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العيّ السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر - أو يعصب، شك موسى - على جرحه خرقة، ثم يمسح عليها، ويغسل سائر جسده» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
فشجه: شج رأسه: إذا ضربه بشيء فكسره وفتحه.

الفرع الثالث: في التيمم من البرد
5297 - (د) عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: «احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السّلاسل، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صلّيت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا عمرو، صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله عز وجل يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إنّ الله كان بكم رحيما} [النساء: 29] فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يقل شيئا».
وفي رواية «أن عمرو بن العاص كان على سرية.. وذكر الحديث نحوه» قال: «فغسل مغابنه وتوضأ للصلاة، ثم صلّى بهم.... فذكر نحوه، ولم يذكر التيمم».
قال أبو داود: روى هذه القصة عن الأوزاعي عن حسّان بن عطية قال فيه: «فتيمم».

[شرح الغريب]
مغابنه: المغابن: مكاسر الجلد والأماكن التي يجتمع فيها الوسخ والعرق.

الفرع الرابع: في التيمم إذا وجد الماء
5298 - (د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «خرج رجلان [في سفر]، فحضرت الصلاة وليس معهما ماء، فتيمّما صعيدا طيبا فصلّيا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء،ولم يعد الآخر، ثم أتيا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: أصبت السّنّة، وأجزأتك صلاتك، وقال للذي توضأ وأعاد: لك الأجر مرتين».
أخرجه أبو داود، قال: وروي عن عطاء بن يسار عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال... ذكر أبي سعيد في هذا الحديث: ليس بمحفوظ، وهو مرسل.
وفي أخرى عن عطاء بن يسار «أن رجلا من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-... بمعناه».
وفي رواية النسائى «أن رجلين تيمّما وصلّيا، ثم وجدا ماء في الوقت فتوضأ أحدهما، وعاد لصلاته ما كان في الوقت، ولم يعد الآخر، فسألا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال للذي لم يعد: أصبت السنّة، وأجزأتك صلاتك، وقال للآخر: أمّا أنت فلك مثل سهم جمع».
وله في رواية عن عطاء بن يسار «أن رجلين.. وساق الحديث».

[شرح الغريب]
سهم جمع: أراد: أنه سهم من الخير جمع له فيه حظان، كذا قال الخطابي، قال: وقال الأصمعي: أراد به: سهم الجيش، قال: والجمع هاهنا أراد به الجيش، واستدل بقوله تعالى: {سيهزم الجمع} [القمر: 45]، وقوله تعالى: {فلما تراءى الجمعان} [الشعراء: 61].

5299 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أقبل من أرضه بالجرف، فحضرت العصر بمربد النّعم، فتيمم وصلى، ثم دخل المدينة والشمس مرتفعة، فلم يعد».
وفي رواية نافع «أنه أقبل هو وابن عمر من الجرف، حتى إذا كان بالمربد: نزل عبد الله فتيمم صعيدا طيبا، فمسح بوجهه ويديه إلى المرفقين ثم صلى».
وفي أخرى «أن عبد الله بن عمر كان يتيمم إلى المرفقين».
أخرج الأولى رزين، ولم أجدها، والباقي أخرجه الموطأ، وأخرج الأولى البخاري في ترجمة باب.

[شرح الغريب]
بمربد النعم: المربد: موقف الإبل، من ربد في المكان: إذا أقام فيه، والنعم: الإبل.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطهارة, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir