دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الأولى 1431هـ/5-05-2010م, 08:06 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الصحبة (1)

الكتاب السابع: في الصحبة
الفصل الأول: في صحبة الأهل والأقارب
الفرع الأول: في حق الرجل على الزوجة
4705 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها». أخرجه الترمذي.

4706 - (د) قيس بن سعد - رضي الله عنه -: قال: أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فقلت: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحقّ أن يسجد له، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: إني أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت أحقّ أن يسجد لك، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له؟» فقلت: لا، فقال: «لا تفعلوا، لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهنّ، لما جعل الله لهم عليهنّ من حقّ». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
مرزبان: بضم الزاي، واحد مرازبة الفرس، معرب، وهو الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك.

4707 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيّما امرأة ماتت وزوجها راض عنها، دخلت الجنة». أخرجه الترمذي.
4708 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دعا الرّجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجيء فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح».
وفي رواية: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها».
وفي أخرى قال: «إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح». وفي أخرى: «حتى ترجع». أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج أبو داود الأولى.

4709 - (ت) طلق بن علي - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته، وإن كانت على التّنّور». أخرجه الترمذي.
4710 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه، قاتلك الله، فإنما هو دخيل عندك، يوشك أن يفارقك إلينا». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
دخيل: الدخيل: الضيف والنزيل.
يوشك: الإيشاك: الإسراع.

4711 - (د) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -: قال: «استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسمع صوت عائشة عاليا، فأذن له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما دخل قال لعائشة: لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ ورفع يده ليلطمها، فحجزه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخرج أبو بكر مغضبا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف رأيتني أنقذتك من الرجل؟ فمكث أبو بكر أياما، ثم استأذن، فوجدهما قد اصطلحا، فقال: أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قد فعلنا، [قد فعلنا]». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
حجزه: حجزته عن كذا، أي: حلت بينه وبينه، ومنعته عنه.
أنقذتك: الإنقاذ: التخليص.
سلمكما: السلم: الصلح، وهو ضد الحرب.

4712 - (س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيّ النساء خير؟ قال: التي تسرّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها، ولا مالها بما يكره». أخرجه النسائي.
4713 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يسأل الرجل فيما ضرب امرأته؟». أخرجه أبو داود.
4714 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: «جاءت امرأة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونحن عنده، فقالت: زوجي صفوان بن المعطّل [السّلمي] يضربني إذا صليت، ويفطّرني إذا صمت، ولا يصلّي [صلاة] الفجر حتى تطلع الشمس، قال: وصفوان عنده، قال: فسأله عما قالت؟ فقال: يا رسول الله، أما قولها: يضربني إذا صلّيت، فإنها تقرأ بسورتين، وقد نهيتها، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لو كانت سورة واحدة لكفت الناس، قال: وأما قولها: يفطّرني إذا صمت، فإنها تنطلق فتصوم، وأنا رجل شاب، فلا أصبر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [يومئذ]: لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها، وأما قولها: إني لا أصلّي حتى تطلع الشمس، فإنّا أهل بيت قد عرف لنا ذاك، لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس، قال: فإذا استيقظت يا صفوان فصلّ». أخرجه أبو داود.
4715 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: قالت: «تزوّجني الزّبير، وماله في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه، - وفي رواية: غير ناضح، وغير فرسه - قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤونته وأسوسه، وأدقّ النّوى لناضحه، فأعلفه، وأستقي الماء، وأخرز غربه، وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، فكان تخبز لي جارات من الأنصار، وكنّ نسوة صدق، قالت: وكنت أنقل النّوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رأسي، وهي على ثلثي فرسخ، قالت: فجئت يوما والنّوى على رأسي، فلقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر من أصحابه - وفي رواية: من الأنصار - فدعاني، وقال: إخ، إخ، ليحملني خلفه، قالت: فاستحييت وذكرت غيرتك - وفي رواية: فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزّبير وغيرته، وكان أغير الناس - فعرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أني قد استحييت، فمضى، فجئت الزّبير، فقلت: لقيني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب فاستحييت منه، وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النّوى على رأسك أشدّ عليّ من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إليّ أبو بكر بعد ذلك بخادم، فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني».
وفي رواية: «أعتقني». أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قالت: «كنت أخدم الزّبير خدمة البيت، وكان له فرس، وكنت أسوسه، فلم يكن من الخدمة شيء أشدّ عليّ من سياسة الفرس، كنت أحتشّ له، وأقوم عليه، وأسوسه، قالت: ثم إنها أصابت خادما، جاء للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- سبي، فأعطاها خادما، قالت: كفتني سياسة الفرس، فألقت عنّي مؤونته، فجاءني رجل، فقال: يا أمّ عبد الله إني رجل فقير، أردت أن أبيع في ظلّ دارك، قالت: إني إن رخّصت لك أبى ذلك الزبير، فتعال فاطلب إليّ والزّبير شاهد، فجاء فقال: يا أمّ عبد الله، إني رجل فقير، أردت أن أبيع في ظلّ دارك، فقالت: مالك بالمدينة إلا ظلّ داري؟ فقال لها الزبير: مالك أن تمنعي رجلا فقيرا؟ فكان يبيع إلى أن كسب، فبعته الجارية، فدخل عليّ الزبير، وثمنها في حجري، فقال: هبيها لي، فقلت: إني قد تصدّقت بها».
قال البخاري: عن عروة «إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقطع الزبير أرضا من أموال بني النّضير».

[شرح الغريب]
ناضح: الناضح: البعير يستقى عليه الماء.
غربه: الغرب: الدلو، يعني أنها كانت تخرز له دلوه وراويته.

4716 - (خ م د ت) أبو الورد بن ثمامة: قال: قال علي لابن أعبد: «ألا أحدّثك عنّي وعن فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانت من أحبّ أهله إليه، وكانت عندي؟ قلت: بلى، قال: إنها جرّت بالرّحا، حتى أثّرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثّرت في نحرها، وكنست البيت حتى اغبرّت ثيابها، فأتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خدم، فقلت: لو أتيت أباك فسألته خادما؟ فأتته فوجدت عنده حدّاثا، فرجعت، فأتاها من الغد، فقال: ما كان حاجتك؟ فسكتت، فقلت: أنّا أحدّثك يا رسول الله: جرّت بالرّحى حتى أثّرت في يدها، وحملت بالقربة حتى أثّرت في نحرها، فلمّا أن جاء الخدم، أمرتها أن تأتيك، فتستخدمك خادما، يقيها حرّ ما هي فيه، قال: اتّقي الله يا فاطمة، وأدّي فريضة ربّك، واعملي عمل أهلك، وإذا أخذت مضجعك فسبّحي ثلاثا وثلاثين، واحمدي ثلاثا وثلاثين، وكبّري أربعا وثلاثين، فتلك مائة، فهي خير لك من خادم، قالت: رضيت عن الله وعن رسوله».
زاد في رواية: «ولم يخدمها». أخرجه أبو داود.
وقد أخرج ذلك البخاري ومسلم، والترمذي من رواية أخرى نحوه بمعناه.
والحديث باختلاف طرقه مذكور في «أدعية النوم والانتباه» من «كتاب الدعاء» من حرف الدال.

الفرع الثاني: في حق المرأة على الزوج
4717 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «استوصوا بالنساء [خيرا]، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضّلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء».
وأول حديث البخاري: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، واستوصوا بالنساء خيرا، فإنّهنّ خلقن من ضلع...» وذكر نحوه.
وفي رواية لمسلم في أوله: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فإذا شهد أمرا فليتكلّم بخير أو ليسكت، واستوصوا بالنساء...» الحديث.
وللبخاري: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «المرأة كالضّلع، إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج». ولمسلم نحوه.
وله في أخرى: «إن المرأة خلقت من ضلع، ولن تستقيم على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها». وأخرج الترمذي رواية البخاري المفردة.

[شرح الغريب]
استمتعت بها: الاستمتاع بالمرأة: الانتفاع بها وبوطئها.

4718 - (ت) عمرو بن الأحوص - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع يقول - بعد أن حمد الله وأثنى عليه، وذكّر ووعظ فذكر في الحديث قصة - فقال: «ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنما هنّ عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبيّنة، فإن فعلن فاهجروهنّ في المضاجع، واضربوهنّ ضربا غير مبرّح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا وإن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فحقّكم عليهنّ: أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقّهنّ عليكم: أن تحسنوا إليهنّ في كسوتهنّ وطعامهنّ». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
عوان: جمع عانية، أي: أسيرة، شبه المرأة في دخولها تحت حكم الزوج بالأسير.
لا تبغوا عليهن سبيلا: أي: لا تطلبوا عليهن طريقا تحتجون به عليهن إذا قمن بواجبكم، فلا تعنتوهن.

4719 - (د) حكيم بن معاوية [بن حيدة القشيري]: عن أبيه قال: «قلت يا رسول الله، ما حقّ زوجة أحدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبّح، ولا تهجر إلا في البيت». أخرجه أبو داود، وقال: «لا تقبّح»، أن تقول: قبّحك الله.
ولرزين قال بهز [بن حكيم بن معاوية]: حدثني أبي عن جدّي قال: «قلت: يا رسول الله ما حقّ نسائنا، وما نأتي منها، وما نذر؟ قال: ائت حرثك أنّى شئت، وأطعمها إذا طعمت، واكسها إذا اكتسيت، ولا تقبّح الوجه، ولا تضرب».

4720 - (خ م ت) عبد الله بن زمعة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم لعله يجامعها - أو قال: يضاجعها من آخر اليوم».
وفي رواية قال: «نهى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن يضحك الرّجل مما يخرج من الأنفس، وقال: بم يضرب أحدكم امرأته ضرب العبد؟ ثم لعله يعانقها». أخرجه البخاري.
وقد أخرج هو ومسلم، والترمذي ضرب المرأة مع معنى آخر، وهو مذكور في تفسير سورة: (والشمس وضحاها) من كتاب التفسير من حرف التاء.

4721 - (د) إياس بن عبد الله بن أبي ذباب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تضربوا إماء الله، فجاء عمر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ذئرن النساء على أزواجهن، فرخّص في ضربهن، فأطاف بآل رسول الله نساء كثير يشكون أزواجهنّ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
ذئرن: ذئرت المرأة على زوجها تذأر: إذا نشزت واجترأت عليه، فهي ذائر، والرجل ذائر مثلها، الذكر والأنثى سواء.
أطاف: بالشيء: إذا أحاط به.

4722 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «جلس إحدى عشرة امرأة، فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا.
قالت الأولى: زوجي لحم جمل غثّ، على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل - وفي رواية البخاري: فينتقي، هكذا قال الحميديّ، ولم أجدها في كتاب البخاري.
قالت الثانية: زوجي: لا أبثّ خبره، إني أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره.
قالت الثالثة: زوجي: العشنّق، إن أنطق أطلّق، وإن أسكت أعلّق.
قالت الرابعة: زوجي: كليل تهامة، لا حرّ، ولا قرّ، ولا مخافة، ولا سآمة.
قالت الخامسة: زوجي: إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد.
قالت السادسة: زوجي: إن أكل لفّ، وإن شرب اشتفّ، وإن اضطجع التفّ، ولا يولج الكفّ، ليعلم البثّ.
قالت السابعة: زوجي: عياياء - أو غياياء، طباقاء، الراوي شك - كلّ داء له داء، شجّك أو فلّك، أو جمع كلا لك.
قالت الثامنة: زوجي: الرّيح ريح زرنب، والمسّ مسّ أرنب.
قالت التاسعة: زوجي: رفيع العماد، طويل النّجاد، عظيم الرّماد، قريب البيت من النادي.
قالت العاشرة: زوجي: مالك، وما مالك، مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، إذا سمعن صوت المزهر أيقنّ أنّهنّ هوالك.
قالت الحادية عشرة: زوجي: أبو زرع، فما أبو زرع؟ أناس من حليّ أذنيّ، وملأ من شحم عضديّ، وبجّحني فبجحت إليّ نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشقّ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط، ودائس ومنقّ، فعنده أقول فلا أقبّح، وأرقد فأتصبّح، وأشرب فأتقنّح - وللبخاري: فأتقمّح -.
أمّ أبي زرع، فما أمّ أبي زرع؟ عكومها رداح، وبيتها فساح.
ابن أبي زرع: فما ابن أبي زرع؟ مضجعه كمسلّ شطبة، ويشبعه [ذراع] الجفرة.
بنت أبي زرع: فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها، وطوع أمّها، وملء كسائها، وغيظ جارتها.
جارية أبي زرع: فما جارية أبي زرع؟ لا تبثّ حديثنا تبثيثا، ولا تنقّث ميرتنا تنقيثا، ولا تملأ بيتنا تعشيشا.
قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمّانتين، فطلّقني ونكحها، فنكحت بعده رجلا سريآ ركب شريّا، وأخذ خطّيّا، وأراح عليّ نعما ثريّا، وأعطاني من كل رائحة زوجا، وقال: كلي أمّ زرع، وميري أهلك، قالت: فلو جمعت كلّ شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع.
قالت عائشة: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كنت لك كأبي زرع لأمّ زرع».
وفي رواية نحوه، وقال: «عياياء طباقاء»، ولم يشك، وقال: «وصفر ردائها، وخير نسائها، وعقر جارتها». قال: «وأعطاني من كل ذابحة زوجا». أخرجه البخاري ومسلم.

[شرح الغريب]
غث: أي: مهزول.
وعر: الوعر: ضد السهل، وهذه اللفظة لم تجئ في رواية البخاري ومسلم، وقد جاءت في كتب الغريب.
فينتقل: أرادت: لهزال هذا اللحم لا ينقله الناس إلى منازلهم، بل يتركونه رغبة عنه، وقد جاء في كتب الغريب فينتقى أي: ليس له نقي وهو المخ، وقلة المخ دليل على الهزال، تصف زوجها بقلة خيره وبعده عن الخير مع القلة، كالشيء الردئ في قلة الجبل الصعب المرتقى لا ينال إلا بالمشقة.
أبث: بثثت الخبر أبثه: إذا نشرته وأظهرته.
أذره: أي: أتركه وأدعه.
عجره وبجره: العجر: العروق المتعقدة في الجسد حتى يراها ظاهرة فيه، والبجر نحوها، إلا أنها خاصة بالبطن، تريد بهذا الوصف: إني لا أخوض في ذكره، لأني إن خضت فيه خفت أن أفضحه وأعدد معايبه، وكنت بالعجر والبجر عن ظاهر أمره وخافيه.
العشنق: الطويل، وقيل: السييء الخلق، تعني: أنه لسوء خلقه إن ذكرت ما فيه طلقها، وإن سكتت تركها معلقة، لا أيما ولا ذات بعل ضائعة، وعلى معنى الطويل، فلأنه في الغالب دليل السفه، وما ذكرته فعل السفهاء ومن لا تماسك عنده.
كليل تهامة، لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة: كليل تهامة: طلق معتدل، شبهته به في خلوه عن الأذى والمكروه، لأن الحر والبرد فيهما أذى. ولا مخافة ليس فيه ما يخاف منه ولا سآمة أي: لا يسأمني، فيمل صحبتي، تصفه باعتدال الأخلاق. إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد، تصفه بكثرة النوم، لأن الفهد كثير النوم، أرادت: أنه لا يتفقد ما يذهب من ماله، ولا يلتفت إلى معايب البيت، لأنه نائم لا يتفقد شيئا من حاله، وبيان ذلك في قولها «ولا يسأل عما عهد» أي عما كان يعهده قبل ذلك عندها. «وإن خرج أسد» تصفه بالشجاعة إذا خرج لمشاهدة الحرب ولقاء العدو، ومعنى قولها «فهد، وأسد» أي: صار فهدا وأسدا، أو قام مقامهما.
إن أكل لف، وإن شرب اشتف، وإن اضطجع التف: اللف في الأكل: الإكثار منه مع التخليط، حتى لا يبقى منه شيء، والاشتفاف في الشرب: استقصاء ما في الإناء، والالتفاف في النوم: التغطي وترك التكشف.
ولا يولج الكف ليعلم البث: لا يدخل كفه ليعلم البث، وهو المرض الشديد ها هنا، وفي الأصل: البث: أشد الحزن. أرادت: أنه قليل الشفقة عليها، وأنه إذا رآها عليلة لا يدخل يده في ثوبها ليجسها متعرفا لما بها، كما هو عادة الناس الأباعد، فضلا عن الأزواج، وقيل: أرادت أنه قليل التفتيش عن خفي أمرها وما تريد أن تسترة عنه، فهو لا يفعل فعل من لا يدخل يده في باطن الشيء يختبره، فهي حينئذ تصفه بالكرم والتغافل، وقلة البحث عن كل ما تريده إخفاءه.
غيايا: يروى بالعين والغين. فبالعين المهملة: هو العنين الذي لا يأتي النساء عجزا، وبالغين المعجمة وهو قليل، بعيد المعنى، إلا أن يكون من الغياية، تريد به: العاجز الذي لا يهتدي لأمر، كأنه في غياية: أي في ظلمة لا تبصر مسلكا تنظر فيه، وطباقا: هو المفحم الذي انطبق عليه الكلام وانغلق، وصفته بعجز الطرفين: اللسان والذكر. وقيل: الطباق: الذي انطبقت عليه الأمور فلا يهتدي لوجهها.
كل داء له داء: يحتمل أن يكون قولها له داء خبرا لكل تعني أن كل داء يعرف في الناس فهو فيه، ويحتمل أن يكون له صفة داء، وداء خبرا لكل: أي كل داء في زوجها بليغ متناه، كما تقول: إن زيدا رجل، وإن هذا الفرس فرس.
شجك، أو فلك، أو جمع كلاّ لك: الشج: شج الرأس، وهو شقه. والفل: الكسر. أرادت: أنه ضروب لها، وأنه كلما ضربها شجها، أو كسر عظمها، أو جمع لها بين الشج والكسر معا. وهذا معنى قولها: «أو جمع كلا لك» أي: كلاّ من الشج والكسر.
زرنب: الزرنب: نبات طيب الريح. وقيل: هو نوع من أنواع الطيب معروف. أرادت: أنه لين العريكة، سهل الجانب، كأنه الأرنب في لين مسها، وأنه في طيب عرقه ورائحة ثيابه كالزرنب، وأرادت لين بشرته، وطيب عرق جسده.
رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد: كنت عن ارتفاع بيته في الحسب برفعة عماده، وكنت عن طول قامته بطول نجاده، وهو حمائل سيفه، فإنها إذا طالت دلت على طول قامته، وكنت عن إكثاره القرى بكثرة رماده وعظمه، لأن من كثر إطعامه الطعام كثرت ناره، ومن كثرت ناره كثر رماده.
النادي: مجتمع القوم، وإنما قرب بيته من النادي ليعلم الناس بمكانه فينتابوه ويقصدوه.
مالك، وما مالك؟: قولها: «وما مالك» تعظيم لأمره وشأنه، وأنه خير مما يذكر به من الثناء عليه.
كثيرات المبارك، قليلات المسارح: له إبل كثيرات البروك بفنائه، معدة لورود الأضياف، فإن نزل به ضيف لم تكن غائبة عنه، ولكنها قريبة منه، فلذلك قالت: قليلات المسارح أي: لا يوجههن يسرحن نهارا إلا قليلا، فيبادر إلى من ينزل به من الضيفان بألبانها ولحومها.
صوت المزهر: هو العود الذي يتغنى به.
أيقن أنهن هوالك: تعني: أن من عادة زوجها أن يطعم الضيفان، وينحر لهم، ويسقيهم، ويأتيهم بالملاهي إكراما لهم، فقد ألفت إبله عند سماع الملاهي، أنه ينحرها لضيفانه، فمتى سمعت الملاهي أيقن بالهلاك، وهو النحر.
أناس من حلي أذني: النوس: تحرك الشيء متدليا، تريد: أناس أذني مما حلاهما من الشنوف والقرطة.
وملأ من شحم عضدي: أي سمنني بإحسانه وتعهده، وخصت العضدين، لأنهما إذا سمنا سمن جميع البدن.
وبجحني فبجحت إلي نفسي: يقال: بجح بالشيء: إذا فرح به، تريد: أنه سرني وفرحني بتوالي إحسانه إلي، فسرني السرور في نفسي، وتبين موقعه مني، أو ففرحت نفسي، وأظهرت إلي فرحها.
غنيمة بشق: المحدثون يكسرون الشين، وهو المشقة، وهو بالفتح اسم موضع، أرادت: أنه وجدها مع أهلها وهم في موضع شاق، أو أصحاب غنم قليلة مع جهد ومشقة.
صهيل وأطيط، ودائس ومنق: الصهيل: صوت الخيل، والأطيط: صوت الإبل، والدائس: دائس الطعام ليخرجه من سنبله، والمنقي بفتح النون: هو الذي ينقي الطعام ويراعي تنظيفه، أرادت: أنه نقلها رإلى أهل خيل وإبل وزرع وخدم، وأهل الحديث يروونه ومنق بكسر النون، قال الهروي: قال أبو عبيد: لا أعرفه، وقال الهروي: قال إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه: المنق بكسر النون من نقيق أصوات المواشي والأنعام، تصفه بكثرة أمواله، والذي قرأناه في كتاب البخاري ومسلم: منق بفتح النون.
أقول فلا أقبح: أي: لا يقال لي: قبحك الله، ويقبل قولي فيما أقوله.
وأرقد فأتصبح: أي: أنها تستوفي عنده نومها، ولا يكرهها على الانتباه والسهر في الخدمة والعمل، وهو من الصبحة: نوم أول النهار.
وأشرب فأتقنح: التقنح: الشرب فوق الري، يقال: قنحت من الشرب أقنح قنوحا: إذا تكارهت على شربه، ومن رواه فأتقمح فهو من قمح البعير قموحا: إذا رفع رأسه ولم يشرب ريّا، تقول: إنها قد امتلأت من الماء، فهي ترفع رأسها عن الماء فلا تشربه.
عكومها رداح: العكوم: جمع عكم، وهو العدل إذا كان فيه متاع، والرداح، العظيمة الثقيلة.
وبيتها فساح: من الفسيح: الواسع، وكذلك من رواه فياح أراد به الواسع.
كمسل شطبة: الشطبة: السيف، وقيل: السعفة والمسل مصدر ميمي بمعنى السل، يقام مقام المسلول، والمعنى: كمسلول الشطبة، تريد: ما سل من قشره أو من غمده، وصفته بالرقة وقلة اللحم.
ذراع الجفرة: الجفرة: الأنثى من أولاد الغنم، وقيل: من ولد المعز إذا بلغ أربعة أشهر وفصل، وصفته بقلة الأكل.
ملء كسائها: أي: إنها ذات لحم، فهي تملأ كساءها.
صفر ردائها: وصفتها أنها ضامرة البطن، فكأن رداءها صفر، أي: خال، فرادؤها لا ينتهي إلى البطن.
غيظ جاراتها: الجارة: الضرة المجاورة، فهي لحسنها تغيظ جاراتها حسدا لها، وفي رواية: وعقر جاراتها أي هلاكهن من الحسد.
لا تبث حديثنا تبثيثا: الرواية تبث بالباء، من البث، وهو إظهار الحديث وإفشاؤه، ومن رواه بالنون من النث فهو بمعنى البث أيضا، وصفتها بأنها لا تفشي لهم سرا.
وتنقث ميرتنا تنقيثا: الميرة: ما يمتار البدوي من المدن من طعام وغيره، والنقث والنقل واحد، والتنقيث مصدر نقث شدد للتكثير، وهو الإسراع في الشيء، تقول: إنها أمينة على حفظ طعامنا لا تأخذه فتنقله إلى غيرنا.
ولا تملأ بيتنا تعشيشا: التعشيش: من عش الطائر، أي: لا تخبأ في بيتنا خبئا، فشبهت المخابئ بعش الطائر، وقيل: إنها تقم البيت وتكنسه، فلا تدعه كعش الطائر في قلة نظافته.
والأوطاب تمخض: الأوطاب: جمع وطب، وهو سقاء اللبن، ومخضها: استخراج الزبد من اللبن بتحريكها.
برمانتين: أرادت أن أحدهما يرمي الرمانة إلى أخيه، ويرمي أخوه الأخرى إليه من تحت ردفها.
سريّ: الذي له سرو وجلالة. وقيل: السرو: سخاء في مروءة.
شريّا: فرس شري، وهو الذي يستشري في عدوه: أي يلج في نشاطه ويتمادى. وقيل: هو الفائق الخيار وأخذ خطيا: الخطي: من أسماء الرماح، سمي بذلك لأنه يأتي من الخط، ناحية من البحرين وعمان، فنسب إليها.
نعما ثريا: النعم: الإبل، والثري الكثير يقال: أثرى بنو فلان: إذا كثرت أموالهم.
رائحة: الرائحة: ما يروح عليها من أصناف المال، أي: أعطاني من كلها نصيبا مضاعفا. ومن رواه ذابحة فإن صحت به الرواية: فيؤول إلى معنى الأول، ويجعل بمعنى مفعول، أي من كل شيء يجوز ذبحه من الإبل والبقر والغنم.

4723 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا، رضي منها آخر». أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
يفرك: الفرك: البغض، يقال: فرك يفرك فركا وفركا وفروكا.

الفرع الثالث: في أحاديث متفرقة
4724 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «كنا نتّقي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هيبة أن ينزل فينا شيء، فلما توفّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تكلّمنا فانبسطنا». أخرجه البخاري.

4725 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما رأيت من ناقصات عقل ولا دين أغلب لذي لبّ منكن، قالت: وما نقصان العقل والدّين؟ قال: أما نقصان العقل: فشهادة امرأتين بشهادة رجل، وأما نقصان الدّين: فإن إحداكنّ تفطر رمضان، وتقيم أياما لا تصلّي». أخرجه أبو داود.
4726 - (خ م ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما تركت بعدي فتنة هي أضرّ على الرجال من النساء». أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
وأخرجه الترمذي عن أسامة بن زيد، وسعيد بن زيد.

4727 - (م) مطرف بن عبد الله [بن الشخير]: قال: «كان له امرأتان، فخرج من عند إحداهما، فلما رجع قالت له: أتيت من عند فلانة؟ قال: أتيت من عند عمران بن حصين، فحدّثنا: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: إن أقلّ ساكني الجنة النساء». أخرجه مسلم.
4728 - (د) أبو نضرة العدي: قال: حدثني شيخ من طفاوة قال: «نثوّيت أبا هريرة بالمدينة، فلم أر رجلا أشدّ تشميرا، ولا أقوم على ضيف منه، قال: فبينا أنا عنده يوما، وهو على سرير له، ومعه كيس فيه حصى أو نوى - وأسفل منه جارية له سوداء - وهو يسبّح بها، حتى إذا أنفد ما في الكيس ألقاه إليها، فأعادته في الكيس فدفعته إليه، فقال: ألا أحدّثك عنّي وعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قلت: بلى، قال: بينا أنا أوعك في المسجد، إذ جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدخل المسجد، فقال: من أحسّ الفتى الدّوسيّ؟ ثلاث مرات - فقال رجل: يا رسول الله، هو ذا يوعك في جانب المسجد، فأقبل يمشي حتى انتهى إليّ، فوضع يده عليّ، فقال لي معروفا، فنهضت، فانطلق يمشي، حتى أتى مقامه الذي يصلّي فيه، فأقبل عليهم، ومعه صفّان من رجال وصفّ من نساء - أو صفّان من نساء، وصفّ من رجال - فقال: إن نسّاني الشيطان شيئا من صلاتي فليسبّح الرّجال، وليصفّق النّساء، قال: فصلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم ينس من صلاته شيئا، فقال: مجالسكم - زاد في رواية - [هاهنا]: ثم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أمّا بعد قال: ثم اتفقوا - ثم أقبل عليهم الرّجال، فقال: هل منكم الرجل إذا أتى أهله فأغلق عليه بابه، وألقى عليه ستره، واستتر بستر الله؟ قالوا: نعم، قال: ثم يجلس بعد ذلك، فيقول: فعلت كذا، فعلت كذا؟ قال: فسكتوا، ثم أقبل على النساء. فقال: هل منكنّ من تحدّث؟ فسكتن، فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها، وتطاولت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليراها، ويسمع كلامها، فقالت: يا رسول الله، إنّهم ليتحدّثون، وإنّهنّ ليتحدّثنه، فقال: هل تدرون ما مثل ذلك؟ إنّما مثل ذلك، مثل شيطانة لقيت شيطانا في السّكّة، فقضى منها حاجته، والناس ينظرون إليه، ألا وإن طيب الرجال: ما ظهر ريحه، ولم يظهر لونه، ألا وإن طيب النّساء، ما ظهر لونه، ولم يظهر ريحه، ألا لا يفضينّ رجل إلى رجل، ولا امرأة إلى امرأة، إلا إلى ولد أو والد، وذكر ثالثة فنسيتها». هكذا قال أبو داود، وهو أخرجه.
[شرح الغريب]
تثويت فلانا: إذا كنت له ضيفا، والثوي: الضيف، والثوي: الإقامة، ومنه يقال لزوجة الرجل: أم مثواه، والمثوى: المنزل.
تشميرا: التشمير في الأمر: الجد فيه.
أوعك: الوعك: المرض والحمى.
من أحس الفتى الدوسي: أي: من عرف وعلم معرفة حس، يعني: أبصره ودوس حي من اليمن، أبوهريرة منه.
جثت: جثا الرجل على ركبتيه: إذا قعد عليها.
كعاب: الكعاب: المرأة يبدو ثدياها، وهي الكاعب أيضا.
السكة: الطريق.
يفضي: أفضى الرجل إلى امرأته: إذا جامعها، وأصل الإفضاء،الوصول إلى الشيء.

4729 - (م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة: الرّجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرّها».
وفي رواية: «إن من أشرّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته أو تفضي إليه، ثم ينشر أحدهما سرّ صاحبه». أخرجه مسلم، وأبو داود.

4730 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت عليّ غضبى، قالت: فقلت: ومن أين تعرف ذلك؟ فقال: أمّا إذا كنت راضية: فإنّك تقولين: لا وربّ محمد، وإذا كنت غضبى، قلت: لا، وربّ إبراهيم، قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك».
وفي رواية: «إني لأعرف غضبك من رضاك...» وذكر بمعناه. أخرجه البخاري، ومسلم.

الفصل الثاني: في أحاديث جامعة لخصال من آداب الصحبة
4731 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إيّاكم والظّنّ، فإنّ الظنّ أكذب الحديث، ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا - ويشير إلى صدره - بحسب امرئ من الشّرّ أن يحقر أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام: دمه، وعرضه، وماله. إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».
وفي رواية: إلى قوله: «إخوانا».
وفي أخرى قال: «لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا، ولا تناجشوا، وكونوا عباد الله إخوانا».
وفي أخرى: «لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا إخوانا كما أمركم الله».
وفي أخرى: «لا تهاجروا، ولا تدابروا، ولا تحسّسوا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا».
وفي أخرى: «لا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تنافسوا، وكونوا عباد الله إخوانا».
وفي أخرى: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشّرّ: أن يحقر أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه».
وفي أخرى قال: «إنّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم». هذه روايات مسلم.
وأما البخاري فقال: «إيّاكم والظنّ، فإن الظنّ أكذب الحديث، ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخوانا، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه، حتى ينكح أو يترك».
وله في أخرى: «إيّاكم والظنّ، فإنّ الظّنّ أكذب الحديث، ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا».
وأخرج الموطأ إلى قوله: «وكونوا عباد الله إخوانا».
وفي رواية الترمذي: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «المسلم أخو المسلم، لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذله، كلّ المسلم على المسلم حرام: عرضه، وماله، ودمه، التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر: أن يحقر أخاه المسلم».
وله في أخرى: «إيّاكم والظّنّ، فإن الظّنّ أكذب الحديث».
وأخرج أبو داود قال: «كلّ المسلم على المسلم حرام: ماله، وعرضه، ودمه، حسب امرئ من الشر: أن يحقر أخاه المسلم».
وله في أخرى: «إيّاكم والظّنّ، فإنّ الظّنّ أكذب الحديث، ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا».

[شرح الغريب]
إياكم والظن: أراد بالظن الشك الذي يعرض للإنسان في الشيء فيحققه ويعمل به، وقيل: أراد: إياكم وسوء الظن وتحقيقه، دون مباديء الظنون التي لا تملك، وخواطر القلوب التي لا تدفع، معناه: لا تبحثوا عن عيوب الناس، ولا تتبعوا أخبارهم.
ولا تجسسوا: التجسس - بالجيم -: طلب الخبر لغيرك، وبالحاء: طلبه لنفسك.
تنافسوا: المنافسة: المثابرة على طلب الشيء، والمغالبة فيه.
تدابروا: التدابر: التقاطع والتهاجر، وأصله: أن يولي أخاه ظهره.
تناجشوا: المناجشة: أن تزيد في بيع لست تريد شراءه ليقع غيرك فيه بزيادة في الثمن.

4732 - (خ م ط ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث».
وفي أخرى: «لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا».
أخرج الأولى الجماعة إلا النسائي، وأخرج الثانية مسلم.
وقال مالك في الموطأ في روايته: «ولا أحسب التدابر إلا الإعراض عن المسلم، يدبر عنه بوجهه».

[شرح الغريب]
إنشاد الضالة: الضالة: الضائعة، وإنشادها: تعريفها طريقها، أو تعريف صاحبها بها.

4733 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «حقّ المسلم على المسلم خمس: ردّ السلام، وعيادة المريض، واتّباع الجنازة، وإجابة الدّعوة، وتشميت العاطس». أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم: «حقّ المسلم على المسلم ستّ، قيل: ما هنّ يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلّم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمّته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه». وأخرج أبو داود الأولى.
وفي رواية الترمذي نحو الثانية، وجعل بدل السلام: «وتنصح له إذا غاب أو شهد».
وفي رواية النسائي قال: «للمؤمن على المؤمن ستّ خصال: يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويسلّم عليه إذا لقيه، ويشمّته إذا عطس، وينصح له إذا غاب أو شهد».

4734 - (خ م ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: قال معاوية بن سويد بن مقرّن: دخلت على البراء بن عازب، فسمعته يقول: «أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبع، ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتّباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار القسم - أو المقسم- ونصر المظلوم، وإجابة الدّاعي، وإفشاء السلام، ونهانا عن خواتيم الذهب، أو عن تختّم بالذهب، وعن شرب بالفضة، وعن المياثر، وعن القسّيّ، وعن لبس الحرير، والإستبرق والديباج». وفي رواية: «وإنشاد الضّالّة».
زاد في أخرى: «وعن الشّرب في الفضة، فإنّه من شرب فيها في الدنيا، لم يشرب فيها في الآخرة»، وقال: «إبرار المقسم» من غير شك.
وفي أخرى: «ردّ السلام»، بدل: «إفشاء السلام»، وقال: «نهانا عن خاتم الذهب، أو عن حلقة الذّهب».
وفي أخرى: «وإبرار القسم».
وفي أخرى: «ونهانا عن خاتم الذهب، وعن آنية الفضة».
وفي أخرى: «وعن المياثر الحمر».
وأخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي [الرواية] الأولى.
وفي رواية النسائي قال: «أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبع: أمرنا باتّباع الجنائز، وعيادة المريض، وتشميت العاطس، وإجابة الدّاعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، وردّ السلام».
وله في أخرى قال: «أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبع، ونهانا عن سبع، أمرنا بعيادة المريض، وتشميت العاطس، وإبرار القسم، ونصرة المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الدّاعي، واتّباع الجنائز، ونهانا عن خواتيم الذهب، وعن آنية الفضة، وعن المياثر، وعن القسّيّة، والإستبرق، والحرير، والديباج».

[شرح الغريب]
إبرار القسم: القسم: اليمين، والمقسم: الحالف، وإبراره: تصديقه وأن لا يحنثه.
القسي: ثياب منسوجة من كتان وإبرايسم مضلعة، كانت تجيء مصر من قرية تسمى القس، فنسبت إليها. الإستبرق: ما غلظ من الديباج.

4735 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «للمسلم على المسلم ستّ بالمعروف: يسلّم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمّته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويتبع جنازته إذا مات، ويحبّ له ما يحبّ لنفسه». أخرجه الترمذي.
4736 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعود المريض، ويشهد الجنازة، ويركب الحمار، ويجيب دعوة العبد، وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف، عليه إكاف ليف». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
مخطوم: له خطام، وهو حبل يكون في أنف الدابة تقاد به.

4737 - (خ د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكّوا العاني». أخرجه البخاري، وأبو داود.
[شرح الغريب]
فكوا العاني: العاني: الأسير، وفكه: إطلاقه.

4738 - (ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يحقرنّ أحدكم شيئا من المعروف، وإن لم يجد فليلق أخاه بوجه طليق، وإذا اشتريت لحما، أو طبخت قدرا: فأكثر مرقته، واغرف لجارك منه». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
طليق: الوجه وطلق الوجه: إذا كان منبسطا غير منقبض.

الفصل الثالث: في المجالسة وآداب المجلس
الفرع الأول: في الجلوس بالطرق
4739 - (خ م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إيّاكم والجلوس في الطّرقات، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بدّ، نتحدّث فيها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقّه، قالوا: وما حقّ الطريق يا رسول الله؟ قال: غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر». أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود.

4740 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في هذه القصة، قال: «وإرشاد السبيل». أخرجه أبو داود، عقيب حديث أبي سعيد الخدري هكذا.
4741 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في هذه القصة، قال: «وتغيثوا الملهوف، وتهدوا الضّال». أخرجه أبو داود عقيب حديث أبي هريرة هكذا.
[شرح الغريب]
الملهوف: المظلوم يستغيث.

4742 - (م) أبو طلحة - رضي الله عنه - قال: «كنّا قعودا بالأفنية نتحدّث، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقام علينا، فقال: ما لكم ولمجالس الصّعدات؟ اجتنبوا مجالس الصعدات، فقلنا: إنّما قعدنا لغير ما بأس، قعدنا نتذاكر، ونتحدّث، قال: إمّا لا، فأدّوا حقّها: غضّ البصر، وردّ السّلام، وحسن الكلام». أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
الأفنية: جمح فناء، وهو ساحة الدار.
الصعدات: جمع صعد، وصعد، جمع صعيد، والصعيد: التراب ووجه الأرض، مثل طريق وطرق وطرقات.
إما لا: يقال: افعل هذا إما لا، أصله: إن وما زائدة والمعنى: إلا تفعل هذا فافعل هذا، وقد أمالوا فقالوا: إما لا.

4743 - (ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرّ بناس من الأنصار - وهم جلوس في الطريق - فقال: إن كنتم لابدّ فاعلين، فردّوا السلام، وأعينوا المظلوم، واهدوا السّبيل». أخرجه الترمذي عن أبي إسحاق السّبيعي عن البراء، قال: ولم يسمعه منه.
الفرع الثاني: في التناجي
4744 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث». أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ.
وعند مسلم: «دون واحد».
وللموطأ قال عبد الله بن دينار: «كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة التي بالسوق، فجاء رجل يريد أن يناجيه وليس مع ابن عمر رجل غيري، فدعا ابن عمر رجلا آخر، حتى كنا أربعة، فقال لي وللرجل الثالث الذي دعا: استأخرا شيئا، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يتناج اثنان دون واحد».
وأخرجه أبو داود عقيب حديث أخرجه عن ابن مسعود، فقال: عن ابن عمر مثله. وقال: قال أبو صالح: «فقلت لابن عمر: فأربعة؟ قال: لا يضرّك».

[شرح الغريب]
يتناجى: المناجاة: المحادثة سرّا من الحاضرين.

4745 - (د خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا ينتجي اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحزنه». أخرجه أبو داود.
وهذا هو الحديث الذي جعل حديث ابن عمر مثله.
وفي رواية البخاري ومسلم: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يحزنه، ولا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها».
وفي رواية الترمذي: «إذا كنتم ثلاثة فلا ينتجي اثنان دون صاحبهما».
وفي أخرى: «لا يتناجى اثنان دون الثالث، فإن ذلك يحزنه».

الفرع الثالث: في القيام للداخل
4746 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنهما -: قال: «لم يكن شخص أحبّ إليهم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا، لما يعلمون من كراهيته لذلك». أخرجه الترمذي.

4747 - (د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: «خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متوكّئا على عصى، فقمنا إليه. فقال: لا تقوموا كما يقوم الأعاجم، يعظّم بعضهم بعضا».
أخرجه أبو داود.

4748 - (د ت) أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي: قال: «خرج معاوية على ابن عامر، وعلى ابن الزبير - رضي الله عنها - فقام ابن عامر، وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من أحبّ أن يمثل له الناس قياما، فليتبوّأ مقعده من النار». أخرجه أبو داود.
وعند الترمذي قال: «خرج معاوية، فقام عبد الله بن الزبير، وابن صفوان، حين رأوه، فقال: اجلسا، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من سرّه أن يتمثّل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار».

[شرح الغريب]
يمثل: مثل الناس للأمير قياما: إذا قاموا بين يديه وعن جانبيه وهو جالس، نهي عنه لأن الباعث عليه الكبر وإذلال الناس.
فليتبوأ: تبوا منزلا: إذا اتخذه مقاما.

الفرع الرابع: في الجلوس في مكان غيره
4749 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يقيمنّ أحدكم رجلا من مجلسه، ثم يجلس فيه، ولكن توسّعوا وتفسّحوا، يفسح الله لكم».
وفي رواية نحوه، وفيه: «وكان ابن عمر إذا قام له رجل من مجلسه لم يجلس فيه».وفي رواية: «لا يقيم أحدكم أخاه من مجلسه، ثم يجلس فيه».
أخرج الأولى والثانية البخاري ومسلم، وأخرج الثانية والثالثة الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقام له رجل آخر من مجلسه، فذهب ليجلس فيه، فنهاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».

4750 - (د) [أبو عبد الله - مولى لآل أبي بردة]: - عن سعيد بن أبي الحسن: قال: «جاء أبو بكرة في شهادة، فقام له رجل من مجلسه، فأبى أن يجلس فيه، وقال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذا [ونهى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-] أن يمسح الرجل يده بثوب من لم يكسه». أخرجه أبو داود.
4751 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قام أحدكم من مجلس ثم رجع إليه، فهو أحقّ به». أخرجه مسلم، وأبو داود.
4752 - (ت) وهب بن حذيفة الغفاري - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «الرجل أحقّ بمجلسه، فإذا خرج لحاجته ثم عاد، فهو أحق بمجلسه». أخرجه الترمذي.
4753 - (د) جابر بن سمرة - رضي الله عنهما -: قال: «كنا إذا أتينا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- جلس أحدنا حيث ينتهي». أخرجه أبو داود.
4754 - (د ت) عمرو بن شعيب - رحمه الله-: عن أبيه عن جده: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يجلس بين رجلين إلا بإذنهما».
وفي رواية: «لا يحلّ لرجل أن يفرّق بين اثنين إلا بإذنهما». أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي الثانية.

4755 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «خير المجالس أوسعها». أخرجه أبو داود.
الفرع الخامس: في القعود وسط الحلقة
4756 - (د ت) أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي: «أن رجلا قعد وسط حلقة، فقال حذيفة: ملعون على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم- - أو لعن الله على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم- - من جلس وسط الحلقة». أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود مختصرا: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعن من جلس وسط الحلقة».

4757 - (م د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: «دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد وهم حلق، فقال: مالي أراكم عزين». أخرجه مسلم، وأبو داود.
4758 - عائشة - رضي الله عنها -: نحوه، وفيه: «وكان يحب الجماعة». أخرجه رزين، ولم أجده في الأصول.
[شرح الغريب]
عزين: جمع عزة، أي: حلقة حلقة، وجماعة جماعة.

الفرع السادس: في هيئة الجلوس
4759 - (د) عبد الله بن حسان العنبري: عن جدّتيه: صفيّة ودحيية ابنتي عليبة - وكانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة، وكانت جدة أبيهما - «أنها أخبرتهما: أنها رأت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو قاعد القرفصاء: قالت: فلما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتخشّع في الجلسة أرعدت من الفرق». أخرجه أبو داود.
زاد رزين: «فقال: عليك السكينة، فسكن ذلك عني».

[شرح الغريب]
القرفصاء: أن يقعد الرجل قعدة المحتبي، ثم يضع يديه على ساقيه كأنه يحتبي بهما.
المتخشع: هو الخاضع المغتم الوجل.
الفرق: الفزع.

4760 - (د) عمرو بن الشريد - رحمه الله-: عن أبيه قال: مرّ بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا جالس هكذا قد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، واتّكأت على ألية يدي، فقال: «أتقعد قعدة المغضوب عليهم». أخرجه أبو داود.
4761 - أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كان إذا جلس احتبى بيديه». أخرجه....
4762 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا جلس، وجلسنا حوله فقام فأراد الرجوع: نزع نعليه - أو بعض ما يكون عليه - فيعرف ذلك أصحابه فيثبتون». أخرجه أبو داود.
الفرع السابع: في الجلوس في الشمس
4763 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان أحدكم في الفيء - وفي رواية: في الشمس - فقلص عنه الظّلّ، فصار بعضه في الشمس، وبعضه في الظل: فليقم». أخرجه أبو داود.

4764 - (د) قيس بن أبي حازم: عن أبيه: «أنه جاء ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب، فقام في الشمس، فأمر به فحوّل إلى الظلّ». أخرجه أبو داود.
الفرع الثامن: في صفة الجليس
4765 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإمّا أن تجد منه ريحا طيّبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة». أخرجه البخاري ومسلم.

[شرح الغريب]
الكير: منفاخ الحداد، وكوره: المبني من الطين للنار.
يحذيك: يعطيك، من الحذية، والحذيا: العطية.

4766 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّما مثل الجليس الصالح: مثل العطّار، إمّا أن يحذيك، وإمّا أن تجد منه ريحا طيبة، ومثل جليس السوء: كمثل صاحب الكير، إمّا أن يحرق ثيابك، وإمّا أن تجد منه ريحا خبيثة». هذه الرواية ذكرها رزين.
والذي ذكره أبو داود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجّة، ريحها طيّب، وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن، مثل التمرة، طعمها طيّب، ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن: كمثل الرّيحانة، ريحها طيب، وطعمها مرّ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن: كمثل الحنظلة، طعمها مرّ، ولا ريح لها. ومثل الجليس الصالح: كمثل صاحب المسك، إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه، ومثل الجليس السوء: كمثل صاحب الكير، إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه».
وفي رواية لأبي داود عن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بالكلام الأول إلى قوله: «وطعمها مرّ»، قال ابن معاذ: قال أنس في حديثه: «وكنا نتحدّث: أنّ مثل الجليس الصالح...» وساق بقية الحديث. وفي رواية عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مثل الجليس الصالح...» فذكر نحوه. هكذا قال أبو داود.

الفصل الرابع: في كتمان السر
4767 - (د) [ابن أخي جابر] عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «المجالس بالأمانة، إلا ثلاثة: [مجالس] سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق». أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
المجالس بالأمانة: هذا ندب إلى ترك إعادة ما يجري في المجلس من قول أو فعل، فكأن ذلك أمانة عند سامعه وناظره.

4768 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا حدّث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة». أخرجه أبو داود، والترمذي.
4769 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «أتى عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا ألعب مع الغلمان، فسلّم علينا وبعثني إلى حاجة، فأبطأت على أمّي، فلما جئت قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حاجة، قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سرّ، قالت: لا تحدّثنّ بسرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحدا، قال أنس: والله لو حدّثت أحدا لحدثتك يا ثابت». هذه رواية مسلم.
وله وللبخاري قال: «أسرّ إليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سرّا، فما حدّثت به ولا أمّي».
وفي أخرى قال: «أسرّ إليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سرّا فما أخبرت به أحدا بعده، ولقد سألتني عنه أمّ سليم، فما أخبرتها به».

الفصل الخامس: في التحاب والتواد
الفرع الأول: في الحث عليه
4770 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم». أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي.

4771 - (خ م) النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم: مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو: تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى».
وفي رواية: «المؤمنون كرجل واحد، إذا اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم: «المسلمون كرجل واحد، إن اشتكى عينه اشتكى كلّه، وإن اشتكى رأسه اشتكى كلّه».

[شرح الغريب]
تداعى له: تداعى البناء: إذا تبع بعضه بعضا في الانهدام، كأن أجزاءه قد دعا بعضها بعضا.

الفرع الثاني: في الإعلام بالمحبة
4772 - (د ت) المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أحبّ الرجل أخاه فليخبره أنّه يحبّه». أخرجه أبو داود، والترمذي.

4773 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رجلا كان عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمرّ رجل، فقال: يا رسول الله، إني لأحبّ هذا، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أعلمته؟ قال: لا، قال: فأعلمه، فلحقه، فقال: إني أحبّك في الله، قال: أحبّك الله الذي أحببتني له». أخرجه أبو داود.
4774 - (ت) يزيد بن نعامة الضبي - رحمه الله-: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه، واسم أبيه، وممّن هو؟ فإنّه أوصلّ للمودة». أخرجه الترمذي.
الفرع الثالث: في القصد في المحبة
4775 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: «أحبب حبيبك هونا مّا، عسى أن يكون بغيضك يوما مّا، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما». أخرجه الترمذي، وقال: أراه رفعه.

[شرح الغريب]
هونا ما الهون: الرفق والسكينة، المعنى: أحببه حبّا قصدا ذا رفق، لا إفراط فيه، وأضافه إلى ما التي تفيد التقليل، أي: حبا فليلا، أراد: اقتصد إذا أحببت وإذا أبغضت، فعسى أن يصير الحبيب، بغيضا، فلا تكون قد أسرفت في حبه فتندم على فعلك، وعسى أن يكون البغيض حبيبا، فلا تكون قد أفرطت في بغضه فتستحي منه.

4776 - عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما». أخرجه....
الفرع الرابع: في الحب في الله
4777 - (م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله تعالى يوم القيامة: أين المتحابّون بجلالي؟ اليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلا ظلّي». أخرجه مسلم، والموطأ.

4778 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «قال الله عز وجلّ: المتحابّون بجلال الله يكونون يوم القيامة على منابر من نور، يغبطهم أهل الجمع».
وفي رواية قال: «المتحابّون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيّون والشهداء». أخرج الثانية الترمذي، والأولى ذكرها رزين.

[شرح الغريب]
يغبطهم: الغبطة: هو أن تشتهي لنفسك مثل ما يكون لغيرك من نعمة وثروة، من غير أن يزول عنه ما هو فيه، والحسد: أن تتمنى ما لغيرك بزوال نعمته.

4779 - (ط) أبو إدريس الخولاني [عائذ الله]: قال: «دخلت مسجد دمشق، فإذا فتى برّاق الثّنايا، والناس حوله، فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه، وصدروا عن رأيه، فسألت عنه؟ فقالوا: هذا معاذ بن جبل، فلما كان الغد هجّرت إليه، فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلّي، فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه، فسلّمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبّك في الله، فقال: آللّه؟ فقلت: آلله، فقال: آللّه؟ فقلت: آلله، فأخذ بحبوة ردائي، فجبذني إليه، وقال: أبشر، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبّتي للمتحابّين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ». أخرجه الموطأ.
[شرح الغريب]
براق الثنايا: وصف ثناياه بالحسن والصفاء، وأنها تلمع إذا تبسم كالبرق، أراد بذلك: وصف وجهه بالبشر والطلاقة.
هجرت: التهجير: المضي إلى الصلاة في أول وقتها، وهو مثل التبكير، ولا يراد بهما: المضي في الهاجرة، ولا في البكرة.

4780 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الأعمال: الحبّ في الله، والبغض في الله». أخرجه أبو داود.
4781 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء، ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله، قالوا: يا رسول الله تخبرنا: من هم؟ قال: هم قوم تحابّوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله، إنّ وجوههم لنور، وإنّهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، وقرأ هذه الآية: {ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم، ولا هم يحزنون} [يونس: 62]» أخرجه أبو داود.
4782 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية، قال: [هل] لك عليه من نعمة تربّها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله، قال: فإني رسول الله إليك بأنّ الله قد أحبّك كما أحببته [فيه]» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
فأرصد الله له على مدرجته: أرصدت على طريق فلان قوما: إذا وكلتهم بحفظه، والمدرجة: الطريق.

4783 - معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: «أنّ رجلا قال له: إني أحبّك في الله، قال: أحبك الذي أحببتني فيه». أخرجه.
الفرع الخامس: في حب الله للعبد
4784 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أحبّ الله العبد نادى جبريل: إنّ الله يحبّ فلانا فأحبّوه، فيحبّه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض». أخرجه البخاري.
وفي رواية مسلم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ الله إذا أحبّ عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحبّ فلانا فأحبّه، قال: فيحبّه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إنّ الله يحبّ فلانا فأحبّوه، فيحبّه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل عليه السلام، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إنّ الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض».
وفي رواية له عن سهيل بن أبي صالح، قال: «كنّا بعرفة، فمرّ عمر بن عبد العزيز، وهو على الموسم، فقام الناس ينظرون إليه، فقلت لأبي: يا أبت، إني أرى الله يحبّ عمر بن عبد العزيز، قال: وما ذاك؟ قلت: لما له من الحبّ في قلوب الناس، قال: فأنبّئك؟ إني سمعت أبا هريرة يحدّث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... ثم ذكر الحديث».
وأخرجه الموطأ مثل الرواية الأولى، وقال: ولا أحسبه إلا قال في البغض مثل ذلك.
وأخرجه الترمذي مثل مسلم، وزاد في حديثه في ذكر المحبة «فذاك قول الله: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سيجعل لهم الرّحمن ودّا} [مريم: 96]».

الفرع السادس: في[أن] من أحب قوما كان معهم
4785 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رجلا سأل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها؟ قال: لا شيء، إلا أنّي أحبّ الله ورسوله، فقال: أنت مع من أحببت، قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أنت مع من أحببت، قال أنس: فأنا أحبّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبّي إياهم، وإن لم أعمل أعمالهم».
وفي رواية قال أنس: «فأنا أحبّ الله ورسوله.... وذكره».
وفي رواية قال: «بينما أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- خارجان من المسجد، فلقينا رجل [عند سدّة المسجد]، فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: ما أعددت لها؟ فكأن الرجل استكان، فقال: يا رسول الله كثير صيام، ولا صلاة، ولا صدقة، ولكنّي أحبّ الله ورسوله، قال: أنت مع من أحببت». أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية مسلم نحو الأولى، غير أنه قال: «ما أعددت لها من كبير أحمد عليه نفسي». ولم يذكر قول أنس.
ولمسلم في أخرى أن أعرابيا قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: متى الساعة؟ قال له: «ما أعددت لها؟» قال: حبّ الله ورسوله، قال: «أنت مع من أحببت».
وللبخاري: «أن رجلا من أهل البادية أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، متى الساعة قائمة؟ قال: ويلك، وما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها، إلا أني أحبّ الله ورسوله، قال: إنّك مع من أحببت، قال: ونحن كذلك؟ قال: نعم، ففرحنا يومئذ فرحا شديدا، فمرّ غلام للمغيرة - وكان من أقراني - فقال: إن أخّر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة».
وهذه الزيادة التي أوّلها: «فمرّ غلام للمغيرة» إلى آخر الحديث: قد أخرجها مسلم أيضا.
وفي رواية للترمذي قال: «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ فقام النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، إلى الصلاة، فلما قضى صلاته،قال: أين السائل عن قيام الساعة؟. وذكر نحوه».
وله في أخرى: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: المرء مع من أحبّ، وله ما اكتسب.
وفي رواية أبي داود قال: «رأيت أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرحوا بشيء لم أرهم فرحوا بشيء أشدّ منه، قال رجل: يا رسول الله، الرجل يحبّ الرجل على العمل من الخير يعمل به، ولا يعمل بمثله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: المرء مع من أحبّ».

[شرح الغريب]
سدة المسجد: بابه وما يبقى من الطاق المسدود فيه.
استكان: الاستكانة: الذل والخضوع.

4786 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، كيف ترى في رجل أحبّ قوما ولمّا يلحق بهم؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: المرء مع من أحبّ». أخرجه البخاري ومسلم.
4787 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «المرء مع من أحبّ». أخرجه البخاري، ومسلم.
4788 - (ت) صفوان بن عسال - رضي الله عنه -: قال: «جاء أعرابيّ جهوريّ الصوت، فقال: يا محمد، الرّجل يحبّ القوم ولمّا يلحق بهم؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: المرء مع من أحبّ». أخرجه الترمذي.
4789 - (د) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: قال: «يا رسول الله الرجل يحبّ القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم؟ قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت، قال: فإنّي أحبّ الله ورسوله، قال: فإنّك مع من أحببت، قال: فأعاد[ها] أبو ذر، فأعادها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه أبو داود.
الفرع السابع: في تعارف الأرواح
4790 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».
وفي رواية يرفعه قال: «الناس معادن كمعادن الذّهب والفضّة، [خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام] إذا فقهوا، والأرواح جنود مجنّدة... الحديث». أخرجه مسلم، وأبو داود.

[شرح الغريب]
الأرواح جنود مجندة: معناه: الإخبار عن مبدء كون الأرواح وتقدمها على الأجساد، فأعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها خلقت أول خلقها على قسمين: من ائتلاف، واختلاف، كالجنود المجندة إذا تقابلت وتواجهت، ومعنى تقابل الأرواح: ما جعلها الله عليه من السعادة والشقاوة في مبدأ الكون والخلقة، يقول: إن الأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا، فتأتلف وتختلف على حسب ما جعلت عليه من التشاكل أو التنافر في بدء الخلقة، ولهذا ترى الخير يحب الأخيار ويميل إليهم، والشرير يحب الأشرار ويميل إليهم.

4791 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف». أخرجه البخاري.
وفي رواية قالت عمرة [بنت عبد الرحمن]: «قدمت امرأة مزّاحة من أهالي مكة المدينة، فنزلت على نظيرة لها، فقالت عائشة: صدق حبّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمعته يقول: الأرواح جنود مجنّدة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».

[شرح الغريب]
نظيرة لها: نظير الإنسان: شبهه في الأخلاق والأفعال والأشكال.

الفصل السادس: في التعاضد والتساعد
الفرع الأول: في أوصاف جامعة
4792 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة». أخرجه أبو داود.
وزاد رزين: «ومن مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقّه ثبّت الله قدميه على الصراط يوم تزلّ الأقدام».

[شرح الغريب]
ولا يسلمه: أسلم فلان فلانا: إذا لم يحمه من عدوه وألقاه إلى التهلكة.

4793 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدّنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له [به] طريقا إلى الجنّة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله تعالى، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه». أخرجه مسلم، والترمذي.
وللترمذي أيضا، وأبي داود إلى قوله: «في عون أخيه».
وله في أخرى إلى: «عون أخيه»، ولم يذكر: «من يسّر على معسر».

[شرح الغريب]
السكينة: فعيلة من السكون والطمأنينة.
حفتهم الملائكة: أي: أحاطت بهم.

4794 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «الدّين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين، والمسلم أخو المسلم، لا يخذله، ولا يكذبه، ولا يظلمه، وإنّ أحدكم مرآة أخيه، فإن رأى به أذى فليمطه عنه». أخرجه الترمذي مفرّقا في ثلاثة مواضع.
وله في أخرى: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكفّ عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه».
والرواية الأولى ذكرها بطولها مجموعة رزين.

[شرح الغريب]
يكف ضيعته: الضيعة: الحرفة، وكفها: جمعها عليه وردها إليه.
يحوطه من ورائه: يحفظه ويصونه من ورائه من حيث لا يعلم، وفيما يغيب عنه من أموره.

4795 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «المسلم أخو المسلم،لا يظلمه، ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة». أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
4796 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا». وشبّك بين أصابعه. أخرجه البخاري، ومسلم.
وأخرجه الترمذي إلى قوله: «بعضا».

4797 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «يد الله مع الجماعة». أخرجه الترمذي.
الفرع الثاني: في الحلف والإخاء
4798 - (م د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا حلف في الإسلام، وأيّما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدّة». أخرجه مسلم، وأبو داود.
وقال أبو داود: يريد: حلف المطيبّين.

[شرح الغريب]
لا حلف في الإسلام: أصل الحلف: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائيل والغارات، فذلك الذي ورد النهي عنه في الإسلام بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا حلف في الإسلام» وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم وصلة الأرحام، كحلف المطيبين وما جرى مجراه، فذلك الذي قال فيه -صلى الله عليه وسلم-: «وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة». يريد: من المعاقدة على الخير، والنصر للحق، وبذلك يجتمع الحديثان، وقد حالف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الإسلام بين قريش والأنصار، يعني: آخى بينهم، وهذا هو الحلف الذي يقتضيه الإسلام، والممنوع منه: ما خالف حكم الإسلام، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر من المطيبين، وكان عمر من الأحلاف، والأحلاف: ست قبائل: عبد الدار، وجمح، ومخزوم، وعدي، وكعب، وسهم، سموا بذلك لأنهم لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في أيدي عبد الدار: من الحجابة والرفادة واللواء والسقاية، وأبت عبد الدار، عقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا، فأخرجت بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيبا، فوضعتها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاقدوا، وتعاقدت بنو عبد الدار وحلفاؤها حلفا آخر مؤكدا على أن لا يتخاذلوا، فسموها الأحلاف لذلك.

4799 - (ت) عمرو بن شعيب: عن أبيه عن جده - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته: «أوفوا بحلف الجاهلية، فإنّه لا يزيده - يعني: الإسلام - إلا شدّة -، ولا تحدثوا حلفا في الإسلام». أخرجه الترمذي.
4800 - (خ م د) عاصم بن سليمان الأحول: قال: قلت لأنس: «أبلغك أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا حلف في الإسلام؟ فقال: قد حالف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين قريش، والأنصار في داري». أخرجه البخاري ومسلم.
وعند أبي داود قال: «سمعت أنس بن مالك يقول: حالف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في دارنا، فقيل له: أليس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا حلف في الإسلام؟ فقال: حالف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار في دارنا، مرتين أو ثلاثا».

4801 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أبي طلحة، وأبي عبيدة» أخرجه مسلم.
4802 - (خ) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: قال: «آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين سعد بن الرّبيع، فقال لي سعد: إني أكثر الأنصار مالا، فأقاسمك مالي شطرين، ولي امرأتان، فانظر أيّتهما شئت، حتى أنزل لك عنها، فإذا حلّت تزوّجتها، فقلت: لاحاجة لي في ذلك، دلّوني على السوق، فدلّوني على سوق بني قينقاع، فما رحت حتى استفضلت أقطا وسمنا... وذكر الحديث»، وسيجيء بتمامه في «كتاب الصداق». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
أقطا: الأقط: لبن جامد يابس.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصحبة, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir