دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > البحوث التفسيرية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 4 ربيع الأول 1436هـ/25-12-2014م, 04:46 PM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي

المسائل التفسيرية في قوله تعالى
{وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)}

1: بيان أن آدم عليه السلام هو أول الأنبياء
آدم عليه السلام أبو البشر هو أول أنبياء الله عليهم السلام ،كما ورد ذلك في الأحاديث ومن ذلك ما ورد عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أي الأنبياء كان أول؟ قال: «آدم»، قلت: يا رسول الله ونبي كان؟ قال:«نعم، نبي مكلم»، قلت: كم كان المرسلون يا رسول الله؟ قال: (ثلاثمائة وخمسة عشر، جما غفيرا). أخرجه البخاري وأحمد.

2: آدم عليه السلام نبي مكلم
مما أكرم الله به آدم عليه السلام أن كلمه قبلا بدون واسطة فقال له :{ اسكن أنت وزوجك الجنة} كما ورد ذلك في رواية الحافظ بن مردويه عن أبي ذرٍ: قال: قلت: يا رسول اللّه؛ أريت آدم، أنبيًّا كان؟ قال:«(نعم، نبيًّا رسولًا كلّمه اللّه قبلا فقال: {اسكن أنت وزوجك الجنّة}).

3: مم خلق آدم ؟
خلق الله نبيه آدم من أديم الأرض – أي وجهها- فسمي آدم ، وجاء بنوه على قدر الأرض التي خلقوا منها، فمنهم الأبيض والأسود والأحمر ومنهم السهل والحزن والخبيث وغير ذلك مما جبلوا عليه من صفات .
روي عن ابن عباس في قوله: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} قال: (خلق الله آدم من أديم الأرض يوم الجمعة بعد العصر فسماه آدم، ثم عهد الله فنسي فسماه الإنسان) ذكره الصنعاني وأورد الرازي نحوه.

4: متى خلق آدم
خلق الله آدم في خير وهو يوم الجمعة ، كما ورد ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم: «خير يومٍ طلعت فيه الشّمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنّة، وفيه أخرج منها» رواه مسلمٌ والنّسائيّ

5: معنى قوله {اسكن}
قال بن عطية : {اسكن} معناه لازم الإقامة، ولفظه لفظ الأمر ومعناه الإذن.

6: معنى قوله { وزوجك}
قال بن عطية : والزوج امرأة الرجل وهذا أشهر من زوجة .

7: متى خلقت حواء؟
فيه قولان :
القول الأول: أنها خلقت بعد أن سكن آدم الجنة.
عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «فأخرج إبليس من الجنّة حين لعن، وأسكن آدم الجنّة، فكان يمشي فيها وحشًا ليس له زوجٌ يسكن إليها. فنام نومةً فاستيقظ، وإذا عند رأسه امرأةٌ قاعدةٌ خلقها اللّه من ضلعه، فسألها: من أنت؟ فقالت: امرأةٌ، قال: ولم خلقت؟ قالت: تسكن إليّ..) ذكرهذا القول الطبراني والرازي وابن عطية وابن كثير
القول الثاني : أنها خلقت قبل أن يسكن آدم الجنة
عن ابن إسحاق، قال: «لمّا فرغ اللّه من معاتبة إبليس أقبل على آدم وقد علّمه الأسماء كلّها، فقال: {يا آدم أنبئهم بأسمائهم} إلى قوله: {إنّك أنت العليم الحكيم } . قال: «ثمّ ألقى السّنة على آدم، فيما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التّوراة وغيرهم من أهل العلم، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ وغيره، ثمّ أخذ ضلعًا من أضلاعه من شقّه الأيسر ولأم مكانه لحمًا وآدم نائمٌ لم يهبّ من نومته حتّى خلق اللّه من ضلعه تلك زوجته حوّاء، فسوّاها امرأةً ليسكن إليها. ذكرهذا القول الطبراني وابن عطية وابن كثير.

8: معنى الجنة
قال ابن عطية : الجنة البستان عليه حظيرة.

9: هل الجنة التي سكنها آدم عليه السلام هي جنة الخلد ؟
اختلف أهل التأويل في ذلك على قولين
القول الأول: أنها جنة الخلد. وهو قول جمهور العلماء وقال به ابن عطية وهو مايفهم من كلام ابن كثير
القول الثاني : أنها ليست جنة الخلد .وحجتهم في ذلك أن من دخل جنة الخلد فلايخرج منها وكذلك فإن ابليس لايستطيع دخول جنة الخلد. [وحكى القرطبيّ عن المعتزلة والقدريّة القول بأنّها في الأرض]
ورد عليهم أصحاب القول الأول : أن من دخل جنة الخلد مثابا لا يخرج منها، وأما من دخلها ابتداء كآدم فغير مستحيل ولا ورد سمع بأنه لا يخرج منها.
وردوا على الحجة الثانية في امتناع ابليس من دخول الجنة : أنه منع من دخولها مكرّمًا، فأمّا على وجه الرّدع والإهانة، فلا يمتنع . ولهذا ورد في بعض الآثار أنه دخلها في فم الحية.

10- متى أخرج إبليس من الجنة
دلت الأدلة أن إبليس أخرج من الجنة بعد أن استكبر عن السجود لآدم وأبى إلا المعصية وقبل أن يسكنها آدم . كما ذكر ذلك الطبري
عن ابن إسحاق، قال: «لمّا فرغ اللّه من إبليس ومعاتبته، وأبى إلاّ المعصية، وأوقع عليه اللّعنة، ثمّ أخرجه من الجنّة؛ أقبل على آدم وقد علّمه الأسماء كلّها، فقال: {يا آدم أنبئهم بأسمائهم} إلى قوله: {إنّك أنت العليم الحكيم} .

11- متى سكن آدم الجنة
سكن آدم الجنة يوم الجمعة . كما ورد ذلك عن أبي العالية «قال اللّه تبارك وتعالى: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة}»، قال: (خلق اللّه آدم يوم الجمعة، وأدخله الجنّة يوم الجمعة، فجعله في جنّات الفردوس)

12- كم مكث آدم في الجنة ؟
اختلف في ذلك
-فقيل : أنه مكث بها ساعة من نهار مابين صلاة العصر للمغرب .هذه الساعة ثلاثون ومائة سنة من أيام الدنيا. ذكره بن كثير
-وقيل: مكث آدم في الجنة ربع النهار، وذلك ساعتان ونصف وذلك مائتان سنة وخمسون سنة.

13- تزيين حواء لآدم الأكل من الشجرة أثر لايصح
وردت آثار كثيرة بهذا الشأن منها ، عن يعلى بن مسلمٍ، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ -رضي اللّه عنهما- قال: «قال اللّه -تعالى- لآدم -عليه السّلام-: ما حملك على أن أكلت من الشّجرة الّتي نهيتك عنها؟ فاعتلّ آدم فقال: يا ربّ، زيّنته لي حوّاء. قال: فإنّي عاقبتها أن لا تحمل، إلّا كرهًا، ولا تضع إلّا كرهًا، ودميتها في كلّ شهرٍ مرّتين. فرنّت حوّاء عند ذلك فقيل لها: عليك الرّنّة وعلى بناتك)
قال فيه البوصيري هذا إسنادٌ فيه مقالٌ؟ معلّى بن مسلمٍ لم أقف على ترجمته وباقي رواته ثقاتٌ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/ 176]

14- المقصود بلفظ الأمر (كلا)
كلا : لفظ أمر لكن معناه الإباحة بقرينة { حيث شئتما}. ذكره ابن عطية

15: عود الضمير في قوله {منها}
الضمير في منها عائد إلى الجنة . ذكره ابن عطية

16- معنى قوله {رغدا}
الرغد: الكثير الذي لا يعينك من ماء أو عيش أو كلأ. ( يقال: "قد ارغد فلان" أي: أصاب عيشا واسعا). [غريب القرآن وتفسيره: 68]
زبداً بمصرٍ يوم يسقى أهلها ....... رغداً تفجّره النبيط خلالها
ذكره اليزيدي .وذكر نحوه التيمي والدينوري وابن عطية والقيسي .وكذلك ذكرقريبا منه ابن جرير والرازي والسيوطي عن ابن مسعود ومجاهد وابن عباس.
ويكون معنى الآية { وكلا منها رغدا } : أي كلا أكلا واسعة هنيئا لاحساب فيه حيث شئتما.

17- العائد في اسم الإشارة هذه في قوله { ولاتقربا هذه الشجرة }
يحتمل أن يكون العائد على شجرة واحدة بعينها أو إلى جنس . قاله بن عطية .

18- الشجرة التي نهي آدم عن الأكل منها
الشجر : كل ما قام على ساق .قاله الطبري
اختلف أهل التأويل في عين الشجرة التي نهي عنها آدم :
-فقيل: أنها شجرة العنب (الكرم).
قاله ابن وهب المصري الطبري والرازي وابن كثيرعن ابن عباس وابن هبيرة وسعيد بن جبير والسدي وابن قيس وابن عطية عن ابن مسعود وابن عباس والسيوطي عن ابن هبيرة وابن عباس .
-وقيل أنها السنبلة (البر) .
ذكره الطبري والرازي وابن عطية وابن كثير والسيوطي عن ابن عباس وأبي مالك وعطية وقتادة وزاد الطبري وابن كثيرعن أبو الجلد وابن دثار والحسن .
-وقيل أنها التينة .
ذكره الطبري والرازي وابن عطية وابن كثيرعن ابن جريج وزاد الرازي والسيوطي عن قتادة
-وقيل : أنها شجرة تحنك منها الملائكة للخلد.
قاله ابن جرير و ذكره ابن عتبة والرازي وابن كثير عن وهب بن منبه. قال القاضي أبو محمد وهذا ضعيف
-وقيل : أنها شجرة النخلة.
ذكرها الرازي وابن كثير عن أبي مالك .
وقيل : أنها شجرة من أكل منها أحدث ولا ينبغي أن يكون في الجنة حدث .
ذكره الرازي والسيوطي عن أبي العالية وقاله ابن عطية ونقله عنه ابن كثير .
-وتزعم اليهود أنها الحنظلة .
قال ابن عطية وقاله ابن كثير عن ابن مسعود وابن عباس ومرة .
قال أبو جعفر الطبري : والصواب أن الله نهى آدم وزوجته عن الأكل من شجرة بعينها وقال لهما :{ ولاتقربا هذه الشجرة} فخالفا إلى مانهاهما الله عنه، ولم يعين الله لعباده هذه الشجره ولانصب لهم من الأدلة مايصلون به إليها ، ولو كان في العلم بها لله رضا لدلهم عليها ليطيعوه بمعرفتها.

20- معنى قوله تعالى { ولاتقربا هذه الشجرة}
لا تقربا : أي لاتأكلا . فنهى عن الأكل وعن مايؤدي إليه وهو القرب . قاله الزجاج وابن عطية.

21- تأويل قوله تعالى {ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}
اختلف فيها أهل العربية
القول الأول: ولاتقربا هذه الشجرة ولا تكونا من الظالمين .وعلى هذا تكون { فتكونا من الظالمين} معطوفة على الجملة الأولى ، مجزومة بالعطف .
القول الثاني : ولاتقربا هذه الشجرة فإنكم إن قربتماها كنتما من الظالمين. وعلى هذا القول تكون {فتكونا من الظالمين} بمعنى جواب النهي في موضع نصب.
ذكرهما الطبري في تفسيره.

22- معنى قوله { فتكونا من الظالمين}
أي تكونا ممن تعدى حدودي وعصى أمري ، ونهج منهاج الظالمين .قاله الطبري

23:المعنى الإجمالي للآية
يقول اللّه تعالى إخبارًا عمّا أكرم به آدم بعد أن أمر الملائكة بالسّجود له، فسجدوا إلّا إبليس: إنّه أباحه الجنّة يسكن منها حيث يشاء، ويأكل منها ما شاء رغدًا، أي: هنيئًا واسعًا طيّبًا ، وأمرهما ألا يقربا شجرة بعينها ابتلاء منه سبحانه واختبار لآدم .قاله ابن كثير.

المسائل التفسيرية في قوله تعالى
{ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)}

1: معنى {فأزلهما}
قيل في معناها قولان
الأول : (فأزلّهما) : بتشديد اللام :أي اغواهما وأكسبهما الخطيئة .
ذكره التيمي واليزيدي والقيسي وابن عطية .
الثاني:( فأزالهما) :أي نحاهما من إزالة الشيء عن الشيء
وهذان القولان ذكرهما البلخي والدينوري و ابن جرير والزجاج والرازي والسيوطي
ورجح ابن جرير قراءة التضعيف {فأزلّهما} وقال : (لأنّ اللّه جلّ ثناؤه قد أخبر في الحرف الّذي يتلوه بأنّ إبليس أخرجهما ممّا كانا فيه، وذلك هو معنى قوله: فأزالهما، فلا وجه إذ كان معنى الإزالة معنى التّنحية والإخراج أن يقال: فأزالهما الشّيطان عنها فأخرجهما ممّا كانا فيه، فيكون كقوله فأزالهما الشيطان عنها فأزالهما مما كانا فيه).

2: سبب تسمية الشيطان بهذا الاسم
الشيطان في اللغة: الغالي في الكفر من الجن والإنس.وفي لغة العرب الأرض الشطون البعيدة.كما ذكره الزجاج
عن عكرمة قال: «إنّما سمّي الشّيطان لأنّه تشيطن»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 87]
3: الحكمة من اضافة الإخراج إلى إبليس في قوله { فأخرجهما}
أضاف الله إخراج آدم من الجنة إلى الشيطان مع أنه سبحانه هو المخرج لهما ، لأنه قد تسبب في إخراجهما من الجنة بإغوائمها وتزيين المعصية لهما . ذكره الطبري وقال والدليل أن الله هو المخرج لهما على الحقيقة قوله سبحانه :{ وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو}.

4- كيف استزل إبليس آدم عليه السلام وزوجته؟
اختلف في كيفية ذلك
- فروي عن ابن عباس وابن مسعود وجمهور العلماء : أن الإغواء كان مشافهة والدليل قوله تعالى { وقاسمهما }.
- وقال بعضهم: إن إبليس لما دخل إلى آدم كلمه في حاله، فقال: يا آدم ما أحسن هذا لو أن خلدا كان، فوجد إبليس السبيل إلى إغوائه، فقال: هل أدلك على شجرة الخلد.
- وقال بعضهم: دخل الجنة في فم الحية وهي ذات أربع كالبختية، بعد أن عرض نفسه على كثير من الحيوان فلم تدخله إلا الحية، فخرج إلى حواء وأخذ شيئا من الشجرة، وقال: انظري ما أحسن هذا فأغواها حتى أكلت، ثم أغوى آدم، وقالت له حواء: كل فإني قد أكلت فلم يضرني فأكل فبدت لهما سوءاتهما، وحصلا في حكم الذنب.
- وقالت طائفة: إن إبليس لم يدخل الجنة إلى آدم بعد أن أخرج منها، وإنما أغوى آدم بشيطانه وسلطانه ووساوسه التي أعطاه الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
ذكر هذه الأقوال ابن عطية ، وذكر نحوها السيوطي.ورجح أبو جعفر أن إبليس قد باشر مخاطبتهما بنفسه إما ظاهرا للعيان وإما مستجنا في غيره ولم يكن خطابه لهما وسوسة.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن ابن عباس قال: «إن عدو الله إبليس عرض نفسه على دواب الأرض أنها تحمله حتى يدخل الجنة معها ويكلم آدم، فكل الدواب أبى ذلك عليه، حتى كلم الحية فقال لها: أمنعك من ابن آدم فإنك في ذمتي إن أدخلتني الجنة، فحملته بين نابين حتى دخلت به، فكلمه من فيها وكانت كاسية تمشي على أربع قوائم فأعراها الله وجعلها تمشي على بطنها

5- عود الضمير في قوله تعالى{ عنها}
قال ابن عطية : والضمير في {عنها} عائد على الشّجرة في قراءة من قرأ «أزلهما»، ويحتمل أن يعود على الجنّة فأما من قرأ «أزالهما» فإنه يعود على الجنّة فقط .
وقال مثله بن كثير

6- معنى قوله تعالى { فأخرجهما مما كانا فيه}
أي مما كانا فيه من رغد العيش وسعة نعيم الجنة إلى شقاء الدنيا، ومن الطاعة إلى المعصية ومن علو المنزلة إلى سفل مكان الذنب . ذكره ابن عطيه وذكر نحوه ابن جرير ،وابن كثير

7- معنى الهبوط
قال ابن عطية : الهبوط النزول لأسفل، وقال ابن جرير : يقال هبط فلانٌ أرض كذا ووادي كذا: إذا حلّ ذلك، كما قال الشّاعر
أيدي الرّكاب بهم من راكسٍ فلقا ما زلت أرمقهم حتّى إذا هبطت

8- من المخاطب في قوله تعالى {اهبطوا}
اختلف فيمن خوطب بالهبوط في الآية مع اتفاقهم أن آدم وزوجته معنيين في الآية
-قيل : آدم وزوجته وإبليس .
( قاله الفراء والبلخي وذكره ابن جرير عن أبي العالة وابن زيد وذكره الهمذاني عن مجاهد وذكه ابن عطية عن الحسن)
-وقال بعضهم :آدم وزوجته والحية .لأن إبليس قد كان أهبط قبل عند معصيته.
( ذكره ابن جرير عن سفيان بن وكيع والسيوطي عن وقتادة)
-وقال الآخرين آدم وزوجته وإبليس والحية.
(قاله الدينوري وذكره ابن جرير عن ابن عباس و مجاهد وذكره الرازي والسيوطي عن ابن عباس وزاد السيوطي عن مجاهد وقتادة و ابن عطية عن السدي)

9- هل كان هبوط المخاطبين بوقت واحد ؟
فيه قولان :
الأول : هبوط آدم وزوجته وعدوهما ابليس كان بوقت واحد ودل على ذلك قوله {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدوٌّ} فجمع الله إياهم في الخبر يدل على أن الهبوط كان بوقت واحد وهو ما ذهب إليه ابن جرير.
الثاني: اهبط إبليس أولا بدليل قوله{ اخرج منها فإنك رجيم} ثم أهبط آدم وزوجته بعد ذلك ، وجمع الله لرسوله عليه الصلاة والسلام قصة هبوطهم لأنهم اجتمعوا في الهبوط وإن كانت أوقاتهم متفرقة . وهذا ما ذهب إليه ابن عطية.

10- طبيعة العداوة مابين آدم وزوجته ، وإبليس والحية
-أما عن عداوة إبليس آدم وذريته فحسده إياه واستكباره عن السجود له ، وعداوته إياه لآدم كفر بالله.
-وأمّا عداوة آدم وذرّيّته إبليس، فعداوة المؤمنين إيّاه لكفره باللّه وعصيانه لربّه في تكبّره عليه ومخالفته أمره؛ وذلك من آدم ومؤمني ذرّيّته إيمانٌ باللّه.ذكر القولين السابقين ابن عطية
-وأمّا عداوة ما بين آدم وذرّيّته، والحيّة
فقيل لما كان منها من إدخال إبليس الجنة ، كما روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «ما سالمناهنّ منذ حاربناهنّ فمن تركهنّ خشية ثأرهنّ فليس منّا). وهو ما ما ذهب إليه ابن جرير
وقيل لأذاها بني آدم عن ابن عبّاسٍ، قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: عن قتل الحيّات، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «خلقت هي والإنسان كلّ واحدٍ منهما عدوٌّ لصاحبه إن رآها أفزعته، وإن لدغته أوجعته، فاقتلها حيث وجدتها»). [جامع البيان: 1/ 571-575]
وهذه الأقوال ذكرها ابن جرير والسيوطي عن ابن عباس

11- مكان هبوط كلا من آدم ، وحواء ، وابليس ، والحية
فيه أقول:
- فقيل أن آدم أنزل بدحنا في الهند وحواء في جدة والحية بأصبهان وإبليس بدستيميان من البصرة .( وقيل أن دجنا بين مكة والطائف)
ذكره الرازي عن ابن عباس والسدي وابن كثير عن الحسن البصري ونحوه عن ابن عباس والسدي
- وقيل أن آدم أنزل بالصفا وحواء بالمروة .
ذكره الرازي وابن كثير والسيوطي عن ابن عمر
وروي أن آدم نزل على جبل من جبال سرنديب وأن حواء نزلت بجدة، وأن الحية نزلت بأصبهان، وقيل: بميسان، وأن إبليس نزل على الأبلة). [المحررالوجيز: 1 /184-188]
ذكره ابن عطية

12- تأويل قوله تعالى { ولكم في الأرض مستقر}
المستقر في كلام العرب هو موضع الإستقرار . وقد اختلف في المراد به على قولين
الأول : قوله تعالى { ولكم في الأرض مستقر} كقوله {الذي جعل لكم الأرض فراشا}.أي موضع استقرار وثبات.
ذكره ابن جرير عن الربيع وابن زيد والرازي عن أبي العالية
والثاني : قالوا أي لكم في الأرض قرار في القبور. ذكره ابن جرير عن ابن عباس و السدي والرازي عن ابن عباس
ورجح ابن جرير: أين ماكان موضع الانسان من الأرض فهي مستقره إلى أن يرجع إلى مسكنه من الجنة.

13- معنى قوله تعالى { ومتاع إلى حين}
المتاع ما يستمتع به من أكل ولبس وحياة . ذكره ابن عطية عن السدي.
واختلف في المقصود بالحين
-فقيل : بلاغ إلى الموت . (ذكره ابن جرير والرازي عن ابن عباس)
-وقيل: بلاغ إلى الساعة . (ذكره ابن جرير عن مجاهد والرازي عن ابن عباس)
ورجح ابن جرير هذا القول وحجته أن الله قد جعل الأرض للانسان متاع أيام حياته يستقر عليها ويغتذي بما يخرج منها وبعد مماته لجثته كفاتا .وبما أن الله لم يضع في الاية دلالة تدل على بعض المتاع دون بعض كان الخبر عاما إلى أن تبدل الأرض غير الأرض.
-وقيل: بلاغ إلى أجل . ذكره ابن جرير عن الربيع وذكره القيسي .




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تجب, تفسيري


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir